مجلة الفنون المسرحية
مخرج مسرحية "كلام " من المغرب "نحن نعمل على إحياء المؤلف والنص داخل متن العرض "
نور اللامي _ مركز المؤتمرات الصحفية
أقيم مؤتمر صحفي خاص لفريق مسرحية "كلام" المغربية صباح يوم الخميس الموافق ١١ يناير في مركز المؤتمرات الصحفية بفندق فلسطين مريديان في بغداد، وهي مسرحية من المغرب" لمسرح الشامات. حضرها مخرج العمل بوسلهام ضعيف والممثلة سناء عاصف وأدار المؤتمر د. بشار عليوي.
وقد بين ضعيف في مطلع حديثه تجربته في إعادة صياغة رواية برادة إلى عمل مسرحي، بقوله : "في عام ٢٠١٦ اشتغلت على رواية "بعيداً عن الضوضاء قريباً من السكوت" لمحمد برادة وعملنا على مسرحة الرواية، ليس بصيغة اقتباس انما بأسلوب كتابة له تقنيات وإتجاهات وإختيارات جمالية، أسميت هذه التجربة "كل شيء لأبي" وكانت إستثنائية بالتعامل مع متن الرواية لأن نقل الرواية للخشبة عادةً ما يُشعر الكاتب أن هناك أشياء في النص لم تصل كما أرادها وهذا أمر طبيعي لأن النقل من جنس الى آخر يأخذ شيء من الكثافة الأصلية للنص، لكننا حققنا لبرادة في عرض "كل شيء لأبي" ما كان يُقدمهُ في الرواية وهذا أمر إيجابي بالنسبة لي، لذا ففي السنة الماضية تلقيت اتصالاً من برادة، قال لي فيه أنه يكتب نص مسرحي جديد، و "كلام يمحوه النهار" يختلف لأن هنا برادة هو الذي جاء الى المسرح فبعد أن ذهبت عنده في التجربة الاولى قد جاء هو بنفسه للمسرح وقدم هذا العمل كعمل مسرحي، وهذا التناقل بين النص والخشبة منحنا فرصة لصناعة صيغة مسرحية جمالية تلاقحت فيها رؤانا " واضاف "عمل "كلام" ليس فرجة يغيب فيها النص بل أنه يعتمد على الكلام واللغة والشعر فوق الخشبة، وهو مشروع يرتكز بشكل كبير على النص المنطوق".
وأكد ضعيف على امتنانه وسعادته قائلاً: " اشكر القائمين على المهرجان، وكل الذين يسعون لإنجاح فعاليات المسرح العربي " وتابع بقول " تجربة مسرح الشامات راهنت على تقديم مسرح يتفاعل مع قضايا الناس، أنتجت العديد من العروض بالإضافة لذلك قدمت ورش للاشتغال على اعداد الممثل والفني المسرحي، والفرقة حملت على عاتقها مسألة جداً مهمة وهي أنها وجدت نفسها مسؤولة عن خلق فضاءات مسرحية جديدة والعمل على ورش التأطير والتكوين ليس فقط للممثلين إنما لخلق جمهور شغوف بالمسرح، ومن هنا تطورت فكرة فريدة في العالم وهي مسرح بين الأحياء، إستطاعت أن تخلق جمهور متابع ووفي للمسرح داخل المدينة وكونت شريحة من الشباب الأوفياء للمسرح نمى فيهم شغف المسرح وحصلوا على أدوات جمالية تؤهلهم لقراءة العرض" وأشار إلى سبب تسمية المسرح مؤكداً " أسميناه مسرح الشامات لأن الخال أو الشامة هي ذلك الجزء الذي يعطي للوجه لمسة جمالية رائعة والمسرح هو تلك الشامة الجميلة على خد المجتمع التي تعطيه لمسته الوجودية المختلفة".
وبين بوسلهام دوافع ارتكازه على النص بقوله: " في مرحلة معينة لاحظنا أن هناك إهتمام بجوانب على حساب أخرى في العرض المسرحي كالجوانب الجمالية والجسدية على حساب النص والمؤلف، لذا نظمت الفرقة تظاهرة تهتم بالكاتب المسرحي وخلق علاقة له مع الجمهور، وقررنا العودة الى المعنى والكاتب لأنه هو الخالق الأول للعرض، وهو الذي يوقع العرض فهو الشاعر الذي يصنع الفكرة فوق الخشبة، وهذا المفهوم قد تم فهمه بصيغة مختلفة كقتل المؤلف بطريقة و بأخرى" وأضاف " إن هذا الاحتفاء بالكاتب تم من خلال ملتقى الكتابة المسرحية فأصبح الكاتب يقرأ نصوصه أمام الجمهور واقمنا طاولة لقراءة النصوص بمسارح وقاعات ندوات وانفتحنا على المأثر التاريخية والمعالم المهمة في مكناس، أعدنا اليها الحياة من خلال حضور كاتب يقرأ نصه عن طريق ممثلين، وتواصلنا مع كتاب من افريقيا وأوربا لغرض فتح حوار بين المؤلفين جميعا وبين صناع العرض، وسنطور هذا الملتقى ليصبح ملتقى دولي للكتابة المسرحية، لنحاول سوق الكتابة المسرحية كحدث مهم محوري في العرض وهذا الحوار سيكون مفيداً للمسرحي في المستقبل".
وقال ضعيف في سياق متصل: "الفرقة غامرت في لحظة جنون مسرحية معينة ونظمت "مهرجان مكناس خشبة للعالم"، إستضفنا فيه ضيف شرف مكرم هو الفنان محمد صبحي أعطى للدورة الاولى نفس رمزي قوي هائم منح المهرجان الق دائم وفي الدورة الثانية كانت الفنانة نضال الأشقر ورغم أنها لم تحضر إلا أنها بعثت بتسجيل اضفى روح المسرح بيننا، واستطاع هذا المهرجان أن ينعش الحركة المسرحية في مكناس، وتمكنا من أن نذهب لأماكن متعددة اقمنا فيها عروض" وأكد "نحن كفرقة ننظم مسرحاً له مساره وأسئلته وهي تزاوج بين الأبداع وتجربة التكوين والترقية للمسرح وهي مندمجة في سؤال التغيير الثقافي والاجتماعي والسياسي لأنه ليس مجرد فرجة إنما مساهم في تنوير العقليات والمجتمع والحياة".
وضمن منهاج المؤتمر الصحفي تحدثت بطلة العرض الممثلة المغربية سناء عاصف عن مشاركتها في المسرحية قائلةً: " هذه تجربتي الاولى مع فرقة مسرح الشامات، وأنا ممثلة مغربية اشتغل بين فرنسا والمغرب، سعيدة بتواجدي في بغداد لأول مرة واشكركم على حفاوة الاستقبال واشكر القائمين على مهرجان المسرح العربي، على هذه الفرصة الجميلة" وتابعت حديثها مستدركة: " قبل أن أبدأ كلامي اوجه تحية للأخوة في فلسطين لما يقدموه من دروس وعبر تمدنا بالمقاومة وتعطينا فرصة البقاء والاشتغال ونحن لا ننسى تضحياتهم فنحن بلقائنا هذا نقاوم ونحاول بأن تكون لنا كلمة وأن لا نترك المكان فارغ وأن نصنع خط مقاومة آخر يقوده الفن والمسرح والثقافة" وتابعت حديثها "العمل مع فرقة الشامات شرف لي، ولأن كل مدينة لها طابعها وخصائصها وأصالتها فإن مسرح الشامات متجذر في مكانه وأنا أعتقد أنه يمكن للمحلية أن تعطي هذا الألق الذي يجعلك تسير برأس مرفوع وتتقدم لأفاق بعيدة لأن التجذر في الارض يجعلك تنبت وتكبر وتشع" وأكملت قائلةً "الأستاذ الدكتور بوسلهام ضعيف مكسب لي وهو رغم تاريخه وبصمته الواضحة إلا أنه دائماً متجدد ومتطور لهذا مسرحياته مختلفة جداً وأعتقد أن تشبثه بالنص يجعله مميزاً عن غيره، وهو يستنبط شكل العرض من النص لأنه يحترم التأليف ويعكس ذلك على الشكل المسرحي في مسرحياته" واكدت "كان يوم عيد لي عندما اتصل بي للانضمام لفرقته لأن هذه المسرحية كتبها أحد أكبر الأدباء المعاصرين في المغرب هو الأستاذ محمد برادة بالإضافة إلى وجود فريق متكامل ونحن مقبلين على عمل قوي سيترك بصمته الكبيرة والخاصة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق