ميوزيكل "تاج العروس"
سوزان المحمود
تتميز عروض الميوزيكل دون الأنماط المسرحية الأخرى أنها تحتاج ميزانيات ضخمة للإنتاج، فهي فرصة ذهبية لإظهار خبرات التقنيين المسرحيين، حيث تتضافر خبرات مصممي الديكور والإضاءة والصوت، والأزياء لتُظهر عمل المؤلف والمخرج والكريوغراف على المسرح على أكمل وجه، إذ على جميع العناصر التقنية والإبداعية الانسجام ومنح القصة المعروضة البيئة المناسبة لها من خلال خلق ابعادٍ جمالية تليق بعرض الاستعراض الغنائي الراقص، والمساهمة في اظهار التطور الدرامي للحكاية، عرض الميوزيكل "تاج العروس" قدم بالتعاون بين شركة دانس للرقص المسرحي ودار أوبرا دمشق، عرض تم التدريب عليه لمدة ثلاثة أشهر، وشارك به 100 شخص، ما بين ممثلين وراقصين ومغنيين وتقنيين وفنيين. خرج بصورة مبهرة بصرياً.
الحكاية التي قدمها العرض حكاية بسيطة تناسب عرض الميوزيكل تحاكي خروج العرب من جنتهم المفقودة "الأندلس"، قام بكتابة قصة العرض محمد عمر، وبإخراجها أحمد زهير، وتسرد الحكاية حركياً الكريوغراف رنيم ملط ، والتي ستقوم بدور "وجيدة" الشخصية الرئيسية داخل العرض وهي شابة من مدينة إشبيلية سيقع بحبها الغازي الإسباني "ألفونسو" والذي يلعب دوره الممثل جان خضر، بينما تقع هي في حب الشاب الغجري "خابيرو" و يلعب دوره معتصم عمايري، أثناء رحلة الهروب من الغزاة إلى خارج المدينة نحو المغاور، التي لجأ إليها العرب والغجر بعد طردهم من مدنهم، لكن ألفونسو الذي ستملأ الكراهية قلبه يرسل إليها تاجاً مسموماً مع أخيها الصغير لتضعه على رأسها وتموت ميتةً تراجيدية في أحضان حبيبها الغجري، لينهي "تاج العروس" حياة شابة إشبيلية في مقتبل العمر وتكتمل فصول خروج العرب من الأندلس مع موتها.
قام بأداء دور أم وجيدة الممثلة ناهد الحلبي، وبدور والدها غسان الدبس وأخيها علي عكروش، بينما قام بدورالمغني الغجري وليد الدبس، والمهاجر المغربي محمد عيسى، وبدور الشاعر أبو البقاء الرندي كفاح
بالنسبة للديكور قام بتصميم الديكور السينوغراف غيث المحمود، وبالتصميم الزخرفي والإخراج اللوني علي فاضل، والنحت والإخراج اللوني: يزن قرموشة ومحمد الزهيري. كان الديكور أحد أبطال العرض الراقص، كما هو العادة في عروض الميوزيكل المعروفة، كان فخماً في تصميمه، اعتمد على دراسة العمارة الاسلامية المزدهرة في مدينة إشبيلية في تلك الفترة الزمنية، حيث صُمّمت القناطر الأندلسية البديعة لتزيين القصور، انقسم الديكور لقسمين الأول هو محاكاة أجواء المدينة وقصورها الفخمة قبل وأثناء الغزو الإسباني، وأظهر الديكور كمنظور أعماق القصر، والآخر ليقدم أجواء المغاور التي لجأ لها العرب والغجر الملاحقين من قبل القوات الغازية بقيادة ألفونسو، وبالإضافة للديكور كان هناك شاشة العرض السينمائي التي تعرض في الخلفية مشهد متمم للمدينة لتبدو المشهدية المسرحية واقعية إلى حد ما، مرة ً ليبدو منها امتداد المدينة العربية ومرةً ليُرى ويسمع صوت البحر خلف جدران القصر الذي تجري فيه الأحداث، كان هناك عدد من التحديات التي واجهت تصميم الديكور منها كيفية اظهار البيئة المكانية الأندلسية التي تجري فيها الحكاية الحدث بالإضافة إلى إيجاد تقنية عملية لرفع وإنزال قطع الديكور الضخمة بسلاسة كبيرة خلال زمن قياسي، والانتقال بين المشاهد بشكل مدروس مع توفير ودراسة المساحة المناسبة لحركة عدد كبير من الراقصين دون أن يشعر الجمهور بذلك، إذ كان الانتقال بين المشاهد سلسلاً ومدروساً، ويجدر الإشارة هنا إلى أن تصميم الديكور الذي قام به غيث المحمود وتصميم الإضاءة التي قام بها ماهر هربش كان متكاملاً لخلق الأجواء المناسبة لاستعراض راقص مبهر بصرياً، مع تصميم الأزياء المناسبة لعدد كبير من لوحات الاستعراض الراقص من قبل أحمد منصور، من أزياء العرب والإسبان والغجر.
الصوت: ربما كان أحد الملاحظات التي تأخذ على العرض هو عدم نقاء تسجيل وعرض الصوت فعلى الرغم من جمال صوت المغنين حيث قام بالغناء كورال سورية "عاصم سكر، ونزيه أسعد، وكفاح سلمان، وطلال أبو حشيش وهدية سبيني ونور عربي أحلام ديب وأماني عرابي ودياب سكري قدم صوت أبي الرجا، وقام بالتأليف الموسيقي للعرض محمد هبّاش، إلا أن التسجيل غير النقي للصوت للأسف تسبب في بعض التشويش في بعض اللحظات من العرض.
في عرض غني باللوحات المتنوعة كان موضوع السيطرة على القصة الدرامية صعباً، وكان ادخال موضوع اللاجئين من زمن آخر غير مبرر ضمن عرض يتحدث عن الماضي فقط وعن حقبة محددة من التاريخ الاندلسي، كسماع صوت صفارات الإنذار وصوت معلق يعلن عن عثور السلطات الاسبانية عن العثور على جثة مهاجرين مغاربة وظهور بعض اللاجئين بين الراقصين للحظات لم يكن مبررا فنياً او درامياً. لكن رغم كل ذلك خرج العرض بصورة مرضية تليق بدار أوبرا دمشق. العرض قدم ليومين فقط ولم يكن هذا كافياً للجمهور بالنسبة للجهد الكبير المبذول فيه.
فريق العمل:
إخراج: أحمد زهير
تأليف: النص محمد عمر
تأليف الموسيقى: محمد هبّاش
كريوغراف: رنيم ملط
ديكور: غيث المحمود
تصميم الإضاءة: ماهر هربش
أزياء: أحمد منصور
الراقصون الأساسيون:
رنيم ملط: وجيدة، جوان خضر: ألفونسو، ايمان كيالي: الجدة، معتصم عمايري: خابيرو، محمد طرابلسي: أبو الرجا
الممثلون الأساسيون:
ناهد حلبي: أم وجيدة، غسان الدبس: والد وجيدة، علي عكروش: أخ وجيدة، وليد الدبس: المغني الغجري، محمد عيسى: المهاجر المغربي، كفاح سلمان: الشاعر أبو البقاء الرندي.
الغناء
كورال سوريا: عاصم سكر، نزيه أسعد، كفاح سلمان، طلال أبو حشيش، هدية سبيني، نور عربي، أحلام ديب، أماني عرابي، دياب السكري صوت أبو الرجا.
الموسيقيون:
قانون: بشار جارور، عود: عبد الحي ناصر، ناي: ماهر رحال، وتريات: حسن الشهابي، محمد حميدة باسل منصور، شادي منصور، فرح حامد، أحمد ناصر، ايقاعات: محمد مفلح، عمر مفلح، برمجة موسيقية: رامي مغربل، تنفيذ: موسيقا أحمد هبّاش.
تسجيل الموسيقا
استديو الأصيل (دبي)
مالمو ستار (السويد)
Studio Music Liveاستديو علاء طرقجري (سوريا)
الطاقم الفني والتقني
تصميم زخرفي وإخراج لوني: علي فاضل
نحن وإخراج لوني: يزن قرموشة محمد الزهيري
فريق الديكور: ساما مسعود، راما العلي، إياد ديوب، جاسم عوض، ماسة بشور، كرم غياض، وسيم بدور
تنفيذ الديكور: علي أحمد، عزام العقدة، دياب خزعة، صبحي الحلاق.
الإكسسوارات: محمد كامل
تصميم الميك آب: ميسا وطفا، مساعدة: تالا ربابة.
التصميم الإعلاني: سهى غانم
غرافيك شاشات: نادين الهبل
مخرج التصوير التلفزيوني: هاني طيفور
التصوير والهوية البصرية: Studio Real
أجهزة الصوت والإضاءة: (شركة ميلودي) أغيد سليمان – إياد سليمان
مهندس الصوت على المسرح: جوني كوميفيش
مساعد فني: عبد الغني حميدة
المدير الإداري: محمد الشبلي
مدير العلاقات العامة: معتز أفغاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق