تصنيفات مسرحية

السبت، 18 مايو 2024

مونودراما " ما بين الزمنين " تأليف محمد عبابو

مجلة الفنون المسرحية


مونودراما  قصيرة  " ما بين الزمنين  " تأليف محمد عبابو


المنظر :

وسط الخشبة لا فتتين: مكتوب على الأولى(بغداد) و على الثانية(الغرب)

( يدخل شخص ينظر إلى اللافتتين )

الشخص: 
أنا بين مفترق طرق، ياله من تقاطع...بغداد والغرب، أنا اختار مثلا الغرب...و لكن آسف بغداد، الغرب و ما أدراك ما الغرب... سينتظر عودتي الكثير من الشهراهاوات ...سأتكلم لهم دون انقطاع، كيف حققت أمنياتي... المبيت مع فتاة غربية، سيزداد المستمعين شوقا إلى معرفة التفاصيل أكثر، سيتمنى كل واحد منهم تلك اللحظة،
سيسيل لعابهم عندما سيسمعون مني هذا: شفتاي اليابستين مست أجود أنواع الخمر المقدم في كأس ليس كالكؤوس التي نشرب فيها...حتما سيقاطعني أحدهم،
قائلا لي: من فضلك، عد إلى الحديث عن التفاصيل الجسدية....
واقترب مني وكأنه يريد أن يسمع كلمة سر مغارة الكنز.
سيطرح السؤال مرارا وتكرارا، لأنه من المعلوم أنه قد يكذبني...ويزعم أن ما أقوله لم يجري حقا، ليس رأفة على هويتي بل لأنه يعظم الأمر، الكل يريد أن يرى صور السالفي المتنوعة ... كنت أنتظر ان يسألني أحدهم قائلا لي:
هل زرت مكتبات، متاحف، جامعات ومعاهد عليا....
ولكن للأسف لا أحد سألني ذلك وكأنهم ممتنعين فطريا عن ذلك،
ذلك الذي يتمتم سألته، فأجاب لا شيء، لا شيء...ولكن أدركت من خلال حركات شفتيه أنه يصلي و يتعبد راجيا أن يصل ذات يوم...من المؤكد أنه سيزهد، يريد أن يفوز بهذه الجنة...
يا لغرابة الأمر، وكأنه يوم حشر؛ طوابير طويلة، إهدار للمال و موت في البحر،هذا صراط...
نهاية المنظر الأول، ظلام على الخشبة:
سماع صوت مسجل لجماعة من الناس: أحكي الكثير لنا، ليالينا وهبناها لك، السمر و كل حاجياته مدفوعة الثمن...عليك أنت أن تستمر في السرد، أرجوك،
ثم انكشاف الإنارة على الخشبة، (وجود لمشاعل و سراج، الزمن في العصور الوسطى) الشخص نفسه يدخل و هو يرتدي ملابس من العصور الوسطى، وكأنه شخص غربي...يوجد فقط لافتة بغداد...
الشخص: معجزة حقا، أنا في بغداد...أنا في مدينة أبو جعفر المنصور، هارون الرشيد و منصور المستنصر بالله...، هل ما يجري حقا، باسم المسيح أيها الغربيون ...أنا في بغداد... ، يا لحظك السيئ أيها الذي لم تزر بغداد، علم وافر، بيت الحكمة، المدرسة المستنصرة،مكتبات، فلاسفة وعلماء... الخوارزمي، الكندي،جابر ابن حيان وابن النديم....، سأعود بعلم وافر لأنقض أوربا من العصر الجاهل، لقد فزت سيذكر التاريخ هذا...ما أعظم بغداد، حتما سيزور العديد من الناس بغداد في المستقبل...الذي لم ينال من علمها سيعيث فيها فسادا، و حسدا... لأنه وصلها متأخرا...المنصور سيكون شاهدا، يرى بأعينه قوافل تصل متأخرة، سيريد أن يتكلم، ولكن ...هو في عصر آخر، و كهرمان مسكينة صبت الزيت ذات مرة ولكنها لم تحرك ساكنا هذه المرة، ستكتفي بالنظر وفقط... برؤية اللصوص هذه المرة وهم يفعلون ما يريدون...فزيتها لم يعد حارقا الآن، السندباد كان يبكي شوقا لبغداد، ينظر إلى البصرة وهي تختفي، عيناه تدمعان...السفينة تنخر عباب البحر، القبطان همه الكنوز، السندباد لم يكن مهاجرا بل كان مغامرا...عاد إلى بغداد...
سماع:"موسيقى فيروز... بغداد"، أو" أم كلثوم بغداد يا قلعة الأسود"…(مع مراعاة حقوق النشر إن كان من المصرح به استعمال أحد الأغنيتين في العرض المسرحي)
                            
                                ستار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق