تصنيفات مسرحية

الأحد، 18 فبراير 2024

"صمود حنظلة" تفتتح الدورة الثانية لأيام المسرح العربي في الجزائر تحمل اسم حسان بلكيرد الذي كان أول من أسس فرقة مسرحية في سطيف.

مجلة الفنون المسرحية

"صمود حنظلة" تفتتح  الدورة الثانية لأيام المسرح العربي في الجزائر  تحمل اسم حسان بلكيرد الذي كان أول من أسس فرقة مسرحية في سطيف.

سطيف (الجزائر) - انطلقت في دار الثقافة هواري بومدين بمدينة سطيف الجزائرية الدورة الثانية لتظاهرة “أيام المسرح العربي” بتقديم عرض مسرحي بعنوان “صمود حنظلة” والذي سلط الضوء على صمود أطفال غزة في فلسطين ومعاناتهم جراء الحرب. وتحمل هذه الدورة اسم حسان بلكيرد (1905 – 1957) الذي كان أول من أسس فرقة مسرحية في سطيف، خلال فترة الاستعمار الفرنسي.

واستهل العرض الافتتاحي للمهرجان بمجسمات ضحايا مكفنة وملطخة بالدماء منتشرة فوق الخشبة يتوسّطها طفل وبهلوان حزينان بالموازاة مع انبعاث موسيقى حزينة زادت المشهد تأثيرا ليعتلي بعدها خشبة العروض ثلة من الفنانين الذين أبدعوا في تسليط الضوء على آلام أهل غزة الجريحة من خلال العديد من اللوحات الفنية على غرار مشهد الأمّ التي تبحث عن فلذة كبدها (ابنتها) وسط الركام.

وتتوالى مشاهد ذات العرض الذي قام بتأليف نصه وتصميمه الفنان جمال لعبيدي بتصوير بشاعة المجازر المرتكبة ضد الفلسطينيين العزل باستعمال تقنيات عصرية تتمثل في عرض فيديوهات حقيقية وأرشيفية مصحوبة برقصات كوريغرافية قامت بأدائها الفنانة الجزائرية خديجة غميري للدلالة على تضحيات المرأة الفلسطينية.

سيرافق الدورة الجديدة من هذه التظاهرة معرض للفنون التشكيلية بالبهو الرئيسي لدار الثقافة هواري بومدين والعديد من الورشات التكوينية في مجال المسرح

وعقب هذا العرض الذي تفاعل معه الحضور بكل جوارحه، صرح الفنان جمال لعبيدي أن هذا العمل “شارك فيه 30 فنانا 12 منهم من مختلف الدول العربية المشاركة في هذه الدورة”، مبرزا أنه “تم إنجازه في ظرف قياسي باستعمال تقنية التواصل عن بعد مع الفنانين العرب”.

بدوره، نوه مدير الثقافة والفنون لولاية سطيف عامر الهاشمي خلال كلمته الترحيبية بالضيوف المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية وهم من فلسطين كضيف شرف وتونس والعراق وسلطنة عمان، مؤكدا أنهم سيساهمون دون شك في إثراء المشهد الثقافي من خلال عروضهم المسرحية التي ستزين الفضاء الثقافي بسطيف. وأفاد بأن برنامج هذه الدورة الثانية يتضمن عرض مسرحيتين جزائريتين هما “اللعبة” لتعاونية “رفقاء نجمة” من ولاية سطيف و”حلاق إشبيليا” للمسرح الجهوي بعنابة، وكذلك مسرحيات “حاجة أخرى” من تونس و”الغريب النقيب” من سلطنة عمان و”عزرائيل” من العراق.


كما تحضر فلسطين ضيف الشرف، عبر مشاركة الفنان المسرحي غنام غنام بعرض بعنوان “بأمّ عيني 1948″، وهي عمل مسرحي حكائي يتعمق في أبعاد القضية الفلسطينية بأسلوب وأداء مؤثر وصادق لفنان فلسطيني يوثق ويرصد زيارة حقيقية (غير معلنة) للأرض المحتلة منذ 1948 والتي قام بها الفنان غنام غنام عام 2017، حين دخل عن طريق التهريب إلى بلاده أين رصد انتصارات يومية يحققها الفلسطينيون البسطاء لينتصروا على احتلال وطنهم وحقهم، وسجل شواهد حياتية يومية، كما زار البيت الذي ولد فيه الأديب الفلسطيني الشهير غسان كنفاني عام 1936 وهُجِّرَ منه عام 1948، ورغم عشرات السنوات من الاحتلال لا زال يسمى ببيت غسان. فكل حجر في عكا يقول “الأرض بتتكلم عربي”، هكذا يؤكد غنام في عرض يتحدث عن هشاشة الاحتلال، ويطرح أكثر من سؤال ويثير أفكارا كثيرة في ذهن المتلقي.

وهذا العرض “بأمّ عيني 1948” سبق أن قدمه غنام غنام في عدد من المهرجانات العربية هذا العام تزامنا مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وهذا العرض الجديد يعد الحلقة الثالثة بعد عرضين قدمهما الفنان غنام غنام وهما “عائد إلى حيفا” و”سأموت في المنفى”، والعروض الثلاثة لها منهجية هي أنها تقدم في فضاء قاعة مفتوحة وليس خشبة مسرح.

من جانبه، أوضح رئيس المجلس الشعبي لبلدية سطيف الممول الرئيسي لهذه التظاهرة، حمزة بلعياط في كلمته بالمناسبة أن “سطيف مدينة الشهداء ومنبت المقاومة وقبلة الأحرار من رجال الحركة الوطنية بكل أطيافها ومنهم الشهيد الفذ حسان بلكيرد الذي سميت باسمه هذه التظاهرة الثقافية”.

للإشارة، سيرافق الدورة الجديدة من هذه التظاهرة معرض للفنون التشكيلية بالبهو الرئيسي لدار الثقافة هواري بومدين والعديد من الورشات التكوينية في مجال المسرح على غرار السينوغرافيا والتمثيل والإخراج من تأطير خبراء في المجال من الجزائر ومن الدول المشاركة.

وينظم المهرجان ندوة فكرية عنوانها “الأدب في ضيافة المسرح”، يؤثثها الدكتوران لخضر منصوري من جامعة وهران واليامين بن تومي من جامعة سطيف؛ حيث ستُثار إشكاليات متعلقة بالأدب والمسرح والعلاقة الثنائية المتبادلة بينهما، وتخوض في أهمية هذين الفنين.

واعتبر خالد مهناوي مسؤول ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف أن التظاهرة “فرصة للجمهور السطايفي بصورة خاصة والجزائري بصفة عامة للاطلاع على مجموعة من الأعمال المسرحية مما يساعد على بناء جسور التواصل الثقافي والفني والإنساني، وفتح مجال التعاون والتبادل المسرحي بين الجزائر والدول المشاركة”.

كما تطرق مهناوي بالمناسبة إلى أهمية هذه التظاهرة الثقافية التي تأتي في إطار الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للشهيد (18 فبراير من كل سنة) في الترويج السياحي والثقافي للمنطقة التي تتوفر “على مؤهلات ثقافية و اقتصادية هامة جعلت منها قطبا سياحيا وثقافيا بامتياز

--------------------------------------
المصدر : العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق