الكاتب طلال حسن |
مسرحية للفتيان " مصباح علاء الدين " تأليف طلال حسن
المشهد الأول
حي ببغداد ، بيت
منعزل ، يدخل علاء
علاء : " يتوقف متأبطاً كتابه " يخيل إليّ أن
أحدهم يتبعني " يلتفت " لا أحد " يسير "
من يدري ، لعلي واهم و.." يتوقف ثانية
وينصت " أسمع وقع أقدام متلصصة "
يلتفت ثانية " يا للعجب ، لا أحد أيضاً "
يبتسم" تشجع يا علاء ، صحيح أن
المنطقة منعزلة، لكننا في رابعة النهار "
يتجه نحو باب البيت " لن أتوقف أو ألتفت
،مرة أخرى ، حتى لو داهمني جني
مصباح جد أمي .. علاء الدين .
علاء يتلفت حوله ،
ويطرق الباب مراراً
الأم : " من الداخل " كفى ، لست صماء .
علاء : " يطرق الباب ثانية " ....
الأم : " من الداخل " ها إني قادمة ، من ؟
علاء : الجني .
الأم : " تفتح الباب" علاء .
علاء : " يدفع الباب " و .. المصباح .
الأم : ويا له من مصباح .
علاء : لا يوجد مصباح في العالم ، أفضل من
هذا المصباح .
الأم :إلا مصباح جدي .
علاء : " مازحاً " علاء الدين !"يهم بالدخول "
كفى يا أمي ، كفى .
الأم : " تعترضه " توقف .
علاء : دعيني أدخل ، دعيني ، إنني جائع .
الأم : ليطعمك مصباحك إذن .
علاء : " يلوح بالكتاب " إنه يطعمني ، لكني
مثل جدي .. علاء الدين .. لا أشبع .
الأم : علاء .
علاء : الجد علاء الدين ، لم يشبع من الذهب ،
وأنا لن أشبع من .. " يلوح بالكتاب ثانية "
الأم : لن تشبع اليوم مادمت تتحدث هكذا عن
جدي .
علاء : يا للعجب ، لقد أحببته ، وأسميتني باسمه
، رغم أنك لم تريه .
الأم : لقد رأيته .
علاء : ربما في الحلم ، فأنت لم تكوني قد ولدت
، حين مات في بحر الصين .
الأم : مهما يكن ، فإن ذكراه عندي لن تموت .
علاء : سأموت أنا من الجوع ، إذا لم تدعيني
أدخل.
الأم : تفضل " مبتسمة " ستجد ما يسرك .
علاء : " يتوقف " أمي ، أي شيء إلا ..
الأم : شيخ أسود ، يعتمر بعمامة خضراء ..
علاء : آ ه .
الأم : شيخ وأي شيخ .
علاء : " وهو يدخل " يقال أن الباذنجان يصيب
المرء ب..
الأم : " وهي تغلق الباب " البعض لا يحتاج
إلى باذنجان ليصاب .. ب ..
علاء : " يفتح الباب وينظر يميناً ويساراً " ....
الأم : ما الأمر يا علاء ؟
علاء : لا شيء ، لا شيء يا أمي ،
إنني مستعجل ، عليّ أن أعود بسرعة
إلى شيخي ، تعالي نأكل الباذنجان " وهو
يغلق الباب " والأمر لله .
يدخل صابر متلصصاً ،
وتدخل نور وراءه
صابر : تعالي يا نور .
نور : جدي .
صابر : هذا بيت صديقي .. علاء الدين .
نور : لنعد إلى الخان بسرعة وإلا تاه .. ضبع .
صابر : دعك الآن من ضبع ، لقد أصبحت قاب
قوسين أو أدنى من الكنز .
نور : يا إلهي ، ليتك تنسى وهمك هذا .
صابر : " يتلفت حوله " لابد لي من استئجار
بيت قريب من هذا الحي .
نور : " يائسة " آ ه .
صابر : فلنذهب الآن " يسرع إلى الخارج " هيا
يا بنيتي ، هيا ، هيا .
صابر يخرج مسرعاً ،
وتهرول نور وراءه
إظلام
المشهد الثاني
غرفة صغيرة ، نور
تجلس وحدها مهمومة
نور : مرة أخرى يتأخر جدي ، آه لابد أنه
يراقب علاء وأمه ، فهو يراقبهما دوماً
،منذ أن استأجرنا هذا البيت " تنهض "
لقد انتظرته ، أنا وأمي ، مدة طويلة ،
حتى عاد من الصين ، وظننت أن متاعبي
ستنتهي ، لكن ما حدث هو العكس ،
وخاصة بعد أن ماتت أمي ، وتركتني
وحيدة معه " تصمت لحظة" ليتني أعرف
، لماذا سجن في الصين كل تلك المدة "
تنظر من النافذة " يا إلهي ، إنه مكان
منعزل ، موحش ، مخيف .
يدفع الباب ،
ويدخل ضبع لاهثاً
نور : " تجفل خائفة " ضبع!
ضبع : " كأنه يطمئنها " نعم ، نعم ، ضبع .
نور : " تتمالك نفسها " أدخل ، يا ضبع ،
أدخل .
ضبع : عفواً .. أخفتك .
نور : لا عليك " تنظر إليه " أراك تلهث .
ضبع : كنت.. نائما.
نور : نائماً ! " تضحك " لابد أنك كنت
تركض في الحلم .
ضبع : نعم .. أطارد .. قطاة .
نور : قطاة !
ضبع : أحب القطا .. المشوي .
نور : " تبتسم " تعال ، أجلس .
ضبع : لا .. أريد سيدي .
نور : جدي لم يعد بعد .
ضبع : ها .
نور : انتظر ، قد يأتي بعد قليل .
ضبع : " يطبطب على بطنه " فارغة .. أنا ..
جائع.
نور : لا جديد " تبتسم " أنت جائع دائماً .
ضبع : نعم .. نعم منذ أن اشتراني سيدي.. وأنا
جائع .
نور : وستبقى جائعاً حتى يبيعك أو تهرب .
ضبع : أهرب ! لا .. لا .
نور : العبد حين يجوع يهرب.
ضبع : أنا .. أنا أحب أن أعمل .. ثانية .. في
البستان .. لكن أهرب! لا.. لا.. ولو أني
قد أموت هنا .. من الجوع .
نور : مهلاً ، يا ضبع ، لا تذهب ، ابق معي .
ضبع : " يتثاءب " لا .. لا .. نعسان .. سأنام ..
حتى يعود .. سيدي .
نور : هذا أفضل ، فقد ترى نفسك في الحلم ،
تأكل قطاة مشوية .
ضبع : لا.. خروفاً .. خروفاً مشوياً .
نور : كما تشاء ، خروفاً .
ضبع : شكراً نور.. شكراً ..ليت سيدي ..مثلك .
نور : جدي مثلي لكن ..
ضبع : " يطبطب على بطنه " فارغة .. فارغة.
نور : " تبتسم " اذهب، ونم.
ضبع : نعم " يتجه إلى الخارج " سأنام ..سأنام
..
من يدري .. قد أرى .. في المنام "
يتثاءب " آه .
ضبع يخرج مهمهماً ،
ويغلق الباب وراءه
نور : مسكين ضبع ، مكانه ليس معنا ، إنه
طفل ، طفل في هيئة دب، وقوته .." تهز
رأسها " هذه إحدى خفايا جدي، ترى ما
حاجته إلى عبد؟ وعبد مثل ضبع بالذات؟
آه إن ما اعرفه عن جدي يخيفني ، أما ما
لا أعرفه فــ.." تنصت "ها هو قادم ،يسير
بخطواته المتلصصة مثل.." تجلس
وتتشاغل برفو ثوب قديم "..
يفتح الباب ويدخل ،
صابر، حاملاً صرة
صابر : نور .
نور : " تترك الثوب وتنهض " جدي .
صابر : أنت جائعة ، أعرف " يضع الصرة
على المائدة " تعالي نأكل .
نور : اسمعني يا جدي .
صابر : " يشير لها أن تهدأ " ....
نور : لم أعد أحتمل .
صابر : جئتك بكباب .
نور : أعدني إلى البصرة .
صابر : " يفتح الصرة " كباب بغداد .
نور : لا أريد الكباب يا جدي ، لا أريد بغداد .
صابر : أسكتي إذن " يجلس إلى المائدة " أريد
أن آكل .
نور : " تجلس بعيداً عن صابر " ....
صابر : " يأكل متلذذاً " ما ألذ هذا الكباب "
يرمقها بنظرة خاطفة " تعالي تذوقيه .
نور : " تهز كتفيها " ....
صابر : أعرف أنك تحبين الكباب ، تعالي ، لقد
اشتريته لك .
نور : لن آكل .
صابر : حسن ، أنت حرة .
نور : لا أريد أن أبقى هنا " تهب واقفة "
أعدني إلى البصرة ، وإلا .. ذهبت عند
خالتي .
صابر : خالتك !
نور : نعم ،خالتي آمنة .
صابر : خالتك آمنة ، حسب علمي ، هنا في
بغداد .
نور : ليكن .
صابر : آه فهمت " يكف عن تناول الطعام "
أنت لا تريدينني .
نور : بل لا أريد ما تفعله .
صابر : ما أفعله من أجلك أنت .
نور : جدي ..
صابر : أمهليني قليلاً ، وسأجعلك تعيشين
كالأميرات.
نور : كلا ، أعدني إلى البصرة .
صابر : " غاضباً " هذا مستحيل ، سأبقى هنا
حتى أحصل على ..
يدفع الباب بقوة ،
ويدخل ضبع لاهثاً
صابر : " ينهض مجفلاً " من !
ضبع : أنا.. أنا .
صابر : ضبع .
ضبع : سيدي ..
صابر : قلت لك مراراً ، لا تدخل قبل أن تطرق
الباب .
ضبع : " يطبطب على بطنه " فارغة .
صابر : رأسك هو الفارغ .
نور : " تهز رأسها " ....
ضبع : لا .. لا " يطبطب على بطنه ثانية " هذه
فارغة .
نور : " تتمتم " مسكين .
ضبع : أنا .. أنا جائع .
صابر : أنت لا تشبع ، لقد أطعمتك منذ قليل .
ضبع : أنا .. لست خروفاً .
صابر : أعرف .
ضبع : أنا .. أنا ضبع .
نور : لا تلمه ، يا جدي ، أنت أطلقت عليه هذا
الاسم .
ضبع : ضبع .. " يشير إلى نفسه " أنا .. لا
أشبع بالخبز .. والنباتات .. فقط .
صابر : أنت محق ، يا ضبع .
ضبع : أنا جائع .. جائع .
صابر : " يشير إلى الطعام " أنظر .
ضبع : " يحدق مبهوراً في الطعام " كباب !
صابر : نعم ، كباب .
ضبع : سيدي ..
صابر : خذه .
ضبع : لي !
صابر : كله .
ضبع : " يجمع الطعام فرحاً " ....
صابر : نعم ، خذه كلّه ، فقد أحتاجك قريباً .
ضبع : " يطبطب على بطنه وهو يتجه إلى
الخارج " ستمتليء .. ستمتليء ..
ستمتليء .
ضبع يخرج مترنماً ،
ويغلق الباب وراءه
نور : ليتني أعرف ، يا جدي ، ما يدور في
ذهنك .
صابر : لا يدور في ذهني سوى شيء واحد ..
الكنز .. الكنز ..
نور : " تهز رأسها " ....
صابر " و سأحصل عليه ، نعم ، سأحصل على
الكنز ، مهما كلفني الأمر .
نور تجلس ، وتدفن
وجهها بين كفيها
إظلام
المشهد الثالث
فناء البيت ، الأم
تغزل تحت النخلة
الأم : " تصيح " علاء .
علاء : " لا يرد " ....
الأم : " تصيح ثانية " كفى ، يا بني ، استيقظ .
علاء : " يخرج من الغرفة متثائباً " ها انذ ، يا
أمي .
الأم : تأخرت اليوم ، يا للعجب ، هذه ليست
عادتك.
علاء : آه ، إنني متعب .
الأم : من يسهر بدون قمر يتعب .
علاء : " مغالباً ابتسامته " أمي .
الأم : سأبحث لك عن قمر جميل ، تسهر معه
، ويأتيك بأقمار صغيرة .
علاء : لا ، يا أمي ، لا أريد أن أسهر " ملوحاً
بالكتاب " إلا مع هذا القمر .
الأم : سيختفي قمرك هذا ، وستنساه ، حين
آتيك بالقمر الحقيقي .
علاء : " يهز رأسه مبتسماً " صبر جميل .
الأم : سأجدّ بالبحث ، منذ الغد ، ومن جدّ
وجد.
علاء : " يسير متظاهراً بالخروج " الأفضل
إذن أن أهرب .
الأم : مهلاً " يتوقف " افطر أولاً .
علاء : " ينظر إليها متسائلاً " ....
الأم : بيضة طازجة .
علاء : باضت دجاجتنا أخيراً !
الأم : الدجاجة تبيض ..
علاء : هذه حكمة لم يقل مثلها الجد علاء الدين
نفسه .
الأم : ليتني أعرف ما يبيضه ديكك
علاء : " وهو يأكل " ديكي يبيض.. ذهباً .
الأم : لابد أنه كنز جدي علاء الدين ، وأنا لا
أعرف .
علاء : لا " يلوح بالكتاب " فهذا الكنز حقيقة .
الأم : آه منك .
علاء : " يضحك " ها ها ها .
الأم : القمر دواؤك ، وسأحضره .
علاء : " يتجه إلى الخارج ملوحاً " أستودعك
الله .
الأم : مهلاً ، نسيت الغزل .
علاء : دعيه الآن ، سآخذه إلى السوق بعد
الظهر .
الأم : حسن يا بني ، لا تتأخر على الغداء .
علاء : " يتوقف متلفتاً حوله " أمي .
الأم : محشي .
علاء : يعني شيخ أسود أيضاً .
الأم : " تبتسم " صبر جميل .
علاء : " يواصل سيره " وبالله المستعان .
الأم : صحبتك السلامة .
علاء يخرج ملوحاً ،
ويغلق الباب وراءه
الأم : علاء ، أسميته علاء تيمناً باسم جدي
علاء الدين " تغزل " لكن شتان بينه وبين
جدي " تتوقف عن الغزل " من يدري ،
قد يصبح عالماً ،ويشتهر أكثر من .. "
الباب يطرق " ترى من يكون ؟ " الباب
يطرق ثانية " لحظة ، لحظة واحدة "
تنهض " من بالباب؟
صابر :" من الخارج " أنا .
الأم : لم أسع صوت هذا الرجل من قبل "
تسير نحو الباب " لعله بائع متجول .
الأم تفتح الباب
يلوح صابر ونور
صابر : أسعدت صباحاً .
الأم : أسعدت صباحاً .
صابر : " يشير إلى نور " هذه حفيدتي .. نور .
الأم : أهلاً ، أهلاً وسهلاً " تخاطب نور "
مرحباً ابنتي .
نور : مرحباً بك ، خالة .
الأم : نعم ، يا عم .
صابر : عفواً ، ابنتي ، الأفضل أن نتحدث في
الداخل .
الأم : نتحدث !
صابر : لدي ما أقوله لك .
الأم : لي أنا !
صابر : إذا سمحت .
الأم : " محرجة " عفواً ، إنني وحيدة الآن ،
لا أحد معي في البيت .
صابر : اطمئني ، ابنتي ، لن أبقى إلا هنيهة ،
وأنا ، كما ترين رجل عجوز .
الأم : " تنظر إلى نور " ....
نور : " تطرق برأسها " ....
الأم : تفضل ، يا عم " تتنحى قليلاً " تفضل
أدخل.
صابر : أشكرك " لنور وهو يدخل " تعالي ، يا
بنيتي .
نور : " تقف مترددة " ....
الأم : " لنور " تفضلي ، يا ابنتي ، تفضلي
أدخلي.
نور : " تدخل مترددة " شكراً ، خالة .
الأم : " تترك الباب مفتوح " أهلاً بكما ، أهلاً
وسهلاً .
صابر : أهلاً بك ، يا ابنتي " يتجول متأملاً البيت
" هذا البيت قديمً جداً .
الأم : صدقت ، إنه فعلاً قديم .
صابر : وآيل للسقوط .
الأم : هكذا يبدو للوهلة الأولى .
صابر : لا ، لا يا ابنتي ، من الخطر أن تعيشوا
في بيت كهذا .
الأم : إنه بيتنا ، يا عم ، وليس لنا بيت غيره .
صابر : بيعوه ، بيعوه يا ابنتي ، وسيكون لكم
بيت جديد .
الأم : نبيع بيتنا !
نور : " تهز رأسها " ....
صابر : " يقترب من القبو ، ويحدق فيه متمتماً "
القبو .
الأم : إنه مهمل ، لم يدخله أحد ، منذ سنين .
صابر : هذا أفضل .
الأم : " تحدق فيه متعجبة " ....
صابر : فقد ينهار في أية لحظة .
الأم : من يدري ، ربما .
صابر : بيعوه ، بيعوا البيت ، وتخلصوا منه .
الأم : عفواً ، يا عم ، قلت أنك تريد أن
تحدثني.
صابر : نعم ، يا ابنتي .
الأم : حسن ، تفضل .
صابر : أريد البيت .
الأم : " تنظر إليه مذهولة " ....
صابر : أشتريه .
الأم : تشتريه !
صابر : نعم ، أشتريه .
الأم : هذا ما أردت أن تحدثني فيه إذن ؟
صابر : لمصلحتكم .
الأم : " تحدق فيه مفكرة " ....
صابر : سأعطيكم لقاءه ثمناً مجزياً .
الأم : لكنك قلت ، إنه بيت قديم ، آيل للسقوط .
صابر : أعجبني موقعه، بيعوني إياه ، سأهدمه
وأبني في مكانه بيتاً جديداً .
الأم : " تهز رأسها " ....
صابر : لا تتعجلي ، يا ابنتي ، اسألي أولاً ابنك
علاء.
الأم : علاء !
صابر : إنه ما شاء الله ، رجل .
الأم : نعم ، لكن ..
صابر : لن تخسري شيئاً ، اسأليه ، وفكرا جيداً
في عرضي ، سآتي غداً ، في مثل هذا
الوقت " يـتأهب للخروج " عن إذنك ، يا
ابنتي .
الأم : مع السلامة .
صابر : سلمك الله " لنور " فلنذهب ، يا ابنتي "
يتجه نحو الباب " هيا .
نور : " تنظر إلى الأم مترددة " ....
الأم : " تتأمل نور حائرة " ....
صابر : هيا ، يا نور " وهو يخرج " هيا ، هيا .
نور : أستودعك الله .
الأم : مع السلامة ، يا ابنتي ، مع السلامة .
نور : " تخرج مسرعة " ....
الأم تتأمل لحظة ،
ثم تغلق الباب
إظلام
المشهد الرابع
فناء البيت ، الأم
تقبل من الغرفة
علاء : " من الداخل " مهلاً ، يا أمي ، مهلاً ،
مهلاً.
الأم : لا ، يا علاء ، لا .
علاء : " يخرج من الغرفة " أنا معك ، يا أمي
، لكن ..
الأم : قلت لا .
علاء : لنتمهل قليلاً ، فقد يقدم لنا عرضاً مغرياً.
الأم : حتى لو قدم لي ذهب الدنيا كلها .
علاء : أنظري " يشير إلى أطراف البيت "
أنظري ، يا أمي ، إنه خربة .
الأم : لن أبيعه ، إنه بيت جدي علاء الدين .
علاء : أمي ..
الأم : " تتوقف ثم تبتسم " ....
علاء : اسمعيني .
الأم : اسمعني أنت ، يا علاء .
علاء : لم أعرفك ، يا أمي ، عنيدة هكذا .
الأم : قمر .
علاء : سيأتي ، ويقدم لنا .
الأم : قمر ، يا علاء ، قمر .
علاء : قمر !
الأم : واسمها نور .
علاء : آه .
الأم : وأي نور .
علاء : أمي ، أرجوك دعينا الآن من القمر
ونور .
الأم : لولا جدها .. لكن .. آه .. القمر قمر .
علاء : إن ثمن هذا البيت ، قد ينقلنا من حال
إلى حال .
الأم : " تشيح عنه " قلت لا ، يعني لا .
علاء : هذه فرصة ، يا أمي ، وقد لا تتكرر "
الباب يطرق " أمي .
الأم : ها هو ، جاء .
علاء : لنستقبله ، يا أمي ، لنستقبله ، لن نخسر
شيئاً.
الأم : حسن .
علاء : " فرحاً " عين العقل .
الأم : مهما يكن ، أنت تعرف رأيي .
علاء : " يسرع نحو الباب " دعي الأمر لي .
علاء يفتح الباب ،
يلوح صابر ونور
علاء : " يحدق في صابر " آه هذا أنت .
صابر : السلام عليكم .
الأم : وعليكم السلام .
علاء : أهلاً وسهلاً .
صابر : " يدخل " أهلاً بك .
علاء : أظنني رأيتك مرة ..
صابر : لا أستبعد هذا ، فقد استأجرت بيتاً في
الحي المجاور .
علاء : وقد تتبعتني مرة .
صابر : لعلها صدفة ، يا بني ، وما أكثر
الصدف.
علاء : من يدري .
الأم : " تقترب من نور " أدخلي ، يا ابنتي .
علاء : " ينظر إلى نور " ....
نور : أسعدت صباحاً .
علاء : أهلاً بك ، تفضلي .
الأم : علاء ، هذه نور .
علاء : نور !
الأم : نعم ، نور .
علاء : " مرتبكاً " أهلاً ومرحباً ، تفضلي .
نور : " تدخل " أشكرك .
علاء : عن إذنك " يتجه نحو الباب مرتبكاً "
سأغلق الباب .
نور : تفضل .
علاء يتوقف عند
الباب ، ثم يغلقه
صابر : ابنك ..
الأم : علاء .
صابر : حفظه الله لك ..
الأم : أشكرك .
صابر : رجل ، وأي رجل .
الأم : " تنظر إليه حائرة " ....
صابر : حرام أن يعيش رجل مثله " يشير إلى
البيت " في خربة .
الأم : هذا بيتنا ، وهو ليس خربة .
صابر : أم علاء .
الأم : من فضلك ، أنت تعرف رأيي .
صابر : نسمع علاء ، إنه رجل ، ولابد أن له
رأيه .
علاء : أنت محق ، لي رأيي .
الأم :" محتجة " علاء .
صابر : دعيه ، دعي ابنك يتكلم " ينظر إلى
علاء " إنه لم يعد صغيراً .
الأم : ابني ..
علاء : مهلاً يا أمي .
صابر : أنت رجل ، يا علاء ، وأنا رجل ،
وسنتفاهم كرجال .
علاء : حسن ، أسمعك .
صابر : أريد هذا البيت ، رغم أنه خربة " يشير
إلى البيت " أنظر .
علاء : لا داعي لأنظر ، إنه بيتي ، وأنا أعرفه.
صابر : إذن أطلب ما تريد .
الأم : علاء .
علاء : مهلاً " لصابر" البيت خربة ، وأنت
رغم ذلك تريده ، لماذا ؟
صابر : قلت لك ، أعجبني موقعه .
علاء : فقط !
صابر : فقط .
علاء : " يحدق فيه " ....
صابر : هيا ، قل نعم ، فأعطيك الآن ما تريد .
علاء : كلا .
نور : " ترمق الأم مرتاحة " ....
صابر : علاء .
علاء : " ينظر إلى أمه " لن نبيع .
صابر : اسمعني يا علاء .
علاء : لقد سمعتك ، وأظنك سمعتني جيداً ، هذا
بيتنا ، مهما كان ، ولن نبيعه .
نور : " تنظر إلى علاء بارتياح " ....
صابر : " يبتعد منفعلاً " ....
الأم : بوركت يا بني .
علاء : " يربت على يدها " ..
صابر : الضبع " متمتماً " جاء دور الضبع "
يتجه نحو الباب " هيا يا نور .
نور : " ترمق الأم وعلاء بنظرة خاطفة "
أستودعكم الله .
علاء : " ينظر إليها " ....
الأم : مع السلامة .
صابر : " دون أن يتوقف " هيا ، هيا يا نور .
نور : نعم يا جدي " تسرع في إثره " ها إني
قادمة.
الأم : " تهتف " نور .
نور : " تتوقف مترددة " ....
الأم : ابنتي .
نور : أشكرك " تقبلها " أشكرك يا خالتي .
صابر : " عند الباب " هيا ، يا نور .
الأم : مع السلامة .
نور : " تلحق بجدها " مع السلامة .
صابر ونور يخرجان ،
الأم تغـــــلق الباب
الأم : أرأيت ، يا علاء ؟ " تقبله " أرأيت .
علاء : " ينظر إليها صامتاً ".....
الأم : إنني محقة هذه المرة، محقة .
علاء : أنت محقة فعلاً .
الأم : علاء .
علاء : يا له من رجل .
الأم : أنا لا أتحدث عن الرجل .
علاء : لاشك أن وراءه سراً ، وعليّ أن أعرفه.
الأم : دعنا منه، يا بني .
علاء : هو لن يدعنا .
الأم : علاء .
علاء : سترين ، يا أمي ، سترين .
الأم : مهما يكن ، لن أسمح له بدخول بيتي
ثانية .
علاء : لننتظر ، ونر ، خطوته التالية .
الأم : " تغالب قلقها " علاء .
علاء : لقد تأخرت ، يا أمي ، لابد أن شيخي
ينتظرني، علي أن أذهب الآن .
الأم : بني ، لا تتأخر .
علاء : سأعود عند الظهر " يتجه نحو الباب "
أستودعك الله.
الأم : " تسير في أثره " مع السلامة ، يا بني،
مع السلامة .
علاء يخرج ، الأم
تغلق البـــاب خائفة
إظلام
المشهد الخامس
فناء البيت ، صابر ،
ضبع يلتهم شطيرة
صابر : حل الليل ، سيعود الآن إلى البيت .
ضبع : " يلتهم شطيرته مهمهماً " هم م م م.
صابر : ضبع .
ضبع : " يهمهم " هم م م م .
صابر : " يقترب منه "اصغ إليّ .
ضبع : " يهمهم محتجاً " هم م م م .
صابر : أصغ إلي يا ضبع .
ضبع : دعني أملأ هذه " يطبطب على بطنه"
أولاً.
صابر : أصغ إلي ، وسأملؤها لك كباباً
..ودجاجاً..و..
ضبع : وبقلاوة .
صابر : وبقلاوة .
ضبع : هيا بقلاوة ..هيا ..هيا .
صابر : ليس الآن .
ضبع : ها !
صابر : بعد إنجاز المهمة .
ضبع : المهمة !
صابر : نعم ، المهمة .
ضبع : علاء .
صابر : أحسنت ، علاء .
ضبع : " يبدو متردداً " ......
صابر : كباب .. ودجاج .. و..
ضبع : وبقلاوة !
صابر : حتى تمتليء " يطبطب على بطن ضبع
" هذه .
ضبع : حسن سيدي .. حسن .. حسن .
صابر : هذه الليلة ، أريده هنا .
ضبع : الليلة .. الليلة .
صابر : إنه الآن عند شيخه ، وسيعود إلى البيت
بعد قليل .
ضبع : أنقض عليه .. أكممه ..
صابر : وجيء به إلى هنا .
ضبع : هنا .. هنا .. الليلة .
صابر : أحسنت" يربت على ظهره " هيا ، يا
ضبع ، حان الوقت " يدفعه برفق " هيا ،
هيا .
ضبع : " يدب نحو الباب " كباب.. ودجاج ..
و.. " يلتفت إلى صابر" وبقلاوة .
صابر : وبقلاوة " يدفعه برفق " هيا ، امضِ
الآن ،لا تدعه يفلت منك هذه المرة .
ضبع : لا .. لا .. هذه المرة هنا " يخرج " هنا
.. هنا .
صابر : الليلة هنا " يغلق الباب " وإلا اختطفته
بنفسي .
نور تخرج من
غرفتها ، وتقبل منفعلة
نور : جدي .
صابر : " بنفاد صبر " أوه .
نور : أرجوك يا جدي .
صابر : كفى ، قلت لك مراراً ، هذا الأمر لا
يعنيك.
نور : بل يعنيني بقدر ما يعنيك ، هذه جريمة .
صابر : " محذراً بحدة " نور " يلين قليلاً " لن
أوذيه .
نور : تريد أن تختطفه ، وتقتحم بيته و..
صابر : " منفعلاً " وأفعل أي شيء ، من أجل
الكنز " يصيح في وجهها " أريد الكنز ،
وسآخذه.
نور : هذه ليست جريمة فقط ، بل جنون ..
جنون .
صابر يصفع نور ،
نور تبكي متألمة
صابر : " يغالب تأثره " كفى .
نور : " تشهق باكية " ...
صابر : كفى بكاء ، كفى .
نور : " تمسح عينيها وهي تشهق " ....
صابر : " يمد يده إليها مصالحاً " أسكتي .
نور : " تشيح عنه " ....
صابر : كفى إذن ، لست طفلة .
نور : هذه أول مرة ترفع يدك عليّ،
وتضربني .
صابر : الذنب ذنبك .
نور : لم أقل إلا الحق .
صابر : هذا ليس شأنك .
نور : إنني أخاف أن تسجن ثانية .
صابر : هراء .
نور : يكفي ما تحملته ، وخاصة بعد وفاة أمي.
صابر : " يطرق رأسه " ....
نور : جدي ..
صابر : " يبقى صامتاً " ....
نور : أرجوك يا جدي ، أترك علاء و ..
صبر : كلا " يرفع رأسه غاضباً " لن أترك
الكنز .
نور : حسن ، لا مناص ، اختر يا جدي ..
صابر : " يحدق فيها " ....
نور : أنا أو الكنز .
صابر : نور .
نور : أنا أو الوهم .
صابر : كلا ، الكنز ليس وهماً ، إنه موجود ، لقد
خبأه علاء الدين في القبو ، بعد أن عثر
عليه في مغارة اللصوص .
نور : علاء الدين ..
صابر : إنه صادق ، إنني أعرفه .
نور : إن مثله لا يمكن أن يفضي بسر الكنز
لأحد،هذا إذا كان هناك كنز .
صابر : كان علاء الدين مضطراً للإفضاء بالسر
لي ، فقد حضرته الوفاة على ظهر
سفينة ، ونحن في بحر الصين ، ولم يكن
إلى جانبه من أهل وطنه أحد غيري .
نور : وحتى لو كان الكنز موجوداً ، وهذا
مستحيل فإنه ليس لك .
صابر :" منفعلاً " بل لي ، لي وحدي ، لقد
حملته هنا " يضرب على صدره "
حملته سنين طويلة ، وسآخذه الليلة ،
سآخذه ، مهما كلفني الأمر .
نور : آه ، عرفت منذ البداية ، أنك ستختار
الوهم " تبتعد باكية " ليكن ، لن أبقى
معك ، سأذهب إلى خالتي آمنة .
صابر : نور " يهم باللحاق بها " مهلاً يا نور "
يتوقف منصتاً " ضبع ! إنه ضبع " يسرع
نحو الباب " سأقتله هذه المرة ، إذا جاء
بدون ..
يدفع الباب ، ويدخل
ضبع ، حاملاً علاء
صابر : ضبع !
ضبع : " يدخل فرحاً " الكنز .
علاء : " مكمم الفم يقاوم عبثاً " ....
نور : " تنظر إليه مصعوقة " علاء !
ضبع : كباب .. كباب .. و ...
صابر : " يغلق الباب بسرعة " صه يا ضبع ،
لا ترفع صوتك .
ضبع : علاء .. علاء .
صابر : " يدفعه " أدخله إلى الغرفة .
ضبع : " يتجه نحو الغرفة " حسن .. يا سيدي
..
حسن " يتوقف " و.. بقلاوة .
صابر : امض الآن .
ضبع : بقلاوة .
صابر : بقلاوة ، هيا .
ضبع : " يسرع بعلاء نحو الغرفة " بقلاوة ..
بقلاوة .
نور : يا ويلتي .
صابر : أسكتي أنت " يلحق بضبع " هيا يا ضبع
، هيا ، هيا .
ضبع يدخل الغرفة ،
ويدخل صابر وراءه
نور : يا إلهي ، هذا عمل شنيع ، ماذا جنى
علاء؟ " تندفع نحو الغرفة " لابد أن
أطلق سراحه ، مهما كلفني الأمر .
صابر : " يخرج من الغرفة" نور .
نور : أطلق سراحه .
صابر : أيتها المجنونة .
نور : أطلق سراح علاء ، أطلق سراحه .
ضبع : " يخرج من الغرفة" سيدي .
صابر : أغلق الباب .
نور : أطلق سراحه ، هيا ، أطلق سراحه .
ضبع : " يقف متردداً بادي التأثر " ....
صابر : أيها الأبله ، أغلق الباب .
ضبع : " وهو يقف بالباب " نعم سيدي .. نعم ..
نعم.
نور : " تندفع منفعلة نحو الباب " لا ، أطلق
سراحه ، دعه يمضي إلى بيته تضرب
على الباب بقبضتها " هذه جريمة ، أطلق
سراحه .
صابر : " يدفع نور " أدخلي غرفتك .
ضبع : لا " يتردد في التدخل " لا يا سيدي .
صابر : ابتعد أنت .
ضبع : " يتراجع متردداً " ....
صابر : " يدفع نور إلى غرفتها "هيا أدخلي
غرفتك ، أدخلي ، أدخلي .
نور تبكي ، يغلق
صابر الباب عليها
صابر : ضبع .
ضبع : سيدي .
صابر : هات المعول والمصباح .
ضبع : " " يحمل المعول والمصباح " سيدي
..المعول .. والمصباح .
صابر : " يتجه مسرعاً نحو الباب " هيا ، حان
الوقت .
ضبع : " يخب مسرعاً وراءه " هيا .. هيا .
ضبع وصابر يخرجان ،
صابر يغلق الباب
إظلام
المشهد السادس
منظر المشهد الأول
يدخل صابر وضبع
صابر : " يتلفت حوله قلقاً " يا إلهي ، الوقت يمر .
ضبع : " يطبطب على بطنه " ...
صابر : منذ أكثر من ساعة ،ونحن ننتظر هنا .
ضبع : فارغة .. فارغة " يخاطب صابر "
سيدي .
صابر : لا ترفع صوتك . ضبع
ضبع : " بصوت خافت " فارغة سيدي ..
فارغة .. فارغة .
صابر : صه ، لن تأكل حتى تنجز ما جئنا من
أجله .
ضبع : الكنز .
صابر : نعم " بصوت خافت " الكنز .
ضبع : " يهم بالاندفاع نحو البيت " نقتحم ..
الباب .. و ..
صابر : " يمسك به " تعال " " يضربه على
كتفه " أيها الأحمق ، لا تتعجل ،
ستكشفنا .
ضبع : حسن .. سيدي .. لن أتعجل .. لن
أتعجل .
صابر : " يتلفت حوله نافد الصبر " آه ، الوقت
يمر " يصمت لحظة " إذا لم تخرج هذه
المرأة من البيت ، بعد قليل نقتحم الباب ،
نعم ، نقتحمه .
ضبع : سيدي .. هذا ما ..
صابر : لا ترفع صوتك .
ضبع : " بصوت خافت " سيدي ..
صابر : صه .
ضبع : صه .. صه .
صابر : نقتحم الباب عندما أقرر أنا .
ضبع : " يهز رأسه " ....
صابر : و ليس عندما .. " يتراجع " ضبع ،
تعال .
ضبع : " متلفتاً المرأة !
صابر : كلا " يجره " الحارس .
ضبع : " ينقاد متراجعاً " الحارس .. آه .. ثانية.
صابر : ما الأمر ؟ هذه ثالث مرة يمر فيها من
هنا .
ضبع : لعله رآنا .. هذا الحارس .. وظن أننا ..
حرامية .
صابر : " يلطمه " حرامية !
ضبع : أقول ربما .. ربما .
صابر : " يجره نحو منطقة معتمة " تعال ،
الحارس قادم .
ضبع : " يهرول خائفاً " الحارس .. لسنا
حرامية .. حرامية .
صابر : اغلق فمك .
ضبع : " يضع يده فوق فمه " ....
صابر : " بصوت خافت " لنقف هنا ، حتى
يذهب الحارس .
يدخل الحارس ، ويتوقف
قرب بيت علاء
الحارس : " يصيح " ها ، من هناك ؟
صابر : " يتراجع قليلاً ويسحب ضبع معه " ....
الحارس : هذه ليلة مظلمة ، ليلة حرامية " يصيح
ثانية " ها ، ها ، من هناك ؟
ضبع : سيدي ..
صابر : " يسارع بوضع يده على فم ضبع "
صه .
الحارس : " يتلفت حوله " يخيل إليّ أني سمعت
صوت .. " يحدق نحو صابر وضبع "
لا ، لا ، لعله كلب ، كلب ضال .
ضبع : " يحاول أن يتملص من صابر" كلب ..
صابر : دعك منه .
ضبع : كلب .. ضال .
صابر : " يسحبه متمتماً " دعك منه ، يا ضبع "
يتراجع به قليلاً اهدأ ، اهدأ وإلا أخذنا
إلى السجن .
ضبع : " خائفاً " السجن ! " يسرع ويقف وراء
صابر " لا .. يا سيدي .. لا .. لا .
صابر : " بصوت خافت " أغلق فمك إذن .
ضبع : " يضع يده فوق فمه " ....
الحارس : يا للظلام ، هذه ليلة الحرامية ، وليلتي
أيضا " يتلفت حوله " من يدري ، قد
يواتيني الحظ ، وأقبض على حرامي
بغداد " يضحك " تقول زوجتي ، أنت
تحلم ، حرامي بغداد لا وجود له إلا في
حكايات ألف ليلة وليلة " يكف عن
الضحك " لا ، لا يا زوجتي ، حرامي
بغداد موجود ، ولن يقبض عليه أحد
غيري .
يُفتح باب بيت
علاء ، وتطل الأم
الحارس : أم علاء !
الأم : مرحباً ، أخي ، أبا سيف .
الحارس : أدخلي بيتك ، يا أم علاء ، وأغلقي الباب
جيداً .
الأم : مهلاً ، يا أخي ، مهلاً .
الحارس : أدخلي بسرعة ، لقد لمحت شخصاً مريباً
يحوم في الجوار .
الأم : إنني أنتظر ابني .
الحارس : علاء!
الأم : لم يعد حتى الآن .
الحارس : عجباً ، هذه ليست عادته .
الأم : لقد تأخر كثيراً .
الحارس : لا عليك ، لعل أمراً ملحاً شغله ،
وسيأتي بعد قليل .
الأم : يا إلهي ، أين مضى ؟ " تتململ قلقة "
لم أعد أحتمل " تهم بالخروج مولولة " آه.
الحارس : انتظري ، يا أم علاء ، انتظري قليلاً .
الأم : كلا ، لن أنتظر أكثر " تخرج وتغلق
الباب " سأذهب إلى شيخه ، بيته قريب ،
يقع في الحي المجاور .
الحارس : لا داعي للعجلة .
الأم : " تسير مبتعدة " إنه ابني ، ابني الوحيد
، ولن يهدأ لي بال ، حتى أراه .
الحارس : " يلحق بالأم " مهلاً ، يا أم علاء ، مهلاً
، سآتي معك .
الأم : " تواصل سيرها " لا ، أشكرك البيت
قريب .
الحارس : مهما يكن " يلحق بها " إنني أخوك ،
ولن أدعك تسيرين وحدك في هذا الليل .
تخرج الأم والحارس ،
صابر وضبع يدخلان
ضبع : " يندفع نحو باب البيت " هيا سيدي ..
هيا .. هيا .
صابر : مهلاً ، أيها الأحمق " يمسك به " لا
تتعجل.
ضبع : سيدي .. المرأة .. والحارس .. ذهبا ..
ذهبا .
صابر : لننتظر بعض الوقت .
ضبع : ننتظر .. ننتظر .
صابر : " يتقدم متلفتاً " ضبع .
ضبع : " يسرع إليه " سيدي .
صابر : اسمعني جيداً .
ضبع : أسمعك .. أسمعك .
صابر : هذه فرصتي ، فرصة عمري كله ، ولن
أدعها تفلت مني ، والآن علينا أن
نعمل ، وبسرعة .
ضبع : " يهز رأسه مترقباً " ....
صابر : سندفع الباب ..
ضبع : أنا .. أنا أدفعه .
صابر : وإذا لم ينفتح ..
ضبع : ينفتح " يحاول الاندفاع نحو الباب "
ينفتح .. ينفتح .
صابر : مهلاً ، مهلاً " يمسك به " لا تتعجل
هكذا .
ضبع : مهلاً .. مهلاً .
صابر : بعد أن ندخل البيت ، نغلق الباب من
الداخل ، ونمضي على الفور إلى ..القبو .
ضبع : " يصيح مهللاً " الكنز .. الكنز .
صابر : أيها الأحمق ، أغلق فمك .
ضبع : " يضع يده فوق فمه " ....
صابر : حسن ، أين المصباح ؟
ضبع : ها هو " يخرج المصباح من عبه "
سأشعله.
صابر : ليس هنا .
ضبع : ها .
صابر : في القبو .
ضبع : أ .. القبو .. القبو .
صابر : والآن .. " يتلفت حوله " لنفتح الباب .
ضبع : سيدي .. " يندفع بسرعة نحو الباب "
البا .. ب .
صابر : " يحاول أن يلحق به " مهلاً ، يا ضبع ،
مهلاً ، مهلاً .
ضبع : " يرتطم بالباب بقوة فينفتح " الباب ..
الباب .
صابر : " يتوقف متلفتاً " يا إلهي ، هذا الأبله
سيكشفنا .
ضبع : " يطل من الداخل " سيدي .. تعال ..
الباب .. فُتح .
صابر : " يسرع نحو ضبع " كفى ، أيها الأحمق
، أغلق فمك .
ضبع : " يضع يده فوق فمه " ....
صابر يدفع ضبع ،
ويغلق الباب وراءه
إظلام
المشهد السابع
القبو ، صابر ينزل السلم ،
حاملاً المصباح ، يتبعه ضبع
صابر : " يتوقف في منتصف السلم " آه القبو
أخيراً.
ضبع : سيدي .
صابر : " يرفع المصباح قليلاً " ما أشد هذه
العتمة .
ضبع : انزل بهدوء سيدي.. قد تسقط .. وتدق
عنقك.
صابر : " ينزل متخوفاً " اغلق فمك .
ضبع : حسن سيدي .
صابر : أوه يا للعنة .
ضبع : كأنه .. قبر .
صابر : " منفعلاً " قلت لك " تزل قدمه " آ آ آ .
ضبع : " يمسك به من ياقته " سيدي .
صابر : " يتماسك " دع ياقتي .
ضبع : كدت تسقط .. سيدي " يترك ياقته "
وتدق ..
صابر : أيها اللعين " يلطمه " أسكت .
ضبع : حسن سيدي .. حسن .. حسن .
صابر : " ينزل متوجساً " انزل ورائي ..
بهدوء .
ضبع : " ينزل وراءه " بهدوء .. بهدوء .
صابر : انتبه ، هاهو السلم ينتهي .
ضبع : " يهمهم " هم م م م .
صابر يقف وسط
القبو ، ويرفع المصباح
ضبع : " يقترب من صابر " سيدي .
صابر : : " يتلفت حوله " ....
ضبع : سيدي .
صابر : خذ المصباح .
ضبع : " يأخذ المصباح " هاته سيدي .
صابر : " يقترب من حائط القبو " ارفع
المصباح قليلاً .
ضبع : يقترب منه ويرفع المصباح " هكذا
سيدي .. هكذا ؟
صابر : نعم " يدقق النظر في حيطان القبو "..
ضبع : الكنز .
صابر : أسكت .
ضبع : أسكت .. أسكت .
صابر : " يتوقف عند أحد الحيطان " هذا مكان
منتفخ ، لعله هنا " لضبع " هات
المعول .
ضبع : " يعطيه المعول " الكنز .. الكنز .. هنا؟
صابر : " يأخذ المعول " هذا ما قاله علاء
الدين .
ضبع : سيدي ..
صابر : " يدق بالمعول على الحائط " ....
ضبع : علاء الدين .. ربما .. يكذب .
صابر : " يستمر في الدق " علاء الدين يكذب ؟
أسكت .
ضبع : مثل البستاني .. الذي عملت عنده ..
مرة .
صابر : " يستمر في الدق " لم أعرف أنك
عملت في بستان .
ضبع : اللعين .. قال لي .. البستاني .. وضعت
مئة دينار .. ذهباً.. في البستان ..جدها
..وخذها لك.
صابر : " يتوقف لحظة " هنا آلاف القطع
الذهبية .
ضبع : قلبت .. تربة الحديقة ..قلبتها كلها .. لم
أجد .. الذهب .
صابر : " يهز رأسه مبتسماً ، وهو يدق على
الحائط " ...
ضبع : البستاني الملعون ..ضحك .. ضحك ..
وقال .. قلبت التربة ؟
هذا ما أردت .. أن تفعله .
صابر :أنت أبله ، كذب عليك ، وخدعك ، أما أنا
" يتوقف مبهوراً " يا إلهي ، الكنز .
ضبع : " يقترب منه " الكنز ! سيدي ..
صابر : " يلتفت ويرفع المعول عالياً " ابتعد .
ضبع : " يقف مذهولاً " ....
صابر : قلت لك ، ابتعد .
ضبع : " متراجعاً " سيدي .
صابر : هذا كنزي .
ضبع : طبعاً .. سيدي .. كنزك .
صابر : كنزي وحدي .
ضبع : " يقترب منه ثانية " دعني .. أساعدك صابر : " يهم بضربه بالمعول " ابتعد .. ابتعد
وإلا..
ضبع : " يتراجع مذهولاً " لا يا سيدي .. لا ..
لا .
صابر : ضع المصباح عندك . على الأرض ..
وابتعد .
ضبع : " يضع المصباح على الأرض " .....
صابر : ابتعد .. ابتعد .
ضبع : " يتراجع مبتعداً " حسن سيدي..ابتعد ..
ابتعد .
صابر : قف عنك .. دون حراك .
ضبع : " يهز رأسه " ....
صابر : " يلتفت ويمد يده إلى الحفرة " جرة .
صابر يسحب الجرة،
ويحدق في داخلها
صابر : ذهب"يحضن الجرة " ذهب .. ذهب .
ضبع : " ينظر إليه متردداً " سيدي .
صابر : " متراجعاً نحو السلم " ابق عندك ..
لا تتحرك .
ضبع : " يتململ متردداً " ....
صابر : " يتراجع متمتماً " فلأذهب .. فلأذهب
مسرعاً.. وآخذ نور .. وأهرب إلى ..
ضبع : لا " يندفع نحوه ملتاعاًَ " لا سيدي .. لا
..لا.
صابر : أيها المجنون " يرفع المعول مهدداً "
توقف .. توقف .
ضبع : " لا يتوقف " سيدي ..
صابر : قلت لك .." يضربه بالمعول على رأسه
" تو..قف .
ضبع : " يصرخ ويتراجع ثم يتهاوى على
الأرض" آه.
صابر : " يقف مذهولاً " يا إلهي .
ضبع : " يرقد بدون حراك"....
صابر : " يلقي المعول من يده " مات! "يتراجع
محتضناً الجرة" قتلته .. نعم .. قتلته ..
قتلته " يصعد السلم متعثراً" اللعنة
عليه ، المجنون ، قلت له .. توقف ،
ليمت، الذنب ذنبه ، فلأسرع إلى نور ،
وآخذها " يخرج مسرعاً" ونهرب .
ضبـــــــــع يبقى فترة
منطرحاً على الأرض
ضبع : " يتململ متألماً " آه .. رأسي .. آه "
يعتدل بصعوبة " سيدي .. جن .. كاد
..يقتلني بالمعول" يلمس جرحه " آه .. أنا
عبده .. يضربني .. ويهرب ؟ " يهز
رأسه " لا.. لا .. لن يهرب .. لن يهرب
ويتركني .. أنا ملكه .. كيف ..يتركني ؟ "
ينهض مترنحاً" لكنه ضربني ..ضربني
بالمعول .. كاد يقتلني .. كاد .. " ينصت
لحظة " سيدي ! ها هو .. عاد .. عرفت
.. لن يهرب .. لن يهرب ويتركني "
يسير مترنحاً نحو السلم " سيدي .. سيدي.
الأم تطل مذهولة
من أعلى السلم
الأم : أبا سيف .
الحارس : " من الفناء " نعم ،أم علاء .
الأم : هناك ضوء داخل القبو .
الحارس : ضوء !
الأم : نعم ، تعال أنظر .
الحارس : " يطل محملقاً من ورائها " .....
ضبع : " يصعد السلم متعثراً " أم ..علاء ..أم ..
علاء .
الأم : " تصرخ " آآآ.. الجني .
الحارس : الجني ! أي جني ؟
الأم : " متراجعة " جني مصباح جدي .
الحارس : علاء الدين !
الأم : " تهم بالهرب " نعم .. نعم .. فلنهرب .
الحارس : مهلاً ، يا أم علاء " يمسك يدها " مهلاً،
مهلاً .
الأم : دعني ، دعني .
الحارس :تمهلي لحظة " يطل من أعلى السلم "
هذه فرصتنا ، يا أم علاء ، فلنطلب منه
شيئاً .
الأم : أطلب من الجني ؟ " تحاول أن تتملص
من يده " لا ، لا.
ضبع : " عند منتصف السلم " أم علاء .. أنا ..
لست جنياً .
الحارس : لست جنياً ! " يلتفت إلى أم علاء "
يقول أنه ليس..
الأم : " تطل خائفة " ماذا ؟ ليس .. جنياً !
ضبع : نعم .. نعم .. أنظري .. يا أم علاء .. أنا
.. ضبع .
الحارس : إنه يعرفك .
الأم : يعرفني !
ضبع : وأعرف علاء .. علاء ..
الأم : علاء ! " تصيح " أين علاء ؟
ضبع : والكنز ..
الحارس : الكنز !
ضبع : ذهب .. ذهب .. أخذه سيدي .. أخذه ..
من هنا .
الحارس : أم علاء ..الكنز .
الأم : دعني من الكنز ، أريد ابني .
ضبع : علاء..
الأم : " لضبع " أين ابني ؟ أين علاء ؟
ضبع : علاء .. عند .. سيدي .
الأم : يا ويلي ، لابد أنه يعني الرجل الذي .."
تصيح في صوت باك " أبا سيف .
الحارس : مهلاً ، يا أم علاء ، مهلاً ، لنسأله لعله
يعرف أين هو؟
الأم : " لضبع " أنت تعرف أين ابني ، أين
علاء ، أليس كذلك ؟
ضبع : " عند أعلى السلم " نعم .. أعرف ..
أعرف.
الأم : خذنا إليه .. أرجوك .. خذنا إليه .
ضبع : " يخرج مترنحاً " حسن .. تعالا .. تعالا
معي .
الأم : أبا سيف .
الحارس : لنلحق به ، هيا يا أم علاء ، هيا ،
سيقودنا حتماً إلى ..علاء .
الحارس والأم يلحقان
بضبع ، القبو خال
إظلام
المشهد الثامن
فناء البيت ، نور
تندفع من غرفتها
نور : علاء " تتوقف لاهثة " لولا المطرقة لما
استطعت أن أفتح الباب " تتلفت حولها
" تأخر جدي ، لابد أنه الآن في بيت علاء
، يبحث عن ..
علاء : " من الخارج " نور .
نور : هذا علاء " تتطلع نحو النافذة " يا إلهي
، ما ذنبه ليخطف هكذا ، و..
علاء : " من الداخل " نور .
نور : سأحميه ، سأحميه مهما كان الثمن "
ترفع صوتها " علاء .
علاء : " من الداخل " نور ! " يطل من النافذة
" نور .
نور : علاء " تقترب من النافذة متلهفة " ها أنا
يا علاء .
علاء : نور ، ناديتك مراراً .
نور : عفواً ، جدي أغلق عليّ الباب ،ولم
أستطع الخروج إلا بعد أن كسرته من
الداخل .
علاء : ما الأمر يا نور ؟ أصدقيني .
نور : دعك من هذا الآن .
علاء : أخطف في جنح الليل ، وأسجن ، و.. ،
لاذا كلّ هذا ؟ يا إلهي ، أكاد لا أصدق ما
يجري .
نور : لابد أن تخرج من هنا ، وبأسرع وقت
ممكن.
علاء :لكن الباب مغلق ، وأنا .." يرفع يديه
المقيدتين " كما ترين ، مقيد .
نور : لا عليك ، سأعالج الباب من الخارج
حتى أفتحه .
علاء : حسن يا نور ، أسرعي ، إنني قلق بشأن
أمي.
نور : " تعالج الباب " مهلاً ، مهلاً ، ها هو
يكاد ينفتح " ترفع صوتها " ابتعد عن
الباب ، سأدفعه .
نور تدفع الباب
مراراً، وأخيراً ينفتح
علاء : " يخرج من الغرفة مقيد اليدين " نور .
نور :" تفرك ذراعها " علاء .
علاء : أخشى أن تكوني قد تأذيت .
نور : لا " تبتسم مترددة " إنني بخير .
علاء : " يتأملها " هذا ما أرجوه .
نور : " تطرق صامتة " ....
علاء : " يمد يديه المقيدتين إليها " أرجوك ،
فكي قيدي .
نور : في الحال " تحاول فك القيد " يا لها من
عقدة " ضبع وحش أحياناً، رغم طيبته.
علاء : " بمرارة " يا لطيبته ، " متألماً " قيده
هذا يكاد يشل يدي .
نور : سأحله ، لحظة واحدة ، ها هو يحل .
علاء : أشكرك " يفرك معصميه " أشكرك جداًًًً
يا نور .
نور : " ترمقه مترددة " عفواً .
غلاء : عليّ أن أذهب " يهم بالذهاب " وأطمئن
على أمي .
نور " علاء .
علاء : " يتوقف " نعم .
نور : سامحني ، سامحني يا علاء .
علاء : أسامحك ! ماذا تقولين ؟ أنت يا نور
أنقذتني.
نور : عفواً ،هذا أقل ما عليّ أن أفعله من
أجلك .
علاء : ليتنا التقينا في ظروف أفضل .
نور : إنه قدرنا .
علاء : " ينظر إليها صامتاً " ....
نور : لابد أن تذهب الآن .
علاء : " يقف متردداً " ....
نور : اذهب يا علاء .
علاء : أستودعك الله .
نور : وداعاً .
علاء : " يتوقف ويمسك يدها " نور .
يدفع الباب ، ويدخل
صابر، محتضناً الجرة
صابر : نور ؟
نور : " تتوقف متحفزة دون علاء " لا ..
صابر : أيتها المجنونة .
نور : لا تؤذيه .
صابر : لن أوذيه ، تعالي ، تعالي نهرب .
نور : نهرب !
علاء : " يمسك يدها " نور .
صابر : تعالي " يريها الجرة " الكنز .
نور : " تتقدم مترددة " الكنز !
صابر : نعم ، أنظري يا نور ، أنظري ، هذه
الجرة مليئة بالذهب .
نور : لكن هذا الذهب ليس لنا .
صابر : تعالي ، تعالي نهرب بسرعة ، ونعود
إلى..
نور : أعد الذهب إلى أصحابه .
صابر : " يضم الجرة بشكل هستيري " الذهب
لي .. أنا صاحبه .. أنا ولا أحد غيري "
يقترب منها " تعالي يا نور ، تعالي .
علاء : " يدفعها وراءه " دعها .
صابر : ابتعد ، ابتعد أنت .
علاء : لن أسمح لك أن تؤذيها .
صابر : أيها الأحمق ، إنها حفيدتي " لنور "
تعالي .
نور : أترك الذهب أولاً .
صابر : كلا .
نور : هذا الذهب ليس له يا علاء ، بل ..
صابر : الذهب لي ، وسيبقى لي " يستل خنجره
" وسأقتل كلّ من ..
يدفع الباب ، ويدخل
ضبع والأم والحارس
الأم : " تسرع نحو علاء " علاء .
علاء : أمي .
الأم : " تحضنه باكية " حمداً لله .
علاء : لا تبكي يا أمي .
الأم : لم أصدق أني سأراك ثانية " تتأمله
منفعلة "علاء ، علاء .
نور :خالتي ، أنت ترين ، علاء بخير .
الأم : " تلتفت إلى نور " نور .
نور : " تطرق برأسها " ........
ضبع : " يتقدم منفعلاً نحو صابر " .....
صابر : " مرتعباً " ضبع .
ضبع : أردت .. قتلي .
صابر : " يتراجع خائفاً " لا .. لا .
ضبع : ضربتني .. وأردت .. قتلي .
صابر : " يتراجع خائفاً متعثراً " أتركني ..
أعطك ما تشاء .. نعم .. ما تشاء .
الجميع يتطلعون إليهما ،
ضبع يقـــــــف حائراً
ضبع : ما أشاء !
صابر : نعم .. ما تشاء .. يا ضبع .. ما تشاء .
ضبع : " يتلفت حوله حائراً "لكن .. ماذا أشاء ؟
" ينظر إلى نور مستنجداً " ماذا .. أشاء
.. ماذا ؟
نور : أعطه حريته ، أعتقه .
ضبع : " يحدق في صابر " ....
صابر : أعتقه ! حسن " لضبع " أنت حرّ ،
ليشهد الجميع ، أنت حرّ .
ضبع : " يتقدم نحوه " ماذا !
صابر : " يتراجع متعثراً ويسقط ، فتتحطم
الجرة ، ويتناثر ما في داخلها " يا ويلي ..
كنزي .. ذهبي .
علاء : ذهب !
الأم : ماذا ؟ " تحدق في القطع المتناثرة "
ذهب ؟
" تبتسم ساخرة " يا له من ذهب .
الحارس : " يضحك " لقد صدأ ذهبك .
صابر : " يجمع القطع المتناثرة في جنون " لا
.. الذهب لا يصدأ .. لا يصدأ .
الحارس : افتح عينيك جيداً " ساخراً " وأنظر إلى
ذهبك .
صابر : " يدقق النظر في القطع " يا إلهي ،
نحاس ، نحاس مطلي " ينثر القطع منهاراً
" نحاس ، نحاس .
ضبع : سيدي .
علاء : لا تقل سيدي ،لقد أعتقك منذ قليل ،
وأشهدنا جميعاً على ذلك .
ضبع : " حائراً " ها .
الأم : نعم ، أعتقك أمامنا ، أنت الآن حر .
صابر : حر .. حر " يسوي ملابسه " ليذهب
ويشبع بحريته " يتجه نحو الغرفة " أنا
أيضاً لا أريده ، إنه يأكل أكثر من خمسة
خراف .
ضبع : خراف ! أنا ؟
الأم : " تربت على ذراعه " لا عليك ، عده
يقل ما يشاء ، أنت الرابح .
صابر : " يتوقف " نور .
نور : " تنظر إليه صامتة " ....
صابر : تعالي ، تعالي نعد حاجياتنا ، غداً نعود
إلى البصرة ..
نور : " تتراجع وتقف قرب علاء " ....
صابر : هذا ما أردته دائماً ، هيا ، تعالي .
نور : " تنظر إلى علاء " ....
علاء : أمي .
الأم : نعم ، بني .
علاء : يبدو أني وجدت قمري .
الأم : " تنظر إلى نور مبتسمة " وأي قمر .
نور : " تطرق خجلة " ....
صابر : " يتقدم نحو نور " هيا ، هيا يا بنيتي .
نور : " تتراجع " كلا .
صابر : " يتوقف " نور !
نور : لن أذهب معك .
صابر : سنذهب إلى البصرة .. غداً .
نور : سأبقى عند خالتي آمنة " تنظر إلى علاء
" نعم ، سأبقى .
صابر : ابقي " يتجه منزعجاً إلى الغرفة " ابقي
، سأعود وحدي غداً إلى البصرة .
ضبع : " حائراً " وأنا !
الأم : أنت حر .
ضبع : أذهب مع سيدي ..
الأم : تذهب معه عبداً .
ضبع : أم أبقى ؟
الأم : تبقى حراً .
ضبع : أبقى ؟
نور : أنت حر .
الأم : نعم ، أنت حر .
ضبع : أبقى .. نعم .. نعم .. أبقى .
علاء : أحسنت ، أحسنت يا ضبع .
ضبع : " متردداً " علاء .
علاء : " يبتسم " نعم .
ضبع : سامحني .
علاء : " مازحاً " آه منك .
ضبع : " آذيتك ؟
علاء : " مازحاً " كدت فقط أن تشل يديّ .
ضبع : سامحني .. سيدي هو .. أعني صابر ..
صابر هو ..
علاء : " يربت على كتفه " لا عليك ، كنت
عبداً .
نور : وأنت الآن حر .
ضبع : نعم .. حر .. سأذهب إلى البستان .. "
يتجه نحو الباب " وأعمل في الزراعة ..
أنا أحب العمل .. " وهو يخرج " في
البستان .
نور : ذهب ضبع .
علاء : آن أن يعيش حراً .
الأم : إنه طيب ، رغم كل شيء ، ليوفقه الله .
الحارس : الوقت متأخر ، فلنذهب نحن أيضاً .
الأم : نعم ، فلنذهب " تنظر إلى نور " نور .
نور : رافقتك السلامة ، يا خالتي .
الأم : " تحضنها " ابنتي " تقبلها " ابنتي ،
ابنتي .
نور : " تقبلها دامعة العينين " ....
الأم : " تتراجع مبتسمة " سأراك قريباً .
نور : بعون الله .
علاء : " يتأملها ملياً " نور .
نور : " تنظر إليه صامتة " ....
علاء : أستودعك الله يا نور .
نور : إلى اللقاء ، يا علاء ، إلى اللقاء .
الحارس والأم وعلاء
يخرجون ، نور وحدها
ستار
3/ 3 / 1997
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق