الكاتب بسام الحافظ |
مسرحية " على هامش صفحة الحرب " تأليف بسام الحافظ
بيت شنيار..داخل غرفة ذات أثاث ريفي . شنيار بسيط وساذج ويصدق
ما يسمعه.. يجالس صديقه عويجان ، الذي لا بد أن يرش زيادة التوابل على ما يسمعه
أو ما يحدث له .. ويدعي معرفة كل شيء ، فيحلل ويقنع محدثه بأنه حبلوق .. يلعبان
لعبة المنقلة وهي لعبة ثنائية مكونة من أحجار وخشبة أسطوانية حُفر بداخلها سبع
حفر صغيرة ، وفي صدر الخشبة توجد نافذة تطل على مكان قعود شنيار وعويجان
ومن خلف النافذة تبث أغنية لعبد الحليم حافظ ( رسالة من تحت الماء ) بالكاد تُسمع
- يلعبان ويتحدثان طوال التمثيل – وأترك ذلك لقراءة المخرج .
عويجان : ( يزحلق عقاله نهاية جبهته ) يقولون يا شنيار، دخلت بلادنا أسلحة
ورجال من بلدان لم نكن نعرفها .
شنيار: أيباااه . إلى أين عويجان ؟!
عويجان : ( ممتعضاً وبنزق ) لي أكثر من ساعة وأنا أقول لك ، هؤلاء يطالبوننا
أن نرضخ لهم بقوة السلاح ، ويقولون سوف نحرق ونذبح ، ونسلخ الكبير والصغير
والمقمط بالسرير، وننتف الشوارب .
شنيار : أيباااه ، ومن هؤلاء أخي أبو نجوحة .
عويجان : يقولون ( يؤكد ) أجانب . ولك أجانب يا غشيم .
شنيار: أيباااه ( يتساءل ) أقول عويجان ، ألم تفهم ماذا يريدون منا ؟!
عويجان : يقولون .سنحضر لطرفكم لننقذكم من الظلم ولمنحكم الحرية . هكذا قرأت
في الجرائد ، وسمعت من الراديو .
شنيار : أيباااه . ومن هذا المظلوم .. ( كأنه الضائع ) والله لم أفهم .
عويجان : ( يصلح من جلسته وبعصبية ) أنت لا تعرف إلا أيباااه ، وأيباااه ..
يقولون بأن حكوماتنا تظلمنا ولاعنة أنفاسنا ، وأنفاس الذين خلفونا ، وعلينا أن نهب
هبة رجل واحد ، نطالب بالحرية . فهمت يا غشيم .. آه لو تفهم عليَّ لمرة واحدة ..
آه من أمك الحزينة على تلك الخلفة .
شنيار : حرية ! والله أدخلتني في شق جدار داري ! أنت تعرف أن دورتي بطيئة ..
يا أخي اعتبرني مهبول ( بنزق ) اعتبرني حمار . ( تطل زنوبة زوجة بقلاوة )
زنوبة : هل وضعت علفاً للبقر سيد شنيار؟
شنيار : ( بلا اشتهاء ) وضعنا العلف للبقر .
عويجان : يقولون . على المرأة أن تتحرر .. يعني ( مرتك زنوبة ) تأخذ حريتها ،
مثلك مثلها .. تسافر إلى البحر وتلبس المايو ، وحتى إذا كرعت العرق حذاري ، ثم
حذري أن تردعها ، أو تمتد يدك عليها .. ممنوع تسألها أين كنتِ ، ومع من ( يأخذ
رشفة من كأس الشاي ويتطعم بها وبحدة ويصلح من وضعية عقاله ) أخي تريد
الصراحة حتى نُنكس عُقُلنا .. قرون . يعني بكرا يقال عنك أبو قرون . هذه أمها
وهذا أبوها .
شنيار : ( ينتفض وممتعضاً ) وماهذا المايو أخوي ؟!
عويجان : ( يهمس ) لباس النسوان الائي يسبحن في البحر ، ويقولون ..
شنيار : ( يقاطعه بقلاوة غاضباً ) أريد أن ألعن الذين يقولون ، من هم هؤلاء الذين
يقولون .. ذبحتني أبو نجوحة ؟!
عويجان : ( حفيان خاجية ) عندما حضر من لبنان ، أحضر معه جهاز موبايل ..
هذا الجهاز هو . تليفون ، هو تلفزيون .. تكبس زر ، تشاهد وتسمع أخبار العالم ،
وتكبس زر ، تشاهد أفلام نسوان ملط ( يرتعش ) أعوذ بالله .. تكبس، تطل عليك
سميرة توفيق .. تكبس ، ترى السعلوة ( يؤكد بنزق ) هذا هو يقولون .. أعطيك
حبة الفهم حتى تفهم ( بنبرة حادة يتساءل ) ولك تقبل زوجتك زنوبة تلبس المايو
أخوي . تقبل ، أن تظهر كراعينها للناس ؟!( يطل إسماعيل ابن شنيارمن النافذة)
يا أخي ملط ! عليَّ الطلاق لا أقبل .
إسماعيل : أمي تقول : أيا ليتك تكبس مركز الجمعية الخيرية وتأتي بحصتنا من
المواد الغذائية .
عويجان : ( ممتعضاً ) هل هاجم الاسهال أفراد أسرتك ؟!
شنيار : ( ساخراً ) قل لها ؛ كبسنا الزر فأطلت علينا السعلوة .. سأذهب ( يشير
بيده مستغرباً ) حفيان خاجية . يقول ؛ منذ متى صار يعرف أن يقول ، لقد نجح
من الصف الرابع إلى الخامس شحط ، وضرب ، ورفس .. وبعد عويجان .
عويجان : ويقولون ..
شنيار : ( يقاطع عويجان ساخراً )عدنا إلى حفيان البغل !
عويجان : يا سيدي ( يهمس ) كل ما يحدث والله يسترنا من القادم ، حزرك من هم
وراء هذا الهجوم .. لا تعرف ؟ سأسجل عليك دودة .
شنيار : قُل أنت ، وسجل عليَّ ألف دودة .
عويجان : اسمع وهات أذنك . حجج ، يقولون نحن خطر عليهم ( يضحك
طخطخة ) طبختها أميركا ، ستقول لي من هي أميركا ، وكيف أيها الغشيم ؟!
شنيار : تفضل.. أخي قلت لك لا أعرف ( تطل زنوبة )
زنوبة : ما رأيكما بسندويشات رب البندورة والنُعنُع .
شنيار : ( ممتعضاً ) دعونا نكمل حديثنا . أنت طيبة ونحن نستاهل ( بنزق) الأخ
عويجان يحكي ؛ دعينا نأكل هوا . أغلقي النافذة .
عويجان : ( بنزق ) لأنك لا تعرف كوعك من بوعك . أنت لاتعرف إلا زنوبة خانم
شنيار : ( بلا اشتهاء ) قلنا لك تفضل ، واتركنا من سيرة السعلاة .
عويجان : يقولون . نحن نهدد مصالحهم ومصالح الحلفاء ( يحاول تغيرالموضوع)
المهم أميركا تريد أن تسيطر علينا . تصور أن النساء تحارب معهم .
شنيار ( مندهشاً ) أيباااه وكيف !
عويجان : النساء يتملقن بعض رجالنا أصحاب الأنفس الدنيئة .. ستقول لي كيف
ياعويجان .. أنت لم تشاهد جمالهن . أنت لم تر إلا جمال زنوبة خانم ( يقاطعه
شنيار بنزق )
شنيار : والذي رفع السماء بلا عمد ، أركبتني الحمار بالمقلوب .
عويجان : ( يهمس) هن جميلات ، ولحمهن أبيض مثل بياض سروالك ( يشد
سرواله الطويل) هذا الذي ترتديه تحت ثوبك ، ولو أنك تشاهد العيون الملونة ، على
الأزرق ، وعلى العسلي ، وعلى الفضي والبرتقالي والبنفسجي .سألتك بالله، ويدي
على رأسك ، هل في يوم من الأيام شممت رائحة كولونيا تفوح من جسم زنوبة ،
أورأيتها تضع أحمر الشفاه على برطميها ؟! هل نامت وهي ترتدي قميص نوم
أحمر ، والله كلما أراها أتذكر ياسين بقوش ( تطل زنوبة من النافذة )
زنوبة : (غامزة بكلامها ) طردت الكلب الجعاري من الحوش ؟
شنيار : سيعود إلى أهله .. دربه إلى أهله ويعرفه .. من أين يا حسرتي ( يتحسر
بألم ) القاهرني فستانها المزهر . تطبخ به ، وتجلي ، وتقشر البصل والثوم ،
وتغسل الثياب ( يهمس ) وتقضي حاجتها حاشاك في (الششمة ) وتنام به كذلك .
عويجان : هذا ما أريد قوله ( بندم وحسرة يشكو) نساء الأجانب نسوان ، ونحن
عندنا نسوان ( ينتفض وكأنه حرد ) والله ليست مقبولة يا أبوإسماعيل أبداً .، وبكسر
الهاء نحن مساكين .
شنيار : ( يشير بيده جهة مصدر الأغنية ) كل هذا الغرق وتريدنا أن نغرق معك
(يضحكان طخطخة ) ( تطل زنوبة من النافذة وبضيق وامتعاض )
زنوبة : أريد أن أفهم من عويجان . لماذا الرجل يصبغ شاربه ورأسه ، فتراه كأنه
السعدان ؟!
عويجان : ( محرج وبتردد ) لتغطية الشيب . العب ( يهمس وبانفعال ) دع سعلاتك
تغلق النافذة ( اضرب المربوط يهابك المسيب ) وصلت الرسالة .
شنيار : ( يهمس ) هي تتحدث عن جارنا ( حنوش العلي ) المصيبة أن والدي أطلق
عليَّ اسم شنيار ، أيا ليتك سميتني غراب البين .
عويجان : ( يضحك طخطخة ثم يضع يده على بطنه ويتوجع ) شنيار، أريد قضاء
حاجتي ، نبه أهل بيتك بذلك ، أعتقد أنني أكثرت من تناول الكباب الدسم في مطعم
( آكوب ) بدعوة من الرفيق ( خلدون البعبع ) رئيس الرابطة الفلاحية .
شنيار : ( يلتفت خلفاً وينادي ) غيمت .. غيمت .
( يغادر عويجان بعجالة وهو يحيص فتأتي زوج شنيار ( زنوبة ) ترتدي الثوب
المنزلي وقد تمنطقت بحزام أسود مرتدية بيجاما أسفل الثوب وعلى رأسها عصابة
موردة وهي غضبى وقد شمرت عن ساعديها ، فتضع رأسها قريباً من رأس شنيار
زاجرة وكأنها تريد القتال )
زنوبة : نبت الشعر على لساني ، وأنا أقول لك لا تأتي بهذا الشمر اللعين .
شنيار : اخفضي صوتك ، هو داخل مكان الخلاء ، لقد وصلته الرسائل . هو ضيفنا
زنوبة : ليسمع هذا الُكع بنُ لُكعٍ . ( يغلق فمها بيده )
شنيار : قلت لكِ بهدوء .. عويجان صديقي ، وأنا لا أسمح ، وبلا كل هذ الهمز
واللمز . عيب يا بنت الناس ( تقاطعه مؤكدة )
زنوبة : لا. سوف تسمح ؛عويجان يكذب عليك . أريد أن أفهم من أين تعلم السياسة؟
شنيار : سمع من حفيان خاجية . فيأتي ليقول لي يقولون .
زنوبة : لوأن حفيان به خير لأكمل تعليمه ، وعويجان . قال الرفيق ، وفعل الرفيق.
شنيار : لديه جهاز ، بكبسة زر تسمعين كل الأخبار وعلوم النسوان .
زنوبة : خلاص ( تتذكر ) الآن ، ستصل الرائحة إلى الجيران .
شنيار : ( برجاء ) عويجان يأتي لتسليتي ، وأنا استمع ، وهو يقرأ الجرائد ، وكل
أصحابه شخصيات بارزة .
زنوبة : ( ساخرة ) قلت لي . نعم . حفيان خاجية من الشخصيات البارزة ؛ أقول لا
أريده أن يأتي بيتنا .
شنيار : جهزي الشاي ، يقول تناول الكباب في المدينة مع الرفيق خلدون البعبع .
زنوبة : من المؤكد أنه بدأ يخرط عليك . كل أحاديثه خرط بخرط .
شنيار : لا . تحدث عن أميركا ونساء الأجانب ، أمهات العيون الزرق والبنفسجية .
زنوبة : ( تضحك إهلاساً ) ألم أقل لك أنه لُكع ..
( تند إليهما حركة ثم يرسل عويجان نحنحة ، فتجمع أشياء الشاي وتغادر زنوبة
مسرعة فيأتي عويجان ويقعد حيث مكانه ويطقطق بالحصيات )
عويجان : ( مستفهماً ) هل أضفت حجراً لصالحك ؟
شنيار : أبداً ، لم تمتد يدي عليها .
عويجان : سأتحدث مع الرفيق خلدون لأحضر لك من مصنعه الخاص حجرة
تواليت . يارجل لديكم جورة . ألا تخشى أن تخفس الأرض بكم ؟!
شنيار : الأرض قوية ، وأنت تعرف الحال ؟
عويجان : لا . لديه أحجار نوع بورسلان أصلي .. المهم نسيت أن أقول لك
( يفطن ومعاتباً ) أين الشاي الخمير مع سكره الكثير .
شنيار : ( يدفع بصوته جهة أهله ) أنتم يا عرب ، أين الشاي ، صار قدر بهلول
ليكن سكره زيادة . . العمى الضربكم ضرب ، عمكم عويجان تناول الكباب في
مطعم آكوب .. تفضل .
عويجان : سمعت أنهم سوف يرسلون أم القنابل ( ينتفض شنيارويقف فرحاً )
شنيار : أم القنابل عويجان ؟
عويجان : ( مادحاَ ) نعم . شيخة نسوان أميركا . طول . جمال . يا أخي شيخة ،
يقال .إذا مرأبا الجُعل من بين ساقيها ، يسقط مغشياً عليه .
شنيار : ( مندهشاً وبفرح ) طبعاَ ؛ أبا الجُعل لا يحب إلا كُرات الروث .. أيباااه لو
أضع يدي بيدها .
( يند أليهما صوت من الخارج )
عربيد : ( عربيد لا يعرف التحدث بكلام هادئ ) عربيدٌ على عتبة بيتكم ( يقحص
شنيار ويدفع بصوته جهة ورود الصوت )
شنيار : أدخل عربيد ، الطريق سالكة ( يدخل عربيد مرتدياً جلباباً يصل أسفل
ركبتيه حوله الغبار وعدم غسله إلى اللون الكدر وينتعل مداساً ( جزمة نصف ساق
ويحمل عصا من السنديان ، ولديه لازمة دفع مخاطه داخل خياشيمه )
عربيد : السلام عليكم .. وأنا أقدم علف البقرة ، فقلت يا عربيد ؛ ألم تشتاق لزيارة
أخيك شنيار وتشرب الشاي الخمير ، ونسمع الأخبار ( يقاطعه عويجان )
عويجان : البيت بيت أخيك شنيار، بل بيت كل ما هب ودب .. تفضل ( يدفع
بصوته جهة أهل البيت ) كرسي لعمكم عربيد .. هنا الأخلاق والنخوة .
( يقذف الكرسي جهة قعودهم ) كيف حالك عُريبد .
عربيد : سمِ الرجال بأسمائهم أخ عويجان ( يأخذ الكرسي ويشاركها القعود حول
لعبة المنقلة .. يلتفت شنيار ويخاطب أهله بنزق )
شنيار : قدموا الشاي .. الشاي يا غجر .. العمى الضربكم ضرب .
عربيد : قلت في نفسي ، لا بد أن لديكم العلم والخبر اليقين .. يقولون ( يقاطعه
شنيار ممتعضاً وبنزق )
شنيار : عدنا إلى أخبار العجي حفيان .. تفضل ( يدخل إسماعيل ابن شنيارحاملاً
صينية الشاي .. يخاطب والده )
إسماعيل : أمي تقول لك ( يا واش يا واش) على نفسك . اخفض صوتك حتى لا
تصاب با لفتاق ..ارحم نفسك يا أبي .
عربيد : ما شاء الله.. كأنك أبوك .. أخلاق ورجولية ( وقبل أن يغادر إسماعيل
يقف جانباً ويدمدم )
إسماعيل: أبي شنيار،لا يعرف إلا أيباااه وأيباااه ، ومن يجالس .عويجان وعربيد ؟!
عويجان : أخبرنا عن حالك ؟
عربيد : الحمد لله.. يا حسرتي . من الأرض إلى البقر . سمعت أن أم القنابل في
طريقها إلينا .. هكذا قيل .
شنيار : ( فرحاً ) صدقت يا أخي عربيد ، لكن متى تشرفنا الغالية ؟
عربيد : ( مندهشاً وغير مصدق من فرح شنيار ) لا أدري .
عويجاًً : عاجلا أم اجلاً ستصل . يا أخي لتأتي ونرى الوجه الحسن . يا أخي حرام
علينا أن نرى الجمال الأجنبي .. يكفي السَّعالي التي عندنا .
عربيد : ولماذا يرسلونها علينا ( خص نص ) ليجربوها في بلادهم أولاً ( يقاطعه عويجان )
عويجان : ( يضحك ويشير جهة شنيار) اسمع ماذا يقول . يا عربيد ، هي قادمة
سائحة . وربما أرسلت بمهمة .. ( بحدة ) متى كنا نرفض الضيف ؟!
شنيار : لا والله .. على الرحب . لها الصدر ولنا العتبة .
عربيد : ( يقف على طوله مستفسراً ) ما هذا اللغط واللت والعجن .
شنيار : ( مؤكداً وبنشوة فيبتعد سارحاً ) والله إن طلبت كل ما أملكه ، بس أضع
رأسي على كتفها واستنشق رائحة عطرها ، وأذوب ، وأذوب يا خلق الله. يكفي
السعلاة زنوبة ؛ ورائحة الصنة تفوح منها ( وفجأة تهاجمهم زنوبة غاضبة فيفزع
الجميع وينقلب عربيد ويسقط على ظهره فتأخذ زنوبة العصا )
زنوبة : حجرة صوان تهشم أسنانك . عاشق يا ابن أم مخطة . تتلذذ بها . الآن
أصبحت زنوبة سعلاة . يا ابن البوال على نفسه . تريد أم القنابل الأجنبية . زنوبة
كخة ؟! وأنتما ( يقاطعها عربيد وهو يزدرد ريقة رعبة )
عربيد : أختي أم إسماعيل . حضرت للتو وهما يتطعمان بذكر تللك الملعونة .
زنوبة : أعرف .( تشير بالعصا جهة عويجان ) كل ما حدث ويحدث لهذا المسكين
من المحلل السياسي ؛ من هذا السلوقي.. يأتي إليه ويخرط عليه .
عويجان : ( حديثها لا يعجبه فيعيرها ) لو أنه وجد عندك الشيء الذي يريحه ، ما
بحث عن الحب والحنان ، والدفء.. طبعاً . الثوب العطن والكفش كأنك الحنفيشة ،
ويقول المسكين بأنه لا ينام ليله من كثرة الكوابيس المفزعة ( يرتعد شنيار وينظر
جهة عويجان نظرات عتب وبالكاد ينطق )
شنيار : وهل الكلام عليه جمرك .. كلام تسلية .. نتهرج يا أم إسماعيل .
زنوبة : اسمع عويجان . والله لولا الحياء ، لجعلت أسنانك ترقص الجوبي بهذه
العصا .. لا والله . ما أفسد هذا الرجل الطيب إلا أنت ، وحسابك حالياً مؤجل يا
مشيط العرائس ( تلتفت جهة عربيد ) يا أبو محمود . شنيار يصدق بكل ما يرويه
عويجان، ولا يجالس غيره من الرجال ، يروي له حكايات تستطيع حذف ٩٠%
من كلامه .
عويجان : ( بانكسار ) الحق عليَّ ( ديموزيل زنوبة ) عندما أخذت شنيار صديقاً .
عربيد : حضرت لأقول لكم ( يقاطعه شنيار)
شنيار : والله أحاديث ( ببلاش ) وهل تصدقين بأنني أريد الزواج من أجنبية ؟
وعويجان دائم السفر فيحدثني عن رحلاته ( تسقط العصا من يدها )
زنوبة : سيد عويجان . تأتي بيتنا للسهر مع بقلاوة أهلاً بك ، أما الحديث عن النساء
وأشياء أخرى ، أسرتنا ترفض ذلك .
عويجان : ( بانكسار ) كل ما سمعته ، أخبار نقلها لي حفيان خاجية ، هو الذي قال
ستأتي الشيخة أم القنابل .
عربيد : حضرت لطرفكم لأقول لكم ( يقاطعه )
شنيار : يا أخي اتركنا من يقولون .. هذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه .
زنوبة : لنشرب الشاي الخمير ( يدخل إسماعيل راكضاً وبالكاد ينطق)
إسماعيل : ياجماعة .. لحظات سيذاع الخبر العاجل ( يأتي صوت مقدم النشرة )
صوت المذيع : في خبرنا العاجل : وفق ما تناقلتة وسائل الإعلام العربية والأجنبية
من أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت أن ترسل أم القنابل إلى الشرق المتوسط
وليعلم القاصي والداني تعتبر أم القنابل قاتلة وحارقة ومدمرة ، فيقال عنها أم كل
القنابل ( يرتعد الجميع ، وفي حركة إيمائية يذهب كل منهم لجهة دون أن يلتقي
أحدهم مع الآخر وقبل التحرك يدمدم عويجان بحرقة )
عويجان : كل الحق عليَّ .. هذه نتيجة سماع الأخبارمن حفيان الُكع بنُ لُكع ..
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق