تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

الاحتفالية في التاريخ والتاريخ في الاحتفالية (4) الاحتفالية في التاريخ والاحتفالية في الجغرافيا / د. عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 

الاحتفالية في التاريخ والتاريخ في الاحتفالية (4)  الاحتفالية في التاريخ والاحتفالية في الجغرافيا 

                            فاتحة الكلام

انني اقول الاحتفالية في التاريخ، واقول التاريخ في الاحتفالية. ولا اقول تاريخ الاحتفالية، وأقول هذا وأنا متيقن بان الاحتفالية الصادقة هي الموجودة في الأجساد الصادقة وفي النفوس الصادقة وفي الأرواح الصادقة، ومن أراد أن يبحث عن هذه الاحتفالية في الطبول وفي المزامير وفي الأزياء والاقنعة الكرنفالية وحدها. فإنه بالتأكيد لن يجدها. وقد يجد ما يشبهها. وما هو ظاهرها وما هو مظهرها الخارجي والبراني، والاحتفالية الحقيقية هي روح الإنسان الحي. وهي روح المدينة المتمدنة. وهي روح التاريخ المتجدد في العيون المتجددة وفي الحالات المتجددة 
انني اعرف ان فعل الاحتفال هو ابن لحظته وهو ابن ساعته وهو ابن مناخه. واعرف ان تاريخ الاحتفالية ليس تاريخا واحدا. وهو بهذا موت حالات ومولد حالات اخرى، وهذا ما يجعلني أؤكد دائما على الحقيقة التالية، وهي ان تجربتنا المغربية العربية هي واحدة من احتفاليات الإنسان عبر التاريخ. هي واحدة ففط، وانها في صيغتها الجديدة، وفي عمرها الجديد، مازالت في بداياتها الأولى. وانها بهذا لم تكتمل بعد. وشخصيا فإنني اتمنى الا تكتمل اليوم او غدا. وان تظل مشروعا فكريا وجماليا واخلاقيا يتجدد بتجدد الأيام، وبتجدد الأعوام، ويتنوع بتنوع الأقوام في اعمارها اللامتناهية، وبهذا فهي احتفالية،او احتفاليات ناقصة وغامضة وغير تامة وغير مكتملة وغير محددة ولا محدودة، ولقد رددنا، نحن عشاق هذه الاحتفالية وخدامها. مع الشاعر الذي قال 
( وهل ينقص البدر إلا حين يكتمل؟)
ويحزننا ان ينقص بدر الاحتفالية. وان يضيق حجم الفرح في سمائها، وان يقل عدد الفرحين والمعيدين في اعياد الحياة ..
ونحن في هذه الاحتفالية نرى نفس ما رأه ذلك المغربي الذي طلب الاحتفال في بغداد. والذي امن بان كل بلد فيه الاحتفال والعيد والتعييد فهو بلد قريب وهو بلد جميل
وبعد كل بحثنا وعلمنا وفكرنا واجتهادنا ونضالنا، فاننا لم ندرك روح وجوهر هذه الاحتفالية بعد، ولقد عرفنا شيئا، وغابت عنا اشياء اخرى كثيرة جدا. ولعل أجمل ما عرفناه فيها. هو تلك اللحظات التي عشناها. والتي اغنت ارواحنا بالمشاهدات وبالمقامات وبالحالات  بالخيالات الجميلة والنبيلة
ومن ينتظر  ان تكتمل هذه الاحتفالية. وان تنتهي بعد ايام او اعوام. وان تسكت عن الكلام المباح، فهو واهم. لأن القمر الذي ينقص. يعود هلالا من جديد. ويسعيد اكتماله من جديد. وهكذا هي الاحتفالية دائما، هي فعل جديد ومتجدد إلى ما لا نهاية
وما يهمني الاحتفالي هو ان يبحث في الأيام عن لحظة فرح.  وهو يعيش هذه اللحظة في حينها من غير ان يفكر في القبض عليها او في اقتناصها. وهو يدرك ان الأشياء الكاملة لا تحتاج لمن يكملها، ويعرف انه في اكتمال هذه الاحتفالية نهايتها وموتها بكل تاكيد. ولذلك فقد حرصنا - وعلى امتدادعقود طويلة جدا - على ان تظل هذه الاحتفالية عند درجة التاسيس وعند درجة إعادة التاسيس وعند درجة الصفر من الوجود والكينونة
ونحن في هذه الاحتفالية نسعى دائما من اجل ان نعرف التاريخ، وان نعرف متغيرات التاريخ، وان نحذر من مكر التاريخ. ولقد أكدنا دائما على ان التاريخ الحقيقي الذي يهمنا، ليس هو ذلك التاريخ الموجود في ذلك الماضي الذي كان، ولكنه ذلك التاريخ الآخر، والموجود اساسا في الأتي الممكن. غدا أو بعد غد او في يوم من الأيام او في عام من الأعوام..

                 الاحتفالية حدث جديد في العالم المتجدد

وما نعرفه وندركه هو ان هذه الاحتفالية قد قرأت التاريخ بشكل جيد. وانها قد تفاعلت مع حركاته ومع منعطفاته ومع هزاته العلمية، ومع انقلابات الفكرية والجمالية، وتجاوبت مع جده وهزله. ومع وضوحه وغموضه. ومع كاىنه وممكنه، ولعل هذا هو ما جعل الاحتفالي يكتب كتابا. ويعطيه اسم
 ( الاحتفالية وهزات العصر)
وفي هذا الكتاب يقف الاحتفالي عند التمفصلات والمنعطفات والاختبارات والتوجهات الكبرى  في تاريخ الآداب والعلوم والفنون والاكتشافات الجديدة 
وفي هذه المخاطرة العلمية لا يؤكد الاحتفالي على الوقائع والأحداث. ولكنه يؤكد على الهزات وعلى الانقلابات وغلى الثورات المعرفية التي جددت التاريخ المعاصر.  والتي تجدد بها هذا التاريخ. فكريا وعلميا وفنيا وجماليا وتقنياىواخلاقيا وفي مختفل حقول الحياة اليومية، وفي إهداء هذا الكتاب ترد الكلمة التالية:
(إلى كل صناع الهزات الحقيقية في التاريخ، سواء في المعرفة او في الفكر او في الفن او في الصناعة او في السياسة النبيلة..
إليهم كلهم اهدي هذا الكتاب)
 وفي قراءة الاحتفالية للتاريخ. بكل محمولاته الأدبية والفنية والفكرية والعلمية، يحضر العقل والعقلانية في التنظير الفكري. ويحضر القلب والوجدان والخيال في الإبداع المسرحي، وهذا ما جعل هذه الاحتفالية تستوعب عصرها. بكل اسئلته ومسائله. وبكل ابعاده ومستوياته. وبكل رهاناته واختياراته ..
وان هذه الاحتفالية، في طبعاتها الجديدة والمجددة والمتجددة، وباعتبارها حركة شعرية عاقلة ومسافرة، قد أكدت دائما على ان ( بإمكانها ان تسلك مسالك الأحلام والأوهام في الإبداع الأدبي والفني، ولكنها في مجال البحث عن الذات لا يمكن ان تقيم إلا في العقل)
وهي بهذا احتفالية إنسانية. ولا معنى للانسانية بدون وجود الإنسان. وهي احتفالية حية ايضا. ولا معنى للحياة بدون حيوية متجددة، وهي مدنية ايضا. في بنياتها الحضارية والاخلاقية. ولا معنى لوجود مدنية بدونمدينة حقيقة. تتجاور فيها الأجساد. وتحارب فيهاىللعقول. وتتكامل فيها المصالح والمنافع ظ
وفي هذا التاريخ الاحتفالي، والذي اختارنا قبل ان نختاره. توجد ممالك ومسالك بعدد لا يحصى. وفيه يحضر،سائرون ومقيمون. وفيه مشاهدات صادقة وأخرى كاذبة ومضللة. ولقد حرص الاحتفالي على ألا يعتمد في فعل الابصار على الحواس وحدها. لأن  (الحواس تخدع، وهي مجرد آلة للقبض على الحقيقة، وهي ايضا. مجرد آلة من آلات الإدراك والإبصار، وعليه، فإن كل ما نراه، لا يمكن ان يكون حقيقة، وقد كان ضروريا بالنسبة لهذه الاحتفالية،أن تحذر من المسالك الخادعة والمضللة، وأن تحرص على ألا تسقط في المهالك)
وفي هذه المسالك أيضا فاعلون ومتفرجون. وفيه أنبياء صادقون ودجالون مزيفون، وفيه مصلحون ومفسدون، وفيه عرافون وجاهلون. وفيهفلعلومدن ومدعون .
وان ظهور هذه الاحتفالية. أولا من خلال بياناتها، ومن خلال ابداعاتها الأدبية والفكرية، ثم بعد ذلك من خلال جماعة المسرح الاحتفالي. قد كانت بالأساس حدثا في التاريخ الإنساني العام. وإلى جانب ذلك كانت لحثا مسرحيا جادا في تاريخ المسرح المغربي والعربي بشكل خاص. وفي هذا المعنى يقول الاحتفالي
( ان هذه الاحتفالية الحدث لم تكن فعلا عابرا في التاريخ الحديث، وذلك لأنها ( اول حركة منظمة في تاريخ المسرح المغربي، وهي تتجذر في رغبة العودة إلى الأصالة، تلك العوودة التي واكبت الشعور بالخيبة أمام المسرح الرسمي) ولقد كان الرأي هو راي الأستاذ عبد الإله الهاشميى، والذي سجله في اهر السبعينات من القرن المتداضي في مجلة ( وليلي) بمدينة مكناس..
         
             الاحتفالية الحديثة هزة من هزات العصر الحديث

وفي  مقدمة كتاب ( الاحتفالية وهزات العصر) يقول الاحتفالي
( لقد اخترت الاحتفالية موضوعا لكتابي هذا، وقبل هذا٠ اعتيرتها منطلقا لوجودي ولفلسفتي في الوجود، ولقد انطلقت من من اعتبار ان هذه الاحتفالية هي منظومة من القيم اولا، وانها حدث في التاريخ الحديث ثانيا، وانها ظاهرة من ظواهره المتعددة ثالثا، وانها هزة من هزاته العنيفة والقويةرابعا، وان مثل هذا الاختيار، له بالتأكيد اسئلته، وله اجوبته، وله خلفياته التي يضمرها)
وهذه الاحتفالية. وبخلاف ما قد يرى البعض، ليست مجرد صيغة مسرحية مختلفة ومخالفة. وهي اساسا ( حركة قبل كل شيء، حركةفكرية داخل التاريخ العام، ولأنهاحركة فهي تعادي السكون والثبات، وهي لذلك تمتلك - مثلها مثل كل هزات العصر الحديث - القدرة على التغيير والتغير، وعلى التجديد والتجدد، وعلى الفعل والانفعال، فهي نظام وليست فوضى، وهي فعل متجذر في تربة الأيام والليالي، وفي تربة الثقافة المعاصرة، وذلك بكل روافدها ومكوناتها المختلفة، ولأنها منجذبة إلى المستقبل والممكن، فهي حركة مستقبلية بالضرورة، ولأنها تتجاوز الواقع الظاهر إلى الحقيقة المضمرة، فهي حركة سوريالية،وذلك في جانب من جوانبها، ولأنها مرتبطة - نفسيا وذهنيا وروحيا - بالمتعالي وبالمقدس، فهي حركة صوفية، او شبه صوفية، ولأنها تنطلق من
النحن ومن الآن ومن الهنا، فهي حركة تاسيسة بالضرورة. انها تؤسس ذاتها، او ذواتها الممكنة، وذلك اعتمادا على ذاتها الكائنة،  والتي تتجدد اساسا في الذاكرة الشعبية وفي الوجدان الجماعي وفي ذلك التاريخ الحي، والذي نجد له ظلالا، مادية ومعنوية وامتدادات في الآن/ هنا، وايضافي ذلك الذي كان هناك، وذلك في الأزمان الأخرى وفي الأمكنة الأخرى )
وهذه الاحتفالية لم تظهر في الفراغ ولا في اللامكان ولا في اللازمان، ولكنها ظهرت في التاريخ. البعيد والقريب معا، ولقد تفاعلت مع معطيات كثيرة من مراحل هذا التاريخ.  ولقد اثبتت الأيام بعد الأيام والأعوام بعد الأعوام بان هذه الاحتفالية لم ينكرها التاريخ، ولم يتنكر لها التاريخ. ولقد خاصمها بدون وجه حق كثير من أصحاب الرؤية المحدودة واصحاب العين الواحدة. ولكن الواقع اليومي والتاريخي لم ينكرها. ولم يتنكر لها. وفي هذا اعتراف بأنها قد جربت وصحت. وانها تماشي الحق والحقيقة ولا تعاكسهما. ولا تمشي في الاتجاه التاريخي المعاكس والخاطئ
وتاريخ هذه الاحتفالية، هو بالتاكيد تاريخ الفكر الاحتفالي. والذي هو تاريخ قديم جدا، والمسرح الاحتفالي ما هو إلا قراءة حديثة وجديدة لهذا التاريخ الاحتفالي الواسع والعريض والعريق، وكل ما فعلناه نحن. فب تاريخ هذه الاحتفالية، هو اننا قرأنا المسرح في ضوء خليته الأولية والأساسية والمؤسسة، والتي يمثلها فعل الاحتفال. هذا الفعل الذي رافق الإنسان عبر مسيرته التاريخية. والذي كان شاهدا على افراحه وعلى اتراحه، والذي أظهر بلغة الملموس والمحسوس افكاره المجردة. وجسد أحلامه واوهامه ومخاوفه وآلامه وآماله بلغة مسرحية فيها حكي ومحاكاة. وفيها كلمات وعبارات. وفيها صور ومشاهدات 
وهذا الاحتفال. الناطق والصادق والشاهد بالحق، هو الذي استنطقه وكلمه الاحتفالي. وهو الذي أصبح مسرحا قريبا من الإنسان ومن حياة الإنسان ومن تاريخ الإنسان ومن مدنية الإنسان ومن مجتمع الإنسان ومن تاريخ الإنسان والإنسانية 
ثم ان التاريخ الحقيقي الذي يهمنا. في الفكر الاحتفالي وفي الإبداع الاحتفالي، ليس هو الموجود في الماضي الذي كان، ولكنه ذلك التاريخ الآخر، والموجود أساساةفي الأتي الممكن. غدا أو بعد غد. او في يوم من الأيام.. ولعل هذا هو ما جعل الاحتفالي يعطي لحركته النهضوية اسم ( الاحتفالية المتجددة) وجعلها فعلا غير قتبل لأن تلحق به القدامة. 

                      عن تاريخ الاحتفالية الذي لم يبدأ بعد

التاريخ الحقيقي للاحتفالية لم يبدأ بعد. هكذا قلنا في الأيام الماضية،. وهكذا نقول اليوم. وهكذا سوف نقول في مستقبل الأيام والأعوام، ونحن نمثل درجة الصفر غي تاريخ هذه الاحتفالية الموسعة والغامضة والسخرية. والتي تنتظر من يعرفها  ومن يفهمها، ومن يفكر فيها، ومن يترجمها إلى مسرح وإلى شعر وإلى تشكيل وإلى مختلف الفنون والآداب الحديثة والمعاصرة المختلفة
ويؤكد الاحتفالي على ان العد التاسيسي. الذاهب إلى الأمام والصاعد إلى الأعلى. هو احسن مليون مرة من العد العكسي. والذاهب إلى الخلف والنازل إلى الأسفل  والمتجه نحو المجهول..
ونحن في هذه الاحتفالبة لا نقول مع الأمريكي مقولته المتعلقة بنهاية التاريخ. ولكننا نقول قولة الاحتفالية. والتي تبحث في التاريخ ( المنتهي) عن بدايات أخرى جديدة ومجددة للتاريخ الإنساني المتجدد. والتي تبحث في الأيام والأعوام عن العيد. والذي هو الحياة بصيغة اخرى. وهو الوجود بزي جديد، وبلون جديد وبطعم جديد وبروح جديد 
وجوابا على سؤال صحفي لسمية زياش بالجزائر، عن المطلقات الفكرية والجمالية للمسرح للمسرح الاحتفالي اقول ما يلي:
(المنطلقات هي أساسا منطلقات فكرية. ولأنها احتفالية فهي رؤية للعالم، رؤية احتفالية عيدية، فيها الوان. فيها اشكال، فيها احجام، فيها اضداد متعددة، موت وحياة، وفرح وحزن، ونور وظلام، وبالتالي فإن هذه الرؤية الاحتفالية للعالم هي التي اتبناها شخصيا، ويقاسمني هذه القناعة مجموعة من اصدقائي الذين ألسنا جميعا جماعة المسرح الاحتفالي)
وجوابا عن طبيعة المسرحية الاحتفالية يقول نفس الاحتفالي ما يلي: بان المسرح الاحتفالي (يحاول ان يكون بعيدا عن العرض، وان يكون قريبا من الاحتفال؛ فالعرض هو ان نعرض شيئا يتفرج عليه. انا الاحتفال فهو شيء نشارك فيه، نقتسمه مع الآخرين،ووبالتالي فإن المسرح الذي نقترح نريده (مسرحا)
قائمت على المشاركة الوجدانية، وعلى التفاعل، وعلى إحياء حفل مسرحي الآن هنا، وان لا نحكي للناس عن زمن مضى، وألا نفصل المسرح عن الصالة، وألا نفصل بين الزمنين (الماضي / الحاضر) ولا بين المكانين ( مكان الحكي والحكاية ومكان المحكي لهم) ولا القضية المطروحة، وأن نجعلها قضية الآخرين، واننا نكتفي فقط بان نتفرج عليها)

                                آخر الكلام

النفس الأسبق في هذه الكتابة كان بعنوان ( من يتكلم في كلام الاحتفالية؟) ولقد اكدت فيه بانني في كل هذا الذي اكتبه لا اكتبه وحدي، ولا أريد اليوم ان اختتم هذا الكلام الجديد وحدي. لأن الاحتفالي لا يسافر وحده. ولا يكتب وحده، ولا يفكر وحده. ولهذا فإنني أدعوكم لأن تنصتوا لثلاثة اصوات لها علاقة فكرية ووجدانية وفكرية بالاحتفالبة،الصوت الأول 
للممثل المسرحي والتلفزيوني الحاد والمجدد جواد العلمي. والذي اقسم معي رحلة احتفالية عنوانها ( الإقامة البهلوانية) والتي كانت من إخراج الفنان المثقف والموسوعي والجامعة د. عبد المجيد شكير، وفي كلمته القصيرة والمعذرة يقول جواد العلمي
(من خلال ممارستي المتواضعة للإحتفالية خبرت البعد السحري الذي تمتاز به لتفسير التناقضات والإشكالات والمفارقات، أما الطقس الاحتفالي المتمثل في التقمص للشخصية الاحتفالية فيرقى بك إلى نشوة روحية وعقلية ونفسية تجعلك تؤثر في المتلقي 
دمت مبدعاً احتفالياً أصيلا)
اما الفنان والمثقف الاحتفالي الصادق. عبد الإله لحسايني. والذي تابع فكريا ووجدانيا كل الكتابات الاحتفالية، فإنه يقول في احدى كلماته:
(أود أن أشكرك على طرحك العميق لفلسفة المسرح الاحتفالي. رؤيتك التي تجمع بين الحرية الفنية والجمالية في المسرح وبين الاحتفال بالحياة والثقافة تضفي بُعدًا إنسانيًا وفكريًا فريدًا. الاحتفالية ليست مجرد مسرح، بل هي تجربة شاملة تدعو للتفاعل والتجدد، وهي بلا شك إسهام كبير في تطوير المسرح العربي)
ومن كردستان العراق. ومن مسرحه الاحتفالي. ومن رؤيته الإنسانية والكونية العيدية ياتينا صوت مسرحي كبير وخطير. والذي هو صوت المخرج المسرحي إرسال درويش. والذي سعدت بلقائه في مدينة أربيل هو ورائد المسرح الاحتفالي اخونا وصديقنا الأستاذ أحمد سالار. وقبل هذا التاريخ قدم لي مسرحية( اسمع يا عبد السميع) واعطاها من روحه ووجدانيا شيئا كثيرا من روح الثقافة الكردية، وفي احد تعليقاته على كتاباتي الاحتفالية يقول
 (نعتز بان تكون معلمنا المسرحي ..  تحية من كوردستان والكثير من الآحترام والتقدير)
اما انا فأقول له انني أعتز بان تكون الاحتفالية معلمنا. وان تكون مدرستنا. وان تكون نظامنا في الحياة وفي التفكير وفي الإبداع الجمالي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق