مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
سنة فقط، كانت كافية للشابة “بيان”، حتى تمتطي خشبة مسرح ألماني، وتؤدي مشاهد تمثيلية، بلغة غير لغتها الأم، العربية، لتؤكد أن بين السوريين في أوروبا، مواهب كبيرة وكثيرة.
وصلت “بيان الجرعتلي” إلى الأراضي الألمانية العام الماضي، ولها من العمر 18 عاماً فقط، لا تعرف أحداً في المكان، تركت دراستها في الهندسة المعمارية بسوريا، مستهدفةً دراسة الطب، في إحدى جامعات ألمانيا. فمعدلها بالثانوية يسمح لها، لكن، تخلت عن الفكرة لاحقاً، من أجل طموحها!.
“كتبت كتابين في سوريا، وأردت البقاء في هذا المجال الذي أحبه”، تقول بيان لروزنة، في إشارة إلى أن حلم الأداء في ساحة أبو الفنون، لم يفارقها، وأصبح واقعاً في بلد اللجوء، حيث تركت الطب، وتنتظر الالتحاق بإحدى معاهد المسرح الألمانية.
انتسبت الفتاة لفرقة ” Bar oder Ehda”، الألمانية المحلية، ومنذ ثلاثة أشهر، حضرت معها لمسرحية “Das Traumboot”، أي “قارب الأحلام”، والتي عُرضت في مدينة لايبزخ، لثلاثة أيام، 12-13-14، من شهر تشرين الأول الماضي.
وكان مع بيان ابنة مدينة سلمية، الواقعة في وسط سوريا، شابان اثنان، هما طارق الخطيب، وعلي كردية، وينحدران من ذات المدينة.
طارق أيضاً، كانت هذه المشاركة، الأولى له، وإن كان بدورٍ صامت، فالشاب جاء منذ نحو 3 أشهر إلى المانيا، تاركاً دراسة الهندسة في أحد الجامعات السورية.
“كنت ادرس عمارة بسوريا، وعم فكر ادخل بمجال التمثيل انشالله”، يؤكد الشاب لروزنة، تأكيدٌ، فيه من الطموح ما يكفي، فطارق خاض تجربة البحر، وكان بين موجات اللجوء إلى الأراضي الأوربية، الصيف الماضي.
هجوم على جرأتها!
تحدث العرض المسرحي، عن قارب فيه لاجئون قادمون من خلفيات ثقافية ومجتمعية مختلفة، وما يدور معهم من أحداث، أدت فيه بيان، دور فتاة مغرورة، تعبر عن فرحها وما يجول في بالها، بالرقص، وتدافع عن نفسها، في مفردة واضحة، تؤكد على قوة المرأة في المجتمع، ومواجهتها له، بإمكاناتها.
تعرضت الشابة لهجوم حاد، من سوريين مقيمين في ألمانيا، وخاصة على إحدى مجموعات الفيسبوك، وكالمعتاد من أولئك المهاجمين ومن يشبههم، تمحور الهجوم، بأن الفتاة عورة، لا يجوز لها الرقص هكذا، وتساءل بعضهم، كيف تمثّلين أبناء بلدك بهذه الطريقة؟، وما إلى ذلك من العبارات!.
لكن، تلك الانتقادات، واجهتها آراء داعمة لخطوة بيان، ومفتخرة بكونها سوريّة، استطاعت الأداء على مسرح ألماني، والتمثيل بلغة، غير لغتها الأم.
وحول ذلك، علّقت بيان: “النقد الذي تعرضتُ له كان متوقعاً، المتشددون سواء دينياً أو ثقافياً، متواجدون في كل مكان، توقعت أن يكون الوضع أسوأ، و كان شيئاً إيجابياً أن المديح نسبته أعلى من النقد الجارح”.
وبعيداً عن ما جرى، نشرت صفحة الفنانين السوريين في ألمانيا، مقطعاً مصوراً لبيان وهي تؤدي دورها على المسرح الذي يتكلم بإحدى اللغات الجرمانية، ومن الصعب التمييز بأن الألمانية، ليست لغتها الأم!.
وكتبت الصفحة التي تنشط بالموقع الأزرق، تعليقاً مرافقاً للفيديو، ربما يلخص الكثير من قصص السوريين، فحواه: “هالصبية من سوريا، وصلت ألمانيا، وتعلمت ألماني، ووصلت على خشبة المسرح الالماني”.
إذاً، أكثر من 32 ألفَ سوري لاجئ في ألمانيا، بحسب المكتب الاتحادي هناك، يوجد بينهم الكثير من المواهب، التي تؤكد، أن أبناء البلد الذي تضربه أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانية، ما زال بينهم، قدرات لا يستهان بها!
اخبار سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق