الكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " قرقوش " تأليف طلال حسن
المشهد الأول
ـــــــــــــــــــــــــــ
الحائك يعمل في
فسحة أمام بيته
الحائك : العمل هذه الأيام كثير ، كثير جداً "
ينظر إلى السماء " اللهم لا حسد ،
فالنجاح لا يحسده غير أصحابه " يعمل
"إنه رزقي ، ورزق زوجتي وأولادي "
يهز رأسه " خمسة في عين العدو ،
والسادس في الطريق " يهز رأسه ثانية "
آه حمدية ، أنت كما تقول أمي .. أنثى
أرنب ، وأي أرنب .
تدخل الجارية تماضر ،
وتقترب من الحائك
الجارية : " بصوت رقيق " دحام .
الحائك : " لا يتوقف عن العمل " أنا أبو سيف .
الجارية : دحام يعجبني أكثر .
الحائك : لكن زوجتي حمدية لا يعجبها أن تناديني
" يحاكي صوتها " دحام .
الجارية : حمدية ليست هنا .
الحائك : قد تكون هنا في أية لحظة .
الجارية : " تضحك " أنت أبو سيف .
الحائك : ليس مع حمدية .
الجارية : " تضحك " هاهاها .
الحائك : الساتر الله .
الجارية : لو تعرف من رأيت في الحلم الليلة .
الحائك : أحلامك كثيرة ، لا تنتهي ، وهي كلها
أحلام ، أحلام ، أحلام .
الجارية : قرقوش .
الحائك : " يتوقف " تماضر .
الجارية : قرقوش نفسه .
الحائك : أنصحكِ أن لا تريه حتى في الحلم .
الجارية : " تهدده مازحة " دحام .
الحائك : " يعود إلى العمل " اتقي الله ، يا
تماضر ، فلدي حمدية وخمسة أولاد .
الجارية : فقط !
الحائك : والسادس في الطريق .
الجارية : " تضحك " هاهاها .
يدخل رجل بدين ،
وينظر إلى الجارية مبهوراً
الرجل : الله .
الجارية : يأخذكَ .
الرجل : عيناكِ ..
الجارية : قتلتاك .
الرجل : لا أروع ..
الرجل تزلق قدمه،
ويسقط على نول الحائك
الرجل : " متألماً " آه عيني .
الجارية : " مبتعدة " عمى .
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني .
الجارية : هذا جزاء عادل ، فالعين الغادرة يجب
أن تعاقب .
الرجل : " يحاول النهوض عبثاً " عيني .. عيني
.. عيني .
الجارية : " وهي تدخل بيتها " عسى أن تعمى ،
لعلك تتعظ .
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني .
الحائك : انهض ، يا رجل ، انهض .
الرجل : " يضع يده على عينه المدماة " عيني ..
" ينهض ويده فوق عينه " فقئت .. عيني
.. فقئت .
الحائك : أرأيت ؟ إنها عين الجارية تماضر .
الرجل : بل نولك .
الحائك : نولي !
الرجل : " يهدد غاضباً " ستدفع الثمن .
الحائك : لا شأن لي بما حدث لعينك .
الرجل : " يتجه إلى الخارج ويده فوق عينه "
ستدفع الثمن .. ستدفع الثمن .. ستدفع
الثمن .
الرجل البدين يخرج مهدداً ،
الحائك يعود إلى عمله
إظلام
المشهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــــ
قرقوش يسير ذهاباً وإياباً ،
الوزير يتابعه بعينيه قلقاً
قرقوش : النهار يكاد ينتصف ..
الوزير : صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : ولم يأتِ أحد بعد .
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، لم يأتِ أحد .
قرقوش : مرّت أيام عديدة ، ولم يأتِ أحد يتظلم .
الوزير : صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : إنهم يخافون ..
الوزير : " يفغر فاه " ....
قرقوقش : يخافون عدالتي .
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، هذا ما يخافونه .
قرقوش : فليخافوا ..
الوزير : نعم ، يا مولاي ، ليخافوا .
قرقوش : أنا أريدهم أن يخافوا ..
الوزير : أنت محق ، يا مولاي .
قرقوش : أنا أتفهم خوفهم ..
الوزير : " لا يعرف ماذا يقول " ....
قرقوش : فعدالتي قاطعة .. كالسيف .
الوزير : " يتحسس عنقه " صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : لكن .. أهم حقاً يخافونني ، أم .. ؟
الوزير : صدقت ، صدقت ، يا مولاي .
قرقوش : صدقتُ ؟
الوزير : " يهز رأسه " ....
قرقوش : في ما صدقت ؟
الوزير : " يتلجلج محرجاً " مو .. مو .. مو ..
صوت الرجل البدين
يولول باكياً من الخارج
قرقوش : " فرحاً " متظلم .
الوزير : " بارتياح " نعم مولاي ، متظلم .
قرقوش : اذهب ، واحضره في الحال .
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً " .
قرقوش : جاء المتظلم أخيراً ، وسيعرف القاصي
والداني ، عدالتي .. أنا قرقوش .
يدخل الوزير منتصراً، وهو
يقود الرجل البدين المولول
قرقوش : كفى .
الرجل : " خائفاً " مولاي .
قرقوش : ارفع يدك عن عينك .
الرجل : " يرفع يده " مولاي .
قرقوش : والآن تكلم .
الرجل : مولاي ، عيني فقِئت ، أريد إحقاق
الحق، والانتقام لعيني .
قرقوش : أنا قرقوش ، ويعرف القاصي والداني
عدالتي .
الرجل : أنصفني ، يا مولاي .
قرقوش : العين بالعين .
الرجل : هذه هي العدالة .
قرقوش : سأفقأ عين من فقأ عينك .
الرجل : عاش العدل .
قرقوش : من فقأ عينك ؟
الرجل : الحائك دحام هو من فقأ عيني ، يا
مولاي .
قرقوش : أعرفه هذا اللعين " يصيح " هاتوا
الحائك دحام .
الوزير : سأرسل حارسين ليحضرا الحائك
اللعين دحام .
قرقوش : أسرع ، أريده في الحال .
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً "
قرقوش : " للرجل " اطمئن ، سنثأر لعينك ، ونفقأ
عينه الحائك دحام ، ليعرف الجميع من
أكون أنا .. قرقوش .
قرقوش يقف وسط الغرفة ،
الرجل البدين يطرق رأسه
إظلام
المشهد الثالث
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحائك يعمل ، وهو
يدمدم قلقاً منزعجاً
الحائك : لم يكن ينقصني اليوم سوى ذلك الأحمق
البدين ، كيف سقط فوق نولي ، و .. "
يهز رأسه " إنها تماضر وعيناها ، آه من
عينيها " صمت " حمدية .. صحيح أن
عينيك صغيرتان كالخرز ، كما تقول أمي
، لكنهما .. آه تماضر .
يفتح باب البيت ،
وتطل منه الجارية
الجارية : دحام .
الحائك : " يسرع في العمل " أعوذ بالله .
الجارية : لستُ شيطاناً ، يا دحام .
الحائك : دعيني أعمل ، يكفيني ما جرى لي مع
ذلك البدين الأحمق .
الجارية : لم يحدث لك شيء بعد .
الحائك : " يتوقف وينظر إليها " ....
الجارية : لقد هددك .
الحائك : أنتِ تعرفين ، لا ذنب لي في ما حصل .
الجارية : أنا أعرف ..
الحائك : " ينظر إليها مترقباً خائفاً "
الجارية : أرجو لمصلحتك أن لا يعرف ..
قرقوش .
الحائك : قرقوش !
الجارية : " تتظاهر بالخوف " هذا ما خمنته "
تدخل مسرعة وتغلق الباب "
الحائك :تماضر ، أراك خائفة على غير عادتك
ما الأمر ؟
يدخل الحارسان حاملين
رمحيهما ، ويتجهان نحو الحائك
الأول : هذا هو الحائك .
الثاني : نعم ، إنه هو .
الأول : لا يبدو أنه مجرم .
الثاني : إنه مجرم مادام سيقف أمام .. قرقوش .
الأول : حمداً لله أنني حارس وليس حائك .
الثاني : تعال نؤدِ واجبنا وإلا صرنا في لحظة
أسوأ من هذا الحائك .
الأول : هيا يا صديقي ، هيا ، هيا .
الحارسان يتوقفان أمام الحائك
دحام المنهمك في العمل
الأول : أيها الحائك .
الحائك : لدي عمل ، وعليّ أن أنجزه ، قبل نهاية
هذا اليوم .
الثاني : دع عملك ، مهما كان مهماً ، وتعال
معنا .
الحائك : هذا مستحيل ، العمل أولاً .
الأول : بل أولاً وأخيراً ..
الثاني : قرقوش .
الحائك : " يتوقف دون أن يرفع رأسه " ....
الثاني : لقد سمعتني .
الحائك : " يتطلع إليه مصعوقاً " قرقوش !
الأول : نعم ، أيها الحائك ، قرقوش .
الثاني : أحدهم ، تظلم عنده .
الحائك : قرقوش .
الأول : قال إنك فقأت عينه .
الحائك : يكذب .
الثاني : " يمد يده ويطبق على يده " تعال .
الحائك : اسألوا تماضر .
الأول : الجارية !
الحائك : اسألوها ، وستخبركم بحقيقة ما جرى .
الثاني : " يجره " تعال ، وقل هذا .. لفرقوش .
الحائك : " يسير متعثراً " قرقوش " يصيح "
حمدية .
الأول : حمدية ! من حمدية هذه ؟
الثاني : لقد جن الرجل .
الأول : لا تلمه ، إنه سيواجه .. قرقوش .
الحائك : حمدية ..
الأول : كفى .
الحائك : لا تدعي أحداً من الأولاد يعمل حائكاً ،
فالنول خطر .. خطر .. خطر .
الحارسان يجران الحائك ،
ويمضيان به إلى الخارج
إظلام
المشهد الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منظر المشهد الأول ،
الملك ، الوزير ، الرجل البدين
قرقوش : " يسير ذهاباً وإياباً بادي الغضب " ....
الوزير : " يتابعه بعينيه قلقاً " .....
الرجل : " يقف مطرقاً رأسه " ....
قرقوش : " يصيح غاضباً " تأخر حارساك .
الوزير : " يفز " مولاي ، لعلهما ..
قرقوش : لعلهما !
الوزير : من يدري ، يا مولاي ..
قرقوش : ألغوا لعل من اللغة ..
الرجل : " يرفع رأسه مذهولاً " ....
الوزير : : يحدق فيه فاغر الفم " ....
قرقوش : ألغوها حالاً .
الوزير : أمر مولاي .
الرجل : " يتمتم " مسكينة لعل .
قرقوش : ماذا قلت ؟
الرجل : " يهتف " الموت ل .. لعل .
الوزير : " ينصت " مولاي ..
قرقوش : لا تقل لي ..
الوزير : " متردداً " لعلهما ..
قرقوش : " يصيح " ماذا ؟
الوزير : " ينظر إلى الخارج " جاء الحارسان ..
قرقوش : أنا أريد الحائك دحام .
الوزير : وبينهما الحائك .. دحام .
الرجل : " ينظر إلى الخارج " إنه هو .. دحام .
قرقوش : الويل لدحام .
يدخل الحارسان ، وبينهما
يسير الحائك منهاراً
قرقوش : تعال أيها اللعين .
الحارسان : " يدفعان الحائك " مولاي .
قرقوش : اذهبا أنتما .
الحارسان : " ينحنيان "أمر مولاي .
الوزير : " يهمس لهما " أخرجا .. أخرجا .
الحارسان " يخرجان " ....
قرقوش : " للحائك " تعال أيها اللعين .
الحائك : " يتقدم خائفاً " مولاي .
قرقوش : " يشير إلى الرجل " أنظر إلى هذا
الرجل .
الحائك : " ينظر إليه خائفاً " ,,,,
قرقوش : لا تقل لي إنك لا تعرفه .
الحائك : أعرفه ، يا مولاي .
قرقوش : لقد فقأت عينه ..
الحائك : " يهز رأسه خائفاً " ....
قرقوش : سأفقأ عينك .
الحائك : " يهم بالكلام " ....
قرقوش : لا فائدة ، هذه هي العدالة ، أيها الوزير .
الوزير : مولاي .
قرقوش : العين ..
الوزير : العين بالعين ، يا موري .
قرقوش : أرأيت ؟ هذه عدالتنا ، سأفقأ عينك .
الحائك : افقأها يا مولاي ، هذا حق ، لكن إذا
كنت فعلاً قد فقأت عينه .
قرقوش : لا تكذب عليّ ، أنا أكره الكذب " يصيح
" أيها السيّاف .
السيّاف : " يدخل " مولاي .
قرقوش : أنا لا أكذب ، يا مولاي ، أنا لم أفقأ
عينه..
قرقوش : أيها السياف .
السيّاف : " يتقدم قليلاً " مولاي .
الحائك : بل نولي .
قرقوش : نولك !
الحائك : نعم ، يا مولاي ، فأنا كما تعرف حائك
.. مسكين .
قرقوش : " ينظر إلى الرجل البدين " ....
الرجل : كنت أسير ، فزلقت رجلي ، وسقطت
على نوله .
الحائك : أرأيت ، يا مولاي ؟ زلقت رجله ، فسقط
على نولي ، أنا إذن بريء .
قرقوش : لا ..
الحائك : " خائفاً " مولاي .
قرقوش : لست بريئاً ، فالنول الذي فقأ عينه هو
نولك أنت .
الحائك : مولاي ، النول نولي ، هذا صحيح ،
لكن اسأله لماذا زلقت رجله ؟
قرقوش : " ينظر إلى الرجل " ....
الرجل : لا تصغ ِ إليه ، يا مولاي .
قرقوش : لن أصغي إليه ، بل سأصغي إليك .
الرجل : " يتلجلج " مو .. مو .. مو
قرقوش : لا تمومو ، تكلم .
الرجل : " متردداً " بصراحة ، يا مولاي ،
نظرت إلى الجارية..
الحائك : تماضر .
الوزير : " تتسع عيناه " تماضر !
قرقوش : " ينظر إليه " ....
الوزير : " يتراجع صامتاً " ....
الرجل : جذبتني عيناها السوداوان ..
الوزير : الجميلتان ..
الرجل : كعيني الغزال .
قرقوش : " يهمهم "هم م م م .
الرجل : نظرت إلى عينيا السوداوين ، فزلقت
رجلي ، وسقطتُ ..
قرقوش : آه ظهر الحق ، وزهق الباطل ..
الحائك : " يترقب خائفاً " ....
قرقوش : النول ليس هو السبب ..
الحائك : " يتنهد بارتياح " حمداً لله .
قرقوش : إنني عادل .. وحاسم .. كالسيف .
الوزير : " يتحسس عنقه " ....
قرقوش : " يصيح " هاتوا الجارية .
الوزير : تماضر !
الحائك : بيتها مقابل دكاني .
الوزير : أعرفه .
قرقوش : هيا فلتحضر في الحال .
الوزير : " يتجه إلى الخرج " سأرسل الحرس
إليها .
قرقوش : سأفقأ إحدى عينيها ، مهما كانتا
جميلتين و .. ، فأنا عادل .. وحاسم ..
كالسيف .
الوزير يخرج بسرعة ،
قرقوش يسر ذهاباً وإياباً
إظلام
المشهد الخامس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
منظر المشهد الأول ، يدخل
الحارسان متنكبين رمحيهما
الأول : " يشير إلى الدكان " هذا دكان الحائك .
الثاني : " مشيراً إلى البيت " وذاك بيت الجارية
تماضر .
الأول : آه تماضر .
الثاني : لا تنسَ مهمتنا .
الأول : " يغمز له " لن أنساها .
الثاني : لك رأس واحد ، حافظ عليه " يتجه نحو
البيت " هيا .
الأول : " يلحق به " هيا يا صاحبي ، هيا .
الثاني : " يطرق الباب " أيتها الجارية .
الأول : " يطرق الباب " افتحي الباب .
الثاني : " يطرق الباب ثانية " افتحي .. افتحي .
الجارية : " من الداخل " مهلاً ، مهلاً .
الأول : لا مهلاً بعد اليوم ، افتحي الباب .
الثاني : افتحيه وإلا كسرناه .
الجارية : " من الداخل " لا داعي لكسر الباب "
تفتح الباب " ها إني أفتحه لكما " تبتسم "
الحارسان ، آه لولاكما ولولا رفاقكم من
حرس حاكمنا العادل قرقوش ، لما نمنا
قريري العيون في هذه المدينة السعيدة ،
الجميلة ، ال ..
الثاني : دعك من هذا الآن ، تعالي معنا .
الجارية : على عيني .
الأول : " يحدق فيها " آه .
الثاني : حذار وإلا زلقت رجلاك ، وسقطت أنت
أيضاً .
الأول : إنني لا ألوم الرجل .
الجارية : " تبتسم " أيهم ؟ فهم كثرُ .
الأول : " ينتبه " دعك من هذا ، نحن في مهمة
، تعالي معنا .
الجارية : أنتم ومهمتكم على رأسي .
الأول : يسلم رأسك .
الثاني : " يلكزه " كفى ، المهمة ..
الأول : تعالي معنا ، يريدك .. " يتوقف " ..
الثاني : قرقوس .
الجارية : قرقوش !
الثاني : نعم ، قرقوش .
الجارية : " تغالب فرحتها " هذا ما حلمت به ..
الأول : ماذا !
الثاني : " يحدق فيها مذهولاً " ....
الجارية : " تخرج من البيت " هيا ، خذاني إلى ..
قرقوش .
الأول : لم تغلقي الباب .
الجارية : " لا تتوقف " أغلقه أنت ، واتبعني .
الثاني : " يتبع الجارية " هيا ، أسرع .
الأول : " يغلق الباب " هذه التماضر تحيرني ،
لا تبدو خائفة ، أهي تجهل من هو قرقوش
، أم ماذا ؟
الثاني : هيا أسرع وإلا ستعود إلى بيتك اليوم
بدون رأس .
تخرج الجارية ، يتبعها الثاني ،
الأول يركض وراءهما
إظلام
المشهد السادس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرقوش يسير منزعجاً ،
الوزير ، الرجل البدين
قرقوش : " يتوقف " أيها الوزير .
الوزير : " خائفاً " سيأتون بها حالاً ، يا مولاي .
قرقوش : ليعرفوا أنني .. قرقوش .
الوزير : لن يتأخروا، يا مولاي .
قرقوش : كلا " يصيح " أيها الجلاد .
الجلاد : " يتقدم " مولاي .
قرقوش : اسمع أيها الجلاد .
الجلاد : مرني ، يا مولاي .
الوزير : " يسرع إلى الباب " جاؤوا ، يا مولاي،
جاؤوا .
قرقوش : أنت محظوظ ، فليسرعوا .
الوزير : " يشير لمن في الخارج " تعالوا بسرعة
، تعالوا ، تعالوا .
يدخل الحارسان مسرعين ،
تتقدمهما الجارية تماضر
الوزير : " يشير للحارسين " أخرجا أنتما .
الحارسان : " يتوقفان " ....
الوزير : " هامساً لهما " هيا ، هيا ، أخرجا .
الحارسان : " يخرجان " ....
الجارية : " تنحني " عمتَ صباحاً ، يا مولاي .
الوزير : " يحدق فيها " تماضر .
قرقوش : أنتِ ..
الجارية : تماضر ، يا مولاي ، الجارية تماضر .
الوزير : " يقترب منها مجذوباً " تماضر .
قرقوش : " يحدق فيه " ....
الوزير : " يتراجع " ....
قرقوش : أيتها ال .. تماضر .
الجارية : جاريتك ، يا مولاي .
قرقوش : " يشير بيده " أنظري إلى هذا الرجل .
الجارية : أنظر إليه ! لا ، لا يا مولاي ، لن أنظر
إلى أي رجل ، مهما كان ، وأنت أمامي .
قرقوش : " يتنحنح " أنظري إليه .
الجارية : أمر مولاي " تنظر إلى الرجل " ها إني
أنظر إليه بأمر منكَ ، يا مولاي .
الرجل : " يحدق فيها مذهولاً " ....
قرقوش : يقول إنك فقأت ِ عينه .
الجارية : " تشير إلى نفسها من أعلى رأسها حتى
قدميها " أنا !
الوزير : عينك .
الجارية : " تبتسم له " فقط ؟
الوزير : فقط .
قرقوش : " يحدق فيه غاضباً " ....
الوزير : عفو مولاي .
قرقوش : يقول إنه نظر إلى عينيك ..
الوزير : " يهمس " السوداوين .
الجارية : آه .
قرقوش : فزلقت قدمه ، وسقط على نول الحائك ،
ففقئت عينه .
الجارية : أنت محق ، يا مولاي ، لكن الذنب ليس
ذنبي ، بل ذنب أمي .
قرقوش : أمك !
الجارية : كانت لها عينان سوداوان .. جميلتان ..
كعيني الغزال .
الوزير : " بصوت خافت " الله .
الجارية : فأعطتهما لي .
قرقوش : أمكِ !
الجارية : نعم ، عيناي من أمي .
قرقوش : آه عرفتُ المذنب الحقيقي ، إنني
صارم العدالة كالسيف " يصيح " أيها
الوزير .
الوزير : " يتقدم " مولاي .
قرقوش : أحضروا أم هذه ال .. تماضر .
الوزير : أمر مولاي " يصيح " حرس .
الحارسان : " يدخلان " سيدي .
الوزير : أحضرا في الحال أم .. تماضر .
الأول : " ينظر إلى الثاني " أم .. ؟
الثاني : تماضر ؟
الأول : أين هي ؟
الثاني : أم .. تماضر .
الوزير : " يلتفت إلى الجارية " عزيزتي ،
تماضر ، أين .. ؟
الجارية : أمي في الآخرة ؟
الوزير : " للحارسين " هيا بسرعة ، اذهبا
وأحضرا " يتوقف " في الآخرة !
الجارية : " تهز رأسها " ....
الوزير : " ينظر محرجاً إلى قرقوش " ....
قرقوش : " يصيح " هيا ، أحضروها ، لن يفلت
مذنب من عدالتي ، فأنا صرم ، وحاسم ،
كالسيف .
الوزير : " يتحسس عنقه " ....
الجارية : مولاي .
قرقوش : العدالة .
الجارية : مولاي ، أنتم العدالة ، والعدالة أنتم ،
أنتم .. قرقوش .
قرقوش : " يغالب انتشاءه " .....
الجارية : أنتم أوحيتم لي بحل .
قرقوش : حل عادل .
الجارية : عادل جداً .
قرقوش : تكلمي .
الجارية : هذا الرجل " تشير إلى البدين " لا
يحتاج إلى أكثر من عين واحدة .
الرجل : " محتجاً " مولاي ..
قرقوش : دعنا نصغي إلى ال تماضر .
الرجل : " يلوذ بالصمت مكرهاً " ....
الجارية : لكن يجب تحقيق عدالتك .
قرقوش : طبعاً ، طبعاً .
الجارية : أمي لا يمكن إحضارها .
الوزير : هذا صحيح .
الجارية : عاقب إذن عينيّ " تنظر إلى الوزير "
الجميلتين .. السوداوين ، فهما منها هي
بالذات .
الوزير : " يصيح " لا .. لا .
قرقوش : " يحدق فيه " ....
الوزير : " يتراجع " ....
الجارية : عاقبهما ، يا مولاي .
الوزير : " يهم بالاعتراض " ....
قرقوش : " يتطلع إلى الجارية " ....
الجارية : كافئهما إذن ، يا مولاي .
قرقوش : " متردداً " أنا قرقوش .
الجارية : لقد رأتاكَ ، رأتا العدالة ، رأتا ..
قرقوش .
قرقوش : " يغالب زهوه " ....
الوزير : مولاي ، العدالة ..
الجارية : كافئهما بأن تكونا جاريتين لك .. مدى
العمر .
قرقوش : أنا قرقوش " يصيح " أيها الجلاد .
الجلاد : " يدخل مسرعاً " مولاي .
الوزير : " يتمتم قلقاً " مو مو مو .
قرقوش : أخرجهم جميعاً ..
الجارية : " تنظر إليه " ....
قرقوش : يحدق فيها " عدا ال .. تماضر .
الرجل : وعيني ؟
الوزير : " يدفعه نحو الخارج " تحيا العدالة ..
تحيا العدالة .
الجلاد : " يسوق الجميع نحو الخارج " هيا ،
هيا بسرعة ، هيا ، هيا " الجميع يخرجون
" .
قرقوش : سأعاقبكِ ..
الجارية : عقابك مكافأة ، يا مولاي .
قرقوش : ستريني مدى العمر .
الجارية : هذا ما كنت أحلم به ، يا مولاي .
قرقوش : تماضر .
الجارية : " بصوت رقيق " مولاي .
قرقوش والجارية يقفان
متقابلين ، إظلام تدريجي
ستار
2 / 11 / 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق