تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

في مهرجان الكويت المسرحي 15«حاول مرة أخرى» عرض عملاق والمباشرة سر تفوقه

مدونة مجلة الفنون المسرحية


قدمت فرقة المسرح العربي عرض «حاول مرة أخرى» ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، تأليف الكاتب الاماراتي صالح كرامة العامري واخراج د.مبارك المزعل وبطولة سالي فراج وأوس الشطي وسارة أحمد.
تكمن جودة هذا العرض في بساطته ومباشرته فرغم اتهامنا عادة للعروض بالمباشرة والسطحية والسذاجة الا ان العرض جاء جماله في مباشرته وانسيابيته، فقد استطاع ان يغافلنا ويمر من ثقب المباشرة ويتغلغل داخل عقولنا وقلوبنا ليتحول الى عرض مدهش.

لحظة عاطفية

تبدأ عناصر اللعبة المسرحية بدخول المحامي توفيق - أوس الشطي - وهو يحاول اقناع السجينة بايا - سالي فراج - بالتراجع عن اعترافها بقتل زوجها الذي خانها مع صديقتها المقربة باتينا - سارة أحمد -.
ورغم قدرة المحامي توفيق ومهارته في تخليص المجرمين من العقاب لكن بايا القاتلة تصر على اعترافها مؤكدة ان ذلك حقها الطبيعي بعد ان رأت زوجها يخونها على سريرها مع أعز صديقاتها، في حين قررت في لحظة عاطفية مشحونة بالدراما والانفعال النفسي ان تترك صديقتها حية كي تواجه موتاً من نوع آخر وهو عذاب الضمير.
وتظل اللعبة المسرحية تنمو وتسري داخل العقول والوجدان كتيار كهربائي قادر على اشعال طاقة الجذب لهذا العرض، وتتصاعد قوته مع كل حدث وفعل ورد فعل بين القاتلة والمحامي، فقد لعبا دوريهما وتقمصاه بمهارة وصلت الى مستوى كبير من الاندماج والذوبان في التشخيص.

طاقات

استطاع أوس الشطي سحبنا الى مساحة رسمها لنفسه كممثل، فصدقناه طوال الوقت كمحام مرواغ يمتلك قدرا كبيرا من اللياقة والمرونة الجسدية فوق الخشبة كما تحكم بدرجة عالية في لغته الفصحى السلسة والموحية والمطعمة باشارات جسدية وتعابير الوجه والتي وشت بكثير من الانفعال النفسي.
أما سالي فراج فقدمت طاقة تمثيلية متفجرة، وبدت كما لو كانت تعزف دورها على آلة موسيقية مستخدمة في ذلك الصوت والتعبير الجسدي كأدوات لاكمال تقاسيم هذا العزف لتكتمل عناصر العرض المسرحي مكونة سيمفونية انسانية عالية الأداء.
جاءت الاضاءة طوال العرض بيضاء كاشفة فاضحة معرية الشخصيات والمشاعر الانسانية لتعكس فعلا واعياً من مصمم الاضاءة فيصل العبيد وكأنه بطل آخر يتحدث بلغة الألوان، وهو الأمر نفسه الذي ينسحب على الديكور الذي صممه محمد الرباح فجاء سلسا وموحيا حيث شكل الزنزانة والقضبان والجدران السوداء التي أحالتنا الى سجناء حقيقيين، فلم تكن السجينة القاتلة وحدها حبيسة الزنزانة، وانما السجن هو مرادف طبيعي لكل متغطرس خائن، فالمحامي نفسه كان خارج السجن لكنه بمفهوم العرض قاتل ايضا لزوجته وابنته عندما شاهدتاه يرتكب الفاحشة مع بائعة المحل.
العمل هنا يود يقول ان هناك كثيرين خارج السجن لكنهم مذنبون طلقاء.

هبوط الايقاع

ربما كان من الممكن ان تكتمل كافة عناصر العرض واستمرار ايقاعه المتصاعد لولا ان أداء الممثلة سارة أحمد قد هبط بالايقاع وبالتالي أثرت سلبا على العرض، وكان من الممكن ان يستغني المخرج عن دورها خاصة أن صورتها تكونت داخل الأذهان بالفعل ولم نكن بحاجة الى ظهورها تماما مثل اختفاء شخصية الزوج الخائن، غير ان المخرج كان بارعا في استخدام لقطات مسرحية سريعة وخاطفة أحالتنا الى وعيه بفن السينما من خلال تجسيد أفكار وذكريات داخل عقلي المحامي والسجينة أمامنا فوق خشبة المسرح كلقطات سينمائية من خلال خلفية الخشبة التي بدت كما لو كانت شريطا سينمائيا يعتمد على الفلاش باك.

جيد جدا

يبقى القول ان العرض جيد جداً ويستحق الاحتفاء به لأنه قادر على تمثيل اسم الكويت تمثيلاً مشرفاً حتى لو لم يحصل على جوائز ولولا ان هناك عروضا لم تعرض بعد لقلت انه يستحق جائزة أفضل عرض متكامل وأرى ان جائزته قد حصل عليها بالفعل وقت ان فرض هيبته وسطوته على الجمهور منتزعا التصفيق.



====================


إجماع على أن «حاول مرة أخرى» عرض متفرد

مبارك المزعل أجهش بالبكاء وحيَّا فريق عمله وقوفاً

صالح العامري: أنا من أنصار الصمت في المسرح العربي



أعقب عرض «حاول مرة اخرى» جلسة نقاشية بحضور المؤلف صالح كرامة العامري والمخرج د.مبارك المزعل وأدارتها زهراء المنصور.
كان أول المتحدثين الناقدة ليلى أحمد التي قالت: «أذهلني العرض وأعتبره بداية المهرجان فقد جمع عناصر العرض المسرحي متكاملا وعالج قضية انسانية شديدة التكثيف بايقاع سريع، كما جاءت السينوغرافيا كلوحة فنية وأشيد كذلك بأداء سالي فراج وأوس الشطي».

قيم

وقال د.نادر القنة ان العرض دافع عن قيم أكثر من دفاعه عن اشكاليات قانونية.
وأضاف: «المخرج مبارك المزعل واحد من أهم الرهانات على مستوى المسرح الكويتي والخليجي، والعرض حفل بتجليات تمثيلية عالية المستوى».
وامتدح د.عمر فرج المخرج المزعل وكذلك أداء الممثلة سالي فراج وأوس الشطي ومصمم الاضاءة ومؤلف الموسيقى.
وقال حسام عبدالهادي: «العمل أبهرني وهو بالنسبة لي عرض عالمي، كما أشادت عزة القصابي بالفضاء المسرحي، وقال د.جبار خماط ان العرض متميز لأنه يملك القدرة على دراسة الصمت».

تحد

وأكد الناقد عبدالمحسن الشمري ان المخرج المزعل تحدى نفسه عندما اختار نص المؤلف صالح كرامة والعرض كله يمثل نقلة لفرقة المسرح العربي التي دأبت على تقديم نصوص مترجمة في حين قدمت نصا اماراتيا هذه المرة، في حين رأت المذيعة حبيبة العبدالله ان المزعل استطاع ان يقدم فُرجة مسرحية على الرغم من سردية النص.

تعقيب

قال المؤلف صالح كرامة ان الصمت في نصه مدروس مؤكدا أنه من أنصار الصمت في المسرح العربي.
بدوره أكد د.مبارك المزعل عن ان جميع ما أثير من آراء يحمله مسؤولية كبيرة، وتوجه بالشكر للمجلس الوطني وفرقة المسرح العربي والجمهور وفريق عمله لتخنقه العبرة ويجهش بالبكاء ولم يستطع اتمام حديثه ووقف محييا فريق مسرحيته ملوحا لهم بالسلام بيده.



====================

خلال مؤتمرين بالمركز الإعلامي

هدية سعيد وشيخة زويد تحدثتا عن مسيرتهما الفنية


عقد المركز الاعلامي بالمهرجان مؤتمرين صحافيين الأول للفنانة القطرية هدية سعيد، والثاني للفنانة البحرينية شيخة زويد وادارهما مدير المركز مفرح الشمري.
وتحدثت هدية سعيد عن قلة عدد الفنانات القطريات فقالت: «للأسف الجيل الحالي مادي ويريد الظهور في أكثر من عمل ولكن هذا لا يمنع ان الفتاة القطرية تنافس الرجل في عدة مجالات مشيرة الى انها عملت بالتمثيل دون معرفة أهلها حتى أنها شاركت في احدى المسرحيات وخلال العرض فوجئت بصعود شقيقها على خشبة المسرح وجذبها من شعرها وضربها أمام الجمهور، وبعدها ربطها بالسيارة وجرها سحلا بالفريج».
وأكدت سعيد ان تلك الواقعة ولدت داخلها تحديا فكانت تذهب الى المسرح دون معرفة أهلها ورأت ان الحل الوحيد لأزمتها الزواج، واشترطت على زوجها ان تظل تعمل بالتمثيل ووافق على ذلك.
وقالت أنها لن تنسى أبدا وقفة زوجها بجانبها لافتة الى ان شقيقها وبعد مرور هذه السنوات يفتخر بها وبأعمالها، مؤكدة أنها تلتزم بالعادات والتقاليد الخليجية في أعمالها.

سعادة

وأكدت الفنانة البحرينية شيخة زويد سعادتها بالمشاركة في المهرجان لافتة أنها المرة الأولى التي توجه اليها الدعوة بالحضور.
وأبدت زويد اعجابها بالعروض المسرحية خاصة عرض «زيارة» و«حاول مرة أخرى».
وأوضحت أنها بدأت عملها بالتمثيل من خلال احدى مسابقات التلفزيون البحريني في عام 1998 وبدأت نشاطها المسرحي من خلال مسرحية «البطاريق»، ثم اتجهت الى مسرحيات الشباب والكبار، وكانت أخر مسرحياتها «أرواح»، كما شاركت في أعمال في الكويت وقطر والامارات والسعودية وان كانت مقلة في أعمالها داخل البحرين ولا تعلم سبب ذلك مؤكدة انها تقبل الأدوار الجريئة سياسيا.




====================

لقطة المهرجان

مديرة المهرجان وأحمد السنان… «حبتين»


< لقطة طريفة تجمع بين مدير المهرجان حمد الراقعي والفنان احمد السلمان وهما يشيران بأصبعهما بعلامة «حبتين»، ويبدو في الصورة ضمن كواليس المهرجان من اليمين د.سيد علي اسماعيل من مصر، والفنان العماني طالب البلوشي ود.سامي الجمعان من السعودية.
 يحيى عبدالرحيمالوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق