مجلة الفنون المسرحية
المسرح وصورة الإرهاب الثوري في الاستلهام الخيالي الاسترجاعي
أ.د أبو الحسن سلام
مقدمة المبحث :
عندما تحظي الدراسة النقدية بنص يسابق فيه المؤلف حدثا واقعيا قبل أن يقع ؛ ماذا يسميهذا في القراءة النقدية ؟!
ربما استطيع القول إن قيمة الكتابة الابداعية ، ليست في تجلي
طاقة الكاتب و قدرة مخيلته علي استشفاف مالا وجود له ، حسب : بل عند تحقق استشفافهالخيالي بعد ذلك في الواقع المعيش : وذلك ما أعرض له في مبحث قراءة بيثقافية :أوتوشيركية يستشف كاتبها الشاب في استلهامه لاحدي الأساطير الافريقية صورة حدثثوري للخلاص من وحش يبلع القري بساكنيها وبيوتها وأشجارها وأنهارها في جوفه ؛ويعجز الحاكم الشيخ بكل جنده ومجلس مشيخته عن وقفه أو ردعه ؛ حتي يبتلع الوحشالخرافي قرية كان من بين ناسها ولد شيخ البلاد نفسه ؛ الذي تصادف أن تضمنت مخلةحاجياته بعض الآلات الحادة والسكاكين التي سارع الطفل لتوزيعها علي عدد ممن ابتلعهمالوحش قبله فأعملوا في تقطيع أحشاء الوحش من جوفه ؛ كتباتها. وسقط ميتا فاتح فاتليخرج منه آلاف منتصين بخلاصهم من الوحش الخرافي.
* دور الاستشفاف في الكتابة الدرامية
لقد وجد المؤلف الشاب في هذا النص المسرحي ما يتماهي مع واقع ما جري يوم ٧ اكتوبر في غزة؛ ورأيت فيها أهم أدوار الكتابة الابداعية في فن المسرح وفي فنون الدراما هي طاقة استشفاف حلولغير مسبوقة وغير متوقعة لما لواقع مستعص علي الحل والانفراج هو قادم فكرة المقاومة من داخلأحساء دولة الاغتصاب الاستيطاني.
و هذا المبحث يعد قراءة نقدية بيثقافية ( المزامنة الدرامية المستشرفة باستلهام تراثي لحدثالسابع من أكتوبر ٢٠٢٤ في غزة )
وهي دراسة ترتكز الي محورين :
محور اجراءات منهجية نظرية
محور اجراءات منهجية تطبيقية
• أولا : الإجراءات المنهجية النظرية :
تساؤلات البحث :
ما هي طبيعة التأثير والتأثر الناتج عن بيثقافية الاستلهام الأسطوري أفرو- أسيوي وتشظيقضية الوجود العربي في ظل العلاقات المشتبكة بين تطبيع وشبق رعونة شوفونية قصيرة النظروهرولة علي طريق التطبيع المفروش بإغراءات الحماية من عدو افتراضي موهوم صنعه العدوالحقيقي لتخويف دولة كبري لدول صغري من مزاعم عن إرهاب يحيط بها و تهديدات واقعيةوايهامية متعدزة علي الحل علي المستوي الواقعي المعيش ، وذلك لمزيد من سيطرة الدولة الكبر يعلي الدول الصغري الفنية بثرواتها الطبيعية ؛ في ظل ذلك الرعب المصطنع وتأثيرات التوحشالإعلامي والخوف علي كراسي الحكم كان عمي البصيرة حيث لا شفاء منه ، إلا بسلطة ناعمةتستشف حلولا خلاقة لمشكلات تاريخية عويصة مستعصية علي الحل تحتة وقع الإرهاب الفكريالسياسي للآلة الاعلامية والإرهاب السياسي العسكري والاقتصادي والدبلوماسي وزإرهاب لاعيبالدينية والعرقية ، فإذا بالمسرح يقدم الحل الافتراضي بوساطة الاستلهام التراثي ابداعا مسرحياتشتبك فبه حكاية أسطورية مع الواقع الفلسطيني المعيش المتعذر علي الحل سلميا
وذلك عن طريق مسرحة أسطورة إفريقية مستلهمة في نص :( الحيزبون / العوكشة) للكاتب الشابهاني أبو الحسن ، وهو صورة لحدث تراثي أفريقي يكاد يكون شبيها بما حدث في غزة فيالسابع من أكتوبر وما يزال فاعلا إرهابيا ثوريا مقاوما للاحتلال الصهيوني الاستيطاني المزمنلفلسطين ، وهذا ما استلهمته مسرحية ( الحيزبون أو العوكشة )
هذا البحث اذا يشتغل علي فنيات استلهام ذلك النص المسرحي لحدوته تراثية استلهاما خياليابيثقافيا في تجسيد أستشف من ٢٧ عاما ما سوف يدور فعليا من تحت أنفاق حماس في غزة ؛ ،مستبقا الواقع التاريخي الآني المعيش الخارج لهبا مشتعلا يرهب العدو المحتل من بطن أنفاقالمقاومة في مواجهاتها للعدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 في مواجهة باسلة ضدجيش العدو الصهيوني مغتصب الوطن والمواطنة وآدمية الإنسان .
* هدف المبحث:
قياس أثر تفاعلات بيثقافية افريقية /آسيوية متوسطية ودراسة كيفية تجسيد انعكاساتها الفعليةعلي الواقع الآني المشتبك حول قضية استعادة الوجود الوطني علي أرض فلسطين بوساطةالمواجهة المسلحة من الداخل تحت شعار ( ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ) وتناصها دراميا وفنيا مع المستلهم مسرحيا من أسطورة إفريقية وتزامنها آنيا مع ما يحدث علي أرض غزة وفلسطيمن.
* ثانيا : الإجراءات المنهجية التطبيقية في المعالجة المسرحية :
تعتمد الاحراءات التطبيقية منهجية التحليل البنيوي للإحالات الدلالية وجماليات الاستشفافوالإختزال الدرامي والفني )
• عينة البحث :
نص مسرحية ( الحيزبون) للدكتور هاني أبو الحسن استلهاما من الأسطورة الأفريقية : ( الأميروالفقير) .
• مفتاحية البحث :
الاستلهام التراثي وبيثقافية التوظيف المسرحي في استشفاف حلول جذرية لقضية معاصرةمستعصية علي الحل .
• منهجية البحث : سيميائي بنيوي لقياس كيفية السيميائي في تكوين بنية الحدث الدرامي ؛فضلا عن قيمة استلهام الكاتب المسرحي لإضاءة أسطورية ؛ يسقطها إسقاطا أوتوشركيا علي واقعمعاصر معيش إسقاطا آنيا أو استشفافا يستبق حادثة أو واقعة معاصرة وآنية ليستنتج خطاب نص مسرحي يطرح حلا خياليا استباقيا لمشكلة تاريخية لها أثرها الاستيطاني الإرهابي عليالنحو الذي تجسده المشكلة الفلسطينية تاريخيا ، قبل السابع من اكتوبر ٠٢٠٢٤ ب٢٧ عاماوأتوشركيا في مزامنة الحدث الدرامي في المسرحية لما حدث في السابع من أكتوبر في فعل المقاومةالفلسطينية في غزة ، حيث يتناص فعل المقاومة الفلسطينية للإحتلال الاستيطاني الصهيوني منداخل أنفاق تحت الأرض ، مع الحدث الدرامي في بطن وحش الأسطورة الإفريقية التي استلهمهاكاتب النص المسرحي ، وهو ما يؤكد دراميا وجماليا دور الاستلهام التراثي في استشفاف حلولافتراضية لقضية معاصرة مستعصية علي الحل .ويؤكد بيثقافيا دور اشتباك الفعل التراثيالأسطوري مع الفعل الحضاري المعاصر .
• مصطلجات البحث : ( الاستشفاف ـ الأسطورة ، أوتوشيرك ، الاستلهام ، التاريخانية ، الاختزالالجرامي ، الزمن الدرامي الميت ـ مستويات الحوار الدرامي وفنياتعا " لغة التفعيل الدرامي ـ لفةالتظليل الجمالي ، لغة التذييل النقدي )
• ثانيا : منهجية الاجراءات التطبيقية :
• خطاب النص المسرحي مناط الدراسة :
" ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة "
• المعالجة الدرامية في ( نص مسرحية الحيزبون)
• ركائز المعالجة الدرامية:
• مفهوم الاستلهام ( التراثي - التاريخاني)
• مفهوم الارهاب الثوري التحرري المقاوم
*مفهوم الأوتوشيرك
• التحليل الدرامي ' الفني والجمالي لنص (الحيزبون)
• النتائج والخاتمة.
• الثبت المرجعي .
عتبة التحليل ؛
اختلف الباحثون حول مفهوم الارهاب الثوري ؛ فمنهم من اعتبره ارهابا ؛ من منظور تطابق شروطهمع شروط أي ارهاب ؛ فهو فعل يوقع الضرر قتلا وتدميرا : وهو مشروط بدعاية ؛ غير أنه ما يسببهمن دموية قتل وتدمير تتجه الي عدو معلوم ; بغض النظر عن ميعاد الفعل الإرهابي ومكانه حيثيكون ممنهجا ومخططا له تخطيطا محكما ؛ علي نقيض الفعل الارهابي العشوائي الذييستهدف الإرهاب من أجل الإرهاب ولا يهتم علي من يقع العنف الدموي والتخريب والحرقوالسرقة وقطع الطريق علي الآمنين دون أن تكون الوهابي أدني صلة مباشرة بهم ، فهدفه ايقاعالإيذاء الدموي والحاق الضرر المعلن تخويفا وارهابا واعلانا عن وجوده الخطر ؛ ومع أن الارهابالثوري ضد المستعمر المحتل أو ضد حكم مستبد مسد تقاومه حركة ثوار من المعارضين يسعيالي الدعاية عن وجوده الفاعل ضد المحتل أو ضد نظام حكم فاسد مستبد جثم علي هياكل الدولة ؛الا أن فعلها الارهابي سواء أكان موجها لمحتل أجنبي أم لنظام فساد واستبداد إنما هو باسمجماعة وطنية لاتلحق الضرر بمؤسسات الدولة التي ستؤول لإدارتها حالة نجاحها في ازاحةالنظام المستبد الفاسد ؛ فهو ارهاب لا يوقع ضررا بمؤسسات صناعية أو زراعية ؛ وغالبا ما يوجهلآليات القوة الغاشمة التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية في تعذيب المعارضين وسجنهم لمجردمعارضتهم الفكرية والسياسية لنظام ذلك الحكم الفاسد المزمن المتربع علي سرير الحكم زمنا بعدزمن .
وغالبا ما يسبق فعل الارهاب الثوري تمهيد بالفكر الإرهابي ؛ عبر جهد فكري وحوارات فكريةوثقافية ؛ ولقاءات متقطعة وحجاج فكري بين مثقفي اتجاهات موالاة واتجاهات رفض وتحفز اليتغيير أو ازاحة موجود واحلال بديل مأمول .. وغالبا ما يكون الفن فيها دور ملحوظ و مراوغومكثف وتوجيه فكري في اتجاه تكوين رأي عام داعم يكسب التأييد للحركة الثورية أو الحركةالوطنية المقاومة للمحتل .
وعلي ضوء ما تقدم يمكننا القول ان عناية المسرح بتجسيد فكرة الإرهاب وصورته تذهب فياتجاه مفهوم الفكر الإرهابي اكثر من ذهابها الي الفعل الارهابي الدموي ؛ واذا مال كاتب مسرحيالي تجسيد فعل ارهاب دموي فسيقتصر علي لقطة اطلاق نار أو طعن شخص لشخص مسؤول أوالقاء قنبلة علي ركب سيارته في موكب رسمي لامبراطور أو ملك أو حاكم مسؤول كمشهد القاء ثائرروسي قنبلة علي موكب القيصر في مسرحية العادلون لألبير كامو ، وقد يجسد كاتبا مسرحياصورتي الارهاب الفكري والفكر الإرهابي مع الارهابي البدني بالقتل كما فعل كاليجولا فيمسرحية كامو ايضا وما فعل الملك كلودبوس في هاملت ابن اخيه بمحاصرته بلزميلي دراستهاللندنية (جلدنسترن وكرنتراكس )
كما تمثل التفكير الإرهابي في مخطط الملك كلودبوس لقتل هاملت والتخلص منه بالتآمر عليه معشقيق اوفيليا حيث وضع السم علي نصل سيفه للخدش جيد هاملت مجرد خدشه في أثناءمباراتهما ليقع عاملة بعد دقائق علي الارض صريعا ؛ ولم يكتف بذلك بل وضع السم في كاسشراب اعدها ليقدمها الي هاملت حالة يراه فائز متقدما في مبارزته مع لابوتس شقيق اوفيليا وابنالوزير بولونيوس ؛ وبالفعل خدش لابوتس هاملت بسيفه المسموم الذي سقط منه بعد ذلك فيحمية المبارزةفتم استبدال كل منهما سيفه بسيف الآخر مصادفة وعندها طعن هاملت لابوتسبسيفه المسموم ؛ فصارح هاملت بمؤامرته مع عمه الملك
هاتان صورتان تمثل احداهما التفكير الارهابي وتمثل الاخري الإرهاب الدموي
وكلاهما تجيد أداء علي المسرح في مسعد المبارزة في نهاية مسرحية هاملت .
* سيميائية عنوان البحث :
- النص مستلهم من حكاية أسطورية افريقية .
- تأسست فكرته علي استشفاف حدث خيالي توقعي ؛ بتوقع فيه الكاتب حدوث ماحدث في غزةفي السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ؛ ولأن هذا الاستلهام الأسطوري حالة اشتباك بين حكاية تراثيةعالجها المؤلف معالجة استشفاف خيالي توقعي وحدث واقعي متناص مع حدث خيالي ؛ اذا يعدماحدث واقعيا في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ انطلاقا تحريريا من جوف الأرض خيالا يسترجعالحدث الذي صورته الأسطورة ؛ لذلك كان عنوان البحث مشتبكا ين خيالين :
- خيال شفافية توقع ما حدث في غزة قبل حدوثه لسبع وعشرين عام زمن كتابة اامؤلف لمسرحيتههذي ؛ وخيال مسترجع حدث متناص مع الحدث المعاصر الواقع الن في غزة بين المقاومةالفلسطينية والوحش الصهيوني الذي يبتلع الأراضي الفلسطينية بما عليها قطعة قطعة . وهذهالمزامنة العصرية هو ما يعرف مسرحيا بالاوتشرك ؛ حيث يتزامن الحدث الدرامي مع حدث مشابهله في الواقع .
فكرة المسرحية ؛
في مسرحيتنا مناط البحث تتمثل ملامح الإرهاب في مختلف صوره ؛ حيث تمثلت الأحداث ملامحالإرهاب النفسي بتضييق شيخ القبيلة وشيوخ مجلسها علي الطفل ابن شيخ القبيلة بتدبير سبلانفصاله وهو الأمير ابن شيخ القبيلة عن صديقه الطفل الفقير بكل السبل والحيل المشروعة وغيرالمشروعة ؛ فلما فشلت كل تلك الحيل النفسية اتخذ المجلس قرارا ارهابيا دمويا بأن يشوه الطفلالفقير بقطع ذراعه لينفر منه الأمير ابن سيد القبيلة ؛ فإذا بالطفل الامير يصر علي ايذاء نفسهبدنيا بقطع ذراعه دليلا علي توحده مع صديقه الفقير في الخبر والشر ؛ فعمل التفكير الارهابيعمله التآمري الناعم مرة أخري فجاة كبار الشيوخ
حيلة استخدمت فيها الجنس الآخر ؛ اذ لم يتبق غير حياة الفصل الارهابي المادي سوي اذيالمشاعر والاحاسيس فكان ان استخدموا فتاة كانت صديقة للطفلين ، لتوظيفها دون قصد منهاالوقيعة بين الطفلين ; فلما تم المشايخ تحقق فكرتهم وانفصل الصديقان بسبب الغيرة ؛ قرر الطفلالأمير الرحيل عن القرية مركز الحكم وهام علي وجهه من قرية الي أخري فإذا به ينتهي الي جوفوحش اسمه الحيزبون يبتلع القري قرية قرية بجلالها ووديانها وناسها وحيواناتها دون ان يدريودون ان يهتم بمصيره بعد فقده لصديقه الذي ظن ان بينه والفتاة صديقتهما علاقة من وراء ظهرهدون حقيقة ذلك .
وفي جوف الوحش الرهيب جري اليه ما يجري علي من في جوف الوحش فتذكر أنه يحمل مخلةمن قماش علي ظهره وبها ادواته فاخرجها ووزع ما لديه من الات حادة علي عدد من الشباب وقررمعهم تقطيع احشاء الوحش فتم اهم هذا الامر الذي انتهي بسقوط الوحش ميتا فاتحا فاتالضخم ليخرج منه اهل الثري ليواجهو بشيخ القبيلة والشيوخ والجند جاءوا بحثا عن الامير ابنشيخ القبيلة حاكم البلاد ويتم الاحتفال بتحرير الناس وتقام الافراح .
ارهاب الحاكم الحاكم الديني
الحاكم الديني لا يقيم للدين ، وزنا
وهو نفسه بوصفه حاكما سياسيا لا يقيم البلاد وزنا ، ولا يقيم للرعية وزنا ، وهو يطبق الحدودفقط علي الفقراء "
) ) المسرح والمجتمع الجزء الثالثز اسكندرية الكتاب ١٩٩٩ص مركم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق