تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

مسرحية للأطفال " قرقوش " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب طلال حسن 


     مسرحية للأطفال  "   قرقوش " تأليف طلال حسن 

     

  المشهد الأول

ـــــــــــــــــــــــــــ



                                    الحائك يعمل في

                                     فسحة أمام بيته


الحائك : العمل هذه الأيام كثير ، كثير جداً "
ينظر إلى السماء " اللهم لا حسد ،
فالنجاح لا يحسده غير أصحابه " يعمل
"إنه رزقي ، ورزق زوجتي وأولادي "
يهز رأسه " خمسة في عين العدو ،
والسادس في الطريق " يهز رأسه ثانية "
آه حمدية ، أنت كما تقول أمي .. أنثى
أرنب ، وأي أرنب .

                                              

                                       تدخل الجارية تماضر ،

                                 وتقترب من الحائك 


الجارية : " بصوت رقيق " دحام .

الحائك : " لا يتوقف عن العمل " أنا أبو سيف .

الجارية : دحام يعجبني أكثر .

الحائك : لكن زوجتي حمدية لا يعجبها أن تناديني
" يحاكي صوتها " دحام .

الجارية : حمدية ليست هنا .

الحائك : قد تكون هنا في أية لحظة .

الجارية : " تضحك " أنت أبو سيف .

الحائك : ليس مع حمدية .

الجارية : " تضحك " هاهاها .

الحائك : الساتر الله .

الجارية : لو تعرف من رأيت في الحلم الليلة .

الحائك : أحلامك كثيرة ، لا تنتهي ، وهي كلها
أحلام ، أحلام ، أحلام .

الجارية : قرقوش .

الحائك : " يتوقف " تماضر .

الجارية : قرقوش نفسه .

الحائك : أنصحكِ أن لا تريه حتى في الحلم .

الجارية : " تهدده مازحة " دحام .

الحائك : " يعود إلى العمل " اتقي الله ، يا
تماضر ، فلدي حمدية وخمسة أولاد .

الجارية : فقط !

الحائك : والسادس في الطريق .

الجارية : " تضحك " هاهاها .

                         

                               يدخل رجل بدين ، 

                          وينظر إلى الجارية مبهوراً

 

الرجل : الله .

الجارية : يأخذكَ .

الرجل : عيناكِ ..

الجارية : قتلتاك .

الرجل : لا أروع ..


                             الرجل تزلق قدمه،

                        ويسقط على نول الحائك


الرجل : " متألماً " آه عيني .

الجارية : " مبتعدة " عمى .

الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني .

الجارية : هذا جزاء عادل ، فالعين الغادرة يجب
أن تعاقب .

الرجل : " يحاول النهوض عبثاً " عيني .. عيني
.. عيني .

الجارية : " وهي تدخل بيتها " عسى أن تعمى ،
لعلك تتعظ .

الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني .

الحائك : انهض ، يا رجل ، انهض .

الرجل : " يضع يده على عينه المدماة " عيني ..
" ينهض ويده فوق عينه " فقئت .. عيني
.. فقئت .

الحائك : أرأيت ؟ إنها عين الجارية تماضر .

الرجل : بل نولك .

الحائك : نولي ! 

الرجل : " يهدد غاضباً " ستدفع الثمن .

الحائك : لا شأن لي بما حدث لعينك .

الرجل : " يتجه إلى الخارج ويده فوق عينه "
ستدفع الثمن .. ستدفع الثمن .. ستدفع
الثمن .

 

                            الرجل البدين يخرج مهدداً ،

                              الحائك يعود إلى عمله


                                        إظلام






      المشهد الثاني

     ـــــــــــــــــــــــــ  


                             

                             قرقوش يسير ذهاباً وإياباً ،

                              الوزير يتابعه بعينيه قلقاً   

  

قرقوش : النهار يكاد ينتصف ..

الوزير : صدقت ، يا مولاي .

قرقوش : ولم يأتِ أحد بعد .

الوزير : صدقت ، يا مولاي ، لم يأتِ أحد .

قرقوش : مرّت أيام عديدة ، ولم يأتِ أحد يتظلم .

الوزير : صدقت ، يا مولاي .

قرقوش : إنهم يخافون ..

الوزير : " يفغر فاه " ....

قرقوقش : يخافون عدالتي .

الوزير : صدقت ، يا مولاي ، هذا ما يخافونه .

قرقوش : فليخافوا ..

الوزير : نعم ، يا مولاي ، ليخافوا .

قرقوش : أنا أريدهم أن يخافوا ..

الوزير : أنت محق ، يا مولاي .

قرقوش : أنا أتفهم خوفهم ..

الوزير : " لا يعرف ماذا يقول " ....

قرقوش : فعدالتي قاطعة .. كالسيف .

الوزير : " يتحسس عنقه " صدقت ، يا مولاي .

قرقوش : لكن .. أهم حقاً يخافونني ، أم .. ؟

الوزير : صدقت ، صدقت ، يا مولاي .

قرقوش : صدقتُ ؟

الوزير : " يهز رأسه " ....

قرقوش : في ما صدقت ؟

الوزير : " يتلجلج محرجاً " مو .. مو .. مو ..


                              صوت الرجل البدين 

                            يولول باكياً من الخارج


قرقوش : " فرحاً " متظلم .

الوزير : " بارتياح " نعم مولاي ، متظلم .

قرقوش : اذهب ، واحضره في الحال .

الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً " .

قرقوش : جاء المتظلم أخيراً ، وسيعرف القاصي
والداني ، عدالتي .. أنا قرقوش .

                        يدخل الوزير منتصراً، وهو

                        يقود الرجل البدين المولول


قرقوش : كفى .

الرجل : " خائفاً " مولاي .

قرقوش : ارفع يدك عن عينك .

الرجل : " يرفع يده " مولاي .

قرقوش : والآن تكلم .

الرجل : مولاي ، عيني فقِئت ، أريد إحقاق
الحق، والانتقام لعيني .

قرقوش : أنا قرقوش ، ويعرف القاصي والداني
عدالتي .

الرجل : أنصفني ، يا مولاي .

قرقوش : العين بالعين .

الرجل : هذه هي العدالة .

قرقوش : سأفقأ عين من فقأ عينك .

الرجل : عاش العدل .

قرقوش : من فقأ عينك ؟

الرجل : الحائك دحام هو من فقأ عيني ، يا
مولاي .

قرقوش : أعرفه هذا اللعين " يصيح " هاتوا
الحائك دحام .

الوزير : سأرسل حارسين ليحضرا الحائك
اللعين دحام .

قرقوش : أسرع ، أريده في الحال .

الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً "

قرقوش : " للرجل " اطمئن ، سنثأر لعينك ، ونفقأ
عينه الحائك دحام ، ليعرف الجميع من
أكون أنا .. قرقوش .


                            قرقوش يقف وسط الغرفة ،

                             الرجل البدين يطرق رأسه

                                        إظلام


  المشهد الثالث

ـــــــــــــــــــــــــــــ



                                 الحائك يعمل ، وهو 

                                 يدمدم قلقاً منزعجاً


الحائك : لم يكن ينقصني اليوم سوى ذلك الأحمق
البدين ، كيف سقط فوق نولي ، و .. "
يهز رأسه " إنها تماضر وعيناها ، آه من
عينيها " صمت "  حمدية .. صحيح أن
عينيك صغيرتان كالخرز ، كما تقول أمي
، لكنهما .. آه تماضر .

 

                                يفتح باب البيت ، 

                              وتطل منه الجارية 


الجارية : دحام .

الحائك : " يسرع في العمل " أعوذ بالله .

الجارية : لستُ شيطاناً ، يا دحام .

الحائك : دعيني أعمل ، يكفيني ما جرى لي مع
ذلك البدين الأحمق .

الجارية : لم يحدث لك شيء بعد .

الحائك : " يتوقف وينظر إليها " .... 

الجارية : لقد هددك .

الحائك : أنتِ تعرفين ، لا ذنب لي في ما حصل .

الجارية : أنا أعرف ..

الحائك : " ينظر إليها مترقباً خائفاً " 

الجارية : أرجو لمصلحتك أن لا يعرف ..
قرقوش .

الحائك : قرقوش !

الجارية : " تتظاهر بالخوف " هذا ما خمنته "
تدخل مسرعة وتغلق الباب " 

الحائك :تماضر ، أراك خائفة على غير عادتك 
ما الأمر ؟


                             يدخل الحارسان حاملين

                        رمحيهما ، ويتجهان نحو الحائك


الأول : هذا هو الحائك .

الثاني : نعم ، إنه هو .

الأول : لا يبدو أنه مجرم .

الثاني : إنه مجرم مادام سيقف أمام .. قرقوش .

الأول : حمداً لله أنني حارس وليس حائك .

الثاني : تعال نؤدِ واجبنا وإلا صرنا في لحظة
أسوأ من هذا الحائك .

الأول : هيا يا صديقي ، هيا ، هيا .


                        الحارسان يتوقفان أمام الحائك

                            دحام المنهمك في العمل

الأول : أيها الحائك .

الحائك : لدي عمل ، وعليّ أن أنجزه ، قبل نهاية
هذا اليوم .

الثاني : دع عملك ، مهما كان مهماً ، وتعال
معنا .

الحائك : هذا مستحيل ، العمل أولاً .

الأول : بل أولاً وأخيراً ..

الثاني : قرقوش .

الحائك : " يتوقف دون أن يرفع رأسه " ....

الثاني : لقد سمعتني .

الحائك : " يتطلع إليه مصعوقاً " قرقوش !

الأول : نعم ، أيها الحائك ، قرقوش . 

الثاني : أحدهم ، تظلم عنده .

الحائك : قرقوش .

الأول : قال إنك فقأت عينه .

الحائك : يكذب .

الثاني : " يمد يده ويطبق على يده " تعال .

الحائك : اسألوا تماضر .

الأول : الجارية !

الحائك : اسألوها ، وستخبركم بحقيقة ما جرى .

الثاني : " يجره " تعال ، وقل هذا .. لفرقوش .

الحائك : " يسير متعثراً " قرقوش " يصيح "
حمدية .

الأول : حمدية ! من حمدية هذه ؟

الثاني : لقد جن الرجل .

الأول : لا تلمه ، إنه سيواجه .. قرقوش .

الحائك : حمدية ..

الأول : كفى .

الحائك : لا تدعي أحداً من الأولاد يعمل حائكاً ،
فالنول خطر .. خطر .. خطر .

                       

                            الحارسان يجران الحائك ، 

                            ويمضيان به إلى الخارج 

                                        إظلام





  المشهد الرابع

ـــــــــــــــــــــــــــــ



                           منظر المشهد الأول ، 

                      الملك ، الوزير ، الرجل البدين


قرقوش : " يسير ذهاباً وإياباً بادي الغضب " ....

الوزير : " يتابعه بعينيه قلقاً " .....

الرجل : " يقف مطرقاً رأسه " ....

قرقوش : " يصيح غاضباً " تأخر حارساك .

الوزير : " يفز " مولاي ، لعلهما ..

قرقوش : لعلهما !

الوزير : من يدري ، يا مولاي .. 

قرقوش : ألغوا لعل من اللغة ..

الرجل : " يرفع رأسه مذهولاً " ....

الوزير : : يحدق فيه فاغر الفم " ....

قرقوش : ألغوها حالاً .

الوزير : أمر مولاي .

الرجل : " يتمتم " مسكينة لعل .

قرقوش : ماذا قلت ؟

الرجل : " يهتف " الموت ل .. لعل .

الوزير : " ينصت " مولاي ..

قرقوش : لا تقل لي ..

الوزير : " متردداً " لعلهما .. 

قرقوش : " يصيح " ماذا ؟

الوزير : " ينظر إلى الخارج " جاء الحارسان ..

قرقوش : أنا أريد الحائك دحام .

الوزير : وبينهما الحائك .. دحام .

الرجل : " ينظر إلى الخارج " إنه هو .. دحام .

قرقوش : الويل لدحام . 


                           يدخل الحارسان ، وبينهما 

                               يسير الحائك منهاراً


قرقوش : تعال أيها اللعين .

الحارسان : " يدفعان الحائك " مولاي .

قرقوش : اذهبا أنتما .

الحارسان : " ينحنيان "أمر مولاي .

الوزير : " يهمس لهما " أخرجا .. أخرجا .

الحارسان " يخرجان " ....

قرقوش : " للحائك " تعال أيها اللعين .

الحائك : " يتقدم خائفاً " مولاي .

قرقوش : " يشير إلى الرجل " أنظر إلى هذا
الرجل .

الحائك : " ينظر إليه خائفاً " ,,,,

قرقوش : لا تقل لي إنك لا تعرفه .

الحائك : أعرفه ، يا مولاي .

قرقوش : لقد فقأت عينه ..

الحائك : " يهز رأسه خائفاً " ....

قرقوش : سأفقأ عينك .

الحائك : " يهم بالكلام " ....

قرقوش : لا فائدة ، هذه هي العدالة ، أيها الوزير .

الوزير : مولاي .

قرقوش : العين ..

الوزير : العين بالعين ، يا موري .

قرقوش : أرأيت ؟ هذه عدالتنا ، سأفقأ عينك .

الحائك : افقأها يا مولاي ، هذا حق ، لكن إذا
كنت فعلاً قد فقأت عينه .

قرقوش : لا تكذب عليّ ، أنا أكره الكذب " يصيح
" أيها السيّاف . 

السيّاف : " يدخل " مولاي .

قرقوش : أنا لا أكذب ، يا مولاي ، أنا لم أفقأ
عينه..

قرقوش : أيها السياف .

السيّاف : " يتقدم قليلاً " مولاي .

الحائك : بل نولي .

قرقوش : نولك !

الحائك : نعم ، يا مولاي ، فأنا كما تعرف حائك
.. مسكين .

قرقوش : " ينظر إلى الرجل البدين " ....

الرجل : كنت أسير ، فزلقت رجلي ، وسقطت
على نوله .

الحائك : أرأيت ، يا مولاي ؟ زلقت رجله ، فسقط
على نولي ، أنا إذن بريء .

قرقوش : لا ..

الحائك : " خائفاً " مولاي .

قرقوش : لست بريئاً ، فالنول الذي فقأ عينه هو
نولك أنت .

الحائك : مولاي ، النول نولي ، هذا صحيح ،
لكن اسأله لماذا زلقت رجله ؟

قرقوش : " ينظر إلى الرجل " ....

الرجل : لا تصغ ِ إليه ، يا مولاي .

قرقوش : لن أصغي إليه ، بل سأصغي إليك .

الرجل : " يتلجلج " مو .. مو .. مو  

قرقوش : لا تمومو ، تكلم .

الرجل : " متردداً " بصراحة ، يا مولاي ،
نظرت إلى الجارية..

الحائك : تماضر .

الوزير : " تتسع عيناه " تماضر !

قرقوش : " ينظر إليه " ....

الوزير : " يتراجع صامتاً " ....

الرجل : جذبتني عيناها السوداوان ..

الوزير : الجميلتان ..

الرجل : كعيني الغزال .

قرقوش : " يهمهم "هم م م م .

الرجل : نظرت إلى عينيا السوداوين ، فزلقت
رجلي ، وسقطتُ ..

قرقوش : آه ظهر الحق ، وزهق الباطل ..

الحائك : " يترقب خائفاً " ....

قرقوش : النول ليس هو السبب ..

الحائك : " يتنهد بارتياح " حمداً لله .

قرقوش : إنني عادل .. وحاسم .. كالسيف .

الوزير : " يتحسس عنقه " ....

قرقوش : " يصيح " هاتوا الجارية .

الوزير : تماضر !

الحائك : بيتها مقابل دكاني .

الوزير : أعرفه .

قرقوش : هيا فلتحضر في الحال .

الوزير : " يتجه إلى الخرج " سأرسل الحرس
إليها .

قرقوش : سأفقأ إحدى عينيها ، مهما كانتا
جميلتين و .. ، فأنا عادل .. وحاسم ..
كالسيف .


                             الوزير يخرج بسرعة ، 

                            قرقوش يسر ذهاباً وإياباً

                                     إظلام 





   المشهد الخامس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



                                منظر المشهد الأول ، يدخل

                               الحارسان متنكبين رمحيهما


الأول : " يشير إلى الدكان " هذا دكان الحائك .

الثاني : " مشيراً إلى البيت " وذاك بيت الجارية
تماضر .

الأول : آه تماضر .

الثاني : لا تنسَ مهمتنا .

الأول : " يغمز له " لن أنساها .

الثاني : لك رأس واحد ، حافظ عليه " يتجه نحو
البيت "  هيا .

الأول : " يلحق به " هيا يا صاحبي ، هيا .

الثاني : " يطرق الباب " أيتها الجارية .

الأول : " يطرق الباب " افتحي الباب .

الثاني : " يطرق الباب ثانية " افتحي .. افتحي .

الجارية : " من الداخل " مهلاً  ، مهلاً .

الأول : لا مهلاً بعد اليوم ، افتحي الباب .

الثاني : افتحيه وإلا كسرناه .

الجارية : " من الداخل " لا داعي لكسر الباب "
تفتح الباب " ها إني أفتحه لكما " تبتسم "
الحارسان ، آه لولاكما ولولا رفاقكم من
حرس حاكمنا العادل قرقوش ، لما نمنا
قريري العيون في هذه المدينة السعيدة ،
الجميلة ، ال ..

الثاني : دعك من هذا الآن ، تعالي معنا .

الجارية : على عيني .

الأول : " يحدق فيها " آه .

الثاني : حذار وإلا زلقت رجلاك ، وسقطت أنت
أيضاً .

الأول : إنني لا ألوم الرجل .

الجارية : " تبتسم " أيهم ؟ فهم كثرُ .

الأول : " ينتبه " دعك من هذا ، نحن في مهمة
، تعالي معنا .

الجارية : أنتم ومهمتكم على رأسي .

الأول : يسلم رأسك . 

الثاني : " يلكزه " كفى ، المهمة .. 

الأول : تعالي معنا ، يريدك .. " يتوقف " ..

الثاني : قرقوس .

الجارية : قرقوش !

الثاني : نعم ، قرقوش .

الجارية : " تغالب فرحتها " هذا ما حلمت به ..

الأول : ماذا !

الثاني : " يحدق فيها مذهولاً " ....

الجارية : " تخرج من البيت " هيا ، خذاني إلى ..
قرقوش .

الأول : لم تغلقي الباب .

الجارية : " لا تتوقف " أغلقه أنت ، واتبعني .

الثاني : " يتبع الجارية " هيا ، أسرع .

الأول : " يغلق الباب " هذه التماضر تحيرني ،
لا تبدو خائفة ، أهي تجهل من هو قرقوش
، أم ماذا ؟

الثاني : هيا أسرع وإلا ستعود إلى بيتك اليوم
بدون رأس .

 

                              تخرج الجارية ، يتبعها الثاني ، 

                                 الأول يركض وراءهما

                                          إظلام 






  المشهد السادس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



                          قرقوش يسير منزعجاً ، 

                           الوزير ، الرجل البدين


قرقوش : " يتوقف " أيها الوزير .

الوزير : " خائفاً " سيأتون بها حالاً ، يا مولاي .

قرقوش : ليعرفوا أنني .. قرقوش .

الوزير : لن يتأخروا، يا مولاي .

قرقوش : كلا " يصيح " أيها الجلاد .

الجلاد : " يتقدم " مولاي .

قرقوش : اسمع أيها الجلاد .

الجلاد : مرني ، يا مولاي .

الوزير : " يسرع إلى الباب " جاؤوا ، يا مولاي،
جاؤوا .

قرقوش : أنت محظوظ ، فليسرعوا .

الوزير : " يشير لمن في الخارج " تعالوا بسرعة
، تعالوا ، تعالوا .

          

                          يدخل الحارسان مسرعين ،

                            تتقدمهما الجارية تماضر


الوزير : " يشير للحارسين " أخرجا أنتما .

الحارسان : " يتوقفان " ....

الوزير : " هامساً لهما " هيا ، هيا ، أخرجا .

الحارسان : " يخرجان " ....

الجارية : " تنحني " عمتَ صباحاً ، يا مولاي .

الوزير : " يحدق فيها " تماضر .

قرقوش : أنتِ ..

الجارية : تماضر ، يا مولاي ، الجارية تماضر .

الوزير : " يقترب منها مجذوباً " تماضر .

قرقوش : " يحدق فيه " ....

الوزير : " يتراجع " ....

قرقوش : أيتها ال .. تماضر .

الجارية : جاريتك ، يا مولاي .

قرقوش : " يشير بيده " أنظري إلى هذا الرجل .

الجارية : أنظر إليه ! لا ، لا يا مولاي ، لن أنظر
إلى أي رجل ، مهما كان ، وأنت أمامي .

قرقوش : " يتنحنح " أنظري إليه .

الجارية : أمر مولاي " تنظر إلى الرجل " ها إني
أنظر إليه بأمر منكَ ، يا مولاي .

الرجل : " يحدق فيها مذهولاً " ....

قرقوش : يقول إنك فقأت ِ عينه .

الجارية : " تشير إلى نفسها من أعلى رأسها حتى
قدميها  " أنا !

الوزير : عينك .

الجارية : " تبتسم له " فقط ؟

الوزير : فقط .

قرقوش : " يحدق فيه غاضباً " ....

الوزير : عفو مولاي .

قرقوش : يقول إنه نظر إلى عينيك ..

الوزير : " يهمس " السوداوين .

الجارية : آه .

قرقوش :  فزلقت قدمه ، وسقط على نول الحائك ،
ففقئت عينه .

الجارية : أنت محق ، يا مولاي ، لكن الذنب ليس
ذنبي ، بل ذنب أمي .

قرقوش : أمك !

الجارية : كانت لها عينان سوداوان .. جميلتان ..
كعيني الغزال .

الوزير : " بصوت خافت " الله .

الجارية : فأعطتهما لي .

قرقوش : أمكِ  !

الجارية : نعم ، عيناي من أمي .

قرقوش : آه عرفتُ  المذنب الحقيقي ، إنني
صارم العدالة كالسيف " يصيح " أيها
الوزير .

الوزير : " يتقدم " مولاي .

قرقوش : أحضروا أم هذه ال .. تماضر .

الوزير : أمر مولاي " يصيح " حرس .

الحارسان : " يدخلان " سيدي .

الوزير : أحضرا في الحال أم .. تماضر .

الأول : " ينظر إلى الثاني " أم .. ؟

الثاني : تماضر ؟

الأول : أين هي ؟

الثاني : أم .. تماضر .

الوزير : " يلتفت إلى الجارية " عزيزتي ،
تماضر ، أين .. ؟

الجارية : أمي في الآخرة ؟

الوزير : " للحارسين " هيا بسرعة ، اذهبا
وأحضرا " يتوقف " في الآخرة !

الجارية : " تهز رأسها " ....

الوزير : " ينظر محرجاً إلى قرقوش " ....

قرقوش : " يصيح " هيا ، أحضروها ، لن يفلت
مذنب من عدالتي ، فأنا صرم ، وحاسم ،
كالسيف .

الوزير : " يتحسس عنقه " ....

الجارية : مولاي .

قرقوش : العدالة .

الجارية : مولاي ، أنتم العدالة ، والعدالة أنتم ،
أنتم .. قرقوش .

قرقوش : " يغالب انتشاءه " .....

الجارية : أنتم أوحيتم لي بحل .

قرقوش : حل عادل .

الجارية : عادل جداً .

قرقوش : تكلمي .

الجارية : هذا الرجل " تشير إلى البدين " لا
يحتاج إلى أكثر من عين واحدة .

الرجل : " محتجاً " مولاي ..

قرقوش : دعنا نصغي إلى ال تماضر .

الرجل : " يلوذ بالصمت مكرهاً " ....

الجارية : لكن يجب تحقيق عدالتك . 

قرقوش : طبعاً ، طبعاً .

الجارية : أمي لا يمكن إحضارها .

الوزير : هذا صحيح .

الجارية : عاقب إذن عينيّ " تنظر إلى الوزير "
الجميلتين .. السوداوين ، فهما منها هي
بالذات .

الوزير : " يصيح " لا .. لا .

قرقوش : " يحدق فيه " ....

الوزير : " يتراجع " ....

الجارية : عاقبهما ، يا مولاي .

الوزير : " يهم بالاعتراض " ....

قرقوش : " يتطلع إلى الجارية " ....

الجارية : كافئهما إذن ، يا مولاي .

قرقوش : " متردداً " أنا قرقوش .

الجارية : لقد رأتاكَ ، رأتا العدالة ، رأتا ..
قرقوش .

قرقوش : " يغالب زهوه " ....

الوزير : مولاي ، العدالة ..

الجارية : كافئهما بأن تكونا جاريتين لك .. مدى
العمر .

قرقوش : أنا قرقوش " يصيح " أيها الجلاد .

الجلاد : " يدخل مسرعاً " مولاي .

الوزير : " يتمتم قلقاً " مو  مو  مو .

قرقوش : أخرجهم جميعاً ..

الجارية : " تنظر إليه " ....

قرقوش : يحدق فيها " عدا ال .. تماضر .

الرجل : وعيني ؟

الوزير : " يدفعه نحو الخارج " تحيا العدالة ..
تحيا العدالة .

 

الجلاد : " يسوق الجميع نحو الخارج " هيا ،
هيا بسرعة ، هيا ، هيا " الجميع يخرجون
" .

قرقوش : سأعاقبكِ ..

الجارية : عقابك مكافأة ، يا مولاي .

قرقوش : ستريني مدى العمر .

الجارية : هذا ما كنت أحلم به ، يا مولاي .

قرقوش : تماضر .

الجارية :  " بصوت رقيق " مولاي .


                            قرقوش والجارية يقفان 

                           متقابلين ، إظلام تدريجي

                                     ستار 


                                          2 / 11 / 2011

  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق