الفنون المسرحية
عرض على مسرح الدراما بكتارا مسرحية «العرس الوحشي» أحد العروض المشاركة خارج المسابقة الرسمية للمهرجان.
العمل من تأليف فلاح شاكر وإخراج فيصل رشيد، سينوغرافيا ناصر عبدالرضا، مساعد مخرج وتمثيل حنان صادق ومحمد الملا، الإضاءة عمار عتروس، الموسيقى إسماعيل قصاص، الملابس والمكياج نشوى أحمد.
والمسرحية مقتبسة جزئياً عن رواية العرس الوحشي لـ«يان كافلك» الفرنسي المهول. إنها قصة اغتصاب امرأة عند الفرنسي لكنها عند فلاح شاكر، تتشظى هذه الجريمة لتنعكس على وطن كامل، فالمرأة هي رمز للعراق أو الوطن المغتصب اليوم.
اعتمد المخرج على العمق الداخلي للمسرح مما تسبب في ضياع الصوت كما انه استخدم الرمز المباشر باستخدامه السفينة وكأنه بنى مسرحاً داخل المسرح أو خشبة فوق الخشبة، وقد يكون ذلك أوقعه في إشكالية، فكان من المفترض عليه أن يكتفي بالرمز لشكل المركب كوضع حبال بصورة معينة، وخشبة الصواري كنوع من الرمزية والدلالة.
ربما فقدت حنان صادق مصداقيتها كمخرجة ولكنها لم تفقد أبداً قدرتها على التمثيل فكانت، جداً بارعة أدهشت الجميع منذ بداية العرض وحتى الخاتمة.
صحيح أن النص نصٌ ثرثارٌ بطبيعته ولكنه لم يكن مملاً، فقد أجاد الممثلون التعامل مع النص وإن كانت السينوغرافيا وتحديداً الديكور ووجود المركب بهذا الجمود سبب في تصلب الأنظار نحوه فقط.
هذا وقد شكلت شخصيتا العرض تجسيداً متناظراً للثيم التي توطنت رميزاته العرس يقابله الاغتصاب، وما يسقط شرعيته، والاغتصاب بما يحمله رمز المرأة الذي يمتلك حضوراً يستدعي الدلالات الضمنية الأم الوطن الأمان، أما الابن فهو التشويه الذي يطال الحاضر والمستقبل.
إذاً المرأة الأم والابن المشوه شكلا علامة أفرغت محتواها لتصبح مدار تخصيب مستمر للمدلولات الضمنية التي توافرت في بنية العرض المفتوحة لتتحول إلى دوال متدفقة عبر استثمار الفضاء المسرحي ببعديه المادي والحسي وفق العلاقات الرابطة للدوال المكانية، فضلاً عن الإضاءة والمؤثرات الصوتية بوصفها ترجمة للانطباعات النفسية وبتفاعل الممثلين بوعيهم وأجسادهم التي كان من المفترض أن تكون أكثر مرونة مما كانت عليه، فجاءت حنان صادق جداً ثقيلة على المسرح وكذلك محمد الملا فمرونة جسدي الطرفين كانت صنعت تفصيلات العرض، ما كان سيؤكد هيمنة البنية الشكلية في تأسيس الأفكار واستدعاء المضمون الذي ينبثق عنها.
------------------------------------------
المصدر : الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق