الكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " الراية " تأليف طلال حسن
إضاءة، جميلة وحيدة في زنزانتها ،
إضاءة ثانية ، شاب وشابة يتقدمان
من الجمهور
الشاب : يا للمصادفة ، اليوم هو السابع من آذار .
الشابة : وغداً يحتفل العام كلًه بعيد المرأة
العالمي .
الشاب : واليوم ، السابع من آذار ، يتطلع كلّ
العالم إلى الجزائر .
الشابة : فمقصلة الجلاد ستطيح برأس فتاة
مناضلة .
الشاب : العالم يحبس أنفاسه .
الشابة : من بغداد ودلهي .
الشاب : من هانوي وشنغهاي .
الشابة : من القدس وبرلين .
الشاب : يتطلع المناضلون إلى الجزائر .
الشابة :جان دارك ، من هو جلادك هذه المرة ؟
الشاب : أيتها المناضلة .. القديسة .
الشابة : الجلادون يشحذون الآن مقصلتهم .
الشاب : جميلة ، إن ساعة الجريمة تقترب .
الشابة : والعالم كلّه يتطلع إليك .
الشاب : تك .. تك .. تك .
الشابة : أوقفوا الساعة .
الشاب : تك .. تك .. تك .
الشابة : لا تدعوا الجريمة تمرّ .
الشاب : تك .. تك .. تك .
الشابة : لا تتركوا المناضلة للجلاد .
الشاب : جميلة .
الشابة : يا غصننا الأخضر .
الشاب : كان اسمها جميلة .
الشابة : والعمر ؟
الشاب : والعمر عمر الزهور
لكن الربيع غادر الزمان
لما أتى القرصان
عشرون عاماً فوقها مئة منذ أتى
القرصان
حلّت أوجه الأحزان
يا ويلتاه بطولها لم يبتسم إنسان
لم تبتسم جميلة
الشابة : " بأعلى صوتها " محكمة .
تختفي الزنزانة ، تضاء قاعة المحكمة جميلة
في قفص الاتهام ، محامي جميلة ، القضاة
الشاب : جميلة أما قضاتها .
الشابة : إنهم متعجلون .
الشاب : فاليوم هو الثالث عشر من تموز .
الشابة : وغداً تحتفل فرنسا بعيد الثورة ، وسقوط
الباستيل .
الشاب : هل سقط الباستيل ؟
الشابة : لنر .
رئيس المحكمة: اسمك .
جميلة : جميلة ، جميلة بو حريد .
رئيس المحكمة: عمرك .
جميلة : عشرون عاماً .
رئيس المحكمة: أنت عضو في جبهة التحرير ، أليس
كذلك ؟
جميلة : " لا ترد " ....
رئيس المحكمة: " يصيح " تكلمي .
جميلة : نعم .
رئيس المحكمة: لا شك أنك تعرفين أهداف جبهتكم .
جميلة : كما أعرف أهدافكم .
رئيس المحكمة: التخريب .. التدمير .. القتل .
جميلة : كلا ، بل التحرير ، تحرير الجزائر .
رئيس المحكمة: الجزائر فرنسية ، لقد عمرنا هذه
الأرض الخراب ، وجعلنا منكم بشراً .
جميلة : بل جعلتم منّا عبيداً ، لكننا سنناضل
ضدكم ، فإما الحرية أو الموت .
الشاب : لو لم أشاهد جميلة
بين القيود الثقيلة
تلقي دروس البطولة
رأيت فيها ربيعاً هازئاً بالخريف
رأيت شعباً يسير في انتظار الصباح
يمشي على النار المسعورة
رئيس المحكمة: جميلة بو حريد ، أنت متهمة بالإنتماء
إلى جبهة التحرير ، وتدبير حوادث
القنابل ، التي انفجرت في يوم واحد في
مقهى ميل بارومقهى كفتريا ومقهى كوك
آردي ، وقد قتل بسبب هذه الانفجارات
ثلاثة فرنسيين ، وجرح عشرات آخرون .
جميلة : قلت لكم مراراً ، إنني عضو في جبهة
التحرير، ولكن ليس لي علاقة بالقنابل
الثلاث .
رئيس المحكمة: خير لك أن تعترفي بالحقيقة ، اعترفي
وإلا ..
جميلة : وإلا ماذا ؟ قل ، لقد خبرت أساليبكم .
الشاب : أسمع خطوات السجان
يمشي ، يطأ الصمت بقسوة
ويدوس على كلّ جراحي
وأنا وسط السجن فراشة
الآن اقتربت خطواته
وانصبت فوقي لعناته
ومضى الجلاد يعذبني
ليبوح دمي فوق السوط
من أجل عيونك يا وطني
غاصت في الظلمة عيناي
رئيس المحكمة: من هم رفاقك ؟
جميلة : " لا ترد " ....
رئيس المحكمة: ما هي مهمتك ؟
جميلة : " لا ترد " ....
رئيس المحكمة: تكلمي .
الشاب : رسالة في يدها
وكلمة في فمها
من ها هنا
وكلما مرّت جماعة من قومها
يتحدثون في أسى مرير
كادت تصيح إنني من جبهة التحرير
وإنني أعلم عن رجالنا الكثير
وإنني لست حزينة
رئيس المحكمة: تكلمي ، من هم رفاقك ؟
المحامي :لا رفاق لها .
رئيس المحكمة: من فضلك .
المحامي : لأنها لم تقم أصلاً بأية عملية .
رئيس المحكمة: لم يحن دورك بعد " لجميلة " تكلمي .
جميلة : " بسخرية " أتريد أن أدلك عليهم ؟
رئيس المحكمة: سأطلق سراحك إن فعلت .
جميلة : إنهم فوق الأوراس ، اذهب وتعرف
عليهم .
رئيس المحكمة: نحن نعرف رفاقك واحداً واحداً ، ولن
يفلت منهم أحد ، فنحن نرصدهم ، لكني
أريد أن أمنحك فرصة .
جميلة : لا أريد فرصتك .
رئيس المحكمة: من هو .. ياسين ؟
جميلة : " تغمغم " ياسين .
رئيس المحكمة: نعم ، من هو ؟
الشاب : وكلما تذكرت ياسين
كادت تطير
ياسين من خمس سنين لم ينم
ياسين عندما يراها تبتسم
يحب ترديد اسمها
يسألها عن أمه عن أمها
وانطلقت رصاصة ، لكنها مضت تسير
رسالة في يدها
وكلمة في فمها
ياسين تحت الأرض يمسك المدينة
رئيس المحكمة: هل تعرفين ياسين ؟
جميلة : " لا ترد " ....
رئيس المحكمة: ما هي علاقتك به ؟
الشابة : جميلة الجميلة
تعلم أن حولها ألف رسول
سيحملون بعدها الرسالة
لكن ترى من غيرها يقول
أهواك يا ياسين
رئيس المحكمة: أين هو ؟
جميلة : " لا ترد " ...
رئيس المحكمة: نحن نعرف أنك تحملين له الرسائل من
القيادة إلى المدينة ، أخبريني أين هو ،
وسأطلق سراحك .
جميلة : " تشير إلى صدرها " إنه هنا ، ولن تصل إليه .
الشابة : أهواك يا ياسين
أهواك يا ياسين
رئيس المحكمة: من أعطاك القنابل الثلاث ؟
جميلة : لا أعرف شيئاً عن القنابل ؟
رئيس المحكمة: نحن نعرف ، لقد أعطاك إياها عبد
الرحمن طالب ،لا تقولي إنك لا تعرفينه .
جميلة " تبقى صامتة " ....
رئيس المحكمة: نحن نعرف أنك تعرفينه ، هذا الأحمق ،
ما الذي يدعوه إلى ترك كليته ! هل علمناه
الكيمياء ليصنع لكم القنابل ؟ خير لك أن
تعترفي ، فقد اعترف عبد الرحمن ، بأنه
أعطاك القنابل .
جميلة : " تبقى صامتة " ....
رئيس المحكمة: حسن ، مادمت لا تريدين أن تتكلمي ،
فسنقدم لك فتاة تعرف كلّ شيء عنك "
يصيح " أدخلوا الشاهدة .
يدخل الحرس الشاهدة ، وهي فتاة
شابة ، تبدو المعاناة على محياها
جميلة : " تغمغم " يا إلهي ، ماذا فعلوا بك ؟
رئيس المحكمة: اسمك ؟
بو عزة : جميلة بو عزة .
رئيس المحكمة: عمرك ؟
بو عزة : عمري ؟ لم أعد أتذكر .
رئيس المحكمة: حاولي أن تتذكري .
بو عزة : لا أدري ، إنني امرأة عجوز ، ألا ترى؟
رئيس المحكمة: " يشير إلى جميلة " أتعرفين هذه الفتاة؟
بو عزة : نعم .
رئيس المحكمة: ما اسمها ؟
بو عزة : جميلة ، سمها كاسمي جميلة .
رئيس المحكمة: من وضع القنابل في المقاهي الثلاث ؟
بو عزة : أنا .
رئيس المحكمة: وحدك ؟
بو عزة : نعم .
رئيس المحكمة: من أعطاك القنابل ؟
بو عزة : هي .
رئيس المحكمة: من هي ؟
بو عزة : جميلة بو حريد .
رئيس المحكمة: من أوعز لك بوضعها في المقاهي
الثلاث ؟
بو عزة : جميلة .
رئيس المحكمة: وحدها .
بو عزة : وقد وضعتها حيث أرادت .
رئيس المحكمة: أتعرفين أن قنابلك قتلت ثلاث فرنسيين
، وجرحت عشرات الأبرياء ؟
بو عزة : " تصيح بهستريا " إنني تافهة .. تافهة
.. تافهة .
رئيس المحكمة: ومجرمة أيضاً .
جميلة : أوباش .. أوباش .
الحرس يمسكون بجميلة
بو عزة ، المحامي ينهض
المحامي : إنني أعترض .
رئيس المحكمة: تعترض ..
المحامي : أعترض على شهادة جميلة بو عزة .
رئيس المحكمة: ليس من الصعب أن أخمن السبب .
المحامي : إنها ضعيفة العقل ، مريضة .
رئيس المحكمة: آه .
المحامي : هذا ما اعترف به الطبيب ، ولا أريد أن
أقول لكم هنا سبب مرضها ، فأنتم
تعرفون السبب أكثر مني .
رئيس المحكمة: ستقول إننا عذبناها ، لا عجب ، فهذا ما
يقوله رفاقك في كلً مكان .
المحامي : إنني أطالب بإحالة الشاهدة جميلة بو
عزة إلى طبيب أعصاب .
رئيس المحكمة: طلبك مرفوض .
المحامي : لماذا ؟ إن طلبي قانوني وعادل .
رئيس المحكمة: طلبك يعطل العدالة .
المحامي : العدالة ! أية عدالة هذه ؟ أنتم تقتلون
العدالة بتعذيبكم فتاة مريضة ، وحملها
على الشهادة ضد رفيقتها .
رئيس المحكمة: نحن لم نحملها على شيء ، وهي ليست
مريضة كما تدعي ، وقد أدلت
بشهادتها بمحض إرادتها .
المحامي : أنظر إليها ، وأحكم بنفسك ، هل أبقى
تعذيبكم لهذه الفتاة إرادة ؟
رئيس المحكمة: إنني أحذرك من اتهام العدالة ، أجلس ،
واسمع ما تقوله الشاهدة .
المحامي : أسدلوا الستار ، لقد أغثتنا هذه المهزلة .
رئيس المحكمة: قلت لك اجلس .
يحدق المحامي في رئيس
المحكمة ، ويجلس في مكانه
رئيس المحكمة: جميلة بو عزة .
بو عزة : نعم .
رئيس المحكمة: لقد اعترفت في التحقيق ، بأن جميلة بو
حريد أعطتك القنابل ، وأنك أنت التي
وضعتها في المقاهي الثلاث ، أليس
كذلك ؟
بو عزة : " في جنون " ت..ت .. ت .. ت .. بم .
المحامي : إنها تؤيد ما جاء في تحقيقكم .
بو عزة : " تدنو من جميلة " جميلة .
جميلة : يا إلهي .
بو عزة : إنني متعبة .
جميلة : ماذا فعلوا بك ؟
بو عزة : أريد أن أموت .
جميلة : تشجعي يا جميلة .
بو عزة : الحياة هناك جحيم ، لا أريد أن أعود إلى
جحيمهم ، أريد أن أموت .
رئيس المحكمة: خذوها .
بو عزة : " تصيح " جميلة .
الحراس : " يحيطون بجميلة بو عزة " ....
حارس : هيّا .
بو عزة : دعوني ، لا أريد أن أعود ، لم أعد
ق الحياة ، دعوني .. دعوني .
الحراس يجرجرن جميلة بو عزةويدفعونها
إلى الخارج ، المحامي يواجه رئيس المحكمة
المحامي : أطالب بإحالة موكلتي إلى الكشف
بي.
رئيس المحكمة: ثانية ؟
المحامي : أنتم تعرفون كيف تمّ القبض عليها .
الشاب : رسالة في يدها
وكلمة في دمها
من ها هنا
رصاصة ثانية تمددت في عظمها
وثالثة .. قديستي تغسلت بدمها
المحامي : وتعرفون أيضاً ، كيف عوملت داخل
السجن .
الشابة : أخذوها بعد أن صارت عليلة
أين ثوارك ؟ قولي
لست أدري
وتغني
سجنوها .. عذبوها .. جعبة الجلاد فيها
أفرغوها
وهي مازالت تغني
المحامي : إن التعذيب الذي قاست منه موكلتي ، لا
يطوف بخيال إنسان، إنه فوق طاقة
البشر .
رئيس المحكمة: من المضحك أننا نقبض على الأطباء ،
الذين يعالجون الثوار ، ولا نقبض على
المحامين الذين يدافعون عنهم ، المحكمة
ترفض طلبك .
المحامي : إنني أصرّ على طلبي ، فجلاوزتكم لم
يرحموا شبراً واحداً من جسد الفتاة ، إن
آثار التعذيب مازالت واضحة عليها .
رئيس المحكمة: طلبك مرفوض .
المحامي : إنني أود أن أتساءل ، كيف تبيحون
لأنفسكم إحضار فتاة مجنونة ، لا تكاد
تقف على قدميها ، وتنسبون إليها اعترافاً
خطيراً على نفسها ، وعلى رفيقة لها ،
أهذه عدالتكم ؟ أن ملف القضية وزع على
القضاة قبل انعقاد الجلسة الأولى بساعة
واحدة .
رئيس المحكمة : إن موكلتك البريئة لم يعترف عليها
رفاقها وحدهم ، لقد اعترفت هي نفسها
بارتكاب الجرائم الثلاث ، تفضل اقرأ .
المحامي : " يتناول الورقة " ما هذا ؟
رئيس المحكمة : اقرأ بنفسك .
المحامي يقرأ الورقة ، ثم
يرفع رأسه إلى جميلة
جميلة : كذب .
رئيس المحكمة : هذا اعتراف صريح يحمل توقيع
موكلتك .
جميلة : لم أعترف بشيء .
المحامي : لكن هذا تزييف فاضح .
رئيس المحكمة : ألا تعرف توقيعها ؟
المحامي : إنني أطالب بعرضه على خبير .
رئيس المحكمة : طلبك مرفوض .
المحامي : مرفوض .. مرفوض .. مرفوض .. إنكم
ترفضون كل طلباتي المشروعة ، لماذا؟
رئيس المحكمة : لن أعطل العدالة ، لأننا سنحتفل غداً
كما لا يخفى عليك ، باعتبارك ابناً باراً
لفرنسا ، بعيد الرابع عشر من تموز .
المحامي : يا للمهزلة ، تحتفلون بعيد الحرية ،
وسقوط الباستيل ، وآلاف الجزائريين
يتعرضون في كل لحظة إلى الاضطهاد
والتشريد والموت ، أخبرني ...
الشابة : هذه الراية هل ما زالت الألوان فيها
تحمل الرمز القديم
هذه الراية كانت ذات يوم رمز ثالوث
مقدس الإخاء .. المساواة .. وماذا ؟
كانت الراية الحمراء من معاني ذلك
الرمز العظيم
يوم كانت هذه الراية رمز الثائرين
يوم كانت شعلة تلهب وجدان الحياة
يوم كانت راية للكبرياء
فلماذا هذه الراية قد باتت ذليلة
ولماذا تخفق اليوم على سجن جميلة
المحامي : ذات يوم ، سمعت فتاة جزائرية ، في
عمر جميلة تقول ، هل نترك رجالنا
يموتون ، وندع اللاجئين إلى الجبال
يضلون ؟ ونهمل الجرحى والعرايا ،
الذين تطاردهم القنابل ، وتحصدهم
الحرائق ؟ إنني تطوعت لأنني لم أعد
أطيق الحياة في العار ، إن موكلتي أيها
السادة لا تريد العار أيضاً ،وقد اعترفت
بأنها عضوة في جبهة التحرير ، ولكن
أين دليل القنابل ؟ أين دليل الجريمة ،
التي تطالبون من أجلها برأس الفتاة ؟
رئيس المحكمة: إن الأدلة كافية ، ولقد أدركها كلّ
الفرنسيين ،عدا أمثالك ، ونحن نشك أنكم
فرنسيون .
الشاب : هذه الراية كانت ذات يوم رمز ثالوث
مقدس الإخاء .. المساواة .. وماذا ؟
كانت الحرية أيضاً ..
جميلة : اسمحوا لي بكلمة
الشابة : رسالة في يدها
وكلمة في فمها
من ها هنا
رصاصة ثانية تمددت في عظمها
وثالثة .. قديستي تغسلت في دمها
رئيس المحكمة: نعم ، هل تريدين الاعتراف أمام
محاميك أخيراً ؟ تفضلي ، قولي ما
تشائين.
جميلة : أنا أعرف حكمكم ، أعرفه مسبقاً ، إنه
الإعدام ، لكنكم لكي توقعوا عليّ هذا
الحكم ، لم تقدموا سوى هذيان فتاة
مريضة .
رئيس المحكمة: هذه اسطوانة بالية .
جميلة : أريد أن أسألكم ، ماذا فعلتم بميشيل
ننشوز ؟ إنه فرنسي ،فقد كان يفخر في
كلّ مكان ، بأنه ألقى قنبلة قتلت خمسين
جزائرياً ، لماذا لم تقدموا هذا الفرنسي
إلى المحكمة ؟
المحامي : لأنه فرنسي .
جميلة : إنكم تقبضون عليّ ، وتحاكمونني ،
وتحكمون عليّ بالإعدام ، لأنكم تريدون
الانتقام من أي مناضل أو مناضلة ،
ستقتلونني بعد أن أثبتم بأنكم تخدمون
ساسة متعطشين للدماء ، ستقتلونني ولكن
لا تنسوا أنكم تحكمون على شرف بلادكم
، إنكم تقتلون الحرية ، ولكنكم لن تقتلوا
الجزائر ، هل يكفيكم لكي تحكموا عليّ
بالإعدام أنني أحب بلادي ، وأريدها
حرّة؟
تطفأ الأضواء ، تضاء الزنزانة ، جميلة وحيدة
في زنزانتها ، الشاب والشابة يتقدمان للجمهور
الشاب : يا يد الفارس المارد
دكي عنق السجان
وارفعي الصخرة عن صدر جميلة
الشابة : فجميلة منذ كانت طفلة
قد أورقت في أرضنا الصحراء
منذ كانت طفلة
قد زرعت في صدرها واحتنا الخضراء
تطفأ الإضاءة عن الشاب والشابة
إضاءة على رئيس المحكمة
رئيس المحكمة: باسم الشعب الفرنسي
جميلة : " ترفع رأسها " ....
رئيس المحكمة: أحكم بالموت على جميلة بو حريد .
جميلة : الجزائر ، يا أحلى الأسماء ، إنني
سأحيى إلى الأبد باسمك .
تطفأ الإضاءة عن رئيس المحكمة
الإضاءة عل الشاب والشابة
الشاب : اليوم هو السابع من آذار
الشابة : وغداً يحتفل العالم كلّه بعيد المرأة
العالمي
الشاب : واليوم ، السابع من آذار ، يتطلع كلّ
العالم إلى الجزائر ، فمقصلة الجلاد
ستطيح برأس فتاة مناضلة .
الشابة : العالم يحبس أنفاسه
الشاب : جان دارك
الشابة : والجلادون يشحذون مقصلتهم
الشاب : لكنك أيتها القديسة المناضلة لست وحدك
الشابة : فالعالم كلّه معك
الشاب : جميلة
الشابة : إن الجريمة لن تمرّ
الشابان : إننا جئنا فهيّا
افتحي القلب الكبير
يا يد الفارس المارد
دكي عنق السجان
وارفعي الصخرة عن صدر جميلة
أطلقيها .. أطلقيها فوق جدران السجون
الشاب : وانتصرت جميلة
الشابة : انتصرت الثورة
الشاب : انتصرت الجزائر
الشابة : وستنتصر الثورة في كلّ مكان
الشاب : أيها الرفاق أصغوا
الشابة : أصغوا جيداً
الشاب : إن الثورة تدق الأبواب
الشابة : أيها الرفاق أصغوا
الشاب : أصغوا جيداً
الشابة : إن ثورة الإنسان تزحف عبر الغابات
والسهوب والجبال
الشاب : وهاهي رايتها تلوح في الأفق
الشابان : أيها الرفاق انهضوا ، إن راية الإنسان
قادمة .
يتوقف الشاب والشابة ،
تخفت الأضواء تدريجياً
إظلام
ستار
ملاحظة : أعددت هذه المسرحية عن كتاب صدر في القاهرة
عام 1958 ، يضم قصة جميلة بو حريد ،
وعددا ًمن القصائد لأحمد عبد المعطي حجازي
وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد الجيار وصلاح
عبد الصبور وآخرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق