المشهد الأول
جناح في القصر
ملك أوروك ، خادمتان
الأولى : كفاك تلكأ ، هيا ، اعملي .
الثانية : إنني أعمل ، منذ الفجر ، حتى خارت
قواي .
الأولى : العمل كثير ، وعلينا أن ننجزه ، قبل أن
تصل أميرة مارتو ، وعمها شركلي .
الثانية : لا عليك " تتوقف منصتة " لنرتح قليلاً.
الأولى : أيتها المجنونة .
الثانية : أنصتي ، أصوات الفرح تتناهى من
بعيد، إن أوروك اليوم في عيد ، وأي
عيد .
الأولى : تعالي اعملي ، فالملكة لن ترحمنا إذا
تلكأنا ، أو تأخرنا في إنجاز العمل .
الثانية : ليتني الآن وسط الناس ، في شوارع
أوروك المزدانة ، أرقص فرحاً .
الأولى : يا ويلك ، تعالي وإلا وجدت نفسك
مطرودة ، تتسكعين في الشوارع .
الثانية : " تتنهد متحسرة " حظوظ .
الأولى : احمدي الآلهة ، أنت تعملين في قصر
الملك .
الثانية : أعمل خادمة .
الأولى : يا للآلهة " تتلفت خائفة " لا ترفعي
صوتك .
الثانية : لا أدري ما الحكمة في أن يخلق البعض
أمراء ، ويخلق البعض الآخر خدماً .
الأولى : صه ، هذا تجديف ، سيمسخك الإله أوتو
قرداً .
الثانية : الإلهة عشتار ، إلهة الحب والإنجاب ،
خلقتني وأحسنت خلقي " متباهية "
أنظري ، إنني جميلة ، بل غاية في
الجمال ، رغم أني لست أميرة .
الأولى : " تتلفت خائفة " ستضيعني هذه
المجنونة.
الثانية : من يدري ، لعلي أجمل من أميرة مارتو
" مغتاظة " عشتار ، شيئاً من العدالة .
الأولى : " مرتعبة " يا للإله ننا " تسرع إلى
الخارج " جاءت الملكة .
الثانية : الملكة ! " تسرع إلى الخارج " يا ويلي.
الخادمتان تخرجان ،تدخل
الملكة والأميرة كوبا و
كوباو : مولاتي .
الملكة : يا للحماقة " تمسح الدموع من عينيها "
عبثاً أحاول حبس دموعي ، عندما
يتملكني الفرح.
كوباو : إنني خائفة يا مولاتي .
الملكة : أميرة مارتو ، وعمها شركلي ،
وحرسهما ،على مشارف أوروك ،
وسيصلون قريباً .
كوباو : لم يعد لي مكان في أوروك .
الملكة : " تتوقف " كوباو .
كوباو : أعرف هذا يا مولاتي .
الملكة : لقد حذرتك مراراً ، لكنك لم تصغي إليّ،
أنت مازلت تلتقين بإ بني الأمير لوكال.
كوباو : مولاتي ،نحن نلتقي منذ الصغر ، لقد
تربينا معاً في هذا القصر .
الملكة : الأمر يختلف الآن يا كوباو ، فأنتما لم
تعودا صغيرين .
كوباو : لعل الخطأ خطئي يا مولاتي ، فقد
تناسيت أنني حفيدة اكا ، ملك لكش
المهزوم .
الملكة : ليس الأمر كما تقولين ، لكن للملك
حساباته ومسؤولياته .
كوباو : مولاتي ..
الملكة : لا أريد أن أطمئنك ، أو أثير خوفك ،
لكن عليك أن تعرفي ، أن الوضع
دقيق، كوني حذرة ، عسى أن يمر
الأمر بسلام " تتجه
إلى الخارج " يجب أن أسرع الآن ،
فعليّ أن أستعد لاستقبال أميرة مارتو
وعمها شركلي .
تخرج الملكة وكوباو ،
ويدخل الملك والوزير
الملك : أميرة مارتو ، وعمها شركلي ،
وحاشيتهما ، في مشارف أوروك .
الوزير : أهلاً ومرحباً بهم ، أوروك أوروكهم .
الملك : " يحدق فبه " ....
الوزير : أميرة مارتو ستكون زوجة أميرنا
العظيم لوكا ل .
الملك : آمل أن يكون الاستقبال في مستوى يليق
بهم .
الوزير : اطمئن مولاي ، لقد أعد كلّ شيء
لاستقبالهم ، وكما أمرت ، أفضل
استقبال.
الملك : سنذهب جميعاً للترحيب بهم ، في الوقت
المناسب ، عند الباب الكبير .
الوزير : الحرس الملكي ، وأهالي أوروك ،
يقفون هناك بالورود والزينة ، منذ
الصباح يا مولاي .
الملك : من المؤسف ، أيها الوزير،أن ملك مارتو
لن يحضر حفل الزواج .
الوزير : لا بأس يا مولاي ، فقد أناب عنه أخاه
شيركلي ، قائد جيوش مارتو .
الملك : هذا جيد ، لكن الأفضل لو حضر الملك
بنفسه .
الوزير : إنها مشيئة الآلهة يا مولاي ، ملك مارتو
رجل مسن ، وقد ثقل عليه المرض .
الملك : لتشفه الآلهة ، وتريحه .
الوزير : " يرمق الملك " ستريحه يا مولاي ،
ستريحه.
الملك : " يتوقف " أيها الوزير ..
الوزير : " يتوقف بدوره " مولاي .
الملك : لا تنس المهم .
الوزير : لم أنسه يا مولاي .
الملك : حان أوان التنفيذ ، إن لم يكن قد تأخر
بعض الشيء .
الوزير : الخطة وضعت موضع التنفيذ يا مولاي،
لن يراها أحد في أوروك اليوم .
الملك : وكلّ يوم .
الوزير : وكلّ يوم يا مولاي .
الملك : هذا الأمر ، أريده أن ينفذ ، في منتهى
الهدوء والسرية .
الوزير : أوروك كلها غارقة في الاحتفالات ، ولا
ندع أحداً يلتفت إلى غير هذه
الاحتفالات يا مولاي .
الملك : حسن " يستأنف سيره " اذهب واتني
بالأمير لوكال .
الوزير : " يتبعه " أمر مولاي .
الملك : " يتجه إلى الخارج " إنني أنتظره في
قاعة العرش " وهو يخرج " هيا
بسرعة .
الوزير : أمر مولاي " يبتسم بخبث ثم يخرج " ..
تطل الخادمتان برأسيها ،
وتتلفتان حولهما بحذر
الأولى : لا أحد هنا " تدخل " تعالي .
الثانية : " تدخل " لقد تعبت " تضع يدها فوق
رأسها " آه يا أمي ، رأسي .
الأولى : كفاك إدعاءً، أنت لا تعملين برأسك .
الثانية : إنني أفكر، والتفكير متعب أكثر من
العمل العضلي .
الأولى : التفكير ليس من عاداتنا ، نحن خدم .
الثانية : لعلك على حق،وأنا على ما يبدو، لم
أخلق لأكون خادمة .
الأولى : دعك من هذا الهذر ، وتعالي نكمل
ترتيب الجناح ، قبل أن ..
الثانية : لقد جاءت الملكة ورأته " تتوقف "
أتعرفين ما يقال ؟
الأولى : قلت لك مراراً ، إنني لا أريد أن أعرف
غير عملي .
الثانية : يقال أن أميرة مارتو أكبر من أميرنا ..
لوكال .
الأولى : دعينا مما يقال " تتلفت حولها " هذا
المكان مازال بحاجة إلى بعض
اللمسات .
الثانية : ليتني أراها ، أميرة مارتو هذه " تصمت
لحظة " مهما يكن ، فأنا أجمل منها .
الأولى : " تتنهد ساخرة " إيه ..
الثانية : اسألي حارسي إيشو .
الأولى : إيشو ! " تنهمك في العمل " تعالي
ساعديني بدل هذه الثرثرة .
الثانية : لو كنت أميراً لما تزوجت من فتاة أكبر
مني ، مهما كانت تلك الفتاة .
الأولى : ستقتلك أفكارك هذه ، إن عاجلاً أو
آجلاً،وكم أخشى أن تقتلني معك .
الثانية : لكن الأمير لوكال مرتبط بالأميرة
كوباو.
الأولى : " تسرع نحوها " أيتها المجنونة ، صه،
هذا لا يعنينا .
الثانية : صحيح إنني لم أر أميرة مار تو ، لكن
لا يمكن أن تكون أجمل من الأميرة
كوباو .
الأولى : " تضع يدها فوق فم الثانية "لن أعمل
معك ثانية ، حتى لو فصلت من العمل "
تتسع عيناها خوفاً " يا ويلي ، الأمير .
الثانية : الأمير لوكال !
الأولى : لا ترفعي صوتك " تسرع في أثرها "
لوكال أمير طيب " تلتفت إلى الوراء "
عشتار ، ليتك خلقتني أميرة .
تخرج الخادمتان مسرعتين ،
يدخل الأمير لوكال
لوكال : لم تحضر كوباو بعد ، أخشى أن يكون
قد طرأ ما أعاقها " يتمشى قلقاً "
الأمور تتسارع ، ولابد من حلّ عاجل
وإلا .. " يتوقف ناظراً إلى الخارج "
هاهو خ الظلام ، ترى من يمسك بهذا
الخنجر الآن ؟
الوزير : " يدخل " عمت صباحاً يا مولاي .
لوكال : عمت صباحاً .
لوكال : " تطل برأسها " ....
الوزير : لقد بحثنا عنك في كل ّ مكان من القصر
يا مولاي .
لوكال : خيراً .
الوزير : مولاي الملك ، يريدك يا مولاي ، في
قاعة العرش .
لوكال : حسن .
كوباو : " تسحب رأسها " ....
الوزير : الآن يا مولاي .
لوكال : " يحدجه بنظرة صارمة " ....
الوزير : هذه أوامر مولاي الملك يا مولاي .
لوكال : اذهب أنت ، سألحق بك بعد قليل .
الوزير : "ينحني " أمر مولاي .
الوزير يخرج ، كوباو
تطل برأسها ثانية
كوباو : " بصوت خافت " لوكال .
لوكال : " يتلفت حوله " كوباو ! تعالي ،
لا أحد هنا .
كوباو : " تدخل متلفتة خائفة " ....
لوكال : عزيزتي " يمسك يدها " لقد تأخرت .
كوباو : جئت في الوقت المحدد ، لكني رأيت
الوزير معك .
لوكال : لقد أرسله أبي ، إنه يريدني في قاعة
العرش .
كوباو : لابد أنه يريدك لأمر يتعلق بأميرة
مارتو" تسحب يدها من يده " فلا أهمّ
من هذا الأمر الآن .
لوكال : دعك من أميرة مارتو ، إن الأمور
تتسارع ، وعلينا أن نسرع نحن أيضاً .
كوباو : لا فائدة ، إنني أكاد أنتهي .
لوكال : كوباو .
كوباو : ربما كان من الأفضل ، لو ذهبت منذ
البداية إلى لكش .
لوكال : مكانك هنا إلى جانبي ، وليس في أي
مكان آخر .
كوباو : منذ اليوم لن يكون إلى جانبك غير أميرة
مارتو .
لوكال : لا يا كوباو .
كوباو : ما يريده الملك غير ما تريده أنت يا
لوكال " بصوت تخنقه الدموع " لوكال،
إنني متعبة وخائفة .
لوكال : اطمئني يا كوباو،لم ولن أغفل عنك
لحظة واحدة،لقد أوكلت من يرعاك
ويحميك من بعيد .
كوباو : لوكال .
لوكال : والآن أصغي إليّ .
كوباو : دعني أمضي إلى لكش .
لوكال : لا.. لا .
كوباو : الملك لا يريدني ، وقد حذرتني الملكة
من ..
لوكال : اذهبي إلى البستاني العجوز ، وابقي في
كوخه ، الكائن في وسط البستان ،
خارج الأسوار ، وسيتبعك من يحميك .
كوباو : وقد يتبعني أيضاً .. " تصمت خائفة "
أيها الإله الرحيم اتو .
لوكال : لا تخافي " يمسك يديها " ما الأمر ؟
كوباو : أسمع أصوات تقترب ، أصغ .
لوكال : إنهما خادمتا هذا الجناح " يربت على
كتفها " لقد حان الوقت ، هيا اذهبي .
كوباو : " تتراجع مبتعدة " وداعاً .
لوكال : لا تقولي وداعاً ، يا كوباو ، سألقاك في
أقرب وقت .
كوباو : " تسرع إلى الخارج دامعة العينين "
....
لوكال : " يخرج مسرعاً " ....
الخادمتان تطلان برأسيهما ،
تدخل الخادمة الثانية
الثانية : تعالي ، لقد ذهبا .
الأولى : " تدخل " يبدو أننا لن ننتهي اليوم من
ترتيب هذا الجناح .
الثانية : لقد انتهينا من ترتيبه ، ولم يعد بحاجة
إلا لمسة واحدة " تنظر إليها " أرأيت ؟
الأولى : إنني لم أر شيئاً .
الثانية : آه منك .
الأولى : إذا أردت أن تبقى عيناك مرتاحتين ،
فأنصحك ألا تري بهما شيئاً مما يدور
حولك.
الثانية : يا ويلك ، ولدت عمياء ، وعشت عمياء،
وستذهبين عمياء إلى العالم الأسفل .
الأولى : فلتساعد الآلهة عشتار حارسك ايشو"
تتجه إلى الخارج " الذي سيبتلي بلسانك.
الثانية : " تسرع في أثرها " بالعكس ، يا خلدي
العجوز ، سأسعد ايشو بلساني ، فكلماتي
معه تنقط عسلاً .
الخادمتان تخرجان متضاحكتين
الواحدة بعد الأخرى
إظلام
المشهد الثاني
كوخ البستاني العجوز،
الزوجة وسط الكوخ
الزوجة : " تبدو قلقة خائفة " آه من زوجي
العجوز كميل ، منذ أن ذهب إلى
أوروك صباح اليوم ، وأنا أسمع
أصوات غريبة ، تتناهى إليّ من شتى
أطراف البستان " تنصت ثم
تهز رأسها " يا لي من حمقاء ، لعل
كلّ ما أسمعه أوهام ، لا أساس له من
.. " تنصت خائفة " كلا ، فأنا رغم
تقدمي في السن امرأة ، امرأة وحيدة ،
وسط بستان مترامي الأطراف "
تصمت لحظة " الشمس تكاد تغرب ،
وسيأتي كميل بعد قليل ، سيأتي
كالعادة جائعاً " تتأهب للخروج "
فلأذهب وأحلب البقرة و .." تنصت
خائفة " أسمع وقع أقدام ، إنه ليس
كميل ، فأنا أعرف وقع أقدامه ،
سأجن " تنصت " اختفى وقع الأقدام
كأنه لم يكن ، وربما لم يكن ، يا لي
من حمقاء" تقف عند النافذة " هذه
أصوات الفرح ، تتناهى من أوروك،
رغم البعد والأسوار المرتفعة ، لقد
وصلت أميرة مارتو ، وسيتم
الزواج خلال أيام ، باركتك الآلهة أيها
الأمير لوكال ، فأنت أمير حقا ًبخلقك و
.. تجفل متطلعة من النافذة " أحدهم
قادم، وكأن وراءه جيش من الأشباح ،
إنني لا أتبينه جيداً ، فقد بدأت الشمس
تغرب "تغلق النافذة " يا ويلي ،كميل لم
يعد بعد ، وأنا وحيدة ، ما العمل ؟
الباب يطرق ، الزوجة
تجمد وسط الكوخ
كلبوم : " من الخارج " أيها البستاني .
الزوجة : " خائفة " يا للإله أوتو ، ما أبشع هذا
الصوت.
كلبوم : " يطرق الباب ثانية " أيها البستاني .
الزوجة : من؟ من أنت ؟
كلبوم : أريد البستاني .
الزوجة : إنه ليس في البيت .
كلبوم : أنت زوجته ؟
الزوجة : نعم .
كلبوم : حسن ، افتحي الباب .
الزوجة : لكن زوجي ليس هنا ، وأنا وحدي في
البيت .
كلبوم : لا بأس ، افتحي هذا الباب اللعين .
الزوجة : انتظر ، سيأتي بعد قليل ، حان وقت
عودته .
كلبوم : لن أنتظره هنا بالباب ، افتحي ، ودعيني
أدخل .
الزوجة : لحظة " مترددة " لحظة واحدة " تتجه
نحو الباب" سأفتحه .
الزوجة تفتح الباب ،
يدخل الضابط كلبوم
الزوجة : أهلاً ومرحباً سيدي .
كلبوم : " ينظر في ما حوله " هل أنت وحدك
حقاً ؟
الزوجة : كما ترى يا سيدي ،وزوجي لم يعد بعد .
كلبوم : أين ذهب ؟
الزوجة : خرج منذ الصباح ، وذهب إلى أوروك،
فالجميع هناك يحتفلون بمقدم أميرة ..
كلبوم : " يدخل الغرفة المجاورة "....
الزوجة : هذه غرفة المؤونة ، وعلف المواشي
والدجاج والبط يا سيدي .
كلبوم : " يخرج من الغرفة المجاورة " ....
الزوجة : لم ننجب أولاداً يا سيدي ، وقد فات أوان
الإنجاب ، فنحن الآن عجوزان ، لكن
الإلهة أي ـ أنا عوضتنا بعدد من
الحملان والجداء و .. حتى بقرتنا
ستنجب بعد ..
كلبوم : " يحدق فيها " ....
الزوجة : بعد .. " تصمت خائفة " ما الأمر يا
سيدي ؟
كلبوم : أصدقيني ، فالنجاة في الصدق .
الزوجة : سمعاً وطاعة يا سيدي .
كلبوم :هل أتاكم أحد اليوم ؟
الزوجة : ومن يمكن أن يأتينا هنا يا سيدي ؟
كلبوم : لا تجيبي على سؤالي بسؤال .
الزوجة : عفواً سيدي .
كلبوم : سألتك فأجيبي .
الزوجة : لا ، لم يأتنا أحد اليوم ، ولا البارحة ،
ولا بل قلما يأتينا أحد ، فنحن وحيدان
هنا ، أنا وزوجي كميل .
كلبوم : وإذا أتاكم أحد ؟
الزوجة : سيدي ..
كلبوم : وخبأتموه عني ..؟
الزوجة : " تنظر إليه مرعوبة " ....
كلبوم : لن أرحمكم ، وستدفعون الثمن جميعاً ،
أنت وزوجك وحملانك وجداؤك
ودجاجاتك وبطك ، بل وحتى بقرتك ،
التي لم تنجب بعد .
الزوجة :" تحدق فيه مصدومة " ....
كلبوم : فهمت ؟
الزوجة : " تهز رأسها " نعم ، نعم سيدي ،
فهمت.
كلبوم : " " يتجه إلى الخارج " ....
الزوجة : مع السلامة ، مع السلامة سيدي .
كلبوم : " لا يرد " ....
الزوجة : سيدي ..
كلبوم : عندما يعود زوجك العجوز من أوروك،
قولي له ، إن كلبوم جاء يسأل عنك .
الزوجة : كلبوم !
كلبوم : نعم ، كلبوم ، وزوجك يعرف جيداً ما
يعنيه كلبوم .
كلبوم يخرج ، ويصفق
الباب بشدة وراءه
الزوجة : يا للآلهة ، ماذا يجري ؟ وعمن يبحث
كلبوم هذا ؟ " تتجه نحو الباب " لأغلق
الباب جيداً، فقد يعود كلبوم وأشباحه في
أية لحظة " تغل الباب " أيتها الإلهة إي
ـ أنا ، أبعدي حملاني وجدائي
ودجاجاتي وبطاتي،وبقرتي التي لم
تنجب بعد ، عن كلبوم ، وأشباح كلبوم ،
وقبل ذلك أبعديهم عن زوجي كميل،
وعني، وعن.. ترى لماذا جاء يسأل عن
كميل ؟ إن زوجي رجل عجوز ،طيب "
تصمت لحظة مفكرة " من يدري ، لعلي
أنا عجوز خرفة ، مغفلة ، لا أدري ما
يجري حولي ، لكن ، ماذا يجري ؟ يا
إلهي ، سأجن .
الباب يدفع من
الخارج ، الزوجة تجمد
كميل : " من الخارج " يبدو أن الباب مغلق
كالعادة من الداخل " يصيح " افتحي
الباب .
الزوجة : هذا كميل ، لقد عاد أخيراً " ترفع
صوتها " لحظة ، إنني قادمة " تتجه
نحو الباب " سأفتحه حالاً " تفتح الباب
" أدخل ، أدخل.
كميل : " يدخل " لقد هرمت يا
زوجتي،ومازلت تخافين خمبابا .
الزوجة : " تهز رأسها مرتعشة " آه .
كميل : لم يعد لخمبابا وجود ، فقد قتله جلجامش
وخله أنكيدو ، منذ عقود .
الزوجة : إنني لا أخاف الآن خمبابا ، ولا غير
خمبابا ، أنا أخاف كلبوم .
كميل : كلبوم !
الزوجة : نعم يا كميل ، كلبوم .
كميل : أنت حقيقة خائفة ، أخبريني ، ماذا
جرى؟
الزوجة : لا أعرف ، أخبرني أنت ، ماذا يجري
حولنا؟ ماذا يجري بحق الإله أوتو ؟
كميل : اهدئي يا عزيزتي، اهدئي ، إن في
الأمر خطأ ما .
الزوجة : جاء كلبوم هذا ، قبل غروب الشمس ،
يسأل عنك .
كميل : يسأل عني ! يا للعجب .
الزوجة : من هو كلبوم ؟ أخبرني ، من هو ؟
كميل : لا عليك ، إنه ضابط من ضباط حرس
الملك، يأتمر بأوامر الوزير مباشرة .
الزوجة : سألني عنك ، فقلت له ، إنك ذهبت إلى
أوروك .
كميل : وهذا ما فعلته بالضبط ، وقد قضيت
النهار هناك .
الزوجة : ولابد أنه لم يصدقني ، فقد فتش الكوخ "
بصوت مرتعش " فتش كلّ زاوية فيه .
كميل : اهدئي يا عزيزتي .
الزوجة : " صوتها يزداد اضطراباً " وسألني ..
إذا كان هناك .. من أتى عندنا .. اليوم .
كميل : اهدئي .. اهدئي .
الزوجة : من يمكن أن يأتي عند نا يا كميل ، ليأتي
كلبوم ويبحث عنه ؟
كميل : من أدراني " يصمت مفكراً " لعله
واهم.
الزوجة : " متشككة " هذا ما أرجوه " بصت
شديد الاضطراب " إن كلبوم ،على ما
يبدو أشد شراسة ووحشية ، من خمبابا
نفسه .
كميل : " يربت على كتفها " اهدئي الآن ،
اهدئي.
الزوجة : " تحاول أن تتمالك نفسها " هذا اللعين ،
لقد أنساني حتى أن أعد طعام العشاء .
كميل : لا عليك ، يمكننا أن نتعشى أي شيء .
الزوجة : مهلاً ، سأذهب وأحلب البقرة ، ثم أن
لدينا بعض البيض .
كميل : هذا عشاء فاخر ، اذهبي ، وسأشعل
النار في الموقد ريثما تعودين .
الزوجة : " تتجه مسرعة نحو الخارج " أغلق
الباب عليك من الداخل .
كميل : لا داعي لهذا يا عزيزتي ، المكان آمن .
الزوجة : " عند الباب " لم يعد آمناً ، منذ أن دخله
كلبوم وأشباحه .
كميل : أشباحه ! " يبتسم " سأغلق الباب ،
اذهبي.
الزوجة : " وهي تخرج " لن أتأخر .
كميل : " يغلق الباب " كلبوم " يحمل قطعة من
الخشب " ترى عمن كان يبحث ؟ "
يضع قطعة الخشب في الموقد " ولماذا
هنا بالذات ؟ رحماك أيتها الآلهة ، فحيثما
يكون كلبوم يكون الخراب " يصمت
مفكراً " أيعقل أنه جاء لأمر يتعلق
بالأمير لوكال؟ من يدري ، لكن الأمير
لوكال لا يمكن أن يعتمد على أمثال
كلبوم " يصمت لحظة " يا إلهي ننا ، لقد
أرسل لي الأمير قبل أيام من يعلمني ،
بأنه قد يحتاجني قريباً، يحتاجني ! من
أنا ليحتاجني الأمير لوكال
؟ لكن .." الباب يطرق طرقات خائفة
سريعة " من ؟ زوجتي العجوز ؟ من
غيرها يطرق الباب الآن ؟ يا للآلهة ،
لقد جننت .
كوباو : أيها البستاني .
كميل : هذه ليست زوجتي، إن صوتها صوت
فتاة في مقتبل العمر .
كوباو : " من الخارج " افتح الباب ، أرجوك ،
افتحه بسرعة .
كميل : ترى من تكون ؟
كوباو : " بصوت تخنقه الدموع " أيها البستاني.
كميل : " بصوت خافت " مهلاً " يتجه نحو
الباب " إنني قادم .
البستاني يفتح الباب ،
تدخل الأميرة مسرعة
كميل : مولاتي !
كوباو : هش ، لا ترفع صوتك .
كميل : " مذهولاً " أهلاً بك ، أهلاً ومرحباً .
كوباو : خبئني ، خبئني بسرعة .
كميل : ما الأمر يا مولاتي ؟
كوباو : كلبوم وجنده يطاردونني .
كميل : كلبوم !
كوباو : وربما يريدون قتلي .
كميل : يا إلهي ، ولم ؟ أنت يا مولاتي أميرة .
كوباو : الملك لا يريدني في أوروك .
كميل : عفواً مولاتي ، أكاد لا أفهم شيئاً .
كوباو : لقد وصلت أميرة مار تو إلى أوروك ،
و .. " تتلفت حولها خائفة " افعل شيئاً ،
إن الأمير لوكال طلب مني أن ألجأ إليك .
كميل : الأمير .. آه ، على الرحب والسعة ،
لكن..
كوباو : أصغ " تنصت مذعورة " يا إلهي ، إنه
كلبوم وجنده ، هيا ، خبئني وإلا قتلني
هذا الوحش .
كميل : لا سبيل إلى الخلاص إلا بأن نهرب .
كوباو : نهرب ! إلى أين ؟
كميل : " يمسك يدها " تعالي يا مولاتي ، ندخل
هذه الغرفة ، ونهرب عبر باب صغير
فيها إلى أعماق البستان .
كوباو : هيا ، فلنهرب ، قبل أن يأتي كلبوم
وجنده.
كميل : " ينطلق بالأميرة إلى الغرفة المجاورة
" فلنسرع يا مولاتي " يخرجان "
الزوجة : " تدخل مسرعة خائفة " يا ويلي ، جاء
كلبوم وأشباحه ثانية ، أنجدني يا كميل ..
تتوقف وتتلفت مذهولة " يا للآلهة ،
كميل غير موجود ، ترى أين اختفى ؟
يدخل كلبوم ، ومعه
ثلة من الجند
الزوجة : " تتراجع خائفة " ....
كلبوم : " لأحد الجنود " اذهب ، وفتش تلك
الغرفة .
الجندي : أمرك سيدي " يدخل الغرفة
المجاورة"..
الزوجة : سيدي .
كلبوم : " لأحد الجنود " ذهب أنت ، وانتظر
أمام الزريبة .
الجندي : أمرك سيدي .
الزوجة : الزريبة !
الجندي : " يعود من الغرف المجاورة " لا أحد
في تلك الغرفة يا سيدي .
الزوجة : لو أعرف فقط عما تبحثون .
كلبوم : " يحدق فيها " اسمعيني جيداً .
الزوجة : نعم سيدي .
كلبوم : ستفقدين حملانك وجداؤك ود جاجاتك
وبطاتك ، بل وحتى بقرتك ، إذا فكرت
لحظة واحدة أن تكذبي .
الزوجة : أكذب ! ولماذا أكذب ؟
كلبوم : أين هي ؟
الزوجة : هي! من هي يا سيدي ؟
كلبوم : بدأت تكذبين .
الزوجة : لا ، لا يا سيدي .
كلبوم : الأميرة كوباو .
الزوجة : كوباو !
كلبوم : لا تقولي إنك لم تريها .
الزوجة : أنظر يا سيدي ، ليس في هذا الكوخ
غيرنا ، أنا وزوجي كميل .
كلبوم : إنني لا أرى الآن أحداً غيرك .
الزوجة : زوجي كان هنا قبل .. " تتلفت مذهولة
" لا أدري أين مضى ، صدقني .
كلبوم : " لأحد الجنود " اذهب إلى الجندي
الواقف أمام الزريبة ، واذبحا الحملان
والجداء ..
الزوجة : " تشهق مرعوبة " لا .. لا .
كلبوم : والدجاج والبط وحتى البقرة .
الجندي : أمرك سيدي " يخرج "
الزوجة : بحق الإله أوتو ، لا ..
كلبوم : قلت لك أن لا تكذبي .
الزوجة : لم أكذب ، صدقني ، لم أكذب .
كلبوم : " يشير لجنديين " خذاها إلى السجن ،
وسنجعلها هناك تتذكر ، أين هرب
زوجها بالأميرة .
الجنديان : أمرك سيدي " يمسكان بالزوجة
ويخرجان بها "
كلبوم : " للجنود " قبل أن تغادروا الكوخ ،
أحرقوا كلّ شيء .
الجنود : سمعاً وطاعة سيدي .
كلبوم : " يخرج مسرعاً " ....
جندي : لنحرق الكوخ ، ونخرج ، هيا ،
تحركوا.
الجنود يشعلون مشاعل ،
ويهم بحرق الكوخ
إظلام
المشهد الثالث
شرفة تطل على
الحديقة ، الوقت ليلاً
الثانية : " تطل برأسها " لا أحد هنا " تتقدم قليلاً
" تعالي .
الأولى : " تطل برأسها خائفة " مهلاً ، مهلاً .
الثانية : تعالي ، لا تخافي .
الأولى : أعرف أصلاً عما تسعين ، وأتبعك
كالعمياء .
الثانية : كفاك نقيقاً " تقف عند النافذة " تعالي ،
تعالي .
الأولى : " تقترب من النافذة " يا ويلي ، أنت
تؤدين بي إلى التهلكة .
الثانية " نستطيع من هنا مراقبة الحفل ، دون أن
يرانا أحد " تنظر إلى الداخل "
أنظري، تلك هي أميرة مار تو .
الأولى : " تنظر متشوقة إلى الداخل " يا للآلهة .
الثانية : أرأيت ؟ إنها أكبر من الأمير لوكال .
الأولى : ليس هذا فقط ، إنها لا تقارن بالأميرة
كوباو.
الثانية : بل لا تقارن أيضاً .." تلكزها " أنظري،
أنظري إليّ .
الأولى : دعيني ، لقد اتخمت من النظر إليك .
الثانية : لو أن الإلهة إي ـ أنا ، تعطفت ،
وخلقتني أميرة ..
الأولى : إنها تعرفك ، فلم تتعطف .
الثانية : "تنظر فرحة إلى الداخل " لا ، أيتها
الخلد، تعطفت .. " تشير إلى الخارج "
أنظري .
الأولى :" أحدهم قادم " تهم بالتراجع " فلنمض .
الثانية : " تمسك بها " امسحي عينيك ، وانظري
جيداً .
الأولى : " تحدق ملياً " آه .. الحارس إيشو .
الثانية : حارس عمري ، أنظري إليه ، لن
تحظي بمثله ما حييت.
الأولى : أنت تستحقينه ، مبارك عليك .
الثانية : أشكرك " تقبلها " أنت فتاة رائعة ، رغم
أن أنفك .. " تشير بيدها إلى كبر أنف
الثانية " والعياذ بالإله أوتو .
الأولى : لعنك الإله أوتو " تضربها مازحة "
كلماتك تقرص حتى لو كانت مدحاً .
الثانية : هاهو قادم ، ورمحه بين يديه " تغمز لها
" لعله شمّ شذاي ، وعرف أنني هنا .
الأولى : " تهز رأسها مبتسمة " الويل له من
أشواكك، فلأذهب وأدعكما وحدكما .
الثانية : أيتها الجاهلة ، لن نكون وحدنا .
الأولى : " تنظر إليها متسائلة " ....؟
الثانية : " تشير إلى القمر " الإله ننا سيكون
معنا.
الأولى : ومعه الإلهة إي ـ أنا .
الثنية : طبعاً ، فأنا أعبد الإلهة إي ـ أنا .
تخرج الأولى، يدخل
إيشو متنكباً رمحه
الثانية : " بصوت خافت " هي .. هي .
إيشو : يا للإله أوتو " يلتفت إليها " أنت !
الثانية : طبعاً ، من كنت تتوقع ؟ أخشى أنّ لك ..
إيشو : " بحزم " صه .
الثانية : " تلزم الصمت " ....
إيشو : لا تبقي هنا .. طويلا .
الثانية : أمرك حارسي .
إيشو : الملك يخرج إلى هذه الشرفة بين فترة
وأخرى .
الثانية : لقد لمحته قبل قليل يحدث الملكة ، وكان
على ما يبدو قلقاً .
إيشو : قلقاً ! ولم يقلق ؟ إنه ملك أوروك .
الثانية : ربما أقلقته مراسيم الاستقبال ، ومرافقة
أميرة مار تو وعمها شركلي .
إيشو : أنت تخرفين ، هذه أمور قد تتعب الملك،
لكن لا تقلقه .
الثانية : لم يأت ملك مار تو ، ويشاع أنه ..
إيشو : دعك مما يشاع .
الثانية : " تهم بالكلام " ....
إيشو : " بحزم " صه .
الثانية : " تلزم الصمت " ....
إيشو : لا تنسي أنني حارس في قصر الملك ،
ولن أسمح لأي مخلوق ، مهما كان ،
أن ..
الثانية : " بحماس فرح " كم تعجبني ، وأنت
بهذا الحزم .
إيشو : وأنت ..
الثانية : وأنا ؟ أنا ماذا ؟ " تبتسم بإغراء " يا
حارسي .
إيشو : أنت أيضاً تعجبينني .
الثانية : آ ه .
إيشو : " بحزم " اسمعيني .
الثانية : كلي آذان ، أسمعني .
إيشو : لا تقولي هذه ال.. آ ه .. إلا لي .
الثانية : إنها لك ، لك وحدك " تقولها ثانية "
إيشو : كفى .
الثانية : آ ه .
إيشو : قلت كفى ، إنني الساعة في الواجب ،
وقد أفقد وقاري ، إذا سمعتها منك مرة
.. " يتلفت " أحدهم قادم ، اذهبي .
الثانية : سأذهب الآن ، وأعود بعد قليل .
إيشو : " بحزم " كلا .
الثانية : لا عليك " تحاكيه " كلا " تلوح له "
إلى اللقاء يا حارسي .
إيشو : " يهم أن يلوح لها لكنه يحجم " ....
الثانية : " تخرج مبتسمة فرحة " ....
إيشو : " يتابعها بنظره " يا للإلهة إي ـ أنا ، لم
لم أسمع في حياتي .. آه..مثل آهها "
يلتفت إلى الداخل " الملك .
الحارس يهم بالخروج ،
يدخل الملك ،ويلمحه
الملك : أيها الحارس .
إيشو : " يتوقف " نعم ، مولاي .
الملك : تعال .
إيشو : " يقترب من الملك " مولاي .
الملك : اذهب ، وقف في مدخل القاعة، وعندما
يأتي الوزير ، أعلمه أنني أنتظره هنا .
إيشو : " ينحني " سمعاً وطاعة يا مولاي .
الملك : هيا ، اذهب .
إيشو : " يسرع بالخروج " ....
الملك : تأخر هذا اللعين ، عسى أن يكون قد
نجح في مهمته ، الويل له إذا أفلتت
الأميرة ، لن أكتفي بنفيه أو .. " يصمت
لحظة " الخطأ خطئي أيضاً ، كان
عليّ أن أحسم هذا الأمر ، قبل وصول
أميرة مار تو وعمها .." يصمت مغالباً
تذمره " الملك لم يأت ، إنه مريض ،
وعليّ أن أصدق هذا العذر " يصمت
الملكة " دون أن يلتفت " هاهي قادمة ،
وكالعادة في وقت غير ملائم " يتمتم
بانزعاج " الويل للوزير .
تدخل الملكة مسرعة ،
وتقترب من الملك
الملكة : يا للآلهة ، أنت هنا ثانية ؟
الملك : " بشيء من الانزعاج " كما ترين .
الملكة : ليتني أعرف فقط ما يشغلك .
الملك : تركت مكانك ، وجئت لتعرفي ما
يشغلني " بشيء من الانفعال " ماذا
يشغلني ؟ اذهبي ، وعودي إلى
الضيوف .
الملكة : لوكال معهم .
الملك : " يتمتم " لوكال .
الملكة : أنت تقلقني ، لقد غادرت الحفل ،وجئت
إلى هذه الشرفة مرات عديدة .
الملك : لا داعي للقلق ، جو القاعة خانق ،
سأبقى هنا بعض الوقت ، ثم أعود .
الملكة : يخيل لي ، والآلهة أعلم ، أن هناك
أموراً تجري في الخفاء ، وكم أخشى
أن يؤثر هذا على ضيوفنا .
الملك :اطمئني ، كلّ شيء على ما يرام ، ليتك
تذهبين الآن ، وتبقين مع الضيوف .
الملكة : قل لي ..
الملك : " يتنهد " ....
الملكة : أصحيح أن ملك مار تو مريض ؟
الملك : هذا ما قالته ابنته الأميرة ، وكذلك أخوه.
الملكة : ماذا تعني ؟
الملك : ما سمعته .
الملكة : مريض ، نعم ، لابد أنه مريض ، وإلا
لما اعتذر عن المجيء .
الملك : دعينا من هذا ، الضيوف وحدهم ،
عودي إلى القاعة .
الملكة : حسن " تتجه إلى الداخل " لا تتأخر .
الملك : " لا يرد " ....
الملكة : " تخرج " ....
الملك : " ينظر إلى القمر" أيها الإله إي ـ إنا ،
يا من تقرأ المستقبل،وتعرف مصائر
الجميع، أنر لي طريقي ، إنني بحاجة
إلى نورك .
لوكال يقبل من الداخل ، ويخاطب الملك
لوكال : أبتي .
الملك : " يلتفت إليه " لوكال .
لوكال : أرجوك يا أبتي .
الملك : ما كان لك أن تغادر القاعة في مثل هذا
الوقت .
لوكال : أعطني بعض الوقت ، لابد أن أحدثك .
الملك : بعد الحفل ، عليك الآن أن تبقى إلى
جانب ضيفينا الكبيرين .
لوكال : الأميرة ذهبت إلى جناحها ، وستعود بعد
قليل .
الملك : عمها الأمير موجود ، ابق معه .
لوكال : لقد ذهب هو الآخر إلى جناحه ، صدفة،
أليس كذلك يا أبي ؟
الملك : مهما يكن ، فعليك أن تكون إلى جانبهما،
حين يعودان من جناحيهما .
لوكال : كما تشاء يا أبي ، سأكون إلى جانبهما ،
حالما يعودان .
الملك : وأرجو أن توليهما اهتماماً أكثر ، فأنت
لا تكاد تتحدث إليهما .
لوكال : لقد رحبت وسأرحب بهما ، إنهما
ضيفان، رغم أني لم أتوقع ، أن تأتي
الأميرة بصحبة عمها شركلي ، قائد
جند مملكة مار تو .
الملك : الأمير شركلي عمها ، قبل أن يكون
قائداً للجند ، إن الملك مريض ، وقد
تعذر عليه المجيء ، فجاء أخوه نيابة
عنه .
لوكال : هذا ما قالته الأميرة وعمها .
الملك : حذار ، يا لوكال ، لا تعط أذناً صاغية
إلى ما يشاع هنا وهناك .
لوكال : لست غراً ، يا أبي ، لكن ليس كل ما
يقال من قبيل الإشاعة .
الملك : أوروك قوية ، وستغدو قريباً أقوى ، مما
يدفع أعداؤنا إلى بث الفرقة بيننا وبين
مملكة مارتو الحليفة .
لوكال : أبي ، لنتسلح باليقظة والحذر ، لقد غدت
أوروك فجأة قبلة للمئات من التجار
والفلاحين والرعاة ، بل وحتى للكهنة
والمشعوذين .
الملك : هذا أمر طبيعي ، أوروك في فرح ،
وأبوابها مفتوحة للناس جميعاً .
لوكال : هؤلاء الناس يا أبي ، كلهم من الشباب .
الملك : وماذا يعني ؟ إن الشباب وليس الشيوخ
من يرتادون عادة الأفراح .
لوكال : مهما كان الأمر يا أبي ، فمن الأفضل
أن نفتح عيوننا، ونكون على حذر .
الملك : " ينظر إليه نافد الصبر " ....
الملكة : " تدخل " لوكال ، هيا يا بني ، عادت
الأميرة من جناحها .
الملك : اذهب إليها ، وتبسط معها ، فهي ستكون
زوجتك بعد أيام .
لوكال : " يمضي إلى الداخل دون أن ينبس
بكلمة "....
الملكة : " تحدق في الملك " لو أعرف فقط ما
يجري .
الملك : " يبتعد بعينيه عنها " ....
الملكة : " تهز رأسها وتمضي إلى الداخل " ....
الملك : وهل أعرف أنا ما يجري ؟ " يرفع
عينيه إلى القمر " أيها الإله إي ـ أنا ،
أنر لي الطريق .
إيشو : " يدخل " مولاي .
الملك : جاء الوزير ؟
إيشو : نعم يا مولاي ، وهو ينتظر .
الملك : ليأت هنا ، بسرعة .
إيشو : أمر مولاي " يخرج " ..
الملك : الويل له لو ..
يدخل الوزير ، ويقف
متردداً أمام الملك
الملك : إياك أن تقول لي أن أفلتت .
الوزير : لن تفلت يا مولاي ، صحيح إننا لم
نقبض عليها حتى الآن لكن ..
الملك : يا للآلهة ، غلبتكم فتاة ؟
الوزير : هناك من هربها خفية من القصر ، وقد
طاردها رجالنا ، فلجأت حسب خطة
مدبرة،على ما يبدو ، إلى بستاني
عجوز،خارج الأسوار ، و..
الملك : وهربت منكم .
الوزير : هيهات أن تهرب ، إن كابوم ورجاله
يجدون في أثرها ، ولن تفلت منهم
مطلقاً، يا مولاي.
الملك : أيها الوزير .
الوزير : مولاي .
الملك : أريدك أن تأتيني هذه الليلة ، وتعلمني
بأن أمري قد نفذ بحذافيره .
الوزير : سمعاً وطاعة يا مولاي .
الملك : اذهب الآن ، بسرعة .
الوزير : أمر مولاي " يخرج "
الملك يتوقف لحظة
ثم يدخل القاعة
إظلام
المشهد الرابع
فسحة في الحديقة
يدخل لوكال متلفتاً
توكال : يفترض أنه هنا " يهتف بصوت خافت
" كاشد .
كاشد : " يطل برأسه من وراء شجرة "
مولاي.
لوكال : سمعتك " لا يلتفت " ابق في مكانك "
يتراجع مقترباً من الشجرة " لا أريد أن
يراك هنا أحد .
كاشد : الحديقة خالية تماماً ، وعيوننا في كل
مكان .
لوكال : حسن ، حدثني باختصار وسرعة عن
الأميرة كوباو .
كاشد : هربت الأميرة بمساعدتنا ، يا مولاي ،
من القصر .
لوكال : أعرف هذا ، لقد أخبرتني به ، في المرة
السابقة .
كاشد : نعم،يا مولاي ، لكن ما لم أخبرك به ،
وقد عرفته فيما بعد ، أن الوزير عرف
بهروب الأميرة .
لوكال : الوزير !
كاشد : وقد أرسل كلبوم وثلة من الجنود
لمطاردتها.
لوكال : الويل لكلبوم لو ..
كاشد : اطمئن ، يا مولاي ، لقد أفلتت منهم ،
ولجأت إلى البستاني العجوز .
لوكال : وكلبوم وجنده ؟
كاشد : عرفوا بالأميرة ، فاقتحموا الكوخ ، ثم
أشعلوه ، و اقتادوا زوجة البستاني إلى
السجن ، لكن البستاني نجح في الهرب
بالأميرة ، في اللحظة الأخيرة ، وهما
الآن في مكان آمن .
لوكال : ليس من مكان آمن ، مادام كلبوم في
أثرها " يصمت لحظة " اسمع ، يا
كاشد.
كاشد : مولاي .
لوكال : راقبوا المكان جيداً ، واحرصوا ألا ينتبه
إليكم أحد من أعوان الوزير وكلبوم .
كاشد : سمعاً وطاعة ، يا مولاي .
لوكال : وسأجد في أقرب فرصة ، مكان أكثر
أمناً ، يمكن أن نأخذ الأميرة إليه "
يصمت متطلعاً إلى مدخل الحديقة "
عليك أن تذهب الآن ، الملك قادم .
كاشد : أمر مولاي .
لوكال : مهلاً .
كاشد : مولاي .
لوكال : أريدك في جناحي ، بعد منتصف الليل .
كاشد : سمعاً وطاعة ، يا مولاي .
لوكال : اذهب .
كاشد : " ينسل بهدوء ، ويختفي " ....
لوكال : هاهو أبي وقائد جند مارتو " يهز رأسه
" لا بد أن ألقى أبي ثانية ، وأضع أمامه
الحقائق كما هي و إلا .. " ينسل بهدوء
ويختفي " .
يدخل الملك بصحبة
عم أميرة مارتو
شركلي : حسناً فعلنا بالخروج من القاعة ، فالجو
هناك حار جداً .
الملك : لكن الجو هنا بارد .
شركلي : " يهم بالاحتجاج ضاحكاً " ....
الملك : لنقل بارد بعض الشيء .
شركلي : لقد حلّ الربيع .
الملك : في عمري يحل الربيع متأخراً ،هذا إذا
حل يوماً ما .
شركلي : لا ، يا مولاي ، مازلت في صحة
وعافية.
الملك : حمداً للآلهة .
شركلي : أما أخي ، فبالرغم من أنه في عمرك ،
إلا أن صحته ليست على ما يرام .
الملك : لترعه الآلهة ، وتمن عليه بالشفاء .
شركلي : شكراً ، يا مولاي .
الملك : وإذا كان قد فاته هذا الفرح ، فالأفراح
القادمة كثيرة ، إننا الآن أسرة واحدة .
شركلي : من كان ليصدق هذا ، بعد كل تلك
الحروب الطاحنة بين مملكتينا .
الملك : لقد ولّت الحروب إلى غير رجعة ،
فمملكتانا بفضل هذا الزواج ، غدتا ..
وإلى الأبد ، مملكة واحدة .
شركلي : نعم ، مملكة واحدة " يبتسم بغموض "
وهذا ما تمنيناه دائماً ، وما سنحرص
على تحقيقه، وإدامته حتى النهاية .
الملك : بعون الآلهة .
شركلي : بعون الآلهة " يتطلع إلى مدخل الحديقة
" هاهي الملكة قادمة ، وكأني بها
تقول، بدماثتها وطيبتها ، امض ، وأخل
المكان لي .
الملك : لا رجاء ، ابق معنا .
شركلي : أشكرك ، يا مولاي .
تدخل الملكة ، فينحني
شركلي بتوقير مفتعل
شركلي : مولاتي .
الملكة : أرجو أن تكون الحديقة قد أعجبتك .
شركلي : أوروك كلها حديقة ، ولإعجابنا الشديد
بها فإننا سنبقى فيها ، ولن نغادرها أبداً.
الملكة : ابقوا ، يا سيدي ، فاوروك منذ اليوم
اوروككم .
شركلي : ألف شكر ، يا مولاتي " ينحني " عن
إذنك .
الملكة : تفضل .
شركلي : " ينحني للملك " مولاي .
الملك : لن نتأخر ، سنلحق بكم بعد حين .
شركلي : " يخرج " ....
الملكة : الحقل ، ورغم كل شيء ، جميل ، فرح.
الملك : " شارداً " نعم ، نعم .
الملكة : لعلي مخطئة ، لكني لم ألمس ، حتى
الآن ، بأنك فرح بهذا الحفل .
الملك : أنت مخطئة فعلاً، وكلّ ما في الأمر،
أنني مشغول بعض الشيء .
الملكة : مشغول ؟ بمن ؟ بالأميرة كوباو ؟
الملك : إنني مشغول بأوروك، وكذلك بابني
لوكال، ولن أسمح بوجود ما يمكن أن
يلحق الضرر بهما .
الملكة : الأميرة كوباو فتاة مسكينة ، ولا أظن
أنها يمكن أن تلحق الضرر بأحد .
الملك : " يتأهب للخروج " ما تظنينه شيء ،
والواقع شيء آخر .
الملكة : تمهل " تحاول اعتراضه " مهما كان
الأمر، فلابد أن نجد حلاً .
الملك : لقد وجدته ..الحل " يتجه نحو الخارج "
وسينفذ قريباً ، إن لم يكن قد نفذ "
يخرج"..
الملكة : ماذا يجري ؟ يا للآلهة " تتجه نحو
الخارج " كم أخشى ما يعكر جو هذا
الفرح " تخرج "
يقبل لوكال والأميرة
من أعماق الحديقة
الأميرة : فلأعترف ، إن مملكتكم أكثر جمالاً مما
كنت أتصور .
لوكال : لكن مملكتكم ، وقد رأيتها كثيراً ، لا تقل
جمالاً عن مملكتنا .
الأميرة : وعلى هذا ، فإن أبي أراد ويريد أن يضم
جمالكم إلى جمالنا .
لوكال : وهذا ما أراده ويريده أبي أيضاً ، وإن
اختلفت وتختلف السبل .
الأميرة : ذلك حق ، وأنت ؟
لوكال : أنا ؟
الأميرة : نعم ، أنت .
لوكال : " يصمت " ....
الأميرة : ماذا تريد ؟
لوكال : ماذا ترين أنت ؟
الأميرة : إنني عادة لا أتعجل في الحكم .
لوكال : وأنت ، فوق ذلك تعرفين ما تريدين .
الأميرة : هذا حق أيضاً ، وكذلك أنت ، لا تنكر "
تبتسم " لو تعرف بماذا أخبرتني
العصفورة .
لوكال : عصفورتنا أم عصفورتكم ؟
الأميرة : عصفورتي .
لوكال : أخبريني ، إذا أردت .
الأميرة : قالت ، إن في القصر .. كا
جميلة.
لوكال : " يحدق فيها ولا يجيب " ....
الأميرة : أهي أجمل مني ؟
لوكال : " لا يجيب " ....
الأميرة : وقالت ، العصفورة ، إن الأميرة ..
كانت.. لها مكانة خاصة عندك .
لوكال : " لا يجيب " ....
الأميرة : إنني طبعاً لا أريد أن أقارن نفسي بها ،
فهي حفيدة أكا ، ملك لكش ، الذي
هزمه جلجامش لكني ، كامرأة ،
ولأكن صريحة ، غيورة ، غيورة جداً .
لوكال : " يبقى صامتاً " ....
الأميرة : " تحدق فيه " من الواضح ، أن كلامي
لم يعجبك .
لوكال : في الحقيقة ، لا يعجبني مطلقاً ، أن
أتحدث في أمور تخصني وحدي .
الأميرة : لا تنس من أكون ، عفواً ، بل من
سأكون.
لوكال : لم أنس .
الأميرة : لن نختلف ، هذه الليلة ، على الأقل .
لوكال : أنا معك ، فأنت ضيفتنا .
الأميرة : " تحدق فيه " ربما ستعرف قريباً ، أنني
أكثر من ضيفة .
لوكال : " يحدق فيها صامتاً " ....
الوصيفة : " تدخل " مولاتي .
الأميرة : نعم .
الوصيفة : تقول مولاتي الملكة ، إن الجو بارد في
الحديقة ، فهل تحبين أن آتيك بوشاح
صوفي ؟
الأميرة : لا ، سأدخل بعد قليل ، اذهبي أنت .
الوصيفة : " تهم بالذهاب " ....
لوكال : أيتها الوصيفة .
الوصيفة : " تتوقف " مولاي .
لوكال : جيئيني بكوب من العصير .
الوصيفة : أمر مولاي " للأميرة " مولاتي .
الأميرة : لا أريد شيئاً ، اذهبي .
الوصيفة : أمر مولاتي " تخرج " ..
الأميرة : يبدو أنك تريد البقاء هنا وحدك .
لوكال : بعض الوقت ، إذا سمحت .
الأميرة : لا بأس " تبتسم " أرجو أن لا أكون قد
أتعبتك .
لوكال : بالعكس ، لقد أفدتني .
الأميرة : سأفيدك أكثر ، فأنا أميرة مار تو .
لوكال : هذا ما أعرفه .
الأميرة : " تضحك " وأنا واضحة دائماً .
لوكال : " يلزم الصمت " ....
الأميرة : سأتركك تتمتع بعصيرك ، وتتأمل في
هذا الجو المنعش " تتجه إلى الداخل "
إنني في الحفل ، أنتظرك.
لوكال : لن أتأخر .
الأميرة : " تخرج " ....
تدخل الوصيفة بالعصير ،
وتتقدم من لوكال
الوصيفة : مولاي .
لوكال : " يلتفت إليها " لقد تأخرت ,
الوصيفة : " تقدم له الكوب " عفو مولاي .
لوكال : " يأخذ الكوب " ....
الوصيفة : لمحت الأميرة تتحدث إلى عمها ،
وحاولت أن أعرف فحوى الحديث .
لوكال : حسن ، لا تدعيها تغيب عن نظرك
لحظة واحدة .
الوصيفة : أمر مولاي .
لوكال : " يشرب العصير بتمهل " ....
الوصيفة : بلغني أمر هام يا مولاي ، نقله لي
ضابط من ضباطنا .
لوكال : إنني أصغي ، تكلمي .
الوصيفة : يقول الضابط ، إن حراس أميرة مارتو
، يتسللون خلسة باتجاه أسوار القصر .
لوكال : أسرعي بما عندك ، فأبي الملك قادم .
الوصيفة : لكن فلتطمئن يا مولاي ، كل شيء تحت
السيطرة ، هذا ما قاله الضابط .
لوكال : " يعيد الكوب إليها " تعالي بعد نهاية
الحفل إلى غرفتي ، لا تتأخري .
الوصيفة : أمر مولاي .
لوكال : اذهبي الآن .
الوصيفة : " تخرج مسرعة " ....
لوكال : مسكين أبي ، إنه قلق متجهم ، من
يدري، لعله لاحظ أخيراً ما أثار قلقه
وتجهمه .
الملك يدخل متجهماً ،
لوكال يتقدم لاستقباله
لوكال : أبي .
الملك : الأميرة كانت هنا ، قبل قليل ، وكنتما
وحدكما طول الوقت ..
لوكال : حراس أميرة مار تو يزدادون حول
القصر، وهم مدججون بالسلاح .
الملك : وحين عادت إلى القاعة ، لم تكن
مرتاحة ..
لوكال : الوضع يزداد خطورة .
الملك : لابد أنك قلت ما أزعجها .
لوكال : وأخشى أن يفلت زمام الأمور من بين
أيدينا.
الملك : أصغ إليّ .
لوكال : أبي .
الملك : إنني أحدثك عن الأميرة .
لوكال : وأنا يا أبي ، أحدثك عن أوروك ،
ومستقبل أوروك .
الملك : " يصمت متأوهاً " ....
لوكال : أرجوك يا أبي ، لن نندم إذا تأنينا ،
وحاولنا أن نعرف الحقيقة .
الملك : لكننا سنندم ، إذا كانت شكوكنا في غير
محلها ، وعادت الحرب إلى ما كانت
عليه بيننا وبين مملكة مار تو .
لوكال : الحرب بيننا وبينهم لم تنته يا أبي ، ولن
تنتهي بهذه السهولة .
الملك : كفى .
لوكال : وعلينا أن ..
الملك : قلت كفى .
لوكال : " يلزم الصمت " ....
الملك : لنعد الآن إلى القاعة " يصمت " قد
نعاود الحديث في هذا الموضوع غداً .
لوكال : غدا ! لا يا أبي ، فقد يكون الأوان قد
فات .
الملك : هيا ، هيا معي ، ضيوفنا وحدهم ،
وعلينا أن لا ندعهم ينتظروننا أكثر من
هذا .
الملك يتجه إلى
الداخل ، يتبعه لوكال
إظلام
المشهد السادس
غرفة لوكال ، لوكال
يقف عند النافذة
لوكال :الليل يكاد ينتصف ، وليس من نبأ مطمئن
عن كوباو ، أخشى أن يكون كلبوم .. "
بحدة " الويل لكلبوم هذا ، لو مسّ شعرة
منها " الباب يطرق ثلاث طرقات " هذه
هي الوصيفة " يفتح الباب "أدخلي .
الوصيفة : " تدخل مسرعة " مولاي .
لوكال : تكلمي بصوت خافت .
الوصيفة : أمر مولاي .
لوكال : " يحدق فيها صامتاً " ....
الوصيفة : لا جديد حول الأميرة كوباو يا مولاي .
لوكال : قد يأتيني كاشد في أية لحظة " صمت "
حدثيني أنت أولاً عن حرس أميرة مار
تو.
الوصيفة : يقول قائد حرسنا يا مولاي ، أن الوضع
يتفاقم شيئاً فشيئاً ، ويخشى أن هناك ما
يبيتونه .
لوكال : هذا ما أخشاه أنا أيضاً ، اسمعي .
الوصيفة : مولاي .
لوكال : قولي للقائد ، أن يشدد الحراسة على
القصر، وألا يغفل لحظة واحدة ، حتى
بزوغ الفجر .
الوصيفة : أمر مولاي .
لوكال : وقولي له ، أن يأتيني ، في أية ساعة ،
إذا اقتضى الأمر .
الوصيفة : أمر مولاي .
لوكال : والآن ماذا بشأن أميرة مار تو وعمها ؟
الوصيفة : الأميرة وعمها يا مولاي ، صرفا الخدم
والحراس ، وأطفآ معظم الأنوار في
جناحيهما ، لكننا سمعنا حركة
وهمسات مريبة ، في كلا الجناحين .
لوكال : ابقوا يقظين ، وراقبوهما جيداً ، لكن
بحذر ، واحرصوا أن لا يعرف الملك
بما يجري .
الوصيفة : لن يعرف يا مولاي .
لوكال : الملك متعب ، وهذه الأمور تزيد من
تعبه .
الوصيفة : جلالة الملك ، حسب علمنا ، لم يأو إلى
فراشه حتى الآن ، وكذلك جلالة الملكة.
لوكال : " يهز رأسه " ....
الوصيفة : شدة وتزول بعون الآلهة يا مولاي .
لوكال : اذهبي أنت الآن ، إنني مستيقظ حتى
الفجر ، أسرعي إليّ ، في أية لحظة ،
إذا جدّ جديد ، حول أي أمر .
الوصيفة : أمر مولاي " تخرج " ..
لوكال : " يغلق الباب " هذه ليلة حاسمة ، وربما
يتقرر فيها مصيرنا ، ومصير أوروك"
يصمت لحظة " مسكينة كوباو ، إن
كلبوم وكلابه يجدون في أثرها ، وسط
هذا الليل البهيم ، الويل لكلبوم ، والويل
لكلابه ، لو..
الملكة : " من الخارج " لوكال .
لوكال : هذه أمي ، إنها لم تأو إلى فراشا فعلاً .
الملك : " تطرق الباب " لوكال .
لوكال : " يتجه نحو الباب " لحظة يا أمي ، إنني
قادم .
لوكال يفتح الباب ،
تدخل الملكة مقطبة
لوكال : أهلاً أمي " يغلق الباب " تفضلي " يشي
إلى أريكة " تفضلي هنا .
الملكة : لا أريد أن أجلس .
لوكال : " يحضنها " أمي العزيزة .
الملكة : عرفت أنك مستيقظ ، رغم أنك أطفأت
معظم الأنوار .
لوكال : الوقت متأخر يا أمي ، وأنت متعبة من
الحفل ، وكلّ ظني أنك راقدة في
فراشك .
الملكة : إنني ، كما تعرف ، أنام مبكرة ، لكني
الليلة لم أستطع أن أنام .
لوكال : " معاتباً " أمي .
الملكة : وأبوك أيضاً يا بنيّ ، لم يستطع أن ينام .
لوكال : سينام يا أمي ، وليتك أنت تذهبين الآن
إلى فراشك ، وتنامين .
الملكة : لا أدري ، يا بنيّ ، ماذا يدور بالضبط ،
وربما كان أبوك نفسه لا يدري " تنظر
إليه " إنه فرحك ، فرح العمر ،لكني لم
أرك فرحاً .
لوكال : سأفرح ، يا أمي ، سأفرح .
الملكة : إنها أميرة ، وأبوها ملك مارتو .
لوكال : كان ملك مارتو هذا ، يضع في أوروك
دائماً.
الملكة : أنت قلتها ، كان ، والأمر الآن يختلف . لوكال : من أدرانا ؟
الملكة : لوكال .
لوكال : أمي ، أرجوك ، لا تشغلي نفسك بهذا
الأمر " يحضنها ثانية " والأفضل أن
تذهبي ، وتخلدي إلى النوم .
الملكة : كم أخشى ، يا لوكال ، أنك مازلت تفكر
بالأميرة كوباو .
لوكال : إنني لا أفكر الآن إلا في أوروك .
الملكة : اوروك مدينة مقدسة ، الآلهة تحميها ،
لا تخف .
لوكال : لن أخاف ، اطمئني يا أمي ، وبمجرد أن
تذهبي ، سآوي إلى فراشي ، وأنام .
الملكة : المجد للآلهة ننا .
لوكال : والمجد للإله اوتو .
الملكة : " تبتسم " والمجد للآلهة إي ـ انا أيضاً .
لوكال : " يبتسم هو الآخر " والآلهة أي ـ انا
أيضاً .
الملكة : " تتجه إلى الخارج " الجو بارد تغطّ
جيداً.
لوكال : " يضحك " لم أعد طفلاً ، يا أمي .
الملكة : " وهي تخرج " ستبقى طفلي حتى لو
بلغت الخمسين .
لوكال : " يغلق الباب " يا لأمي ، إنها لم تخلق
إلا لتكون أماً ، لتحمها الآلهة من
مكابدات الملكات " الباب يطرق
طرقتين " هذا هو كاشد " يتجه نحو
الباب " لقد جاء في حينه ، عسى أن
يأتيني بما يطمئنني على كوباو .
لوكال يفتح الباب ،
فينسل كاشد مسرعاً
كاشد : مولاي .
لوكال : اخفض صوتك ، لا أريد أن يسمعنا أحد.
كاشد : هناك تحركات غير طبيعية ، حول
القصر ، يا مولاي .
لوكال : لا عليك ، أعرف بكل ما يجري .
كاشد : أخشى ، يا مولاي ، أن الأمر أخطر
بكثير مما صوّر لك .
لوكال : قائد حرس القصر مستيقظ ، وهو ضابط
كفوء وشجاع .
كاشد : ليتك ، يا مولاي ، تطّلع على ما يجري
حول القصر بنفسك .
لوكال : حسن ، سأمضي بعد قليل ، وأقف على
جلبة الأمر ، لكن أخبرني أولا عما حل
بالأميرة كوباو .
كاشد : التقيت بالبستاني قبل قليل ، واخبرني
بأنه يختبئ مع الأميرة ، داخل كوخ
مهجور ، يقع في طرف البستان ،
وقال بأنه قلق على الأميرة ،ففي
البستان نفسها ، وما جاورها من
بساتين ، يتسلل جنود غرباء بأعداد
متزايدة .
لوكال : نحن نعرف بأمر هؤلاء الجنود .
كاشد : وهو يخشى أن يكتشف كلبوم وجنده
مكانها ، وعندئذ.." بصوت يشي
بالخطورة " لابد أن نفعل شيئاً ، وإلا
....
لوكال : اذهب إلى البستاني ، على عجل ،
واخبره ألا يبقي الأميرة في البستان ،
وقل له أن يأخذها الى المعبد ، ويخبئها
عند كبير كهنة معبد الإله اوتو .
كاشد : سمعاً وطاعة ، يا مولاي .
لوكال : أريدك أن تتجنب حرس أميرة مارتو
وجندها ، فالأميرة في خطر ،
وسلامتها في سلامتك .
كاشد : اطمئن ، يا مولاي .
لوكال : " عند الباب " اذهب برعاية الآلهة .
كاشد : بعون الآلهة سننتصر ، يا مولاي .
لوكال : هيا يا كاشد ، امض ِ بسرعة ، فالوقت
الآن من ذهب .
كاشد : أمر مولاي " يخرج "..
لوكال : " يغلق الباب " حان أوان الحسم ،
ولابد أن أمضي بسرعة ، وأراجع
استعداداتنا ، فاوروك قد تتعرض إلى
خطر ما بعده خطر " ثلاث طرقات
سريعة على الباب " هذه هي الوصيفة
، ويبدو أنها مضطربة خائفة " يسرع
نحو الباب " ترى ما الامر ؟
لوكال يفتح الباب ،
تدخل الوصيفة مسرعة
الوصيفة : " لاهثة مرعوبة " مولاي ..
لوكال : اهدأي ، ولا ترفعي صوتك .
الوصيفة : أسرع بالهرب ، يا مولاي .
لوكال : ما الأمر ؟
الوصيفة : حرس أميرة مار تو ، دخلوا القصر ،
وسيطروا على كل شيء فيه .
لوكال : لكن قائد الحرس والحرس ..
الوصيفة : لقد أغتيل قائد الحرس داخل القصر .
لوكال : يا للخونة .
الوصيفة : أهرب ، يا مولاي ، فعم الأميرة
والوزير وعدد من حرس أميرة مار تو
، يسرعون في إثري ، إلى هذا الجناح.
لوكال : قلت .. الوزير !
الوصيفة : نعم ، يا مولاي " طرقات على الباب "
يا ويلي ، سيحطمون الباب ، و..
لوكال : لا عليك ، هناك ممرات سرية ، سنهرب
منها إلى خارج القصر " يسرع نحو
باب جانبي " تعالي "يخرج والوصيفة
في إثره"
عم الأميرة والوزير
والحرس يقتحمون الغرفة
شركلي : " يتلفت مستغرباً " عجباً ، لا احد هنا .
الضابط : لكن الوصيفة ، يا مولاي ، دخلت هذه
الغرفة ، قبل لحظات .
الوزير : المهم هو الأمير لوكال .
الضابط : الأمير كان في هذه الغرفة ، نحن
واثقون من ذلك .
الوزير : لابد من القبض عليه وبسرعة ، فلن
يتحقق النصر ولوكال حراً .
شركلي : " يتطلع إلى الشرفة " لعلهما هربا من
هناك " يسرع نحو الشرفة " لا،
مستحيل "يعود إلى الداخل " الشرفة
عالية جداً ، ولا توجد قربها شجرة ،
يمكن النزول بواسطتها إلى الحديقة .
الضابط : " يقف عند الباب الجانبي " مولاي ،
هذا باب صغير ، و أخشى أنهما هربا
منه .
شركلي : أمر ممكن " يفتح الباب الجانبي ويتطلع
عبره" خذ حارسين ، وابحثوا عنه في
كل مكان .
الضابط : أمر مولاي " يشير لحارسين " اتبعاني
"يخرج والحارسان في إثره".
شركلي : أسرعوا ، أريده حياً أو ميتاً .
الوزير : والأفضل أن يكون ميتاً .
شركلي : " يغلق الباب " اطمئن ، لن يأتوا به
حياً.
الوزير : هذا إذا أتوا به .
شركلي : إنني أعرف جنودي .
الوزير : لكنك لا تعرف لوكال .
شركلي : " يحدق فيه " .....
الوزير : أنا أعرفه جيداً .
تندفع الأميـــــــرة إلى
الداخل ، وتقف متلفتة
الأميرة : أين لوكال ؟ " تحدق في عمها " كنت
آمل أن أراه ، يقف أمامي ، والقيد في
يديه .
شركلي : لقد اقتحمنا غرفته هذه ، منذ لحظات ،
لكننا لم نجد له أثراً .
الأميرة : هذا ما خشيته و أخشاه ، ففي هذا القصر
كله ، لا أهم من لوكال .
الوزير : أنا معك ، يا أميرتي ، وقد قلت هذا
للأمير شركلي ، قبل قليل .
شركلي : سنقبض عليه ، اطمئني ، أين يمكن أن
يهرب وجندنا في كل مكان ؟ لقد
سيطرنا على القصر كله ، والملك
والملكة محجوزان في جناحهما .
الأميرة : ليبقيا محجوزين ، حتى يستتب الأمن
لنا، داخل اوروك وخارجها .
شركلي : " عند النافذة " الفجر سيطلع قريباً ،
وجندنا متأهبون خارج أسوار اوروك ،
وعزم مار تو ، يتوقد في صدورهم .
الأميرة : " منتشية" ها هو حلم الأجداد يكاد
يتحقق، فاوروك ستقع أخيراً بين أيدينا "
بصوت مرتفع" جلجامش ، أخرج من
العالم الأسفل ، وتعال أنظر ، اوروك
في أيدينا نحن ال.. مار تو .
شركلي : " يضحك " إن أسوارها العالية ، التي
بناها جلجامش ، لم تجدها نفعاً ،
وستثبت للعالم اجمع ، ما أن يطلع فجر
اليوم ، بأننا نحن ال..مار تو الأقوى ،
والأجدر بالنصر والبقاء .
يفتح البـــــــــاب الجانبي ،
ويدخل الضابط والحارسان
الضابط : " لاهثاً " مولاي .
شركلي : " بشيء من الغضب " ماذا دهاك ،
لتجعلنا ننتظر كل هذا الوقت ؟
الضابط : عفواً ، مولاي ، بحثنا عن الأمير في كل
مكان ، فلم نعثر له على أثر .
الأميرة : الويل لكم ، إن أخشى ما أخشاه ، أن
يفلت منا ، ويمضي خارج القصر .
شركلي : اطمئني ، يا أميرتي ، سنجده عاجلاً أو
أجلاً .
الأميرة : أريده عاجلاً ، فهو الآن اوروك كلها ،
ولن أطمئن ، حتى يجده يرسف في
الأغلال .
شركلي : "يمسك مقبض سيفه " ستجدينه في
الأغلال قريباً، بعون الآلهة "يتجه إلى
الخارج مشيراً للحرس " اتبعوني
"يخرجون" .
الوزير : مولاتي .
الأميرة : " تنظر إليه " ....
الوزير : ها هو حلمك يتحقق .
الأميرة : بفضلك ، وأنا لن أنسى فضلك .
الوزير : " ينحني " خادمك ، يا مولاتي .
الأميرة : لنذهب إلى جناحي ، وننتظر الفجر .
الأميرة تخرج ، الوزير
يسرع في إثرها
إظلام
المشهد السادس
كوخ صغير ، سراج
خافت الضوء، كوباو
كوباو : أيها الإله ننا ، يا مبدد الظلمات ، بدد
الظلام الذي يكتنفني ، وبدد خوفي "
تتلفت خائفة " فأنا خائفة ، بل أكاد
أموت من الخوف .
صوت عواء : " من بعيد" عووووو.
كوباو : " تنتفض خائفة " يا ويلي " تتراجع"
الذئب، نعم الذئب ، هذا صوته ، ما
أبشعه " تقبع في الزاوية " لوكال ،
أين أنت ؟ " بصوت متشنج " يا إلهي
، لم أعد أحتمل .
صوت العواء : " من مكان أقرب" عووووو .
كوباو : " تضع وجهها بين كفيها" أيها الإله
اوتو، إنه يقترب ، يقترب ، وسيقتحم
الكوخ و.. " ترفع وجهها خائفة "
الأفضل أن أطفئ السراج و.. "
تصمت " لا ، إنني أخاف الظلام ، ثم
إن الذئب سيراني ، سواء
كان السراج مضيئا أو غير مضيء ،
فالذئب " تصمت مرعوبة"أسمع وقع
أقدام ، أقدام عديدة ،متسللة،متربصة ،
هذه ليست أقدام البستاني العجوز "
تنهض" لعله كلبوم وجنده " تسرع
نحو السراج" فلأطفئ السراج"تطفئ
السراج فيسود الظلام " يا ويلي،كأني
في العالم الأسفل،" تصمت"
الأقدام تقترب " تقبع في الزاوية"يا
الهي الرحيم ننا ، اشملني برحمتك .
يدفع الباب ، ويطل
كلبوم وأحد الجنود
كلبوم : يا للظلام .
الجندي : فلندخل يا سيدي " يهم بالدخول "
ونفتش الكوخ .
كلبوم : مهلاً " يعترضه " لا يمكن أن يكونا
هنا.
الجندي : لكني لمحت من بعيد يا سيدي ، ضوء
سراج.
كلبوم : إنني أعرفك ، أنت تلمح في الظلام عادة
أشياء كثيرة ، لا وجود لها .
الجندي : سيدي ..
كلبوم : أننظر ، إنه كوخ متداعي ، عطن ،
مهجور .
الجندي : اسمح لي يا سيدي ، أن أضيء مشعلاً ،
عسى أن نرى ما يفيدنا .
كلبوم : كلا ، قد يرانا الأعداء ، أو ينتبه
البستاني العجوز والأميرة إلى وجودنا .
الجندي : الأمر لك يا سيدي .
كلبوم : لنذهب ، ونكمن بعض الوقت ، بين
أشجار النخيل ، لعل البستاني العجوز
والأميرة يقعان في أيدينا .
كلبوم يغلق الباب
تبقى الأميرة جامدة
كوباو : " بصوت خافت مرتعش " يا ويلي ،
كلبوم وجنده الذئاب ، كادوا يدخلون
الكوخ و .." تصمت مرعوبة " ماذا لو
دخلوا ورأوني ؟ " ترفع رأسها مبتهلة
" ننا ، يا إلهي العظيم ، أنت سراج
الكون ، ارحمني بأن تبقى مختفياً ، وإلا
رأوني و .. " تنهض متحاملة على
نفسها " إنهم قريبون، كلبوم وجنده
الذئاب ، وقد يعودون في أية
لحظة ،ويقتحمون الكوخ " تتلفت مترددة
خائفة"من الخطأ أن أبقى هنا ، ومن
الخطأ أكثر أن أهرب ، ما العمل ؟ "
ترفع رأسها مبتهلة " ننا ، أيها الإله
العظيم ، أنر لي طريق الخلاص ، فأنا
.." تصمت مرعوبة" وقع أقدام" تتراجع
" كلبوم و .." تشهق خائفة " لا ، ربما
لا ، يا إلهي ننا ، لا " تقبع خائفة في
الزاوية ، بصوت باك " لوكال .. لوكال
.. لوكال .
الباب يفتح بهدوء ،
وينسل البستاني مسرعاً
كميل : يا ويلي،أين مضت الأميرة؟كم أخشى
أن يكون كلبوم وجنده قد ..
كوباو : " بصوت خافت مرتعش" أيها البستاني
، كميل .
كميل : مولاتي .
كوباو : هش ، لا ترفع صوتك .
كميل : " بصوت خافت " أين أنت يا مولاتي ؟
كوباو : " تنهض قليلاً " تعال ، تعال ، إنني هنا.
كميل : " يتقدم نحوها ببطء وحذر " السراج
منطفىء ، يبدو أن الزيت قد نفد منه .
كوباو : لا ، لم ينطفىء ، أنا أطفأته .
كميل : الكوخ معتم يا مولاتي ، لنشعل السراج
ثانية .
كوباو : حذار أن تشعله ، دعه منطفىء ، دعه ،
دعه .
كميل : مولاتي ، لا تخافي .
كوباو : كيف تريدني أن لا أخاف ؟ وكلبوم كان
هنا ، قبل قليل .
كميل : " مذعوراً " كلبوم !
كوباو : نعم ، كلبوم وجنده الذئاب .
كميل : ماذا ننتظر إذن ؟ مولاتي ، فلنهرب قبل
أن يعودوا .
كوباو : مهلاً ، مهلاً ، إنهم مختبئون بين أشجار
النخيل ، وقد يروننا إذا خرجنا الآن من
الكوخ .
كميل : يا للآلهة .
كوباو : " بصوت مرتعش " فلنبق هنا ، لعلهم
يبتعدون ، أو .. " تصمت لحظة " يا
إلهي ننا .
كميل : اطمئني يا مولاتي ، سيبتعدون إن
عاجلاً أو آجلاً ، ويزول الخطر .
كوباو : تعال أجلس إلى جانبي .
كميل : مولاتي .
كوباو : تعال أجلس ، تعال .
كميل : " يتقدم منها متردداً " ....
كوباو : أجلس ، أرجوك .
كميل : " يجلس إلى جانبها " مولاتي ، أنت
ترتعشين " يهم بنزع معطفه " سأعطيك
معطفي .
كوباو : لا " تمد يدها إليه " إنني لا أرتعش ،
من البرد ، بل من الخوف .
كميل : مولاتي .
كوباو : امسك يدي .
كميل : " يمد يده متردداً " ....
كوباو : امسك يدي .. إنني خائفة .
كميل : "يمسك يدها" محنة وتزول بعون الآلهة
يا مولاتي .
كوباو : نعم ، نعم ، إذا لم نقع في أيدي كلبوم و
" تصت منصتة " اسمع ، اسمع يا
كميل ، هناك من يحوم حول الكوخ .
كميل : " ينصت " لا أسمع شيئاً .
كوباو : منصتة " اختفى الصوت ، اختفى الآن .
كميل : ربما كان ذاك صوت الريح .
كوباو : الريح ! لا ، سمعتها جيداً ، أقدام ، أقدام
متلصصة .
كميل : اهدئي يا مولاتي ، اهدئي ، مادام
كادلبوم وجنده لم يروك ، فإنهم لن
يمكثوا طويلاً ، وسيبتعدون عن هذا
المكان .
كوباو : حتى لو ابتعدوا ، فإنهم سيبحثون عنا
إلى أن يجدونا .
كميل : مولاتي، فلنكل أمرنا للآلهة ، وننتظر .
كوباو : " تبتهل بصوت مرتعش " أيها الإله ننا،
يا من تقرأ المستقبل المجهول ، وتعرف
المصائر ، احمني من المجهول ، وأرفق
بمصيري .
كميل : أنظري يا مولاتي " يدخل شعاع القمر
من الكوة " هاهو الإله العظيم ننا ، يطل
علينا بضيائه الساطع ، ويشملنا برعايته.
كوباو : عندما كنا صغاراً ، أن ولوكال ، كنا
نتمدد في ليلي الصيف ، في حديقة
القصر ننظر إلى الإله ننا ، يطل علينا
من عرشه السماوي البعيد ، وذات ليلة ،
قال لي لوكل، تطلعي إلى الإله ننا ،
وتمني شيئاً ، عسى أن تتحقق أمنيتك ،
فتطلعت إلى الإله ننا ، وقلت ، أيها
الإله القادر ، أبقنا أطفالاً ،
لكن الإله ننا، ويا للأسف ،لم يستجب
لي، ويحقق أمنيتي ، وإلا لبقينا طفلين ،
نلعب معاً ، ونسمر معاً،ونتمنى
معاً،ولما عرفنا أن لوكال أمير ،وولي
عهد ملك أوروك ، وحفيد جلجامش ،
أما أن ..
كميل : أنت أيضاً أميرة يا مولاتي .
كوباو : لكني حفيدة ملك مهزوم،تربت منذ
طفولتها في قصر الملك المنتصر "
تصمت خائفة " اسمع يا كميل ، عاد
وقع الأقدام .
كميل : " ينصت"إنه وقع أقدام رجل، رجل
واحد " متحفزاً " لا تخافي ، يا
مولاتي، سأدافع عنك حتى الموت.
كوباو : " ترتعش خائفة " أيها الإله الرحيم ننا "
تسمع حركة خلف الباب " يا ويلي .
كميل : "ينحني ويمسك بما يشبه الهراوة" الويل
له ، سأحطم رأسه بهذه الـ ..
يفتح الباب ، ويمرق
كاشد إلى الداخل
كميل : " ينقض على كاشد بهراوته " أيها
اللعين، سأحطم رأسك بهذه الهراوة .
كاشد : مهلاً ، يا كميل " يمسك يده " أنظر ، أنا
كاشد .
كميل : " يحدق فيه " كاشد ! " يرخي يده "
عفواً، يا بني ، حسبتك من جند كلبوم .
كاشد : هش ، لا ترفع صوتك ، البستان يعج
بجند .. مارتو .
كوباو : كاشد .
كاشد : " يسرع إليها " مولاتي !
كوباو : طمئني .
كاشد : انهضي يا مولاتي .
كوباو : " تنهض متثاقلة " إنني قلقة على الأمير
لوكال .. وعلى ..
كاشد : اطمئني ، يا مولاتي ، مولاي لوكال
بخير وأنت أيضاً ستكوني ..
كوباو : سأموت من الخوف ، يا كاشد ، قبل أن
أموت بأيدي كلبوم وجنده الذئاب .
كميل : " يلوح بهراوته " لن ندع أحداً يمسك ،
يا مولاتي ، مهما كلف الأمر .
كاشد : " للبستاني " مهلاً ، يا كميل ، الوقت
جد ضيق ، وعلينا أن نتحرك بسرعة
" يلتفت إلى كوباو " مولاتي .
كوباو : نعم .
كاشد : أمرني مولاي ، أن أبلغك رغبته ، في
أن تلجئي وكميل ، في أقرب وقت
ممكن إلى.. " ترتفع ضجة في الخارج
" ....
كوباو : " خائفة " يا ويلي ..
كاشد : مولاتي .
كوباو : " خائفة " هذا كلبوم و ..
كميل : " يرفع هراوته " لا تخافي ، سأحطم
رأس كلبوم ، لو حاول أن يمسك .
كاشد : " يشهر خنجره " مهما يكن، يا مولاتي،
فأن مولاي لوكال ، يريدك أن تلجئي
إلى معبد الإله اوتو ، عند كبير الكهنة.
كوباو : يا للآلهة ، أين مني الآن معبد الإله
اوتو، وكلبوم وجنده الذئاب يكادون
ينقضون ..
يُدفع الباب بقوة ،
ويندفع كلبوم وجنده
كلبوم : هاهي الأميرة كوباو أخيراً " يشير للجند
" أقبضوا عليها ، سنقدمها هدية منّا لمن
يهمه الأمر .
كميل : " يعترض الجند شاهراً هراوته " الويل
لمن يمس الأميرة ، سأحطم رأسه
بهراوتي " الجند يقفون مترددين " ..
كلبوم : أيها العجوز الخرف ، ارم هذه العصا
المتهرئة ، وإلا هرأت رأسك .
كميل : " يواجه كلبوم شاهراً هراوته " مرهم
أن يبتعدوا عن الأميرة ، وإلا وبحق ننا
..
كلبوم : " يفاجئه بلكمة قوية في وجهه " خذ أيها
الخرف ، كي لا تنطق ثانية بكلمات
أكبر من قدراتك .
كميل : " تسقط الهراوة من يده ، ويتهاوى على
الأرض " آآه .
كلبوم : " لأحد الجنود " أقبض عليه .
الجندي : أمر مولاي " يمسك بكميل " انهض .
كميل : " ينهض متوجعاً " آه .
الجندي : " يأخذه جانباً " .....
كلبوم : "لكاشد" وأنت ، دع خنجرك جانباً،
ودعنا نأخذ الأميرة بهدوء .
كاشد : كلا " يحاول حماية الأميرة" لن
تأخذوها إلا على جثتي .
كلبوم : " للجند" ابعدوا هذا الأحمق ، واقبضوا
على الأميرة .
كاشد : " يفاجئ كلبوم بلكمة قوية في وجهه
".....
كلبوم : " يتراجع مرتطماً بالحائط " .....
كاشد : " يندفع بالأميرة ملوحاً بخنجره "
ويدفعها خارج الباب "أهربي ، يا
مولاتي ، أهربي ، أهربي .
كوباو : " تهرب بسرعة ، وتختفي في
الظلام"....
كاشد : " يغلق الباب ، ويقف شاهراً خنجره "
من يختر العالم الأسفل، فليتقدم .
كلبوم : " يمسح الدم عن فمه غاضباً" ستندم
أيها الأحمق "للجند" أقبضوا عليه .
الجند يناوشون كاشد،
حتى يقبضوا عليه
كاشد : " لاهثاً منفعلاً " كلبوم .
كلبوم : " يصفعه " أغلق فمك .
كاشد : لن تفلت من يد الأمير لوكال ، إذا
تجرأت ولمست الأميرة كوباو .
كلبوم : افهمها ، أيها الأحمق ، لم يعد للواكال ،
ولا للملك نفسه ، أية أهمية ، وسترى
نهايتهما بأم عينيك ، إن قدر ، وعشت
حتى صباح الغد .
كاشد : بل سأرى نهايتك ، ونهاية أسيادك ، أيها
الخائن .
كلبوم : "يصفعه بشدة ثانية " سأقطع لسانك
بيدي "لأثنين من الجنود " أنتما .
الجنديان : مولاي .
كلبوم : خذا هذا الأحمق والبستاني إلى السجن .
الجنديان : أمر مولاي .
كلبوم : " للجند " أما أنتم فأتبعوني " يتجه إلى
الخارج " لابد أن نلحق بالأميرة كوباو ،
ونقبض عليها ، وإلا فالويل لنا من
أميرة مار تو " يخرج مسرعاً والجند
من ورائه ".
الجنديان يمسكان بكاشد
والبستاني ويخرجان بهما
إظلام
المشهد السابع
غرفة ، يدخل حارسان ،
يحمل أحدهما سراجاً
الأول : ضع السراج هنا " يشير إلى مكان في
الزاوية " سيأتي القادة بعد قليل.
الثاني : "يضع السراج في مكانه " منذ المساء ،
والقادة في حركة مستمرة بين أبواب
اوروك .
الأول : هذا امر طبيعي ، فلن تسلم اوروك ، إذا
لم تسلم أبوابها .
الثاني : هناك أقاويل كثيرة ،تنتشر في كل مكان،
حول حرس مار تو ، وقدراتهم الخارقة.
الأول : مهما كانوا ، فأننا سنغلبهم ، لا تنس ،
نحن ندافع عن وطننا وأهلنا وأنفسنا
ومقدساتنا .
الثاني : يقال أنهم أشجع فرسان مار تو ،
و أكثرهم مهارة في استخدام الأسلحة .
الأول : كفى ، لولا معرفتي بك ، لقلت أنك إما
جبان أو عميل لأميرة مار تو .
الثاني : ماذا تقول ، يا أخي ؟ هذه أقاويل
سمعتها، وحاشاي أن أكون واحداً مما
ذكرت .
الأول : أغلق فمك إذن ، ولا تردد كالببغاء كل
ما تسمع ، فأعداء اوروك ، وما
أكثرهم، يطلقون هذه الأقاويل .
الثاني : لتحمنا الآلهة ، وليذهب أعداء اوروك
إلى العالم الأسفل .
الأول : انتبه ، ها هم القادة قادمون " يسرع نحو
الباب " تعال نقف بالباب .
الثاني : " يسرع في أثره " هيا .. هيا ؟
الحارسان يقفان بالباب ،
يدخل ثلاثة قادة
القائد الأول : الأمور تتسارع من حولنا ، ونحن
حائرون ، لا نكاد ندري ما علينا أن
نفعل .
القائد الثاني : لابد أن نفعل شيئاً ، وعلى وجه
السرعة، فحرس أميرة مار تو ، ومن
تسلل داخل المدينة ، في زي تجار
وفلاحين وحتى كهنة ، استولوا على
القصر ، وأخشى أن يستولوا على
أماكن حيوية أخرى .
القائد الثالث : أبواب أوروك تحت سيطرتنا ، وكذلك
المباني الحيوية ، وقواتنا جميعاً على
أهبة الاستعداد لكل طارئ.
القائد الثاني : هذا لا يكفي ، الظرف دقيق وحاسم ،
لنبادر من جهتنا ..
القائد الثالث : مهلاً ، نحن لا نستطيع القيام بأي شيء،
بدون أمر مباشر من الأمير لوكال .
القائد الثاني : أين الأمير لوكال ؟ لقد انقطع اتصالنا
به، منذ أن سقط القصر ، ومن يدري ،
لعله وقع في أيدي حرس أميرة مار
تو، كما وقع في أيديهم الملك والملكة
نفسيهما .
القائد الأول : في هذه الحالة ، ينوب الوزير عن الملك
والأمير لوكال .
القائد الثاني : الوزير ، كم أخشى هذا الوزير ، إن
الجميع يعرفون طموحاته ونواياه .
القائد الأول : إنه وزير ، وماذا يمكن أن يطمح رجل
في أوروك بأكثر من هذه المكانة ؟
القائد الثاني : كل الدلائل يا صديقي ، تشير إلى أن
طموحه لا يقف عند هذا الحد .
القائد الثالث : كفى رجاء ، أنصحك بعدم التسرع في
توجيه مثل هذا الاتهام للوزير ، ولغيره
من كبار المسؤولين ، في هكذا ظرف .
القائد الثاني : لنفكر في الأمر ، إن حرس أميرة مار
تو لا يمكن أن يستولوا على القصر،
بدون معاونة أحد مهم من داخل
القصر.
القائد الأول : ومن أدراك أنه الوزير ؟ قد يكون أي
مسؤول آخر غيره ، هذا إذا كان قد
عاونهم أحد على الإطلاق .
القائد الثاني : لا أحد يعرف القصر ، وحجم القوة التي
تحرسه ، غير الوزير ومن يعاونه ،
وعلى رأسهم كلبوم .
القائد الأول : الويل لهما ولأعوانهما الخونة ، إذا
تأكدت خيانتهم لأوروك .
القائد الثاني : بل الويل لنا ، إذا سبقنا الخونة ،
وحرس أميرة مار تو وجندها ،
وسيطروا على أوروكنا المقدسة .
القائد الأول : " ينصت " أصغيا " يتجه نحو الباب "
هناك ضجة تقترب من الباب .
القائد الثالث : لا عليك ، حرسنا وجندنا منتشرون في
كل مكان .
الأول : " يدفع الباب " سيدي .
القائد الثالث : ما الأمر ؟
الأول : الأمير .
القائد الثاني : حمداً للآلهة .
القائد الأول : الآن بدأ الأمل .
يدخل الأمير والوصيفة ،
القادة يتحلقون حوله
القائد الأول : مرحباً مولاي .
القائد الثالث : لقد قلقنا عليك يا مولاي .
القائد الثاني : مولاي ..
لوكال : دعوا هذا الآن ، أريد أن أعرف منكم
أولاً الموقف في الوقت الراهن .
القائد الأول : مولاي ، لقد صدمتنا أخبار القصر .
القائد الثالث : نعم ، وخاصة وقوع جلالة الملك
والملكة في أيدي حرس أميرة مار تو .
لوكال : دعوا هذا أيضاً ، حدثوني عن قواتنا ،
أريد أن أعرف كل شيء عنها الآن .
القائد الثاني : قواتنا في أماكنها المقررة ، وهي على
أهبة الاستعداد لما تأمر به يا مولاي .
القائد الأول : مولاي ، انتظرنا الأوامر ، في غيابك ،
وغياب جلالة الملك ، من الوزير دون
جدوى.
القائد الثالث : إن الوزير ، للأسف ، لم يتحرك .
لوكال : بل تحرك .
القائد الأول : تحرك !
القائد الثالث : عجباً ، لم يبلغنا أحد بذلك .
لوكال : تحرك إلى جانب أميرة مار تو .
القائد الثاني : " للقائدين " أرأيتما ؟
لوكال : وقاد حرسها وأتباعه الخونة للاستيلاء
على القصر ، واعتقال الملك والملكة ،
ولو لم أهرب في الوقت المناسب ،
لوقعت أنا أيضاً في أيديهم .
القائد الثاني : هذا ما شككت فيه يا مولاي ، وقلته هنا
صراحة قبل قليل .
القائد الأول : يا للخائن .
القائد الثالث : إنها خيانة لا تغتفر ، وسيدفع ثمنها
غالياً.
لوكال : " يقف ساهماً عند النافذة " ....
القائد الأول : مولاي ، دعك من الوزير ، إنه يستحق
المصير الذي سيلقاه .
لوكال : " يرمق الوصيفة بنظرة سريعة " ....
القائد الثاني : الملك والملكة في عيوننا وأفئدتنا ،
وسننقذهما بعون الآلهة .
القائد الثالث : مرنا يا مولاي ، وسنصدع في الحال بما
تأمر .
لوكال : بعد قليل ، سنضع اللمسات الأخيرة على
خطتنا ، ثم يسرع كلّ منا إلى موقعه ،
ونبدأ الرد الحاسم على المؤامرة .
القائد الثالث : " يمسك مقبض سيفه " نحن رهن
إشارتك يا مولاي .
القائد الأول : النصر لنا يا مولاي بإذن الآلهة .
القائد الثاني : " يمسك مقبض سيفه " لقد حانت نهاية
مارتو ، وسينتهون هنا على أيدينا ، يا
مولاي ، وأيدي شعبنا ، شعب اوروك .
لوكال : نعم ، سينتهون ، لا بد أن ينتهوا " يتطلع
إلى الوصيفة " وتسلم اوروك .
الوصيفة : " تقترب من لوكال " مولاي .
لوكال : لم يعد كاشد بعد .
الوصيفة : لعله عاد إلى القصر .
لوكال : حتى لو عاد ، فإنه سيقع في أيدي حرس
أميرة مارتو .
القائد الثاني : مولاي ، نستطيع ، إن شئت ، أن نرسل
بعض الجنود ، إلى أطراف القصر ،
ويمكنهم التدخل إذا اقتضى الأمر .
لوكال : لن ينجو أحد منهم ، فحرس أميرة مارتو
كثيرون ، وسيجهزون عليهم .
الوصيفة : " تتقدم من الأمير " مولاي ، لا خيار ،
ليس هناك إلا حل واحد .
لوكال : " يحدق فيها " كلا ..
الوصيفة : لست أفضل من الأميرة .
لوكال : لقد عرضتك إلى ما يكفي من الأخطار .
الوصيفة : أستطيع بسهولة ، يا مولاي ، أن أتصل
ببعض خدم القصر ، وأعرف منهم ما
يمكن أن يكون قد استجد بشأن الأميرة.
لوكال : اذهبي ، وإذا شعرت بأي خطر ، عودي
على جناح السرعة .
الوصيفة : سأعود بعون الآلهة ، يا مولاي ، وآمل
أن آتي بنبأ يدخل السرور والاطمئنان
على قلبك .
لوكال : هيا ، إنني أنتظرك .
الوصيفة : أمر مولاي .
الوصيفة تخرج ، الأمير
يلتفت إلى القادة
لوكال : والآن إلى العمل ، إن اوروك الحاضر
والماضي والمستقبل ، تتطلع إلينا ،
ومصيرها ومصير أبنائها أمانة بين
أيدينا.
القائد الثالث : نحن رهن إشارتك ، يا مولاي ، مرنا
وسننفذ في الحال .
لوكال : الأوضاع إذن ، وكما قلتم ، مسيطر
عليها عند الأبواب .
القائد الأول : وقوات كبيرة ، تكمن في الجوار ،
متهيئة لمعالجة أي طارئ ، مهما كان .
القائد الثاني : وقوتي ، يا مولاي ، على أهبة الاستعداد
للهجوم على القصر ، وتطهيره من
حرس أميرة مارتو ، ومن معها من
الخونة ، وتأمين سلامة جلالة الملك
والملكة .
لوكال : أريدك أن تحرص ألا يمس أميرة مارتو
وعمها أي ضر ، فلي حساب خاص
معهما .
القائد الثاني : سمعاً وطاعة ، يا مولاي ، سأبذل
جهدي من أجل القبض عليهما حيين .
لوكال : " للثالث " والآن نحن .
القائد الثالث : مولاي ، قواتي في الإنذار ، وأسلحتهم
لا تنتظر سوى أوامرك .
لوكال : عند الفجر ، وبعد أن نقضي على قوات
العدو الموجودة داخل اوروك ، ستفتح
الأبواب ، وننقض على شراذم أميرة
مارتو ، المتخفيين في البساتين المحيطة
بالأسوار، ونطهرها تماماً من رجسهم .
القائد الثالث : إنني رهن إشارتك يا مولاي .
ترتفع ضجة في
الخارج ، تدخل الوصيفة
الوصيفة : " لاهثة منفعلة : مولاي .
لوكال : عجباً ، عدت بسرعة .
الوصيفة : رأيت خادمة ، هربت من القصر ، قبل
قليل .
لوكال : اهدئي ، وأخبريني بما قالته .
الوصيفة : " بصوت متشنج " مولاي ..
لوكال : يبدو أن الأمر خطير ، مهما يكن ،
تكلمي.
الوصيفة : البستاني العجوز وكاشد وقعا في أيدي
كلبوم وجنده .
لوكال : والأميرة كوباو ؟
الوصيفة : هربت منهم ، ولم يعثروا لها على أثر .
لوكال : يا إلهي ، هربت من كلبوم وجنده ،
وربما وقعت في أيدي جند أميرة مار
تو " يمسك بمقبض سيفه " الويل لهم ،
لن أبقي منهم أحداً ، لو مسوا شعرة
منها .
يندفع جندي إلى
الداخل منقطع الأنفاس
الجندي : مولاي .. مولاي .
لوكال : ما الأمر ؟ تكلم .
الجندي : حرس أميرة مار تو ، ورجال مسلحون،
يزحفون بأعداد كبيرو نحو الأبواب . لوكال : لقد حانت نهايتهم " للقائدين الأول
والثاني" فليسرع كل منكما إلى موقعه ،
وينفذ المهمة المناطة به ، على وجه
السرعة .
الأول والثاني : سمعاً وطاعة يا مولاي " يخرجان "
لوكال : " للثالث" لنذهب نحن أيضاً ، ونكون
على رأس قواتنا ، متهيئين لكل طارئ.
الثالث : مولاي .
لوكال : وعند الفجر، وبعد أن يستتب الأمر لنا
في الداخل ، نتحرك لإنجاز مهمتنا ،
وننهي الفصل الأخير الحاسم لهذه
المؤامرة .
القائد الثالث : أرجوك يا مولاي ، دعني أقم بهذه
المهمة بنفسي ، فأنا لا أريد أن تتعرض
لأي خطر .
لوكال : اوروك نفسها في خطر ، وسأذود عنها،
مثلكم ، بدمي .
القائد الثالث : حمتك الآلهة ، يا مولاي ، وأبقتك ذخراً
لأوروك .
لوكال : " يلتفت إلى الوصيفة " اسمعيني جيداً .
الوصيفة : مولاي .
لوكال : ابقي هنا ، حتى يتحرر القصر ،
ويستتب الأمن في المدينة ، عندئذ
أريدك أن تخرجي ، وتحاولي أن
تعرفي أي شيء عن الأميرة كوباو .
الوصيفة : سمعاً وطاعة ، يا مولاي .
لوكال : " للضابط الثالث " هيا " يتجه نحو
الخارج " فاوروك المقدسة تنتظرنا .
القائد الثالث : " يلحق به " أمر مولاي .
الوصيفة : فلتنصرك الآلهة ، يا مولاي ، على
البغاة من المارتو .
يخرج الأمير لوكال ،
والضابط الثالث ، مسرعين
إظلام
المشهد الثامن
جناح أميرة مارتو ،
الأميرة وعمها شركلي
الأميرة : " تذرع المكان بعصبية " تأخر رسولي
اللعين ، الوقت يمر ، ولا من أثر له .
شركلي : ليتك تتوقفين ، يا أميرتي ، وترتاحين
قليلاً .
الأميرة : لن أرتاح ، إذا لم يحسم الأمر لصالحنا
تماماً.
شركلي : الأمر يوشك أن يحسم ، فلننتظر ، إن
الفجر يقترب وسيطلع بعد فترة .
الأميرة : لا طلع الفجر ، إن لم يطلع على ما نحلم
به ، نحن الـ .. مارتو .
شركلي : سيطلع الفجر بالنصر ، بعون الآلهة ، يا
أميرتي .
الأميرة : منذ عقود ونحن نحاربهم .. نحاربهم ..
نحاربهم ، دون جدوى .
شركلي : هذا صحيح ، لكن ساعة الحسم حانت ،
وسيذكر التأريخ ، أنك أنتِ ، ولا أحد
غيرك ، من حقق النصر ، ومرغ
اوروك كلكامش في وحل الهزيمة .
الأميرة : " عند النافذة " هيا أيها الفجر ، أهزم
هذا الليل ، إن صبري يكاد ينفد "
تنصت " أسمع ضجة تقترب .
شركلي : " ينصت بدوره " إنها ضجة خافتة ،
وبعيدة ، لعلهم جندنا ، يهاجمون
الأبواب.
الأميرة : " تنصت " كلا " تهز رأسها " إن
الأصوات لا تأتي من هذا البعد .
شركلي : لا تنسي ، الليل تجاوز منتصفه ،
والجميع نيام .
الأميرة : " تنصت وتهز رأسها " ....
شركلي : مهما يكن ، فحرسنا منتشرون في كل
مكان ، ونحن نسيطر على القصر تماماً.
الأميرة : لو لم يفلت اللعين لوكال ، لكانت اوروك
بين أيدينا الآن .
شركلي : ستقع اوروك بين أيدينا عاجلاً أو آجلاً ،
وسترين لوكال راكعاً أمامك ، مكبلاً
بالأغلال .
الأميرة : لا ، لا أريده حياً ، فلوكال حي هو
الخطر بعينه ، ومتى انتهى ، انتهى
الجميع ، واستسلمت اوروك .
شركلي : أنتِ محقة ، وسآمر بإنهائه ، حالما يقع
في أيدينا .
الأميرة : هذا إذا وقع .
شركلي : " يلوذ بالصمت " ....
االأميرة : " تتأفف " اف ، تأخر اللعين كثيراً هذه
المرة .
شركلي : سيأتي ، حان وقته .
الأميرة : لقد أكدت عليه أن يوافيني بالتطورات
سريعاً.
شركلي : هذه المرة ذهب إلى الأبواب ، وهي
بعيدة عن القصر ، فلا تقلقي .
الأميرة : الأبواب هي مفتاح اوروك ، ومتى
فتحت الأبواب ، فتحت اوروك نفسها .
شركلي : ستفتح بعون الآلهة ، يا أميرتي ،
وتصبح اوروك جزء من مملكة مارتو.
الحارس : " يدخل " مولاتي .
الأميرة : رسولي ؟
الحارس : لا ، يا مولاتي ، رسول منه .
الأميرة : " تنظر إلى شركلي ، عجباً " للحارس"
دعه يدخل .
الحارس : أمر مولاتي .
الحارس يخرج ، يدخل
الرسول ، مجرح الجبهة
الرسول : مولاتي .
الأميرة : ماذا جرى ؟ إنني أنتظر رسولي ، منذ
فترة طويلة .
الرسول : عفواً ، مولاتي ، جئت رسولاً منه .
الأميرة : لكني أردته أن يأتيني بنفسه .
الرسول : سيأتي ، يا مولاتي ، سيأتي حالما ينجلي
الموقف عند الأبواب .
الأميرة : ماذا ! كل ظني ، أنك جئت بنبأ سيطرتنا
على كل الأبواب اللعينة .
شركلي : مهلاً أميرتي ، لا داعي للغضب ،
ستسقط الأبواب حتماً في أيدينا .
الأميرة : " للرسول " تكلم .
الرسول : مولاتي ، إنني رسول ، وقد جرحت ،
كما ترين ، خلال الطريق ، بل كدت
أُقتل.
الأميرة : دعني من هذا ، وحدثني عما يجري عند
الأبواب .
الرسول : مولاتي ، هناك معارك طاحنة ، تجري
الآن عند الأبواب ، بين حرسنا وجند
أوروك . الأميرة : " تنظر منفعلة إلى شركلي " عجباً ، إن
الأبواب حسب علمنا ليست محروسة
جيداً.
شركلي : هذا ، كما تعلمين ، يا أميرتي ، ما أفاد
به أعواننا .
الأميرة : الويل لأعواننا " للرسول " تكلم .
الرسول : مولاتي ، كانت حشود كبيرة من قوات
أوروك متخفية في الجوار ، ويبدو أنهم
كانوا على علم مسبق بما خططناه .
الأميرة : " ترمق شركلي بنظرة قاسية " لابد أن
في الأمر تقصيراً ، إن لم يكن خيانة .
شركلي : " يتململ محرجاً " ....
الرسول : ليت الأمر يقف عند هذا الحد يا مولاتي.
الأميرة : ما الذي تعنيه ؟ تكلم .
الرسول : في طريقي ، من الأبواب إلى هنا ،رأيت
حشوداً من جند اوروك ، تزحف نحو
القصر ، من جميع الجهات .
شركلي : ماذا! حشود ؟
الأميرة : " لشركلي" أرأيت ؟ قلت لك غير مرة ،
أسمع ضجة ، فتقول ..
شركلي : " مضطرباً" أميرتي .
الأميرة : " للرسول " اذهب إلى الوزير اللعين ،
وقل له أن يأتيني ، على جناح السرعة.
الرسول : أمر مولاتي "يخرج".
الأميرة : "منفعلة " سأمزق هذا اللعين إرباً إرباً
لو .." لشركلي" أتظنه خانني ؟
شركلي : لا ، يا أميرتي ، لا ، لا .
الأميرة : لماذا لا ؟ إن من يخن وطنه ، ويخن
شعبه ومليكه ، يخن..
شركلي : أنا معك ، لكنه يعرف أن الملك لن
يرحمه ، وكذلك لوكال ، حتى لو
حاول العودة إلى صفوفها .
الأميرة : وأنا لن أرحمه ، إذا تأكد لي ، بأنه يتردد
، ومهما كان الموقف ، في خدمتي .
شركلي : الوضع دقيق على ما يبدو ، يا أميرتي ،
فعلينا أن نتحرك بروية وحكمة .
الأميرة : " تتطلع إلى الخارج " هاهو الوزير
اللعين قادم " مهددة" الويل له .
شركلي : أميرتي ، رفقاً به ، فنحن ما زلنا بحاجة
إليه .
الحارس : " يدخل " مولاتي .
الأميرة : فليدخل .
الحارس : الوزير يا ..
الأميرة : قلت لك ، فليدخل .
الحارس : أمر مولاتي " يخرج"
شركلي : أميرتي ، كما قلت لك ، أرفقي به ،
فالوضع دقيق، ونحن بحاجة إليه ،
والى من معه .
يدخل الوزير، ويتقدم
من الأميرة متوجسـاً
الوزير : مولاتي .
الأميرة : يبدو لي ، أيها الوزير ، انك لست في
مستوى المسؤولية ، التي أوكلتها إليك .
الوزير : "ينظر إلى شركلي محرجاً" ....
شركلي : قبل قليل ، وردتنا أنباء مشوشة حول
الوضع ، نريد أن نعرف الحقيقة منك .
الأميرة : عليك ألا تنسى ،لحظة واحدة ، أنك
مسؤول أمامي ، عن كل ما يجري ،
وخاصة في محيط القصر.
الوزير : مولاتي ، إنني بذلت المستحيل لخدمتك،
وسأظل في خدمتك ، حتى النهاية .
الأميرة : هذا كلام سمعته كثيراً منك ، أريد عملاً
ملموساً، ناجحاً .
الوزير : لم أتوان ، يا مولاتي ، في عمل أمرتني
به .
الأميرة : أريد أن أعرف منك حقيقة الوضع ،
على أرض الواقع .
الوزير : القصر ، وما يحيط به من نقاط مهمة ،
في يدنا أما الأبواب ، فإن أعداداً من
الحرس ، وقواتي الخاصة ، ومن دخل
سراً إلى أوروك ، يقومون بالهجوم
عليها ، حسب الخطة المرسومة .
شركلي : لقد أخبرنا ، أن هناك حشوداً من جند
أوروك ، تزحف نحو القصر ، من
جميع الجهات .
الوزير : نعم ، هناك جنود يتسللون ، في محيط
أسوار القصر ، ولا أظن أنهم يشكلون
خطراً علينا ، ونحن متنبهون إلى هذا
الأمر ، ونعمل على معالجته .
الأميرة : مهما يكن ، أريد حسم الموقف بسرعة ،
وليتقدم الجنود الموالون لك الصفوف ،
على رأسهم .. كلبوم .
الوزير : أمر مولاتي .
الأميرة : ولتعلم أنني لن أتهاون مع أي تخاذل أو
تراجع أو انحراف .
الوزير : نحن خدمك يا مولاتي .
الأميرة : أريد أن أسمع عنك قريباً ما يرضيني .
الوزير : بعون الآلهة يا مولاتي .
الأميرة : " تشيح عنه بوجهها " ....
الوزير : " ينحني " عن إذنك يا مولاتي .
الأميرة :" دون أن تلتفت إليه " اذهب .
الوزير : " يخرج مسرعاً " ....
الأميرة عند النافذة ،
شركلي يقترب منها
شركلي : يبدو لي يا أميرتي،أنك كنت شديدة
القسوة مع الوزير .
الأميرة : هذا ما يستحقه ،لا تصدق أنه يحبنا ،
إنني أعرفه ، وأعرف أمثاله .
شركلي : أنا أيضاً أعرفه ، لكنه يعمل معنا .
الأميرة : بل يعمل مع مصلحته ، وحيثما تكون
مصلحته يكون .
شركلي : ليكن ، فالأمر طبيعي .
الأميرة : وعليه أريده أن يخاف ، وخاصة في هذه
الظروف .
شركلي : أميرتي.
الأميرة : بدون شعوره بالخوف ، سيخوننا في
أول منعطف .
شركلي : مهما يكن ، فعلينا ..
الأميرة : " تنصت " اسمع .. اسمع .
شركلي : " ينصت " ....
الأميرة : الضجة ترتفع ، وتقترب شيئاً فشيئاً .
شركلي : " يتململ خائفاً " لا تخافي يا مولاتي ،
لا تخافي .
الأميرة : الوزير يكذب ، إن جند أوروك ليسوا
بعيدين .
شركلي : " متردداً " حرسنا متيقظون ، وهم
يسيطرون تماماً على القصر ، وما
حوله من مراكز هامة .
الأميرة : " تصيح " أيها الحارس .
الحارس : " يدخل " مولاتي .
الأميرة : ناد الضابط كلبوم .
الحارس : " حائراً " كلبوم !
الأميرة : إنه مع الوزير ، أسرع .
الحرس : أمر مولاتي " يخرج "
شركلي : " متردداً " أخشى أنك بدأت تراجعين ..
الأميرة : " بحزم " كلا .
شركلي : أنا .. أنا معك .
الأميرة : لابد من سحق قوات أوروك ، وتحقيق
النصر .
شركلي : " متشككاً " نعم ، لابد من هذا .
الأميرة : يجب أن تقع أوروك بين يديّ هذه الليلة،
وإلا سأحرقها بمن فيها .
شركلي : نعم ، أنت .. " يتطلع إلى الخارج "
هاهو الحارس قادم ، عسى أن يأتينا
بأخبار مطمئنة.
الحارس : " يدخل " مولاتي .
الأميرة : أرسلتك لتأتيني بكلبوم .
الحارس : " متردداً " كابوم .. يا مولاتي ..
شركلي : قتل !
الحارس : لا يا سيدي ، هرب .
الأميرة : هرب !
الحارس : نعم يا مولاتي،هرب هو وعدد من
أعوانه هذه ما قاله الوزير .
الأميرة : الويل للوزير الجبان .
الحارس : وقال أيضاً،بأنه سيأتي لمقابلتك يا
مولاتي بعد قليل،أو يرسل من ينوب
عنه، إذا تعذر عليه المجيء " يصمت
لحظة " مولاتي ، الوضع خطير .
الأميرة : " غاضبة " صه .
الحارس : " يلوذ بالصمت خائفاً " ....
شركلي : الوضع .. " خائفاً " ماذا تعني ؟
الحارس : " ينظر إلى الأميرة ولا يجيب " ....
الأميرة : اذهب وقف بالباب .
الحارس : أمر مولاتي " يهم بالخروج "
الأميرة : إذا جاء ذلك الجبان ، أو من ينوب عنه ،
أدخله عليّ بسرعة .
الحارس : سمعاً وطاعة مولاتي .
الأمير : اذهب .
الحارس : " يخرج بسعة " ....
شركلي : لن يسامحتي أخي الملك ، إذا تركتك
تتعرضين للخطر ، على أيدي جند
أوروك.
الأميرة : دعني واذهب إن كنت خائفاً على
حياتك.
شركلي : حياتي ! ماذا تقولين ؟ لن أذهب إلا
وأنت معي " ينصت خائفاً" اسمعي ،
إنهم يقتربون .
الأميرة : سأبقى مهما كلف الأمر .
شركلي : هذا انتحار .
الحارس : " يدخل " مولاتي .
شركلي : الوزير ؟
الحارس : " للأميرة " ضابط يا مولاتي ، ويبدو
أنه جريح .
الأميرة : ليدخل .
الحارس : أمر مولاتي " يخرج "
شركلي : أيتها الأميرة ، أصغي إليّ ، إذا كان
الوضع يتدهور حول القصر ، فمن
الأفضل أن ..
الأميرة : دعنا نسمع الضابط .
شركلي : " يهز رأسه صامتاً " ....
يدخل الضابط الجريح ،
ويقترب من الأميرة
الضابط : " متالماً " مولاتي ..
الأميرة : أين الوزير ؟
الضابط : ليتك تسرعين بمغادرة القصر يا مولاتي
.. فالوضع جد خطير .. الأميرة : أين الوزير اللعين ؟
الضابط : إن جند أوروك .. يقتحمون أبواب
القصر .. مجتاحين حرسنا جميعاً .
شركلي : أصغي إليه حرصاً على حياتك ،
ودعينا..
الأميرة : " لشركلي " صه .
شركلي : لكن جند أوروك ..
الأميرة : " للضابط " اجبني وإلا قتلتك " تشهر
خنجرها " أين الوزير ؟
الضابط : الوزير يا مولاتي .. قتل .
شركلي : قتل !
الضابط : قتله جند أوروك ، وفر جميع من كان
معه .
شركلي : " للأميرة " أرأيت ؟
الضابط : وعبثاً يحاول .. ما تبقى من حرسنا ..في
القصر .. الوقوف في وجه .. حشود
جند.. أوروك .
شركلي : أصغي إليّ ..
الضابط : " متوسلاً " مولاتي .
شركلي : لنهرب .
الضابط : غادري القصر .
الأميرة : كلا .
شركلي : سنعود إلى أوروك ، مرة أخرى ،
بجيش..
الأميرة : هذه فرصتنا الأخيرة ، ولن أدعها تفلت
من بين يديّ ، مهما كلفني الأمر .
شركلي : سيبيدوننا لو وقعنا في أيديهم ، فلنعجل
بالهرب .
الأميرة : مستحيل " تتجه إلى الخارج " سأذهب
وأقود الحرس بنفسي ، وأسحق
أوروك " تخرج " ..
شركلي : أيها الضابط .
الضابط : " يتهاوى متألماً " مولاي .
شركلي : دلني على طريقة للهرب من هذا
القصر ، وسأعطيك ما تريده من ذهب
و ..
الضابط : " يجثو متألماً " آ .. ه .
شركلي : هيا ، انهض ، الوقت يمرّ ، تعال ..
دلني .
الضابط :" " ينهار مرتمياً على الأرض " ...
شركلي : لا فائدة " يتراجع " إنه يحتضر " يتلفت
خائفاً " هذه الأميرة المجنونة ، ستؤدي
بي إلى الهلاك " يتجه إلى الخارج "
فلأسرع ، لعلي أجد طريقة للهرب ،
قبل فوات الأوان .
الأصوات تزداد قرباً ،
شركلي يخرج مسرعاً
إظلام
المشهد التاسع
غرفة الملك ، الملك
في فراشه ، الملكة
الملك : " يتململ متأوهاً " آه .. آه .
الملكة : كفى تأوهاً ، الحارس بالباب، وقد يسمع
صوتك ، أنت الآن بخير
الملك : لست مهتماً بنفسي ، إنني شيخ فان ،
المهم الآن أوروك .
الملكة : لا عليك ، أوروك أيضاً بخير ، فالخطر
زال تماماً ، اطمئن ، وأخلد إلى
الراحة.
الملك : لن أطمئن حتى أرى ابني لوكال ،
والنصر معقود على جبينه .
الملكة : لقد انتصر ابننا لوكال " تدمع عيناها "
نصرته الآلهة " تمسح عينيها " لأنه
على حق .
الملك : يا للأسف ، لم أشأ تصديق شكوكه في
أميرة مار تو ، وعمها شركلي .
الملكة : أنا أيضاً مثلك ، لم أحب أن أصدقه .
الملك : لقد وضعت تمنياتي موضع الواقع ،
وأملت أن أرى نهاية للحرب بين
مملكتينا .
الملكة : لقد أخطأنا يا عزيزي .
الملك : نعم ، أخطأنا ، ولولا ابننا لوكال لدفعنا
ثمن هذا الخطأ غالياً .
الملكة : أردنا الخير لنا ولهم ، وأصروا هم على
الشر، فحصدوا خراباً قد لا يقف عند
حد .
الملك : ونحن ؟ ماذا حصدنا ؟
الملكة : مهما يكن ، فنحن بخير .
الملك : هذا ما أريد التأكد منه .
الملكة : صبراً ، سيأتي لوكال ، ويؤكد لك ذلك
بنفسه.
الملك : لقد تأخر لوكال " ينظر إلى الملكة "
نادي ا لحارس ، أريده في بعض
الأمور .
الملكة : دع الحارس وشأنه .
الملك : " يصيح " أيها الحارس .
الملكة : ماذا تفعل ؟ يا للآلهة .
الملك : أريد أن أعرف ما الذي يجري حولنا .
الملكة : الجميع مشغولون بتصفية ذيول
المؤامرة ، فلا تشغلهم وتعرقل عملهم .
الملك : " يصيح ثانية " أيها الحارس .
الملكة : " تتمتم " يا إلهي ، لا فائدة .
الحارس : " يدخل " مولاي .
الملك : ما هي أخبار الأمير لوكال ؟
الحارس : " لا يحير جواباً " ....
الملك : أريد كبير الكهنة .
الحارس : مولاي .
الملك : تكلم .
الحارس : " ينظر مرتبكاً إلى الملكة " ....
الملكة : " للحارس " اذهب أنت .
الحارس : " يخرج مسرعاً " ....
الملك : " يحدق في الملكة " ماذا يجري ؟
أخبريني .
الملكة : ليتك تغمض عينيك ، وترتاح قليلاً .
الملك : قلت للحارس ، أريد كبير الكهنة ، فقلت
له ، اذهب .
الملكة : " تجلس إلى جانبه " أخبرتك قبل قليل ،
أننا أرسلنا رسولاً إلى كبير الكهنة ،
ولابد أنه الآن في الطريق إلينا .
الملك : "يتمدد ويلوذ بالصمت " .....
الملكة : وابننا لوكال سيأتي قريباً ، ونعرف منه
كل شيء .
الملك : لقد شخت ،أشاختني هذه الليلة،وكشفت
لي أشياء كثيرة ،ليس فقط عن الوزير
وأميرة مار تو وشركلي وغيرهم ، بل
عن نفسي أيضاً .
الملكة : فلنشكر الآلهة ونحمدها ، ولندع
الآخرين جانباً ، ونفرح ، فالريح تجري
بما تشتهي سفننا، وها نحن قد وصلنا
شاطئ الأمان .
الحارس : " يدخل" مولاي .
الملك : "يعتدل " جاء لوكال ؟
الحارس : عفواً ، مولاي ، القائد ...
الملك : دعه يدخل .
الملكة : ها هي الأنباء المفرحة تهل علينا .
الملك : أريد أبني لوكال .
الملكة : صبراً ، سيأتي لوكال ، سيأتي .
يدخل القائد الثاني،
والفرحة بادية عليه
الملك : طمئني ، أيها القائد .
القائد : اطمئن ، يا مولاي ، لقد مرت العاصفة،
وعادت كل الأمور إلى ما كانت عليه
من قبل .
الملكة : "للملك" أرأيت ؟
الملك : هذا جيد ، أريد كل شيء بالتفصيل ..
الملكة : في ما بعد ، في ما بعد .
الملك : لكن حدثني أولاً عن الأمير.. لوكال .
القائد : المجد للآلهة ، بفضل الأمير لوكال ، يا
مولاي ، أحبطت مؤامرة أميرة مار تو،
وتحقق النصر .
الملكة : "تغالب دموعها " حمداً للآلهة .
الملك : أين لوكال؟ أريده الآن .
القائد : الأمير لوكال في طريقه إلينا، وسيصل
قريباً ، بعد أن ألحق الهزيمة بحرس
وجند أميرة مار تو، داخل الأسوار
وخارجها .
الملكة : "بصوت تخنقه الدموع" هذا هو ابني
لوكال ، حفيد البطل جلجامش .
القائد : وقد قمت أنا ، يا مولاي ، بتطهير
القصر ، واعتقال أميرة مار تو وعمها
شركلي ، وهما الآن ، تحت حراسة
مشددة ، في جناح الأميرة .
الملكة : ما اقترفته أميرة مار تو ، وعمها
شركلي ، يجب ألا يمر بدون عقاب
رادع .
الملك : أنا معك ، لكن لندع هذا الأمر للأمير
لوكال .
الملكة : "تتطلع إلى الخارج " أظنه قاد ماً .
الملك : " ينهض من فراشه " لوكال .
الحارس : "يدخل فرحاً " مولاي .
الملك : ابتعد أنت .
الحارس : " وهو يتنحى " مولاي لوكال .. قادم .
الملكة : ابني البطل .. ابني لوكال .
القائد : "ينحني للملك" عن إذنك ، يا مولاي .
الملك : تفضل ، يا بني ، تفضل .
القائد يخرج ، يدخل
لوكال، الملكة تحضنه
الملكة : "بصوت تخنقه الدموع " لوكال .. بني..
لوكال : "مؤنباً بلهجة مازحة " أمي .
الملكة : "تبتسم من بين دموعها " لو تعرف.. يا
عزيزي .. كم أنا .. فرحة .
لوكال : إنني أرى فرحك ، يا أمي ، وهو كعهدي
به ، فرح دامع .
الملك : "يبتسم " هذه هي أمك ، يا لوكال ، منذ
أن عرفتها حتى اليوم ، إن فرحها
يمتزج دائماً بالدموع .
لوكال : "يتجه إلى أبيه مبتسماً " إنها عطية أي..
أنا لك ، يا أبي .
الملك : وما أعظمها من عطية "يحضنه " إنها
أم البطل .. لوكال .
الملكة : "تمسح دموعها فرحة ".....
لوكال : "متأملاً أباه" حمداً للآلهة ، يا أبي ، أنت
بخير ، رغم ما عانيته على يدي أميرة
مار تو، وعمها شركلي .
الملك : أنا وأمك بخير ، مادمت أنت واوروك
وشعب اوروك بخير .
لوكال : اطمئن ، يا أبي ، اوروك تجاوزت
المحنة، ومؤامرة مملكة مار تو قبرت
في مهدها .
الملكة : لقد مررنا جميعاً بليلة شديدة القسوة ، لا
أعادتها علينا الآلهة ثانية .
لوكال : نعم يا أمي ، كانت ليلة قاسية ، لكن
قسوتها كانت أشد على أميرة مار تو
وعمها شركلي ، ومن معهما من حرس
وجنود .
الملك : لوكال ، اسمعني ، يا بني ّ .
لوكال : نعم ، يا أبي .
الملك : إن أميرة مار تو ، وعمها شركلي ،
محتجزان في جناح الأميرة ، تحت
حراسة مشددة، فأنظر أنت، بإسم
اوروك وشعب اوروك ، في أمرهما ،
وأفعل ما تراه مناسباً .
لوكال : "محتجاً " أبتي ..
الملك : أنت من أنقذ اوروك ، وقادها إلى
القصر.
لوكال : إنك أنت ملك اوروك ، وستبقى ملك
اوروك، ما شاءت الآلهة .
الملك : حتى البارحة كنت أنا الملك ،لكن خلال
هذه المحنة ، شاءت الآلهة أن تكون
أنت الملك أنت ابني المنتصر ، وحفيد
البطل جلجامش .
الملكة : بني لوكال، لا ترحم أميرة مار تو ، ولا
ترحم عمها شركلي ، فأنهما لم يرحما
أحداً في اوروك .
الملك : إنني مع أمك الملكة ، لكن الأمر متروك
لك، فأنت الملك .
لوكال : بعد إذنكما ، فأنني أرى ، أن أميرة مار
تو ، وعمها شركلي ، ومن جاء معهم
من حرس وجنود قد دفعوا ثمن ما
اقترفوه غالياً ، وكما أعطيناهم درساً
في الردع ، سنعطيهم درساً في
التسامح .
الملكة : إنهم لا يستحقون التسامح ، بعد ما
اقترفوه من جرائم بحق اوروك وشعب
اوروك .
لوكال : تسامحنا ، يا أمي ،هو تسامح المقتدر ،
وسيكون هذا امتيازاً لنا ، على مدى
الدهر .
الملك : دعيه ، يا عزيزتي ، إنه الآن هو الملك .
لوكال : "محتجاً برفق" أبي .
الملك : "مازحاً " نعم ، جلالة الملك .
لوكال : آه .
الملكة : "تبتسم فرحة "حفظتك الآلهة .
الملك : اسمع ، يا جلالة الملك .
لوكال : " يهزّ رأسه مبتسماً " ....
الملك : إنني جاد .
لوكال : حسن ، يا أبي .
الملك : أنا مدين لك بنصر ما بعده نصر .
لوكال : عفواً ، يا أبي ، إن نصرنا على مار تو،
هو نصرنا جميعاً .
الملك : إنني لا أعني هذا النصر ، رغم أهميته
العظيمة ، بل أعني النصر على ذاتي .
لوكال : " ينظر إلى أمه " .....
الملكة : الأميرة كوباو .
لوكال : "متوجساً " أمي .
الملكة : اطمئن ، إنها عند كبير الكهنة في
المعبد.
لوكال : " ينظر إلى أبيه في ارتياح "....
الملكة : عرفنا بالأمر ،صباح اليوم ، بعد أن
طهر جندنا القصر من حرس أميرة
مار تو .
الملك : لقد أرسلت في طلب كبير الكهنة ،
وسيأتي بعد قليل ، ومعه الأميرة "يبتسم
" هذا هو نصري .
لوكال : أشكرك ، يا أبي "يحضنه" أشكرك
جزيل الشكر ، فقد أرحتني الآن تماماً .
الملك : عفواً، أيها الملك ، فهذا آخر وأهم
انتصار أحققه في حياتي .
لوكال : باركتك الآلهة ، يا أبي .
الملكة : ولابد أنك تود الاطمئنان على البستاني
وزوجته .
لوكال : طبعاً ، يا أمي ، فقد عانيا كثيراً من
أجلي .
الملكة : لقد أطلق سراحهما من السجن ، ونترك
أمر تكريمهما لك ، وهما في الحق
يستحقان كل خير .
لوكال : لن أجازيهما ، مهما قدمت لهما من
عطاء ، فقد عرضا حياتهما للخطر ،
في سبيل حماية الأميرة موباو ، من
كلبوم وأعونه .
الملكة : أما كاشد ..
لوكال : لقد علمت أن المسكين جرح جرحاً
بليغاً، وأنه زج في السجن مع البستاني
وزوجته .
الملكة : اطمئن ، إنه في بيته الآن ، وقد عالجه
طبيبي الخاص ، وسيتماثل للشفاء ،
بأذن الآلهة .
الحارس : "يدخل " مولاي .
الملك : نعم .
الحارس : كبير الكهنة .
الملك : ليدخل .
الحارس : أمر مولاي .
يخرج الحارس ، ويدخل
الكاهن ، وبصحبته كوباو
الملك : أهلاً ومرحباً بكبير كهنة معبد الإله
اوتو.
الكاهن : مولاي ، لقد استجاب إله الشمس اوتو ،
واله الحرب ننورتا ، لصلاتي ودعائي ،
فنصركم ، ونصرا معكم اوروك ، على
أشرار مار تو .
لوكال : " يقترب خلال حديث الكاهن من
الأميرة "كوباو .
كوباو : "بصوت هامس " لوكال .
لوكال : اطمئني ، كل شيء على ما يرام .
كوباو : إنني مطمئنة ، مادمت إلى جانبي .
الملك : " للكاهن " شكراً لصلاتك ودعائك ،
وكل الشكر لحمايتك ابنتنا العزيزة "
يشير إلى الأميرة" كوباو .
كوباو : " ترمق لوكال فرحة " ....
لوكال : " يشد على يدها " .....
الملكة : لولا حمايتك لابنتنا لتعرضت لخطر
شديد.
الكاهن : لقد شرفتنا الأميرة باللجوء إلينا، وما
قمنا به تجاهها ، واجب نفخر به .
الملكة : حفظتك الآلهة "تشير للأميرة " تعالي،
يا بنيتي .
كوباو : "تنظر إلى لوكال " .....
لوكال : "يشير لها أن تذهب " ....
كوباو : "تتقدم وفي إثرها لوكال".....
الملكة : "تفتح ذراعيها " ابنتي الغالية .
كوباو : "تحضنها "مليكتي .
الملكة : لقد زالت الغمة ، وها أنت بيننا "بصوت
تخنقه الدموع" وستبقين بيننا ، حتى
النهاية .
لوكال : أمي الملكة فرحة جداً بك ، يا كوباو،
والدليل ، أنظري "يشير إلى عيني
الملكة" إن عينيها مليئتان باللؤلؤ .
الملك : "يضحك مازحاً".....
الملكة : "تمسح عينيها " آه منك يا لوكال .
كوباو : أمي "تقبلها " يسعدني أن أبقى إلى
جانبك ، حتى النهاية .
الملك : لا تنسيني ، يا ابنتي .
كوباو : "فرحة " مولاي .
الملك : " يفتح ذراعيه " تعالي .
كوباو : "تسرع نحوه فرحة "....
الملك : " يحضنها " اسمعيني ، أيتها الأميرة ..
كوباو : كلي أذان صاغية ، يا مولاي .
الملك : لا أريد أن أخالف الملكة، لكني
أصارحك..
كوباو : "متوجسة " إنني رهن إشارتك ، يا
مولاي .
الملك : أنا لا أريدك ابنة فقط ، لا الآن ، ولا في
المستقبل ، وإنما ..
لوكال : " متمتماً " أبي .
الملك : أيها الكاهن .
الكاهن : مولاي .
الملك : ليدخل أبني لوكال والأميرة كوباو ، بعد
أسبوع من هذا اليوم ، معبد إلهة الحب
والإنجاب أي ـ أنا ..
الملكة : "تدمع عيناها " أي ـ أنا .
الملك : ولا يخرجان منه إلا ملكاً وملكة .
كوباو : " تتلفت فرحة ".....
الكاهن : مشيئتك ، يا مولاي ، من مشيئة الآلهة
أي ـ انا.
لوكال : "يحتج فرحاً " أبي .
الملك : لا ..
لوكال : "يحضن أباه " تكفيني الآن كوباو .
الملك : هذا كلام نهائي ، ملك وملكة وإلا ..
سأحتفظ بابنتي حتى النهاية ، واذهب
أنت إلى خطيبتك ، أميرة مار تو .
لوكال : أبي .
الملك : ملك وملكة .
لوكال : ملك وملكة ، وأمري إلى الآلهة أي ـ انا
"الجميع يضحكون ".
الملك : "يدفع الأميرة برفق نحو لوكال" خذ
ملكتك، مباركة عليك .
لوكال : أشكرك ، يا أبي " يمسك يديها" آه لو
تعرفون كم أحببت وأحب أي ـ انا .
الملكة : "تضحك دامعة العينين " أعرف
..أعرف.
لوكال : حتى إنني قدرت ، أن أول أمر
سأصدره، حالما ادخل المعبد ، وأصير
ملكاً ، إقام تمثال من الذهب لـ ِ .. أي
ـ انا .
الجميع يتحدثون ضاحكين
فرحين ، إظلام تدريجي
ستار
6 /1/2002
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق