تصنيفات مسرحية

الجمعة، 23 فبراير 2024

مسرحية " على هامش صفحة الحرب " تأليف بسام الحافظ

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب بسام الحافظ 


   مسرحية " على هامش صفحة الحرب " تأليف بسام الحافظ

          بيت شنيار..داخل غرفة ذات أثاث ريفي  . شنيار بسيط وساذج ويصدق 

ما يسمعه.. يجالس صديقه عويجان ، الذي لا بد أن يرش زيادة التوابل على ما يسمعه 

أو ما يحدث له .. ويدعي معرفة كل شيء ، فيحلل ويقنع محدثه بأنه حبلوق .. يلعبان

لعبة المنقلة وهي لعبة ثنائية  مكونة من أحجار وخشبة أسطوانية حُفر بداخلها سبع 

حفر صغيرة ،  وفي صدر الخشبة توجد نافذة تطل على مكان قعود شنيار وعويجان 

ومن خلف النافذة تبث أغنية لعبد الحليم حافظ  ( رسالة من تحت الماء ) بالكاد تُسمع

 - يلعبان ويتحدثان طوال التمثيل – وأترك ذلك لقراءة المخرج .

عويجان : ( يزحلق عقاله نهاية جبهته ) يقولون يا شنيار، دخلت بلادنا أسلحة 

ورجال من بلدان لم نكن نعرفها .

شنيار: أيباااه . إلى أين عويجان ؟!

عويجان : ( ممتعضاً وبنزق ) لي أكثر من ساعة وأنا أقول لك ، هؤلاء يطالبوننا 

أن نرضخ لهم بقوة السلاح ، ويقولون سوف نحرق ونذبح ، ونسلخ الكبير والصغير 

والمقمط بالسرير، وننتف الشوارب .

شنيار : أيباااه ، ومن هؤلاء أخي أبو نجوحة .

عويجان : يقولون ( يؤكد ) أجانب . ولك أجانب يا غشيم .

شنيار: أيباااه ( يتساءل ) أقول عويجان ، ألم تفهم ماذا يريدون منا ؟!

عويجان : يقولون .سنحضر لطرفكم لننقذكم من الظلم ولمنحكم الحرية . هكذا قرأت 

في الجرائد ، وسمعت من الراديو .

شنيار : أيباااه . ومن هذا المظلوم .. ( كأنه الضائع ) والله لم أفهم .

عويجان : ( يصلح من جلسته وبعصبية ) أنت لا تعرف إلا أيباااه ، وأيباااه .. 

يقولون بأن حكوماتنا تظلمنا ولاعنة أنفاسنا ، وأنفاس الذين خلفونا ، وعلينا أن نهب 

هبة رجل واحد ، نطالب بالحرية . فهمت يا غشيم .. آه لو تفهم عليَّ لمرة واحدة .. 

آه من أمك الحزينة على تلك الخلفة .

شنيار : حرية ! والله  أدخلتني في شق جدار داري ! أنت تعرف أن دورتي بطيئة .. 

يا أخي اعتبرني مهبول ( بنزق ) اعتبرني حمار . ( تطل زنوبة زوجة بقلاوة )

زنوبة : هل وضعت علفاً للبقر سيد شنيار؟

شنيار : ( بلا اشتهاء ) وضعنا العلف للبقر .

عويجان : يقولون . على المرأة أن تتحرر .. يعني ( مرتك زنوبة ) تأخذ حريتها ، 

مثلك مثلها .. تسافر إلى البحر وتلبس المايو ، وحتى إذا كرعت العرق حذاري ، ثم 

حذري أن  تردعها ، أو تمتد يدك عليها .. ممنوع تسألها أين كنتِ ، ومع من ( يأخذ 

رشفة من كأس الشاي ويتطعم بها وبحدة  ويصلح من وضعية عقاله ) أخي تريد

الصراحة حتى نُنكس عُقُلنا .. قرون . يعني بكرا يقال عنك أبو قرون . هذه أمها 

وهذا أبوها .

شنيار : ( ينتفض وممتعضاً ) وماهذا المايو أخوي ؟!

عويجان : ( يهمس ) لباس النسوان الائي يسبحن في البحر ، ويقولون ..

شنيار : ( يقاطعه بقلاوة غاضباً ) أريد أن ألعن الذين يقولون ، من هم هؤلاء الذين 

يقولون .. ذبحتني أبو نجوحة ؟!

عويجان : ( حفيان خاجية ) عندما حضر من لبنان ، أحضر معه جهاز موبايل .. 

هذا الجهاز هو . تليفون ، هو تلفزيون .. تكبس زر ، تشاهد وتسمع أخبار العالم ، 

وتكبس زر ، تشاهد أفلام نسوان ملط ( يرتعش ) أعوذ بالله .. تكبس، تطل عليك 

سميرة توفيق ..  تكبس ، ترى السعلوة ( يؤكد بنزق ) هذا هو يقولون .. أعطيك 

حبة الفهم حتى تفهم  ( بنبرة حادة يتساءل ) ولك تقبل زوجتك زنوبة تلبس المايو

  أخوي . تقبل ، أن تظهر كراعينها للناس ؟!( يطل إسماعيل ابن شنيارمن النافذة)

 يا أخي ملط ! عليَّ الطلاق لا أقبل .

إسماعيل :  أمي تقول : أيا ليتك تكبس مركز الجمعية الخيرية وتأتي بحصتنا من

 المواد الغذائية .

عويجان : ( ممتعضاً ) هل هاجم الاسهال أفراد أسرتك ؟!

شنيار : ( ساخراً ) قل لها ؛ كبسنا الزر فأطلت علينا السعلوة .. سأذهب ( يشير 

 بيده مستغرباً ) حفيان خاجية . يقول ؛  منذ متى صار يعرف أن يقول ، لقد نجح

من الصف الرابع إلى الخامس شحط ، وضرب ، ورفس .. وبعد عويجان .

عويجان : ويقولون ..

شنيار : ( يقاطع عويجان ساخراً )عدنا إلى حفيان البغل ! 

عويجان : يا سيدي ( يهمس ) كل ما يحدث والله  يسترنا من القادم ، حزرك من هم 

وراء هذا الهجوم .. لا تعرف ؟ سأسجل عليك دودة . 

شنيار : قُل أنت ، وسجل عليَّ ألف دودة .

عويجان : اسمع وهات أذنك . حجج ، يقولون نحن خطر عليهم ( يضحك 

طخطخة ) طبختها أميركا ، ستقول لي من هي أميركا ، وكيف أيها الغشيم ؟!

شنيار : تفضل.. أخي قلت لك لا أعرف ( تطل زنوبة ) 

زنوبة : ما رأيكما بسندويشات رب البندورة والنُعنُع .

شنيار : ( ممتعضاً ) دعونا نكمل حديثنا . أنت طيبة ونحن نستاهل ( بنزق) الأخ 

عويجان يحكي ؛ دعينا نأكل هوا . أغلقي النافذة . 

عويجان : ( بنزق ) لأنك لا تعرف كوعك من بوعك . أنت لاتعرف إلا زنوبة خانم 

شنيار :  ( بلا اشتهاء ) قلنا لك تفضل ، واتركنا من سيرة السعلاة .

عويجان : يقولون . نحن نهدد مصالحهم ومصالح الحلفاء ( يحاول تغيرالموضوع)

 المهم أميركا تريد أن تسيطر علينا . تصور أن النساء تحارب معهم .

شنيار ( مندهشاً ) أيباااه وكيف !

عويجان : النساء يتملقن بعض رجالنا أصحاب الأنفس الدنيئة .. ستقول لي كيف

ياعويجان .. أنت لم تشاهد جمالهن . أنت لم تر إلا جمال زنوبة خانم ( يقاطعه 

شنيار بنزق )

شنيار : والذي رفع السماء بلا عمد ، أركبتني الحمار بالمقلوب .

عويجان : ( يهمس) هن جميلات ، ولحمهن أبيض مثل بياض سروالك ( يشد 

سرواله الطويل) هذا الذي ترتديه تحت ثوبك ، ولو أنك تشاهد العيون الملونة ، على

 الأزرق ، وعلى العسلي ، وعلى الفضي والبرتقالي والبنفسجي .سألتك بالله،  ويدي

 على رأسك  ، هل في يوم من الأيام شممت رائحة كولونيا تفوح من جسم زنوبة ، 

أورأيتها تضع أحمر الشفاه على برطميها  ؟!  هل نامت وهي ترتدي قميص نوم 

أحمر ، والله  كلما أراها أتذكر ياسين بقوش ( تطل زنوبة من النافذة ) 

زنوبة : (غامزة بكلامها ) طردت الكلب الجعاري من الحوش ؟

شنيار :  سيعود  إلى أهله .. دربه إلى أهله ويعرفه .. من أين يا حسرتي ( يتحسر 

بألم ) القاهرني فستانها المزهر . تطبخ به ، وتجلي ، وتقشر البصل والثوم ، 

وتغسل الثياب ( يهمس ) وتقضي حاجتها حاشاك في (الششمة ) وتنام به كذلك .

عويجان : هذا ما أريد قوله ( بندم وحسرة يشكو) نساء الأجانب نسوان ، ونحن  

عندنا نسوان ( ينتفض وكأنه حرد ) والله ليست مقبولة يا أبوإسماعيل أبداً .، وبكسر 

الهاء نحن مساكين .

شنيار : ( يشير بيده جهة مصدر الأغنية ) كل هذا الغرق وتريدنا أن نغرق معك 

(يضحكان طخطخة ) ( تطل زنوبة من النافذة وبضيق وامتعاض )

زنوبة : أريد أن أفهم من عويجان . لماذا الرجل يصبغ شاربه ورأسه ، فتراه كأنه 

السعدان ؟!

عويجان : ( محرج وبتردد ) لتغطية الشيب . العب ( يهمس وبانفعال ) دع سعلاتك

 تغلق النافذة  ( اضرب المربوط يهابك المسيب ) وصلت الرسالة .

شنيار : ( يهمس ) هي تتحدث عن جارنا ( حنوش العلي ) المصيبة أن والدي أطلق 

عليَّ اسم شنيار ، أيا ليتك سميتني غراب البين .

عويجان : ( يضحك طخطخة ثم يضع يده على بطنه ويتوجع ) شنيار، أريد قضاء

 حاجتي ، نبه أهل بيتك بذلك ، أعتقد أنني أكثرت من تناول الكباب الدسم في مطعم

 ( آكوب ) بدعوة من الرفيق ( خلدون البعبع ) رئيس الرابطة الفلاحية .             

شنيار : ( يلتفت خلفاً وينادي ) غيمت .. غيمت . 

 ( يغادر عويجان بعجالة وهو يحيص فتأتي زوج شنيار ( زنوبة ) ترتدي الثوب 

المنزلي وقد تمنطقت بحزام أسود مرتدية بيجاما أسفل الثوب وعلى رأسها عصابة 

موردة وهي غضبى وقد شمرت عن ساعديها ، فتضع رأسها قريباً من رأس شنيار 

زاجرة وكأنها تريد القتال ) 

زنوبة : نبت الشعر على لساني ، وأنا أقول لك لا تأتي بهذا الشمر اللعين .

شنيار : اخفضي صوتك ، هو داخل مكان الخلاء ، لقد وصلته الرسائل . هو ضيفنا

زنوبة : ليسمع هذا الُكع بنُ لُكعٍ . ( يغلق فمها بيده )

شنيار : قلت لكِ بهدوء .. عويجان صديقي ، وأنا لا أسمح ، وبلا كل هذ الهمز 

واللمز . عيب يا بنت الناس ( تقاطعه مؤكدة )

زنوبة : لا. سوف تسمح ؛عويجان يكذب عليك . أريد أن أفهم من أين تعلم السياسة؟ 

شنيار  : سمع من حفيان خاجية . فيأتي ليقول لي يقولون .

زنوبة : لوأن حفيان به خير لأكمل تعليمه ، وعويجان . قال الرفيق ، وفعل الرفيق. 

شنيار : لديه جهاز ، بكبسة زر تسمعين كل الأخبار وعلوم النسوان .

زنوبة : خلاص ( تتذكر ) الآن ، ستصل الرائحة إلى الجيران .

شنيار : ( برجاء ) عويجان يأتي لتسليتي ، وأنا استمع ، وهو يقرأ الجرائد ، وكل 

أصحابه شخصيات بارزة .

زنوبة : ( ساخرة )  قلت لي . نعم . حفيان خاجية من الشخصيات البارزة ؛ أقول لا 

أريده أن يأتي بيتنا .

شنيار : جهزي الشاي ، يقول تناول الكباب في المدينة مع الرفيق خلدون البعبع .

زنوبة : من المؤكد أنه بدأ يخرط عليك . كل أحاديثه خرط بخرط .

شنيار : لا . تحدث عن أميركا ونساء الأجانب ، أمهات العيون الزرق والبنفسجية .

زنوبة : ( تضحك إهلاساً ) ألم أقل لك أنه لُكع .. 

( تند إليهما حركة ثم يرسل عويجان نحنحة ،  فتجمع أشياء الشاي وتغادر زنوبة 

مسرعة فيأتي عويجان ويقعد حيث مكانه ويطقطق بالحصيات )

عويجان : ( مستفهماً  ) هل أضفت حجراً لصالحك ؟

شنيار : أبداً ، لم تمتد يدي عليها .

عويجان : سأتحدث مع الرفيق خلدون لأحضر لك من مصنعه  الخاص حجرة 

تواليت . يارجل لديكم جورة . ألا تخشى أن تخفس الأرض بكم ؟!

شنيار : الأرض قوية ، وأنت تعرف الحال ؟ 

عويجان : لا . لديه أحجار نوع بورسلان أصلي .. المهم نسيت أن أقول لك 

( يفطن ومعاتباً ) أين الشاي الخمير مع سكره الكثير .

شنيار : ( يدفع بصوته جهة أهله ) أنتم يا عرب ، أين الشاي ، صار قدر بهلول  

ليكن سكره زيادة . . العمى الضربكم ضرب ، عمكم عويجان تناول الكباب في 

مطعم آكوب .. تفضل .

عويجان : سمعت أنهم سوف يرسلون أم القنابل ( ينتفض شنيارويقف فرحاً )

شنيار : أم القنابل عويجان ؟

عويجان : ( مادحاَ ) نعم . شيخة نسوان أميركا . طول . جمال . يا أخي شيخة ، 

يقال .إذا مرأبا الجُعل من بين ساقيها ، يسقط مغشياً عليه .

شنيار : ( مندهشاً وبفرح ) طبعاَ ؛ أبا الجُعل لا يحب إلا كُرات الروث .. أيباااه لو 

أضع يدي بيدها .

( يند أليهما صوت من الخارج ) 

عربيد : ( عربيد لا يعرف التحدث بكلام هادئ ) عربيدٌ على عتبة بيتكم ( يقحص 

شنيار ويدفع بصوته جهة ورود الصوت )

شنيار : أدخل عربيد ، الطريق سالكة  ( يدخل عربيد مرتدياً جلباباً يصل أسفل 

ركبتيه حوله الغبار وعدم  غسله إلى اللون الكدر وينتعل مداساً ( جزمة نصف ساق

 ويحمل عصا من السنديان ، ولديه لازمة دفع مخاطه داخل خياشيمه ) 

عربيد : السلام عليكم .. وأنا أقدم علف البقرة ، فقلت يا عربيد ؛ ألم تشتاق لزيارة 

أخيك شنيار وتشرب الشاي الخمير ، ونسمع الأخبار ( يقاطعه عويجان )

عويجان : البيت بيت أخيك شنيار، بل بيت كل ما هب ودب .. تفضل ( يدفع 

بصوته جهة أهل البيت ) كرسي لعمكم عربيد .. هنا الأخلاق والنخوة .

( يقذف الكرسي جهة قعودهم ) كيف حالك عُريبد .

عربيد : سمِ الرجال بأسمائهم أخ عويجان ( يأخذ الكرسي ويشاركها القعود حول 

لعبة المنقلة .. يلتفت شنيار ويخاطب أهله بنزق ) 

شنيار : قدموا الشاي .. الشاي يا غجر .. العمى الضربكم ضرب .

عربيد : قلت في نفسي ، لا بد أن لديكم العلم والخبر اليقين .. يقولون ( يقاطعه

شنيار ممتعضاً وبنزق ) 

شنيار : عدنا إلى أخبار العجي حفيان .. تفضل ( يدخل  إسماعيل ابن شنيارحاملاً 

صينية الشاي .. يخاطب والده )

إسماعيل : أمي تقول لك ( يا واش يا واش) على نفسك . اخفض صوتك حتى لا 

تصاب با لفتاق ..ارحم نفسك يا أبي .

عربيد : ما شاء الله.. كأنك أبوك .. أخلاق ورجولية  ( وقبل أن يغادر إسماعيل 

يقف جانباً ويدمدم )

إسماعيل: أبي شنيار،لا يعرف إلا أيباااه وأيباااه ، ومن يجالس .عويجان وعربيد ؟! 

عويجان : أخبرنا عن حالك ؟

عربيد : الحمد لله.. يا حسرتي . من الأرض إلى البقر . سمعت أن أم القنابل في 

طريقها إلينا .. هكذا قيل .

شنيار : ( فرحاً ) صدقت يا أخي عربيد ،  لكن متى تشرفنا الغالية ؟

عربيد : ( مندهشاً وغير مصدق من فرح شنيار ) لا أدري .

عويجاًً : عاجلا أم اجلاً ستصل . يا أخي لتأتي ونرى الوجه الحسن . يا أخي حرام 

علينا أن نرى الجمال الأجنبي .. يكفي السَّعالي التي عندنا .

عربيد : ولماذا يرسلونها علينا ( خص نص )  ليجربوها في بلادهم أولاً ( يقاطعه عويجان )

عويجان : ( يضحك ويشير جهة شنيار) اسمع ماذا يقول . يا عربيد ، هي قادمة 

سائحة . وربما أرسلت بمهمة .. ( بحدة ) متى كنا نرفض الضيف ؟!

شنيار : لا والله .. على الرحب . لها الصدر ولنا العتبة .

عربيد : ( يقف على طوله مستفسراً ) ما هذا اللغط واللت والعجن .

شنيار : ( مؤكداً وبنشوة فيبتعد سارحاً ) والله  إن طلبت كل ما أملكه ، بس أضع 

رأسي على كتفها واستنشق رائحة عطرها ، وأذوب ، وأذوب يا خلق الله.  يكفي 

السعلاة زنوبة  ؛ ورائحة الصنة تفوح منها ( وفجأة تهاجمهم زنوبة غاضبة فيفزع 

الجميع وينقلب عربيد ويسقط على ظهره فتأخذ زنوبة العصا ) 

زنوبة : حجرة صوان تهشم أسنانك . عاشق يا ابن أم مخطة . تتلذذ بها . الآن 

أصبحت زنوبة سعلاة . يا ابن البوال على نفسه . تريد أم القنابل الأجنبية . زنوبة 

كخة ؟! وأنتما ( يقاطعها عربيد وهو يزدرد ريقة رعبة )                                                       

عربيد : أختي أم إسماعيل . حضرت للتو وهما يتطعمان بذكر تللك الملعونة . 

 زنوبة : أعرف .( تشير بالعصا جهة عويجان ) كل ما حدث ويحدث لهذا المسكين 

من المحلل السياسي ؛ من هذا السلوقي.. يأتي إليه ويخرط عليه .

عويجان : ( حديثها لا يعجبه فيعيرها ) لو أنه وجد عندك الشيء الذي يريحه ، ما

بحث عن الحب والحنان ، والدفء.. طبعاً . الثوب العطن والكفش كأنك الحنفيشة ، 

ويقول المسكين بأنه لا ينام ليله من كثرة الكوابيس المفزعة ( يرتعد شنيار وينظر 

جهة عويجان نظرات  عتب وبالكاد ينطق )

شنيار : وهل الكلام عليه جمرك .. كلام تسلية .. نتهرج يا أم إسماعيل .

زنوبة : اسمع عويجان . والله  لولا الحياء ، لجعلت أسنانك ترقص الجوبي بهذه 

العصا .. لا والله . ما أفسد هذا الرجل الطيب إلا أنت ، وحسابك حالياً مؤجل يا 

مشيط العرائس ( تلتفت جهة عربيد ) يا أبو محمود . شنيار يصدق بكل ما يرويه 

عويجان،  ولا يجالس غيره من الرجال ، يروي له حكايات تستطيع حذف ٩٠% 

من كلامه .

عويجان : ( بانكسار ) الحق عليَّ ( ديموزيل زنوبة ) عندما أخذت شنيار صديقاً .

عربيد : حضرت لأقول لكم ( يقاطعه شنيار) 

شنيار : والله أحاديث ( ببلاش ) وهل تصدقين بأنني أريد الزواج من أجنبية ؟ 

وعويجان دائم السفر فيحدثني عن رحلاته ( تسقط العصا من يدها )

زنوبة : سيد عويجان . تأتي بيتنا للسهر مع بقلاوة أهلاً بك ، أما الحديث عن النساء 

وأشياء أخرى ، أسرتنا ترفض ذلك .

عويجان : ( بانكسار ) كل ما سمعته ، أخبار نقلها لي حفيان خاجية ، هو الذي قال 

ستأتي الشيخة أم القنابل .

عربيد : حضرت لطرفكم لأقول لكم ( يقاطعه ) 

شنيار : يا أخي اتركنا من يقولون .. هذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه .

زنوبة : لنشرب الشاي الخمير ( يدخل إسماعيل راكضاً وبالكاد ينطق)

إسماعيل : ياجماعة .. لحظات سيذاع الخبر العاجل ( يأتي صوت مقدم النشرة )

صوت المذيع : في خبرنا العاجل : وفق ما تناقلتة وسائل الإعلام العربية والأجنبية 

من أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت أن ترسل أم القنابل إلى الشرق المتوسط 

وليعلم القاصي والداني تعتبر أم القنابل قاتلة وحارقة ومدمرة ، فيقال عنها أم كل 

القنابل ( يرتعد الجميع ، وفي حركة إيمائية يذهب كل منهم لجهة دون أن يلتقي 

أحدهم مع الآخر وقبل التحرك يدمدم عويجان بحرقة )  

عويجان :  كل الحق عليَّ .. هذه نتيجة سماع الأخبارمن حفيان الُكع بنُ لُكع ..             

                                        ستار                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق