مجلة الفنون المسرحية
كلام الاحتفاء في مقام الاحتفال
يقولون لكل مقام مقال، وهذا المقام اليوم هو مقام الاعتراف ومقام التقدير ومقام التكريم
وبمناسية اليوم العالم للغة العربية، والذي يصاف اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر، يكون من الضروري أن نقف وقفة تامل، وان نعرف معنى ومغزى هذه اللغة العربية، وذلك في كل حدوها الكائنة والممكنة، وبالمناسبة، فإنه لابد ان نحتفي بلغة هي لغتنا التي نحيا فيها وبها، لغة وسعت احلامنا واوهامنا، وقد سكنتا واقمنا فيها، وصاحبتها في يقظتنا وفي منامنا، ولقد ترجمت بصدق كل حالاتنا ومقاماتنا، وعبرت عن مواقفنا اليومية الصادقة، وبهذه المناسية الدولية، فإنني احيي كل الذين يعشقون جمال لغة الضاد، والذين يكتبون بها، والذين يفكرون بها، والذين يستودعونها اسرارهم الصغيرة والكبيرة، والذين يخبئون فيها ذاكرتهم وتاريخهم، وفي إطار احتفال العالم بواحدة من اجمل واصدق لغاته، فانني استحضر قول اميرالشعراء احمد شوقي فيها:
ان الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد
ونحن في هذا العشق المشروع، لا ننكر جمال اللغات الأخرى، ولا نصادر حق الآخرين في أن يعشقوا لغاتهم، لأننا نعرف ان الأصل في الإنسان أنه حيوان ناطق بلغته، وحتى الطيور والحشرات والحيوانات لها لغاتها الخاصة، وفي مجال هذا العشق المشروع نستحضر رباعية جميلة للشاعر المغربي الحكيم سيدي عبد الرحمان المجذوب والذي قال فيها، وهو يخاطب جمعا من البنات الجميلات، قال:
ألبنات البنات انخلات رضواضي
انتما كلكم زينات وانا بغي تغيرهادي
وان تختار جمالا واحدا، فليس معناه انك لا تعترف بالجمال الآخر ، في الأجساد الأخرى وفي النفوس الأخرى وفي الأرواح الأخرى وفي الأشياء الأخرى، ولقد استطاعت هذه اللغة العربية أن تكون لغة شعوب كثيرة، وأن تظل لغة حية، وان تقاوم الزمان بكل عواصفه وزوابعه، وبكل اعطابه وامراضه وهزاته، وان تختفي اللاتينية، وان تصبح لهجاتها لغات أوربية كثيرة، في حين حافظت هذه اللغة على وجودها، وعلى نحوها، وعلى بلاغتها وعلى بيانها وعلى علومها وفنونها
وينسب لغاندي قوله (لكل لغة جمال، ولكن العربية فيها الجمال نفسه )
أما جبران خليل جبران فإنه يرى أن اللغة العربية هي لغة الروح، وهي اللغة التي اخترناها واختارتنا، والتي رافقتنا في مسيرتنا التاريخية، ونابت عنا في كل المواقف وفي كل الحالات والمقامات، والتي قالت وكتبت كل ذلك الذي كان ينبغي ان يقال وان يكتب
وهذا الاحتفالي الذي يسكنني هو الذى قال وكتب عبركل تاربخه ما يلي:
هذه الفنون هي لغات الإنسان في جغرافيا المكان وفي تاريخ المكان، وأنا في هذه الفنون‐ اللغات لست عنصريا، ولا أقول هذه اللغة احسن من تلك، ولكنني فقط اقول بأن هذه اللغة العربية هي حبنا وهي عشقنا الأبدي والسرمدي، وانه من الجائز جدا أن نقول فيها اليوم وغدا ايضا، ما قاله الحلاج في ذات محبوبه ومعشوقه
انا من أهوى ومن أهوى انا
نحن روحان حللنا بدنا
الكتابة الاحتفالية الحية باللغات الحية
يؤمن الاحتفالي بالكتابة الحيوية، والتي انكتبت وتنكتب باللغة الفردسية، والتي هي لغة الاحتفال والاحتفالية، وهي لغة العيد والتعييد، وهو يؤكد دائما على ان اجمل الكلام واصدقه، هو الذي يقول نفسه، وهو الذي يكتب حروفه وكلماته قبل أن نكتبه نحن، وهو الذي تمليه ظروفه وشروطه، وهو الذي يأتي وفق مقتضى الحال، اي هو ذلك الكلام العفوي والشفاف؛ شفافية الأرواح الصادقة، والذي ياتينا من جهة منا لا نعرفها، والذي نقوله ونكتبه بعفوية وتلقائية، ويكون بهذا شيئا شبيها بفعل التنفس الذي لا يخضع لارادة المتنفسين، ولكنه يستجيب لارادة مولاتنا الحياة، وكذلك هي الكتابة الاحتفالية، والتي هي جسد الاحتفالي، وهي ظله، وهي صوته وصداه، وهي سيره وخطواته، وهي كائنه وممكنه، وهي حضوره وغيابه، وهي قديمه وجديده، وهي سيره وخطواته
والأصل في هذه الكتابة الاحتفالية الحيوية، هو أنها اساسا كتابة تفاعلية، كتابة فيها فعل ورد فعل، وفيها المواقف المؤسسة والمؤكدة، وفيها المواقف المختلفة والمخالفة والمضادة، وهي بهذا قول ورد على قول، وهي كتابة ومضاعفها، وهي فكرة او افكار في مواجهة افكار اخرى، قد تتفق او تختلف معها، ولكنها في النهاية، تشكل معها، في مجموعها، فسيفساء فكرية وجمالية واحدة، ويسعدني ان يكون لما يكتبه الاحتفالي، في إطار مشروعه الفكري والجمالي الواسع، رد فعل حقيقي، وأن تجد هذه الكتابة الحيوية من يحياها بصدق، ومن يقرأ الواحها، ومن يفهم اشاراتها وعلاماتها، ومن يفك طلاسمها، ومن يستحضر غائبها، ومن يدرك أسرارها الخفية، ومن يتأمل جماليات غموضها، وهذا ما يمكن أن نلمسه في التعليقات على انفاس هذه الكتابة الاحتفالية، خصوصا في النفس (الأخير ) والذي يوجد فيه البدء الأساس والمؤسس، ولا يوجد الكلام الأخير
الاحتفالية في مقام الحوار
في هذه التعقيبات يقول السينوغراف طارق الربح، والذي هو شريك اساسي في عملية الخلق والإبداع، والذي لا يمكن أن يتحقق فعل الاحتفال الحقيقي بدون وجوده، وبدون لغته المشهدية والبصرية، لأن الاحتفال له مكان، وله مناخ، وله طقس، وهو من يهيئ لهذا المكان مفرداته البصرية، وله فضاء فارغ، وهو من يؤثث هذا الفضاء الفارغ بالأشياء المادية المحسوسة والملموسة، والتي لها حجم وشكل، ولها اضواء وظلال، ولا ألوان واصباغ، ولها مساحات وامتدادات، وهذا السينوغراف، المجد والمجتهد، هو الذي اثث فضاء مسرحية ( شابكة) للمخرج امين ناسور ومسرح الأوركيد بمدينة بني ملال، والذي كان في كتابته البصرية ممتعا ومقنعا، ولحد الإدهاش الجميل، وتعقيبا على النفس الأخير من هذه الكتابة الاحتفالتة التي (اقترفها) هذه الأيام، نجده يقول:
(الكلام الكبير يأتي دائما على لسان الكبار وبحبر الكبار، وعلى إيقاع نبض القلوب الكبيرة ... وانت كبير ومن كبارنا أستاذي الفاضل الدكتور عبد الكريم برشيد ... لقد رأينا ووجدنا فيك دائما الرمز والمعلم، بالاضافة لكونك الرائد والمؤسس لكل ما تمثله لنا وللعالم الناطق بالعربية من قيمة فكرية ومسرحية ... لا نحبك من فراغ، ولا نقدرك من فراغ، ولا نعتز بك وبمنجزك المسرحي من فراغ ... نقوم بذلك لأنك تستحق، ولأننا نتشرف بالانتماء لك، ونتحمل كامل المسؤولية، كل من مهامه وموقعه في حفظ هذه القيمة التي تمثلها لنا، وتبليغها للأجيال القادمة بكل حب وأمانة ... دام عزك ليدوم عزنا بك أستاذنا الكبير د. عبد الكريم برشيد)
اما الدكتور عبد الفتاح ابطاني، والذي هو مسرحي شامل، تعكس كتاباته جماليات روحه وسعة فكره وفنه وعلمه، قبل جماليات المسرح الذي يعشقه، ويبحث عنه، فإنه يقول:
(كيف العبور لاستكناهك شيخي، الدكتور عبدالكريم برشيد، وكل لحظة منك احتفال بكل اللغات الدرامية، مشتلك يانع، وثماره نافعة، والأفق شاسع،و ،و ،...
رعاك البارئ وحماك، دمت سيدا راقيا)
اللغة الاحتفالية اذن ليس لغة واحدة، ولكنها لغات كثيرة، غنية ومتنوعة؛ لغات لها وجود في لغة إبداعية واحدة، وبهذا المعنى فإن الكتابة الاحتفالية لا تنطلق من فراغ، وهي في الأصل فرع من اصل، وهي جزء من كل، والأساس المؤسس في هذه الكتابة هو شجرتها الوارفة الظلال، أو هو مشتلها الذي يضمن لهذه الكتابة حاضرها، ويضمن لها مستقبلها، ويضمن لها حياتها وحيويتها
اما المخرج هشام بن عبد الوهاب، وهو المسرحي التطواني الذي يبدع اليوم مسرحه المغربي والإنساني من مدينة العيون، فإنه يقول:
(شهادة كبيرة من مسرحي شامخ و عظيم. تطوان كلها تفتخر بصداقتكم و يحبكم الصادق والاحتفالي . حفظكم الله الدكتور العزيز)
اما الدكتور كريم عبود من مدينة البصرة بالعراق، فإنه لا يرى وجودا حقيقيا، للاحتفالي الحقيقي، إلا في المدن الاحتفالية الحقيقية، ولهذا فقد قال:
(حاضر انت كالاحتفال في كل المدن)
وقدر المدينة الجميلة ان تعيش الاحتفال والعيد في الأزمان الجميلة، ومن من النايس يكره ان يكون متصالحا مع نفسه ذاته ونفسه، ومتصالحا مع زمنه، ومتصالحا مع ثقافته، ومتصالحا مع لغته او لغاته، ومتصالحا ايضا معنا كلنا، نحن الآن هنا؟
اما ابن عمتي السي محمد الباي، من مدينة للا وجدة، الباشا السابق، والمتابع الوفي لكل ما اكتبه، فإنه يقول تعقيبا على أخر ما كتبت:
(بكتابك هذا أعطيت لتطوان ولرجالاتها استحقاقهم الملموس و الشامخ من مفكرين ومسرحيين وادباء وفنانين ولهم هذا. أستاذي سي عبد الكريم، أطال الله في عمرك و متعك بالصحة و مزيدا من التألق..تحياتي الخالصة)
اما د. مصطفى ستيتو من مارتيل، وهو المسرحي المهتم بالطفولة وبعالمها السحري الجميل، والذي هيا لهذا الطفل مهرجانا سنويا للاحتفال بالمسرح وفي المسرح، والاحتفال والتعييد ايضا بكل القيم الإنسانية والمدنية والكونية، الجميلة والنبيلة، والتي يعنيها المسرح، فقد قال ما يلي:
(كلام بقيمة الوثيقة، عبور حي يلتقط أنفاس مدينة تعشق زوارا هادئين عاشقين للجمال المبثوت في الأركان المعتمة، سفر أسبوعي في دفء جناحي حمامة تهدل فرحا بزوار لهم حق الانتماء لأنهم مدنيون حقا. قراءة حية في مشاهد احتفالية هي طقس ما يشتهى بمدينة تعشق عطر اللقاءات في ساحة التلاقي المفتوح على كل الألوان.
شرف لمدينة تطوان ان تحتضن مهرجانا مسرحيا يحضر فيه المسرح سؤالا وجوديا..وفخر لها أن يكون الكاتب والمثقف العضوي عبد الكريم برشيد حاضرا بين الرواد في مأدبة الاحتفال بالمسرح مع أهل المسرح...)
ولعل اهم ما يميز هذا الاحتفالي، في حياته وفي حياة فنه وفكره هو أنه يرى الحياة والحيوية في كل شيء، وهو يعتبر المدن شخصيات حية، شخصيات حقيقية تحب وتعشق، ولها جسد روح، ولها خيال واحتفال، وليس من باب الصدفة أن نجد كثيرا من المسرحيات الاحتفالية تحمل أسماء المدن، وذلك من مثل ( امرؤ القيس في باريس) و( ابن الرومي في مدن الصفيح) والمسلسل الاذاعي(جحا فاس) وغير ها من الأعمال المسرحية التي تحضر فيها أسماء مدن عربية وعالمية كثيرة
اما الممثل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي جواد العلمي، والذي سبق ان كان بطلا لمسرحية ( المقامة البهلوانية) من اخراج د. عبد المجيد شاكر، والتي صورت للتلفزيون في القناة الثانية المغربية، والتي كانت أول مسرحية باللغة العربية الفصحى، تقدمها هذه القناة، فقد قال:
(الاحتفالية سفر الروح ..؟)
دمت مبدعاً أصيلاً..
أنا احتفال ي )
نعم، انت احتفالي، وأنا احتفالي، وذلك الرجل الآخر، في ذلك الزمن الآخر احتفالي، وتلك المرأة الأخرى، في تلك اللغات والثقافات الأخرى احتفالية، وكل الناس، في المدن الاحتفالية، وفي الأزمنة الاحتفالية، سواء شعرنا بذلك ام لم نشعر به، فإنهم لا يمكن إلا أن يكونوا احتفاليين، وأن يكون اعز ما يطلبون هو القبض على اللحظة الاحتفالية الهاربة في فضاء الزمن اللا محدود واللانهائي
اما الموسبقي مومن عيس ابو يوسف، والذي هيا لواحدة من مسرحياتي لغتها المسرحية الأخرى، فقد قال (الرائع البهي سيدي عبد الكريم، دمت ودامت إشراقاتك صديقي العزيز)
اما الأستاذ عبد المجيد انتصار، الباحث في الفكر وفي التربية والتعليم، فقد قال:
(تحياتي ومتمنياتي بدوام الصحة... استمتعت بقراءة هذا القول الاحتفالي... دمت للإبداع رمزا....اخوك عبد المجيد الانتصار)
اما صهري وابن خالتي وصديقي السي ادريس لحلو، فقد قال:
(الأستاد عبد الكريم برشيد علم من اعلام هذا البلد الذي يفتخر بك وامثالك من المبدعين
مزيدا من التألق والنجاح نرجوه لك مع دوام الصحة والسعادة)
اما الامين العام السياسي الأستاذ احمد فطري، وهو أحد المتابعين الأوفياء لفيض هذه الكتابة الاحتفالية المتجددة، فقد قال
(مبدع أصيل أنت أخي الفاضل، مع محبتي واعتزازي...)
اما صديقي الأستاذ حمد الرقعي الرقعي من الكويت، والذي عرف بصدقه وبمصداقيته، وبشغبه المعرفي والجمالي ايضا، فقد قال
(كما عهدناك دائمآ محب مخلص لأصدقائك كما أنت، مخلص لمبادئك وفنك وللأماكن في قلبك قصة جمال ... استاذ الأجيال سي عبدالكريم لك تحياتي وفي قلبي شوق للقاء ..)
اما الأستاذ سعيد بلفرحي، والذي اتحفنا بكتاباته الجميلة، والتي منها كتاب عن العلاقة بين المدينة المغربية وشعر الملحون، فقد قال:
(دام تجددك وعطاؤك المتميز استاذنا الجليل)
اما جناح التامي، والذي كان عبر ما يقارب نصف قرن من الزمان، هو الأجنحة التي تحلق بها الاحتفالية في السماوات العالية، والذي أعطى الجسد ااحيةفي المسرح الاحتفالي الحي كل ابعاده ومستوياته وكل امكاناته الظاهرة والخفية، وهذا المواطن الاحتفالي، في الوطن الاحتفالي، هو أحد الاحتفاليين المجانين الذين يشبهون شخصية عبد السميع، وهو مثله ذلك الطفل الذي يتقدم في العمر من غير أن يشيخ، ومن غير أن يفرط في طفولته السعيدة وفي روح الطفولة وفي حياته وفنه وفكره وابداعه المجدد والمتجدد، وهذا الجناح هو الذي يقول اليوم ما يلي:
(جماليات الاحتفالية أنها كعدسة التبئير." الزووووم zoom. "
تلتقط ما غاب عن الآخر، وتوضح ما غاب من الألوان، وتتلاشى عبر كل الأبعاد، وتفسر العالم بشكله المثالي و الأسطوري و الحقيقي والمدهش و الغرائبي، وهذه صناعة لا يتقنها إلا الرائد شيخ الاحتفاليين و" لامين الصنايعية الكبار " المبدع الدكتور Abdelkerim Berrechid)
اما الممثل والإعلامي والرسام وصاحب الرؤية الساخرة في فن الكاريكاتور صديقي السي حسن عين الحياة، والذي هو حقيقة عين من عيون الحياة، فقد قال:
(هنيئا لتطوان بهذا الاحتفاء المفعم بكرنفال احتفالي باذخ، من مبدع الاحتفالية السي برشيد.. تحياتي الخاااااصة)
اما الفاعل الثقافي والجمعوي والمثقف العضوي الأستاذ عبد الغني رياض، فقد قال:
(عندما يصبح المسرح أداة للتعبير الإنساني وتصير الاحتفالية اهم معالمه.
تحياتي ومودتي)
اما المسرحي ادريس كسرا، والحاضر دوما حيث ينبغي أن يكون الحضور، والذي له مساهمات وبصمات خاصة في المشهد المسرحي المغربي فقد قال:
(تطوان والمسرح احتفالية بتعبئة مضاعفة ... تماما ككل مكان يحسن التذكر، ويعاني من النسيان ... والاحتفالي يحسن التذكر، ويمسرح النسيان كحد فاصل بين الوجود والتوقف عن الوجود
النسيان لا يعني الموت، لان الموت صيغة أخرى للوجود .... دمت استاذنا وحادينا إلى مضارب الجمال و.......الإنسان)
ما أجمل هذا الذي تقول اخي السي ادريس، وانت تعرف بأن الموت في الوجود ليس له وجود، وان هذا الوجود الحي هو وحده الموجود، وبأن هذا الذي نسميه الموت ما هو إلا ( صيغة اخرى للوجود)
ونحن الأحياء في الحياة عابرون، ونمضي نحن كما مضى الذين سبقونا، ولكن تبقى الحياة، وكل عمر من الأعمار ما هو إلا أيام فقط، ايام محددة ومحدودة، وهو ساعات ولحظات تجري نحو الغيب ونحو المغيب، وبالتأكيد فان كل من وما يغيب هنا، هو حاضر هناك، وهو عائد الينا في دورة وجودية وحياتية جديدة ومتجددة
وبحسب المفكر الاحتفالي، فان اغبى كل الاغبياء هو من يطرق بابا غير باب الله، والذي هو وحده الحق، وكل من سواه باطل، وهو ذلك المخدوع الذي يتوكل على الأصنام الحجرية او البشرية الفانية، بدل أن يتوكل على الحي الذي لا يموت
وانا اعرف واعترف، بأنني مجرد كائن يحيا الحياة بشكل مؤقت، وبانني لست الحياة، في كليتها وشموليتها، تماما كما انني مجرد إنسان مسرحي عابر في زمن عابر، وبانني مجرد عاشق للمسرح، ولكنني ابدا لست المسرح، كل المسرح، ولست وحدي العاشق، لفعل الاحتفال الصادق، بكل لغاته الحية
اما الباحث المسرحي الدكتور نور الدين الخديري، فهو يعرف ان الاحتفالية اساسا رؤية وموقف، وانها الثبات على الموقف، وانها الحياة والدعوة إلى الحياة، وانها الفرح والتأكيد على الحق في الفرح، وفي هذا المعنى يقول ما يلي:
(دام حضوركم البهي أستاذي وأخي العزيز الدكتور عبد الكريم برشيد، حضور ما فتئ يتجدد بفعل حيوية الفكر، وجمالية الروح، وثبات الموقف الذي تدعو إليه الاحتفالية في كل زمان ومكان، مودتي وتقديري)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق