شخصيات المسرحية
انانا
دموزي
ننشوبر
ايرشكيجال
نيتي
انليل
ننا
انكي
كبيرة الوصيفات
10 . الوصيفة
11. الضابط
12. الشياطين الثلاثة
المشهد الأول
ظلام ، بقعة ضوء
على فتاة تصلي
الفتاة : انانا
يا ملكة السماء
أيتها الإلهة الأم
أنت من تمسك بيدها مصير كل شيء
ومن نظراتك تنبعث الفرحة والعظمة والطمأنينة
وأنت الرحيمة الودود التي تتصف بالرضا
وتصون المرأة : أمة وحرة ووالدة
من ذا الذي يضاهيك في العظمة ؟
إرادتك قوية وعظيمة
أنت المنشودة بين كل الآلهة ، فمقامك عظيم
وكلمتك مبجلة وجليلة بينهم
كلهم يسجدون أمامك ويستقبلون سنا نورك
أنت التي يعبدها الرجال والنساء حق العبادة
كلماتك مطاعة في مجلس الآلهة
وأنت التي تسندهم أمام ملكهم انو
تركنين إلى العقل والحكمة وتتبادلين المشورة
مع سيدك انو
أيتها الآلهة الأم
يا ملكة السماء
انانا
انانا
انانا
يطفأ الضوء عن
الفتاة ، يضاء الراوي
الراوي : على امتداد سومر واكد واشور ، ومن
مدينة بادتبيرا حتى مدينة نينوى ، مروراً بزبالم
والوركاء وادب ونفر وكيش ، يبجل الناس الآلهة
انانا ، فأبوها سين اله القمر ، وامها الآلهة ننكال
، وأخوها اله الشمس اونو ، كل المحبين
يقدسون وهي الهة الحب و الجمال ، و كل
الأبطال المدافعين عن أوطانهم يقدسونها أيضاً ،
إنها آلهة الحرب ،أيه انانا ، من غيرك جمع
بين الحب والحرب ،وعبد في كل مكان ؟ ومن
غيرك من الآلهة أحب مثلما
أحببت ؟ ومن جرؤ منهم أن يحب انساناً ، ويتزوج
منه؟ لقد أمعنت في الناس كلهم ، واخترت من بينهم
دموزي لألوهية البلاد ، وقلت عنه ، انه من تعتز به أمي
دائماً ، ومن يحبه أبي ، وعشت معه في الوركاء ، زوجة
محبة مخلصة ، كما لو كنت انسانة ، أو كما لو كان
دموزي الهاً ، ولأن الألهة استأثرت بالخلود ، وقدرت
الموت على الإنسان ، فانك كنت تخافين على دموزي
،فهو انسان ، وأي إنسان ، واليوم وقبل أن يذهب
إلى الصيد حذرته ، فقد رأيت أختك ايرشكيجال ، الهة
العالم الأسفل ، في المنام ، لكن دموزي لم يصغ إليك ،
وذهب إلى الصيد ، وليته يا انانا أصغى إليك ، ولم
يذهب إلى الصيد " يطفأ الضوء عن الراوي " .
تضاء غرفة واسعة ،
انانا وكبيرة الوصيفات
انانا : يا ويلتي ، تأخر دموزي .
كبيرة الوصيفات : سيدتي لا داعي للقلق ، فسيدي لم يذهب إلى
الصيدإلا منذ قليل .
انانا : لم يتأخر دموزي هكذا ، لقد تجاوزت الشمس
منتصف النهار .
كبيرة الوصيفات :مهلاً سيدتي ، سيأتي سيدي ، وسيأتي لك
كالعادة بغزالة ، فأنت تحبين لحم الغزلان .
انانا : لا أريد غزالة ، أريد فقط أن يعود دموزي سالماً .
كبيرة الوصيفات : سيعود يا سيدتي ، هذا أوان عودته .
انانا : إنني قلقة ، قلقة جداً .
كبيرة الوصيفات : "تتطلع إليها " ....
انانا : لقد رأيت أختي في المنام .
كبيرة الوصيفات : سيدتي .
انانا : رأيت ايرشكيجال .
كبيرة الوصيفات : أنت إلهة .
انانا : إنها إلهة العالم الأسفل ، عالم الأموات ، عالم
اللارجعة .
كبيرة الوصيفات : ما رأيته في المنام سيدتي أضغاث أحلام ، وطالما
رأينا أحلاماً بددتها اليقظة .
انانا : ليس كهذا الحلم ، إن قلبي منقبض .
كبيرة الوصيفات : سيدتي صلي للإله انو أبو الآلهة ، وستكونين
أنت وسيدي بخير .
انانا : نعم علي أن أصلي للإله انو .
كبيرة الوصيفات : ونعم ما تفعلين .
انانا : فلأذهب إلى المعبد " تتجه إلى الخارج " وأصلي
للإله انو .
كبيرة الوصيفات : أرجو أن لا تتأخري يا سيدتي ، فقد يأتي
سيدي دموزي في أية لحظة .
انانا : أرسلي إلي إحدى الوصيفات حال عودته ،
وسآتي في الحال .
كبيرة الوصيفات : سمعاً وطاعة سيدتي .
انانا : " تخرج مسرعة " ....
كبيرة الوصيفات : سيدتي انانا ذهبت إلى المعبد الأبيض ، معبد
الإله انو ، لتصلي لأبي الآلهة ، الإله انو " ترفع
عينيها إلى الأعلى " أيها الإله العظيم انو ، يا أبو
الآلهة ، وملك الآلهة ، احفظ سيدي دموزي ،
وأعده سالماً إلى سيدتنا المحبوبة انانا " تصمت
لقد حاولت أن أطمئنها ، وأنا نفسي غير مطمئنة
، فما رأته في منامها يدعو إلى القلق ، يالأنو
..ايرشكيجال ؟ " تنصت قلقة " ما هذا ؟ أسمع ضجة
وبكاء وعويلاً و .. " تتجه إلى الخارج " ترى ماذا
جرى؟
الوصيفة : " تدخل مولولة " يا ويلتنا .. يا ويلتنا .
كبيرة الوصيفات : " تتوقف " ما الأمر ؟ تكلمي .
الوصيفة : سيدي ، سيدي دموزي .
كبيرة الوصيفات :يا للآلهة ، ايرشكيجال.
الوصيفة :جاءوا به من الغابة مدمى .
كبيرة الوصيفات : هذا ما رأته سيدتي في المنام .
الوصيفة : لقد هاجمه خنزير وحشي ضخم غريب الشكل ،
لم ير احد مثله من قبل و .. .
كبيرة الوصيفات : كفى .
الوصيفة : لو رأ يته ، والدماء .. .
كبيرة الوصيفات : أسرعي إليهم ، وقولي لهم أن يأتوا بسيدي
دموزي إلى هنا .
الوصيفة :" تسرع إلى الخارج " سمعاً وطاعة " عند الباب "
ها هم قادمون ، يحملون سيدي دموزي بين أيديهم
" باكية " والدماء تسيل من جراحه .
يدخل ضابط وثلاثة
جنود يحملون دموزي
الوصيفة : " تنظر إلى دموزي باكية " يا ويلتنا ، يا ويلتنا
سيدي دموزي .. .
كبيرة الوصيفات : صه ، لا أريد ولولة ، سيدي دموزي بخير .
الوصيفة : بخير!
كبيرة الوصيفات : " بحزم " أيتها الوصيفة .
الوصيفة : عفوا ، بخير ، بخير " تغالب بكاءها " بعون
الإله انو.
كبيرة الوصيفات : " للضابط والجنود " برفق ضعوه هنا ، فوق هذا
السرير .
الضابط : أمرك سيدتي .
الوصيفة : يا للآلهة ، انه ينزف بغزارة .
كبيرة الوصيفات : " تزجرها بحزم " صه .
الوصيفة : " تكتم بكاءها " آ آه .
كبيرة الوصيفات : " تتابع الضابط والجند وهم يسجون دموزي فوق
السرير " برفق ، برفق ، نعم هكذا " للوصيفة "
أيتها الوصيفة.
الوصيفة : " تكفكف دموعها " نعم سيدتي .
كبيرة الوصيفات : هاتي وسادة .
الوصيفة : نعم " تسرع وتأتي بوسادة" تفضلي .
كبيرة الوصيفات :" تأخذ الوسادة " ساعديني لنضع الوسادة تحت
رأس سيدي دموزي .
الوصيفة : حاضر سيدتي " تساعدها " .
كبيرة الوصيفات : " تضع الوسادة تحت رأسه " نعم ، هذا أفضل
الضابط : " لكبيرة الوصيفات " سيدتي .
كبيرة الوصيفات : لينصرف الجند .
الضابط : أمر سيدتي " للجند " انصرفوا .
الجند :" يخرجون مسرعين " ....
الضابط : سيدتي .
كبيرة الوصيفات : لا أريد أن يعرف أحد في القصر بما جرى حتى
تعود سيدتي اينانا .
الضابط : سمعاً وطاعة سيدتي .
كبيرة الوصيفات : والآن اذهب إلى المعبد الأبيض ، معبد الإله انو ،
وقل لسيدتنا انانا ، أن تأتي إلى القصر حالاً .
الضابط : " يتأهب للخروج " أمرك سيدتي .
كبيرة الوصيفات : أسرع أيها الضابط ، أسرع .
الضابط : " يخرج مسرعاً " ....
الوصيفة : " تنظر باكية بصمت إلى دموزي " ....
كبيرة الوصيفات : هات قطعة قماش نظيفة لأمسح الدماء عن جراح
سيدي دموزي ، قبل أن تأتي سيدتي انانا .
الوصيفة : أمرك سيدتي .
كبيرة الوصيفات : أسرعي .
الوصيفة : " تسرع وتأتي بقطعة قماش " تفضلي ، تفضلي
يا سيدتي .
كبيرة الوصيفات : " تأخذ قطعة القماش " اسمعي .
الوصيفة : نعم سيدتي .
كبيرة الوصيفات : أسرعي إلى الطبيب ، واستدعيه حالاً .
الوصيفة : أمرك سيدتي " تخرج مسرعة " .
كبيرة الوصيفات : " تمسح جراح دموزي " سيدي ليرعك الإله انو
ويحفظك ، فاوروك بعدك يتيمة ، وشعب
اوروك من غيرك يتيم " تغالب دموعها " آ ه
سيدتي انانا ، كيف لك أن تتحملي كل هذا ؟ "
تحدق فيه " ما أعمق هذه الجراح ، إنني لم أر
مثل هذه الجراح من
قبل " تهز رأسها " لا يمكن لخنزير ، مهم
كان ضخماً وشرساً ،أن يحدث جراحاً كهذه ، إلا
إذا كان ، يا للإله انو ، ايرشكيجال " ترفع رأسها
" يا ويلتي " ، إنها سيدتي انانا .
تدخل انانا منفعلة ،
وتسرع إلى دموزي
انانا : يا ويلتي ، دموزي .
كبيرة الوصيفات : سيدتي ، لا تجزعي .
انانا : هذا ما رأيته في المنام .
كبيرة الوصيفات : سيدي دموزي سيكون بخير .
انانا : إنها أختي ايرشكيجال .
كبيرة الوصيفات : لقد هاجمه خنزير .. .
انانا : " تقاطعها " كلا ، لم يكن خنزيراً عادياً ، هذا
ما قاله الضابط ، وكان مع دموزي ، لا بد أنه كان
شيطاناً من شياطين أختي ، إلهة العالم الأسفل .
كبيرة الوصيفات : مهما يكن يا سيدتي ، فأن سيدي دموزي
سيكون بخير ، بعون الآلهة .
انانا : بخير ! " تحملق في دموزي " يا لجراحه الغائرة
" بنبرة تصميم " ايرشكيجال هيهات أن تحققي
بغيتك " تلتفت إلى كبيرة الوصيفات " استدعوا
الطبيب حالاً .
كبيرة الوصيفات : لقد أرسلت من يستدعيه ، وسيأتي على جناح
السرعة .
انانا : اذهبي واستعجليه .
كبيرة الوصيفات : أمر سيدتي " تخرج مسرعة " .
انانا : " تجثو أمام دموزي " دموزي .
دموزي : " يئن " آ .
انانا : مليكي ، حبيبي ، ردّّ عليّ .
دموزي : " يئن " آ .
انانا : لن أدعك ترحل .
دموزي : "يئن " آ .
انانا : إنني لم أمعن في الناس كلهم ، و اخترتك من
بينهم ، لأدعك تنساب من بين يدي ، كما ينساب
الماء في أعماق الأرض .
دموزي : " يئن " آ .
انانا : ستبقى معي ، ولن ترحل إلى العالم الأسفل ،
مهما كلف الأمر .
دموزوي : " يصمت " ....
انانا : ايرشكيجال " تنهض واقفة " لقد أردته منذ
البداية ، أردت دموزي ، ولم تحصلي عليه حياً ،
فتريدينه ميتاً في العالم الأسفل ، عالم الظلام ، عالم
الموت ، لكن هيهات .
تدخل كبيرة الوصيفات ،
وتسرع إلى انانا
كبيرة الوصيفات : سيدتي .
انانا : قلت لك ، أريد الطبيب .
كبيرة الوصيفات : ها هو يا سيدتي ، يركض مع الوصيفة في
أعقابي ، رغم تقدمه في العمر .
الطبيب : " يدخل لاهثاً مع الوصيفة " سيدتي .
انانا : تعال ، أريد دموزي حياً .
الطبيب : بعون الآلهة .
انانا : ورغم أختي ايرشكيجال .
الطبيب : " ينحني على دموزي " آ ه فلتعني الآلهة .
انانا :افحصه جيداً واشفه .
الطبيب : إنني أفحصه يا سيدتي ، وسأبذل قصارى
جهدي ، لكن.. .
انانا : أريد أن تعالجه وتشفيه .
الطبيب : " يرفع رأسه " سيدتي .
انانا : أعرفك طبيباً مقتدراً ، وقد أنقذت الكثيرين ،
وانتزعتهم من بوابة العالم الأسفل .
الطبيب : " يعتدل " إن الخنزير الغادر أصاب سيدي
دموزي بجراح كثيرة ، وعميقة للغاية .
انانا : ماذا تعني ؟
الطبيب : لن أدخر جهداً يا سيدتي ، وسأسهر على علاجه
ليل نهار ، والأمر للآلهة .
انانا : أيها الطبيب ، لا تقل أن دموزي .. .
الطبيب : سيدي بين أيدي الآلهة ، وهي قادرة على كل
شيء ، وما أنا إلا إنسان ، أعطته الآلهة بعض
العلم .
انانا : " بنبرة منفعلة " ايرشكيجال .
الطبيب : "ينظر أليها مذهولاً" ....
انانا : لن تأخذيه مني ، لن تأخذي دموزي " تنظر إلى
الوصيفة "أيتها الوصيفة .
الوصيفة : نعم سيدتي .
انانا : نادي وزيري ورسولي ننشوبر .
الوصيفة : سمعاً وطاعة سيدتي .
انانا : أسرعي .
الوصيفة : " تخرج مسرعة " ....
انانا : " تلتفت إلى الطبيب " أيها الطبيب .
الطبيب : سيدتي .
انانا : ابق هنا ، وارع دموزي أنت وكبيرة الوصيفات،
حتى أعود .
الطبيب : " ينظر إليها مذهولاً " ....
انانا : " لكبيرة الوصيفات " أسمعتني ؟
كبيرة الوصيفات : نعم سيدتي ،سنبقى إلى جانب سيدي ليل نهار
حتى...
تدخل الوصيفة ، ومن
ورائها يدخل ننشوبر
الوصيفة : سيدتي ، ننشوبر .
انانا : حسن " لننشوبر " تعال يا ننشوبر .
ننشوبر : " يقترب منها " سيدتي "
انانا : أصغ جيداً .
ننشوبر : كلي أذان صاغية .
انانا : دموزي في خطر .
ننشوبر : علمت بالأمر ، لتكن الآلهة بعونه .
انانا : ولا بد أن أنقذه .
ننشوبر : الطبيب يعالجه ، وهو أفضل طبيب في اوروك .
انانا : كلا ، هذا لا يكفي ، إن جراحه كثيرة ، وعميقة
جداً.
ننشوبر : " حائراً " سيدتي .
انانا : سأذهب إلى ايرشكيجال .
ننشوبر : ايرشكيجال !
انانا : أختي إلهة العالم الأسفل .
ننشوبر : لا ، أرجوك يا سيدتي .
انانا : لا بد أن أذهب .
ننشوبر : ليس بين البشر او الآلهة من يذهب إلى العالم
الأسفل بإرادته .
انانا : أنا سأذهب ، وأنقذ دموزي .
ننشوبر : سيدتي ، أنت آلهة ، وتعرفين أن إرادة
ايرشكيجال ، آلهة العالم الأسفل ، لا راد لها .
انانا : " تنظر إليه مفكرة " ....
ننشوبر : إنني أخاف عليك يا سيدتي ، أرجوك أن تبقي
ولا تذهبي إلى العالم الأسفل ، عالم الأموات ، عالم
اللارجعة .
انانا : دموزي زوجي ، وسأنقذه .
ننشوبر : الأمر لك سيدتي .
انانا : إنني أعرف خطورة ما أنا مقدمة عليه ، ولهذا
أرسلت في طلبك .
ننشوبر : مريني ، إنني وزيرك ورسولك المخلص .
انانا : ننشوبر .
ننشوبر : سيدتي .
انانا : بعد قليل ، سأذهب إلى العالم الأسفل ، وقد لا
أعود .
ننشوبر : أرجوك سيدتي .. .
انانا : " تقاطعه " سأذهب يا ننشوبر .
ننشوبر : " يصمت " ....
انانا : سأذهب إلى العالم الأسفل ، وإذا مضت ثلاث ليل
ولم أعد ، املأ السماء تشكياً من أجلي ، وأبكي
علي في المصلى ، وطف من أجلي بيوت الآلهة .
ننشوبر : " يغالب تأثره " ....
انانا : اذهب إلى معبد الإله انليل لي ـ كور في مدينة نفر
،ومعبد الإله ننا إي كشنوكال في مدينة اور ،
ومع الإله أنكي في مدينة اريدو ، وقل للآلهة أن لا
يدعو ابنتهم انانا ملكة السماء تموت في العالم
الأسفل .
ننشوبر : " بصوت باك " سمعاً وطاعة سيدتي .
انانا : ننشوبر أنت وزيري ورسولي وطالما اعتمدت عليك
ووثقت بك .
ننشوبر : آمل أن أكون عند حسن ظنك يا سيدتي .
انانا : لعل حياتي ستكون هذه المرة بين يديك .
ننشوبر : إنني فداؤك يا سيدتي .
انانا : أشكرك .
ننشوبر : " يطرق مغالباً تأثره " ....
انانا : " تقترب من دموزي " أيها الطبيب .
الطبيب : سيدتي .
انانا : سأذهب الآن .
الطبيب : تعودين سالمة بعون الآلهة يا سيدتي .
انانا : ابق إلى جانبه ، ابق إلى جانب دموزي، لا تفارقه
لحظ واحدة ، ريثما اصل إلى أختي ايرشكيجال
في العالم الأسفل .
الطبيب : سمعاً وطاعة يا سيدتي .
انانا : " تقلب نظرها بين الجميع " ....
الوصيفة : " تكتم بكائها " ....
كبيرة الوصيفات : " بصوت باك " سيدتي .
انانا : دعك من البكاء ، أريدك أن تبقي إلى جانب
دموزي ، كما عهدتك دائماً ، خدومة متفانية .
كبيرة الوصيفات : " باكية " أمرك .. أمرك سيدتي .
انانا : والآن " تتجه إلى الخارج " إلى اللقاء .
الوصيفة : " تتمتم باكية " صحبتك السلامة يا سيدتي .
كبيرة الوصيفات : " تتمتم " في أمان الآلهة يا سيدتي .
الطبيب : " يتمتم " لتكن الآلهة معك .
ننشوبر : " يسير قريباً منها " سيدتي .
انانا : تذكر ما أوصيتك إياه .
ننشوبر : سأنفذه بالحرف يا سيدتي .
انانا تخرج ، ويخرج
معها رسولها ننشوبر
إظلام
ألمشهد الثاني
ظلام تسلط بقعة
ضوء على الراوي
الراوي : من العلى عقدت الألهه انانا العزم على النزول إلى
العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم اللارجعة ، ل
مقابلة أختها ايرشكيجال ،لعلها تنقذ زوجها
دموزي من الموت ،فهجرت الأرض ،هجرت
السيادة ،هجرت الملوكية ،هجرت كل شيء لتنزل
الى العالم الأسفل ، واستعدادا لرحلتها راحت
تتزين بالنواميس السبعة .
انانا : " تسلط عليها بقعة ضوء" ....
الراوي : فوضعت على رأسها الشوكارا تاج السهل .
انانا : "تضع التاج على رأسها " ....
الراوي : وصففت على جبينها خصل الشعر .
انانا : "تصفف الشعر على جبينها " ....
الراوي : وأمسكت بيدها ذراعاً ومقياساً من اللازورد .
انانا : "تمسك بيدها الذراع والمقياس " ....
الراوي : وشدت حول عنقها خرزات صغيرات من اللازورد .
انانا : "تشد الخرزات حول عنقها " ....
الراوي :وعلقت على صدرها توائم من حجر النونز .
انانا : "تعلق التوائم على صدرها " ....
الراوي : ووضعت حول معصمها سواراً من الذهب .
انانا : " تضع السوار حول معصمها " ....
الراوي : ولبست ثوب بالا ، ثوب السيدات .
انانا : " تلبس الثوب "....
الراوي : وشدت حول صدرها الدرع .
انانا : " تشد الدرع حول صدرها " ....
الراوي : وزوقت عينيها بالدهان .
انانا : تزوق عينيها " ....
الراوي : ثم بدأت المسير .
انانا : "تطفأ بقعة الضوء عنها " ....
الراوي : وسارت الألهة انانا ،سارت وسارت و سارت حتى
وصلت البوابة الأولى للعالم الأسفل ،عالم الموتى ،
عالم اللارجعة " تطفأ بقعة الضوء عن الراوي " .
ظلام ، بقعة ضوء ،
انانا عند البوابة
انانا : أيها البواب .
البواب : "من الداخل " من ؟ من بالباب ؟
انانا : أنا انانا .
البواب : " من الداخل " انانا !
انانا : أفتح الباب .
البواب : مهلاً يا سيدتي ، مهلاً .
انانا : افتح بسرعة .
البواب : " يفتح الباب ويقف في مواجهتها " نعم .
انانا : دعني أدخل .
البواب : تدخلين ! إنه العالم الأسفل .
انانا : أعرف " تحاول إبعاده " إبتعد .
البواب : " يقاومها " لن تدخلي قبل أن يقابلك كبير البوابين
نيتي .
انانا : أين هو ؟ فليقابلني في الحال ، إنني مستعجلة .
البواب : مهلاً "يلتفت إلى الداخل " سيدي .
نيتي :"عند الباب" نعم .
البواب :انانا .
نيتي :"ينظر إليها " إلهة الحب ! " يقترب منها " أهلاً
ومرحباً .
انانا : نعم ، أنا انانا ، الهة الحب والحرب ، وقد جئت من
الأرض ، حيث تشرق الشمس .
نيتي : عفواً سيدتي ، إذا كنت انانا فلماذا غادرت الأرض ،
حيث تشرق الشمس ، وجئت إلى أرض اللاواقع ؟
انانا : جئت أزور أختي ايرشكيجال " تحاول إبعاده " ابتعد
عن طريقي .
نيتي : مهلاً سيدتي ، لا بد أولاً أن أعلم سيدتي إلهة العالم
الأسفل.
انانا : حسن أعلمها بسرعة .
نيتي : حالاً سيدتي " يشير لجني في الداخل " تعال .
الجني : " يدخل " نعم .
نيتي : اذهب إلى سيدتنا ايرشكيجال ، على جناح السرعة ،
وأعلمها أن الألهة انانا ، عند البوابة الأولى للعالم
الأسفل ، وتريد أن تزورها .
الجني : سمعاً وطاعة سيدي " يخرج مسرعاً "
نيتي : سيعود الجني في الحال سيدتي .
انانا : أختي ايرشكيجال ستغضب منك إذا علمت أنك
تحتجزني هنا .
نيتي : عفواً يا سيدتي ، هذه أوامر سيدتي ايرشكيجال إلهة
العالم الأسفل .
انانا : أنا أختها انانا .
نيتي : أوامرها تسري على الجميع بدون استثناء .
انانا : مهما يكن ، إنني مستعجلة ، ولا أستطيع أن أنتظر
لفترة طويلة .
نيتي : لن يتأخر الجني ، سيأتي حالاً ،فهو أسرع من لمح
البصر .
انانا : لنرى .
نيتي : سيدتي .
انانا : " تنظر إليه " ....
نيتي : أنت إلهة الحب في الأرض ، حيث تشرق الشمس ،
ويعم الفرح والسعادة ، ليتك تعودين من حيث أتيت ، ولا
تدخلي العالم الأسفل ، أرض اللارجعة .
انانا : هذا مستحيل ، لقد جئت تاركة ورائي كل شيء ،
ولابد أن أقابل أختي ايرشكيجال .
نيتي : أخشى يا سيدتي أنك لا تعرفين ما قد يواجهك من
مصاعب وأخطار .
انانا : إنني لا أجهل ما قد يواجهني ، فأنا أيضاً إلهة مثل
ايرشكيجال .
نيتي : الويل للأحياء من دخول العالم الأسفل .
انانا : والويل لي إن لم أدخل ، وأقابل أختي ايرشكيجال
نيتي : مهما يكن سيدتي ، لقد تجاوزت واجبي في هذا
العالم ، وحذرتك .
انانا : أشكرك .
البواب : سيدي .
نيتي : نعم .
البواب : جاء الجني .
نيتي : " ينظر عبر البوابة " نعم ، هاهو قادم .
الجني : " يدخل " سيدي .
نيتي : حسن أيها الجني .
الجني : تقول الآلهة ايرشكيجال ، ارفع المزاليج عن بوابات
العالم الأسفل ، ودع الإلهة انانا تدخل ، ونفذ نواميس
العالم الأسفل كاملة .
انانا : نواميس العالم الأسفل ؟
نيتي : نعم سيدتي .
انانا : أنا انانا .
نيتي : لا بد من تنفيذ النواميس إذا أردت أن تزوري الآلهة
ايرشكيجال .
انانا : أنت تعرف أن علي أن أزورها ، وبأسرع وقت ممكن
نيتي : إذن لننفذ النواميس .
انانا : " تلوذ بالصمت "....
نيتي : عند كل بوابة سيدتي ، ينتزع البواب منك إحدى
النواميس السبعة ، التي تزينت بها في الأرض ،
حيث تشرق الشمس.
انانا : " تبقى صامتة " ....
نيتي : " للبواب " أيها البواب .
البواب : نعم سيدي .
نيتي : انزع عن رأسها تاج الشوكارا ، تاج السهل .
البواب : أمرك سيدي " يقترب من انانا ، ويمد يده نحو
التاج " ....
انانا : " تتراجع " ....
البواب : " ينظر إلى نيتي " ....
نيتي : سيدتي .
انانا : " ترفع التاج عن رأسها " ....
البواب : " يمد يده نحوها " ....
انانا : " تدفع التاج إليه " ....
البواب : " يأخذ التاج " ....
نيتي : سيدتي ، سنفترق هنا ، وعليك أن تسيري وحدك منذ
الآن ، وسنلتقي عند البوابة الأخيرة .
انانا : حسن ، سنلتقي .
نيتي : هذا ما أرجوه " يتنحى قليلاً " تفضلي .
انانا : " تحدق في البوابة " حافظ على تاجي .
البواب : " ينظر إلى نيتي " ....
نيتي : سنعيده لك سيدتي إذا خرجت من العالم الأسفل .
انانا : سأخرج ، وسأستعيد تاجي "تعبر البوابة "
نيتي : "يتابعها بنظره " إذا شاءت إلهة العالم الأسفل ، عالم
اللارجعة ،ايرشكيجال .
تطفأ الأضاءة عن
البوابة ، يضاء الراوي
الراوي : سارت الآلهة انانا ، بعد أن عبرت البوابة الأولى ،
سارت وسارت و سارت حتى وصلت إلى البوابة
الثانية للعالم الأسفل ، وقد بدت عليها بعض بوادر
التعب "تطفأ بقعة الضوء عن الراوي " .
ظلام بقعة ضوء ،
انانا عند البوابة
انانا : " تطرق الباب " ....
البواب : " من الداخل " من ؟ من الطارق ؟
انانا : أنا .
البواب : " من الداخل " من أنت ؟
انانا : أنا انانا .
البواب : " من الداخل " انانا ؟ آلهة الحب ؟
انانا : افتح الباب .
البواب : حالاً يا سيدتي " يفتح الباب "
انانا : دعني أدخل .
البواب : تبدين متعبة يا سيدتي ، ارتاحي هنا قليلاً ، إذا
شئت .
انانا : كلا ، عليّ أن أواصل طريقي ، وأصل أختي
ايرشكيجال بأسرع وقت ممكن .
البواب : عفواً سيدتي ، قبل أن تواصلي طريقك ، يجب تنفيذ
نواميس العالم الأسفل كاملة .
انانا : لقد أخذ حارس البوابة الأولى تاجي ، تاج السهل،
الشوكارا .
البواب : هذه هي البوابة الثانية ، وعليّ أن آخذ منك " يشير
إلى الذراع والمقياس " هذين .
انانا : ماذا ؟ الذراع والمقياس من اللازورد ؟
البواب : إنها نواميس العالم الأسفل ، وعلينا أن ننفذها كاملة
يا سيدتي.
انانا : حسن "تقدم له الذراع والمقياس " خذهما .
البواب : شكراً " يأخذهما " سأعيدهما إليك يا سيدتي إذا
عدت .
انانا : سأعود وسآخذهما .
البواب : تفضلي سيدتي .
انانا : " تعبر البوابة " ....
البواب : إذا عادت ، وهذا مستحيل ، ستكون أول حي
يدخل العالم الأسفل ، ثم يخرج إلى الأرض ،
حيث تشرق الشمس .
تطفأ الأضواء عن
البوابة ، يضاء الراوي
الراوي : وابتعدت الإلهة انانا عن البوابة الثانية ، بعد أن
أخذ البواب منها الذراع والمقياس من اللازورد ،
وسارت وسارت وسارت حتى وصلت البوابة الثالثة
، وقد تملكها شعور بالتعب " تطفأ بقعة الضوء عن
الراوي ".
ظلام ، بقعة ضوء ،
انانا عند البوابة
انانا :" تطرق الباب " ....
البواب : " من الداخل " من ؟ من يطرق الباب ؟
انانا : أنا انانا .
البواب : " من الداخل " آلهة الحب .
انانا : والحرب أيضاً .
البواب : " يفتح الباب " سيدتي .
انانا : ابتعد ، أريد أن أدخل .
البواب : أنت عند البوابة الثالثة للعالم الأسفل .
انانا : أعرف .
البواب : " يشير إلى الخرزات " أعطني خرزات اللازورد هذه
انانا : " تنظر إليه متعبة " ....
البواب : إنها كما تعرفين نواميس العالم الأسفل " يمد يده إلى
الخرزات " وعلينا تنفيذها كاملة .
انانا : "تتراجع " توقف .
البواب :أعطيني الخرزات و إلا لن تعبري .
انانا : " ترفع الخرزات عن عنقها " ....
البواب :" يمد يده "هاتيها .
انانا : " ترفعها له "خذها .
البواب : " يأخذ الخرزات " ....
انانا : والآن ابتعد .
البواب : "يبتعد قليلاً " تفضلي .
انانا : " تعبر البوابة " ....
البواب : " يتابعها بنظره " لو كانت انانا تعرف ما ينتظرها
، لما غامرت بدخول العالم الأسفل ، عالم الموتى
، عالم اللارجعة .
تطفأ الأضواء عن
البوابة ، يضاء الراوي
الراوي : ومضت انانا مبتعدة عن البوابة الثالثة ، بعد أن أخذ
البواب منها الخرزات الصغيرات من اللازورد ،
وراحت تسير وتسير وتسير حتى وصلت البوابة
الرابعة ، وقد ازداد شعورها بالتعب " تطفأ بقعة
الضوء عن الراوي " .
ظلام ، بقعة ضوء ،
انانا عند البوابة
انانا : " تطرق الباب " ....
البواب : " من الداخل "من ؟ من الطارق ؟
انانا : أنا انانا .
البواب : "من الداخل " انانا .
انانا : " تطرق الباب ثانية " افتح، افتح بسرعة .
البواب : مهلاً يا سيدتي ، مهلاً " يفتح الباب " .
انانا : ابتعد ، ودعني أدخل .
البواب : أنت متعبة ، ارتاحي هنا قليلاً ، الطريق ما زال
طويلاً .
انانا : لن أرتاح حتى أصل أختي ايرشكيجال .
البواب : " يهز رأسه "....
انانا : عند الباب الأول ، أخذ البواب تاجي ، وأخذ
البواب ، عند الباب الثاني ، الذراع والمقياس ،
وفي الباب الثالث ،اخذ البواب الخرزات
الصغيرات من اللازورد .
البواب : سيدتي ، لا تستهيني بنواميس العالم الأسفل ، وإذا
أردت أن تواصلي طريقك فعليك أن تنفذيها كاملة
انانا : ماذا تريد أنت ؟
البواب : " يشير إلى صدرها " أريد هذه التوائم من حجر
نونزو .
انانا : " ترفع التوائم عن صدرها " ....
البواب : " يمد يده إليها " ....
انانا : " تدفعها له " خذ .
البواب : " يأخذها " ....
انانا : والآن دعني أعبر ،وأواصل طريقي .
البواب : " يبتعد قليلاً " تفضلي .
انانا : " تعبر البوابة "....
البواب : " يتابعها بنظره " ....
تطفأ الإضاءة عن
البوابة ، يضاء الراوي
الراوي : وعبرت انانا البوابة الرابعة ، بعد أن أخذ البواب
منها التوائم من حجر نونزو ، ومضت تسير وتسير
وتسير ، حتى وصلت البوابة الخامسة ، وقد
أنهكها التعب " تطفأ بقعة الضوء عن الراوي " .
ظلام ، بقعة ضوء ،
انانا عند البوابة
انانا :" تطرق الباب متعبة " ....
البواب : " من الداخل "من بالباب ؟
انانا : أنا انانا .
البواب : " من الداخل " يالايرشكيجال ، إنها انانا ، آلهة
الحب .
انانا : افتح الباب .
البواب : مهلاً سيدتي ، مهلاً " يفتح الباب " .
انانا : دعني أعبر .
البواب : سيدتي أنت منهكة .
انانا : لا عليك ، أخبرني ، ماذا تريد مني أنت ، عند هذه
البوابة.
البواب : " ينظر إليها صامتاً " ....
انانا : تكلم ، إنني مستعجلة ، ماذا تريد ؟
البواب : " يشير إلى سوار الذهب " أريد هذا السوار .
انانا : " تمد يدها إليه " انزعه .
البواب : " ينزع السوار من يدها " ....
انانا : والآن ، وقد نزعت السوار من معصمي ، دعني أعبر
البوابة .
البواب : " يبتعد قليلاً " تفضلي .
انانا : " تعبر البوابة " ....
البوابة :" يتابعها بنظره " ترى ما حال الأرض ، حيث تشرق
الشمس ، بدون انانا ؟
تطفأ الأضواء عن
البوابة ، يضاء الراوي
الراوي : وعبرت انانا البوابة الخامسة ، بعد أن رفع البواب
عن معصمها سوار الذهب ، ومضت تسير وتسير
وتسير ، حتى وصلت البوابة السادسة ، وهي تكاد
تنهار من التعب " تطفأ بقعة الضوء عن الراوي " .
ظلام ، بقعة ضوء ،
انانا عند البوابة
انانا : "تدق الباب منهكة " ....
البواب : " من الداخل " من الطارق ؟
انانا : أنا .. انانا .
البواب : " من الداخل " آ ه ، إنها انانا ، أخت إلهتنا
ايرشكيجال .
انانا : افتح الباب .
البواب : مهلاً يا سيدتي ، مهلاً " يفتح الباب " .
انانا : دعني أعبر " تتداعى أمامه " .
البواب : " يسندها " أنت متعبة جداً يا سيدتي .
انانا :هذا ليس شأنك .
البواب : أنت محقة ، فشأني أن أنفذ نواميس العالم الأسفل
كاملة.
انانا : " تحاول أن تقف معتدلة " نفذها .. بسرعة .. إنني
مستعجلة .
البواب : " يشير إلى درعها " أريد هذا الدرع .
انانا : خذه .
البواب : " يقف متردداً " ....
انانا : هيا خذه .
البواب : " يرفع عن صدرها الدرع " ....
انانا : ها .. ماذا بعد ؟
البواب : هذا يكفي " يبتعد قليلاً " اعبري .
انانا : " تعبر البوابة " ....
البواب : " يتابعها بنظره " ....
تطفأ الأضواء عن
البوابة ، يضاء الراوي
الراوي : وعبرت انانا البوابة السادسة ، بعد أن رفع البواب
الدرع عن صدرها ، ولم يبق بينها وبين أختها
ايرشكيجال سوى باب واحد ، ورغم تعبها الشديد
، سارت وسارت وسارت ، حتى وصلت البوابة
الأخيرة، البوابة السابعة
" تطفأ بقعة الضوء عن الراوي ".
ظلام ، بقعة ضوء ،
انانا عند البوابة
انانا : " تدق الباب متعبة للغاية " ....
البواب : " من الداخل " من ؟ من الطارق ؟
انانا : " بصوت واهن " انانا .
البواب : " من الداخل " آ ه انانا .
انانا : افتح .. الباب .
البواب : مهلاً سيدتي " يفتح الباب " .
انانا : ابتعد عن طريقي ، ودعني اعبر هذا الباب إلى أختي
ايرشكيجال.
البواب : "يبقى في مكانه " ....
انانا : قلت لك ابتعد .
البواب : ليس قبل أن ننفذ نواميس العالم الأسفل .
انانا : لم يبق عندي ما أقدمه ، لقد أخذوا تاجي والذراع
والمقياس والخرزات الصغيرات والتوائم وسوار
الذهب وأخيراً الدرع .
البواب : عفواً سيدتي ، هناك شيء أخير
انانا : " تنظر إليه متسائلة " ....
البواب : " يشير إلى ثوبها " ....
انانا : ماذا !
البواب : هذا الثوب .
انانا : مستحيل ، أنا انانا .
البواب : الأمر ليس بيدي ، إنها نواميس العالم الأسفل .
انانا : " تقف جامدة أمامه " ....
البواب : " يمد يده إلى الثوب " ....
نيتي : " يدخل " توقف .
البواب : " يتراجع " سيدي .
نيتي : لا داعي لهذا .
البواب : لكن نواميس العالم الأسفل .
نيتي : إنها إرادة الإلهة ايرشكيجال .
البواب :سمعاً وطاعة سيدي .
نيتي : " لانانا " سيدتي .
انانا : لقد التقينا ثانية .
نيتي : هذا ما وعدتك به " يبتعد قليلاً " تفضلي سيدتي "
انانا : " تعبر البوابة " ....
نيتي : " يعبر وراءها " ....
البواب : " يغلق البوابة " ....
تطفأ الإضاءة عن
البوابة ، يضاء الراوي
الراوي : أخيراً وصلت انانا العالم الأسفل ، بعد أن عبرت سبع
بوابات ، وسارت عبر طرق مظلمة محفوفة بالمخاطر
، والآن بدأت مهمتها ، ويا لها من مهمة ،
ايرشكيجال" تطفأ بقعة الضوء عن الراوي " .
إظلام
المشهد الثالث
ظلام ، تسلط بقعة
ضوء على الراوي
الراوي : والآن حانت اللحظة الحاسمة ، نزلت انانا إلى
العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم اللارجعة ،
نزلت إليه بإرادتها ، وهذا ما لم يقدم عليه حي
من قبلها ، لا من البشر ولا من الآلهة ، ومن
يلومها ؟ فحبيبها ، زوجها ، مليكها دموزي على
شفى الموت ، وعليها أن تعمل
المستحيل لإنقاذه ، ولا يستطع أحد ذلك سوى
أختها إلهة العالم الأسفل ايرشكيجال ، وهكذا
ستلتقي الأختان ، انانا إلهة الحب والجمال ،
وايرشكيجال إلهة العالم الأسفل ، عالم الموتى ،
عالم اللارجعة ، حيث لا تشرق
الشمس مطلقاً " تطفأ بقعة الضوء عن الراوي " .
ظلام ، تضاء القاعة ،
ايرشكيجال قرب العرش
ايرشكيجال : انانا ، أختي انانا " بمرارة " يا للعدالة ، انانا
إلهة الحب ، تحيا خالدة على الأرض ، حيث
تشرق الشمس ، وأنا ايرشكيجال آلهة العالم
الأسفل ، حيث الظلام والموتى ، تحظى هي
بدموزي ، أجمل وأعظم ملوك الأرض ، ولا أحظى
أنا إلا بـ .. كوكال ـ انا ، وفوق هذا يقتل ،
ويطويه الموت ، ويبقى دموزي ، آه انانا .
يدخل نيتي ، ويتقدم
من سيدته ايرشكيجال
نيتي : سيدتي .
ايرشكيجال : " تنظر إليه " ....
نيتي : الإلهة انانا .. .
ايرشكيجال : " تقاطعه " أريد القضاة السبعة أولاً .
نيتي : إنهم بالباب سيدتي .
ايرشكيجال : ليدخلوا .
نيتي : والإلهة .. .
ايرشكيجال : " تقاطعه " ليدخل القضاة .
نيتي : سمعاً وطاعة سيدتي " يخرج " .
ايرشكيجال : آه انانا ، جئت إلى العالم الأسفل ، عالم الموتى ،
عالم اللارجعة ، جئت بقدميك ، وسترين بعينيك
ما أراه أنا كل يوم ، وإلى الأبد .
يدخل نيتي ، ويدخل
وراءه القضاة السبعة
نيتي : سيدتي .
ايرشكيجال : " لا تنظر إلى أحد " ....
نيتي : القضاة السبعة .
ايرشكيجال : ليقفوا حيث يقفوا دائماً .
نيتي : " للقضاة السبعة " تفضلوا .
القضاة : " يسيرون ثم يقفون صامتين وراء العرش " ....
نيتي : سيدتي .
ايرشكيجال : ابق .
نيتي : أمر سيدتي .
ايرشكيجال : أيها الانو ناكي .
القضاة : " ينظرون إليها منصتين " ....
ايرشكيجال : أنتم قضاة العالم الأسفل .
القضاة : " ينظرون إليها منصتين " ....
ايرشكيجال : أنتم من تنطقون بالأحكام أمامي .
القضاة : " ينظرون إليها منصتين " ....
ايرشكيجال : لا تميزون بين طفل وعجوز ، بين رجل وامرأة ،
بين فقير وغني ، بين فلاح وملك ، وبين إنسان وملك ،
وبين إنسان و إله ،الكل أمامكم سواسية كأسنان
المشط .
القضاة : " ينظرون إليها منصتين " ....
ايرشكيجال : أختي انانا إلهة الحب والجمال بالباب ، وستدخل
بعد قليل .
القضاة : " يتململون منصتين " ....
ايرشكيجال : سترونها ، وربما ستعجبون بها ، فقد عاشت حياتها
كلها فوق الأرض ، حيث تشرق الشمس ،
وتمتعت بكل ما في الأرض من خيرات ومسرات
وجمال .
القضاة : " ينظرون إليها صامتين " ....
ايرشكيجال : أختي انانا ، إلهة الحب والجمال ، تعبد في كل
مكان ، وقد هجرت معابدها فوق الأرض ، ونزلت
إلى العالم الأسفل ، هجرت معبد أي ـ انا في
الوركاء ، ومعبد أي مشكلاما في مادتبيرا ، ومعبد
كيكونا ، ومعبد كيكونا في بالم ، ومعبد أي شارا في
ادب ، ومعبد بارا ـ
دور كارا في نفر ، ومعبد خرساك ـ كلاما في كيش
، ومعبد اولمش في اكد ، هجرت كل هذه المعابد ،
حيث تعبد وتبجل وتقدس . ونزلت إلى هنا ، إلى
العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم اللارجعة .
القضاة : "ينظرون إليها منصتين " ....
ايرشكيجال : نزلت لأمر ستعرفونه منها بعد قليل ،ولكم أن
تحكموا لها أو عليها ،وستنطقون بالحكم أمامي .
القضاة : "ينظرون إليها منصتين" ....
ايرشكيجال : هذه مهمتكم ، وانتم تعرفونها .
القضاة : "يهزون رؤوسهم " ....
ايرشكيجال : نيتي .
نيتي : سيدتي .
ايرشكيجال : دعها تدخل .
نيتي : الإلهة انانا .
ايرشكيجال : انانا ، فلا إلهة في العالم الأسفل غيري .أنا
ايرشكيجال.
نيتي : عفوا سيدتي .
ايرشكيجال : اذهب وأدخلها .
نيتي : أمر سيدتي "يخرج " .
ايرشكيجال : انانا ، لقد حانت ساعة العدالة ، ولا عدالة هنا في
العالم الأسفل إلا عدالتي ، عدالة ايرشكيجال .
يدخل نيتي و انانا ،
تقف ايرشكيجال جامدة
نيتي : سيدتي .
ايرشكيجال : اذهب أنت ، وقف عند الباب .
نيتي : أمر سيدتي " يخرج " .
ايرشكيجال : " تجلس على العرش " ....
انانا : ايرشكيجال .
ايرشكيجال : نعم .
انانا : نحن رغم كل شيء أختان .
ايرشكيجال : لتعلمي يا انانا أنك في العالم الأسفل ، عالم الموتى ،
عالم اللارجعة .
انانا : أعلم ذلك يا ايرشكيجال ،وقد جئت إليك بإرادتي .
ايرشكيجال : لا أعتقد أنك جئت الى العالم الأسفل لأن زوجي
كوكال انا قد قتل ، وانك تريدين حضور مراسيم
دفنه .
انانا : نعم لم أجئ لهذا السبب ، رغم تأثري لمقتله .
ايرشكيجال : هذا ما خمنته ، فكوكال _ انا قتل ، ودفن منذ فترة
ليست قصيرة .
انانا : لقد جئت لسبب أخر يا ايرشكيجال ،وأنت تعرفينه
ايرشكيجال : ما أعرفه أن جميع الأحياء يأتون إلى هنا ، إلى العالم
الأسفل ، عالم الموتى ، عالم اللارجعة ، ليبقوا بعد
أن تعبوا من الحياة ، أو بعد أن عاشوها حتى
الثمالة .
انانا : أنا إلهة .
ايرشكيجال : إلهة تزوجت من إنسان .
انانا : تزوجت دموزي .. .
ايرشكيجال : دموزي إنسان .
انانا : وهذا ما أفقدك رشدك .
ايرشكيجال : ما زلت انانا .
انانا : لقد أردت دموزي ، أردت هذا الإنسان ، لكني أنا
من حظي به وليس أنت ، وهذا ما لم تغفريه لي
أبداً .
ايرشكيجال : لقد تزوجت قبلك ، تزوجت من كوكال ـ انا وهو
رجل عظيم ، يجله الجميع .
انانا : وقتلته .. .
ايرشكيجال : " تنهض من العرش " ....
انانا : قبل أن تحاولي قتل زوجي .
ايرشكيجال : دموزي !
انانا : لقد وجهت له أحد خنازيرك بهيئة خنزير بري ضخم
شرس كتوحش ، وانقض عليه من حيث لا يدري ،
وأثخن جسمه كله بجراح قاتلة .
ايرشكيجال : دموزي صياد ، ومن يصد يتعرض لشتى المخاطر ،
وقد يتعرض للهلاك .
انانا : ليس دموزي ، فهو صياد قوي حذر ومجرب ،
ومهماكان الخنزير الذي يهاجمه ، فلن يسلم من
حربته ، إلا إذا كان شيطاناً من شياطينك ، وهو
شيطان فعلاً إذ لم يترك أثراً بعد هربه .
ايرشكيجال : لم تتغيري ، ولن تتغيري ، فما زلت توزعين
اتهاماتك على كل من حولك ، وكأنك أنت بريئة
من أي ذنب .
انانا : ايرشكيجال .
ايرشكيجال : " تحدق فيها " ....
انانا : دموزي في خطر ، لكنه مازال حياً ، وأريده أن يبقى
حياً .
ايرشكيجال : دعك من دموزي ، إنه إنسان ، ولديك عشاق
كثيرون .
انانا : أريد دموزي ، ولا أحد غير دموزي .
ايرشكيجال : كلكامش ملك ، ثلثه إنسان ، وثلثاه إله ، اعرضي
نفسك عليه ثانية .
انانا : " تثور غاضبة " اللعنة عليك وعلى كلكامش .
ايرشكيجال : لماذا تلعنينه يا انانا ؟ لماذا تلعنين كلكامش ؟ ألأنه
رفضك حين عرضت نفسك عليه وعيرك بعشاقك
الذين لا يعدون ؟ ألأنه قال عنك ، ما أنت إلا
موقد سرعان ما تخمد ناره في البرد ، وقير يلوث
حامله ، وقربة تبلل حاملها .
انانا : ايرشكيجال .
ايرشكيجال : ونعل يقرص قدم منتعله .
انانا : " تغالب انفعالها " ....
ايرشكيجال : فأي حبيب بقيت على حبه إلى الأبد ؟ لقد أحببت
الطائر ، الراعي المرقط ، لكنك سرعان ما ضربته ، وكسرت جناحه ، وها هو قابع في البستان يصيح ، يا جناحي .
انانا : مهما يكن ، فمن أجل دموزي ، حبيبي وزوجي
ومليكي ، الذي لم تحظي به ، سأفعل المستحيل .
ايرشكيجال : " مهددة " انانا ، أنت في العالم الأسفل ، عالم
الموتى ، عالم اللارجعة .
انانا : لقد تركت دموزي في الأرض ، حيث تشرق الشمس
، تركته بين الحياة والموت ، وجئت إليك "
مهددة " ايرشكيجال ، لا أريد أن يموت دموزي .
ايرشكيجال : دموزي ليس إلهاً ، وإنما إنسان ، وحين تزوجته
كنت تعلمين أنه كأي إنسان سيموت يوماً ما .
انانا : " مهددة " ايرشكيجال .
ايرشكيجال : وها هو يموت ، دموزك .
انانا : حذار يا ايرشكيجال ، أنا إلهة مثلك ، وإلهة
حرب .
ايرشكيجال : هذه هي الحقيقة ، حقيقتك ، أنت إلهة حرب .
انانا : سأكون حرباً عليك ، فقلبي لا ينبض بالحب إلا
لدموزي ، وإذا تعرض لأي خطر ، سأحطم أبواب
العالم الأسفل كلها ، وأطلق الأموات ، ليخرجوا
إلى حيث تشرق الشمس ، ويأكلون الأحياء .
ايرشكيجال : تطلقين الأموات ! هذه جريمة كبيرة، تخل بنظام
الكون كله، وتدمر الحياة على الأرض ، ومثل هذه
الجريمة لا عقاب لها سوى الموت ، ولا شيء غير
الموت .
انانا : ايرشكيجال .
ايرشكيجال : " تنظر إلى القضاة " ....
القضاة : " يهزون رؤوسهم " ....
ايرشكيجال : انانا .
انانا : " تنقض عليها " أيتها اللعينة .
ايرشكيجال : أيتها اللبوة ، يا لبوة الحرب .
انانا : سأقتلك .
ايرشكيجال : "ترفع يدها " ....
انانا : " تجمد في مكانها " ....
ايرشكيجال : لقد قال الأنو ناكي ، قضاة العالم الأسفل السبعة ..
انانا : " تتمتم مرعوبة " لا .
ايرشكيجال : قالوا كلمتهم .
انانا : " تتمتم " ايرشكيجال .
ايرشكيجال : الموت لك يا انانا .
انانا : " تتهاوى على الأرض " ....
ايرشكيجال : " تقترب من انانا " ....
القضاة : " يراقبونها صامتين " ....
ايرشكيجال : انانا .
انانا : " لا ترد " ....
ايرشكيجال : لقد جئت بإرادتك من الأرض ، حيث تشرق الشمس
، على العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم اللاعودة
انانا : " لا ترد " ....
ايرشكيجال : وستبقين هنا رغم إرادتك .
القضاة : " ينظرون إليها صامتين " ....
ايرشكيجال : " تصيح " نيتي .
نيتي : " يدخل " سيدتي .
ايرشكيجال : تعال .
نيتي : أمرك .. " يرى انانا " آه .
ايرشكيجال : هذا حكم الانو ناكي .
نيتي : لقد ماتت .
ايرشكيجال : حكموا علها بالموت فماتت .
نيتي : " ينظر إلى القضاة " ...
القضاة : " يهزون رؤوسهم " ....
ايرشكيجال : لا راد لحكم القضاة السبعة .
نيتي : " يلوذ بالصمت " ....
ايرشكيجال : نيتي .
نيتي : نعم سيدتي .
ايرشكيجال : لقد ماتت انانا .
نيتي : نعم ماتت .
ايرشكيجال : ماتت إلهة الحب والحرب .
نيتي : نعم .
ايرشكيجال : لن ترى الشمس ثانية .
نيتي : " يلوذ بالصمت " ....
ايرشكيجال : ولن ترى دموزي مرة أخرى .
نيتي : " يبقى صامتاً " ....
ايرشكيجال : سيأتي دموزي قريباً .
نيتي : " يبقى صامتاً " ....
ايرشكيجال : سيلحق بانانا .
نيتي : " ينظر إليها " ....
ايرشكيجال : لكنه لن يراها ، ولن تراه ، فهما من الأموات ،
والأموات في العالم الأسفل لا يرى أحدهم الآخر .
نيتي : " يبقى صامتاً " ....
ايرشكيجال : إنني متعبة ، وعلي أن أرتاح .
نيتي : " ينظر إليها صامتاً " ....
ايرشكيجال : لقد أتعبتني انانا طوال حياتها ، ولم يتعبني أحد
من الأحياء ، سواء أكان إلهاً او إنساناً ، مثلما
أتعبتني .
نيتي : لقد ماتت انانا سيدتي ، وها هي أمامك جثة
هامدة.
ايرشكيجال : وستبقى جثة هامدة .
نيتي : " يهز رأسه " ....
ايرشكيجال : نيتي .
نيتي : نعم سيدتي .
ايرشكيجال : اسمعني جيداً .
نيتي : كلي أذان صاغية .
ايرشكيجال : سأخرج الآن أنا والقضاة السبعة .
نيتي : نعم سيدتي .
ايرشكيجال : خذوا انانا ، خذوا جثتها الهامدة ، وعلقوها على
وتد.
نيتي : سيدتي !
ايرشكيجال : " بحدة " لقد سمعتني .
نيتي : عفواً سيدتي ، سنعلقها .
ايرشكيجال : ولتبق معلقة .
نيتي : سمعاً وطاعة سيدتي .
ايرشكيجال : إذا أتى دموزي ، وسيأتي إن عاجلاً او آجلاً ،
سنعلقه في مكان آخر .
نيتي : " يطرق صامتاً " ....
ايرشكيجال : لن أدعهما يجتمعان حتى هنا في العالم الأسفل .
نيتي : " يبقى صامتاً " ....
ايرشكيجال : " للقضاة " هيا .
القضاة : " ينحنون صامتين " ....
ايرشكيجال : " تتجه إلى الخارج " ....
القضاة : " يسيرون وراءها " ....
ايرشكيجال : " تخرج " ....
القضاة : " يخرجون وراءها " ....
نيتي : " يقف جامداً أمام جثة انانا " ....
تطفأ الأضواء عن
القاعة ، يضاء الراوي
الراوي : يا للآلهة ، إنهما أختان ، انانا إلهة الحب والجمال
، وايرشكيجال إلهة العالم الأسفل ، ومع ذلك
كان لقاؤهما عاصفاً ، وفي جو كهذا تسقط أشجار
عظيمة ، وها هي انانا ، أعظم الأشجار قاطبة ،
تسقط أمام أختها الغضوب ايرشكيجال
، ترى هل انتهت انانا ؟ هل ستبقى معلقة إلى الأبد
على وتد في العالم الأسفل ؟ من يدري ،
فايرشكيجال إلهة ، إلهة قوية
، تحكم وحدها العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم
اللارجعة ،لكنها ، ولحسن الحظ ، ليست الإلهة
الوحيدة في العالم ، و إلا لما بقي حي يرى الشمس
حين تشرق على الأرض " يصم" ننشوبر ، لقد جاء
دورك ، سنرى ماذا ستفعل من أجل
سيدتك العظيمة انانا .
تطفأ بقعة الضوء
المسلطة على الراوي
إظلام
المشهد الرابع
ظلام ، تسلط بقعة
ضوء على الراوي
الراوي : على الفور ، وكما أمرت إلهة العالم الأسفل ، أخذوا
إلهة الحب والجمال انانا ، وعلقوها على وتد ، فمن
يجرؤ من كائنات العالم الأسفل على الـتأخر لحظة واحدة
عن تنفي إرادة الإلهة ايرشكيجال ؟آه انانا ابنة سين إله
القمر ، آه ابنة الإلهة ننكال ، آه انانا أخت اوتو إله
الشمس ، من من الآلهة سيشفع لك ، وينزلك عن الوتد ،
ويعيد لك الحياة ؟ " ينصت " من أسمع ؟ لننصت ،
لننصت جيداً ، ننشوبر ؟ نعم ، إنه هو ننشوبر، وزير
الآلهة انانا ورسولها ذو الكلمات الطيبة ذو الكلمات الصادقة
لننصت إلى ما يقول .
تسلط بقعة من
الضوء على ننشوبر
ننشوبر : سيدتي انانا ، إلهتي انانا ، أيتها الحبيبة ، أين
أنت الآن ؟ على أي طريق موحش محفوف
بالمخاطر ؟ عند أي باب أبواب العالم الأسفل ؟
سيدتي الحبيبة، لماذا خاطرت
بحياتك ؟ و من أجل من نزلت إلى العالم الأسفل ،
عالم الموتى ، عالم اللارجوع ؟ دموزي ؟ ليس
دموزي وحده يحبك ، ليس دموزي وحده يحتاجك
، آه انانا " ينشد " ثدياك ، سيدتي ، حقل معطاء
ثدياك ،انانا ، حقل معطاء
حقل واسع يفيض بالحب
وبالماء الذي يتدفق للمولى من العلى
وبالخبز بالخبز من العلى
فاسكبي لي ، للمولى المطيع ، لأشرب منه
صمت ، تطفأ بقعة
الضوء عن ننشوبر
الراوي : ومرت ثلاث ليال على نزول انانا إلى العالم الأسفل ،
ولم تعد إلى الأرض ، حيث تشرق الشمس ، فأقام
وزيرها ورسولها ذو الكلمات الطيبة ذو الكلمات الصادقة ،
مناحة وأية مناحة ، فملأ السماء تشكياً من أجلها ، وبكى
عليها في المصلى ، ولطم عينيه من أجلها ، ولطم فممن
أجلها ، ولبس من أجلها مثل متسول ثوباً واحداً ، وأخذ
يطوف في بيوت الآلهة ، وكما أوصته سيدته انانا ، اتجه
أولاً إلى معبد الإله انليل ، معبد أي ـ كور ، وتقدم من
الإله انليل باكياً .. " تطفأ بقعة الضوء عن الراوي "
يضاء المعبد ، ننشوبر
يقف أمام انليل
ننشوبر : مولاي الإله انليل .
انليل : من ؟ ننشوبر ؟
ننشوبر : " باكياً " نعم ننشوبر يا مولاي .
انليل : آه وزير ابنتي انانا ورسولها .
ننشوبر : " باكياً " نعم يا مولاي .
انليل : كفى يا ننشوبر ، أنت رجل ، كفكف دموعك ، وقل
لي ما الأمر ؟
ننشوبر : الأمر خطير يا مولاي ، إنها ابنتك .
انليل : من ؟ انانا ؟
ننشوبر : نعم يا مولاي .
انليل : آه .
ننشوبر : نزلت إلى العالم الأسفل .
انليل : هذه المتهورة .
ننشوبر : نزلت قبل ثلاث ليال .
انليل : لماذا ؟ لماذا نزلت إلى العالم الأسفل ، عالم الأموات ،
عالم اللارجعة ؟
ننشوبر : نزلت من أجل زوجها دموزي .
انليل : عجباً ، إنه إنسان ، مجرد إنسان .
ننشوبر : هاجمه خنزير ضخم ، وأثخنه بالجراح ، وهو الآن على
شفا الموت .
انليل : يا للجنون .
ننشوبر : مولاي ، لا تدع ابنتك انانا تموت في العالم الأسفل .
انليل : هذا عمل لا يقدم عليه عاقل .
ننشوبر : مهما يكن فهي ابنتك ، فلا تدع معدنك الثمين يغطيه
التراب.
انليل : " يلوذ بالصمت " ....
ننشوبر : لا تدع لازوردك الثمين يكسر إلى حجر حجار .
انليل : " يبق صامتاً " ....
ننشوبر : أرجوك مولاي ، لا تدع انانا ، إلهة الحب والجمال ،
تموت.
انليل : اسمع يا ننشوبر .
ننشوبر : مولاي .
انليل : ابنتي انانا طلبت العلى .
ننشوبر : مولاي .
انليل : طلبت الأرض السفلى .
ننشوبر : نعم لكن .. .
انليل : أرض اللارجعة .
ننشوبر : " يلوذ بالصمت " ....
انليل : ومن يذهب إلى الأرض السفلى لا يرجع إلى الأرض حيث
تشرق الشمس .
ننشوبر : " يطرق رأسه " ....
تطفأ الأضواء عن
المعبد ، يضاء الراوي
الراوي : صدم ننشوبر ،إذ لم يتوقع أن يخذل الإله انليل ابنته ،
معدنه الثمين ، لازوردته ، انانا ، ويتركها لمصيرها في
العالم الأسفل بحجة أنها طلبت العلى ،طلبت الأرض
السفلى ،ووصلت إلى نواميس العالم الأسفل ،عالم الموتى
،عالم اللارجعة ،لكن ننشوبر لم ييأس ، فترك أي ـ كور
معبد الإله انليل ، ومضى إلى اى ـ كشنوكال ، معبد
الإله ننا في اور ، وتقدم من الإله ننا باكياً .. " تطفأ بقعة
الضوء عن الراوي "
يضاء المعبد ، ننشوبر
يقف أمام ننا
ننشوبر : " باكياً " أيها الإله العظيم ننا .
ننا : من ؟ آ ه ننشوبر .
ننشوبر : " باكياً " نعم مولاي ، ننشوبر وزير ورسول ابنتك
الآلهة انانا .
ننا : كفكف دموعك يا ننشوبر .
ننشوبر : " يكفكف دموعه " مولاتي انانا .
ننا : لم تزرني مرة إلا وانانا قد أوقعت نفسها في محنة .
ننشوبر : مولاي إنها إبنتك .
ننا : ويا لها من ابنة متعبة .
ننشوبر : لقد نزلت إلى العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم اللارجعة .
ننا : أرأيت ؟ لو كانت ابنة متعقلة لما نزلت بإرادتها إلى
العالم الأسفل ، تاركة الأرض ، حيث تشرق الشمس .
ننشوبر : مولاي ، نزلت من أجل زوجها دموزي ، لقد هاجمه
خنزير بري متوحش ، وأثخنه بالجراح ، وهو الآن
على شفى الموت.
ننا : يا للحمق ، من أجل إنسان تنزل إلهة إلى العالم
الأسفل؟
ننشوبر : لكنه زوجها .
ننا : إنه إنسان .
ننشوبر : مولاي ، مهما يكن ، لا تدع ابنتك تموت في العالم
الأسفل .
ننا : " يلوذ بالصمت " ....
ننشوبر : لا تدع معدنك الثمين يغطيه التراب .
ننا : " يبقى صامتاً " ....
ننشوبر : لا تدع لازوردك الثمين يكسر إلى حجر حجار .
ننا : " يبقى صامتاً " ....
ننشوبر : مولاي ، أتوسل إليك ، أنقذ انانا ، وأعدها إلى الأرض
، حيث تشرق الشمس .
ننا : "ينظر إليه " ....
ننشوبر : أرجوك ،قل كلمتك يا مولاي .
ننا : ننشوبر .
ننشوبر : مولاي .
ننا : إبنتي انانا طلبت العلى .
ننشوبر : مولاي .
ننا : طلبت الأرض السفلى .
ننشوبر : لكن يا مولاي .. .
ننا : أرض اللارجعة .
ننشوبر : سيدتي انانا لم تطلب العلى ،لم تطلب الأرض السفلى
، إلا من اجل زوجها .. دموزي .
ننا : لقد وصلت انانا إلى حيث نواميس العالم الأسفل ،فمن
ذا الذي نزل إلى العالم الأسفل ،وعاد منه إلى الأرض
،حيث تشرق الشمس ؟
ننشوبر : "يطرق رأسه " ....
تطفأ الأضواء عن
المعبد ، يضاء الراوي
الراوي : بعد الإله أنليل ،خذل الإله ننا أبنته الإله انانا ، وأشاح
بوجهه عنها ، وتركها لمصيرها في العالم الأسفل ،عالم
الموتى ،عالم اللارجعة ، ولم يعد أمام ننشوبر ، وزير
الإلهة انانا ورسولها ،إلا أن يترك أي ـ كشنوكال ،
معبد الإله ننا في اور ، ويمضي إلى معبد الإله انكي في
اريدو ، ترى هل سيقف الإله
انكي إلى جانب ابنته الإلهة انانا ، أم انه سيتركها
لمصيرها كما فعل الإلهان انليل و ننا ؟ من يدري ،
فالآلهة مثل البشر ، من الصعب أن تخمن مواقفها ،
ورغم شعوره باليأس ، واصل ننشوبر طريقه ، حتى وصل
معبد الإله انكي في اريدو ، ووقف باكياً أمام الإله انكي "
تطفأ بقعة الضوء عن الراوي " .
يضاء المعبد ، ننشوبر
يقف أمام انكي
ننشوبر : " باكياً " مولاي .
انكي : ننشوبر .
ننشوبر : " يجهش بالبكاء " ....
انكي : كفى يا ننشوبر ، لا جدوى من البكاء .
ننشوبر : مولاي ، ابنتك الإلهة انانا نزلت إلى العالم الأسفل.
انكي : أعرف .
ننشوبر : وتعرف السبب .
انكي : وأعرف أيضاً سبب مجيئك .
ننشوبر : نعم ، فأنت مولاي إله الحكمة والمعرفة ، وتعرف
الغيب ، وما تنطوي عليه جميع القلوب .
انكي : بمن فيهم قلبك .
ننشوبر : قلبي المسكين يا مولاي لا ينطوي إلا على المحبة.
انكي : وأية محبة .
ننشوبر : إنني وزير الآلهة انانا ورسولها .
انكي : " يهز رأسه " ....
ننشوبر : مولاي إن ابتنك انانا في محنة ، فلا تدعها تموت
في العالم الأسفل .
انكي : " يهمهم " هم م م م .
ننشوبر : الآلهة انانا لازوردتك الثمينة فلا تدعها تكسر
كحجر حجار.
انكي : " يهمهم " هم م م م .
ننشوبر : مولاي ارجوك أنقذ انانا ، آلهة الحب والجمال ،
أنقذها من الهلاك ، ولا تدعها تموت في العالم
الأسفل .
انكي : " يلوذ بالصمت " ....
ننشوبر : " يطرق رأسه يائساً " ....
انكي : ننشوبر .
ننشوبر : مولاي .
انكي : أنت تعرف أكثر من غيرك ما فعلته انانا بي .
ننشوبر : أنت إله الحكمة يا مولاي .
انكي : جاءتني هذه الماكرة ضيفة من مدينة الوركاء ، فطلبت
من رسولي اسيمود أن يحتفي بها ، ويستقبلها بكل
مظاهر الترحيب ، وأن يعد لها مائدة فخمة فيها كل ما
لذ وطاب من الأكل والشراب ، وفي نشوة الخمر أخذت
أسرف في تكريمها ، حتى أنني أهديتها كل ما في
حوزتي من فنون الحضارة .
ننشوبر : انانا ابنتك يا مولاي .
انكي : نعم ابنتي .
ننشوبر : وقد أخذت فنون الحضارة تلك إلى مدينة الوركاء ،
التي صارت تمجد اسمك وما أبدعته من حكمة وقيم
وفنون حضارية .
انكي : إنني أعرف يا ننشوبر انك ساعدت انانا ، ساعدتها
كثيراً .
ننشوبر : نعم يا مولاي ، لقد ساعدتها ، ساعدتها على نشر
حكمتك وفنونك الحضارية وقيمك في مدينة الوركاء .
انكي : آ ه ننشوبر .
ننشوبر : مولاي .
انكي : إنني أحسد انانا .
ننشوبر : مولاي .
انكي : أحسدها على عملك معها .
ننشوبر : أشكرك يا مولاي ، إنني أعتز برأيك هذا ،لكني لا
أساوي شيئاً بدون سيدتي انانا ،وهي الأن في العالم
الأسفل .
انكي : عالم الموتى .
ننشوبر : "يلوذ بالصمت قلقاً " ....
انكي : عالم اللارجعة .
ننشوبر : "يبقى صامتاً " ....
انكي : عند أقسى الألهات ايرشكيجال .
ننشوبر : "يطرق رأسه يائساً " ....
انكي : "يغمض عينيه " ننشوبر .
ننشوبر : " يرفع رأسه وينظر إليه ".
انكي : " مغمض العينين " إنني أراها .
ننشوبر : انانا !
انكي : جثة هامدة .
ننشوبر : آ ه .
انكي : معلقة على وتد .
ننشوبر : يا ويلتي .
انكي : " يفتح عينيه " ....
ننشوبر : مولاي .
انكي : إنني قلق عليها .
ننشوبر : أرجوك يا مولاي .
انكي : فايرشكيجال إلهة العالم الأسفل ، إلهة عالم الموتى
، إلهة عالم اللارجعة ، لا ترحم أحداً .
ننشوبر : أنت يا مولاي الإله انكي .
انكي : " ينظر إليه " ....
ننشوبر : لقد تخلى عنها الإله انليل ، وكذلك الإله ننا ،
وستبقى جثة هامدة ، معلقة على وتد إذا تخليت
عنها أيضاً ، أيها الإله العظيم انكي .
انكي : " يهز رأسه " ....
ننشوبر : تصور يا مولاي مدينة الوركاء وبا دبيرا وزبالم وادب
ونفر واكد واريدو ، تصورها بمعابدها وحقولها
وبساتينها وأهلها بدون انانا الهة الحب والجمال ،
أرجوك يا مولاي ، افعل شيئاً و إلا انطفأت الحياة
نفسها في جميع أرجاء الأرض .
انكي : لا ، لا ، هذا مستحيل ، فلا أرض بدون حياة ،
ولا حياة بدون إلهة الحب ، انانا .
ننشوبر : " بأمل " مولاي .
انكي : لن أقبل مطلقاً أن تبقى انانا جثة هامدة ، لن أقبل
مطلقاً أن تبقى معلقة على وتد ، بل لن أقبل أن
تبقى في العالم الأسفل ، عالم الموتى ، بعيداً عن
الأرض حيث تشرق الشمس .
ننشوبر : إذن يا مولاي .
انكي : اسمع يا ننشوبر .
ننشوبر : مولاي .
انكي : " يقدم له إناء " هذا طعام الحياة .
ننشوبر : " يأخذ الإناء " ....
انكي : " يقدم له إناء آخر " وهذا ماء الحياة .
ننشوبر : " يأخذ الإناء فرحاً " طعام الحياة وماء الحياة.
انكي : خذهما إلى العالم الأسفل ، وستفتح أمامك باسمي
جميع الأبواب ، وحين تصل انانا أنزلها عن
الوتد ، ثم انثر فوقها طعام الحياة وماء الحياة ،
وستراها تنهض معافاة ، وكأنها أفاقت من إغفاءة عابرة
ننشوبر : الشكر لك يا مولاي .
انكي : اذهب الآن سريعاً يا ننشوبر ، فالطريق طويلاً إلى ..
انانا.
ننشوبر : " يتأهب للخروج " سمعاً وطاعة يا مولاي .
تخفت الإضاءة شيئا
فشيئاً ، يخرج ننشوبر
إظلام
المشهد الخامس
ظلام ، تسلط بقعة
ضوء على الراوي
الراوي : أخذ ننشوبر ، وزير الإلهة انانا ورسولها ، طعام الحياة
وماء الحياة ، من الإله انكي ، إله الحكمة والمعرفة ،
الذي في حوزته فنون الحضارة ، وانطلق بها على جناح
السرعة من معبد الإله انكي في اريدو إلى العالم الأسفل ،
عالم الموت عالم اللارجعة ، وانفتحت له الأبواب حيثما
سار ، وتجنبته إلهة العالم الأسفل نفسها ايرشكيجال ،
ولم تقف في وجهه ،فمن من البشر او الآلهة يجرؤ على
الوقوف ضد إرادة الإله انكي ؟ وبعد أن عبر ننشوبر
البوابة السابعة ، أسرع إلى الإلهة انانا ، فأنزلها برفق
عن الوتد ، ونثر عليها طعام
الحياة وماء الحياة ، وعلى الفور نهضت معافاة ، وكأنها
أفاقت من إغفاءة عابرة ، والآن حان أوان العودة إلى
أرض الأحياء ، حيث تشرق الشمس ، ولكن لابد لها ،
قبل ذلك ، أن تقابل أختها الإلهة ايرشكيجال ، فمهمتها
مازالت معلقة ، ودموزي يعاني سكرات الموت ، وقد
ينزل إلى العالم الأسفل في أية لحظة ، وهذا ما تريده
ايرشكيجال .. آه ايرشكيجال " تطفأ بقعة الضوء عن
الراوي "
تضاء القاعة ، ايرشكيجال
تقف قرب العرش
ايرشكيجال : انكي ، أنت إله الحكمة والمعرفة ، وبحوزتك فنون
الحضارة ، وأنا ايرشكيجال إلهة العالم الأسفل ، عالم
الموتى ، عالم اللارجعة ، لم أتدخل في شؤونك يا
انكي، فلماذا تدخلت في شؤوني ؟ لا أحد من الآلهة
العظماء ، لا الإله انليل ولا الإله ننا ولا غيرهما ،
وقف ضد إرادتي ، حين نفذت حكم الموت بانانا
الذي نطق به أمامي قضاة العالم الأسفل السبع ،
وعلقت جثتها الهامدة على وتد ، لقد ماتت انانا ،
ماتت ، ومن يمت وينزل إلىالعالم الأسفل ، لا
يخرج منه مطلقاً ، ويعود إلى أرض الأحياء ، حيث
تشرق الشمس ، فما معنى أن تتدخل أيها الإله
انكي ، فترسل وزيرها ورسولها ننشوبر ، فينثر
عليه طعام الحياة وماء الحياة ، ويعيدها إلى الحياة
ثانية؟ انكي ، إن المعركة لم تنته بعد ، وحيثما
ستكون انانا ، مهما كان من يسندها ، فلن تفلت
من يدي ، وسأنزل بها العقاب الذي
تستحقه .
يدخل البواب ، وينحني
أمام الآلهة ايرشكيجال
البواب : " يدخل " سيدتي .
ايرشكيجال : ننشوبر ؟
البواب : لا سيدتي بل نيتي كبير البوابين .
ايرشكيجال : حسبته ننشوبر .
البواب : سيدتي .
ايرشكيجال : ليدخل نيتي .
البواب : أمر سيدتي " يخرج " .
ايرشكيجال : ننشوبر ، إنني قد أرحم أعدائي ، لكني لن أرحم
أبداً أي عبد يخطئ ، أو يحاول اللعب على أكثر من
حبل .
البواب : " يدخل " سيدتي ، كبير البوابين نيتي .
نيتي : " يقف منتظراً عند الباب " ....
ايرشكيجال : " للبواب " اذهب أنت .
البواب : " ينحني ثم يخرج " ....
ايرشكيجال : " لنيتي " تعال .
نيتي : " يتقدم منها " سيدتي .
ايرشكيجال : أردت ننشوبر .
نيتي : ذهبت إليه سيدتي كما أمرتني ، وسيأتي حالاً بعد
أن يطمئن على سيدته الإلهة انانا .
ايرشكيجال : انانا .
نيتي : لقد رأيتها سيدتي ، إنها متعبة ، وقد أدخلناها
غرفة قريبة.
ايرشكيجال : سألتقي بها قبل أن تخرج من هنا إلى عالم الأحياء .
نيتي : الأمر لك سيدتي .
ايرشكيجال : أريد ننشوبر أولاً .
نيتي : سمعاً وطاعة سيدتي .
البواب : " يدخل " سيدتي .
ايرشكيجال : " تنظر إليه " ....
البواب : رسول الإلهة انانا ، ننشوبر .
ايرشكيجال : " تشير للبواب بالانصراف " ....
البواب : " ينحني ثم يخرج " ....
ايرشكيجال : " لنيتي " اذهب وأدخل ننشوبر .
نيتي : أمر سيدتي " يخرج " .
ايرشكال : الويل لمن يخون ايرشكيجال .
نيتي : " يدخل ومعه ننشوبر " سيدتي .
ايرشكيجال : اذهب أنت ، وقف عند الباب .
نيتي : سمعاً وطاعة سيدتي " يخرج " .
ايرشكيجال : ننشوبر .
ننشوبر : " يقترب منها " سيدتي .
ايرشكيجال :ربما لي أن ألومك على ما فعلته في الفترة الأخيرة .
ننشوبر : أنت تعرفين يا سيدتي ، أن ما فعلته قد أمرتني به
سيدتي انانا .
ايرشكيجال : " تهمهم " هم م م م .
ننشوبر : وكان علي أن اطيعها .
ايرشكيجال : مهما يكن فلم أنس ما قدمته لي .
ننشوبر : عفواً سيدتي ، قدمت ما أستطيع أن أقدمه .
ايرشكيجال : وتستطيع أن تقدم المزيد .
ننشوبر : سيدتي .
ايرشكيجال : لم أقف في وجه مهمتك .
ننشوبر : إنها إرادة الإله انكي .
ايرشكيجال : لا أعترض على إرادة الإله انكي ، إله الحكمة
والمعرفة ، الذي بحوزته جميع فنون الحضارة .
ننشوبر : أعطاني طعام الحياة وماء الحياة ، وأمرني أن أمضي
إلى العالم الأسفل ، وانزل ابنته الإلهة انانا عن الوتد ،
وانثر عليها طعام الحياة وماء الحياة ، ثم أصحبها حية
إلى أرض الحياة ، حيث تشرق الشمس .
ايشكيجال : ليكن يا ننشوبر ، فالطريق ما زال طويلاً .
ننشوبر : وننشوبر هو ننشوبر .
ايرشكيجال : هذا إذا بقي ننشوبر .
ننشوبر : الأمر لك سيدتي .
ايرشكيجال : سأقابل انانا بعد قليل .
ننشوبر : نعم سيدتي .
ايرشكيجال : و سترى ما سيدور بيننا .
ننشوبر : " يلوذ بالصمت " ....
ايرشكيجال : بعدها ستعودان أنت وانانا إلى عالم الأحياء ، حيث
تشرق الشمس ، وهذه سابقة لن تتكرر .
ننشوبر : " يبقى صامتاً " ....
ايرشكيجال : وسيرافقكما كبير البوابين نيتي ، وثلاثة من شياطين
الكالا.
ننشوبر : " ينظر إليها خائفاً " ....
ايرشكيجال : نيتي سيرافقكما حتى البوابة الأخيرة .
ننشوبر : نعم سيدتي .
ايرشكيجال : أما شياطين الكالا الثلاثة فسيرافقونكما إلى عالم
الأحياء ، حيث تشرق الشمس ، فلديهم مهمة لا بد أن
ينجزوها .
ننشوبر : " يتطلع إليها خائفاً " ....
ايرشكيجال : أنت لم تر شياطين الكالا ، إنهم ممن لا يعرفون
الطعام والشراب ، وهم الذين يأخذون الزوجة من
حضن زوجها ، والطفل من صدر مرضعته .
ننشوبر : سيدتي إنني عبدك .
ايرشكيجال : وأرجو أن تبقى ، هذا لمصلحتك .
ننشوبر : " يطرق صامتاً " ....
ايرشكيجال : والآن أزفت الساعة ، سأقابل انانا .
ننشوبر : سأذهب إليها سيدتي و .. .
ايرشكيجال : لا ، ابق هنا ، هذه مهمة نيتي .
ننشوبر : الأمر لك سيدتي .
ايرشكيجال : " تصيح " نيتي .
نيتي : " يدخل " سيدتي .
ايرشكيجال : اذهب وات بانانا .
نيتي : سمعاً وطاعة سيدتي " يخرج " .
ايرشكيجال : ننشوبر .
ننشوبر : نعم سيدتي .
ايرشكيجال : انانا كما تعلم أختي ، لكنها إلهة من آلهة عالم
الأحياء ، حيث تشرق الشمس ، وأنا إلهة العالم
الأسفل .
ننشوبر : " ينظر إليها صامتاً " ....
ايرشكيجال : " تدمدم متذمرة " هذا قدرنا ، نعم هذا قدرنا ، ويا
له من قدر .
يدخل نيتي وانانا ،
تقف انانا جامدة
ايرشكيجال : انانا .
انانا : " تحدق فيها " ....
ايرشكيجال : لقد جربت النزول إلى العالم الأسفل ، عالم الموتى ،
وعرفت عالم أختك ايرشكيجال .
انانا : تأكدت مما كنت أعرفه عن أختي ايرشكجال ، وعن
حقيقة نواياها .
ايرشكيجال : عليك أن تقدمي الشكر للإله انكي ، آه من الإله
انكي .
انانا : هذا ما لن تنسيه او تغفريه للإله انكي ، إله الحكمة
والمعرفة .
ايرشكيجال : لو لم يتدخل ، ويأمر بإعادتك إلى عالم الأحياء حيث
تشرق الشمس ، لبقيت جثة هامدة ، معلقة على
وتد ، في العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم
اللارجعة .
انانا : إن آلهة الانينوكي جميعاً لن تسامحك على ما فعلته
بي، فأنا مثلها إلهة .
ايرشكيجال : ولن تسامحك أنت ، فأي من هذه الآلهة لم يأثم
أثمك ، ويتزوج من إنسان .
انانا : أنت تنسين نفسك ، فزوجك أيضاً إنسان .
ايرشكيجال : لم يعد لي زوج ، لقد مات .
انانا : بل قتلته .
ايرشكيجال : وسيموت غيره أيضاً .
انانا : " تحدق فيها " ....
ايرشكيجال : سيموت دموزي .
انانا : ايرشكيجال .
ايرشكيجال : ليس بيدي .
انانا : لن يموت إذن .
ايرشكيجال : سترين .
انانا : لن يموت ما دمت انانا .
ايرشكيجال : لقد عرف بموتك في العالم الأسفل بعد أن تماثل
للشفاء .
انانا :وسيعرف بعودتي إلى الحياة ، وخلاصي من العالم
الأسفل.
ايرشكيجال : لن يعرف هذا إلا حين خروجك إلى عالم الأحياء ،
حيث تشرق الشمس .
انانا : سيعرف وسيفرح لخلاصي ، كما حزن لموتي في
العالم الأسفل .
ايرشكيجال : " ساخرة " حزن جداً ، حتى أنه راح يتعزى
بجواريه الحسان .
انانا : " منزعجة " هذا كذب .
ايرشكيجال : " تبتسم " ....
انانا : " تنظر إلى ننشوبر " ....
ننشوبر : " يطرق رأسه " ....
ايرشكيجال : ومن يلومه ، إنه رجل .
انانا : دموزي يحبني ، ولن يخونني .
ايرشكيجال : لقد مت .
انانا : هو زوجي ، وأنا أعرفه .
ايرشكيجال : لأن المرأة حمقاء فإنها تخلص وتنتظر ، أما الرجل..
انانا : أنت لا تعرفين دموزي ، إنه ليس كزوجك الذي
قتلته كوكال ـ انا .
ايرشكيجال : سأريك ما يفعله الساعة دموزك ، الذي تظنين أنه
يحبك ، ولن يخونك .
انانا : أتحداك .
ايرشكيجال : حسن " تشير إلى الشاشة " انظري .
على الشاشة دموزي
يلهو مع جواريه
انانا : " تنظر مذهولة " ....
ايرشكيجال : لنعترف يا انانا أن جواري زوجك دموزي جميلات كلهن .
انانا : لا .
ايرشكيجال : وكلهن شابات صغيرات .
انانا : لا ، لا .
ايرشكيجال : وهن من البشر مثله .
انانا : لا ، لا ، لا أصدق .
ايرشكيجال : إذا كنت لا تصدقين كلماتي ، ألا تصدقين عينيك ؟ "
تشير إلى الشاشة " انظري .
انانا : إنه دموزي .. .
ايرشكيجال : انظري إلى ما يفعله ، إنه بالتأكيد لا يصلي للإله انكي .
انانا : وليس دموزي .
ايرشكيجال : إنه يتعزى .
انانا : لا ، لا ، لا .
ايرشكيجال : لعلك لا تصدقين ما أريك إياه ، ولكن ماذا إذا عدت
إلى قصرك في أرض الحياة ، حيث تشرق الشمس
ورأيته ، دموزك كما ترينه الآن ؟
انانا : " ترفع إناء ، وتقذف به الشاشة ، وتصيح " آ آ آ
ايرشكيجال : " تضحك " لا فائدة ، أنت تضربين دموزي الخيال
وليس الحقيقة .
انانا : لن أرحم الخائن .. .
ايرشكيجال : لكنه دموزك .
انانا : أنا أختك يا ايرشكيجال ، وفي شيء منك ، رغم
أنني إلهة الحب .
ايرشكيجال : والحرب .
انانا : والحرب أيضاً .
ايرشكيجال : سنرى .
انانا : عاجلاً وليس آجلاً .
ايرشكيجال : " ترمق ننشوبر بنظرة خاطفة " ....
ننشوبر : " يطرق رأسه " ....
انانا : والآن علي أن أغادر عالم الموتى هذا ، وأعود إلى عالم
الأحياء ، حيث تشرق الشمس ، ويدفع الخائن ثمن
خيانته .
ايرشكيجال : أنت حرة يا انانا ، وستكون أبواب العالم الأسفل
السبعة مفتوحة أمامك ، وأمام رسولك ننشوبر .
انانا : وقبل أن أغادر العالم الأسفل ، أريد أن يعيد بوابوك
ما أخذوه مني عند كل بوابة ، لقد أخذوا مني الشوكارا
تاج السهل ، والذراع والمقياس من اللازورد ، والخرزات
الصغيرات من اللازورد ، والتوائم من حجر نونز ،
وسوار الذهب ، والدرع .
ايرشكيجال : اطمئني ، سيرافقك كبير البوابين نيتي ، ويعيد لك
كل ما أخذ من عند البوابات السبعة .
انانا : " تنظر إلى نيتي " ....
نيتي : سأرافقك سيدتي عبر البوابات السبع ، حتى تصلين
مع رسولك ووزيرك ننشوبر إلى مشارف عالم الأحياء ،
حيث تشرق الشمس .
انانا : هيا ، لنذهب .
ننشوبر : هيا ٍيا سيدتي .
انانا : " تهم بالسير " ....
ايرشكيجال : مهلاً يا انانا .
انانا : " تتوقف " ماذا أيضاً .
ايرشكيجال : قبل أن تذهبي لا بد أن أذكرك بأحد أهم نواميس
العالم الأسفل .
انانا : لكني نفذتها جميعاً .
ايرشكيجال : نفذت نواميس الدخول إلى العالم الأسفل ، وقد
أعفيتك من الناموس الأخير ، و إلا لدخلت بدون ثوب
ـ بالا ، ثوب السيدات .
انانا : آ ه .
ايرشكيجال : أنت خارجة من عالم الأموات إلى عالم الأحياء ،
حيث تشرق الشمس .
انانا : عرفت ، هذا واضح ، أنت تريدين بديلاً ليحل
محلي في العالم الأسفل .
ايرشكيجال : نعم ، لا بد من بديل ، إذا أردت الخروج من عالم
الموتى.
انانا : مهلاً يا ايرشكيجال ، سأخرج إلى عالم الأحياء ، و
أقدم لك البديل .
ايرشكيجال : دموزي ؟
انانا : الخائن هو بديلي .
ايرشكيجال : دموزي .
انانا : " لنيتي " هيا ، تقدمنا .
نيتي : أمر سيدتي .
ايرشكيجال : مهلاً .
نيتي : " يتوقف " ....
ايرشكيجال : خذ معك ثلاثة من شياطين الكالا .
انانا : شياطين الكالا !
ايرشكيجال : سيرافقونك إلى عالم الأحياء ، ويعودون بالبديل .
نيتي : " يقف صامتاً " ....
انانا : هيا يا نيتي .
نيتي : " ينظر إلى ايرشكيجال " ....
ايرشكيجال : اذهب .
نيتي : سمعاً وطاعة سيدتي " يتجه إلى الخارج "
انانا : " تسير وراءه " هيا يا ننشوبر .
ننشوبر : " يلحق بانانا صامتاً " ....
يخرجون جميعاً ، ايرشكيجال
تقف وسط القاعة
إظلام
المشهد السادس
ظلام ، تسلط بقعة
ضوء على الراوي
الراوي : انتصرت إرادة الإله انكي ، فنهضت الإلهة انانا من
الموت ، بعد أن نثر عليها رسولها ووزيرها ننشوبر طعام
الحياة وماء الحياة ، وأطلقت ايرشكيجال إلهة العالم
الأسفل سراح أختها انانا ، وأمرت كبير بوابيها نيتي
أن يرافقها عبر البوابات السبع ، وسارت ومعها
رسولها ووزيرها ننشوبر وشياطين الكالا الثلاث ،
وعند كل بوابة كان البوابون يعيدون لها ما أخذوه منها
، تنفيذاً لنواميس العالم الأسفل ، وقبل أن تعبر البوابة
الأخيرة ، أعيد لها الشوكارا ـ تاج السهل وودعها
كبير البوابين نيتي ، ثم قفل عائداً إلى سيدته
ايرشكيجال ، وواصلت الإلهة انانا طريقها نحو قصرها
في الوركاء ،يرافقها وزيرها ورسولها ننشوبر وشياطين
الكالا الثلاث ، ورغم خلاصها من الموت في العالم
الأسفل ، كان قلب الإلهة انانا يطفح بالغضب والأسى ،
فالخيانة نار لا يطفئها حتى الانتقام ، والآن لنسبق الإلهة
انانا إلى قصرها في الوركاء .. " تطفأ بقعة الضوء عن الراوي"
يضاء المشهد الأول ،
كبيرة الوصيفات ، الوصيفة
كبيرة الوصيفات : افتحي الشباك على سعته ، ودعي هواء هذه
الغرفة يتبدل .
الوصيفة : فتحته يا سيدتي بعد أن خرجوا بسيدي
دموزي إلى الحديقة .
كبيرة الوصيفات : وأغلقته سريعاً كالعادة ، قبل أن يتبدل هواء
الغرفة .
الوصيفة : لقد بردت الغرفة ، وسيدي دموزي يضره
البرد ، هذا ما يقوله الطبيب .
كبيرة الوصيفات : دعك من الطبيب ، افتحي الشباك ، فقد ركد
الهواء هنا فترة طويلة .
الوصيفة : " تفتح الشباك " إنني أفتحه كل يوم ،
وأجعل الهواء وأشعة الشمس يدخلان الغرفة ،
طالما سيدي دموزي في الحديقة .
كبيرة الوصيفات : أنت وصيفة مثالية ، هذا أكيد ، ولهذا فأنا
أبقيك هنا دائماً ، في غرفة الملك دموزي .
الوصيفة : أشكرك يا سيدتي ، هذه شهادة أعتز بها ،
وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنك .
كبيرة الوصيفات : " تتأوه منقبضة الصدر " أوه .
الوصيفة : " تنظر إليها " سيدتي .
كبيرة الوصيفات : لا أدري لماذا أشعر أن كل شيء حولي راكد
، الهواء راكد ، الجو راكد ، الحياة نفسها راكدة .
الوصيفة : هذا على ما يبدو لأن سيدتي الإلهة انانا
غائبة .
كبيرة الوصيفات : لعلك محقة ، فأنا أعبد الإلهة انانا ، ولا
أطيق الحياة بدونها .
الوصيفة : صبراً " مترددة " ستعود ، ستعود سيدتي
انانا، وتعود إليها الحياة .
كبيرة الوصيفات : " تلوذ بالصمت " ....
الوصيفة : أرجو من كل قلبي ، أن ما يقوله كاهن معبد الإله
انو غير صحيح .
كبيرة الوصيفات : " تنظر إليها " ....
الوصيفة : يقول أن من يذهب إلى العالم الأسفل سواء كان
إنساناً أو إلهاً ، لا يعود إلى الحياة ثانية .
كبيرة الوصيفات : " تلوذ بالصمت " ....
الوصيفة : إنني في حيرة ، ربما علي أن أذهب إلى المعبد
، وأسأل أحد الكهنة .
كبيرة الوصيفات : حول ماذا ؟
الوصيفة : لقد غرق أبي في النهر ، ولم يعثروا على جثته ،
ولا بد أن الأسماك قد التهمته .
كبيرة الوصيفات : لترحمه الآلهة .
الوصيفة : لا أدري ربما لي أن أفرح ، فقد تخلص بهذه
الميتة من الإلهة ايرشكيجال ، إلهة العالم الأسفل .
كبيرة الوصيفات : أنت مخطئة ، فلا أحد يتخلص من إلهة العالم
الأسفل ايرشكيجال .
الوصيفة : حتى الذي تلتهمه الأسماك ؟
كبيرة الوصيفات : بل وحتى الذي يحترق ، و لا يبقى منه سوى
الرماد .
الوصيفة : يا ويلنا من الإلهة ايرشكيجال .
كبيرة الوصيفات : المجد للإله انكي .
الوصيفة : المجد له ألف مرة " تنظر إلى كبيرة الوصيفات
" إذا أعاد لنا سيدتنا انانا من العالم الأسفل .
كبيرة الوصيفات : لا ، لا تجدفي ، المجد للإله انكي على كل
حال .
الوصيفة : عفواً إلهي انكي ، المجد لك ، المجد لك
ألف مرة ، فأنت قادر على كل شيء " ترفع
عينيها إلى أعلى" أتمنى فقط أن تعيد إلينا سيدتي
الإلهة انانا ، فالحياة ستعود بعودتها ، وستعود
أولاً إلى سيدي .. دموزي .
كبيرة الوصيفات : " تنصت " اصغي .
الوصيفة : " تنصت بدورها " ماذا ؟
الحارس : " من الخارج " سيدتي .
الوصيفة : إنه الحارس .
كبيرة الوصيفات : عسى أن يكون الأمر خيراً .
الوصيفة : " تنظر إلى الخارج " هاهو قادم .
الحارس يدخل مسرعاً
و الانفعال باد عليه
الحارس : " لكبيرة الوصيفات " سيدتي ، سيدتي .
كبيرة الوصيفات : ما الأمر ؟ تكلم .
الوصيفة : " تتمتم " رحمتك أيتها الآلهة .
الحارس : سيدتي انانا ، جاءت .
الوصيفة : الإلهة انانا !
كبيرة الوصيفات : ماذا ! لكنها نزلت إلى ..
الوصيفة : المجد للإله انكي ، المجد له ألف مرة .
كبيرة الوصيفات : انانا ! انانا !
الحارس : نعم ، سيدتي انانا ، بكل عنفوانها ، كما لو
كانت في المعركة .
كبيرة الوصيفات : أين هي ؟ أين سيدتنا ؟
الحارس : إنها قادمة إلى هنا ، ومعها رسولها ننشوبر
وثلاثة .. .
كبيرة الوصيفات : الويل لك ، كان عليك أن تقول هذا منذ
البداية ، " تتجه إلى الخارج " فلنسرع لاستقبال
سيدتنا انانا .
تدخل انانا وننشوبر
وشياطين الكالا الثلاث
كبيرة الوصيفات : سيدتي " تجثو أمامها "
الوصيفة : " تجثو هي الأخرى " سيدتي .
الحارس : " يجثو متردداً " سيدتي ، سيدتي .
انانا : " تتوقف وتلتفت حولها " ....
ننشوبر : " يقف وراءها " ....
الشياطين : " يتململون متحفزين " ....
كبيرة الوصيفات : " تنظر إليهم خائفة " ....
الحارس : " ينظر إليهم خائفاً " إنهم ليسوا من عالمنا ،
لابد أنهم من العالم الأسفل .
الوصيفة : " مرعوبة " أيها الإله انو .. .
انانا : " تصيح " كفى " يلوذون بالصمت خائفين "
انهضوا .
كبيرة الوصيفات : " تنهض " ....
الوصيفة : " تنهض خائفة " سمعاً وطاعة .
الحارس : " ينهض متردداً " ....
انانا : " للحارس " مكانك ليس هنا ، اذهب وقف
بالباب .
الحارس : أمر سيدتي " يخرج مسرعاً " .
كبيرة الوصيفات : سيدتي .
انانا : " تحدق فيها " ....
كبيرة الوصيفات : " تصمت " ....
انانا : " تنظر إلى الشباك " من فتح هذا الشباك ؟
الوصيفة : " تقف خائفة مضطربة فتشير مرة إلى كبيرة
الوصيفات ومرة إلى نفسها " ....
انانا : من فتحه ؟ تكلمي .
الوصيفة : الحقيقة أنا .. أنا فتحته .. أمرتني " تشير إلى
كبيرة الوصيفات " ففتحته .
انانا : يبدو أن روائح الليل ، وما يجري في الليل ،
كانت تملأ الغرفة ، فأردتم التستر عليها ،
وتهريبها إلى الفضاء .
الوصيفة : لا أدري ما تعنيه سيدتي ، لكن كبيرة الوصيفات
تريد دائماً تبديل هواء الغرفة ، حين لا يكون
فيها سيدي دموزي .
انانا : " ساخرة " هكذا .
كبيرة الوصيفات : الهواء الخانق يضر بصحة سيدي دموزي ، كما
تعرفين يا سيدتي .
انانا : أعرف ، أعرف " للوصيفة " أغلقي الشباك ،
أغلقيه .
الوصيفة : سمعاً وطاعة سيدتي " تغلق الشباك "
انانا : " تنظر إلى كبيرة الوصيفات " تعالي .
كبيرة الوصيفات : " تقترب منها مترددة " سيدتي .
انانا : أين هو الآن ؟
كبيرة الوصيفات : من !
ننشوبر : اصدقي سيدتي انانا .
كبيرةالوصيفات : " تنظر إليه مذهولة " ....
انانا : أين هو ؟
كبيرة الوصيفات : من ؟ من ؟ سيدي دموزي !
انانا : نعم ، سيدك ، سيدك دموزي ، بعد ليلته التي
تعرفينها .
كبيرة الوصيفات : " تنظر إليها مصعوقة " ....
انانا : أنا أعرف كل شيء .
كبيرة الوصيفات : طبعاً يا سيدتي ، أنت إلهة .
انانا : حسن ، أين دموزي ؟
كبيرة الوصيفات : حيث يكون كل يوم ، في مثل هذا الوقت يا
سيدتي ، في الحديقة .
انانا : في الحديقة !
كبيرة الوصيفات : نعم يا سيدتي " تهز رأسها " في حديقة القصر .
انانا : عجباً ، كنت أظنه ما يزال نائماً في هذا الوقت
من النهار .
كبيرة الوصيفات : سيدي دموزي لا ينام في الليل .. .
انانا : آه هذا واضح فمثله لا ينام .
كبيرة الوصيفات : أنت محقة يا سيدتي .
انانا : " بحدة" اذهبي وناده .
كبيرة الوصيفات : " خائفة " سمعاً وطاعة يا سيدتي " تخرج " .
الوصيفة : " تنظر إلى انانا مترددة " سيدتي .
انانا : اذهبي الآن ، وقفي بالباب .
الوصيفة : أمر سيدتي " تخرج مسرعة " .
انانا : " تتمتم " الويل للخائن ، الويل للخائن .
ننشوبر : سيدتي .
انانا : " تحدق فيه " ....
ننشوبر : أنت متعبة ، ليتك ترتاحين في جناحك ،
وتتركين أمر دموزي لي ولشياطين الكالا الثلاثة .
الشياطين : " يتململون ويزومون مهتاجين " ....
انانا : مهلاً إنني مستعجلة أكثر منكم جميعاً على
إنزال العقاب بالخائن .
نشوبر : عفوا سيدتي ، إنما أريد أن أجنبك عناء اللقاء
به ، خاصة بعد أن أرتك أختك الإلهة ما يفعله في
غيابك.
انانا : لا بأس يا ننشوبر ، أريد أن أراه ، و أرى
شياطين الكالا تأخذ الخائن إلى العالم الأسفل .
ننشوبر : " بإلحاح " سيدتي .. .
انانا : " تحدق فيه مفكرة " ....
ننشوبر : " يصمت " ....
انانا : ها هو قادم ، تحف به حاشيته " تتمتم "
الويل للخائن .
كبيرة الوصيفات ، الطبيب ،
دموزي على محفة
كبيرة الوصيفات : سيدتي .
انانا : إنني لا أرى دموزي ، لقد أرسلتك تناديه ، أين
هو ؟
كبيرة الوصيفات : " مشيرة إلى المحفة " هاهو سيدي دموزي يا
سيدتي.
انانا : يا للآلهة " تحدق فيه " أهو لم يفق من ليلته
بعد أم ..؟
كبيرة الوصيفات : سيدي دموزي يكاد لا يفيق ، منذ أن نزلت
سيدتي إلى العالم الأسفل .
انانا : " تنظر إلى الطبيب " ....
سيدتي : إنه هكذا بين الحياة والموت ، طيلة هذه المدة .
انانا : لقد أمرتك قبل أن أنزل إلى العالم الأسفل،أن
تسهر عليه وتعالجه .
الطبيب : لقد سهرت يا سيدتي على علاجه ليل نهار
، حتى اندملت جميع جراحه ، لكني لم
أستطع أن أجعله يفيق.
انانا : " تنظر إلى ننشوبر " ....
ننشوبر : سيدتي ، أنت إلهة ، وقد رأيت بنفسك ما
أرتك إياه أختك ايرشكيجال إلهة العالم الأسفل .
انانا : نعم ، أنت محق ، رأيت ما أرتني إياه .
ننشوبر : سيدتي ، إنها أختك ، وقد أرتك الحقيقة .
انانا : " تشير إلى دموزي " وهذا ؟
ننشوبر : " يلوذ بالصمت " ....
انانا : " تحدق فيه " ....
ننشوبر : سيدتي ، أختك ايرشكيجال تنتظر البديل في العالم
الأسفل .
الشياطين : " يحومون حول دموزي مهتاجين " ....
انانا : " تصيح "كفى ، توقفوا .
الشياطين :" يتوقفون متذمرين " ....
انانا : ابتعدوا عنه ، ابتعدوا عن دموزي .
الشياطين : " يقفون قرب ننشوبر " ....
انانا : " تقترب من دموزي " " الجميع يراقبونها "
ننشوبر : " يراقبها قلقاً " ....
انانا : تميل على دموزي " ....
دموزي : " يتململ " ....
كبيرة الوصيفات: يا للإله انكي .
الطبيب : " مذهولاً " آ ه .
ننشوبر : " يزداد قلقه " ....
انانا : " تميل عليه أكثر " ....
دموزي : " يفتح عينيه ببطء " .. آ ه ..
انانا : " تعتدل " ....
كبيرة الوصيفات : سيدي .. يفيق .
دموزي : " بصوت واهن " أيتها .. الوصيفة .
كبيرة الوصيفات : " تقترب منه " سيدي .
دموزي : " يتشمم " إنني أشعر .. كما لو كنت أشم ..
رائحة حياتي .. انانا .
كبيرة الوصيفات : " تنهنه باكية " ....
دموزي : " يحدق في انانا " يا للإله انكي ، من ؟ من
أرى ؟
كبيرة الوصيفات : " بصوت باك " نعم سيدي ، إنها .. .
انانا : " تشير لها أن تصمت " ....
كبيرة الوصيفات : " تصمت مغالبة بكاءها " ....
دموزي : انانا !
ننشوبر : سيدتي .
دموزي : أنت انانا .
ننشوبر : إلهة العالم الأسفل ايرشكيجال .. .
دموزي : حياتي .
ننشوبر : أختك تنتظر ، وشياطين الكالا على أهبة
الاستعداد .
انانا : " تلتفت إليه " ....
ننشوبر : متردداً " البديل .. البديل .
انانا : يا شياطين الكالا .. .
ننشوبر : " ينظر إليها صامتاً " ....
الشياطين : " يتحفزون مهتاجين " ....
انانا : خذوا بديلي .
ننشوبر : " يشير إلى دموزي " خذوه .
الشياطين : " ينقضون على دموزي " ....
انانا : توقفوا .
الشياطين : " يتوقفون مهتاجين " ....
انانا : دموزي ليس بديلي .
الطبيب : " يبدو مرتاحا ً " .
كبيرة الوصيفات : " تتمتم " حمداً للآلهة .
انانا : " تحدق في ننشوبر " ....
ننشوبر : سيدتي ، ايرشكيجال أختك ، وقد كانت تراقبه
دوماً .
انانا : من العالم الأسفل ؟
ننشوبر : إنها إلهة .
انانا : نعم ، إنها إلهة، وهناك من قدم لها خدماته
لسبب أو لآخر .
ننشوبر : " يتملكه الاضطراب " سيدتي .
انانا : " تحدق فيه صامتة " ....
ننشوبر : " يبدأ بالانهيار " لقد أحببتك ، أحببتك من كل
قلبي ، وأخلصت لك العمر كله .
انانا : " ما زالت تحدق فيه " ....
ننشوبر : أنا وزيرك ورسولك ذو الكلمات الطيبة ، ذو الكلمات
الصادقة .
انانا : " ما زالت تحدق فيه " ....
ننشوبر : ذهبت إلى الإله انليل والإله ننا ، ثم إلى الإله انكي ،
ونزلت إلى العالم الأسفل ، عالم الموتى ، عالم
اللارجعة ، وأنزلتك عن الوتد ، الذي كنت معلقة
عليه ، ونثرت عليك طعام الحياة وماء الحياة ،
وعدت بك إلى الأرض ، حيث تشرق الشمس .
انانا : ننشوبر .
ننشوبر : " ينهار " إنني إنسان ، مجرد إنسان ، محب
وضعيف ، ماذا كان بإمكاني أن أفعل أمام إلهة
مثل ايرشكيجال .
انانا : كان بامكانك أن تموت .. بشرف .
ننشوبر : " متوسلاً " سيدتي .
انانا : وستموت ، ستموت يا ننشوبر .
ننشوبر : "يتراجع مرعوباً " لا .
الشياطين : "يزومون مهتاجين " .
انانا : خذوا بديلي .
ننشوبر : "يتراجع مرعوباً " لا ، لا .
انانا : "تشير إلى ننشوبر " خذوه ، خذوا ننشوبر ،
إنه بديلي .
الشياطين الثلاثة يأخذون
ننشوبر ويخرجون به
كبيرة الوصيفات : سيدتي .
انانا : "تنظر إليها " ....
كبيرة الوصيفات : اسمحي لي أن أفتح الشباك .
انانا : افتحيه ، افتحيه على سعته .
كبيرة الوصيفات : "تفتح الشباك " اّه يا للإله ، سيدتي إنه الربيع
انانا : " تتطلع عبر الشباك " ....
دموزي : " بصوت واهن " انانا .
انانا : " تجثو أمام دموزي " دموزي
كبيرة الوصيفات : " تشير للطبيب ثم تتسلل خارجة " ....
الطبيب : "يخرج متسللاً في أثرها " ....
دموزي : " يمد يديه نحوها " انانا .
انانا : نعم "تأخذ كفيه وتضعهما على وجنتيها " نعم ،
انانا .
دموزي : حياتي .. عادت .. بعودتك .. يا انانا .
انانا : يا للإله انكي ، كدت ارتكب خطأ ، كنت سأندم
عليه أبد الدهر .
دموزي : انانا .. مادمت إلى جانبي .. فأنا حي .
انانا : سنبقى معاً أبداً .
دموزي : انانا .
انانا : دموزي .
دموزي : نعم " يبتسم " انانا ودموزي .
يحضن أحدهما الآخر ،
ظلام ، يضاء الراوي
الراوي : انانا
يا سيدة السماء
ثدياك ، سيدتي ، حقل معطاء
ثدياك ، انانا ، حقل معطاء
حقل واسع يفيض بالزرع
حقل واسع يفيض بالحب
و بالماء الذي يتدفق للمولى من العلى
و بالخبز بالخبز من العلى
فاسكبي لي ، للمولى المطيع ، لأشرب منه
انانا .. انانا .. انانا .. يا إلهة الحب والجمال
صمت ، تخفت الإضاءة
وبالتدريج عن الراوي
إظلام
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق