اللوحة الأولى
المشهد الأول
(أسلاك شائكة ومكهربة وكاميرات مراقبة توضع من جميع أنحاء المسرح الفتاة وهي تبحث في انقاض مخيم جنين عن أو بيت مهدوم أو بقايا أحياء فأحياناً تسمع أنين ، وأحياناً تسمع صرخات أستغاثة ، تسمع صوت يقول لها ) .
صوتها المسجل : عما تفتش هنا عن رشفة الوعد بين أطلال هذا الدمار ، عن منقذا سوف ينهض من بين هذا الركام ... عن همومك أنتي أو عن هموم فلسطين .. عن حبيباً تورى تحت سقوف بيوت المخيم هذا ... ولا زال قلبه ينبض بحبك افراء ( تجد أشلاء جسد مبعثرة هناء وهناك تتأملها بإصرار وتحدي ) .
الصوت : البيوت التي كنتي تخفين رأسك فيها هدموها الكلاب ... ولم يبقى منها سوى ما التقطية بين يدك (( تقلب بقايا فروة رأس لأمراه يتغير الصوت وكأنها هي تسأل )) اتعرفين رأس من هذا ؟ (يدخل صوت آخر ) رأس أمك ؟ رأس فلسطين وهو يقدم بأسم السلام .
( تزداد عزيمة وإصرار )
صوتها : سأوجه هذا التحدي وأرحل إلى آخر الدهر والفظ انفاسي المتعبة فوق أحد السواتر ... أو على نقطة من نقاط العبور لعلي بذلك أشيع بوجهي عما أرى من مجازر .
( تربط حزمها المفخخ وتتحرك خارج المسرح
( إظــــــــــــــــلام ) .
صوت : وما أن حططنا الرحال على عنفوان الدمار ... قفزنا نفتيش على طاولات السلام عن رشفة الحلم كي نرتوي ونلقي بأجسادنا المتعبة على حضنها من جديد ونرضع من صدرها لتجري الجداول فينا ... وذا بالجداول نهوراً من الدم تسيل وشهيداً بعد شهيد ... نعم ليس لك خيار أخر يا أفراء .غير خيار الشهادة لتولد فلسطين ونولد بها من جديد .
ضربات موسيقية . ( إظلام )
( اللوحة الثانية )
(مكتب الجنرال : يبدو على الطاولة تلفون الفتاة يديها للخلف الفتاة على كرسي مقيدة ) .
(الجنرال : هه )( سأخراً بكبريا وغطرسة ) نحن شعباً لا يكترث بتفاهات أولئك المصابين بالانفصام أمثالك يا ... يقترب منها (الفتاة صامته على الكرسي ) ما أسمك؟ ... من أين جئتي بهذا الحزام المفخخ ؟ ( يشهدها من شعرها حتى يسقطها مع الكرسي )
أنهضي تكلمي من ورائك حتى نفرج عنك نحن نوجه رجال دائما ( بفخر ) لا نواجه نساء ... من أين أتيتي بهذا الحزام المتفجر ؟ من أعده لك ؟ أين تدربتي ؟ ( يصفعها بقوة ) نحن استنطقنا أغوار من أرتكبوا مجازر الهيلوكست بعد خمسين عام اتتصورين أننا لا نستطيع استنطاقك أيتها الإرهابية ( بسخريا وبترفع ) .
( التلفون يرن يأخذ التلفون )
الو من ؟ أم ساري ، شالوم ، من ذكرك فينا .. هه نعم أمرك ... حاضر ولا يهمك ... شالوم ... ( يقلقه السماعة يفكر مبتسم بها ) ... هه ألا تتكلمي ؟؟ ( يصفعها ) قلت لك نحن شعب الله المختار وأنتم حثالة ... ليس أنتم فقط بل كل الأجناس الأواخر يجب أن يطيعوا إرادتنا ... خلقوا من أجل خدمتنا نحن ( يشدها من شعرها إلى الورى ) اليس كذلك ؟ ( قرع على الباب ) .
أكيد زوج أم ساري ( يبتسم أبتسامة ماكره ) أدخل ...
الرجل : شالوم سيدي الجنرال .
الجنرال : شالوم أبو ساري أليس كذلك ؟
الرجل : نعم سيدي
الجنرال ( يأخذ الملف وكان عنده علم مسبق بالأمر ) هات .
الرجل : ولكن لم أخبرك بعد بما أريد .
الجنرال : أعرف ما تريد طالما أنت أبو ساري ... العودة للخدمة .
الرجل : نعم يا سيدي .
الجنرال : ( يقلب الملف وهو يبتسم ويفكر ) .
الرجل : هل هناك ما يدعو للإبتسام .
الجنرال : لا . لا .. وإنما صور العائلة الملحقة بملفك ، وصورة ساري جعلتني أتذكر أهم المهام البطولية التي قامت بها .
الرجل : من أجل إسرائيل هان استشهادها .
الجنرال : ( يفكر ) أنت كبير السن ، ونحن نريد أقوياء .. قلوب لا تعرف حياة العائلة ، أكباد جامدة لها خبرة بالتعامل مع الدماء .
الرجل : أنا لا زلت قوياً .. قوياً وجامداً لا يلين قلبي لأي من أولئك البغضاء ... أنا محقق ناجح وأنت أعلم بذلك .
الجنرال : ( بأبتسامة ماكره موسيقى هادئة عبر المؤثر ) حاضر ... سأضعك في إمتحان بسيط .
الرجل : أمرك سيدي .
الجنرال ( يجره على جنب ويخبره والرجل يلتفت على الفتاة المقيدة ويهز رأسه )
الرجل : ساعة واحدة تكفي .
الجنرال : الليل بطوله .
الرجل : الليل كله .. من السهل وأنت تعرف مع من تدربنا أيام زمان .
الجنرال : أعرف .. أستعد للأمر من الآن .
الرجل : أبدأ فوراً .
الجنرال : لا أذهب إلى البيت موعدنا في المساء بعد ساعتين من الآن .
الرجل : ( يفرح ) شكراً سيدي ... شالوم ...
الجنرال : شالوم ... ( يعود للكرسي يتخيل زوجة الرجل الذي أتى يبحث عن عودته للخدمة ) موسيقى هادئلة .
( الجنرال يرقص معها رقصة هادئة مع إضاءة حمراء دقيقة تنتهي الرقصة بخروج المرأة المتخيلة ويعود ليجلس على المكتب )
الجنرال : هه كنت أمسك الفخذ وأهزه لتمتلئ روحي بنشوة الامتلاك والظفر كانت في يميني البطلة ساري وفي يساري أمها ويداهما يتسللان مثل الأفاعي إلى صدري ( يتغير الموضوع يعود للتحقيق )
هيا اعترفي أنا أجمل شي أن يعيش المرأ في حاضره على ذكريات ماضيه حتى وأن كانت هذه الذكريات مجرد زمن أعمى ... على الرغم من قدرتي على استنطاقك لكني لا استطيع لأسباب خاصة ( أف يبتسم وهو يفرك يده ) لدي عمل مهم الليلة ( تسخر منه ) من يتحدى من ؟ سأقلع عيناك بأظافري .. أنا لا يهمني أحد لا أنتي ولا منظمة حقوق الإنسان ولو كانت نهايتك على يدي سنفذها فهمتي .. ( ينظر إلى الساعة) دقائق سيأتي ابو سارا ليكمل معك وأنا أذهب (يبتسم ) سيقطع أنفك ... ويقطع أذنك .. سيقتلع أسنانك وأخيراً لسانك .. لتعيشين سجنك المؤبد بلا كلام أعلمي ذلك ...
( أظـــــــــــــــــــــــــــــــــلام )
اللوحة الثالث : ( بيت زوجة الرجل وهي رافعة السماعة تتكلم مع الجنرال وتضحك صوت قرع على الباب)
المرأة : هه ... أنه هو وصل شالوم ( تغلق السماعة وتفتح الباب ) .
الرجل : ( يدخل بتبختر ) ألم أقل لك أن الجيش الإسرائيلي يحتاج لخبراتي ... أنا يا عزيزتي من لا يستطيعوا الاستغناء عنه أنا أبو سارا ... ( المرأة تنظر إليه بمكر وخبث)
المرأة : تعني قبلوك .
الرجل : نعم ولقد كانوا يبحثون عني لديهم مسألة لا يستطيع أحد التحقيق فيها إلا أنا تصوري .
الجنرال قابلني بالحضن وقال نحن بحاجة إليك ... سأعود بعد نصف ساعة من الآن ... شالوم أغتسل وأذهب .
( اللوحة الرابعة)
( المسرح يوحي بسجن كبيرو هناك على اليمين يقع مكتب الجنرال عليه التلفون الفتاة على الكرسي مقيدة فيدخل الرجل بقوة ويدور عليها ثلاث دورات بتعالي وعنفاً ثم يبدأ )
الرجل : أسمك ( الفتاة صمت ) عنوانك ... ( صمت ) من ورائك ( يقولها وهو يشدها إلى الخلف بقوة ثم يلف شعرها المبعثر على عنقها ) سأخنقك بشعرك الآن ... لا وقت لدي ... ( بسخريا ) أنتم أيها الأرهابيون الفلسطينيون تريدون ملئ أوقاتكم الفارغة بقتل برأءت شعب الله المختار .. من أنتم أنتم لا شي حثالة ... ونحن الحضارة ... أتحاولون قتل الحضارة ، السمو ... السكينة ، الابتسامة ... ( ساخراً أكثر ) لا تعلمين أننا غيثارة الفرحة ، النشوة ، الإبداع من هنا تجدت وتعلت وأنطلقت في عموم المعمورة ... ومن هنا كانت نظم الحياة ، والمعرفة والاكتشافات التي غيرت للعالم مساره ... الله ... نعم الله فضلنا عنكم حتى في كتابكم .. أنتم العرب وبقيت الأجناس القوقازية لا شي أمام شعب الأبداعات الحية الجبارة هيا تكلمي ... أتعرفين من أنا ؟ (يجلس يفتش ملفها ) أنا والد أعظم شهيدة قتلوها أرهابيين منظمتك المسلمة في غزة وهي تؤدي واجبها الوطني المقدس أيها الحثالة ... لا . لا تفكري أنني ممكن أن أثائر لسارة منك ... ( بسخريا) لا . لا .. لأنك لا تساوين حذاها ... أو . أو مشط رأسها ( يقوم من أعلى الكرسي وكأنه زعلان بسبب هذه المقارنة ) أف .. أف كيف لي أن أقارن الطهارة ، الصفاء ، العفة الشجاعة بهذه الفاجرة القذرة ... لا . لا لا مقارنة ... ( يقترب من المكتب ويمسك السماعة ليتصل بالبيت يلغي الإتصال ثم يتخيل زوجته بلونسكي ) .
الرجل : قلت لك أنتي مش أنا من يطرد أو يسرح من الخدمة .
صوت بلونسكي من الكالوس : أنت عاجز لا شي لولا أسم سارة أعطاك بعض المكانة لما لفت لك أحد في شارع شالوم عاذر .
الرجل : الجنرال سيوقع هيا .. هيا ( إضاءة خفيفة موسيقى راقصة يأخذها من الكالوس ويرقص معها على أنغام الموسيقى ) الجنرال يحترمني تصوري أنا كنت أنفذ له أصعب مهامه ... والدليل أنه عندما عجز من هذه الإرهابية استدعاني .
بلونسكي : أنه وفيا ... وفياً .. لي ولسارة يا حبيبي ( تقولها بدفع وأنوثة وتخرج) (إضاءة جديدة ) .
الرجل : بلونسكي ... بلونسكي ... أه ... أه كنت أحلم ماذا ... ( يفكر بأمر ما ويتفرج للتلفون ) اتصل نعم يجب أن أتصل ( يرفع السماعة ويدق الرقم) صوت بعد رفع السماعة لأمرأة ) .
الصوت : لا . لا لا تجاوب أرمي بالسماعة يا حبيبي فنحن في قمت النشوة ( يغلق السماعة وهو مذهول من ما سمع ... الفتاة تنظر له بإزدراء يكف نظره عنها بأستحياء )
الرجل : أذن اتضحت الحالة الساعة بلونسكي ممكن لا يهم بس سارة .. سارة كانت في مهام خاصة يكلفها بها الجنرال .. أيمكن ... أيمكن أن تكون مهام أم ... لا ... لا ... عندما دخلت يوم عليها كانت سارا تقول للجنرال وأنا أسمع أنك يا سيدي الجنرال تذكرني بأعظم ساعات الظفر والشبق وأنت تتوسطنا أنا وأمي ... ( يعود للفتاة ) ( يداعب شعرها بلطف ) لا أريد القساوة ... فلقد قسو عني جميعاً . (يواجهها) أنظري لي بلطف ، أريد نظراتك اللطيفة ... لا نظرات السخريا والاستهانة ، هيا ، أخفظي نظرك تكلمي ... اليوم خسرت آخر شي لدي مقابل الفوز بكلمة تعيد لي الهيبة والمكانة ( ينهض ويرفع ستار النافذة ) أه الصباح بدأ ينسج خيوطه وأنا لم أحقق نقطة تقدم واحدة ... ( يهرع إليها بأول استجداء ) هياء قولي أي شي أرجوك .. فمن حق عيونك أن تسخر مني ... فكل رمقة تذعرني ... تصعقني ... لكني أن لم تعترفي أنتهيت ، والجنرال أوقعني .. أعرف بأنك فلسطينية فدائية وطنية ... ولكن يجب أن تفهميني ... أنا أمامك هيا أسأليني ... أسأليني عن شكي .. في بيتي عن هويتي ... من أنا ؟ ولماذا أتيت ؟ عندما كنت في بلدي هناك في أرباء مقيم ... كنت أعرف أصلي .. أعرف أني بأرضي ... ولكن خدعت قالوا بأن هناك وطن أسمه إسرائيل وطن الميعاد سيكون حنوناً معي أكثر من حنان أكرمتني فيه أمي ... حينها لم أفرق ما بين جدلية المعرفة والتمني ... كنت مخدوع :
نعم يا سيدتي مخدوع ( يبكي ) جاثياً على ركبتيه حتى من أقرب الناس لي ... أن اختلاف الهوية ليست رغبة ولكنها فعل آخر يخلق مع المرأ لحظة بلحظة ... الفكرة تبني لا تخلق أوطان من عدم ... أعرف كل هذا صدقيني ولكني أترجاك برجاء المحكومين التآئبين أن تتكلمي كلمة ... كلمة واحدة فقط ... اليوم عرفت أنني راض ، كل شي مني ضاع ... أبنتي ، زوجتي ، موطني ، الأول ، ووظيفتي أن لم تتكلمي ... أتوسل إليك أرحميني فأنتي آخر آمل لي بالبقاء ... الوقت يداهمنا ( يقبل أقدامها ) سيأتي الجنرال الآن ... أرجوك ... ( بسخريا حزينة ) سيأتي بعد ثواني وقد تأتي معه زوجتي لتبارك نجاحي ... هيا أنطقي ( قرع على الباب الرجل يشحن مسدس ويجهزه ) وصل أذن لا مجال لنا بالبقاء والثبات ... كل شي انتهى ( يفتح يدخل الجنرال والرجل يتفرج وصول آخر ) هل أغلق الباب ...
الجنرال : أبارك لك ... اليس كذلك ( تدخل زوجته )
بلونسكي : شالوم حبيبي على النجاح . اصفق لك .
الرجل : نعم صفقوا للنجاح ( يخرج مسدسه ) وهيا لنركض معاً في أنفاق الموت مثل الكلاب ، أنا وأنتي وصديقي الجنرال ... يجب أن نموت ... وتلك ( يشير للفتاة ) هيا وحدها من سوف يبقى ، أتدرون لماذا ؟ لأن تراب فلسطين ليس امتداد لروحي ولا لروحك ولا روح زوجتي أو مومستك أبنتي التي أعلنتها شهيدة المهمات الخاصة ( بسخريا ) أنه امتداد لروح ( يشير على الفدائية ) انستل من نبتة النفس حبة زيتون وحين قذفها بوجه الأعادي قذفها قضية وقذفها حجر ... لهذا يجب أن نموت نحن وتحيا فلسطين والقدس في يد من قدسوها لا من دنسوها أيه السيد المحترم ( يطلق الرصاص على الجنرال وزوجته ويفك قيود الفدائية ثم يطلق النار على نفسه فتأخذ الفدائية الوثائق والأسلحة وتذهب)
(أظـــــــــــــــــــــــــــــــــلام )
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق