تصنيفات مسرحية

الخميس، 18 ديسمبر 2025

الاحتفالي في الاحتفالية: اختيار وجودي ــ 118/ د.عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية

الاحتفالي في الاحتفالية: اختيار  وجودي

                 فاتحة الكلام 

هل تصدقون هذا، انا ذلك الاحتفالي، العاشق للحياة و للأمن والأمان و للسلم والسلام والباحث في هذا العالم المأساوي عن لحظة فرح، أنني قد ولد ذات يوم من الأيام، في زمن الحرب العالمية الثانية، وتحديدا سنة 1943 وكان ذلك في مدينة حديثة الولادة اسمها ابركان، وبالتاكيد فقد صرخت أثناء الولادة صرختي الأولى، ولست ادري هل فهم اهلي معنى تلك الصرخة، والتي كان فيها شيء كثير من الإحساس بالخوف والرعب، ومن الاحتجاج، ولحد هذا اليوم مازالت اصرخ، خصوصا في كتاباتي الناطقة و المتكلمة،ودار الزمان دوراته الماكرة، واصبح ذلك المولود الجديد شابا، واصبح ذلك الشاب كاتبا مسرحيا، ووجد نفسه، ومن حيث يدري أو لا يدري، يستعيد خوفه القديم من العالم الخارجي، وذلك من خلال شخصية الباحث عن دوره في مسرحية( سالف لونجة) والذي تخوف من العالم الخارجي قبل الولادة وهو في بطن امه، وصرخ قائلا 
(يالله.. كم أتوق ان أبقى حبيس الأرحام 
بلا شموع ولا قنديل
غارقا في صدر الظلام
حتى ترشد الدنيا وتغير جلدها  
فأولد من جديد، اولد حينها)
ومتى يمكن ان تبلغ هذه الدنيا سن الرشد؟ ومتى يمكن ان يصبح الانسان فيها عاقلا؟ ومتى يمكن ان يتغير هذا الواقع الماساوي في اتجاه الواقع الاحتفالي والعيدي؟ 
متى؟ اقول لا ادري ولا أزيد.. 
وماذا قال صديقي ابن الرومي، والذي اغلق باب بيته عليه خوفا من بغداد، و خوفا مما يمكن ياتي به الواقع، والذي له كثير من الوقائع ومن المفاجات غير السارة وغير السعيدة؟ 
لقد وقف هذا العاشق للحياة والجمال خلف باب بيته وقال:
ألا من بريني غياب قبل مذهبي ومن اين والغايات بعد المذاهب؟
(اولد ام لا اولد؟) واخرج لعالم الناس او أبقى في عالم الغيب؟ هكذا تساءل الباحث عن دوره وهو في بطن امه مجرد مشروع إنسان او مجرد مشروع مواطن انساني
و(أفتح الباب او لا افتحه؟) هكذا تساءل الشاعر الانسان ابن الرومي، قبل ان يغامر بالخروج إلى عالم الناس والأشياء وإلى عالم العلاقات المريضة في المجتمعات المربضة
ومن حق الاحتفالي ان يتساءل، وهل هذا المطلب ممكن؟
ــ ومن يمكن ان يرفض ان يولد في الزمن الذي لم يختره، و ان يجد نفسه مواطنا في الوطن الذي لم يختره، وان يجد نفسه سجين  البيت الذي لم يختره، وان يكون في طريق الحياة بصحبة صاحب لم يخترع وبثخبة رفيق لم بختره؟

وهل يمكن ان نؤجل ولادتنا إلى يوم اخر قد ياتي او لا ياتي، وان ننتظر حتى يدرك الرشد هذا العالم، ويصبح اجمل واكمل ؟
ومتى يمكن ان يلحق الرشد والجمال والحق والعدل هذه الدنيا؟
ومتى يمكن ان يغيب الظلم، بشكل كلي، وان يغيب الظلام ويغيب تجار الظلام؟
ومتى تغيب المأساة و الماساوية في مسرح هذا العالم، وان يبدا عصر جديد في تاريخ الإنسانية، والذي هو عصر الاحتفال والاحتفالية، وهو عصر العيد و العيدية. وهو عصر الجمال والجمالية؟
ولو افترضنا انه قد اعطيت حق الاختيار، وقيل لي اختر من تريد أن تكون، واختر ماذا يمكن ان تكون، واختر ابن يمكن ان تكون، فماذا كنت سأختار؟
وفي الجواب اقول، كنت سأختار المغرب وطنا، وأختار الحاج المصطفى ابا، واختار الشريفة الحاجة فاطمة الوالي اما،، واختار للا خدوج لحلو جدة، واختار مدينة ابركان مكان ولادتي، وأختار اللغة العربية لغة اتكلم بها، واكتب بها، واصلي بها، وادعو ربي بها، وأختار المسرح هواية و عشقا، وأختار بنيونس ومحمد الكبير والحاجة عيشة ومحمد الصغير والحاج علي والحسين وعبد الحفيظ و ادريس ونور الدين اخوتي.. واختار الحاجة لطيفة لحلو زوجة ورفيقة، واختار نادية وليلى وفراس ومصطفى ابنائي وبناتي، واختار حفيداتي ياسمين ورانية وفاتن وغيثة وهبة، واختار احفادي علي وايمن وكريم وعبد السمبع 
واليوم ادركت بانه لا شيء ياتي في غير اوانه، وان كل ما يحدث في هذا الواقع هو واقعي، وان شروطه الموضوعية والذاتية هي التي اتت به وليت انا، وان كل ما افعله اليوم، قد أملاه علي هذا اليوم، وان كل ما سوف أفعله غدا، سوف يمليه عليه الآتي من الأيام والأعوام..

                  من الحرب المادية الى الحرب الرمزية 

وانا المواطن المسرحي، فرض علي أن أكون الواحد المتعدد، في هذا العالم المتعدد، وان اكون القديم المتجدد، وان اكون انا الجسد المتمدد في هذا الكون المتمدد في كل الاتجاهات
لقد كتب علي إن اكون في مسرح الوجود مسرحيا، وان أكون أنا الكاتب فيه، وان أكون انا المكتوب في نفس الآن، وان أقتسم حياتي وعمري مع كل شخصياتي المسرحية، والتي تنتمي إلى حقب تاريخية متعددة، وتنتمي الى ثقافات وحضارات ولغات مختلفة
ومن غير ان ادري، فقد عشت في حياتي الواحدة حياتين اثنتين، متوازيتين ومتداخلتين ومتكاملتين، حتى اصبحت اقول انا امرؤ القيس مرة، واقول انا الحلاج مرة أخرى، واقول انا عنترة، وانا ابن الرومي، وانا المتنبي، وانا سقراط، وانا السندباد، وانا شمس الدين التبريزي، وانا امرؤ القيس، وانا جحا، وانا جحجوح، وانا يوسف الذي ضيعه أخوته، وانا بحيى،  وانا ابن رشد، وانا الصعلوك، وانا الأمير ، وانا الوالي، وانا البهلول، وانا الزعيم ميم، وانا فرنكشتاين، وانا الذي كنت كل الآخرين، واقتحمت اسرار كل الآخرين، وانا الذي نطقت بلسان كل الآخرين، وقلت وكتبت، في اكثر من بيان وفي اكثر من مسرحية، بان عمرا واحدا، في حياة واحدة، وفي زمان واحد، وفي وطن واحد، وفي دنيا واحدة، لا يمكن ان يكفي، وبذلك فقد وهبني هذا المسرح الساحر ان اكون مواطنا تاريخيا، وان يكون لدي انتماء الى كل المدن والأوطان وإلى كل الأزمان وإلى كل الثقافات واللغات، وان اجد نفسي في هذا الكون مواطنا كونيا..
فعلا، لقد ولدت في زمن الحرب الساخنة، و أنني قد تربيت و تعلمت وتثقفت في زمن الحرب الباردة، ولكنني حافظت على انسانيتي وعلى مدنيتي، وقاومت الوحش الذي بختبئ بداخلي، والذي اعطيته اسم (قردل)  في مسرحية ( الناس والحجارة)  ولقد تعرفت على هذه الحرب من بعيد جدا، اي من خلال الأفلام السينمائية، ورأيت الموت يحصد الأرواح، و ارعبني ما رأيت، ووجدت في الناس من يقول لي لا تنزعج يا ولدي ولا تخف، وما كل هذا الذي تراه ما هو إلا تمثيل في تمثيل، ولكن، وقبل تصوير كرنفال الموت هذا، الم يكن هذا الذي نتفرج عليه حقيقة مرعبة؟ 
وكرهت هذه الحرب، حتى ولو انها مجرد سينما، و اقتنعت بان الجحيم ليس هو الآخر المختلف والمخالف، وان هذه الأرض ـ مثلها مثل خشبة المسرح ـ يمكن ان تسع الجميع، وان نقتسم اجمل ما فيها 
وعن هذه الحرب كتبت سنة 1975 مسرحية ( عطيل والخيل و البارود) واستحضرت في هذا الزمان الجديد شخصية مسرحية من الزمان القديم، والذي هو عطيل الشكسبيري، او هو عطاء الله، او هو العاطي الله، اي ذلك المغربي الذي كان راعيا للأغنام في جبال الأطلس، والذي كان مخدوعا في لعبة مسرحية، ولقد سيق، ومن حيث لا يدري، إلى الفيتنام، ليجد نفسه متورطا في حرب عبثية، وليجد انه يقاتل من لا يعرفهم، ومن ليس بينه و بينهم عداوة 
ولماذا يحارب هذا (العطيل المغربي) شعبا بسيطا ومسضعفا، كل حلمه هو ان يعيش وان يحيا حياة آمنة ومريحة في وطن حر و امن؟
انا احتفالي، هذا هو قدري، والاحتفالية فيها عقلانية وفيها شاعرية وفيها إنسانية وفيها مدنية وفيها جمالية وفيها حرية، وكل ما في الحرب حمق و جنون، وكل فيها لا شاعرية فيه، وفيها غاب وشريعة الغاب، وفيها وحشية لا إنسانية لا مدنية فيها
وإنني، في مسرحية ومسرح حياتي لا ابحث إلا عن العلاقات الإنسانية الاحتفالية،. ولا ابحث إلا عن المؤسسات والحالات و والمقامات الاحتفالية الجميلة 

                 حرب التحرير هي وحدها الحق والحقيقة 
 
وفي إطار تجاوب الاحتفالية والاحتفاليين مع حركات التحرر في العالم، فقد قال الاحتفالي في كتاب ( الاحتفالية وهزات العصر) ( لقد عاش الاحتفاليون ـ ولو من بعيد ـ ربيع براغ الساخن، و انتفضوا مع المنتفضين، احتفاء بحيوبة الحياة وبإنسانية الإنسان و بمدنية المدينة)
ووصلت الاحتفاليين ـ كما وصلت غيرهم ـ أشياء كثيرة من حرب الفيتنام، وكان ضروريا ان يكونوا في صف الإنسان المستضعف، وان يغضبوا لغضبه، وان يكونوا معه، وقد تكون مسرحية ( سالف لونجة) صرخة احتفالية قبل الإعلان عن قيام الاحتفالية رسميا)
وهذا الاحتفالي هو الذي كتب كتاب ( الصعود الى فلسطين) والذي دون فيه مشاهداته التي تستحق التدوين، وذلك بعد ان قدر له الله ان تطأ قدماه تربة هذه الأرض الطيبة، وان يعيش مع الناس احتفالياتهم اليومية، وان يقتنع بان الفرح قد يكون احيانا غنيمة حرب 
وفي فلسطين لمست بان الموت لايمكن ان يكون له فيها نفس المعنى الشائع، خصوصا عندما يكون هذا الموت في درجة الشهادة، وعندما يكون الشهيد عريسا يشيع بالزغاربد 
وفي مجال الإبداع الفكري والأدبي، فإن هذا الموت الحسي قد يصبح في كثير من الكتابات النقدية موتا رمزيا، يتعلق بموت تجربة فكرية او بموت حركة أدبية أو بموت حركة مسرحية، وبخصوص هذا الموت، سواء في درجته المادية أو الرمزية، يطرح الاحتفالي السؤال التالي
ــ  وما الذي يموت في الكائنات الحية، الجسد ام الروح؟ الإنسان المفكر ام الفكرة؟ المحرك ام الحركة؟ الشخص ام ظله؟ الكائن المتحرك ام الطاقة الوجدانية والفكرية والروحية المحركة؟ 
بالتاكيد فإنه لا يمكن ان يكون لهذا الموت معنى العدم، وقد يكون له معنى الانتقال، من حال الى حال، ومن درجة في الوجود إلى درجة اخرى غيرها، ولهذا يقول التعبير الاسلامي عن الميت بانه انتقل الى جوار ربه، ومن ذا الذي يرفض ان يكون بجوار ربه، وأن.يكون في حضرةخالقه، وان يعود الى نبع وجوده وحياته؟
والروح في الأجساد الحية هو المحرك، وهل يمكن ان يوجد محرك إلا من خلال وجود عربة تتحرك بفعل هذا المحرك؟
وقد تمضي العربات، إلى حيث ندري أو لا ندري، ولكن تبقى المحركات في مكان خفي، وليس ظروريا ان نراها حتى نقر بوجودها، وتمضي الأجساد المتحركة، ولكن تبقى الطاقة الحيوية المحركة في الوجود، والتي هي طاقة حيوية متجددة بشكل دائم، وهل هذه الحياة إلا حيوية وحركية وفاعلية، جديدة و مجددة ومتجددة؟
والخوف من هذا الموت الماساوي هو اصل كل شيء واصل كل فعل ورد فعل، وهو منبع التدين، وهو منبع الأخلاق وهو منبع الإبداع وهو منبع التفكير في الخلود، وما الذي أملى على المصريين القدماء بناء الأهرام سوى هذا الخوف من الموت، وسوى عشق الخلود؟  
وهذا الخوف هو الذي جعل غلغامش يرحل بحثا عن نبتة الخلود، وما الذي أملى كتابة الأمجاد في التاريخ سوى الخوف من الموت، وسوى عشق الخلود الرمزي؟
وبهذا الخوف من هذا الموت، الحسي او الرمزي، نعرف قيمة الحياة، وبعدها نعرف قيمة الأشياء، ونعرف قيمة الحالات، ونعرف قيمة المعاناة في الحياة

ويؤكد الاحتفالي على ان الاحتفال ـ في معناه الحقيقي ـ  هو حضور كامل و شامل، وهو حضور لا غياب فيه ولا تغييب فيه،  وكل غياب لابد ان يخفي داخله حضورا مؤجلا، والحياة اساسا سفر، مؤثث بكثير من الحضور الغائب، وبكثير من الغياب الحاضر،
وفي السفر عادة نمشي، بحثا عن وجود اخر وعن حياة اخرى وعن حضور جديد ومتجدد في الأمكنة الأخرى وفي الأزمنة الأخرى  
وبخصوص الحرب، والتي هي موت مجاني في اغلب الاحيان، وهي حرب من اجل الحرية والكرامة في احيان كثيرة اخرى، يقول الاحتفالي بان الحرب الوحيدة التي يؤمن بها هي الحرب الرمزية، اي الحرب على الفقر والحرب ضد الجهل والحرب ضد الموت والحرب ضد الاستغلال، زالحرب ضد الاستعباد، والحرب ضد التخلف، ولأن فعل الاحتفال هو الحضور، فقد كان من واجب الاحتفالية ان تكون حربا على الغياب وعلى التغييب وعلى العزلة و الانعزالية، وماذا يمكن ان تكون  كل هذه الفنون والآداب سوى انها اشكال متعددة ومتنوعة لمحاربة الغياب وامقاومة الصمت والتمرد على الموت؟ 
وعندما نرسم، فنحن بالتاكيد نتحدى المساحات الفارغة، و نتحدى البياض، ونتحدى الغياب، وعندما نكتب، فإننا نتحدى الصمت، اما عندما نخاطر ونغامر في السفر، فإننا نتحدى المكان ونتحدى الجغرافيا، وأن نراهن في هذا السفر من اجل الوصول العوالم الأخرى الخفية، والممكنة الوجود في الوجود

                         اجساد لها ظلال و اجساد بلا ظلال

وهذا الإنسان ماذا يمكن ان يكون سوى انه سلسلة انفاس متلاحة، ابتداء باول نفس وانتهاء بأخر نفس، ولعل هذا هو ما جعل الاحتفالي يقسم حياة مسرحياته الى انفاس متعددة، فيها حياة وفيها حيوية، وفيها حياة وفيها موت، وفيها موت وفيها بعث، 
والموت هو الوجه الثاني للحياة، ولولا اننا نحيا ما كان ممكنا ان نعرف شيئا عن هذا الذي نسميه الموت
إن الحياة هي اجساد لها ظلال، اما الموت فهو اجساد بلا ظلال، وقد تكون مجرد اشباح بلا اجساد وبلا ظلال، وقد تكون هذه الحياة مجرد نوم به احلام، ويكون الموت مجرد نوم طويل بلا احلام، وبذلك تكون اية حياة بلا احلام اقرب إلى الموت منها الى الحياة
ونعود للسؤال القديم الجديد ـ والذي هو ما الذي يموت في الكائنات الحية، الجسد ام الروح؟
إن الروح هي المحرك، وهل يمكن ان يوجد محرك إلا من خلال وجود عربة، وهل يمكن ان تتحرك اية عربة الا بوجود محرك، وبوجود طاقة محركة؟
نحن والموت ضدان لا يلتقيان، فعندما نحضر نحن يغيب الموت، وعندما يحضر الموت لا يلقانا ولا نلقاه، لأنه يجدنا غائبين او مغيبين، ونحن نتمرن على هذا الموت مساء كل يوم، و نرتاح في النوم، وهذا النوم هو اخو الموت .. هو اخوه الصغير بكل تاكيد
يقول ابو العلاء المعري: 
ارواحنا معنا وليس لنا بها 
علم فكيف اذا حوتها الأقبر؟
وبحسب راي الغزالي فإن النفس جوهر خالد لا يموت، ولعل هذا هو ما دفع الكاتب الاحتفالي بان يسمي مشاهد مسرحياته بالأنفاس، ايمانا منه بان النفس جوهر خالد
وهذا الموت هو اكبر وأصدق كل المنصفين والديمقراطيين في الوجود، ففيه تتعدد الوان واشكال واشكال من الموت، مع ان هذا الموت واحد، و تتعدد لغات الأقوام والموت واحد،
يقول مولانا جلال الدين الرومي:
(كل سؤال يوقظ فيك الحيرة
إنما هو نداء من السماء)
وهذا هو حال هذه الأسئلة في هذه الكتابة، والتي هي نداء من السماء 
ويقول مولانا جلال الدين الرومي ايضا:
(السكوت في حضرة الجمال عبادة)
نعم، السكوت في حضرة الجمال عبادة، ولكن السكوت امام القبح خيانة، ولهذا فقد اختار الاحتفالي ان ينطق، مادام انه قادر على الكلام، وان يكتب ايضا، مادام انه قادر على الكتابة، وان يصرخ نفس صرخة الولادة، وذلك مادام انه قادر على الصراخ )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق