مدونة مجلة الفنون المسرحية
منير أبو دبس، أو منير أبو المسرح اللبناني، لا يزال يعتني بولده ويعمل على اكتشافه، كأنّ رحلته التي بدأت منذ الستينات لا تزال في بدايتها. هذه السنة أيضاً يعود مهرجان الفريكة ببرنامج حافلٍ يمتدّ بين 12 أيلول و21 منه حيث يلتقي المخرج منير أبو دبس جمهوراً ينتظره من سنةٍ إلى أخرى.
في 12، 13، 14 أيلول تعرض مسرحية "الجسر القديم"، تأليف منير أبو دبس وإخراجه، وتمثيل: هند جرجي، طارق أنيش، مارك خريش وعماد برباري. المسرحية عبارة عن لحظات حضور ترتبط بعضها ببعضٍ لتدلّ على حالاتٍ إنسانية معيّنة.
في 16، 17، 18، عروض سينمائية تبدأ في اليوم الأول مع فيلم جان برات، "الفُرس"، الذي يستند بأمانة إلى رواية أخيل والذي تمّ تنفيذه عام 1961، وشكّل حينها حالة استثنائية لأنه عرض في وقت متزامن على التلفزيون وعلى الراديو، فنقل المسرح إلى الشاشة، كما إلى الراديو. في اليوم الثاني ستُعرَض أفلام طالبية قصيرة، وفي اليوم الثالث نعود إلى فيلم الموسم عام 1944 "غرام وانتقام" ليوسف وهبي، من بطولة أسمهان. هذا الفيلم كان الثاني لها، والأخير، إذ توفت على نحو غامض قبل إتمامه، فاضطر يومها يوسف وهبي إلى الاستعانة بممثلة بديلة لإتمامه. وفي هذا الفيلم غنّت اسمهان مجموعة من أجمل أغانيها مثل "إمتى ح تعرف إمتى"، و"ليالي الأنس في فيينا".
في 19 أيلول سهرة غنائية عنوانها "أسمهان وفريد الأطرش" تحييها ساندي لطّي ورامي بطرس.
في 20 أيلول مسرحية "وانتبهنا" من إخراج مارك خريش وتمثيله، إلى جانب طارق أنيش، هند جرجي، غنى عبّود، ريمي عقل، إيقاع إيلي أبو عبدو.
في 21 أيلول لقاء أدبي حول نعّوم مكرزل ورفاقه جبران، ريحاني، نعيمة.
منير أبو دبس مُقلٌّ في تقديم أعمالٍ خارج نطاق مهرجان الفريكة، فلا نراه مثلاً على خشبة المسارح في بيروت، وحين نسأله عن السبب يقول: "عادة الناس بيحضروني أو بالفريكة أو بِ باريس... كتير بحِب الناس يِجو لَ عندي واستقبلُن بِ بيتي، بِ مسرحي". نستوضح منه أكثر فيجيب: "في أشخاص كتار بيروحو عند الجمهور، والبعض منهم بيقدمولُو متل ما بيريد يحضر، وهالشي بلّش يخلق عدم توازن بالمستوى المسرحي. أنا بعتبر إنّو الجمهور لازم يقوم بخطوة تدل على إنّو عَن جَد بدّو يكون شريك بالحركة المسرحية، ومش مجرّد متفرّج مارق من حَد المسرح، لاقى إنّو عندو شويّة وقت فقرر يدخل ويحضر مسرحية... أنا بدّي الجمهور اللي بيريد يكون في لقاء بيناتنا، وبيسعى حتّى هاللقاء يتم... أنا بحضّر منيح وبعمل دوري، وبنطر الجمهور يقوم بِ دَوْرو ويِجِي ع المسرح".
مهرجان الفريكة يُقام كلّ سنة، ورغم ذلك لا يشعر منير أبو دبس أنّ الأمر يُتعبه. يفصح أنّه يحتاج إلى بعض التركيز، لكنّه لا يتعب بقدر المنظّمين الآخرين للمهرجانات الذين يمضون وقتهم يبحثون عن أعمالٍ قادرة على تأمين أكبر عدد من الجمهور. "أنا ما بتعاطى هيك مع الجمهور، أنا بحضّر المهرجان بحسب المقاييس اللي لازم يكون فيها، وهيدا بِوفِّر عليي كتير وقت".
نسأله: ألا يحلم كل فنان بأن تصل أعماله إلى أكبر عدد من الناس؟ ومن هذا المنطلق، أليس رأي الجمهور أساسياً في الأعمال الفنية، وبالتالي يجب أن يدخل في المعادلة بشكلٍ جدّي، أم إنّك تقوم بأعمالِك لنفسك أولاً؟ يوضح أنّ الفنان يجب أن يوصل
أعماله الى الجمهور شرط ألّا يقدّم التنازلات، فإذا وصل إلى النتيجة المرجوة يفرح مع المُشاهدين بما قدّم إليهم. "أنا بقدّم أعمالي لكل الناس، وفي أحيان بِكون هدفي قدّمها بس للرفاق، وببعض الأحيان بشعر إنّو مش غلط قدّمها لنفسي لإنّو كل عمل عم بعملو بيكون تجربة مهمّة لإلي". وحين نسأله إلى مَن يتوجّه في مهرجان الفريكة يقول: "المهرجان لكل الناس، وللرفاق، ولنفسي".
منير أبو دبس يمضي وقته بين لبنان وفرنسا، يحيي محترفات للتمثيل، يكتب أعمالاً مسرحية ويقوم بإخراجها. الأعمال التي يقدّمها يعمل عليها بالجدية نفسها بغضّ النظر إن كانت ستُعرض في لبنان أم في فرنسا، مع إشارته إلى أنّ الجمهور الفرنسي مختلف جدّاً عن الجمهور اللبناني. "الجمهور اللبناني ما عاد متل قبل بمرافقة الحالة المسرحية، والنقد الفنّي ما عاد متل زمان واختفت المرافقة الجدية للمسرح".
هل يعتبر إذاً أنّ الجمهور اللبناني غير ناضج مسرحياً؟ يوضح أنّ النضج موجود لكنّه قد لا يظهر دائماً، مما قد يعطي انطباعاً أنّ الجمهور غير ناضج. "لكن في كلّ سنة، حين ألتقي الناس في مهرجان الفريكة، أتأكّد أنّ هناك نواة جمهور مثقّف يتذوّق المسرح، وهذه النواة لا تحتاج إلّا إلى دعم الدولة ودعم الصحافة الفنية كي تصبح هي الجمهور العريض". ويختم: "أدعو الجميع إلى أخذ استراحة من زحمة بيروت، من ضجيج الحياة اليومية، والتوجّه نحو الفريكة حيث الهدوء والسكينة، وحيث المسرح ينتظر اللقاء مع محبّيه".
في 16، 17، 18، عروض سينمائية تبدأ في اليوم الأول مع فيلم جان برات، "الفُرس"، الذي يستند بأمانة إلى رواية أخيل والذي تمّ تنفيذه عام 1961، وشكّل حينها حالة استثنائية لأنه عرض في وقت متزامن على التلفزيون وعلى الراديو، فنقل المسرح إلى الشاشة، كما إلى الراديو. في اليوم الثاني ستُعرَض أفلام طالبية قصيرة، وفي اليوم الثالث نعود إلى فيلم الموسم عام 1944 "غرام وانتقام" ليوسف وهبي، من بطولة أسمهان. هذا الفيلم كان الثاني لها، والأخير، إذ توفت على نحو غامض قبل إتمامه، فاضطر يومها يوسف وهبي إلى الاستعانة بممثلة بديلة لإتمامه. وفي هذا الفيلم غنّت اسمهان مجموعة من أجمل أغانيها مثل "إمتى ح تعرف إمتى"، و"ليالي الأنس في فيينا".
في 19 أيلول سهرة غنائية عنوانها "أسمهان وفريد الأطرش" تحييها ساندي لطّي ورامي بطرس.
في 20 أيلول مسرحية "وانتبهنا" من إخراج مارك خريش وتمثيله، إلى جانب طارق أنيش، هند جرجي، غنى عبّود، ريمي عقل، إيقاع إيلي أبو عبدو.
في 21 أيلول لقاء أدبي حول نعّوم مكرزل ورفاقه جبران، ريحاني، نعيمة.
منير أبو دبس مُقلٌّ في تقديم أعمالٍ خارج نطاق مهرجان الفريكة، فلا نراه مثلاً على خشبة المسارح في بيروت، وحين نسأله عن السبب يقول: "عادة الناس بيحضروني أو بالفريكة أو بِ باريس... كتير بحِب الناس يِجو لَ عندي واستقبلُن بِ بيتي، بِ مسرحي". نستوضح منه أكثر فيجيب: "في أشخاص كتار بيروحو عند الجمهور، والبعض منهم بيقدمولُو متل ما بيريد يحضر، وهالشي بلّش يخلق عدم توازن بالمستوى المسرحي. أنا بعتبر إنّو الجمهور لازم يقوم بخطوة تدل على إنّو عَن جَد بدّو يكون شريك بالحركة المسرحية، ومش مجرّد متفرّج مارق من حَد المسرح، لاقى إنّو عندو شويّة وقت فقرر يدخل ويحضر مسرحية... أنا بدّي الجمهور اللي بيريد يكون في لقاء بيناتنا، وبيسعى حتّى هاللقاء يتم... أنا بحضّر منيح وبعمل دوري، وبنطر الجمهور يقوم بِ دَوْرو ويِجِي ع المسرح".
مهرجان الفريكة يُقام كلّ سنة، ورغم ذلك لا يشعر منير أبو دبس أنّ الأمر يُتعبه. يفصح أنّه يحتاج إلى بعض التركيز، لكنّه لا يتعب بقدر المنظّمين الآخرين للمهرجانات الذين يمضون وقتهم يبحثون عن أعمالٍ قادرة على تأمين أكبر عدد من الجمهور. "أنا ما بتعاطى هيك مع الجمهور، أنا بحضّر المهرجان بحسب المقاييس اللي لازم يكون فيها، وهيدا بِوفِّر عليي كتير وقت".
نسأله: ألا يحلم كل فنان بأن تصل أعماله إلى أكبر عدد من الناس؟ ومن هذا المنطلق، أليس رأي الجمهور أساسياً في الأعمال الفنية، وبالتالي يجب أن يدخل في المعادلة بشكلٍ جدّي، أم إنّك تقوم بأعمالِك لنفسك أولاً؟ يوضح أنّ الفنان يجب أن يوصل
أعماله الى الجمهور شرط ألّا يقدّم التنازلات، فإذا وصل إلى النتيجة المرجوة يفرح مع المُشاهدين بما قدّم إليهم. "أنا بقدّم أعمالي لكل الناس، وفي أحيان بِكون هدفي قدّمها بس للرفاق، وببعض الأحيان بشعر إنّو مش غلط قدّمها لنفسي لإنّو كل عمل عم بعملو بيكون تجربة مهمّة لإلي". وحين نسأله إلى مَن يتوجّه في مهرجان الفريكة يقول: "المهرجان لكل الناس، وللرفاق، ولنفسي".
منير أبو دبس يمضي وقته بين لبنان وفرنسا، يحيي محترفات للتمثيل، يكتب أعمالاً مسرحية ويقوم بإخراجها. الأعمال التي يقدّمها يعمل عليها بالجدية نفسها بغضّ النظر إن كانت ستُعرض في لبنان أم في فرنسا، مع إشارته إلى أنّ الجمهور الفرنسي مختلف جدّاً عن الجمهور اللبناني. "الجمهور اللبناني ما عاد متل قبل بمرافقة الحالة المسرحية، والنقد الفنّي ما عاد متل زمان واختفت المرافقة الجدية للمسرح".
هل يعتبر إذاً أنّ الجمهور اللبناني غير ناضج مسرحياً؟ يوضح أنّ النضج موجود لكنّه قد لا يظهر دائماً، مما قد يعطي انطباعاً أنّ الجمهور غير ناضج. "لكن في كلّ سنة، حين ألتقي الناس في مهرجان الفريكة، أتأكّد أنّ هناك نواة جمهور مثقّف يتذوّق المسرح، وهذه النواة لا تحتاج إلّا إلى دعم الدولة ودعم الصحافة الفنية كي تصبح هي الجمهور العريض". ويختم: "أدعو الجميع إلى أخذ استراحة من زحمة بيروت، من ضجيج الحياة اليومية، والتوجّه نحو الفريكة حيث الهدوء والسكينة، وحيث المسرح ينتظر اللقاء مع محبّيه".
يوليوس هاشم
النهار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق