تصنيفات مسرحية

الأحد، 28 أبريل 2024

مسرحية " نيـــــــو " تأليف : عبدالمجيد سيد قطب

مجلة الفنون المسرحية 




مسرحية  "   نيـــــــو  " تأليف :  عبدالمجيد سيد قطب



الشخصيات :
أستاذ نيو .. رجل يعيش على المعاش بعد خدمة ربع قرن فى إحدى وزارات الدولة .. صاحب خلفية ثقافية.. مؤهلات فنية , ودراسات مكثفة فى التخطيط والفكر الإدارى .. ولكونه صاحب عقلية مختلفة لم يتحمل العمل الحكومى وقرر التفرغ لنظريته الجديدة , ايديولوجية المستقبل .

أستاذ غريب المحامى .. قريب زوجة الأستاذ .

الإبن حمادة .

الزوجة .

العاملين بالتلفزيون :

5-1- هيثم .. منتج ومعد ومقدم برامج .

5-2- عزت .. مصور .

5-3- المذيعة .

5-4- ميمى كوافير المذيعة .

رجال الأمن .

6-1- القائد الكبير (صوت) .

6-2- الضابط .

6-3- أفراد الأمن (4) .

دكتورة أنهار .. الناشطة الحقوقية بالأمم المتحدة .

مستر ماكس .. رئيس لجنة الجوع بالأمم المتحدة .

 التوب ورجاله الملثمين (4) .

 أمين عام الأمم المتحدة .. (صوت) .

 رئيس المنظمة الخفية .. (صوت) 



الفصل الأول

يفتح الستار على مكتب الأستاذ ، رجل تجاوز الخمسين من العمر .. حجرة واسعة على يسارها مكتب كبير عليه جهاز كمبيوتر وبعض الأوراق , وخلفه مكتبة صغيرة بها عدد من الكتب , وامام المكتب مقعدان بينهما ترابيزة صغيرة وفى المواجهة باب وعلى يمينه نافذة , وبالجانب الأيمن يوجد أنتريه , وعلى الأرضية سجادة تتوسط الحجرة .. وفى أقصى الشمال يوجد باب يؤدى إلى باقى الشقة .

(يدخل الأستاذ يرتدى جلبابا .. وهو يتثاءب ويفرك عينيه , ثم يلوح بيده متعجبا)

الأستاذ : لاحول ولاقوة إلا بالله . . يارب إرحمنا بقى .. مش كدة أبدا ، الواحد خلاص إستوى .. طيب إيه العمل ؟ .. يعنى ينفع كدة ؟ .. كل يوم نفس الموشح اللى زى الزفت .. مش كدة ياولية حرام عليكى . 

    ( يأتى صوت الزوجة من الخارج )

الزوجة : موشح إيه ياراجل ؟ .. يعنى أنا اعمل إيه ؟ 

( تدخل الزوجة , سيدة بدينة فى نهاية العقد الرابع , ترتدى جلباب منزلى طويل وتربط شعرها بمنديل .. تتجه نحو زوجها , ملوحة بيدها )

الزوجة : إيه أعمل إيــــــــــــه ؟ .. ما تقول .. إتكلم .

الأستاذ : (بصوت خافت ) ربنا يريحنى منك . 

الزوجة : بتقول إيه ؟

الأستاذ : بعدين . . بعدين .. روحى الساعة دى .

الزوجة : بعدين  وإلا ثلاثة خلاص مابقاش يجيب فايدة .. بس أنا نفسى أعرف إنت ياراجل جرى لك إيه ؟ ما كنت عامل ست رجالة فى بعض .

الأستاذ : ستين وسبعين .. عشت راجل وهاموت راجل .. ياولية  إبعدى عنى ماتطلعيش الزربونة . 

الزوجة : تطلع وإلا ماتطلع .. إتصرف إنت بقى ، أنا تعبت خلاص .. لازم تشوف لك حل .. إنت ..

(يقاطعها الزوج بهدوء) 

الأستاذ : مش كل صباح كدة .. نفسى يوم من غير كدة .. قولى لى يااااااكدة إنتى عايزة إيــــــــــــــه ؟

الزوجة : انا مش عايزة .. عيالك والعيشة واللى عايشينها هى اللى عايزة (تعدد على أصابعها) .. الكهربا عايزة , والغاز عايز , والمية عايزة ,  والمدارس عايزة , إيه فى الدنيا مش عايز ياراجل ؟ 

الأستاذ :  هى نسخة كل يوم .. ياولية إعقلى .. إحنا هرمنا .

الزوجة : ياخرابى ! .. إتحولت هريم ؟ .. وأنا اللى باقول الراجل جرى له إيه . 

الأستاذ :  إتحولت إيه الله يخرب بيتك .. .

الزوجة : ما هو باين أهه .. قعدتك فى المكتب على طول .. لا بتسأل فى حد ولا محتد .  

الأستاذ :  ماهو أنا لو شايف حد كنت سألت فيه .

الزوجة : نظرك ضعف كمان ياراجل ؟ .. ( تتمايل ) .. بص  .. شوف .

الأستاذ : هو ده اللى عمانى .. بقيت شايف ومش شايف .

الزوجة : إخص عليك .. نسيت كنت بتقول لى إيه ؟  

الأستاذ : الحمد لله على نعمة النسيان .. لولاها كان الواحد طق .

الزوجة : يعنى إيه ؟  

الأستاذ : يعنى زى كل يوم .. تقولى عايزة وعايزة وعايزة .. وهاقول لك مفيش ومفيش ومفيش .. ونزعق شوية .. وتتكلى على الله .. قصرى . 

الزوجة : يعنى مفيش فايدة ؟ 

الأستاذ: ولا عايدة ولا شادية كمان .. إضربى البُقين بتوعك خلينا نخلص .

الزوجة : بنتك عايزة قطة وعاملة لنا محزنة .. ومخاصمة البيت كله .

الأستاذ : ربنا يورينى فيكى يوم إنتى وبنتك .. وعيالك كلهم .. أقول لك .. قومى ناولينى البندقية أنزل لحد تحت أصطاد لها خمس ست قطط .. واحدة بس ؟ .. ده كلام ؟  إنت تأمري إنت وبنتك .. ياسلام . 

الزوجة : فنجرى قوى .. خمسة ستة ؟

الأستاذ : وإذا مالقيتش تحت أخطف رجلى لحد أفريقيا أجيب لها حتة اسد صغير .. من عينى الاثنين يامدام .

الزوجة : (تشيح بوجهها جانبا مشيرة بيدها إلى رأسها) .. الراجل باين عليه ضرب .

الأستاذ : ضرب إيه يابنت ال ..

الزوجة : بنت الإيـــــــه .. ماناخدش منك غير الصوت العالى .. مش فالح غير فى الزعيق والكلام الفاضى .

الأستاذ : ياولية القطط مالية الشارع .. بصى على السلم وانتى طالعة تلاقى عشرة إتناشر قطة هاتى لها إتنين تلاتة مش واحدة .. روحى مش عايز وجع دماغ على الصبح . 

الزوجة : دى عايزة قطة سيامى مش قطة من بتاعتكم .

الأستاذ : وبتاعتنا مالها ياأختى ؟ .. مابتقولش نو ؟ .. ياولية إتلّمى ماتفتحيش علينا فتحة وخلينا متداريين . 

الزوجة : فتحة إيه ياراجل ؟ دى حتة قطة .

الأستاذ : (يرفع يمناه لأعلى) .. إفهمى يااااا .. قططنا مننا وعلينا .. وأنا راجل وطنى وأرفض كل ماهو غير وطنى . 

الزوجة : الكلام الكبير ده علشان خاطر قطة ؟ 

الأستاذ: انت أصلك مش فاهمة اللفة جاية إزاى , القطط السيامى دى أسمع إنها بتفطر بيض ولبن على كورن فليكس وتتغدى لحمة وفراخ وسمك وحاجات من دى .. والله أعلم بتتعشى إيه ؟ .. إنما قططنا بتاكل من أكلنا وتشرب من شربنا ، ياولية ماتفتحيش علينا فتحة وخلينا متداريين .. إنتى كدة ممكن تودينى فى داهية ؟ 

الزوجة : داهية إيه ياراجل ؟ دى حتة قطة .

الأستاذ: طيب إعقليها انتى .. القطة تاكل الحاجات دى ونقعد أنا وانتى والعيال نتفرج عليها ؟.. تيجى إزاى دى .. فهمينى ؟

الزوجة : زى الناس ياأخويا , نحط لها الأكل ونبص .

الأستاذ: نبص ! نبص إزاى ياولية ؟ .. ده أنا على الطلاق منك ماأخليها تدوقه , أبقى أنا جعان وهى تاكل الحاجات دى قدامى ؟ .. وكمان طلاق آكل القطة كمان .

الزوجة : فكرة والله , وأعمل لك عليها شوية ملوخية , ماهى زى الأرانب تمام .. بياكلوها عندنا فى البلد .. بس بيشووها على النار .  

الأستاذ: ملوخية ؟ .. ملوخية يامفترية ؟ .. ده إنتى عايزانى آخد إعدام ! 

الزوجة : على إيه ياخويا ؟ 

الأستاذ: ياولية فيه جمعيات لحقوق القطط , يعنى لو جوعناها بس , الدنيا تتقلب ويعملوا لنا قضية فى المحكمة الدولية .. وأنت عايز تعملى عليها ملوخية ؟ 

الزوجة : ياراجل قول كلام معقول .. كل ده على قطة ؟

الأستاذ: آه .. وتلاقينا فى الجرايد والتلفزيون " إنهم يأكلون القطط " .

الزوجة : إشمعنى القطط بتاعتنا هاتصطاد لنا اتنين تلاتة ؟ .. مش عاملين حقوق للقطط المحلية ؟

الأستاذ : إذا كان إحنا يابنى آدمين مالناش .. تبقى قططنا ليها .. دى حتى بالتبعية .

( يدخل الإبن , شاب فى العشرين , يرتدى تى شيرت يحمل إسم وعلامة ناديه المفضل وبنطلون جينز مقطوع حتى الركبة )

الإبن : فكرة حلوة يابابا ممكن نعمل من وراها مصلحة حكاية .

الأستاذ: ( مخاطبا إبنه ) .. حكاية إيه ياحيلة ؟

الإبن : إنهم يأكلون القطط .. سمعت الشعار الجبار" إنهم يأكلون القطط " , قام جات لى فكرة فتح أول مطعم ملوخية بالقطط فى العالم , ومش محتاجين نعمل أى دعاية , كفاية القضية هاتخلينا حديث العالم .. يعنى هانتعامل دولى .

الأستاذ : بس ياواد إنت بلاش كلام فاضى .

الإبن : (يقترب من ابيه مشيرا بسبابته) .. تعرف يابابا إنها جديدة ماإتعملتش .. إحنا ممكن مانعملش مطعم .. إحنا ممكن ندى تصريح للمطاعم .. الوصفة يعنى , زى كنتاكى وكوكاكولا .. بس الأول نسجل الوصفة بإسمنا , وبعد كدة زى ما إنت عارف .. طلّع تصاريح ونهبر فلوس .

الزوجة : هو ده الكلام .. نهبر فلوس .

الأستاذ: ناخد على دماغ اللى خلفونا .. يابنى فكر على قد مكانك فى الدنيا .. على قد ماتقدر تحقق .

الإبن : مش صح .. إزاى تتقدم من غير الأفكار الجديدة واللى ماتقدرش تحققها .

الأستاذ: وتتحارب , وتتحاكم , ويقولوا عليك مجنون وبتخرف .. ياواد ماشفتش جاليليو عملوا فيه إيه ؟ .. ماشفتش الأنبيا عملوا فيهم إيه ؟ .. يابنى الدنيا دى مفيش فيها مكان إلا لصاحب القوة .. عندك قوة تعمل اللى إنت عايزه .. ماعندكش تاخد بالجزمة .

الإبن : ياحاج العالم دلوقت غير زمان .. احنا فى سنة عشرين تلاتين .. عولمة ياحاج .. العالم بقى عولمة .. حتة واحدة .

الأستاذ: مش واحدة .. دول ولا مليار واحدة وداخل كل واحدة فيه واحدات .. وكل واحدة مابتحبش الواحدة الثانية .

الإبن : ولا التالتة ؟

الأستاذ : ( ثائرا ملوحا بإصبعه فى وجهه إبنه ) . . ولا حتى بتحب نفسها .. بص لأى مجموعة .. تلاقيهم مقطعين بعض .. نظام الدولة مثلا أى دولة  مش واحدة بعينها .. المفروض إن فيه مصلحة مشتركة لكل ناس الدولة .

الإبن : طبيعى .

الأستاذ : مثلا .. أى دولة .. مثلا .. تلاقى فيها ناس ظالمة وناس مظلومة .. ناس حرة وناس مسجونة .. ناس حرامية وناس منهوبة .. ناس تنام فى قصور وناس تنام فى الطل .. ( يتنهد الأستاذ ويزفر زفرة طويلة ويستطرد ) .. يابنى أقول لك إيه ؟ .. وإلا إيه ؟ .. وإلا إيه ؟ 

الإبن : كفاية ياعم الحاج ( يشير إلى والدته ويستطرد) .. انا رايح اشوف كونكرى .

الأستاذ : إيه كونكرك ده ؟ إنت مش متربى .. وأنا اللى ماعرفتش أربيك ياوسخ .

الإبن : أبدا يابابا .. بقى ده كلام ؟ انا قصدى لعبة الكونكر على الكمبيوتر .

الأستاذ : وبتقولها لى فى وشى ؟ .. إلعب ياخويا وماتذاكرش .. على فكرة .. لو سقطت مش دافع لك المصاريف .. دى آلافات ياد .. الآفــــــــــات .. وآديك سامع موشح أمك الصباحى .

الإبن : خليها على الله ياحجوج .

الأستاذ : براحتك .. إنت اللى هاتشيل . 

يدق جرس الباب فيبادر الأستاذ قائلا لزوجته :

الأستاذ : روحى إنتى دلوقت شوفى وراكى إيه .. ( يلتفت لإبنه قائلا ) .. وإنت روح شوف مين اللى جاى الساعة دى .

( تخرج الزوجة وهى تتمتم بصوت مسموع )

الزوجة : إنا رايحة .. مفيش فايدة من الكلام معاك .

(يعود الإبن) 

الإبن : ده الأستاذ غريب يابابا .

الأستاذ : طيب خلى امك تعمل شاى وتجيب لنا لقمة نفطر .

الإبن : حاضر يابوب .

(يدخل الأستاذ غريب .. محامى فى الثلاثينات من العمر .. نحيف .. يرتدى بدلة وكرافتة .. ويستهل قائلا وهو يتمايل)

المحامى : أستاذنا .. صباح الفل .. صباح الجمال .. والعسل كمان .

الأستاذ : إيه ده كله ياغريب ؟ .. من حقك لا عيل شايل همه , ولا واحدة تنكد عليك على الصبح .. آه .. شكلك عامل ..

المحامى : أنا محامى مش عامل .. إنما من ناحية عامل .. ( يتمايل مستطردا ) .. فأنا عامل .. دماغ مفيش منها .

الأستاذ : أنا ومن بعدى الطوفان .. ماناخدش منك غير أستاذنا .. وكبيرنا ..  

المحامى : عيب عليك ياعم الحاج .. أنا قلت أشوفها الأول .. لو طلعت وحشة ، يبقى خلاص .. هو معقولة أجيب لك حاجة وحشة ؟ .. ينفع ياعم الحاج ؟ 

الأستاذ : وطلعت مش وحشة ؟

المحامى : وحقك محفوظ .

 ( يمد المحامى يده اليسرى فاتحا كفه حيث توجد قطعة كبيرة من الحشيش )

الأستاذ : ياحبيبى .. بس إيه ده كله ؟ .. دى تجيب لها ييجى شئ وشويات .. حرام عليك ياراجل .. هى فلوسك حرام ؟

المحامى : والله ياعم الحاج ما دفعت فيها مليم أخضر . 

الأستاذ : لقيتها وإنت ماشى فى الشارع ؟

المحامى : أبدا ياسيدى ، أنا كان عندى جلسة النهاردة , بادافع عن تاجر مخدرات وجبت له إفراج بكفالة .. ( ينفخ صدره موجها سبابته نحو الأستاذ ) .. وبالأمانة ياأستاذ لو محامى غيرى ماكان جابها له .

الأستاذ : قام ناولك الأتعاب حشيش .

المحامى : أبدا .. كل اللى فيها إنى عملت شوية شغل , وتقدر تقول بوظنا القضية .

الأستاذ : شوية شغل ؟

المحامى : أيوة شغل .. من تحت الترابيزة .

الأستاذ : إترافعت من تحت الترابيزة ؟

المحامى : وخلصت المصلحة , فعجبت الراجل قوى .

الأستاذ : راجل مين ؟

المحامى : التاجر .. بعد ما دفع الأتعاب , قام مناولنى الحتة دى وقال لى .. ( يقولها بصوت أجش مقلدا التاجر ) .. ده الواجب بتاعك ياأستاذ .

الأستاذ : ( بنفس الصوت الأجش ) .. بس دى حتة كبيرة قوى ؟

المحامى : ( ينفخ نفسه وبنفس الصوت ) مش كل واحد ومقامه ؟ .. بس حتة حتة .

الأستاذ : للدرجة دى ؟

المحامى : والدرجة الثانية والثالثة ولحد ما تتعب قول ..  بسبووووسة .

الأستاذ : ياراجل .. ده انا افتكرتها حشيش .

المحامى : بسبوسة .. ( يرجع برأسه للخلف ) .. تشد .. ( يدفع برأسه وصدره للأمام ) .. تتشد .

الأستاذ : (يرجع برأسه للخلف مقلدا المحامى قائلا) .. وشديت ؟

المحامى : ( يدفع براسه وصدره للأمام قائلا) وإتشديت .. تحب تتشد ؟

الأستاذ : (يرجع برأسه إلى الخلف ) .. طيب مش الأول أشد ؟ 

المحامى : أشددك .. وأشد من بعدك .

الأستاذ : ما كفاية اللى شديته .

المحامى : كفاية ؟ .. كفاية حلويات ؟ .. ( يدوور حول نفسه فاردا ذراعيه ) .. حلويات  ياأستاذ  .. حلولو .. ( يتوقف ويخرج علبة سجائر من جيبه ويفتحها ويخرج منها سيجارة يناولها للأستاذ ) .. إتفضل ياباشا طير .. طير .. وأنا الدليل .. انا طاير قبل منك وعارف السكة تعالى ورايا .

الأستاذ : ( يتناول السيجارة ) .. أحسن نتوه يافقرى .. يبقى شكلنا مش كويس .

المحامى : (يخرج ولاعة ويقربها من الأستاذ ليشعل له السيجارة) .. ياعم روح وخليها على الله .. رووووح .

الأستاذ : هاتها .. ها .. هاتها .

المحامى : من يد الرضا.. التاجر اسمه رضا على فكرة .. لو حبيت تعرفه .

الأستاذ : أعمل بيه إيه .. ربنا يكفينا شره .. هو إحنا لاقيين ناكل لما هانعرفه ؟

المحامى : ولع بس وشد وسيبك من الأكل دلوقت .. عيش اللحظة .. عييييش .. وخش عليا .. ما تتأخرش .

      ( يشعل الأستاذ السيجارة وياخذ نفسا خفيفا ويزفره )

الأستاذ : جاى .. ( ياخذ نفسا آخر ) .. جرى إيه يابنى فين الشد ؟

المحامى : مش كدة ياحبيبى .. خد نفس حلو .. واخد بالك نفس حلو .

الأستاذ : ويطلع إيه النفس الحلو ده ؟

المحامى : نفس جامد .. نفس رجالة .. ثم .. تشد .

( يضع الأستاذ السيجارة فى فمه وياخذ نفسا أكبر ويشده على صدره فيسعل بشدة )

الأستاذ : الله يخرب بيتك وبيت الشد .. دى فيها شطة .

المحامى : هى حلاوتها فى شطشطتها .. شطشط كمان هاتلاقى نفسك تمام .

الأستاذ : ( ومازال يسعل ) .. لأ .. كفاية .

المحامى : على راحتك .. انا لها .. (يأخذ نفسا عميقا ويزفره عاليا ويرفع يمناه) .. هكذا يجب ان تكون .

الأستاذ : إيه اللى يجب ان تكون ؟

المحامى : الأحاسيس .. ( يمد إليه السيجارة ) .. إشرب الحسيس تحس بأحاسيس .

الأستاذ : (يتناول السيجارة ) .. حسسنى يابنى .. والله الواحد عايز يعمى ويحسس مش يحس .

المحامى : ليه التشاؤم ده ياأستاذ ؟ .. دى الدنيا حلوة .. بس إتخيل إنت إنها حلوة .. هاتلاقيها حلوة .. نظرية النسبية ياريس .

الأستاذ : ( يأخذ نفسا من السيجارة يتلوه الآخر ) .. ماهى دى مصيبتنا يابنى آدمين .. عايشين لحظتنا  .. إزاى ؟ .. بعدين لما تيجى اللحظة .

المحامى : هو ده الصح ياأستاذ .. إحنا إتولدنا لقيناها كدة .. كنا هانغيرها يعنى قبل ما نتولد ؟

الأستاذ : صح إزاى يارجل والقانون ؟ .. وليه مانغيرهاش ؟

المحامى : بعد إذنك ياأستاذ .. ناولنى السيجارة أحسن فيه حاجات إبتدت تشتغل .

الأستاذ : ( بصوت متثاقل ) حاجات إيه يابنى .. صحيح النفسين حلوين بس إنت عارف عمك الحاج .. وحش ، مافيش حاجة تؤثر فيه .

المحامى : حلوة بس ؟ .. ده أنا أقر وأعترف بأنها حلوة صحيح .

الأستاذ : بص يابنى .. من ناحية حلوة .. فهى حلوة .. ومن الناحية التانية .. أنت وراك حاجة النهارده ؟

(ينظر المحامى خلفه ثم يعتدل)

المحامى : مفيش .

الأستاذ : يابنى مش وراك وراك .. إنت عندك شغل ؟

المحامى : لأ .. وبكرة الجمعة أجازة .. ثم إنى لن أفارق هذه الأحاسيس مالم تنتهى قطعة الحسيس .

الأستاذ : كويس .. إنت بتاعى النهاردة .. عايزك فى موضوع كبير .. كبير .. لو قالو لك أبوك الله يرحمه .. كأنك ماسمعتش .

المحامى : الله يرحمه بقى هايقولوا لى جرى له إيه يعنى ؟

الأستاذ : يمكن يقولوا لك صحى ؟

المحامى : صح ياأستاذ لأنه مات قبل كدة .. طيب أشوفه وآجى لك ، ده انا ماشفتوش من ساعة ما مات .. معلش ياأستاذ ده مهما كان أبويا . 

الأستاذ : يابنى هو الميت بيصحى ؟

المحامى : صحيح .. الميت مابيصحاش .

الأستاذ : إشعل .. ( يشير بإصبعيه السبابة والوسطى) 

المحامى : عينى ياباشا .. أهو كدة عايزك تمازجنى .. ( يخرج سيارة ملفوفة من علبته يقدمها للأستاذ ويشعل ولاعته ) إشعل وشعلل  .

الأستاذ : ( يشعل السيجارة ويأخذ نفسا ) .. ربنا يشعللك يابنى .. ويجعل كل زباينك تجار مشعللات .

المحامى : آه والنبى إدعي لى .. ده المفروض يحرروه .. مش يجرموه .

المحامى : وجهة نظر .. وناس كتير إتكلموا فيها .. بس قالوا عليهم منحرفين .

الأستاذ : احنا كدة يابنى آدمين .. اللى يقول لنا على الصح نقول عليه منحرف .. ومجنون .. وكل العبر فيه .

المحامى : صح .. إحنا وحشين قوى .

الأستاذ : تعرف إن فيه دول متقدمة .. مش زينا .. مصرح فيها الحاجات دى .

المحامى : إشمعنى الدول دى ؟

الأستاذ : دى بلاد مرفهة والناس اللى سايقين .. والعو .. عارفين إنهم شغالين عند الناس بتوعهم اللى متساقين .. ويزيد على كدة إن عندهم ضمير ، فعايزين يقدموا للناس مابعد الرفاهية .. كل حاجة عندهم حلوة .. فهم صرحوا بيه عشان يحسوا إن الحلو أحلى .

المحامى : طيب والدول التعبانة ؟

الأستاذ : اللى الناس فيها بتكمل عشاها نوم .. مالها ؟

المحامى : مليانة مخدرات ومتحرمة .

الأستاذ : هى دى الفولة .. الناس أول ما تضرب الأنفاس .. تبلم وتلاقى الجعان مش حاسس بالجوع .. مش كدة وبس ، ده هايحس إن الجوع حلو .. والعريان مش هايحس بالبرد .. البرد يعض جتته يقوم يقول .. ححح البرد حلو .. وغيره وغيره .. والناس تعيش فلة .. كل واحد راضى باللى هو فيه .. وشايفه حلو .

المحامى : منطق مقبول والله .. طيب مانعينه ليه ؟

الأستاذ : جهل بعيد عنك .

المحامى : ممكن تناولنى السيجارة اللى قربت تخلصها ؟.. ( يتناول منه السيجارة ) .. احنا نرفع قضية ضد الحكومة .

الأستاذ : بلاش .. أحسن تزعل منك .. إفتكرنا الخضر عليه السلام .

المحامى : ( منفعلا ) .. لا ياأستاذ إحنا مايهمناش زعلهم .  

الأستاذ :( بهدوء ) .. هايحطوك فى التلاجة .

المحامى : ولا يهمنى .. هاقول أح البرد حلو .

الأستاذ : هاتجوع .

المحامى : ما يهمنيش .. ثم إنه جوعوا تصحوا .

الأستاذ : تصحوا لو الأكل قدامك مش مفيش .. تجوع بمزاجك مش غصب عنك . 

المحامى : ( يمد إليه يده بالسيجارة ) إشرب وخلينا هنا .

الأستاذ : لأ .. عايزين نروح هناك .

المحامى : دلوقت ؟

الأستاذ : دلوقت .

المحامى : طيب يالا بينا .. ( ينهض واقفا ) .

الأستاذ : أقعد .

المحامى : مش بتقول هانروح هناك ؟ .. إنما هناك فين ؟

الأستاذ : صحصح معايا .. ده إنت دماغك خفيفة قوى .. 

المحامى : أصحصح إيه يابا .. أنا ماصدقت رحت .

الأستاذ : لأ .. خد تاكس وتعالى بسرعة .. أنا عايزك فى موضوع كبير .. كبير .. تعالى زى ما إنت .        

المحامى : ماينفعش أنا قاعد بالبوكسر .

الأستاذ : إقلعه وتعالى .. عايز أغمض عينى وأفتحها .. ألاقيك قدام منى .. ( يغمض الأستاذ عينيه ويفتحهما ) .

المحامى : شبيك لبيك .. أنا بين إيديك .  

الأستاذ : حلوة السيجارة دى .. جابتك فى غمضة عين .

المحامى : هو أنا أقدر أتأخر عليك ؟ .. وخصوصا إن الموضوع كبير .

الأستاذ : ركز معايا كويس .

المحامى : ( يأخذ وضع التأهب ) .. معاك ياريس .

الأستاذ : إنت فاكر الموضوع اللى قلت لك إنى شغال فيه .

المحامى : الموضوع ؟ .. موضوع إيه ؟ ..وإلا إيه ؟ .. ده إنت كلك مواضيع .

الأستاذ : البحث اللى كنت باعمله .

المحامى : بحث عن إيه ؟ .. إنت فيه حاجة ضايعة منك ؟

الأستاذ : ياواد النظام العالمى الجديد .

المحامى : إنت عايز تغير العالم ياأستاذ ؟ 

الأستاذ : للأفضل .. عالم من غير جوع .. من غير حروب .. من غير ظلم .

المحامى : وإيه كمان ؟ 

الأستاذ : عالم من غير مشاكل .. الولية بدل ما تبستفك على الصبح على المصروف .. تروح طالعة من نفسها على الحنفية .. هايبقى فى كل بيت واحدة .. تفتحها تنزل لك اللى إنت عايزه .. لحمة .. فراخ .. سمك .. خضار وفاكهة .

المحامى : واللى يطلب منها فول وإلا طعمية ؟ 

الأستاذ : تناوله تفتين فى وشه .

المحامى : يستاهل .. بس دى أحلام ياأستاذ .. عموما إبقى اتغطى لما تنام . 

الأستاذ : عيب .. كدة هاتضطرنى أهزأك .

المحامى : إحتمال ياريس . 

الأستاذ : أهو إنتم كدة يابنى آدمين .. اللى ينصحكم تتريقوا عليه .. أنا الحق عليا إنى بافكر لكم .

المحامى : انا آسف .. سامحنى .  

الأستاذ : لأ .. وخد السيجارة كمان .

المحامى : خلاص بقى .. باهزر معاك . 

الأستاذ : ده كلام كبير مايحتملش هزار .. أنا باتكلم عن مصير الإنسانية ، وإنت بتهزر .

المحامى : السيجارة طلبت كدة .. أعمل لها إيه ؟ 

الأستاذ : بس انا طالبة معايا جد .

المحامى : خلاص نقلبها جد .. ( يفرك وجهه بيمناه ثم يضم قبضته ويقذف ما فيها بعيدا ويكشر وجهه ) .. روح ياهزار .. خلاص شلنا وش الهزار .

الأستاذ : بس جبت وش النكد .. شوف وش تانى غير ده .

المحامى : (يرفع وجهه لأعلى) .. حلو ده .

الأستاذ : لأ مش حلو .. إفرد حواجبك .. إفشخ بقك .

المحامى : حلو كدة .. ( يزيد من حجم الابتسامة ) 

الأستاذ : تمشى .. كنت قلت لك إنى شغال فى بحث لحل مشاكل النظام العالمى .

المحامى : حصل .. ييجى عشرين مرة .. وانا مافهمتش منهم حاجة . 

الأستاذ : حمار .

المحامى : لا ياأستاذ إنت كدة بتغلط . 

الأستاذ : إذا كنت مافهمتش من عشرين مرة .. تبقى إيه ؟

المحامى : مش يمكن كلامك اللى مايتفهمش ؟

الأستاذ : لأ مش كدة .. إنت لو كنت بتفكر ، أو شايل هم ولادك وأحفادك كنت فهمت .

المحامى : هو انا قادر اشيل هم روحى ؟ .. ثم إنى مش متجوز ولا عندى عيال ، ياعم سيبك .

الأستاذ : اسيبنى إزاى ؟ .. ومين اللى هايشيل ؟  .. فوقوا يابشر .

المحامى : ياراجل سيبك من الكلام ده ، ماحدش هايفهمك .. وحتى لو فهموك ، مش هاتغير حاجة .. ثم إنه ممكن يعملوا معاك زى جاليليو .

الأستاذ : شفت أول حاجة قلتها .. جاليليو .. هو ده بقى اللى مخوفنى .

المحامى : خلاص سيبك منه .

الأستاذ : أسيبنى إزاى ؟ .. أنا اتورطت خلاص .

المحامى : ورطة إيه ياأستاذ ؟ 

الأستاذ : شوف ياسيدى .. يوم الجمعة اللى فات آخر الليل .. خلصت اللمسات الأخيرة .. قوم إيه .. لقيتها حلوة .. حلوة قوى .. رحت ناشرها على النت . 

المحامى : كلام معقول .. فين الورطة بقى ؟

الأستاذ : أقول لك ياسيدى من بعد ما حصل الكلام ده فيه حاجات غريبة ابتدت تحصل .

المحامى : حصل إيه ؟

الأستاذ : أول حاجة فيه ناس ابتدت تسأل عليا فى المنطقة .

المحامى : شكلهم إيه ؟

الأستاذ : ما اعرفش ولما سألت قالوا لى مالهمش شكل .. والأكادة بقى الكشافين والمحصلين بتوع الكهربا ، والغاز .. وإلا الراجل بتاع التليفونات .. جاى يصلح لنا التلفون .. ده إحنا أصلا ماعندناش تليفون .

 المحامى : يمكن غلط فى العنوان ؟ 

الأستاذ : أبدا .

المحامى : قلت له إن ماعندكش تليفون .

الأستاذ : قلت له .. قال ولو .. سيبنى سعادتك أبص وانا أقرر إذا كان عندك تليفون من عدمه .

المحامى : مش من حقه يبص .

الأستاذ : أصر . 

المحامى : وبصصته .

الأستاذ : قلت له إتفضل بُص .

المحامى : وبَص ؟

الأستاذ : لأ ، مشى .. متهيأ لى زى مايكون حد بيتمم على .

المحامى : ياراجل تلاقيها صدفة .

الأستاذ : إمبارح بقى لما جيت أنام إفتكرت عم جاليليو ، واللى إتعمل فيه .. طار النوم من عينى لحد الصبح .

المحامى : وبعدين ؟

الأستاذ : عينى غفلت لحظة .. لقيت عم جاليليو متعلق فى مشنقته .. جاى ناحيتى ومادد لى إيده .

المحامى : أقطعها له .. ماتخافش .. إمشى ياجاليليو ياوِحِش .. (يشير بيده للخارج ) .

الأستاذ : يعنى فيه محاكمة .. تصدق أنا حاسس إنهم جايين ياخدونى . 

المحامى : وإفرض .. عارف إحنا لما نغلب نعمل إيه ؟ .. لما نغلب خالص .. ندفع بعدم الأهلية .

الأستاذ : مجنون يعنى ؟

المحامى : ( بتثاقل ) .. ده طريق تانى ، شوف ياأستاذ هاخرَجَك .. يعنى هاخرَجَك .. إنت حاليا واقع تحت تأثير المخدرات .. تمام ؟ 

الأستاذ : تمام .

المحامى :  بس .. يحللوا لك هاتطلع شادد ، فاقد الأهلية .. خلصت .. براءة .

الأستاذ : يعنى هانعرف نملص ؟

المحامى : طول ماأنا جنبك .. هاتملص .. فكر براحتك .. وإكتب على مزاجك .. قول .. إحنا فى زمن العولمة . 

الأستاذ : يسقط  جاليليو .

( يدخل الإبن حاملا موبايل يناوله لوالده ) 

الإبن : تليفونك ياعم جاليليو .. رسايل جاية بالهبل . 

الأستاذ : ( يتناول التليفون ) .. خير يابنى إنشاء الله .. إستر يارب .

المحامى : شوف إيه الحكاية .. طمنى .

الأستاذ : ( ينظر فى التليفون ) .. ياخبر ابيض عشرتاشر ألف رسالة .. الناس باين عليها فهمت ياغريب .. من النهاردة مفيش جاليليو .. أنا جاليليو .

المحامى : نيو جاليليو لو سمحت .. ( يشير نحو الأستاذ ثم إلى نفسه ) .. نيو جاليليو ومحاميه .. وإحتفالا بالمناسبة الحلوة دى نشعل بسبوساية أخرى ( يخرج سيجارة من علبته يقدمها للأستاذ ) .. إتفضل ياعم نيو .. إشعل وشد .. مخمخ .. واستمخ .

الأستاذ : ياعم إنت راجل محامى .. بلاش كلام الصيَع ده .

( يشعل السيجارة يأخذ منها نفسا عميقا ويزفره ) 

الإبن : دى الكلام الجديد .. نيو لغة ياعم نيو . 

المحامى : وبلاغة كمان .

( يرن جرس التليفون فيشير الأستاذ بيده ) 

الأستاذ : خليك فى سطلك انت .. خلينا نشوف الرقم الغريب اللى بيرن ده .

المحامى : ( يميل على الأستاذ وبصوت خافت ) .. إسأله قبل ماترد .

الأستاذ : ( بنفس الصوت الخافت ) .. ليه ؟

المحامى : شوفه مين الأول أحسن يطلع جاليليو .

الأستاذ : (يرمى التليفون من يده ويضع السيجارة فى الطفاية) .. رد إنت .. وإذا كان هو .. أنا مش هنا .. قول له أنا مت .

المحامى : ( يتناول المحامى التليفون ويرد ) .. آلو .. مين حضرتك ؟ .. مين ؟ .. يعنى إنت مش جاليليو ؟ .. عايز إيه يااللى مش جاليليو ؟ .. أيوة .. أيوة .. أهلا وسهلا .. لا أنا مش الأستاذ بس انا كمان أستاذ .. أنا الأستاذ غريب المحامى صديق الأستاذ الصدوق .. ومحاميه الخاص . 

الأستاذ : (بصوت خافت) .. مين ؟ .. مين ؟

المحامى : لحظة من فضلك .. ( يبعد التليفون وراء ظهره ويكلم الأستاذ ) .. ده راجل صحفى بيقول إنه عايز يعمل معاك حديث صحفى .

( يتناول الأبن السيجارة من الطفاية ويستدير ويسحب منها  بضعة أنفاس ثم يضعها مكانها دون ان يشعر به والده ) 

الأستاذ : وانت إيه رأيك ؟

المحامى : مفيش مانع .. لكن الرأى الأحسن نستنى شوية نشوف الدنيا فيها إيه .. والا إيه ؟ .. ( يكمل المحامى مع المتصل ) .. الأستاذ نايم وأول ما يقوم من النوم هانبلغه .. مع السلامة .

الأستاذ : إيه اللى عملته ؟ .. دى فرصة .

المحامى : فرصة أى كلام  .. إصبر شوية .. ماحدش بيقرا جرايد الأيام دى  .. التوك شو ، وتطلع فى التلفزيون .. ثم إنهم بيدفعوا فلوس .. ممكن سعادتك تسيب لى نفسك .. سيبنى أتعامل خلينا نعمل مصلحة .

( مرة أخرى يتناول الأبن السيجارة من الطفاية ويستدير ويسحب منها  بضعة أنفاس فيلحظه والده ) 

الأستاذ : يابنى إنت بتهبب إيه ؟

الإبن : بافقد الأهلية .

الأستاذ : حط السيجارة ياوسخ .. ياقليل الأدب ؟

( يضع الأبن السيجارة فى الطفاية .. يرن التليفون مرة أخرى فيرد المحامى ) 

المحامى : آلو .. مين ؟ .. قناة إيه ؟ .. أيوه معاك الأستاذ غريب محامى الأستاذ ومدير أعماله .. النهارده ؟ .. قوى قوى .. أوكى ، فى إنتظارك يافندم .. (يضع التليفون على المكتب ثم يستدير راقصا) .. مش قلت لك هاتلعب .. دى أكبر قناة فضائية طالبة مقابلة .

الأستاذ : مقابلة إيه ؟

المحامى : مقابلة الفكر اللى بعد الجديد .. مقابلة الأستاذ نيو .. مش قلت لك هاظبَطّك .

الأستاذ : وإستعجلت ليه ؟ .. ده إحنا متنيلين .. وإلا إنت مش .. متنيل ؟

المحامى : من ناحية متنيل .. متنيل .. بس ماتخافش هانلعبها صح .

الإبن : انا مش متنيل يابابا .. خليكم انتم متنيلين وانا أقابل الراجل .

الأستاذ : شوفوا بقى .. إحنا لازم نفوق للراجل ده .. (يشير لإبنه) .. قول لأمك تعمل لنا قهوة سادة .. وشوف لنا لمونة أو حتة جبنة قديمة .. وإنت يامدير أعمالى .. قبل ماتقرر .. تسألنى .. سامعنى .

( يخرج الإبن )

المحامى : طبعا .. طبعا .. هى دى عايزة كلام ؟ .. ده إنت الأستاذ .. بس سيبنى أنا أتعامل  علشان نعرف نعمل مصلحة .. وإلا إنت مش عايز ؟

الأستاذ : أنا زى ما انت عارف .. عايز قوى .. عايز جدا .

المحامى : خليها على الله ياريس .. بس عايزك معايا على الخط .

الأستاذ : أوكى .

المحامى : إتفضل إنت ظبط نفسك على ما الراجل ييجى .

الأستاذ : أظبطنى إزاى ؟

المحامى : اغسل وشك .. إعمل فى نفسك أى حاجة .. حط لك شوية احمر على أخضر .. انت عايز الناس تشوفك بشكلك ده ؟ 

الأستاذ : شوف ياااااا .. أنا جوهر مش منظر .

المحامى : حلو البق ده ، بس لو سمحت .. إتفضل حط دماغك تحت الحنفية .. ويستحسن لو تخش تحت الدش ، وتشرب قهوتك ، وتغير هدمتك .. معقول الناس اول ما تشوفك تلاقيك لابس جلابية ؟  

الأستاذ : ومالها الجلابية ؟ 

المحامى : هايبصوا لك بَصة مش قد كدة .. مفكر الجلابية ؟ 

الأستاذ : جديدة دى .. هاتضرب والله .

المحامى : أوكى .. اوكى .. أنا نازل أقابل بتاع التلفزيون أحسن يتوه .

( يخرج المحامى)

الأستاذ : حظ إيه الهباب ده .. يعنى ساعة ماتيجى فرصة نكون مساطيل .. سبحان الله .. الظاهر مفيش فايدة .

( يدخل الإبن حاملا صينية القهوة )

الأستاذ : هات يابنى .. لما نشوف الدنيا هاتعمل معانا إيه .

(يتناول فنجان القهوة ويأخذ رشفة فأخرى)

الإبن : كل خير .. مش فيها مصلحة ؟

الأستاذ : إيه حكاية المصلحة .. مفيش حاجة عند الناس غير المصلحة ؟

الإبن : يعنى الناس تدور على إيه غيرها ؟ 

الأستاذ : يابنى كفاية إن ضميرك يبقى مرتاح .

الإبن : يعنى حضرتك مرتاح دلوقت ؟ .. عاجبك العيشة اللى إحنا عايشينها .. كل اللى كانوا معاك .. وتحت إدارتك عملوا مصالح ، وبقى عندهم شقق تمليك ، وعربيات وفلوس .. وعايشين أحسن عيشة . 

الأستاذ : إبن أمك ياواد .. ياغبى بص لأى واحد فيهم .. شوف عنده إيه .. وإيه .. وإيه .

الإبن : حاجات ومحتاجات .

الأستاذ : أيوة .. بس عنده أمراض .. وعنده عيال خايبة أكتر منك .. عنده نكد أكتر من نكد أمك .. اللى مرمى فى مستشفى .. واللى مابيقدرش ينزل من سريره .. واللى مش قادر ياكل اللى فى نفسه ، يعنى هو واللى مش لاقى ياكل سواء . 

الإبن : لا .. هناك فرق .

الأستاذ : طبعا هناك فرق إحنا بناكل فول ، وطعمية .. بناكل جبنة قديمة ومش بدوده ، وهم مش قادرين يدوقوا دودة واحدة .. يابنى الحمد لله على النعمة اللى إحنا فيها .. كفاية إن الواحد لما يقابل ربه .. يبقى ذنوبه خفيفة . 

الإبن : صح يابابا بناكل اللى مابيقدروش ياكلوه ، بس احنا برضه عايزين ناكل اللى مش لاقيين ناكله .. ونلبس اللى مش قادرين نلبسه . 

الأستاذ : إحمد ربنا يابنى .. ده إحنا فى نعمة .. غيرنا فى حروب ومجاعات .. ده فيه ناس بتموت ماتعرفش ليه . 

الإبن : الحمد لله .. بس أنا شايف إنك هاتعلمنا اليأس بطريقتك دى .

الأستاذ : لأ .. يأس لأ .. أعلمكم الصبر ، ومصيرها تتعدل .

الإبن : على ماتتعدل هانكون خدنا على الفقر .. موت ياحمار .

( يرن جرس الباب رنينا متواصلا )

الأستاذ : طيب روح ياحمار شوف حمار مين اللى بيرن كدة .

( يأتيه صوت المحامى من الخارج )

المحامى : سمعت كل اللى قلته .. وانا الحق عليا .. أنا اللى أستاهل .. واكتر من كدة كمان .

الأستاذ : وهى دى رنة ؟ .. فزعتنا . 

( يدخل المحامى مسرعا ويتجه ناحية الأستاذ ) 

المحامى : إنت لسه زى مانت ؟ .. ياراجل حرام عليك هاتبوظ لنا الشغل .. روح بسرعة ظبط نفسك التلفزيون على الباب .

الأستاذ : تلفزيون إيه ؟ .. مش لما نعرف الأول النظام إيه ؟ .. عدو وإلا حبيب ؟

المحامى : حبيب .. والله العظيم حبيب .. ياللا الراجل واقف على الباب .

الأستاذ : انت إتكلمت معاه فى حاجة ؟

المحامى : لسة ياأستاذ .. وصحصح معايا شويتين .

الأستاذ : (يضم قبضة يده فاردا السبابة والوسطى) .. إتنين ؟

المحامى : أيوة ياأستاذ .. شويتين .

الأستاذ : ( يهز رأسه موافقة ) .. نصحصح شويتين .

المحامى : الأول نشوف ميتهم إيه .

الأستاذ : مية إيه ؟ إحنا عندنا مية .

المحامى : وبعدين فى الحاجات اللى تجنن دى ؟ .. ياعم مش هاينفع كدة .. روح إتشطف وغير جلابية جاليليو دى .. وتعالى لى .. أكون أنا شفت المية والنظام وكل حاجة .

الأستاذ : إنت شايف كدة ؟

المحامى : أيوه شايف كدة وكدة .. الراجل واقف على الباب ياراجل .

الأستاذ : إنت شايف كدة ؟

المحامى : الله يخرب بيت دول نفسين .. ده إحنا على كدة وحوش .

( يخرج الأستاذ وهو يشيح بيمناه واضعا يسراه على كتف إبنه)

الأستاذ : أنا ماشى .. لما نشوف هاتعمل إيه يامحامى البسبوسة .. ياواد ده إنت مبسبس .

( يتجه المحامى نحو الباب ويفتحه )

المحامى : اتفضل ياباشمهندس .. أهلا وسهلا .. يامرحب .

( يدخل رجلان .. يتقدمهم هيثم منتج ومعد ومقدم برامج يرتدى بذلة أنيقة ويحمل شنطة سمسونيت .. يليه عزت المصور فى ملابس كاجوال يحمل كاميرا وحامل)

المحامى : ( يشير بيده ناحية المقاعد ) .. إتفضلوا .. خدوا راحتكم  .. إتفضلوا .

المنتج : شكرا .. فين الأستاذ ؟

المحامى : فى الأول .. إيه النظام ؟

المنتج : النظام حلو .. أحسن حاجة فى الدنيا دى .. النظام .. (  يشير إلى المصور) .. ياللا ياعزت ظبط نفسك .. وشوف هاتحط كاميرتك فين .. نخليها هنا قصاد المكتب  .. وإلا نقعد الناحية التانية ؟ .. إيه رأيك إنت ياأستاذ ؟

المحامى : رأيى نتفق الأول .. إستنى ياعزت ماتعملش حاجة .

المنتج : ليه ياسيدى ؟ إحنا مش جايين نتضايف .. عايزين نشتغل (  يشير إلى المصور) .. خلص ياعزت .

المحامى : إوعى ياعزت .. خلاص ياإخواننا مفيش مقابلات ولا تصوير .. (يضرب كفا بكف) .. متشكرين منكم .. إقعدوا إشربوا حاجة .. شرفتونا الشوية دول .

المنتج : ولية الوش الخشب ده ؟ .. كنت كويس .. إيه اللى حصل ؟

المحامى : ياسيدى إنت عايز تعمل سبق ،  وتلهف عليه قد كدة إنت والقناة بتاعتك .. وإحنا فى الباى باى .. لعلمك فيه قنوات كتير كلمتنا ، ولسة ماحددناش مين اللى هايقابل الأستاذ . 

المنتج : أوكى .. أوكى هاشوفك ياأستاذ ، ماتخافش .

المحامى : هاتشوفنى ؟ .. إنت هاتشوفنى ؟ ياخى هأ .. خلاص فضيناها ياهندسة .. بح .

المنتج : بح إنت .. خلتنا نيجى ليه ؟ .. ده شغل ياأستاذ .

المحامى : آديك قلت ده شغل .. فين بقى حساب الشغل ده .. حق الأستاذ فين ؟ .. وحقى أنا فين ؟ .. والنبى ما توجعش دماغنا ، إحنا فينا اللى مكفينا ومش ناقصينك .. متشكرين ، مع السلامة ..(يمد يده مودعا) . 

المنتج : ( بصوت هادئ ) .. طيب نتفاهم ياأستاذ .

المحامى : نو نو نو نو .. إنتهت .

المنتج : ( يضع يده على كتف المحامى ويسير به ناحية الباب ) .. هدى نفسك بس ياأستاذ واللى إنت شايفه .

المحامى : ( يسير مع المنتج ملوحا بيده ) .. ما كان من الأول .. بس لو ما عجبنيش الكلام ..

المنتج : هايعجبك .. بس تعالى .. ( يشير إلى المصور) ظبط إنت ياعزت .. خليك معايا ياأستاذ .

(يقوم عزت بالإنتقال من ركن لآخر لإختيار أفضل موقع لوضع الكاميرا ، ومازال المنتج والمحامى فى أقصى الحجرة فى نقاش محتدم بصوت غير مسموع .. ثم يتقدما إلى وسط الحجرة )

المحامى : نعرض الأول على الأستاذ .. يمكن مايعجبوش .. أو يكون له شروط تانى .

المنتج : هايوافق .. والبركة فيك ياأستاذ .

المحامى : ربنا يستر ويوافق .

 ( يدخل الأستاذ يرتدى بذلة انيقة وكرافتة ) 

الأستاذ : السلام عليكم . 

( يبادر المحامى بالتوجه نحو الأستاذ مقدما إياه للموجودين ) 

المحامى : وعليكم السلام .. إتفضل ياأستاذ مكانك ومطرحك .. ( يشير نحو المنتج ) .. حضرته الأستاذ هيثم معد ومنتج ومقدم البرامج بقناة السوبر الفضائية .. ثم يشير إلى المصور فيقاطعه الأستاذ ) .

الأستاذ : مقدم البرامج ؟ 

المنتج : باين سعادتك مابتتفرجش على التليفزيون .

الأستاذ : نادرا .. وساعة مايصدف وأتفرج باشوف حاجات حلوة بتقدم البرامج . 

المنتج : متشكرين ياأستاذ .. بس ده مش برنامج ترفيهى .. ده لقاء بيناقش فكر .

الأستاذ : وده أحرى بإننا نطريه .. حاجة تشد الناس .

المحامى : كلام مظبوط ياأستاذ .. ( يكلم المنتج ) .. شوف لنا حتة طرية .. إتصرف بسرعة ، مش عايزين نعكنن الأستاذ .

( يمسك المنتج بالتليفون ويطلب رقما )

الأستاذ : أيوه مش عايزين نعكنن الأستاذ .. خلى بالك .. إوعى الأستاذ يتعكنن .

المنتج : عموما أنا هانفذ لك اللى إنت عايزه .. ( يتكلم فى التليفون ) .. أيوه أنا .. إبعت لى الأستاذة نيفين  بسرعة على بيت الأستاذ .

الأستاذ : مين نيفين ؟ 

المنتج : دى مقدمة البرامج الثقافية فى القناة .

الأستاذ : لأ .. لأ .. الثقافية لأ .. انا عايز الثقافة ذات نفسها . 

المنتج : نجيب لك صافيناز الرقاصة ؟

الأستاذ : مش للدرجة دى .. بس تكون حاجة معقولة .

المنتج : ده كلام ياأستاذ ؟ .. على كل الأستاذة اللى جاية .. هاتعجبك .

الأستاذ : حلوة ؟

المنتج : قوى .. بس أؤكد لك إن مفيش حد هايعرف يدير اللقاء زيى .. الموضوع جديد وما حدش يعرفه .. وانا مذاكره كويس .. ( يشير نحو رأسه ) .. الموضوع هنا  ، الحوار هنا ، وكل حاجة هنا .

الأستاذ : أستاذ هيثم .. الموضوع مش هنا .. ( يشير إلى رأس المنتج ) .. الموضوع هنا .. ( يشير إلى رأسه )  إنت تعرف إيه علشان تدير ؟ .. إنت عالم اقتصاد ؟

المنتج : لأ .. بس .

الأستاذ : مابسش .. إنت عالم إجتماع ؟ 

المنتج : لأ .. بس .

الأستاذ : مابسش .. إنت عالم فلسفة ؟ 

المنتج : لأ .. بس .

الأستاذ : مابسش .. إنت خبير تكنولوجى ؟ 

المنتج : لأ .. بس .

الأستاذ : مابسش .. إنت مفكر أيديولجى ؟ 

المنتج : لأ .. بس .

الأستاذ : مابسش .. إنت تسمع الكلام وبس .. ( يتجه بكلامه إلى المحامى ) .. إيه أخبار المصلحة ؟ 

المحامى : (يميل على الأستاذ ويهمس) .. عشرين لك وخمسة علشانى .. يعنى كله خمسة وعشرين .

الأستاذ : دى مش مصلحة .. شوف لنا القنوات التانية نظامها إيه ؟ .. وأكيد عندهم حاجات طرية .. بدل الدكر ده . 

المنتج : ده إحنا باين علينا وقعنا .

الأستاذ : ده إنتم بتسضيفوا ناس مالهاش لازمة .. وشوية هِشك بِشك .. وبياخدوا قد كدة .. خلاص الفكر بقى رخيص للدرجة دى ؟

المنتج : مش ده الموضوع ..

الأستاذ: حتى خلينا زى الرقاصة اللى كنتم جايبينها الأسبوع اللى فات .. طيب وحياة ولادك .. أنت عندك عيال الأول  ؟

المنتج : لأ .

الأستاذ : طيب وحياة ولادك أخدت كام ؟

المنتج : ياأستاذ دى برامج ودى برامج .. فيه نسبة مشاهدة ..  بناء عليها إعلانات .. بناء عليها ميزانية البرنامج .. بناء عليها الضيف يستاهل قد إيه .

( يأخذ الأستاذ شهيقا وينفخ صدره ويرفع يمناه لأعلى ) 

الأستاذ : شوف يابنى .. أنا لو مش عارف إن البرنامج ده هايضرب .. ماكنتش إتكلمت .

المحامى : إحنا ناخد نسبة أحسن .

الأستاذ : فيفتى فيفتى .

المنتج : خمسة فى المية .

المحامى : نخليها أربعين ياريس .

الأستاذ : فيفتى فيفتى .

المنتج : تن .

الأستاذ : ماتنتنش .. فيفتى فيفتى .

المحامى : خلاص ياأستاذ خليها أربعين .

الأستاذ : فيفتى فيفتى .

المنتج : عشرين .

المحامى : هات من الآخر .. وخلص .. هو إحنا فى سويقة ؟

المنتج : خمسة وعشرين فى المية .. وعلى فكرة .. كل ده على حسابى .. فكفاية كدة علشان كله يبقى متراضى .

الأستاذ : ( للمحامى ) .. إيه رأيك ؟ .. مش تقول لى خمسة وعشرين ألف .

المحامى : انا كنت بافتح لك الباب .. بس أظن كدة حلو .

الأستاذ : حلو بس وإلا حلو قوى ؟

المحامى : حلو .. ومشيها بقى احسن تطير .

الأستاذ : بس أنا شايف إنه ممكن يرفع تانى .

المنتج : ولا الهوا .. ده آخرى .. وياريت نشوف هانعمل إيه .

الأستاذ : شوف ياهيثم .. إحسب لى المبلغ يطلع قد إيه ؟

المنتج : أشوف إزاى ؟ هو احنا لسة عرضنا حاجة ؟

المحامى : تقريبا .. تقدير .. قدرها إنت بناء على خبرتك .

المنتج : طيب نخلص الشغل وبعدين نقدر . 

المحامى : لا ياهيثم .. نخلص الشغل .. بقى ده اسمه كلام ؟ 

الأستاذ : طبعا إنتم اللى هاتحسبوا .. وإنتم اللى هاتقدروا .. يعنى هاتاكلونا هاتاكلونا .. قبل الشغل نخلص الموضوع ده وتسلمنى حقى .. من الآخر خمسين ألف جنيه .

المنتج : لأ خمسين كتير .

الأستاذ : وكاش .. نو شيك .

المنتج : والشيكات مالها ؟

الأستاذ : ماحبهاش .. ولا أحب اروح بنك .. تبقى فلوسى .. ويقول لى استنى شوية .. خد دورك فى الصف .. كأنى رايح أشحت منهم .. كاش يعنى كاش .

المحامى : خلصانة ياأستاذ أنا اللى هاروح البنك .

الأستاذ : أوكى .. خلينا بقى فى البرنامج .. إنت شايف إيه ياهيثم ؟

المنتج : حضرتك تقعد على مكتبك ، وأنا قدامك هنا .. وإلا نقعد إحنا الإتنين قدام بعض هنا ؟.. ( يشير إلى المقعدين الموجودين أمام المكتب ) .. الحتة دى .. هاتبقى أحلى بوظ .

الأستاذ : شوف ياهيثم .. إنت هاتقعد بعيد ومالكش دعوة خالص .. اللى عليك تكتب الشيك وتديه للراجل ده ( يشير إلى المحامى ) .. يلحق البنك قبل مايقفل .. أنا أقوم واقعد وأروح وآجى .. براحتى .. ده بيتى .. وإلا إنت شايف غير كدة ؟

المنتج : أمرنا لله .. إنزل ياعزت شوف المذيعة زمانها على وصول بدل ماتتوه هنا .

( يخرج عزت لمقابلة المذيعة .. يضع الأستاذ يده على كتف المحامى ويبتعدا عن المنتج الذى يخرج دفتر الشيكات ويحرره )

الأستاذ : ربنا يتمها على خير .

المحامى : خير طبعا ياأستاذ .. بس عايزك تركز وتصحصح .. خلى عينك وسط راسك .. عملت اللى قلت لك عليه ؟

الأستاذ : إيه ؟

المحامى : خدت دشك ؟

الأستاذ : خدت .

الأستاذ : شربت قهوتك ؟

الأستاذ : شربت .

المحامى : فايق ؟

الأستاذ : ورايق .

المحامى : جاهز ؟

الأستاذ : ومستعد وأتحدى اللى صنع الصاروخ .. بس أنا حاسس ..

المحامى : حاسس بإيه ؟ .. أستاذنا .. خليك راجل .

الأستاذ : أخص عليك قليل أدب .. أمال أنا إيه ياد ؟

المحامى : مش قصدى والله ياأستاذ .. قصدى تجمد قلبك .

الأستاذ : حديد . 

المحامى :  كلامك فى دماغك .. لسانك فى بقك .. والشيك بيتكتب .. خلى بالك من الحتة دى .. ابو خمسين ألف بيتكتب .

الأستاذ : عارف .. بس متهيألى إنى كنت منطلق أكتر لما كانت البسبوسة شغالة .

المحامى : نبسبسك ياأستاذ .. بس أنا وجهة نظرى .. بلاش .

الأستاذ : وجهة نظرى أنا .. نبسبس لعدم الوقوع تحت طائلة القانون .. أفقدنى الأهلية .. شوف شغلك ياأفندى .

المحامى : طيب تعالى بعيد عن الناس .. تعالى هناك على جنب كأننا نتجاذب أطراف الحديث .

الأستاذ : هلم بنا نتجاذب أطراف الحديث على جنب حتى لا يشم حديثنا أحد .

( يتجها إلى أقصى الغرفة  فيخرج المحامى سيجارة ويشعلها ويأخذ منها نفسا عميقا ويناولها للأستاذ الذى يسحب منها عدة انفاس بسرعة .. يقترب منهم المنتج ممسكا بالشيك)

المنتج : جميلة .

المحامى : قوى .

الأستاذ : جدا .. انت بتشرب سجاير ؟

المنتج : لأ .

الأستاذ : بس دى مش سجاير سجاير .

المنتج : لأ سجاير وبتطلع دخان .

الأستاذ : دى سجاير بسبوسة . . ممكن بقى تناولنى الشيك علشان نلحق البنك ؟

المنتج : عينى ياأستاذ .. إتفضل يافندم .. آدى شيك بخمسين ألف جنيه .

الأستاذ : يزيد فضلك .. ( يتناول الشيك ويناوله للمحامى ) .. عايزك تلحق البنك وتيجى لى على وجه السرعة .. زى البرق اللامع .

( يتناول المحامى الشيك من الأستاذ ويتجه نحو الباب , فيجد عزت ومعه د.أنهار .. فتاة جميلة , تعدت الثلاثين بقليل , أنيقة  ترتدى بنطلون ملتصق بجسمها وبلوزة تكشف عن كتفها .. تدخل تتهادى )

المحامى : اللهم صلى على كامل النور .. إتفضلى .. يابن المحظوظة ياأستاذ .

د.أنهار: هاللو .. إزّيكم ياجماعة .

المنتج : أهلا فين المذيعة ياعزت .

عزت : قالت انها هاتشرب الكابتشينو وتجيب الماكيير بتاعها وتيجى على طول .. وأول ما توصل هاتدينى رينج .. لقيت الدكتورة تحت بتسأل ، قمت جبتها . 

الأستاذ : إتفضلى .. تعالى هنا .. جنبى .

( تقترب د.أنهار من الأستاذ )

د.أنهار: إزيك ياأستاذ . 

الأستاذ : هه ؟

د.أنهار: إزيك .

الأستاذ : مش عارف .. تعالى هنا على المكتب .. ( يشير إلى كرسى المكتب ) .

د.أنهار: معقولة ؟ .. ده مكان حضرتك .

الأستاذ : وأنا متنازل عنه لحضرتك . 

د.أنهار: ماينفعش يافندم .

الأستاذ : ينفع .. بس تعالى .

د.أنهار: هنا أفضل ياأستاذ ( تشير للمقعد المجاور للمكتب ) .

الأستاذ : اللى تشوفيه .. تحبى حضرتك تشربى إيه ؟ .. كابتشينو ؟ .. إحنا ماعندناش لكن نتصرف .

المحامى : ( يهمس للأستاذ ) .. ممكن مصلحة تانى .

الأستاذ : إيه ؟  

المحامى : مشروب بتاع شركة بتدفع إعلانات .

الأستاذ : ده شغلك إنت .. شوف المنتج وإتفق معاه .. وسيبنى أشوف شغلى .

( يخطو المحامى خطوتين ناحية المنتج )

المحامى : أستاذ هيثم .. حضرتك ..

المنتج : لاحضرتى ولا حضرتك .. الأول نخلص من الورطة اللى إحنا فيها .

( يقف الأستاذ ويتجه نحو المنتج )

الأستاذ : ورطة ؟ .. ورطة إيه يابنى اللى إحنا فيها ؟

المنتج : المذيعة اللى حضرتك طلبتها ؟

الأستاذ : ماهى قاعدة ومنورة أهه .. بصراحة إنت طلعت ولد كدة .. ( يضم قبضته اليمنى رافعا إبهامه ثم يفعل بالمثل بقبضته اليسرى ) .. وكدة كمان . 

المنتج : دى مش المذيعة ياأستاذ .

الأستاذ : ياراجل .. نمشيها مذيعة .

المنتج : نمشيها إزاى ؟ .. ماينفعش ياأستاذ .

( يتوجه الأستاذ نحو المكتب سائلا د.أنهار )

الأستاذ : قلتى لى سعادتك مين ؟

د.أنهار: د.أنهار .. دكتوراة فى فلسفة النظم وناشطة حقوقية وعضو هيئة الجوع بالأمم المتحدة .

الأستاذ : أهلا أهلا .. والمطلوب .. أأمرينى ؟

د.أنهار: أنا قريت أطروحة حضرتك على النت .. وبصراحة لقيت فيها حاجة .

الأستاذ : حاجة إيه ؟

د.أنهار: تقدر تقول شطحات فكرية .. نظرة تقدمية .. دعوة لمستقبل مشرق للبشرية .

الأستاذ : مش عارف أقول إيه .. كاملة من كله ، ثقافة .. عقل وجمال ؟ .. كلك على بعضك حلو ..  أقدر أخدم بإيه ؟  

د.أنهار: فى الواقع .. أنا مكلفة بمقابلة حضرتك وعمل تقرير للجنة .

الأستاذ : فى الواقع أنا عندى لقاء تليفزيونى دلوقت أول مايخلص نقعد أنا وإنت لوحدينا ونقول كل الكلام .

 د.أنهار : أنا متشكرة جدا على لطفك وكرمك .

 ( يتوجه الأستاذ نحو المنتج )

الأستاذ : هانعمل إيه دلوقت ياهيثم ؟ 

المنتج : ثوانى ياأستاذ والمذيعة هاتوصل .

الأستاذ : خلاص ياهيثم .. اللى هايذيع معايا الدكتورة أنهار .. حتى يبقى حوار على مستوى الفكر ، مش هشك بشك وخلاص .. كدة كدة هى عايزة تناقش الموضوع .. خلص ياهيثم .. مذيعة فرى من غير أجر .. إكنزوا إنتم على قلوبكم .. على الله تشبعوا .

المنتج : ماينفعش .

الأستاذ : ينفع .

المنتج : ماينفعش .. هو أنا هنا طيشة .. نروح نمشى بقى .

الأستاذ : إنت بتهددنى ياهيثم ؟

المنتج : مش المقصود بس سيبنى أنظم شغلى بمعرفتى .

الأستاذ : البرنامج ده خاص بمعرفتى أنا .. ( يوجه كلامه إلى المحامى ) .. إدى له شيكه .. خذ شيكك وسكة السلامة ياهيثم .

 المنتج : سعادتك ..

الأستاذ : مفيش سعادة .. فيه حزن وهم وغم .. حد يبقى معاه الأمم المتحدة .. عارف يعنى إيه الأمم المتحدة ؟

المنتج : يعنى مفيش فايدة ؟

الأستاذ : أبدا .

المنتج : أمرنا لله .

المحامى : أروح أصرف الشيك ياأستاذ ؟

المنتج : إنت كل همك الفلوس .. روح إصرف ياسيدى .. إنصرف .

المحامى : حمامة ياريس .

( يخرج المحامى ويتوجه الأستاذ ناحية المكتب حيث يقوم بتشغيل الكمبيوتر)

الأستاذ : إيه رأيك يادكتورة فى الأطروحة بتاعتى ؟ 

د.انهار : والله ياأستاذ انا شايفة إن ده فكر جديد .. حتى المستقبليين ما فكروش فى المرحلة التاريخية اللى حضرتك وصلت ليها .

( يقوم المنتج بالتحرك فى أنحاء المكتب )

المنتج : (يقف قرب د.انهار) .. شيك ياباشمهندس .

عزت : تعالى شمال شوية .

(يقترب المنتج من د.انهار)

المنتج : شوف كدة ياعزت .

الأستاذ : تعالى إنت كدة .. هو أتوبيس .

المنتج : جاى لك ياأساذ .. هاتاخد دورك ماتخافش .

الأستاذ : دور فى عينك .. (يقف الأستاذ رافعا يده مهددا المنتج) .. إبعد ياد من هنا .. إمشى أحسن أعمل معاك الدنيئة .. ناقصة هى ؟ .. روح ياواد .. أنا اللى هاأعمل التست .. روح على هناك أحسن أتستك .

( يتراجع المنتج بينما يجلس الأستاذ على كرسى المكتب )

الأستاذ : إيه رأيك كدة ؟ .. حلو ؟

عزت : حلو .. إتعدل لى كدة شوية .

(يقوم الأستاذ عن المكتب ويتجه إلى د.انهار ويمد لها يده )

الأستاذ : إتفضلى حضرتك .. قدام منى .. علشان يبقى وشى فى وشك .. سبحان الخلاق العظيم .. ويخلق مالا تعلمون . 

د.انهار : حضرتك بتبالغ قوى ياأستاذ .. مش للدرجة دى .

الأستاذ : الدرجة دى ومابعد الدرجات .. وأنا من ناحيتى أحييكى على روح التواضع .. حقيقى إنتِ زى ما أنا شايف .

د.انهار : شايف إيه ياأستاذ ؟

الأستاذ : شايف إنى إتضحك عليا .. خدت مقلب .. وصابر ومش عاجب .. تخيلى ؟

د.انهار : هى المدام موجودة ؟

الأستاذ : مش يادكتورة .. مش .. مش سِك بدوده . 

د.انهار : وإتجوزتها ليه ؟ .. حد غصب عليك ؟

الأستاذ : هو ده .. الغصب .. انا أتغصب عليا .. كنت عايز أعمل بيت وعيلة زى كل الناس مابتعمل .. كنت عايز الحق قبل الواحد مايعجز .. والمتاح ساعتها كان قدرى .. ومن يومها وأنا صابر على قسمتى ونصيبى .

د.انهار : مش يمكن ..

الأستاذ : مش .. العمر جرى واللى فاضل مش قد اللى راح .

 د.انهار : ولية مالحقتش نفسك بدرى ؟

الأستاذ : الحق إزاى ؟ .. انا رحت فى غيبوبة مافقتش غير وأنا صاحب عيال .. تايه بين طلباتهم وبين مسئوليات الشغل .. أصحى الصبح مستعجل عايز ألحق التوقيع فى الدفتر احسن يتحسب يوم غياب .. فى يوم غياب .. آجى آخر الشهر أغنى ظلموه .

د.انهار : دفتر إيه ياأستاذ ؟

الأستاذ : الدفنر المقدس فى كهنوت الحكومة .. دفتر الحضور والإنصراف .. ولازم تؤدى الفروض فى مواقيتها .. مش مهم طبيعة شغلك إيه .. ولا بتشتغل قد إيه .. ولا كفاءتك إيه .. حتى لو الواحد هايشتغل بعد مواعيد العمل .. لازم يروح يؤدى فرض انتهاء اليوم فى الدفتر فى ميعاده .. وترجع على مكتبك تكمل .

د.انهار : للدرجة دى ؟

الأستاذ : وأكتر من كدة .. ده انا مرة كنت بايت فى الشغل .. شغال لحد الصبح والموظفين وصلوا وأدوا فروض الولاء والطاعة للدفتر المبجل .. حضر المفتش راح واخدنى غياب فى المحضر بتاعه .. أقول له أنا أهه .. يقول معرفكش .. أنا ليه اللى فى الدفتر .. ده أنا بايت شغال حتى شوف عينى .. يقول يعنى أغير المحضر . 

 د.انهار : وإيه اللى تم ؟

الأستاذ : سجاير وقهوة وشاى .. وشوية حنكشة على ما رضى يغير المحضر .. هو أنا سبت الوظيفة من شوية .

د.انهار : يعنى إيه الحنكشة ؟

الأستاذ : محلسة .

د.انهار : ويعنى إيه المحلسة ؟

الأستاذ : شوفى .. الحنكشة والمحلسة يعنى القرطسة . 

د.انهار : ويعنى إيه القرطسة ؟

الأستاذ : تكبريه .. توصفيه بما ليس فيه .. إنت اللى لينا .. وانت الخير والبركة.. ماتفتحى مخك معايا مش كدة .. صحيح إنتِ مش عايشة هنا .

( يشير المنتج للأستاذ ) 

المنتج : أستاذنا .. خليكوا معانا شوية علشان عايزيين نبتدى ..  إتفضلوا .. ياللا ياعزت عايزين تست أخير . 

( يدورالأستاذ حول المكتب ويضغط على أحد مفاتيح الكمبيوتر ثم يعود ويجلس فى مقابل الكاميرا على أحد المقاعد الموجودة أمام المكتب ويوجه كلامه للدكتورة مشيراإلى المقعد المقابل له ) 

الأستاذ : إتفضلى يادكتورة هنا .. ده إحنا النهاردة عيد .. وعيد كبير .. كله هبر .. إتفضلى .

د.انهار : ميرسى .

( تجلس الدكتورة و الأستاذ موجها عينيه إليها )

الأستاذ : ياسلام على الدنيا .. سبحانك ياعاطى ياوهاب .

( يقترب المنتج من المكتب )

المنتج : ممكن نحدد بقى السيناريو .. هانقول إيه وما نقولش إيه ؟ .. نعمل بروفة يعنى .

الأستاذ : بص ياهيثم .. إنت تقعد هناك وإحنا هانقول .. ومش عايز أى مقاطعة .. ماشى ياهيثم ؟

المنتج : ماينفعش ياأستاذ .. لازم نع ...

الأستاذ : ينفع ياهيثم .. أنا عايز أنطلق أنا والدكتورة .. تقول لى وأقول لها .. تكلمنى وأكلمها .. ومش عايز اسمع صوتك .. ( يوجه كلامه للمصور ) .. ياللا ياعزت .. أكشنها .

المنتج : أمرنا لله .. أكشنها ياعزت .. عندى أنا الأول علشان التقديم .. وبعد كدة تنقل على الأستاذ والدكتورة .. ( يقف المنتج فى المنتصف ممسكا بالميكروفون وأخذ يعدل من هندامه ثم يضع الميكروفون تحت إبطه ويخرج مشط من جيبه ويمشط شعره ويسأل الأستاذ ) .. لو سمحت ياأستاذ .

الأستاذ : فيه إيه ياهيثم ؟

المنتج : عايز مراية لو سمحت .

الأستاذ : مالهاش لازمة .. إنت كدة حلو .. خلص ياهيثم .

( يسرح المنتج شعره ثم يضع المشط فى جيبه ويمسك الميكروفون بيمناه ويسال المصور )

المنتج : أيوة ياعزت.. كويس كدة .

عزت : كويس .. تعالى ناحيتى شوية .

( يتحرك المنتج قليلا )

المنتج : بص ياعزت .

  ( يرفع المصور يده )

عزت : كويس .. هانبتدى .. وان ..  تو ..  ثرى .. أكشن .

المنتج : سيداتى آنساتى سادتى .. يسعدنا اليوم ويشرفنا ان يكون لنا السبق فى لقاء المفكر صاحب الرسالة المنشورة على الإنترنت .. المفكرالذى أحدث ضجة على وسائل التواصل .. ونال أكبر نسبة إعجاب فى تاريخ الإنترنت .. أستاذ الفكر الجديد .. (يشير إلى د.أنهار) .. ويشرفنا أن تحضر اللقاء معنا الدكتورة أنهار عضو لجنة الجوع بالأمم المتحدة .. ونترك الأستاذ والدكتورة يكلمونا عن فكر الأستاذ .. ورؤيته .. أولا ممكن حضرتك تعرف عن نفسك ؟

الأستاذ : بنى آدم .

المنتج : عارف .. ممكن تعرف المشاهدين مين حضرتك .. مقدمة عن نفسك .

الأستاذ : انا بنى آدم .. خدمة ربع قرن فى إحدى الوزارات .. خلفية ثقافية ، مؤهلات فنية ، دراسات أكاديمية فى التخطيط والفكر الإدارى إرتبطت بمجال عملى كمحلل نظم معلومات .. خمسة وعشرين سنة .. تأبيدة .. لحد ما زهقت وجالى الضغط  قلت أقعد فى بيتنا قبل الشلل .. رحت سايبها وقررت التفرغ لرؤيتى الجديدة .. أيديولوجية المستقبل .. لعل وعسى .

المنتج : ( يعتدل المنتج ) .. والآن سيداتى آنساتى سادتى نترككم مع المفكر الكبير وضيفته الدكتورة أنهار .. ( يضع الميكروفون على المكتب بين الأستاذ والدكتورة ويستدير عائدا قرب المصور .. يشير المخرج للدكتورة بالبدء فى توجيه الأسئلة )

 د.أنهار : فى البداية أحب ارحب بيك .. بس ..

الأستاذ : بس إيه ؟ .. رحبى براحتك .. قولى اللى يعجبك .

د.أنهار : أهلا وسهلا بك فى بيتك .. ولو سمحت تدينا فكرة عن الرؤية .. عايز تقول إيه ؟ 

الأستاذ : الرؤية .. شوفى ياستى .

 ( يدخل المحامى من الباب )

المحامى : سلام عليكم .. كله تمام ياأستاذ .. ( يشير إلى الشنطة التى بيده ) .. خمس برايز كبار .

عزت : ستوب .. إسكت ياأستاذ .. إحنا شغالين .

المحامى : أوكى أوكى .. بس فيه واحدة بتقول إنها المذيعة ومعاها واد مرخرخ بيسألوا عليك .

المنتج : وراحوا فين ؟

المحامى : طالعين ورايا .

( تدخل المذيعة من الباب يتبعها شاب خنفس طويل الشعر يحمل حقيبة )

المذيعة : بونجور .. جاهزين ياجماعة ؟

( يشرح المنتج الموقف للمذيعة فى حين يقوم الأستاذ بتناول الشنطة من المحامى وينظر بداخلها ثم ينادى على إبنه ) .

الأستاذ : ياواد ياحمادة .. ياحمادة .

( لا يأتيه رد فيعاود النداء بصوت أعلى )

الأستاذ : إنت يازفت ياحمادة .

( يدخل حمادة مسرعا )

الإبن : أيوه يابابا .. أنا أهه .

الأستاذ : ( يميل على إبنه ) .. خد يابنى الشنطة دى شيلها جوه .. هاتشيلها فين ؟

الإبن : ( يشير إلى الداخل ) .. جوه .

الأستاذ : جوه عينيك .. إوعى أمك تشوفها .. ( يمسك بأذن حمادة ) .. سامع ؟ 

الإبن : سامع يابابا .

الأستاذ : ولا تعرف طريقها .. ماتشمهاش  .. فاهم .

الإبن : فاهم يابابا .

الأستاذ : أهو كدة .. إبنى حبيبى اللى بيسمع كلام أبوه .

الإبن : طبعا يابابا .. هو انا عبيط أعرف ماما .. ده أنا أعرف العالم كله إلا دى .

الأستاذ : وكمان مش عايز حد يعرف عنها حاجة .. مش ناقصين نق .. كفاية اللى إحنا فيه .. بعدين يحسدونا يابنى .

الإبن : أمرك يابابا .. هى فيها إيه ؟

الأستاذ : ( فى همس ) .. خمسين ألف جنيه .. فى عينيك ياحمادة مش هاأوصيك .. ياللا ياحبيبى .. وإذا سألتك الشنطة دى فيها إيه ؟ .. هاتقول لها إيه ؟

الإبن :  فيل .. فيها فيل .

الأستاذ : ناصح زيها .

المحامى : أنا شايف إنه يدينى حقى منها أحسن تصادرها .

الأستاذ : أصبر على رزقك .. حقك فى الحفظ والصون .. بص ياحمادة قول لها دى شنطة غريب إبن أختها .. مش بتاعتنا .. هو عنده حق .. أحسن تتصادر .

المذيعة : ( تصرخ فى المنتج بصوت عالى ) .. لا ياأستاذ .. هو هايشغلنا على مزاجه ؟ .. ده شغلنا إحنا وإحنا اللى نقول يتعمل إزاى .. ( توجه كلامها إلى الشاب الذى جاء معها وهى تجلس على الكرسى المجاور للكاميرا ) .. ياللا ياميمى شوف شغلك علشان نبتدى . 

المنتج : سبق وإتكلمت معاه فى الموضوع ده .. وهو مصمم على كدة .

المذيعة : لا لا لا لا .. يعنى يرضيك أصحى من النوم وأتصل بميمى وأنزل من بيتنا وآجى الموقع .. تقول لى البيه رافض يصور معايا ؟ .. يطلع مين هو ؟

( يخرج الإبن بالشنطة ويعتدل الأستاذ نحو المذيعة )

الأستاذ : أنا الفقيرإلى الله .. ومن الآخر مش عايزك .. ثم هل أنا قلت لك تعالى ؟ .. هاتمشى كلامك عليا فى بيتى .. أمال المدام لازمتها إيه ؟ تحبى أجيبها لك ؟

المنتج : لو سمحت ياأستاذ إتفضل سعادتك على المكتب وسيب لى الأستاذة .

( يرجع الأستاذ نحو المكتب ويضع يده فوق كتف المحامى )

الأستاذ : خلص ياهيثم أنا مش فاضى .. وقتك أزف خلاص .. (يبتعد به إلى الناحية الأخرى ) .. إدينى شوية باور أحسن الشحن خلاص .. فينيتو والست دى مشكلة .

المحامى : مين فيهم ؟

الأستاذ : الحليوة بتاعة الأمم المتحدة .

 ( يتناول الأستاذ سيجارة من المحامى ويشعلها ليأخذ بضعة أنفاس سريعة )

المذيعة : لا ياأستاذ هيثم .. كدة أنا خدت بمبة .. عموما أنا رايحة على أونكل حازم .. ونشوف هاتقول له إيه ؟

المنتج : ياستى بالراحة عليا .. ممكن حضرتك تقدمى البرنامج .. الحتة اللى أنا عملتها .. وكدة تبقى إتحلت .. مفيش مشكلة .

( يناول الأستاذ السيجارة للمحامى ويعتدل نحو المذيعة )

الأستاذ : مش هانخلص النهاردة ياعم هيثم وإلا إيه ؟ 

المنتج : خلاص ياأستاذ .. هانبتدى من الأول .

الأستاذ : إبتدى ياهيثم .

المنتج : ها نعمله مع الأستاذة .

المحامى : لو سمحت ياأستاذ .. أى تغيير فى العمل يجب أن يستتبعه تغيير فى مقابل العمل .. وكدة يبقى إحنا من حقنا نطالب بمقابل جديد .

الأستاذ : لا بمقابل ولا من غير مقابل .. مفيش رجوع .

المنتج : معلش ياأستاذ .. دى هاتطلع على أونكل حازم مدير القناة ودى بنت أخته .. هايخرب بيتى .. ومايرضيكش أتبهدل .. خليكى معانا يادكتورة الله يخليكى .

الأستاذ : أبدا .

المنتج : علشان أونكل حازم .

الأستاذ : ماقدرش .

المنتج : علشان خاطرى .

الأستاذ : ماقدرش .. خلاص ياهيثم .

د.أنهار : مش مشكلة ياأستاذ .

الأستاذ : علشان خاطرك إنتِ .. خلى بالك من دى .

المذيعة : إخلص ياميمى .

( يفتح ميمى شنطته ويضعها على التربيزة القريبة ويخرج منها مشط وفرشاة ويبدأ فى تجميل المذيعة )

الأستاذ : ( مشيرا إلى ميمى ) .. بيعمل إيه ده ؟

المنتج : ده الماكيير بتاع الأستاذة .

الأستاذ : خليه ييجى .

المنتج : ييجى فين ؟

الأستاذ : يسبسبنى .

المنتج : لو سمحتى ياأستاذة .. ممكن ميمى يسبسب الأستاذ ؟

المذيعة : طبعا لأ .. ميمى مش كوافير عام .. ده الكوافير الخاص بتاعى .

الأستاذ : شوفوا بقى .. ياإما الواد ده يسبسب لى شعرى .. وإما كرسى فى الكلوب وباظت الليلة .. ( يجلس الأستاذ على كرسيه واضعا قدما فوق الأخرى ) .. وإحنا حقنا فى جيبنا .. براحتكم على الآخر .

المنتج : (بهمس) .. ياأستاذة الراجل ده مش طبيعى وانا من رأيى إننا نجاريه .

المذيعة : ماينفعش ياهيثم .. برستيجى كدة باظ .

المنتج : عشان خاطرى .

المذيعة : خلاص ياميمى .. روح سبسبه . 

الأستاذ : هو ده الكلام .. تعالى ياميمى .. سبسبنى سبسب ( يكلم الدكتورة أنهار ) .. تحبى تتسبسبى يادكتوة ؟ 

د.أنهار : ميرسى ياأستاذ .. انا مش مهم عندى المظهر .

الأستاذ : وأنا كمان .. الحلو حلو ولو من غير سبسبة .. ( يشير لميمى ) .. خلاص ياميمى .. روح سبسب الأمورة بتاعتك .. زوق البوصة تبقى عروسة .

( يعود ميمى بينما تتجه المذيعة لتمسك بالميكوفون )

المنتج : جاهز ياعزت ؟

عزت : جاهز ياأستاذ .. هانبتدى بعد تلاتة .. واحد .. اتنين .. تلاتة .. أكشن .

 ( تتوسط المذيعة الحجرة )

المذيعة : سيداتى آنساتى سادتى .. يشرفنا اليوم ان يكون لنا السبق فى لقاء مع الرجل تعطلت بسببه وسائل الإتصال . 

( يهب الأستاذ واقفا )

الأستاذ : ستوب .. إيه الكلام ده ياحلوة إنتِ ؟ .. عايزه تلبسينى تهمة ؟ .. قولى كلام كويس .

المنتج : بلاش من دى ياستى .. معلهش ياأستاذ .. من تانى ياعزت كله معايا .. واحد .. اتنين .. تلاتة .. أكشن .

المذيعة : سيداتى آنساتى سادتى .. يشرفنا اليوم ان يكون لنا السبق فى لقاء مع الرجل الذى نال الرقم القياسى من رسائل الإعجاب والتعليقات على منشوراته على الإنترنت مما تسبب فى إرباك وتعطيل وسائل الإتصالات .

الأستاذ : تانى ؟ .. ستوب ياعم .. دى مصممة تحبسنى .

المنتج : عدى الحتة دى ياأستاذة .. خشى على طول .

الأستاذ : عدى .. قولى كلام زى الناس .

المنتج : أوكى ياأستاذ .. ياللا ياعزت .. واحد .. اتنين .. تلاتة .. اكشن .

المذيعة : سيداتى آنساتى سادتى .. يشرفنا اليوم ان يكون لنا السبق فى لقاء مع الرجل اللى قاعد قدامنا ده .. وضيفته اللى قاعدة قدامة دى .

الأستاذ : كمان ستوب .. دى قرفانة مننا .. إحنا صحيح غلابة بس عندنا كرامة وعزة نفس .. أنا قلت لك دى مش هاتنفع ياهيثم .  

المنتج : خدى الورقة دى ياأستاذة قولى منها .. أنا كاتبها بنفسى .. عشان خاطرى عايزين نخلص .. ( يناولها ورقة أخرجها من جيبة ) .. آسفين ياأستاذ حقك عليا .. ياللا ياعزت . 

المذيعة : ماشى ياهيثم .. بس وحياة رحمة بابا لأكون قايلة لأونكل حازم .

الأستاذ : أونكل حازئ بتاعك ده عندكم .. يحزأ فى الحمام ياختى .. ما تخلصنا ياعم هيثم .

المنتج : كله على دماغى أنا .. عزت .. واحد .. اتنين .. تلاتة .. اكشن .

المذيعة : ( تقرأ من الورقة ) .. سيداتى آنساتى سادتى .. كما عودناكم دائما بنشر كل جديد يسعدنا اليوم ان يكون لنا السبق فى لقاء الكاتب الجديد .. الذى حقق أكبر عددمن رسائل الإعجاب منذ تاريخ الإنترنت .. اللى قاعد قدامنا ده .. اللى بيقول لنا إن فيه مستقبل مشرق للبشرية .. ( تشير إلى د.أنهار) .. كما يسعدنا أن تحضر اللقاء معانا الدكتورة أنهار الحاصلة على  دكتوراة فى فلسفة النظم والتى تعمل بالأمم المتحدة .. اللى قاعدة قدامة دى .. وكان المفروض إنى أقدم اللقاء ده لكن نظرا لظروف خاصة ستقوم  الدكتورة أنهار بالحوار مع الأستاذ .. ونبتدى بسؤال ...

( تتجه إلى الدكتورة أنهار وتناولها الميكروفون )

الأستاذ : ( يشير للمذيعة بيده بالإنصراف ) .. خلاص روحى إنتِ .. بالسلامة .

المذيعة : ( تستدير عائدة ناحية المنتج ) .. والله والله والله لأقول لأونكل حازم .

المنتج : كمل على طول ياعزت ماتوقفش .. نبقى نعالجها فى المونتاج .. شغال يادكتورة .. جوأون .

د.أنهار : يسعدنى أن أكون فى ضيافة الأستاذ بمكتبه .. ويشرفنى أن أسجل معه أول حوار حول رؤيته المنشورة على الإنترنت والتى أثارت الكثير من الجدل .. والعديد من التساؤلات والملايين من الرسائل التى أربكت خطوط الإتصالات على مستوى العالم .. ونبدأ بأن نقول له .. أهلا بك فى بيتك ومكتبك .

الأستاذ : أهلا وسهلا ومرحبا .. بيتك ومكتبك لو حبيتى .. ( يشير بإصبعه السبابة ) .. شاورى بس .. هم ورقتين نضربهم ونخلص .

د.أنهار : أشكرك ياأستاذ .. تحب حضرتك نبتدى منين ؟

الأستاذ : شاورى .. وانا أقول على طول .

د.أنهار : أولا .. مضمون الرسالة المطلوب توصيلها .

الأستاذ : الرسالة هى .. قف .. ستوب .. ( يمد يمناه للأمام رافعا كفه ) .. كفايه كدة .

د.أنهار :  مين ده ؟ .. وكفايه إيه ؟

الأستاذ : البنى آدم .. كفايه اللى عمله .

د.أنهار : عمل إيه ؟

الأستاذ : يعنى مش شايفة اللى احنا فيه .. الحروب والدمار.. خراب ياأنهار يابنتى خراب .. مكانك قف .. وانظر حولك .

د.أنهار : زى ماما كريمة زمان ؟

الأستاذ : ماما كريمة كانت عايزة تقطع خَلَفنا .

د.أنهار : أنظر حولك .. على إيه ؟

الأستاذ : لحظة تأمل .. إيه اللى وصلك للى إنت فيه ؟ .. ماشى صح وإلا طريق اللى يروح ماينفعش .

د.أنهار : قصدك مايرجعش ؟

الأستاذ : الطريق إتجاه واحد .. ون واى ياسادة .

د.أنهار : حضرتك تقصد مين بالسادة ؟

الأستاذ : العَو .. المتحكمين فى البلاد والعباد .. هم الباقيين فى إيديهم حاجة ؟ .. دول غلابة .

د.أنهار : أوكى .. ممكن نعرف ينتبهوا لإيه ؟

الأستاذ : الحلم اللى جاى يجرى .. نظام جديد يشيل همنا .. ويوفر لنا حاجاتنا ومحتاجاتنا .. قريب قوى .. كلها كام سنة والمكن هايعمل كل حاجة .. هو اللى هايزرع لنا .. وهو اللى هايصنع لنا .. وهو وهو .. حتى التفكير .. هو اللى هايفكر لنا .. مش هايبقى فاضل لنا حاجة نعملها .. هانصيع فى أرض الله .

د.أنهار : نصيع إزاى ؟

الأستاذ : لا شغلة ولا مشغلة .. والمكن شغال .. حلم الفلاسفة من قديم الزمان ، كل حاجة متوفرة .. كله هايبقى صايع .   

د.أنهار : قصدك اليوتوبيا ؟

الأستاذ : جنة الله فى الأرض .. هاتحققها لنا المكنة .. وساعتها بقى مفيش حد أحسن من حد .. وكلها صيع زى بعض . 

د.أنهار : طيب سؤال هنا .

الأستاذ : اتفضلى يادكتورة .. اسألى .. وعينيه تجاوبك .

د.أنهار : حضرتك قلت قريب قوى الحلم هايتحقق .. ده مش معناه إن المتحكمين فى البلاد والعباد ماشيين صح ؟ 

الأستاذ : مش صح .. دول لو صح مكانش يبقى فيه ناس مقهورة .. وناس مسحولة .. ناس تنام فى قصور وناس تنام فى الطل .. الناس بتموت من الجوع .. باى باى يانظام .  

د.أنهار : باى باى ؟

الأستاذ : نعم .. يس .. وى .. مع ألف سلامة يانظم البنى آدمين .. فنيتو . 

د.أنهار : أى نظم اللى فنيتو ؟

الأستاذ : كله .. هانشيل مانخليش .. وخصوصا .. اللى مايتسماش . 

د.أنهار : فيه نظام اسمه اللى مايتسماش ؟

الأستاذ  : أيوة .. اللى إسمه بس .. خلانا شوية بقر وخرفان .. وهو بيسوقنا .

د.أنهار : قصدك السياسة ؟

الأستاذ : الله يلعنها فى كل كتاب ، هى ورجالتها ونسوانها .. دى أس البلاوى ولازم تتشال من جدورها . 

(يفتح الباب ويدخل منه ستة رجال أشداء شاهرى السلاح يرتدون زى الشرطة .. ينتشروا فى أرجاء الحجرة ويتوجه قائدهم نحو الأستاذ )

الضابط : ماحدش يتحرك .. المكان كله محاصر .. أنا عندى أوامر .. ومن غير أوامر .. هاعمل فيكم زى ما أنا عايز .. بقى أس البلاوى ولازم تتشال من جدورها ؟ .. عايز أعرف بقى هاتشيلوها إزاى ؟ .. فتشوهم وخدوا منهم الموبايلات .. أى حاجة معاهم خدوها وهاتوها لى هنا .

( تجمع الموبايلات ويضعها أحدهم على المكتب ويقف الأستاذ أمام الضابط )

الأستاذ : إيه الحكاية ؟ .. داخلين كدة لا إحم ولا دستور .. زريبة مالهاش صحاب .. 

الضابط : آه .. زريبة وإنتم بهايم ..  إنت مين ياد ؟ .. زعيم التنظيم وإلا أمير الجماعة ؟ .. بتتآمروا على إيه .

 الأستاذ : تنظيم إيه وجماعة إيه ؟ .. تطلع مين إنت ؟

(يضرب كتفى الأستاذ بكلتا قبضتيه) 

الضابط : أنا بابا ياد .. عايز تعرف أنا مين ؟ .. من عينى .. ( يشير إلى تابعيه) .. عرفوه أنا مين .

(يمسك إثنان منهم بالأستاذ)

الأستاذ : خلاص .. عرفتك .

الضابط : طيب قول لى .. أنا مين ياد ؟

الأستاذ : إنت بابا .

الضابط : إهو كدة .. إدينى قفاك .

الأستاذ : أخلعه يعنى .

الضابط : لأ .. وهو مكانه .

الأستاذ : وأقعد إزاى من غير قفا ؟ .. شكلى مش هايبقى حلو .. راجل من غير قفا .. راس وأكتاف .. هو حضراتكم منعتم القفا ؟ 

الضابط : ياد إدينى قفاك علشان أهريه ضرب .. بص .. من نفسك ، ولوحدك .. تعدل نفسك وتوطى راسك .. وتصلطح لى قفاك . 

الأستاذ : لأ .. أوطى راسى لأ .. كفاية إفترا ..  دى الحيوانات مابتعملش فى بعضها كدة . 

(يشيرإلى رجاله فينهالوا ضربا فى الأستاذ والموجودين وينقطع التيار الكهربائى ويحل الظلام)


ويقفل الستار على الإظلام وأصوات الضرب والاستغاثة 

  












الفصل الثانى

يفتح الستار على إظلام وأصوات توجع وأنين .. يسلط الضوء على الضابط ممسكا بجهاز اللاسلكى ويأتيه صوت قائده من الجهاز .

القائد : إنت ياغبى .

الضابط : تمام يافندم .

القائد : مش تمام ياغبى .

الضابط : لأ تمام يافندم وكله تحت السيطرة .

القائد : سيطرة إيه .. ده إنت خربتها .

الضابط : لسة يافندم .. تحب نخربها سعادتك ؟

القائد : اكتر من كدة ؟ 

الضابط : ماعملناش حاجة يافندم .. إحنا يادوب بنسخن .

القائد : وقف التسخين وإسمعنى كويس . 

الضابط : أوامر سعادتك .. بس إحنا لحد كدة نقدر نعمل قضية تشكيل تنظيم سرى .. نعمل قضية تعامل مع جهات أجنبية .. وتآمر على قلب النظام كمان ، وحاجات كتير يافندم .

القائد : ياغبى . 

الضابط : أأمر سعادتك .

القائد : العالم كله شاف وسمع كل حاجة .. وخلى بالك إنت هاتتنفخ . 

الضابط : ليه يافندم ؟ .. أناإحنا بننفذ التعليمات زى الكتاب بالظبط .

القائد : كتاب إيه يابو كتاب .. دى بقت فضيحة بجلاجل .

الضابط : على إيه يافندم ؟

القائد : قلت لك العالم كله شاف اللى حصل .

الضابط : شاف إزاى يافندم ؟ .. التلفزيون كان بيسجل مش بث على الهوا .. عموما نكسر الكاميرا . 

القائد : ده كان بيتعرض مباشرعلى النت .. وإحنا قطعنا الكهربا علشان ندارى البلاوى اللى إنت عملتها .. فيه عندك كمبيوتر ؟

الضابط : لأ معنديش بس مقدم على واحد .

القائد : ياغبى .. فيه كمبيوتر فى الموقع اللى إنت فيه ؟

الضابط : أيوه يافندم فيه جهاز على المكتب .

القائد : ماتخليش حد يقرب له . 

الضابط : حاضر يافندم .

القائد : وحاول تصلح اللى هببته أحسن هاتتشمط .

الضابط : أتشمط .. اللى تشوفه سعادتك يافندم .

( تعود الأضواء حيث يظهر فريق التلفزيون راقدا على الأرضية وفوق كل منهم أحد أفراد الأمن بجوار الكاميرا الملقاة على الأرض ، وفى الجانب الآخر إثنان منهم ممسكين بالأستاذ والدكتورة أنهار )

الضابط : (يخاطب رجاله) .. إرفع إيدك منك له .. بتعملو إيه يابهايم ؟ 

رجل الأمن : دى أوامر سعادتك يافندم .

الضابط : أنا قلت لك إعمل كدة ؟

رجل الأمن : مش لازم سعادتك تقول يافندم .

الضابط : هو أنا قلت حاجة يابهايم ؟ .. معلش ياأستاذ .. أنا آسف جدا ياخواننا .. هم فهموا غلط .

(يتراجع رجال الأمن وينزوى فريق التلفزيون جانبا)

الأستاذ : آسف بعد ما إتدمدمنا ؟ 

الضابط : ( يعدل ملابس الأستاذ ) .. مفيش دمدمة ولا حاجة .

الأستاذ : مفيش إزاى ؟ ده أنا كل حتة فيَ بتجيب دم .. ( يتحسس وجهه ورأسه بكفيه ثم ينظر فيهما ) .. الدم أهه .

الضابط : فين ياحبوب .. مفيش ولا نقطة .. إحنا كنا بنطبطب عليك . 

الأستاذ : ده أنا مضحضح .. والعالم كله شاهد على كدة . 

الضابط : طيب ورينا آثار الضرب .

الأستاذ : أنا حاسس بيه .

الضابط : إنما ماتشوفوش .. إحنا عارفين بنضرب إزاى .. خلاص حقك علينا ياأستاذ . 

الأستاذ : حتى لو أنا خلاص .. الأمم المتحدة اللى خدت فوق دماغها هاتسيبكم ؟ .. ( يشير إلى الدكتورة أنهار ) .. وخلى بالك أنا مش خلاص .

الضابط : مالكش دعوة بالأمم المتحدة , هانراضيها , ونبوس راسها كمان .. ( يتجه نحو الدكتورة أنهار مادا يديه فيسرع الأستاذ ليقف بينه وبينها )

الأستاذ : إوعى تقرب لها .

الضابط : لأ .. لازم أبوس راسها .

الأستاذ : (يدفع الضابط بكلتا يديه) .. لأ مفيش بوس .

الضابط : أحسن تكون زعلانة .. هو إحنا نقدر على زعل الأمم المتحدة .

الأستاذ : إبعد أحسن لك .. حتى الراس هاتكوشوا عليها ؟  

 الضابط : اللى تشوفه ياأستاذ .

الأستاذ : طبعا اللى أشوفه .. وإبعد عنها .

الضابط : حاضر ياسيدى .. بس أؤكد لك إن اللى حصل كان سوء تفاهم مش أكتر .

الأستاذ : كل اللى إتعمل سوء تفاهم ؟ 

الضابط : طبعا .. هم البهايم اللى معايا مافهموش المطلوب .

الأستاذ : بس انت قلت لهم عرفوه . 

الضابط : كان قصدى يعرفوك بالبق ، بالأدب والاحترام لكن بهايم مايعرفوش غير النطح . 

الأستاذ : ممكن بقى تتفضلوا بالسلامة ؟  

الضابط : آسف ياأستاذ الأوامر اللى عندى إنى أزيل سوء التفاهم . 

الأستاذ : متشكرين وبالسلامة .

الضابط : صافية لبن ؟

الأستاذ : صافية إزاى ؟ .. ده اللبن إتدلدق على الأرض .. عموما متشكرين وبالسلامة . 

الضابط : عندى أوامر إنى أرضى سعادتك بأى طريقة . 

الأستاذ : كفاية لحد كدة الله يخليك .

الضابط : لازم أرضيك .. وهاترضى .

المحامى : إرضى ياأستاذ وحياة ابوك كفاية لحد كدة .

الأستاذ : ( للمحامى ) .. هاأطلعك منها .. إخص عليك بُق . 

الضابط : ياباشا إنت رضيت خلاص .. وإتفضل عيش حياتك .. عيش وإحنا هنا فى الخدمة .. إعتبرنا حرس خاص .. إعمل مابدا لك .

الأستاذ : أوكى .. بس وحياة العلقة ال ..

الضابط : وبعدين .. إحنا اتأسفنا وخلاص .. تحب أبوس راسك ؟

الأستاذ : ما كان من الأول .

الضابط : لأ ومن الآخر ياأستاذ .. الأسف ده حاجة مش موجوده فى القاموس بتاعنا .. ودى أول مرة نعملها  .. تحب نعمل شغل القاموس ؟

المحامى : أرجوك بلاش القاموس .. إحنا قبلنا الأسف .. ومتراضين ومش عايزين غير رضاكم . 

الأستاذ : ( للمحامى ) .. إخص عليك جبان .

المحامى : إنت شفت التسخين شكله إيه .. كفاية كدة قبل مايخش على التبريد .

الضابط : بسترة يعنى .. تسخين وتبريد .. الأخ باين عليه فاهم النظام .

المحامى : جدا .. إرضى بقى قبل مايبسترونا .

الضابط : ياللا ياأستاذ إنسى وعيش حياتك .. بس الغلط ممنوع .. الغلط ممنوع والزعل مرفوع .. إنت حر .. إعمل اللى إنت عايزه .

 المحامى : ياباشا .. إحنا مقدرين سوء فهم البهايم اللى مع سعادتك .. واللى حصل ده شرف لنا .   

الأستاذ : شرف إيه يامحامى النقر ؟

الضابط : طبعا .. ضرب الحكومة مش عيب .

الأستاذ : عندك حق .. إنتم زمان عبدتوهم .. يبقى ضربهم شرف .

المحامى : خلاص ياأستاذ هى ماشية كدة . 

الأستاذ : إن شاء الله هامشيها الناحية التانية .

الضابط : بلاش الناحية التانية . 

المحامى : بلاش الله يخليك .

الضابط : انا من رأيى تسمع كلام الأخ .

الأستاذ : لأ .. الناحية التانية .. ونشوف هاتودينا فين .

الضابط : ورا الشمس .. خليك هنا أحسن .

المحامى : خلاص ياأستاذ خلينا هنا أحسن .. مش عايزين بهدلة أكتر من كدة .

الضابط : أيوه خلينا هنا .. شوف هاتعمل إيه وخلصنا علشان الواحد روحه بقت فى مناخيره .  

الأستاذ : لا هانعمل ولا نسوى .. هو إحنا بقى فينا حيل ؟

د.أنهار : تسمح لى ياأستاذ .

الأستاذ : مفيش سماح .. عجبك اللى إتعمل فينا ؟ 

د.أنهار : بالطبع لأ .. كله هايتكتب فى التقرير .. هو إتكتب خلاص صوت وصورة . 

الأستاذ : يادى الفضيحة .. تسجلت صوت وصورة وأنا بيتعمل معايا الجلاشة .

د.أنهار : طبعا والعالم كله شاهد . 

الأستاذ : أورى وشى للناس إزاى ؟ .. ( يتوجه إلى المحامى ) .. مش قلت لك يافالح .. وإنت تقول لى مفيش جاليليو . 

الضابط : مين جاليليو ده ؟

الأستاذ : اللى شنقوه علشان قال الحق .. ياريتنى إتشنقت .. كان أحسن لى من الفضيحة دى .

المحامى : الحمد لله اللى جت على قد كدة .. ( يميل على الأستاذ وبصوت خافت ) .. هارفع لك عليهم قضية وأشحططهم فى المحاكم .

الضابط : بتقول حاجة يا ..

المحامى : لا أبدا .. باقول له عديها .

الضابط : ونعم الرأى .. إسمع كلام الأستاذ .

المحامى : أيوه إسمع كلامى وعديها الساعة دى .

الأستاذ : إنت شايف كدة ؟

المحامى : المثل قال إذا حكمك الندل طيعه ، وإذا حكمته ربيه .

الأستاذ : (للضابط) .. طيب قبل أى حاجة .. عايز الموبايل بتاعى .

الضابط : اتفضل سعادتك خد الموبايل اللى يعجبك .. كلهم قدامك على المكتب .. خدهم كلهم .

( يأخذ الأستاذ الموبايل ويقوم بتشغيله)

الأستاذ : التليفون مش عايز يشتغل .. عملتوا فيه إيه ؟ 

الضابط : ماعملناش حاجة .. ماحدش لمسه .. (يكلم رجاله) .. عملتم حاجة فى التليفونات ؟

(يرد الرجال فى صوت واحد) 

رجال الأمن : (فى صوت جهورى واحد) .. لأ يافندم .

الأستاذ : ده مهنج .. بس هاشغلك .. (يعيد تشغيل التليفون) .. مش هانغلب . 

(يرن جرس التليفون فيقربه من أذنه ويخطفه منه الضابط ويرد)  

الضابط : آلو .. 

(يأتيه صوت قائده من جهاز اللاسلكى المعلق بجانبه)

القائد : سيب له التليفون ياغبى .

(يمسك الضابط جهاز اللاسلكى ويقربه من فمه)

الضابط : حاضر سعادتك .. بس ..

القائد : نفذ ياغبى .

الضابط : علم يافندم .. (يناول التليفون للأستاذ) .. إتفضل ياأستاذ .. ولو سمحت شغل الميكوفون علشان نبقى فى الصورة بس .

الأستاذ : (يقوم بتشغيل ميكروفون التليفون) .. آلو .. مين حضرتك ؟

القائد : الرياسة معاك .

الأستاذ : أهلا وسهلا .. رياسة إيه ؟

القائد : جرى إيه ياأستاذ .. باقول لك إحنا الرياسة .. إحنا كل حاجة .. ألحنها لك .

الأستاذ : (يشير إلى الضابط) .. والأخ ده قونطة ؟ 

القائد : ده الراجل بتاعى واحنا متأسفين على سوء التفاهم اللى حصل .

الأستاذ : سوء تفاهم تانى ؟

القائد : أيوه سوء تفاهم ومش عايزين نعمل زيطة .

الأستاذ : إنتم اللى عاملين .. إحنا عملنا حاجة ؟

القائد : قلنا كانت غلطة .. وتأسفنا لك .. هاتعمل لنا هلولة ؟

الأستاذ : أنا عن نفسى مش هاعمل .. أوكى يارياسة .

القائد : عايزين نمشيها بالحب .. بالحب مش حاجة تانى .

الأستاذ : تانى ؟ .. إذا كان إحنا ماشفناش الأولانى .. شفنا التسخين بس .. نمشيها بالحب يارياسة .

القائد : مش عايزين حاجة هايفة تقلق أمن وإستقرار الوطن .

الأستاذ : بالظبط هايفة .. الضرب على القفا حاجة هايفة طبعا .. 

القائد : وهو القفا إتعمل ليه ؟ .. ثم إنكم أهلى وناسى .. ودول رجالتى .. إنتم بتوعى ، وهم بتوعى .. 

الأستاذ : طبعا يارياسة .

القائد : فى الآخر كله بتاعى .. تخيل لما سوء تفاهم بسيط زى اللى حصل يعمل قلق .. نعمل إحنا إيه ؟ 

الأستاذ : إيه ؟

القائد : نعمل واجبنا ؟

الأستاذ : صح .. تعملوا واجبكم .. اللى هو إيه ؟

القائد : نقضى على سبب القلق .. مانخليش له وجود .

الأستاذ : يستاهل .. عموما ربنا ما يجيب قلق .. 

القائد : يعنى مفيش قلق ؟

الأستاذ : على الطلاق ما فيه قلق .

القائد : بالحب ياأستاذ .. بالحب .. باى .

الأستاذ : بالحب يارياسة .. باى .

(يقفل مع الرياسة فيرن الجرس مرة أخرى من مسترماكس)

مستر ماكس : هاللو بروفيسور .

الأستاذ : ييس آى آم .. هو آر يو ؟

مستر ماكس : ( بلهجة خواجة) .. معاك المستر ماكس رئيس هيئة الجوع فى الأمم المتحدة . 

الأستاذ : أهلا وسهلا .

مستر ماكس : أولا احنا آسفين على ما قد حصل .. وإحنا شفنا كل حاجة .. ومش راح نسكت .

الأستاذ : إعمل معروف وإسكت .

مستر ماكس : انا مش أسكت .

الأستاذ : طيب وطى صوتك الرياسة قالت مش عايزين قلق .

مستر ماكس : رياسة عندكم انتم .. إحنا نضرب الرياسة بتاع إنتم بالجزمة القديمة . 

الأستاذ : طيب إتصرفوا إنتم أنا مش عندى جزمة ؟

مستر ماكس : إنت كمان مش إسكت .

الأستاذ : ما أقدرش .

مستر ماكس : نو نو .. إنت إقدر .

الأستاذ : الرجالة هنا .. ونفسها تعمل سوء تفاهم .

مستر ماكس : إحنا مش يهمنا رجالة .

الأستاذ : أنا يهمنى .. أنا اللى هاشيل الليلة .

مستر ماكس : إنت مش تشيل حاجة .. مش تخاف أستاذ .. إحنا مش راح نسيب إنت . 

الأستاذ : متأكد إن الرياسة .. بالجزمة ؟

مستر ماكس : أكيد أستاذ إنت مش عايش وإلا إيه ؟

الأستاذ : عايش بس عارفين إن هم اللى هم .

مستر ماكس : طظ أستاذ .. رياسة تيت .

الأستاذ : تيت تيت ؟

مستر ماكس : يس بروفيسير .. رياسة بتاع إنت تيت .

الأستاذ : تيت تيت .

مستر ماكس : لو محتاج حاجة عندك دكتورة أنهار .. مش تخاف .

الأستاذ : شكرا مستر ماكس .

مستر ماكس : براحتك أستاذ .. أنا جاى فى الطريق .. باى .

الأستاذ : باى مستر ماكس .. (يلتفت إلى الضابط) .. يضرب رياستكم بالجزمة .. القوى مالوش غير الأقوى منه .. هات قفاك ياد .

الضابط : نعم ؟

الأستاذ : ناولنى قفاك ياد .

الضابط : ماعنديش أوامر أناول قفايا لحد .

الأستاذ : (يقترب من الضابط ويرفع يمناه) .. ياولد هات قفاك .

الضابط : طيب ممكن سعادتك أطلب القائد بتاعى نشوف رأيه إيه .

(يأتيهم صوت القائد من الاسلكى)

القائد : ناوله قفاك ياغبى .

الضابط : قفايا يافندم ؟

القائد : ماتخليش قفاك يبقى سبب القلق .. كدة هانقضى على قفاك .. خلص وإديه له .

الضابط : بس يافندم .

القائد : ما تبسبسش ده شغل .

الضابط : أمرى لله .. (يقترب من الأستاذ مطأطئ الرأس) .. اتفضل ياأستاذ .

الأستاذ : لاحول ولا قوة إلا بالله .. سبحان المعز المذل .. ماكان بلاش إفترا .. 

الضابط : آسفين .. وأوعدك إنها مش هاتتكرر .

الأستاذ : ده أنا هانفخك .

الضابط : أنفخ يافندم .

الأستاذ : إستنى لما أجيب النفاخة .. دلوقت تاخد البهايم بتوعك دول وتمشى من هنا .

الضابط : حاضر يافندم بس الأوامر ..

الأستاذ : أوامر عليك انت .. ياللا بره .

(يأتيهم صوت القائد من الاسلكى)

القائد : بره ياغبى .. نفذ اللى يقول عليه الأستاذ .

الضابط : حاضر يافندم .

القائد : خليك قريب علشان عندنا أخبار إن فيه تجمعات متجهة على بيت الأستاذ .

الضابط : نلمهم يافندم ؟

القائد : لأ.. وماتعملش حاجة إلا بأوامر .. وخلى بالك سلامة الأستاذ بقت مسئوليتك .

الضابط : مسئوليتى يافندم .

القائد : أى حاجة هاتحصل للأستاذ إحنا اللى هانلبسها .. فاهم .

الضابط : فاهم يافندم .. (يشير الضابط لرجاله) .. ياللا يارجالة .

(ينصرف الضابط ورجاله)

المحامى : حلاوتك ياريس كدة إحنا ركبنا .

الأستاذ : متهيأ لك .. رياسة هتناطح رياسة بسببنا .. تخيل بقى هايجرى لنا إيه ؟

المحامى : هايجرى لنا إيه ؟

الأستاذ : هانتطحن فى النص .

المحامى : يبقى نركن إحنا على جنب ونسيبهم ياكلوا فى بعض .

الأستاذ : متهيأ لك .. مش معقول الرياسات تخسر بعضها علشان برصين ؟

د.أنهار : إحنا بنى آدمين ياأستاذ مش أبراص .

الأستاذ : متهيأ لك .. هايضحوا بينا علشان الرياسات تعيش .

المحامى : إحنا نأمن نفسنا ونعمل بلاغ رسمى .

الأستاذ : هاتعمله فين ؟ .. هم اللى هايعملوا وإحنا اللى هايتعمل فينا .. ياشيخ روح .

 د.أنهار : إطمئن ياأستاذ المستر ماكس زمانه عمل اللازم . 

المحامى : إتصلى بيه والنبى يادكتورة نشوف وصل لحد فين .

د.أنهار : من غير ما نتصل هو جاى بنفسه .. المهم دلوقت إننا نطلع على الهوا .

الأستاذ : هوا إيه ؟ .. دول قصقصوا جناحاتنا .

د.أنهار : عايزين نتصرف صح .. نشغل الكمبيوتر ونطلع على النت .

 الأستاذ : كلام معقول .. وكل حاجة تبقى على الطبيعة .. وكله يتفرج .. (يقوم الأستاذ بتشغيل الكمبيوتر ويوجه الحديث لطاقم التلفزيون ) .. وإنتم كمان شغلوا نفسكم عايز بث على الهوا .

المذيعة : انا من رأيى كفاية كدة ، نمشى أحسن .

المنتج : بقى ده كلام ؟ .. دى لسة هاتشعلل .. أنا مش ممكن أمشى وأسيب الفرصة دى .

المذيعة : قلتها بنفسك ، هاتشعلل .

المنتج : أسيبها إزاى ؟ .. أكلنا العلقة .. مش فاضل غير الحلو .   

المذيعة : حلى إنت ، أنا ماشية .. ياللا بينا ياميمى .

(تخرج المذيعة والكوافير بينما يقوم المصور برفع الكاميرا عن الأرض)

الأستاذ : مع السلامة .. وماتنسيش تقولى لأونكل حازئ يحزأ جامد .. (صوت جلبة يأتى من الخارج) .. شوفوا لنا إيه الزيطة دى .

(يدخل الضابط مسرعا ويتجه نحو الأستاذ)

الضابط : أستاذنا .. لو سمحت فيه ناس كتير تحت وعايزين يطلعوا يقابلوا سعادتك .

الأستاذ : وسايبهم تحت ليه ؟ ..  دى أصول ياراجل ؟ .. خليهم يتفضلوا .

الضابط : دول كتير قوى .

الأستاذ : ولو .. نعمل معاهم واجب على الأقل .

الضابط : دول ألوف ياأستاذ .

الأستاذ : مش مهم .

د.أنهار : المكان مش هايكفى .

الضابط : أنا من رأيى تبص لهم من الشباك .

الأستاذ : (يشير بالسبابة إلى الشباك ) .. أبص ؟

الضابط : هم عايزين يطمئنوا عليك .. شاور لهم بإيدك .

الأستاذ : أشاور لهم بإيدى كدة ؟ .. (يرفع يده اليمنى ويهزها يمينا ويسارا) 

الضابط : أيوه كدة .

الأستاذ : زى .. الرياسة ؟

الضابط : بالظبط .

(يتجه الأستاذ نحو النافذة وهو رافعا يمناه , يتبعه المحامى)

الأستاذ : ياسلام على الحاجات الحلوة دى .

(يعتدل الأستاذ نحو الضابط ويشير بيده)

الضابط : أيوه شاور لهم .

الأستاذ : خلاص روح إنت وقول لهم إنى هابث على الهوا فى النت ، وأى غلط إنت حر .. ماتنساش ، والا أقول لهم أنا ؟

الضابط : علم يافندم ، وأحب أطمئنك إحنا جنب منك تحت .

الأستاذ : روح ياخويا هو أنا خايف غير منكم .. روح .. (يتجه الأستاذ نحو النافذة يتبعه المحامى وأخذ يحيى المتجمهرين الذين تعالت أصواتهم) .. إيه الجمال ده .. إيه الحلاوة اللى إحنا فيها دى .. إستعدوا علشان البث على الهوا .. (يشيرللجماهير بالبث عن طريق حركات يديه وجسمه) .

المحامى : بيقولوا قاعدين مكانهم وهايتابعوك على المحمول .

(يعتدل الأستاذ نحو الداخل ومازال رافعا يمناه ، يتبعه المحامى)

الأستاذ : أحسن خليهم قاعدين .. يبقى رجالتى جنب منى .

المحامى :  (يميل على الأستاذ) .. انا شايف إنه ممكن نطلع مصلحة من هيثم .

الأستاذ : هو إحنا مش عملنا المصلحة ؟

المحامى : سيبهولى نجيب أى حاجة منه ، المصالح باين عليها مش هاتخلص . 

( يتجه المحامى نحو المنتج ويسير به لأقصى الغرفة وهما يتناقشان فى حين يتجه الأستاذ نحو الدكتورة )

الأستاذ : أنا آسف يادكتورة على اللى حصل .

د.أنهار : لأ مفيش أسف ولا حاجة .. إنت ذنبك إيه ؟

الأستاذ : أنا السبب .

د.أنهار : دى ضريبة النجاح .

الأستاذ : يعنى كل الضرايب بياخدوها .. إشمعنى دى اللى يدوها لنا ؟

د.أنهار : فيه حكمة بتقول اللى مايموتنيش يقَوينى .

الأستاذ : صح .. جسمى هاينحس .. يبقى عندى مناعة .

(يتجه المحامى نحو الأستاذ ويميل عليه ويحدثه بصوت خافت)

المحامى : جبت لك خمسين تانى منه .. ( يرفع يده بالشيك ) .. الشيك أهه ، أخليه معايا لبكرة ، البنك زمانه قفل .

الأستاذ : على الأقل العلقة جابت فايدة .. إركن لى على جنب الساعة دى علشان العملية شعللت .

المحامى : حاضر ياريس .. (يهم المحامى بالابتعاد)

الأستاذ : إستنى .. (يشير بإصبعيه) .. أعصابى باظت هَدِينى .

المحامى : مش وقته .. الحكومة واقفة على الباب .

الأستاذ : قلت لك أعصابى مش مظبوطة .. هَدِينى .

د.أنهار : هَدِيه ياأستاذ غريب .

المحامى : أهَدِيه ؟

د.أنهار : عايزين الأستاذ يبقى ريليكس خالص .

الأستاذ : أهى قالت لك ، خلينى ريليكس خالص .

المحامى : طيب ندخل جوة علشان .. (يشير بإصبعه السبابة نحو أنفه)  

الأستاذ : بعد إذنك هاندخل جوة .. علشان ماحدش يشم الريليكس .

د.أنهار : إتفضل سيادتك .

 ( يتجة الأستاذ نحو الباب ويميل نحو النافذة ويلوح بيده ، فتتعالى أصوات المتجمهرين )

الأستاذ : رجالتى .. ورايح أشرب ريليكس والحكومة بتحرسنى .. أحمدك يارب .

( يخرج الأستاذ والمحامى ويأخذ المنتج تليفونه من فوق المكتب ويطلب رقما)

المنتج : آلو .. حازم بك .. أيوة أنا فى الموقع .. أيوة أيوة .. إبعت كاميرا تانى وإلا إتنين .. أقول لك إبعت كل اللى عندك .. شكلها هاتبقى مدعكة .. على فكرة الميزانية .. براحتى ؟ .. خلاص أوكى فى انتظارك سعادتك .. سلام .

عزت : إبقى إعمل حساب العلقة فى الميزانية .

المنتج : ماتخافش حازم بك قال لى براحتك .

عزت :  كفاية الخضة .

المنتج : والعلقة تساوى شئ وشويات .

عزت : تساوى قد إيه تقريبا ؟

المنتج : بصراحة دى ماتتقدرش ياعزت .. نحسبها حوافز ؟

عزت : لأ إصابة عمل .

المنتج : مفيش إصابات .. الظابط قال احنا عارفين بنضرب إزاى .

عزت : ممكن تخليها بدل إهانة والعالم كله شاهد .

المنتج : مش مشكلة المسمى .. هاناخد هاناخد .. عايزك تشوف مكان للكاميرات اللى جاية .

 ( يدخل الأ ستاذ وهو ينفث الدخان من فمه يتبعه المحامى)

د.أنهار : أعصابك عاملة إيه دلوقت ؟

الأستاذ : أعصاب إيه ؟ ده احنا صورنا فى التليفزيون .. طلعنا على الفضائيات .

المحامى : يابركة دعواتك ياغالية .. ده إحنا هانعمل مصالح عسل .

الأستاذ : صحيح يابنى .. مال .. وجمال .. (يشير برأسه نحو الدكتورة أنهار) . 

د.أنهار : وحب الناس فى كل مكان .

الأستاذ : المهم حب الناس اللى هنا .

د.أنهار : أصل إنت راجل طيب ياأستاذ .

الأستاذ : والله ؟

د.أنهار : العظيم .

الأستاذ : بجَد .

د.أنهار : وجَد .

المحامى : أستاذ .. كدة انت طالع دائرى .

الأستاذ : حضرتك نازل فين ؟

المحامى : إنزل إنت .. فاتح لى على الرابع .. ماكانوش نفسين .

الأستاذ : غصب عنى يابنى .. مافيهاش ولا عضماية .

المحامى : مش وقته ، عايزين نشوف هانعمل إيه .

الأستاذ : تتقرقش .

المحامى : باين عليها إشتغلت معاك قوى ولازم أفوَقك .

الأستاذ : مش هاتقدر .

المحامى : طيب هات قفاك ياد ؟

الأستاذ : الله يخرب بيتك .. ده كلام ياغريب ؟

المحامى : ياأستاذ إحنا دخلنا فى المعمعة .

الأستاذ : عندك حق دخلنا فى المعمعة .. ( يتجه إلى مقعده أمام الدكتورة ) .. هانمعمع ياأخواننا .. إجهز ياهيثم .

المنتج : جاهزين ياأستاذ , بس فيه كاميرات ومعدات أنا طلبتها من القناة وجاية فى السكة .

الأستاذ : شغل نفسك بالموجود ، ياللا يافندى شوف شغلك  . 

المنتج : حاضر ياأستاذ , جاهزين ياعزت ؟

عزت : جاهزين , هانبدأ بعد تلاتة .. واحد , اتنين ... تلاتة .. أكشن .. ( يشير بيده للمنتج الذى توسط المشهد ممسكا بالميكروفون) .

الأستاذ : إنت تانى ؟ 

المنتج : طبعا ياأستاذ , راجل فى وضعك لازم حد يقدمه ويقول عنه حاجات حلوة .. وحاجات من دى .

الأستاذ : معمع ياهيثم .. بس زود فى الحاجات اللى من دى . 

المنتج : وفوق منها شوية من عندى .. من تانى ياعزت .

عزت : جاهزين , واحد , اتنين .. تلاتة أكشن .

المنتج : سيداتى آنساتى سادتى .. يسعدنى ..

الأستاذ : يسعدك إيه ياهيثم ؟ .. واحد يقول الضرب مش عيب (يشير على المحامى) .. وهيثم يقول يسعدنى .. ناس إيه دى يا عالم ؟  

المنتج : لو سمحت ياأستاذ مش كدة .. عايزين نشتغل بقى .. من تانى يا عزت .

الأستاذ : سيبك منه ياعزت ده مالوش لازمة , أنا سايبة هنا وَنَس بس .. هانطلع على النت حالا .. واحد اتنين تلاتة (يضغط بإصبعه على لوحة مفاتيح الكمبيوتر) .

المنتج : سيداتى آنساتى سادتى .. 

الأستاذ : كدة ضهرك لكاميرا النت .. مش طالع غير قفاك .. 

(يدير المنتج ضهره)

المنتج : كدة كويس ياأستاذ ؟ 

الأستاذ : كويس ياهيثم .

المنتج : سيداتى آنساتى سادتى .. يحزننى .. (يلتفت إلى الأستاذ مستوضحا)

الأستاذ : إيه يحزننى ؟ من غير حزن احنا شبعانين منه .. على العموم وَلوِل براحتك .

المنتج : سيداتى آنساتى سادتى ..

الأستاذ : والناس الغلابة ؟ 

المنتج : مين يافندم ؟

الأستاذ : الناس اللى مش سيداتك ولا آنساتك ولا سادتك ؟ .. الغلابة لأ ؟

المنتج : أيها الناس .. (يلتفت إلى الأستاذ مستوضحا) .. 

الأستاذ : (يشير له بقبضة يده رافعا السبابة ) .. البنى آدمين .

المنتج : أيها الناس .. فى كل مكان .

الأستاذ : خلص .. مش حدوتة هى .

المنتج : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟

الأستاذ : كدة انت هاتشحت علينا .

المحامى : سيبه يعمل مصلحة .

المنتج : نتشرف بأن نتابع معكم لقاء الأستاذ حيث ..

الأستاذ : كفاية ياهيثم وسيبنى أنا والدكتورة نتبادل أطراف الحديث .

المنتج : إتفضل ياأستاذ .. إتفضل .. 

( يتنحى المنتج جانبا ويعتدل الأستاذ فى جلسته ويشد ظهره متوجها للدكتورة )

الأستاذ : تحبى نبدأ منين ؟ 

د.أنهار : أنا من رأيى ..

الأستاذ : وانا كمان .

د.أنهار : نبقى متفقين .

الأستاذ : مش هانختلف أبدا .

د.أنهار : ربنا مايجيب إختلاف .. 

الأستاذ : من رأيى إننا نركن اللى حصل لحد مانشوف الدنيا هاترسى على إيه .

د.أنهار : نعم الرأى .

الأستاذ : ونعم الرد .. بس لو ماكناش اتهزأنا .. إنما هى دى تقل من الواحد ؟

د.أنهار : أبدا .. الكترة تغلب الشجاعة .

الأستاذ : صح .. خدونا على خوانه .. عارفة لو خدنا فرصة ؟

د.أنهار : كان هايحصل إيه ؟

الأستاذ : كنا حتى كلمناهم .. انما دول شقلطونا فى لحظة .. ومن غير مانحس .

د.أنهار : مش قلنا هانركن الموضوع ده ؟

الأستاذ : عندك حق خلينا فى موضوعنا .

د.أنهار : إتفضل .

الأستاذ : بس على فكرة الكلاب السعرانة دى أنا هاأمسحهم خالص .

د.أنهار : من حقك .

المحامى : هاتعمل فيهم إيه ؟

الأستاذ : هاخليهم أول حاجة فى الخطة .. هاعدلها مخصوص علشان خاطرهم .

د.أنهار : نبتدى من هنا .. الخطة ؟

الأستاذ : الرسالة قبل الخطة .

د.أنهار : أوكى .. نتكلم فى الرسالة .

الأستاذ : قف .. ستوب .. ( يمد يده بمحاذاة كتفه رافعا كفه لأعلى .. فتتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل ) .. بعد إذنك أشوف رجالتى مالها .

(يتجه نحو النافذة ويرفع يده لهم ثم يومئ براسه إيجابا ويعود)

د.أنهار : مالهم ؟

الأستاذ : رجالتى .. بيقولوا ستوب .

د.أنهار : ستوب لمين ؟

الأستاذ : للبنى آدم اللى ماشى فى سكة الندامة , القوى إفترى على الضعيف , والناصح سرق العبيط .. خطف ونهب .. حروب ودمار وقتل .

د.أنهار : فى دى لك حق .

الأستاذ : وقننوها .. كل الغلط بقى بالقانون .

د.أنهار : بس القانون إتعمل علشان يحمى ويحافظ على حقوق الناس .

الأستاذ : الكبيرة بس . 

د.أنهار : صح .. عندك حق .

الأستاذ : الحروب اللى بيروح ضحيتها ملايين عاملين لها قوانين .. والناس اللى بيموتوا من الجوع مفيش لهم قانون ..  شفتى الخيبة ؟  

د.أنهار : شفت .

الأستاذ : بلاش كدة , عمرك شفتى مخلوق إخترع حاجة تقضى عليه ؟

د.أنهار : أبدا .

الأستاذ : ده الناس اللى بتموت نتيجة إختراعاته أكتر من اللى بيموت على سريره ؟ .. ده غير تلوث البيئة .. وثقب الأوزون .. دول خرموا السما .

د.أنهار : دى كارثة .. والحل ؟

المحامى : (فى تراخى يفتح عينيه وكأنه كان فى نوم عميق) .. الأستاذ لقى لها حل .. ( يشير بقبضة يده رافعا السبابة) 

الأستاذ : خليك نايم إنت ياغريب .

د.أنهار : هو الأستاذ غريب ماله ؟

الأستاذ : أصله شرب ريليكس معايا .. وهو مش قد الريليكس .

المحامى : لأ أنا قده .. بس أنا ريليكس .

د.أنهار : خلينا فى الحل .

الأستاذ : الحل جاى لوحده .. شوفى يادكتورة .. أنا لما فكرت كويس لقيت إن التقدم العلمى هايوصلنا لمرحلة الآلية الكاملة .

د.أنهار : وهى دى اللى هاتحل مشاكلنا ؟ 

الأستاذ : طبعا .. المكن هايعمل كل حاجة .. هايزرع ويصنع .. حتى التفكير هايفكر لنا .

د.أنهار : وده هايحل المشاكل ؟

الأستاذ : طبعا .. ماحدش هايتحكم فى حد .. ولا حد رزقه على حد .. ومن هنا أقول  .. كمان قف وكمان ستوب . 

د.أنهار : الكمان دول لمين ؟

الأستاذ : الأولانيين للبنى آدمين .. التانيين بقى للى سايقين .. الناس اللى فوق .. اللى مش هايعجبهم الكلام ده . 

د.أنهار : ليه ؟

الأستاذ : دول فرعون الذى يخر الناس له سجدا .. إزاى حد يقول لهم ستوب .. دول ممكن يعملوا زى شمشون ويهدوها على الكل .

د.أنهار : مش معقول .. حد هايهدها على دماغه ؟

الأستاذ : يعملها .. وحتى من غير هدد , بدل ما قدامنا تلاتين اربعين سنة , يخلونا نلف كعب داير وناخد لنا تلات أربعة آلاف سنة فى التخلف اللى إحنا فيه . 

د.أنهار : وصلت ياأستاذ .

المحامى : تصدق يا جهبذة إنها وصلت عندى أنا كمان . 

الأستاذ : الحمد لله .. يعنى إنت صاحى ؟

المحامى : ومصحصح .. معاك والله .. قول قول وجهبذنا .

الأستاذ : نقول له قف يانظام إنت شخت وخرفت .. وخليها بكرامتها أحسن . 

د.أنهار : بكرامتها إزاى ؟

الأستاذ : يعنى من غير مشاكل ولا حوارات .. إستريح وكفاية اللى عملته فينا . 

د.أنهار : ما نشوف لهم علاج ؟

الأستاذ : علاجهم الإنقراض .. زى الديناصورات .

د.أنهار : ومين يتولى القيادة ؟

الأستاذ : احنا مش عايزين نعيد الكرة .. زمان سلمنا أمرنا لناس .. قاموا نسيوا أمرنا ونسيوا ربنا .. مش فرعون قال أنا ربكم الأعلى ؟

د.أنهار : حصل .

الأستاذ : والنمرود مش قال أنا أحيى وأميت ؟

د.أنهار : حصل .

الأستاذ : دلوقت فرعون والنمرود إجتمعوا مع بعض .

د.أنهار : إزاى ؟

الأستاذ : أولا .. ( يشير بيده للأعلى ) .. مش هم فوق خالص ؟ 

د.أنهار : خالص .

الأستاذ : واحنا تحت خالص ؟

د.أنهار : خالص .

الأستاذ : كدة يبقى هم فرعون .. صح ؟

د.أنهار : صح .

الأستاذ : ثانيا .. مش هم بيتحكموا فى مصير البنى آدمين . 

د.أنهار : طبعا .

الأستاذ : تبقى خلصت .. واحنا اللى سلمنا لهم دقوننا .. إتفرعنوا وإتنمردوا علينا .. (تتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل) .. شفتى رجالتى .. عايزين يتفرعنوا .

د.أنهار : سامعة .. و عايزين يتنمردوا كمان .

الأستاذ : دول من إستحقارهم لينا خلونا بهايم . 

د.أنهار : مش للدرجة دى ؟

الأستاذ : إسمهم بيقول كدة ؟ .. السايس بيسوق إيه غير البهايم  .. سخطونا بهايم يادكتورة .

د.أنهار : ده مجرد مصطلح .

الأستاذ : يعنى ما فيش إسم غير ده ؟

د.أنهار : نطالب بتغييره .

الأستاذ : حقنا .. ثم إن دول شغالين عندنا .. وبياكلوا من شقانا وكدنا .

د.أنهار : تقترح إيه حضرتك ؟

الأستاذ : والله الموضوع ده لما جه فى بالى لقيت إنه مايستاهلش إننا نتعب نفسنا لأنه غاير .. (يحرك يديه للأمام ذهابا وإيابا) .. غاير .

المحامى : واخدة بالِك .. (يشير إلى الأستاذ) .. دى بقى جهبذة .. بس ممكن الجهبذة تطلع إسم وإتنين وتلاتة .. جهبذ .

الأستاذ : ياواد خليك إنت فى نومك .. نام يابابا .. نام .

د.أنهار : على رأى الأستاذ النايم .. ممكن حضرتك تقترح إسم .

الأستاذ : ممكن .. نقدر نقول .. أو نقول .. أو نقول .. سهلة خالص .

المحامى : وصلت .. والنعمة وصلت .. وصلت يادكتورة ؟

د.أنهار : إيه هى اللى وصلت .

المحامى : اللى قال عليه الأستاذ .

الأستاذ : لأ لأ ياغريب كدة مش حلو .

المحامى : نزود الحلاوة حبة ؟

الأستاذ : خش لخالتك خليها تعمل لنا قهوة .. وإرتاح شوية .

المحامى : أنا مرتاح ياأستاذ .

الأستاذ : طيب قول لخالتك تعمل لنا قهوة وما ترتحش .

المحامى : عايزنى أخلع يعنى ؟

الأستاذ : آه .

المحامى : بس أنا عايز أتفرج .

الأستاذ : هو إحنا فُرجة ياغريب ؟ .. مش كدة .

المحامى : بس أنا عايز أتفرج .

الأستاذ : علشان نولع واحدة ريليكس .. إخلع وانا هاحصلك .

المحامى : ماتقول كدة من الأول .

(يتجه المحامى نحو الباب)

الأستاذ : فرعون لما سألوه إيه فرعنك ؟ .. قال مالقيتش حد يلمنى .

د.أنهار : ومين كان يقدر يلمه ؟

الأستاذ : تلمه البهايم اللى متساقة .. ده لو كل واحد تف عليه تفة هايغرق فى التفافة .

المحامى : (يستدير قبل خروجه من الباب) .. هى دى ، نعمل ثورة التفافة ؟

الأستاذ : (يشير للمحامى بالخروج) .. لا ثورة ولا غيره .. بالأدب والإحترام .

د.أنهار : إزاى ؟

الأستاذ : حوار راقى .

د.أنهار : معاهم ؟ .. (تشير بيمناها بعيدا) 

الأستاذ : نقول لهم إحنا كنا قُصر وإنتم كنتم أوصياء علينا وبلغنا سن الرشد .. سلمونا بقى التركة بتاعة أبونا .

د.أنهار : إيه تركة أبونا ؟

الأستاذ : الأرض وكل الخير اللى فيها ده سابه لنا أبونا آدم .. مش كلها كانت بتاعته ؟

د.أنهار : صح .. ماكانش فيه غيره .

الأستاذ : يعنى هو صاحبها .. خليكى معايا .. هو إيه ؟ 

د.أنهار : صاحبها .

الأستاذ : يبقى ولاده كلهم لهم نصيب فى اللى فاته لهم أبوهم .. ميراث شرعى سماوى ووضعى وبكل الملل ليهم حق .. حق وإلا مش حق ؟

د.أنهار : حق الحق .. وصلت لدى إزاى ياجهبذ .

الأستاذ : كدة تبقى وصلت .. وعلى فكرة .. أنا باتكلم بلغة دارجة  ومش عايز أتجهبذ علشان كلامى يوصل لكل الناس .. الجهابذة والغير جهابذة .  

د.أنهار : لفتة جميلة وتوضيح أجمل .

الأستاذ : وكمان ممكن حد يتهيأ له إن الكلام المزوق هو اللى .. المهم إن الكلام يوصل .. ومادام الكلام وصل .. اللى بتكلمه يفهمه .. مش ندن فى مالطة .

د.أنهار : معنى كدة إننا هانستلم التركة .

الأستاذ : ده أصغر واحد العالم عمره أكتر من عشرآلاف سنة .. سن الرشد عندكم كام ؟ 

د.أنهار : بس الدنيا تقف كدة .. هاتدورها إزاى ؟

الأستاذ : إحنا هانسيبهم لفترة .. من ناحية نتقى شرهم والناحية التانية يمشوا الشغل .. بس على شرط ..إنتم ناس شغالين عندنا .. واللى مش عايز يشتغل عندنا .. متشكرين منهم وبالسلامة وياخد مكافأة نهاية خدمة . 

د.أنهار : كمان ؟

الأستاذ : وشهادة شكر وتقدير .. وعلى دماغ كل واحد منهم بوسة .

د.أنهار : هى هى ومش ماشيين .. حد يسيب اللى هم فيه ؟

الأستاذ : خليهم قاعدين .. يتمرغوا فيها لحد ما ربنا يفتكرهم .

د.أنهار : هاييجى غيرهم وغيرهم .

الأستاذ : مش هاييجى ..هانقطع خلفهم .. هانجيب بدالهم مكن متبرمج على التواضع .. مايعرفش قلة الأدب .. ما سمعش عن الإفترا .. حَبُوب خالص .  

د.أنهار : كلمنا عن خطة التغيير .. شايفها إزاى ؟

الأستاذ : (يشير بكفه مادا يده للأمام) .. كدة .

د.أنهار : أيوة بس عايزين فكرة مبسطة عن الخطة .

الأستاذ : احنا قلنا الرسالة ؟

د.أنهار : قلنا الرسالة .. قف وستوب . 

الأستاذ : بعد الرسالة تيجى الخطة .            

د.أنهار : أيوة الخطة الرسالة خلصت .

الأستاذ : إحنا قلنا قف ، يعنى كل الناس تقف لحظة , ويشوفوا رايحين على فين .

د.أنهار : ما كل واحد عارف رايح فين .

الأستاذ : ده كل واحد لوحده .. اللى رايح شغله , واللى رايح يعربد , واللى رايح يسرق واللى يقتل .

د.أنهار : أمال حضرتك تقصد إيه ؟

الأستاذ : قصدى الجنس اللى بيدمر وهو فاكر إنه بيعمر .. إحنا بندمرنا يادكتورة .

د.أنهار : قصدك الفكر الجمعى .

الأستاذ : هو ده .. مش الطرحى والضربى .

د.أنهار : يطلع إيه الحاجات دى ؟

الأستاذ : الطرح أرضا , والضرب لكما .. زى ما حصل معانا .

د.أنهار : مش قلنا هاننسى اللى حصل معانا ؟ 

الأستاذ : ودى حاجة تتنسى ؟

د.أنهار : خلينا فى الخطة .

الأستاذ : فيه عدة محاور فى الخطة .. نمرة واحد أنظمة هانلغيها .. ودى أنظمة بتهدم , مابتبنيش .. وبتقتل مابتحييش .

د.أنهار : نلغيها خالص ؟

الأستاذ : هانلغيها نهائيا وبدون رجعة .. فى الواقع هانعمل لها تحويل .. هانستأنسها .. هى حاليا وحوش كواسر بتاكل فى البنى آدمين .

د.أنهار : مش واضحة .. قل لنا نظام على سبيل المثال . 

الأستاذ : ناخد ماكينة القتل .. اللى فى كل بلد .. دى شغلتها قتل البنى آدمين .

د.أنهار : تقصد الجيوش ؟

الأستاذ : هى .. بنت الكلب .. وأوعى تقولى بتحمى الأوطان والكلام اللى اتضحك علينا به .. دى هراوة فى إيد النظام .

د.أنهار : بس الإنتماء للوطن .. 

الأستاذ : قصدك السجن .. يادكتورة الإنسان وطنه الأرض ، كل شبر فيها .. إحنا مش قلنا بتاعة أبونا .. وإلا أقول تانى ؟

(تتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل فيرفع الأستاذ يده بالتحية وهو فى مكانه)

الأستاذ : رجالتى .. بتقول عايزين الأرض .   

د.أنهار : الوطن سجن ؟

الأستاذ : طبعا سجن .. كل اللى حكم حتة أرض وشوية ناس .. بقت بتاعته هى والبنى آدمين اللى عليها .. الواحد لو رايح بلد غير بلده .. لازم تأشيرة ومن غير كدة يتقبض عليه .. ويرجعوه تانى .. هم متفقين مع بعض على كدة .. ليه بقى ؟   

د.أنهار : ليه بقى ؟   

الأستاذ : لو سابوا الناس على مزاجها هاتهج .. هايطفشوا منهم .. المفروض يبصوا ليوم زى ده .. (تتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل ويتجه الأستاذ نحو النافذة ثم يومئ للجماهير) .. رجالتى عايزين يطفشوا .

د.أنهار : نرجع للجيوش . 

الأستاذ : تخيلى معايا لو إستغلينا إمكانياتها فى إنتاج أكل مش قتل  .. مايكفوش سكان الأرض ؟  

د.أنهار : تقريبا .

الأستاذ : وأكتر .. ده احنا ممكن نصدر للمريخ .. ساعتها بقى هانحارب ونعمل مشاكل ليه ؟ .. الأكل مضمون .. هى الناس بتتخانق غير علشان لقمة العيش ؟ 

د.أنهار : ومين  هايوافق على كدة ؟

الأستاذ : بصى يادكتورة .. من هنا ورايح كل واحد يعرف حجمة .. دول ناس شغالين عندنا .. هم واللى مشغلينهم .. بندفع مرتباتهم من دمنا .. يعنى إحنا اللى نقول والأمر أمرنا .. واللى مش عاجبه يخلع .

(تتعالى أصوات المتجمهرين فيقف الأستاذ رافعا يده وهو فى مكانه) .

 الأستاذ : رجالتى عايزين يخلعوا ..

د.أنهار : واللى مش عاجبه يخلع على فين ؟

الأستاذ : يشوف له كوكب تانى يكون ناسه لسة بهايم مابقوش بنى آدمين  . 

د.أنهار : هايلاقى ؟

الأستاذ : ولو لقى مش هايطَول .. البهايم مصيرها تتعلم وتبقى بنى آدمين ويمشوهم .. ويفضلوا كده من كوكب لكوكب .. منبوذين . 

(تتعالى أصوات المتجمهرين فيقف الأستاذ رافعا يده بالتحية وهو فى مكانه)

 الأستاذ : رجالتى .. عايزين يبقوا بنى آدمين .

د.أنهار : قلت إن الجيوش هاتنتج أكل .

الأستاذ : مثلا .. أنا باقول مثلا .. المقصود توجيه الطاقات . 

د.أنهار : دول طاقاتهم فى التدمير والقتل .. إزاى تصححها ؟ 

الأستاذ : أخلى المصانع بدل ماتنتج سلاح ودبابات وطيارات تعمل لنا روبوتات .. إنسان آلى يزرع ويقلع .. يطحن ويخبز .. يصنع ويخدم . 

د.أنهار : والمقاتلين هايعملوا إيه ؟

الأستاذ : زى اللى فات .. بدل مايسوق دبابة يسوق جرار .. بدل ما ينشن على بنى آدم , يصيد لى غزال .. واللى مش عاجبه هو كمان .. يخلع .

د.أنهار : هايشوف له كوكب تانى ؟

الأستاذ : لا يادكتورة لا .. يتقاعد وياخد كل مستحقاته كما لو كان لسة شغال .. وكمان فوق منها بوسة .

(تتعالى أصوات المتجمهرين فيقف الأستاذ رافعا يده وهو فى مكانه) .

الأستاذ : رجالتى عايزين يتقاعدوا .

د.أنهار : يقعدوا كدة ما يعملوش حاجة وتديهم بوسة ؟

الأستاذ : مش بوسة واحدة عشرين بوسة .

(تتعالى أصوات المتجمهرين فيقف الأستاذ رافعا يده وهو فى مكانه) .

الأستاذ : رجالتى عايزين بوسة .. رجالتى دول عايزين كل حاجة ..

د.أنهار : طيب بالنسبة للإقتصاد .

الأستاذ : أول حاجة هانغير الهدف بتاعه .. هايبقى خدمة الناس .

د.أنهار : هو حاليا هدفه خدمة الناس .

الأستاذ : نظريا .. إنما تطبيقيا سرقة الناس .

د.أنهار : هى حاليا بتخدم مين ؟

الأستاذ : تقدرى تقولى بتخدم ناس بعينها .. بتخدم ناس على حساب ناس .. بتعلى ناس وتوطى ناس .. ده أنا لما فكرت كويس لقيته مليان بلاوى .

د.أنهار : لقيت إيه ؟

الأستاذ : لقيت نظام بياكل البنى آدمين , وبيشرب جاز .

(تتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل فيشير الأستاذ لهم ويعود لوسط القاعه)

الأستاذ : رجالتى .. عايزين ياكلوا بنى آدمين ويشربوا جاز .. (يشير للخارج حيث المحامى) .. هات لهم جاز ياغريب .. بنى آدمين لأ .

د.أنهار : وهل تغيير الهدف كافى للتغيير ؟

الأستاذ : فيه شوية تعديلات فى ظل الهدف الجديد .   

د.أنهار : عايزين فكرة مبسطة عن التعديلات .

الأستاذ : أولا .. إلغاء العملة .

د.أنهار : والناس هاتتعامل بإيه ؟

الأستاذ : زى مابتتعامل حاليا .. حسابات فى البنوك .. له وعليه .. وماحدش يمسك فلوس فى إيده .. 

د.أنهار : فين التغيير .

الأستاذ : متهيأ لك .. كفاية البركة اللى هاتحل علينا .

د.أنهار : منين البركة ؟

الأستاذ : من عند ربنا .. ده اللى إحنا فيه قلة بركة .. هى الفلوس دى مش نعمة ؟

د.أنهار : طبعا .

الأستاذ : ولما تلاقى واحد سكران وبيرمى الفلوس على رقاصة فى كباريه .. مش إفترا ؟

د.أنهار : إفترا .

الأستاذ : ولما حد يفترى على النعمة .. مش ربنا يكسعمه ؟

د.أنهار : طبعا .

الأستاذ : يبقى لما نلغى العملة نبقى منعنا الإفترا على النعمة .

د.أنهار : صح .

الأستاذ : هاتحل علينا البركة .

د.أنهار : ده إنت شيخ وكلامك كله بركة .

الأستاذ : ربنا يبارك لك .. إنتى اللى على بعضك بركة .

د.أنهار : طيب الناس اللى بتموت من الجوع ؟

(تتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل فيشير الأستاذ إلى المحامى)

الأستاذ : رجالتى بيقولوا هانموت من الجوع .. (ينادى على المحامى) .. ياغريب .. ياريليكس .

(يدخل المحامى)

المحامى : نعم ياأستاذ ؟

الأستاذ : هات لهم حاجة ياكلوها دول ضيوف عندنا .

المحامى : دول كتير ياأستاذ هنأكلهم إيه ؟

الأستاذ : إتصرف .. هات لهم ساندوتشات فول وطعمية .. أى حاجة إتصرف ياراجل دول حتى عاملين لنا منظر .

المحامى : هانكفيهم منين ياأستاذ ؟

الأستاذ : خد من الخمسين الف اللى جبتها من البنك .. رزقهم بقى .. شفت .. عملنا مفتحين وجبناها من الهوا , والآخر تروح  لأصحاب النصيب .. حكمتك ياكبير .  

المحامى : (يتوجه نحو الباب) .. فنجر براحتك , أنا هاخد حقى وإنت حر فى حقك .. ولع فيه .

الأستاذ : ياعبيط عاملين لنا صوت وونس .

د.أنهار : كريم ياأستاذ .

الأستاذ : ده شغلى الشاغل .. وشعارنا الفترة الجاية .. طعام لكل جعان .

د.أنهار : جميل .

الأستاذ : حد كافى لكل إنسان .. صحى ومش مضروب .. وبالمجان .. يجوع , يخش المطعم ياكل حده .. الكافى .. الصحى .. اللى مش مضروب .

 د.أنهار : إيه المقصود باللى مش مضروب ؟

الأستاذ : أصلى  مش مغشوش , زى كل حاجة النهاردة .

د.أنهار : حد كافى قد إيه ؟

الأستاذ : ياكل ويشبع  .. مش ياكل نص بطن ؟

د.أنهار : لازم ياكل فى المطعم ؟

الأستاذ : من حقه الحد الكافى بتاعه .. ياكل فى البيت , ياكل فى الشارع .. مطرح مايحب ياكل ياكل .

د.أنهار : والناس الى بتحب تعمل أكلها فى البيت ؟

الأستاذ : ياخد نى ويسوى فى بيته براحته .. ولو بيحب المشوى , ياخد عليهم شوية فحم كمان .

د.أنهار : طيب نوع الأكل ؟

الأستاذ : شوفى يادكتورة .. كل واحد على كيفه .. عايز لحمة ، عايز فراخ .. كل حاجة موجودة .. 

د.أنهار : هايولع فحم علشان يشوى الحد الصحى ؟ دول حسب معرفتى ميه وخمسين جرام ؟

الأستاذ : شوفى ياستى .. الراجل الغلبان صاحب العيال زى حالاتى إضربى مية وخمسين جرام فى خمسة والا ستة .. يبقى دخلنا فى الحد الأدنى للشوى .. يولع .. ويشوى براحته .

 د.أنهار : حسبة معقولة .

الأستاذ : ومنها يلم العيال حواليه ويقعدوا  ياكلوا مع بعض .. ده إحنا كل واحد بياكل على راسه .

د.أنهار : ولو العيال رفضوا اللمة ؟

الأستاذ : هايقعدوا غصب عنهم .. ده التموين بتاعهم ومفيش أكل غير ده .. وبكدة نبقى حدينا من الصياعة وجمعنا شمل الأسرة .

د.أنهار : فكر إصلاحى .. بركة وروابط أسرية .. ده انت ولى من الصالحين .

الأستاذ : دى المرحلة الأولى .. إشباع الجسم .

د.أنهار : فيه مراحل تانية ؟

الأستاذ : المرحلة اللى بعدها هى التلذذ .. إشباع العين .. فالعين تأكل قبل البق أحيانا .

د.أنهار : إزاى دى ؟

الأستاذ : لما الأكل يبقى طعم ومنظر .. تبصى وتتلذذى وتتلمقى .. فخدة ضانى قدام منك .. وزة .. راس عجل فوق أنجر فتة .. وصحى .

د.أنهار : وهاتكفى الناس منين ؟

الأستاذ : بيولوجى .. احنا دلوقت تمكنا من انتاج البروتين معمليا , وقريب قوى هانفتح مصانع تنتج بروتين خام .

د.أنهار : وهى راس العجل مية وخمسين جرام ؟

الأستاذ : ما هى المية وخمسين جرام دى هاتدخل على مكن يشكلها حسب الطلب .. بطاية .. وزاية .. لو عايز ضانى , يطلع لك فخداية .. الواحد ياكل ويمتع عينيه , ويحس إنه متبغدد .  

د.أنهار : من غير تخمة .

الأستاذ : لمحة ذكية منك يادكتورة , هم مية وخمسين جرام .. النسبة الطبية المحددة لكل بنى آدم .. وصحى .. لاتلبك معوى , ولا كوليسترول .. والأهم من ده كله هايلاقى بطنه مرتاحة .. لا إنتفاخ , ولا رياح .. طبى .. هو إحنا هانعمر ساقية ونخرب طاحون ؟ .. كل شئ محسوب ومرسوم .. تناغم تام .. سيمفونى .

د.أنهار : واضح إن حضرتك فكرت فى كل حاجة .

الأستاذ : طبعا .. ده مصير عيالى وعيال عيالى .. مصير الإنسان .. التلميذ الفاشل اللى من آلاف السنين بيتعلم .. لكن للأسف ماعرفش يتعلم .. ساقط وفاشل وإبن ستين ..  

د.أنهار : بعد كل التقدم اللى وصلنا له .. معقولة دى ؟

الأستاذ : يادكتورة التقدم اللى إحنا فيه هو سبب شقانا .. نسيتى خرم الأوزون ؟ .. نسيتى القنابل والصواريخ .. كل ده غلط ، ماشى غلط . 

د.أنهار : غلط فى إيه ؟

الأستاذ : تقدم من غير كونترول .. (تتعالى أصوات المتجمهرين ) .. .. بعد إذنك أشوف رجالتى مالها (يتجه الأستاذ إلى النافذة رافعا يده بالتحية ثم يومئ برأسه لهم تعبيرا عن الموافقة و يعود إلى وسط القاعه) . 

الأستاذ : رجالتى عايزين كونترول .

د.أنهار : هاتجيب لهم كونترول منين ؟

الأستاذ : موجود بس إحنا اللى مش عارفين نشغله .. العقل اللى ربنا خصنا بيه .. مشغلينه فى خدمة الظلم والدمار .

د.أنهار : فى دى عندك حق .

الأستاذ : احنا لحد كدة نبقى منعنا الحرب ووفرنا الأكل .. الباقى ساهل .. شوية تعديلات بسيطة هاتلاقى كل الأنظمة ماشية صح .

د.أنهار : إزاى كل فرد هاياخد نصيبه من الأكل ؟

الأستاذ : نعمل لهم كارت زى الفيزا بتاعة البنك .. الكارت هايكفل الأكل للى معاه واللى مفلس .. والحساب مدفوع . 

د.أنهار : ده محتاج تمويل كبير؟

الأستاذ : يفرجها ربنا .. نفرض له ضريبة .. هى الضرايب للأذى بس ؟

د.أنهار : معقول جدا .

الأستاذ : نخش على التعليم .. العيل يقعد أكتر من  عشرين سنة يتعلم وفى الآخر يطلع يشتغل زبون .

د.أنهار : تطلع إيه شغلانة الزبون . 

الأستاذ : يعنى هايكون زبون فين ؟ .. على القهوة طبعا .. ياإما يقف على النواصى يعاكس اللى رايح واللى جاى .. صايع مؤهلات .

د.أنهار : قصدك مايلاقيش شغل ؟

الأستاذ : وإذا لقى .. هاتكون حاجة غير اللى إتعلمها .. أو يشتغل أى حاجة .

د.أنهار : المهم إنه يشتغل .

الأستاذ : غلط .. عايزينه يشتغل اللى إتعلمه .. إشمعنى التعليم بتاعهم مختلف ؟

د.أنهار : تعليم مين ياأستاذ ؟

الأستاذ : مش عارفة مين ؟ .. اللى هم .

د.أنهار : مين هم ؟

الأستاذ : السلطات .. الجيش مثلا بيعمل إيه ؟

د.أنهار : فى إيه ؟

الأستاذ : بينقى العيال على الفرازة .. يعلموهم ويدربوهم وفى الآخر يشغلوهم .. مش فى الشارع ويرموهم .

د.أنهار : طبيعى لأن البلد مافيهاش غير جيش واحد .. هايشتغل فين ؟

الأستاذ : هى دى عايزين جهة واحدة .. تعلِم وتشغَل .

 د.أنهار : ودى تيجى إزاى ؟

الأستاذ : تعلم حسب الشغل المطلوب .. مش تعلم وترمى فى الشارع .

د.أنهار : كلام معقول .

الأستاذ : وتعليم صح حسب المجال اللى هايشتغل فيه ، مش إحشى معلومات وبس .

د.أنهار : قصدك تعليم متخصص .

الأستاذ : هى دى .. زى الشرطة .. العيل يدخل الكلية بيقول بابى ومامى وعمو , قوم إيه .. يعلموه صح .

د.أنهار : صح ؟

الأستاذ : يتخرج منها فرعون .. مفيش بابى ولا مامى  .. ويبقى هو اللى عمو .  

د.أنهار : ودى نعمل فيا إيه .. نلغى الشرطة كمان زى الجيش ؟ 

الأستاذ : لأ .. احنا فى المرحلة الأولى هانحط لهم مفش فى كل قسم . 

د.أنهار : مفَش ؟

الأستاذ : أى نعم مفَش , إنسان آلى .. علشان يتعاملوا مع الناس كويس .. ولو حب يقل أدبه يخش يتفِش فى المفِش .

د.أنهار : بديل ؟

الأستاذ : بديل آلى .. لحد ما ربنا يكرمنا ونعمل شرطى آلى عنده ضمير ..  

(تتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل فيشير لهم ثم يعود)

الأستاذ : رجالتى عايزة مفِش .

د.أنهار : طيب بالنسبة للدين والعادات والتقاليد ..

الأستاذ : دى الحاجة اللى ماحدش له حق يتدخل فيها .

د.أنهار : حتى لو فيها غلط .. حلال وحرام ؟

الأستاذ : الناس لما يبقى قدامها الصح والغلط , وهى مش مجبورة على الغلط .. هاتعمل غلط ؟

د.أنهار : لأ طبعا .

الأستاذ : مش هاندخل جوة الناس .. ومش إحنا اللى هانحاسبهم يوم القيامة .. ثم إن الناس لما تروق وتفكر .

(تتعالى أصوات المتجمهرين تحت المنزل فيشير لهم ثم يعود)

الأستاذ : رجالتى عايزة تروق .. بس .. ماجابوش سيرة التفكير .. كل حاجة عايزين منها إلا ده .. مش فى دماغهم .. 

 ( تخفت الأضواء ويدخل ثلاثة رجال مسلحين ملثمين فى ملابس سوداء من قاعة المسرح , واحد من اليمين واليسار والثالث رئيسهم المسمى بالتوب من المنتصف , ويخرج إثنان من الحائط المواجه , يسيطر إثنان على كل جانب شاهرين السلاح فى وجه الجميع .. ويقفل الستار )


الفصل الثالث

(تضاء أنوار خافنة حيث يظهر فى أقصى الجانب الأيمن فريق التليفزيون خلف إثنان من المهاجمين وفى الجانب الآخر يقف إثنان خلف الدكتورة ويتوجه التوب قائد الملثمين ناحية الأستاذ ويقف أمامه)

الأستاذ : (يسأل الدكتورة ) .. انتى شايفه .. والا انا .. 

( تهز له الدكتورة رأسها إيجابا ) 

التوب : احنا مانتشافش ياحمادة .

الأستاذ : حمادة مين ؟

التوب : حمادة إنت ياحمادة ..

الأستاذ : حمادة ده إبنى حضرتك غلطان .. هو عمل حاجة حمادة ؟

التوب : لأ .. انت حمادة ياحمادة .

 الأستاذ : حمادة حمادة .. ممكن أتعرف على سيادتك ؟  

التوب : تتعرف إزاى ؟ .. (بغضب وصوت عالى) .. انت شايفنى ياحمادة ؟

الأستاذ : ياعم انا مش حمادة .

التوب : لأ .. انت حمادة ياحمادة .

الأستاذ : نمشيها لك حمادة .

التوب : انت شايفنى ياحمادة ؟ .. (يضع يده على سلاحه) 

الأستاذ : أعمى لو شفتك .. ده انت طلعت من الهوا .. مفيش إنس يعمل كدة انت عفريت ؟

التوب : أنا التوب .. اللى بعد العفاريت .

الأستاذ : مرحب ياتوب .. أهلا وسهلا (يمد يده ليسلم عليه فلا يمد التوب فيرفعها ويمسح بها على شعره ) .. نقدر نخدمك بإيه ؟

التوب : إخدم نفسك انت والناس دى .. تسمعوا وتنفذوا .. أى حركة بموت .

الأستاذ : أيوة .. المطلوب إيه ؟

التوب : انت تسكت خالص .. لما اتكلم هاتعرف .. مش عايز همسة .

الأستاذ : (يعتدل فى جلسته وينظرناحية الموجودين واضعا إصبعه السبابة على فمه) .. هس .

التوب : وربع إيديك .. (يشبك الأستاذ يديه ويهز راسه إيجابا) .. كله يربع إيديه .

( يربع الجميع أيديهم)

الأستاذ : بس كدة غلط .

التوب : عارف .

(يقف الأستاذ على قدميه أمامه ويصيح )

الأستاذ : طيب بتعمل معانا الغلط ليه ؟ .. ( يوجه الجميع السلاح نحو الأستاذ فيجلس مكانه بسرعة وبصوت أقل حدة ) .. ليه كدة ؟ .. احنا كلمناك ؟ .. والا كنا كلمناك .

التوب : (يشير إلى رجاله ) .. حطوا الناس دى فى الحمام واقفلوا عليهم .

الأستاذ : لو سمحت بلاش الدكتورة .

التوب : على راسها ريشة ؟

الأستاذ : أبدا .. بس دى دكتورة وست محترمة وماتستاهلش البهدلة .. خليها تقعد جوه مع العيال .

التوب : محترمة صح .. خليها مع العيال .. 

(يخرج فريق التلفزيون والدكتورة فى حراسة إثنان من الملثمين) .. إنت بقى قل لى .. عملت إيه يخرب بيتك ؟ 

التوب : (يتوجه للأستاذ ويشير إليه بسبابته) .. إنت بقى قل لى . 

الأستاذ : أقول إيه ؟

التوب : عملت إيه يخرب بيتك ؟ 

الأستاذ : فى إيه ؟ .. وبلاش غلط .

التوب : العملة بتاعتك . 

الأستاذ : والله العظيم ماعملت حاجة .

التوب : لأ .. ده انت عملت عملة كبيرة قوى .. انت مطلوب من أكبر ناس فى العالم .. قول ماتخبيش .

الأستاذ :أقول إيه ؟

التوب :  مخبيها فين ؟ 

الأستاذ : إيه دى ؟

التوب : الهبشة .

الأستاذ : هبشة إيه ؟

التوب : الكنوز .. خاتم سليمان ؟ .. كاس الحياة ؟ .. هى .. صح ؟ 

الأستاذ : مين قال لك ؟

التوب : مش محتاجة قوالة .. ده انت ييجى عشر جهات طالباك .. ومعروض فيك ملايين .. ملايين كبيرة . 

 (تتعالى أصوات الجماهير بسبب إنقطاع البث .. يشير الأستاذ ناحية النافذه)

الأستاذ : رجالتى تحت .. كتير .

التوب : عارف .

الأستاذ : رجالتى .. كتير .

التوب : قصدك إيه ؟

الأستاذ : كل خير .. شوف صوتهم مجلجل ..  سامع ؟ 

التوب : فس .

الأستاذ : نعم ؟

التوب : فس .. ( يشير إلى رجاله ) .. شايف دول .. الواحد منهم قد كتيبة بكامل تسليحها .. يعنى يمسحك انت ورجالتك فى لحظة .

الأستاذ : خالص ؟

التوب : خالص فى لحظة .. عموما مش دى القضية . 

الأستاذ : هو ده الكلام , خلينا فى القضية .. فين المحامى يترافع ؟ 

التوب : عايزك تقوم للفس بتوعك تسكتهم ..(يشير نحن النافذه) .. مش عايز صوت . 

الأستاذ : اسكتهم إزاى ؟

التوب : مش شغلى .. إتصرف .

الأستاذ : ممكن أنزل لهم تحت واسكتهم ؟

التوب : (بصوت غاضب مهددا) .. من هنا .. كلمهم من هنا . 

الأستاذ : مش هايسمعونى .

التوب : شاور بإيدك .. زغرد لهم .. ارقص لهم .. اتشقلب .

الأستاذ : اتشقلب .

(يسير الأستاذ نحو النافذة وأخذ يشير للجماهير بيديه وجسمه بأن الأمور بخير وسيعاود البث)

التوب : خلص وتعالى هنا .

الأستاذ : جاى .

التوب :  قل لى . 

الأستاذ : إيه ؟

التوب : هاتستقرب معايا .

الأستاذ : هاستقرب معاك .

التوب : خلى بالك انا لو سلمتك , هاقبض ملايين .. ملايين كبيرة .. 

الأستاذ : انت شكلك ابن حلال وكويس .. وتستاهل ربنا يزيدك ياشيخ ..

التوب : نتكلم فى المصلحة ؟

الأستاذ : نتكلم وأنا عندى فكرة حلوة .. مصلحة ليك .

التوب : مش عايز أفكار .. انا باعمل خطتى بنفسى  .. خطة محسوبة ومدروسة .

الأستاذ : بس اسمعنى .

التوب : عايز إيه ؟

الأستاذ : انت بدل ماتسلمنى لجهة وتاخد أجرتها وخلاص , انت ممكن تقبض من الكل .. ملايين كبيرة إضرب فى عشر جهات .. فوووو .. عديت انت .. بس بشرط .

التوب : التوب ماحدش يتشرط عليه .

الأستاذ : ده مجرد حوار .. عموما إحسبها وإدرسها وقول رأيك .

(يخرج التوب جهازه من جرابه وينقر عليه عدة مرات ثم يرفع رأسه للأستاذ) ..

التوب : فكرة مش بطالة .. أوكى .. اتفقنا .. ونبطل الشغلانة الزفت دى .

الأستاذ : مادام احنا اتفقنا .. نتكلم فى المهم .

التوب : التوب بتاع المهم .

الأستاذ : عارف والله .. بالنسبة للتعامل .. عايزين أسلوب راقى .. حوارى مش قتالى . 

التوب : انت عايزنى أغيرنى ؟

الأستاذ : أبدا .. كل الموضوع إن انت تحترمنى , وانا احترمك علشان الناس يحترمونا لما يلاقونا محترمين .

التوب : العالم كله بيحترم التوب .

الأستاذ : ده شئ مفروغ منه ياتوب ياخويا .. أنا علشانى , أنا ..         

التوب : أوكى .. التوب عجبته الفكرة بتاعتك .. 

الأستاذ : هبشة حلوة .. تيجى لها قد إيه ياتوب ؟

التوب : حلوة .. حلوة .

الأستاذ : مادام حلوة وعجبتك , انا طالب منك خدمة .

التوب : اطلب .

الأستاذ : عايزك تعمل بالقرشين اللى هاتاخدهم من ورايا .

التوب : أعمل إيه ؟

الأستاذ : تحمينى .

التوب : انا مش سايبك .. واللى يبص لك يبقى حجز عند عزرائيل .

الأستاذ : ومفيش غدر؟

التوب : مفيش غدر .

الأستاذ : ولا خيانة .

التوب: ولا حاجة خالص .

الأستاذ : الحمد لله .. باين عليك كلمتك واحدة وصاحب مبادئ .

التوب : التوب صاحب كل حاجة .

الأستاذ : خلاص ياتوب حتى لو عايزنى أتسلم ، انا من نفسى أروح وأسلمنى وتقبض انت .. بس ترجعنى هنا تانى .  

التوب : أسيبك ؟ .. انت ماتتسابش ؟

الأستاذ : إوعى .

التوب : أوعى إزاى .. ده احنا هانتقاعد ونبطل شغل بعد كدة .. بس فيه شرط .

الأستاذ : إشرط براحتك . 

التوب : أنا كمان شريكك فى هبشتك .

الأستاذ : احلف لك بإيه ؟ 

التوب : من غير ماتحلف مصدقك .

الأستاذ : بص كدة .. (يشير إلى نفسه) .. ده شكل هباش ؟ 

التوب : مش بالشكل ياحبيبى .. شريكك يعنى شريكك .. خلص الكلام .

الأستاذ : أيا كان ؟ 

التوب : أيا كان .. انتهت .. خلصت .

الأستاذ : كدة يبقى لينا فى القرشين اللى جايين .. والا إيه ياشريكى ؟ 

التوب : ليك .. وخلى بالك , حقى فى هبشتك مضمون . 

الأستاذ : مضمون .. اللى هبشته أنت شريك فيه .. ولو عايز أكتر منى خد .. بس مفيش زعل . 

التوب : زعل من إيه ؟

الأستاذ : الهبشة تطلع مش قد كدة .. تطلع مضروبة .. تطلع ..  

التوب : تطلع زى ما تطلع .. أنا موافق .

الأستاذ : انت حر . 

(يرن جرس فيخرج التوب جهاز معلق بجراب على جنبه ويضع إصبعه على فمه محذرا الموجودين)

التوب : هس .. يس .. آى آم .. هو آر يو ؟ .. يور باسوورد ؟ .. اوكى , أوكى .. كله اندر كونترول .. أخبار الفلوس إيه ؟ .. إعمل تحويل للحساب اللى انت عارفه . 

(يشير إليه الأستاذ , فيضع يده على سماعة التليفون ويكلم الأستاذ)

التوب : إيه ؟

الأستاذ : ( بصوت هامس ) .. كاش .. قول له كاش . 

التوب : (بهمس) .. ليه ؟

الأستاذ : انت هاتسرقهم وتشيل الفلوس عندهم ؟

(يضع التوب إصبعه على فمه ويكمل المحادثه)

التوب : ماتعملش التحويل .. عايزهم كاش .. وابعتهم لى هنا .. سلم وأنا أسلم .. عايز تشوف الشغل ؟ .. من عينيه .. (يوجه التليفون ناحية الأستاذ) ..  إتفرج ياسيدى .. أدى الشغل قدامك .. تمام كدة ؟ .. أوكى فى انتظار المندوب , قول له مايتأخرش علشان فيه ناس غيركم عايزة الشغل ده .

 (يضع التليفون فى جرابه)

الأستاذ : الزبون ده هايبعت كام ؟

التوب : عشرة مليون دولار ورق أخضر .. ساعتين ويكونوا هنا .

الأستاذ : وهاتسلمنى ليهم ؟

التوب : مش دلوقت .. لما نقبض من باقى الزباين . 

الأستاذ : يعنى هاتسلمنى .

التوب : القرار ده فى إيدك انت .. تدينى حقى تبقى صاحبى وحبيبى ورجولة .. وأقعدك هنا سالم غانم .. إنما بقى ..

الأستاذ : إنما إيه ؟ 

التوب : ده شغل .. مفيش ياامى الحقينى . 

الأستاذ : مفيش غير ربنا .. ده انت التوب اللى بعد العفاريت .

التوب : انت قلتها بنفسك .. مش عايزين حركات .

الأستاذ : توب صحيح .. المحلى قال مش عايزين قلق .. إنما التوب قال عايزين حركات .. أوكى ياشريك .. نو حركات .

التوب: بس أنا نفسى أعرف .. إنت هبشت إيه ؟

الأستاذ : هاتعرف .. الصبر .. مش اتفقنا , وانت شريكى .. هاتاخد نصيبك .

التوب : ديل ؟

الأستاذ : ديل وكلام رجالة .

التوب : كلام التوب .. أكبر من الرجالة .. 

( يرن الجهاز فيخرجه ويضع إصبعه أمام فمه ) 

الأستاذ : هس .. عارف .

التوب : وى .. جى سوى .. وى .. وى .. وى .. الفلوس عايزينها كاش .. ماتقدرش إزاى ؟ .. خلاص بلاش .. قلت كاش وتجينى لحد هنا .. ومش أورفوار .

الأستاذ : طفشت الزبون ؟ .. بتفترى ؟ 

التوب : لأ .. تقل , خليك تقيل .

الأستاذ : كدة الزبون يطير .

التوب : دى أصول الشغل ياغشيم .. تحسس الزبون انك مستغنى عنه .. علشان يقضى ونخلص .. (يرن الجرس مرة أخرى فيضع إصبعه أمام فمه ) .. وى ..انت تانى ؟ .. (يضع التليفون وراء ظهره) .. مش قلت لك ؟

الأستاذ : هو ؟

    (يومئ التوب برأسه ويضع التليفون على أذنه وهو يشير للأستاذ بإصبعه لعدم الكلام)

التوب : وى وى .. نو .. نو .. نو .. احنا كنا متفقين على كام ؟ .. نو نو فيه اتنين مصروفات إضافية .. مش عاجبك بلاش  .. أهو كدة .. فى انتظارمندوبكم .. أورفوار .

    (يضع التليفون فى جرابه)

الأستاذ : حلاوتك .. توب صحيح .. اتنين أخضر وتتأمر عليه هو ده الشغل .

التوب : ولسة .. ده انت مصلحة فلة .

الأستاذ : فيه حتة عاملة لى قلق .

التوب : من إيه ؟ .. (يشير إلى نفسه) .. معاك التوب .. ماتخافش .

الأستاذ : لأ .. أخاف .

التوب : من إيه ؟

الأستاذ : بعد ما تخلص الشغلانة دى وتاخد فلوسهم .. انتوا ماحدش بيشوفك .. إنما أنا بقى ؟  

التوب : شريك التوب .. ماحدش يقدر يبص له .

الأستاذ : ممكن نكتب كلمتين .. علشان الناس تبقى عارفة .

التوب : التوب مابيكتبش .

الأستاذ : أمى ؟ .. مابتعرفش تكتب ؟

التوب : ياأستاذ التوب بيمسح اللى اتكتب .

الأستاذ : ونعم الماسحين .

(يرن الجهاز فيخرجه ويضع إصبعه أمام فمه)

التوب : أيوة .. باسووردك .. آه .. أندر كونترول .. نعم ؟ .. أركنه .. انتوا مش عايزينه عندكم ؟ (يقوم بتشغيل ميكروفون الجهاز ) . 

صوت العميل1 : (بلكنة أجنبيه) .. أيوة الدنيا مقلوبة علشانه وأى حاجة هاتحصل له راح نلبسها احنا .

التوب : لكن انا كدة خلصت الشغل بتاعى .

صوت العميل1 : وأكتر شوية .. متشكرين منك توب .

التوب : يعنى آخد أتعابى وأخلع ؟ 

صوت العميل1 : أوعى تسيبه .. حطه جوة عينيك لحد مانشوف الوضع .

التوب : كدة شغل جديد .  

صوت العميل1 : ضيفه على الحساب .

التوب : اتنين أخضر تحطهم على التانيين وتبعت بيهم مخصوص على هنا .. وكاش .

صوت العميل1 : أوكى توب .. زى ما قلت لك جوة عينيك .

التوب : من جوة وأغمض عليه .

صوت العميل1 : نو نو نو .. موش تغمض .. صحصح حبيبى .

التوب: اوكى سير .. هانصحص .. باى .

الأستاذ : إيه اللى حصل ؟ .. غيروا رأيهم ليه ؟

التوب: بيقول الدنيا مقلوبة علشانك .. أنا نفسى أعرف إنت عملت إيه ؟

الأستاذ : ما بلاش ياتوب .

التوب: لأ .. قر واعترف .

الأستاذ : بلاش ياتوب .

التوب : هو مش من حقى أعرف أنا شريك فى إيه ؟

الأستاذ : حقك .

التوب : يبقى أعرف .. علشان أعرف اشتغل , لو عايز الشغل يبوظ .. ماتقولش .. قول قول . 

الأستاذ : مش هاتغير رأيك ؟

قائد الملثمين : أبدا , التوب كلمته قنبلة .. قول قول .

الأستاذ : خايف .

قائد الملثمين : من إيه ؟ .. ده أنت لسة مدفوع فيك إتنين أخضر علشان أحطك جوة عينى .. يعنى أنا مكلف بإنى أحميك .. قول ماتخافش .

الأستاذ : بصراحة بصراحة ؟

التوب : بصراحة بصراحة .. قول .. (يرن الجهاز فيخرجه ويضع إصبعه أمام فمه) .. أيوة .. الباس وورد بتاعتك .. يس .. كله تحت السيطرة .. أندر كونترول .. نعم ؟ .. أخزنه ؟ .. أوكى وجوة عينى كمان , بس إبعت المعلوم وفوق منهم إتنين أزرق أجرة التخزين .. (يشير للأستاذ بعلامة النصر ) .. وكاش يابوس .. باى .

الأستاذ : وفوق منهم اتنين أزرق كمان .. ده انت توب صحيح ياتوب .

التوب : ياعم الله يخليك .. انت عملت إيه ؟

الأستاذ : تفتكر إيه ؟

التوب : والله أنا إحترت فيك .. ياعم رسينى .

الأستاذ : مادام انت محتار أنا هاريحك .. (يأخد نفسا عميقا وينفخ صدره وضع قدما فوق الأخرى) .. شوف ياتوب .

التوب : (يمد وجهه فاتحا عيناه ) .. ورينى .

الأستاذ : إحنا بقى .. بعد اللى بعد العفاريت .

التوب : (يشير إلى نفسه متسائلا) .. وبعد التوب كمان .. بس نفسى أعرف إنت عملت إيه ؟

الأستاذ : (يشير بسابته نحو التوب) .. طيب شوف دى .. أنت شايفنى ؟

التوب : شايفك .. بس لو إنت مش عايزنى أشوفك .. ماشوفكش .. وأشهد لك إن انت اللى بعد التوب .. ده العالم مقلوب عليك .

الأستاذ : نيو توب ياتوب .. إنما إنت  بتقول الدنيا مقلوبة ومفيش حد بيكلمنا ولا سائل فينا .. إيه الموضوع ياتوب ؟

التوب: التوب لما يكون فى مكان مفيش جهاز يشتغل .. ولا حد يوصله . 

الأستاذ : اشمعنى الجهاز اللى معاك ؟

التوب : ده الجهاز بتاع التوب ساعة ما يشتغل كله ينام .. لا صوت ولا صورة .. ولا حاجة أبدا .  

(يدخل أحد الملثمين ممسكا بالضابط من قفاه)

التوب : فيه إيه ؟

الملثم : بيقول إنه الحرس بتاع الأستاذ وجايب له رسالة .

الأستاذ : حرس فس ، أى حد ممكن يشوفه .

التوب : رسالة من مين ؟

الضابط : ناس تحت طالبين يقابلوا الأستاذ .

التوب : شكلهم إيه ؟ 

الضابط :  (يرفع يديه لأعلى) .. شكلهم كبار قوى . 

الأستاذ : قوى قوى ؟

الضابط : فيهم واحد بيقول إنه من الأمم المتحدة .

 (يخرج قائد الملثمين جهازه ويضغط أحد مفاتيحه وينظر فيه)

التوب: آه .. شكلهم نضيف .

الأستاذ : أوكى .. هات لنا بتاع الأمم المتحدة .

التوب : تفتشه كويس قبل ما يدخل .. مسئوليتك توب ون .. ( يشير إلى الملثم الممسك به فيجيبه برفع يده)                                                               

الضابط : حاضر يافندم .

التوب : انت ماشفتنيش . 

الضابط : طبعا ؟

التوب: شفتنى ؟

الضابط : ماحصلش .

التوب: حد علقك من قفاك ؟

الضابط : ماحصلش .. بنعمل الحاجات دى عندنا .. عارفها .. بس أنا مش عارف حاجة .

التوب : طيب،  نفذ .. وبهدوء .

الضابط : علم وينفذ .

(يخرج الضابط ومازال الملثم ممسكا به من قفاه)

التوب : (ينادى على فريقه) .. إجمع فريق توب .. (يصطف الملثمين صفا واحدا) .. كل واحد ياخد له ساتر .. انت تخش فى درج المكتب .. وأنتم الاتنين جوة الحيطة .. وإنت تخش تحت السجادة .

الملثم : بلاش السجادة ياريس دى معفنة قوى .. 

التوب: أحطك فين يعنى ؟

الملثم : خلينى الدرج التانى .. (يشير إلى المكتب) . 

التوب: انت تخين مش هايكفيك .. هى السجادة وتشفط بطنك وتساوى نفسك بالأرض .. يابنى عايزك قريب منى . 

الملثم : أمرك ياتوب . 

الأستاذ : وهات الدكتورة أنهار .

التوب: هات له الدكتورة .. وعايز هدوء .. تام  .

الملثم : أمرك ياتوب .

 (تخفت الأضواء ويقوم الملثمين بتنفيذ أوامرهم)

الأستاذ : طبعا انت معايا ؟ 

التوب: فى ضهرك .. لازق فيك .

الأستاذ : بلاش اللزق .

التوب: محاوطك من كل ناحية . 

الأستاذ : أنت هاتقابل الناس بشكلك العفاريتى ده ؟

التوب: ماله شكلى ؟

الأستاذ : أقدمك لهم إزاى .. أقول لهم الإرهابى بتاعى ؟   

التوب: نغير .. (يرفع القناع عن وجهه ويساوى شعره) .. شوف لى جاكت نضيف عندك .. نضيف مش عشة ..

الأستاذ : تعالى معايا أشوف لك حاجة ونطمئن على العيال بالمرة .. فى رقبتك ياتوب  ، خلى بالك منهم .

التوب: جوة عينى .. جنب منك بالظبط .

 (يخرج الأستاذ والتوب ويدخل الضابط)

الضابط : ياأستاذ .. هو راح فين ؟ ..( ينظر حوله متعجبا) .. باين الراجل اللى ماحدش بيشوفه خلاه زيه .. مابيتشافش .. رد ياأستاذ أنا مش شايفك .

(يأتيه صوت الأستاذ من الخارج)

الأستاذ : أيوة يابنى جاى لك .

(يتلفت الضابط حوله)

الضابط : انت فين ياأستاذ .. إظهر وبان .

(يدخل الأستاذ يتبعه التوب مرتديا جاكت)

الأستاذ : انا أهه يابنى .. فين الراجل اللى رحت تجيبه ؟

الضابط : على الباب .. أدخله ؟

الأستاذ : قل له إتفضل ياقليل الأدب .

الضابط : حاضر يافندم .. (يعود نحو الباب) .. تفضل يافندم .. كوم إن .

(يدخل مستر ماكس يرتدى بالطو ويضع قبعة فوق رأسه ويحمل حقيبة صغيرة يضعها بجواره)

الأستاذ : أهلا وسهلا .. ول كوم عندنا .. (يهز كفه مستفسرا) .. حضرتك ؟ 

مسترماكس : آى آم مسترماكس .. آر يو ذى برفيسور ؟

الأستاذ : يس آى آم .. (يلتفت إلى التوب) .. الراجل بيتكلم إنجليزى .. 

التوب : تحب نحوله ؟

الأستاذ : لأ سيب الراجل زى ماهو .. ماتلعبش فيه .. إنت مش بتعرف إنجليزى ؟

التوب : التوب بيعرف كل حاجة .

الأستاذ : طيب خليك معايا لو كلمة كدة ولا كدة .. علشان المصطلحات .. الأبريفييشين بس .. بدل ماتتفهم غلط .

التوب : ترجمان يعنى ؟

الأستاذ : مساعد لغوى .

التوب : ده شغل  .

الأستاذ : يعنى .

التوب : بحسابه .. الشغل شغل .

مسترماكس : موش محتاجة بروفيسير .. أنا أعرف كلام عربى .. وكمان معايا جهاز يترجم كل لغات .

الأستاذ : صحيح .. إنت كلمتنى فى التليفون من ساعتين .. وبالعربى .. ولا الحوجة ليك ياتوب .. مفيش حاجة لله ؟

مسترماكس : صحيح بروفيسور انا كلمت إنت بالعربى من أميركا من حوالى اتنين ساعة واخدت طيارة مخصوص جابنى هنا فى اتنين ساعة إلا ربع .

الأستاذ : يامرحب مسترماكس .. شفت اللى حصل ؟

مستر ماكس : شفت حبيبى .. وانا مش سكِت .

الأستاذ : عملت إيه ؟

مسترماكس : (يرفع يمناه لأعلى تهويلا) .. عملت حاجات كتير .

الأستاذ : حاجات إيه ؟

مسترماكس : عملت ريبورتات .. تقارير .. وكله راح .

الأستاذ : وبعدين ؟

مسترماكس : تم رفع دعوى قضائية فى محكمة العدل الدولية . 

الأستاذ : وبعدين ؟

مسترماكس : المحكمة شغال .

الأستاذ : وبعدين ؟

مسترماكس : المكتب بتاع أنا .. (يشير إلى نفسه مع إنحناءة  خفيفة) .. كله شغال .. وهيئة الجوع كله ستاند باى .. الدنيا مقلوب بروفيسير .

الأستاذ : وبعدين ؟

مسترماكس : فين دكتورة أنهار ؟

الأستاذ : بتاكل لقمة مع العيال وجايه .. المهم هانعمل إيه ؟

مسترماكس : الحقيقة إحنا مش عارفين يتعمل إيه برفيسور .

الأستاذ : لأ .. احنا لازم نعرف .. فيه ناس دافعة ملايين علشان يخلصوا منى .. انا باين عليا هاحصل جاليليو .. 

(يدخل الضابط)

الضابط : استاذ غريب المحامى طالب يقابل سيادتك .. أأأأأأ .. ؟ (يشير بيده من ناحية الباب للداخل) 

الأستاذ : (يشير بيده من ناحية الباب للداخل) .. أيوة ياوسخ .. آآآآآ .. 

التوب : فتشته كويس .

الضابط : كويس يافندم .

التوب : (يسأل الأستاذ) .. نخليه أأأأ ؟

الأستاذ : خليه ياتوب .. تعالى ياغريب .. (يدخل المحامى و يخرج الضابط) .. تعالى يافقرى إستلم شغلك .

المحامى : أيوة ياأستاذنا .. شغل إيه ؟

الأستاذ : المسترماكس الله يكرمه .. رفع لنا قضية فى محكمة العدل الدولية .. إستلم منه بقى وعايزك تلعلع وتعمل عمايلك .

المحامى : والله العظيم تلاتة .

الأستاذ : واحدة .. قضية واحدة مش تلاتة .

المحامى : فى محكمة العدل الدولية ؟

الأستاذ : شفت ياغريب .. الدولية .

المحامى : ده احنا بقينا عالميين كدة .. صح ياأستاذ ؟

الأستاذ : صح يابنى .

المحامى : (يفرك كفيه) .. على كده هاتكون الأتعاب عالمية .

الأستاذ : أتعاب إيه ياحبيبى ؟

المحامى : اللى هاخدها منك .. أتعاب القضية العالمية .

الأستاذ : صحيح , ديل إبن آدم عمره مايتعدل .. ياواد انا هاوصلك لمحكمة كبيرك تشوفها على الشبكة .. وعايز تاخد منى أتعاب ؟ .. إخص عليك إخص .

المحامى : المصاريف بس ياأستاذ .. السفر والإقامة .. وكام بدلة نضيفة .. وحاجات من دى ..

مسترماكس : مالوش لازمة بروفيسور .. عندنا محامين كبير . كتير .

الأستاذ : (للمحامى) .. مالكش لازمة .. عموما خليك هنا يمكن أحتاج لك .

(يرن جرس تليفون مسترماكس متقطعا فيخرجه من جيبه وينظر فيه)

مسترماكس : التليفون مش عارف يشتغل .. فيه حاجة مش مظبوط .

(يشير الأستاذ بإصبعه للتوب)

الأستاذ : إنت ؟

التوب : (يومئ براسه إيجابا) .. أنا .

الأستاذ : طيب عايزين نتواصل مع الناس اللى بره .. العالم الخارجى .

التوب : أوكى ياريس .. (يخرج جهازه ويضغط عليه بضع ضغطات) .. خلاص ياريس تواصل .

الأستاذ : (يمسك بالموبايل ) .. أتكلم كدة ؟

التوب : أيوة إتكلم .

الأستاذ : أكلم مين ؟

التوب : اللى عايز تكلمه .

(يرن جرس تليفون المسترماكس فيشير إليهم بيده)

مسترماكس : هاللو .. يس آى آم مسترماكس .. أمين عام .. 

(يشير الأستاذ إلى أذنه  فيقوم مسترماكس بتشغيل الميكروفون) 

مسترماكس : هاو آر يو .. آى آم فاين .. إيه الوضع ؟

الأمين العام : إيه وضع مسترماكس ؟

مسترماكس : السيتيواشن عامل إيه ؟

الأمين العام : مش فيه سيتيواشن .. فيه لخبتيتا ؟  

الأستاذ : واللخبتيتا دى هايودينا على فين ؟

 الأمين العام : بصراحة ..

الأستاذ : آه والنبى انا عايز الصراحة .. قول بصراحة .

 الأمين العام : بصراحة مش عارف .. عينى مش شايف سيتيواشن .. فيه ناس كبير عايز إعمل حاجات مش كويس .

الأستاذ : ومتفقين مع التوب على كدة .

الأمين العام : توب بروفيسور ؟

الأستاذ : يس .. التوب خبيبى .

الأمين العام : يرحمك ربنا بروفيسور .. حقيقى أنت كنت راجل كويس .

الأستاذ : كنت ؟

الأمين العام : يس .. كنت كويس حقيقى .. انا حالا أعمل بيان أسجل فيه شهيد إنسانية .. إنت دخلت تاريخ حبيبى .

الأستاذ : الله يسد بيتك .. خلاص موتنى .

الأمين العام : مادام فيها توب .. انت مش إعرف توب بروفيسور .

الأستاذ : خلينا فى الناس اللى عندك عايزين مننا إيه ؟

الأمين العام : عايزين موت .. والأحسن تسحب الكلام بتاع انت .. وزى ما شعللت النار .. تطفيها .

الأستاذ : أسحب كلام بتاع أنا ؟ .. عيب .. إحنا مانجيبش ورا أبدا .. 

الأمين العام : مش كدة بروفيسور .. إحنا ممكن نتحجج بحجج ، وكلام . 

الأستاذ : حجج ، وكلام ؟

الأمين العام : فيه حجج مرضية .. حجج عقلية .. كتير كتير .. ناخد أى حجة .

الأستاذ : وأروح مستشفى المجانين زى عصور الظلام ؟

الأمين العام : مجانين أحسن من توب بروفيسور .. 

الأستاذ : إنت شايف كدة ؟

الأمين العام : دى حياة بتاع إنت .. ومش بإيدينا نعمل حاجة .

الأستاذ : يعنى إنتم منظمة منظر ؟ .. مالهاش لازمة ؟

الأمين العام : (بلهجة غضب) .. إحنا مش منظر .. إحنا بنمشى أمور عالم بروفيسور .

الأستاذ : لأ .. أنتم منظمة بتسلك مصالح .. هات لى أصحاب المصالح اللى مشغلينك .

الأمين العام : انا عايز مصلحة بتاعة إنت . 

الأستاذ : تقوم تطلعنى مجنون ؟ .. ياراجل حرام عليك وعلى اللى مشغلينك .

الأمين العام : مش حرام بروفيسور .. إنت لازم تنازلات .

الأستاذ : لا تنازلات .. أنا طول عمرى تنازلات ..أنتم شوية تنازلات .. ده الموت أحسن من العيشة معاكم .. إضرب ياتوب .. (يفتح صدره للتوب) .. إضرب وريحنى .

التوب : سلامتك يااستاذ ، ألف سلامة .. ده أنا فداك .

الأستاذ : أصيل ياتوب .

التوب : وفى عينى .. من جوة .. (يشيرإلى عينيه) .

الأستاذ : عارف ياتوب .. أمال أنا اتكلمت بقلب جامد ليه ؟

التوب : حبيبى فى عينيا .. (يشيرإلى عينيه) . 

الأستاذ : يعنى أسوق فيها .

التوب : سوق ولا يهمك .

الأمين العام : عموما فيه ناس كبير هاتتكلم معاك .. منك له .. باى بروفيسور .

الأستاذ : مش باى .. ورينى بقى الناس الكبير بتاع إنت .. هو أنا يهمنى .. ولا يهمنى .

(يتناول التليفون من يد مستر ماكس وينهى المكالمة , يرن الجرس فينتفض) 

التوب : إمسك نفسك وخليك راجل .

الأستاذ : أنا راجل .. وشبعت من الدنيا وقرفها .. وعايز أموت .. أنا عايز أموت .. على الأقل الواحد دماغه ترتاح .

التوب : ربنا يطول لنا فى عمرك .

الأستاذ : البركة فيك أنت بقى .. (يضع التليفون بعيدا عن أذنه) .. مين هناك ؟ .. انت تانى يا أمين ؟ .. انا مش هنا . 

 (يغلق التليفون) 

مسترماكس : كان عايز إيه بروفيسور ؟

الأستاذ : تلاقيه كان عايز عايز يرغى .. مايعرفش حاجة غير الكلام .. بس أنا رحت مناوله وقفلت التليفون فى وشه .

مسترماكس : غلط بروفيسور .. عايزين نعرف موقف .. سيتيواشن .

الأستاذ : خد إعرف أنت .. (يناوله التليفون) .. أنا مش بتاع كلام .

(يتناول مسترماكس التليفون) 

مسترماكس : انت مش إعرف مفاوضات بروف , انا أعرف مفاوضات .

(يأتى صوت غناء من الخارج مختلطا بأصوات الجماهير فيتجه الأستاذ نحو النافذه)

الأستاذ : مش عارف بيغنوا على إيه ؟

المحامى : فرحانين .. مبسوطين ومزأططين .

الأستاذ : وإحنا هنا شايلين الطين .. إنزل ياغريب شوف الأعلام دى بتاعة إيه ؟ .. أحسن يكون غزو خارجى .

المحامى : حاضر يااستاذ .. 

(يخرج المحامى ويبتعد الأستاذ عن النافذة بعد أن يشير للجماهير بيده)

مسترماكس : علم مين بروفيسور .. عدو أم حبيب ؟

الأستاذ : هانعرف حالا .. بس شكله حبيب .

مسترماكس : كويس إحنا محتاجين حبيب كتير .. والعدو كتير .

الأستاذ : ربنا كبير قادر ياخده ويريحنا منه .

(يرن جرس تليفون مسترماكس فيرد عليه)

مسترماكس : يس مستر بوس .. آى آم .. يس يس .. أوكى .. (يمد مسترماكس التليفون للأستاذ) .. مستربوس عايز يكلم انت .

(يتناول الأستاذ التليفون من مسترماكس ويقربه لأذنه)

الأستاذ : آلو .. أيوة انا .. انت بتهددنى ؟ .. لأ احنا مابنتهددش ياحبيبى .. وأعلى ما فى خيلك إركبه .. إيييييييييييه .

(يتناول مسترماكس التليفون من الأستاذ)

مسترماكس : يس .. أوكى .. كان بى .. ماى بى .. ويل بى .. أى آم يور مان .. أوكى أوكى .  

(يتقدم التوب ناحية مسترماكس متأهبا وقد وضع يده على سلاحه بجانبه)

الأستاذ : حاسب ياتوب .. حصل إيه ؟ .. ده مسترماكس .

التوب : طلع الراجل بتاعهم .. مش سامع بيقول له إيه ؟ .. أى آم يور مااااان .

الأستاذ : ناصح ياتوب .. ده أنا واثق فيه كل الوثق .. لازم نحرص منه ؟.. (يلتفت للمسترماكس) .. مين اللى كان بيكلم انت ؟

مسترماكس : الراجل اللى كان بيكلم انا هو مستر بوس .. كبييييير الكبراء .

الأستاذ : رئيس أمريكا ؟

مسترماكس : فوق بروفيسور .. أكبر .. (يشير بيده لأعلى) .

الأستاذ : رئيس روسيا .. كبيرة .. صح ؟

مسترماكس : فوق بروفيسور .. أكبر .. (يشير بيده لأعلى) .

الأستاذ : معقول الصين عملتها ؟

مسترماكس : أكبر بروفيسور .. أكبر .. (يشير بيده لأعلى) .

الأستاذ : مفيش بعد كدة غير ربنا .

مسترماكس : ده بوس بتاع منظمة اللى بيحرك عالم على مزاج هوه .

الأستاذ : منظمة إيه دى ؟

مسترماكس : ماسونى بروفيسور .. إنت مش إسمع عنه ؟

الأستاذ : سمعت وقريت .. بس معقول ده حقيقى ؟

مسترماكس : منظمة فى إيده خيط  بيحرك عرايس .. هو اللى بيحرك عالم على مزاج هوه .

الأستاذ : العالم كله ؟

مسترماكس : عالم كله حبيبى .. كله .. عامل كنترول .. (يضم قبضته اليسرى ويضع فوقها اليسرى ) .. كدة حبيبى . 

الأستاذ : وده عايز مننا إيه ؟

مسترماكس : عايز تراجع .. وإلا ..

الأستاذ : وقعت قلبى .. إلا إيه ؟

مسترماكس : هو دفع ملايين علشان يخلص من انت .. بس هو مش يحب دم .

الأستاذ : طبعا مص دم العالم كله وشبعان منه ..  

مسترماكس : فيه واحد توب تبع هوه .. ماسك فى إيده انت .

الأستاذ : أنا أهه .. (يرفع يديه لأعلى) .. فيه حد ماسك أنا .. (يشير للتوب) .. حد ماسكنى ؟

التوب : نيو توب ماحدش يقدر يمسكه .

مسترماكس : نمبر تو ؟

الأستاذ : هات من الآخر . 

مسترماكس : مفاوضات مش كدة بروفيسور .. مفاوضات انت تاخد حاجة .. هو ياخد حاجة ..  

الأستاذ : انا ماخدتش حاجة , ولا معايا حاجة .

مسترماكس : انت معاك كتير بروف .. انت معاك ناس .

(يدخل المحامى مسرعا ويتوجه نحو الأستاذ)

الأستاذ : فيه إيه ياغريب ؟

المحامى : بركاتك يامولانا .. إزاى دى ماجتش على بالى .

الأستاذ : حتة إيه يابنى .. طمنى .

المحامى : إنك راجل ولى من أولياء الله الصالحين .. إنك راجل مبروك والكون هاينصلح على إيدك .

الأستاذ : ياراجل ؟

المحامى : كل الناس تحت بيقولوا كدة .. سامع .. (يشير نحو النافذه) .. مدد يامولانا مدد .

الأستاذ : أنا ؟

المحامى : وبعتوا يجيبوا طوب ورمل وأسمنت .

الأستاذ : هايعملوا بيها إيه ؟

المحامى : هايبنوا مقام .

الأستاذ : مقام إيه ياغريب ؟

المحامى : مقام سيدنا الولى .. النيو ولى .. مقامك ياأستاذ .

الأستاذ : مش لما أموت الأول .. بتبشروا عليا ؟

المحامى : وهايعملوا لك مولد كل سنة .

الأستاذ :  ويغنوا الليلة الكبيرة ياعم والعالم كتيرة .

المحامى : وبيطلبوا موافقتك إنهم يعملوا فيه أول مطعم فى حرب الجوع . 

الأستاذ : موافق .. فتة ولحمة ورز .. واللى ييجى يزور ياكل ويدعى لنا . 

المحامى : واللحمة وصلت .

الأستاذ : وصلت فين ؟

المحامى : تحت يافندم .. والجزارين بتدبح .. والطباخين بتجهز .. وكله على كله .

الأستاذ : والله العظيم حقيقى ؟

المحامى : حقيقى .. هيصة .

الأستاذ : طيب والنبى إنزل لحد تحت ووصيهم .

المحامى : أوصيهم على إيه ؟

الأستاذ : قل لهم سيدنا الولى عايز يفتتح الطعام أول اللحمة ماتستوى .. وكمان علشان البركة تحل .

المحامى : نسيت أنا دى .

الأستاذ : وقل لهم كمان سيدنا الولى عنده ضيوف ومريدين علشان يزودوا اللحمة .. وإعمل حسابك انت كمان .

المحامى : من عينى .. شكلنا هانهيص .

(يخرج المحامى فيعتدل الأستاذ نحو مسترماكس)

الأستاذ : عندك حق مسترماكس .. انا معايا ناس .. بس غلابة , وعلشان خاطر الغلابة مفيش تنازلات .. ولازم نعدل المايل .

(يرن تليفون مسترماكس ويرد)

مسترماكس : يس سير .. أوكى أوكى .. أول رايت .. (يضغط على التليفون وينظر فيه مليا) .. ريسيفد سير .

الأستاذ : إصحى ياتوب .. استلم رسالة .

التوب : دو نت وورى .. التوب صاحى .

مسترماكس : احنا عايز أقعد إتكلم , نناقش .. حوار راقى .

الأستاذ : راقى ؟

مسترماكس : أوفيسيال ..على مستوى مسئولية .. فيه تفويض من مستربوس لأنا .

الأستاذ : نقعد مع إنت .

مسترماكس : انا عايز انت تهدى نفسك علشان مفاوضات عايز هدوء .. مش نيرفز وعصبية .

الأستاذ : ريليكس .

مسترماكس : هى دى بروف .. ريليكس .

الأستاذ : انت بتضرب ريليكس انت كمان .

مسترماكس : انا مش أضرب حاجة بروف .

الأستاذ : ولا بتشم ؟

مسترماكس : سيب ضرب وشم دى .. خلينا فى مفوضات .

الأستاذ : وريليكس .

مسترماكس : وريليكس بروف .. الأول حط كلام فى دماغ هنا .. (يشير إلى رأسه) .. هز دماغ .. (يهز رأسه فى دائره) .. تلاقى كلام تانى غير كلام أولانى .

الأستاذ : صح هز الدماغ هاتخلى الكلام يتلخبط .. كلمة تروح الناحية دى وحرف الناحية التانية .. تصدق ممكن .

مسترماكس : هز دماغ غير قرار بروف مش غير كلام .. علشان إوصل لحلول .

الأستاذ : (يهز رأسه مقلدا مسترماكس) .. نهز دماغ .

مسترماكس : أوكى بروف .. مفاوضات أوفيسيال .

الأستاذ : نقعد بقى على المكتب مادام أوفيسيال .. ونادى لى على الدكتورة أنهار ياتوب .

(يتجه الأستاذ نحو المكتب يتبعه مسترماكس يحمل حقيبته)

التوب : (بصوت عال) .. يادكتورة .

الأستاذ : ياتوب .. دى ست رقيقة .. نادى عليها بصوت راقى .

التوب : أمرك ياريس .. (بصوت خافت) .. يادكتورة .

الأستاذ : كدة مش هاتسمعك ياتوب ؟

التوب : بصراحة إنت ملخبطنى .

الأستاذ : روح هاتها من جوة ياتوب .

التوب : أهو كدة .. حدد . 

الأستاذ : روح ياتوب .. روح يابنى .. قول لها إتفضلى .

مسترماكس : دى توب بتاع موت ؟

الأستاذ : هى دى توب بتاع موت .

مسترماكس : ماى جد .. إتس ماجيك .. سحر .

الأستاذ : سحر إيه ياماكس ؟

مسترماكس : اللى يروض توب بتاع موت لازم يكون ساحر كبير .. أو شيخ زى قرايبك ما بيقول .

الأستاذ : قول اللى يعجبك .. 

(تدخل د.أنهار ومعها التوب فيهب الأستاذ لإستقبالها) 

د.أنهار : نعم ياأستاذ . 

الأستاذ : أهلا دكتورة .. عاجبك اللى احنا فيه ؟

(يسلم عليها ويمسك بيدها ويمشى بها نحو المكتب) 

د.أنهار : هاللو مسترماكس .

مسترماكس : هاللو دوك .

الأستاذ : شفتى ياستى .. مسترماكس اللى كنا فاكرينه هايقف معانا فى صفنا بقى هو المفاوض الرسمى لمستربوس . 

د.أنهار : بوس مين ؟

الأستاذ : رئيس المنظمة اللى ماتتسمى .. مش طلعت حقيقة ؟

د.أنهار : صحيح مسترماكس ؟

مسترماكس : صحيح .. وعايزين نوصل لحل سريع .. العالم خربان دكتورة .. وإنتى لازم تساعدينى .

د.أنهار : أساعدك .. بس الراجل ده طيب وغلبان ومالوش فى المواضيع دى .

مسترماكس : عارف دكتورة .. هو مش يعرف مصلحته .

الأستاذ : انا ماليش مصلحة ، ومش عايز منها حاجة .. كله لوجه الله تعالى .

مسترماكس : لو سمحتِ دكتورة عايزين نكتب محضر رسمى بالمفاوضات مع بروفيسور .

الأستاذ : إتفضلى الكمبيوتر على المكتب .

(تجلس على المكتب وتعدل وضع الكمبيوتر بينما يجلس مسترماكس على المقعد الأيمن والأستاذ على الأيسر أمام المكتب ويقف التوب قرب الأستاذ)

د.أنهار : أكتب إيه ؟

مسترماكس : من فوق عنوان الأمم المتحدة .

الأستاذ : حاسبى يادكتورة .. إكتبى فى وسط الصفحة من فوق .

د.أنهار : إتفضل .

الأستاذ : بسم الله الرحمن الرحيم .

د.أنهار : أيوة .

الأستاذ : تحت منها بقى .. فى النص .. وثيقة تفاوض الفقير إلى الله مع مندوب حكام خلق الله . 

مسترماكس : أوكى دكتورة .. إكتبى .

الأستاذ : إثبتى الحضور .. تاريخه وساعته .. ظبطى إنتِ بقى .. أوفيسيال .

د.أنهار : أوكى .. إتفضل مسترماكس .

مسترماكس : نمبر وَن .. نهدى الجمهور .. مظاهرات وعنف .. العالم ولع حريقة .

الأستاذ : حريقة ؟

مسترماكس : حريقة كبير وفوضى كتير .. أنت لازم تتكلم بروفيسور .

الأستاذ : أتكلم ؟ .. بس إنت شايف إن كلامى هايطفى الحريقة ؟

مسترماكس : طبعا .. أنت شعللت الحريقة .. إنت تطفى الحريقة .

الأستاذ : أنت هاتلبّسنى تهمه ؟

مسترماكس : كلام بتاع إنت ولع .. يبقى كلام بتاع إنت يطفى .

د.أنهار : مسترماكس قصده تطلع بيان يهدئ الجماهير . 

الأستاذ : أطلُع .. وأنا بصراحة أحب أطلَع .. بس أطلّعه إزاى ؟

(يخرج التوب الجهاز ويضغط عليه بضع ضغطات ويمد به يده للأستاذ)

التوب : إتفضل .. (يشير بإصبعة على الجهاز) ..  دوس هنا ، فى الحتة دى تبقى على الهواء .

الأستاذ : (يدور بيمناه فى حركة دائرية) ..  كله كله ؟

التوب : حتى الدودة فى الحجر ..

مسترماكس : أوكى توب .

الأستاذ : أدوس هنا ؟

التوب : دوس .

مسترماكس : الأول إنت إعرف بيان ؟

الأستاذ : أنا أعرف بيان .. (يضغط الأستاذ على الجهاز ويقف) .. بيان رقم واحد من القيادة العامة للبنى آدمين .. تحية لكل بنى آدم  .. مؤيدين ومعارضين .. نحن الآن فى خضم مفاوضات أوفيسيال .. من أجل التوصل إلى حياة إنسانية راقية وكريمة للجميع .. حياة بلا ظلم من بنى آدم  لبنى آدم .. وكل بنى آدم  ياخد حقه .. وإنا على الدرب سائرون .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

(يرفع يده بالتحية ويغلق الجهاز) 

الأستاذ : (يسأل مسترماكس) .. حلو بيان ؟

مسترماكس : اوكى بروف .. حلو بيان .. كمان حبتين ، علشان إوقف عنف بروفسير .

الأستاذ : كمان حبتين .. مش حبة واحدة كفاية ؟

مسترماكس : نو نو نو .. حبتين .. حبة عشان عنف وحبة عشان مظاهرات .

الأستاذ : وأنا مش هاكسر لك كلام .. حبتين .. ودى بقى فى المفاوضات تعتبر تنازل .. والمفروض يكون له مقابل .. مستربوس هايقدم لنا إيه ؟

مسترماكس : كتير بروفيسور .. كل اللى إنت إحلم بيه .

الأستاذ : كلام .

مسترماكس : حقيقى .. مستربوس ممكن إعمل أى حاجة .

الأستاذ : وإحنا مش طالبين منه غير حاجة واحدة .

مسترماكس : إطلب بروف وأنا أسمع .

الأستاذ : تقول له إحنا إخوة وإخوات .. ولاد راجل واحد وأم واحدة .. بتكرهنا ليه ؟ .. حِبنا وإحنا كمان نحبك .. وكله يحب بعض .

د.أنهار : هو ده اللى ضاع من الناس .

الأستاذ : بدل مانبقى حبايب .. بقينا أعادى .. إنت بتقتل حتة منك يابنى آدم .

 مسترماكس : حب أوكى بروفيسور سجل دكتورة .. حب كتير .. كمان واحد بيان عشان ناس . 

الأستاذ : كمان واحد بيان .. (يضغط الأستاذ على الجهاز ويقف) .. بيان رقم إتنين من القيادة العامة للبنى آدمين .. تحية لكل بنى آدم  .. مؤيدين ومعارضين .. مازلنا فى خضم المفاوضات والمناقشات الأوفيسيال .. حوار راقى ، يبشر بالخير .. بس العملية عايزة شوية صبر .. لذلك على الجميع إتباع أساليب راقية لإعلان التأييد .. والرفض أيضا .. لا للعنف .. بالحب .. لا تؤذى إنسان لأنه حتة منك .. إعملوا زى الناس اللى تحت .. هاتوا لحمة وإعملوا فته ورز .. وكله ياكل .. وإنا على الدرب سائرون .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

(يرفع يده بالتحية ويغلق الجهاز) 

الأستاذ : (يسأل مسترماكس) .. حلو بيان ؟

مسترماكس : حلو بيان .

الأستاذ : (يشير للدكتورة أنهار ) .. سجلتى البيانات دى يا دكتورة ؟

د.أنهار : أول بأول .

الأستاذ : سجلى يادكتورة .. إكتبى التاريخ بصوابعك اللى دخلت التاريخ .  

(يدخل المحامى ويتوجه ناحية الأستاذ)

المحامى : خلاص ياأستاذنا .. دقايق كدة واللحمة تكون هنا .

الأستاذ : خلينا فى المهم .. الدنيا عاملة إيه تحت ؟ .. (يضع يده على كتف المحامى يسير به مبتعدا) .. طمنى .

المحامى : خلاص ياأستاذ ركبنا .. الدنيا كلها معانا .. خربت خلاص . 

الأستاذ : خربت إزاى ؟

المحامى : بلاد كتير عملت إضراب .. وكل شوية ييجى خبر من بلد .

الأستاذ : خبر إيه ؟

المحامى : ألمانيا إتضربت .. أمريكا إتضربت .. فرنسا إتضربت .. وأفريقيا خربانة خالص .

الأستاذ : إيه كمان ؟

المحامى : مظاهرات فى كل الدنيا , زى ما يكون فيروس .. إنت خربتها ياأستاذ .

الأستاذ : أخيرا الناس فهمت .. كده الرسالة وصلت .  

المحامى : وصلت وجات برجليها ، وبراحتنا بقى .

الأستاذ : صح ياغريب براحتنا على الآخر .. بس ربنا يتمها على خير .

(يرن تليفون مسترماكس فينظر فيه ثم يرد عليه)

مسترماكس : يس سير .. يس .. ثرى أوبشنز .. زيس أور زيس أور زيس.. أوكى .. أوكى .

الأستاذ : (يتجه ناحية مسترماكس) .. مستربوس ؟ 

مسترماكس : عايز يمسح بيت ومدينة وبلد إنت فيه .. إمسح كله .

الأستاذ : كله كله ؟

مسترماكس : كله كله .

الأستاذ : .. ولا يقدر ده أنا ورايا رجالة تاكل الزلط .

مسترماكس : إنت مش تخاف ؟

الأستاذ : انا مش أخاف .. وأعلى ما فى خيله يركبه .

مسترماكس : عندك حق إنت وراك ناس كتير .. بس انت لازم تخاف .

الأستاذ : بطلناه .. ثم أخاف من إيه ؟

مسترماكس : كتير بروفيسور .. ممكن بيت يقع على دماغ إنت .. قضاء وقدر .. سم يقطع مصارين بطنك .. نفى تحت سابع أرض .. حاجات كتير .

الأستاذ : طظ .

مسترماكس : أنا عايز أساعدك .

الأستاذ : شوف اللى بعده .

مسترماكس : إنت ممكن إعمل لجنة إدرس حالة .

الأستاذ : واللجنة ينبثق عنها لجنة .. فلجنة .. ونقعد ندرس إلى ماشاء الله .. نو نو نو .. نو لجنة .

مسترماكس : إحنا ممكن إديك رئيس الهيئة بتاع أنا .. 

الأستاذ : رئيس هيئة بتاع إنت ؟ .. طرطور يعنى .

 مسترماكس : بس محترم .. ولىّ كلمة .. وأهم حاجة فى الدنيا دى ، إنك تكون محترم ، ولك كلمة .

الأستاذ : شوف غيره .

مسترماكس : حضرتك تحب الفلوس .. مستر بوس قال كل الفلوس تحت أمرك .

الأستاذ : رشوة ؟

مسترماكس : مكاسب بروفيسير مش رشوة .. كل الفلوس .

الأستاذ : والناس الغلابة تاخد إيه ؟

مسترماكس : وكمان شوية فلوس للناس الغلابة علشان خاطرك .

الأستاذ : ونفضل زى ما إحنا .. تور بيلف فى ساقية .. لا لا لا شوف غيره .

مسترماكس : عندى فكرة حلوة فى الدماغ بتاع أنا .

الأستاذ : حلوة ؟

مسترماكس : إنت تاخد جزيرة أو بلد وإعمل عليها رئيس .. إعمل ملك .. إعمل زى ما أنت عايز .

الأستاذ : والناس الغلابة ؟

مسترماكس : إنت إحكم الناس الغلابة .

الأستاذ : قرفان من الغلابة .. ربنا يورينا فيك يوم .

مسترماكس : شكرا بروف على التحية .

الأستاذ : ده أقل واجب مسترماكس .. أنت واللى زيك يارب .

مسترماكس : شكرا شكرا .. هو ده حوار راقى .

الأستاذ : من غير فايدة .. عايزين الخلاصة . 

مسترماكس : خلاصة بروف .. نخليك زى الدلاى لاما .. وسيدك أبو خطوة ، وأبو علامة .. صاحب قداسة .

الأستاذ : أنا مش عايز حاجة .. أنا عايز الغلابة تاكل .. عايز أمنع الحروب والدمار .. أمنع ..

مسترماكس : إنت عايز كون غير الكون ؟

الأستاذ : مش عايز كون غير الكون .. أنا عايز أغير كون .

مسترماكس : أصحاب الكون مش راح يرضى إنت غير كون .

الأستاذ : براحتهم .. إحنا غير كون .

 (يرن تليفون مسترماكس فينظر فيه ثم يرد عليه)

مسترماكس : يس سير .. يس .. كل الأوبشنز فنيتو .. زيس أند زيس أند زيس .. أوكى .. أوكى .. آى آم يورمان .. (يقفل التليفون ويكلم نفسه) .. واحد مش عارف إعمل إيه .. روح مع زيس أور زيس .. 

الأستاذ : روح مع الحق .. بص لآخرتك بعد ماتموت .. على جهنم وبئس المصير خالدين فيها أبدا .

مسترماكس : أبدا .. أنا روح مع الحق .. عايز إيه ياحق ؟

الأستاذ : هو ده الكلام .. عايز إيه ؟

مسترماكس : قول .. عايز إيه بروف ؟ 

الأستاذ : أولا .. 

مسترماكس : قول حبيبى ..

الأستاذ : أولا .. نمبر وَن .

مسترماكس : أوكى بروف .. نمبر وَن .

الأستاذ : إوقف حروب .

مسترماكس : أوكى .. إوقف حروب .

الأستاذ : ثانيا .. نمبر تو .

مسترماكس : قول بروف .. سجلى دكتورة .. نمبر تو .

الأستاذ : سرَح جيش .

مسترماكس : إوقف حرب وسرَح جيش .. فيه حاجة كمان ؟ 

الأستاذ : أكل لكل اللى مش لاقى ياكل .

مسترماكس : أوكى . 

الأستاذ : كله ياكل مَم ، وأكل صح ، دى ناس جعانة .

مسترماكس : كله مَم .. اللى بعده .

الأستاذ : (يشير بيديه إستمهالا) .. شوية .. أفكر .

مسترماكس : فكر بروف على راحتك .. بسرعة علشان إلحق . 

الأستاذ : إلحق إيه ؟ .. هى جت على الشوية بتوع التفكير ؟

مسترماكس : طبعا بروف .. علشان إوقف الخراب .. مظاهرات وعنف .. حرايق فى كل مكان .

الأستاذ : انا أوقِف ؟ .. ومستربوس الكبير مش قادر يوقف ؟

مسترماكس : نو بروف .. بوس كبير مش قادر .. بوس كبير ضيع كنترول .

الأستاذ : وراح على فين الكنترول .

مسترماكس : عندك بروف .. إنت أخدت كنترول .

الأستاذ : انت هاتتبلى علينا ؟ .. فتشنى ولو لقيته خده .

مسترماكس : كنترول معاك إنت بروف .

الأستاذ : متأكد ؟

مسترماكس : يس بروفيسور .. شور .. طلع كنترول مش تخبيه .

الأستاذ : استنى لمل أفتكر حطيته فين الأول .

مسترماكس : فى الدماغ بتاع إنت .. طلَع بروفيسور .

الأستاذ : مش لاقى حاجة . 

مسترماكس : هز دماغ بتاع إنت .. تلاقى كنترول .

الأستاذ : أهز .. (يغمض عينيه ويهز رأسه) .. عندك حق مسترماكس .. شفته أهه .

مسترماكس : انت إقفل عينك ليه ؟

الأستاذ : علشان أشوف لجوَة .

مسترماكس : إمسك بقى كنترول .. خلينا نخلص الوضع اللى مش كويس .

الأستاذ : نخلص إزاى ؟

مسترماكس : شوف إنت بروفيسور .. كنترول معاك إنت .

الأستاذ : (يلتفت نحو الدكتورة أنهار) .. إيه رأيك يادكتورة .. نعمل إيه ؟ .. وانت ياعم المحامى .. وإلا إنت لك فى الفلوس بس ؟

المحامى : أنا شايف ..

مسترماكس : بروفيسور يشوف .. كنترول مع بروفيسور .. (يشير بسبابته للأستاذ) .. اللى يشوف إنت .

المحامى : بس أنا شايف ..

مسترماكس : إنت مش تشوف .. شوف بروفيسور .. شوف .

الأستاذ : مسترماكس .. بصراحة أنا شايف إنه خلصت المفاوضات .. والمطلوب مكتوب .. ولا تنازلات .

مسترماكس : لسة بروف .. فيه كتير .

الأستاذ : نو نو زى ماقلنا قبل كدة .. كملوا يومينكم فى حالكم .. تمتعوا لحد ما ربنا يفتكركم .. وماتشيلوش هم عيالكم .. إنتم وهم فى رقبتنا .. هم كمان عيالنا وإنتم إخواتنا .. شعارنا البنى آدم للبنى آدمين ، والبنى آدمين للبنى آدم . 

مسترماكس : دى آخر كلام بروفيسور ؟

الأستاذ : دى آخر كلام ماكس .

مسترماكس : أنا خايف على زعل الناس الكبيرة .

الأستاذ : وأنا خايف على زعل الناس الكتيرة .

مسترماكس : ممكن مرة كمان .

الأستاذ : كمان إيه ؟

مسترماكس : هز دماغ .. (يهز رأسه) .

الأستاذ : (للدكتورة أنهار) .. إكتبى يادكتورة .. إقفلى على كدة .. ده باين عليه أهبل .

المحامى : حاسب ياأستاذنا دى وثيقة رسمية .

مسترماكس : أوفيسيال .. إنت كويس محامى .

المحامى : أنا عارفنى .. إكتبى ياستى .. (يتنحنح) .. وأقفل المحضر على ذلك ..

الأستاذ : فى قسم شرطة إحنا ياغريب ؟ .. عايزك تنسى الزمان ده خالص .. وعيش الزمان الجديد .

المحامى : نيو زمان .. ونعمل له كلام جديد , نيو لغة .. هايبقى كله نيو فى نيو .

د.أنهار : خلاص يابروفيسير .. أطبع .

الأستاذ : إطبعى نسختين تدى مسترماكس واحدة منهم علشان يوريها لبوسُه . 

(تتناول نسختى الوثيقة وتضعهما على المكتب)

د.أنهار : اتفضلوا علشان التوقيعات .

المحامى : حضرتك سجلتى إسمى فى الوثيقة ؟

د.أنهار : لأ ياأستاذ .

المحامى : ليه ياشيخة .. كنت عايز أوقَع .

الأستاذ : خلاص ياغريب .. مش مشكلة .

المحامى : أنا أصلى باحب أوقَع .. وخاصة وثيقة تاريخية زى دى .. ثم إنى أنا كنت حاضر فى المفاوضات .

الأستاذ : خلاص ياسيدى وقَع بدالى .. حاجة تانى ؟

المحامى : ربنا يكرمك ياكبير .. سيبك إنت الكبير كبير .

(يتقدم المحامى ناحية المكتب للتوقيع)

مسترماكس : مش ينفع بروف .. لازم إنت إمضى .

الأستاذ : ونزعل الراجل اللى بيحب يمضى ده .

مسترماكس : أنت عمل مفاوضات .. إنت إمضى . 

الأستاذ : الراجل عايز يدخل التاريخ .. نخرجه يعنى ؟

مسترماكس : دى حاجة أوفيسيال بروف ؟

الأستاذ : أوفيسيال .. يبقى أمضى لك أنا والمحامى بتاعى .. (يلتفت إلى المحامى) .. عِد الجمايل ياغريب .

المحامى : على دماغى من فوق .. ومن فوق القُصة كمان .

الأستاذ : (يوقع النسختين) .. تعالى إمضى يابابا .. خش التاريخ خش .. بإيدك اليمين ياأشول .

(يوقع المحامى)

المحامى : ربنا يكرمك ياكبير وتكبرنا كمان وكمان .. إتفضل إمضى يامستر .

(يوقع مسترماكس ويأخذ نسخة يضعها فى حقيبته)

مسترماكس : شكرا بروف .. فرصة مش بطالة .. (يسلم على الأستاذ) .. لو تسمح دكتورة .

د.أنهار : يس مسترماكس .

مسترماكس : فيه كلام شغل سوا سوا .

د.أنهار : بعد إذنك بروفيسير .

الأستاذ : الإذن إذنك يادكتورة .. إتفضلى فى الأنتريه اللى جنبنا على طول (يشيربيده نحو الخارج .. إنتِ عارفة .. والبيت بيتك .. إن شاء الله .

(يخرج مسترماكس والدكتورة )

التوب : تصدق ياأستاذ .

الأستاذ : مصدقك من غير ماتتكلم .

التوب : إنت طلعت توب التوب .

الأستاذ : مصدقك من غير ماتقول .

التوب : الراجل ماجابش سيرة الكنوز وخاتم سليمان .. فقد الأمل فيها .. كدة بتاعتنا , حلال بَلال .

الأستاذ : كنوز وخواتم إيه ياتوب .

التوب : اللى إنت هبشتها .

الأستاذ : مفيش حاجة من دى . 

التوب : أمال عاديت الناس الكبيرة ليه ؟ 

الأستاذ : لأنى طالبت بحق البنى آدم ، اللى بيتهان ويتذل .. اللى خلوه عسكرى يقتل بنى آدم زيه بالأمر .. علشان قلت كفاية إنتم ولاد راجل واحد وأم واحدة .. شقايق .. ( يضم قبضتيه وفرد سبابتيه ويضمهما لبعضهما) .. إخوات لَزَم .. 

التوب : وكسبنا إيه من كدة ؟

الأستاذ : حب الناس .. الملايين من كل جنس ولون .. كفاية . 

التوب : سيبنا من الكلام اللى مش جايب همه .. خلينا فى حقى أنا .

الأستاذ : حقك محفوظ ياتوب .

التوب : طيب ممكن تناولنى .

الأستاذ : بص ياتوب ياخويا .. أنا لحد الساعة دى ماخدتش حاجة غير الحب .. تاخد لك منهم كام مليون .. خده كله .. وأنا أشتـغل لوجه الله .. لانريد منكم جزاء ولا شكورا .

التوب : حب إيه ياريس ؟ .. الحب مش بيأكل عيش ؟ 

الأستاذ : كل شئ على يدك .. لا قبضنا ولا صرفنا .

التوب : بس التوب لازم ياخد حقه .

الأستاذ : منين ؟ .. ده أنا يامولاى كما خلقتنى .. بس ممكن أعوضك .

التوب : عوضنى .. انا كدة أخدت صابونة .

الأستاذ : انا ماشى فى سكة فوق .. (يشير بيده لأعلى) .. فوق ومحتاج خبير أمنى .. تبقى انت مسئول الأمن .

التوب : أمن إيه ياأستاذ ؟  

الأستاذ : أنا قررت تشكيل إدارة تتولى إدارة شئون الأرض .. وأنا محتاج خبير فى المسائل الأمنية .. ومش هاألاقى أحسن منك .. ثم إنك تستاهل الشرف ده .  

التوب : وهاناخد مرتباتنا حب ؟

الأستاذ : ياتوب الدنيا ماتبقاش دنيا من غير حب .

التوب : خلى لك إنت الحب .. أنا باى .. قال حب .

الأستاذ : هاتسيبنى ياتوب ؟

التوب : وأسيب لك الحب .. خده كله .

الأستاذ : ماشى ياتوب .. طيب هات الجاكت بتاعى .

التوب : (يخلع الجاكت ويلقيه على المكتب) .. سلام يابتاع الحب .. ياحبيب .

الأستاذ : سلام ياتوب .. بس خليك فاكرها .

(يخرج التوب ويتجه الأستاذ والمحامى ليجلسا على المقعدين بجوار المكتب)

المحامى : أحسن .. ده حتى شكله يخوف .

الأستاذ : تعالى نقعد ونريح رجلينا شوية .. (يجلس الأستاذ والمحامى ) .. إنت شايف إيه ياغريب ؟

المحامى : أنا شايف إننا نعمل غرفة عمليات .

الأستاذ : كلام معقول .. شوف حاجة تانى ؟

المحامى : أشوف لك تانى .. (يضع يده فوق حاجبيه) .. أهه إدارة ووزارة .

الأستاذ : حاسب .. وزارة لأ .. إحنا عايزين نلغيها .. نقوم نعملها إحنا ؟  

المحامى : صح ياأستاذ عندك حق بلاها وزارة .. بس مين اللى هايدور العملية .

الأستاذ : ندور إحنا .

المحامى : ندور على إيه ؟ 

الأستاذ : على خيبتك .. إنت لسة النفسين شغالين معاك ؟ .. إصحى أحسن بقينا فى قلب المعمعة .

المحامى : ممعمعين قوى ؟

الأستاذ : لسة معاك سجاير بسبوسة ؟

المحامى : معايا .

الأستاذ : معمع واحدة فى الرواقة دى قبل ما حد يخش علينا .

المحامى : (يخرج سيجارة من العلبة يقدمها للأستاذ) .. إتفضل إشعل ياحلاوة .

(يتناول الأستاذ السيجارة , يشعلها ويأخد منها نفسين ويناولها للمحامى)

الأستاذ : إنت اللى حلاوة ياحلاوة .

(يدخل الإبن حاملا صينية الطعام فيجد والده والأستاذ ينظر كل منهم الآخر فى صمت كأنهم نيام)

الإبن : بابا .. نمتم وإلا إيه اللى جرى لكم .. آه السجاير المحشية .. لما إنتم مش قد الشرب بتشربوا ليه ؟ 

(يأخذ الإبن السيجارة من بين أصابع المحامى ويأخذ منها نفسا طويلا فينتابه سعال شديد يجعله يترنح فيستند على كتف أبيه الذى ينتفض)

الأستاذ : إيه ؟ .. فيه إيه ؟ ..  حصل إيه ؟

الإبن : أستاذ غريب نام وهو قاعد .

الأستاذ : دماغه خفيفه .. شوف لى الجماهير اللى تحت مالهاش صوت ليه .. وإلا مشيوا زى التوب .

الإبن : توب مين وناس مين يابوب .

الأستاذ : الجماهير العريضة المحتشدة تحت البيت .. دول لسة كان هتافهم جايب السما .

الإبن : لا حشود ولا جماهير, ولا حد هتف ولا شفنا توب . 

الأستاذ : إزاى يابنى ؟ .. إسأل غريب ؟

المحامى : حصل .. حصل .

الأستاذ : (يشير إلى المحامى) .. شفت .. أهه .. ده إحنا اليوم كله فى مفاوضات مع البوس الكبير .  

الإبن : يوم إيه .. أنا ماكملتش نص ساعة خارج من هنا .. آذان الظهر أهه .. (ياتى صوت الآذان) ..  شكلكوا فى الباى باى . 

الأستاذ : باى باى إيه ياقليل الأدب ؟

المحامى : إحنا مش فى الباى باى .. بس إحنا تمام ؟

الإبن : تمام على الآخر .. لما مش قد الشرب ..

الأستاذ : طيب روح إنت شوف لنا حتة جبنة قديمة وإلا لمونة .

(يخرج الإبن وبيده السيجاره)

المحامى : حصل حاجة ياأستاذ ؟

الأستاذ : قل لى انت ؟

المحامى : أقول إيه ؟

الأستاذ : حصل حاجة ياغريب ؟

المحامى : خير ياأستاذ .. الظاهر إننا إتسطلنا .

الأستاذ : واللى حصل ده كله كان سطل .

المحامى : متهيأ لى .. إنما هو حصل إيه ؟

الأستاذ : إتسطلنا ياغريب .. بس السطل حلوة قوى .. بتخلى الواحد .. ولع كمان بسبوسة .


(يقفل الستار يخرج المحامى علبة السجائر من جيبه ويغلق الستار)  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق