مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
وزارة الثقافة مطالبة بتغيير حقيقي بالمسرح
ضرورة إيجاد موسم مسرحي يفرز المواهب
قلة الدعم المادي تحبط الفنانين
المسؤولون أهملوا مقترحاتنا لتطوير المسرح
وزارة الثقافة مطالبة بتغيير حقيقي بالمسرح
ضرورة إيجاد موسم مسرحي يفرز المواهب
قلة الدعم المادي تحبط الفنانين
المسؤولون أهملوا مقترحاتنا لتطوير المسرح
تواصلت ردود الأفعال على التحقيق الذي نشرته الراية الثلاثاء وأعلن فيه مجموعة من الفنانين عن موت المسرح القطري، لتأتي الردود الجديدة تأكيداً على ما قيل وتوضيحاً بأن أبرز أسباب تردي واقع المسرح القطري يعود إلى العقبات الإدارية التي تواجهه، سواء كان ذلك بالبيروقراطية التي تتسبب بتأخير موافقة الرقابة على النصوص، الأمر الذي يحرمها من المشاركة في العديد من المهرجانات أو المناسبات، وكذلك قلة الدعم المادي التي تحبط الفنانين وتدفعهم للبحث عن العمل في مجالات أخرى، خاصة في ظلّ صعوبة التفرغ الذي يتيح للفنان إبداعاً أكبر في فنه، ناهيك عن إهمال المسؤولين للمسرح وعدم أخذهم بمقترحات الفنانين لتطويره.
ولفت الفنانون في ردود أفعالهم لـ الراية إلى أن تدهور حالة المسرح مسؤولية مشتركة بين الفنانين والمسؤولين، ولذلك فإن الجمهور هجر المسرح وبات أبو الفنون وحيداً وفي حالة تراجع مستمرّ مقارنة مع الفنون الأخرى، متمنين إقامة جمعية للفنانين لترعاهم وتبحث عن حقوقهم وتعمل على نهضة حقيقية للمسرح القطري.
إبراهيم محمد: بيروقراطية الرقابة تعيق عملنا
أبدى الفنان إبراهيم محمد استياءه من العقبات الإدارية التي تعطل المسرح في قطر، مؤكداً أن أكثر ما يحزنه استمرار تبادل الاتهامات بين الفنانين والمسؤولين، وقال إن الوضع ينذر بحالة أكثر تدهوراً مما هو حاصل في الوقت الحالي، خاصة أن الاتهامات التي توجّه للفرق المسرحية بأنها لا تقدّم شيئاً ولا تقدم على إحداث حراك مسرحي على مدار العام لا صحة لها، وألقى اللوم على من يتسببون في ذلك، مشيراً إلى أن فرقة الدوحة سبق وقدمت نصين للرقابة من أجل تقديم عرضين مسرحيين في أعقاب انتهاء الدورة الماضية من مهرجان المسرح المحلي، كما قامت بحجز مسرح الريان لتقديم عروضها عليه، ولم تتأخر إدارة المسرح في الموافقة على الطلب إيماناً منهم بدور المسرح في المجتمع، إلا أنها اشترطت الموافقة على النصوص، في حين لم تأتِ موافقة الرقابة إلا بعد ثلاثة أشهر من تقديم نص للأطفال كانت الفرقة تنوي تقديمه خلال الموسم، وهو الأمر الذي ضيّع عليها فرصة تقديم هذا العمل، وهو الأمر الذي تكرّر مع نص مسرحي آخر، وفي ذات الوقت ضاعت كذلك فرصة مشاركة فرقة الدوحة بمهرجان مسرحي أردني، سبق وطلب مشاركة مسرحية "هناك" ضمن فعالياته إلا أن الإجراءات الإدارية الروتينية التي استغرقت وقتاً كبيراً حالت دون مشاركة الفرقة في هذا المهرجان، وأضاف رئيس فرقة الدوحة المسرحية إن الفرقة لا تدخّر جهداً في تقديم أنشطتها في إطار ما يتوفر لها، حيث قامت مؤخراً بتقديم ورشة مسرحيّة تحت إشراف الفنان عبد الرحمن المناعي بعد أن فشلت في تقديم أي عمل مسرحي خلال الموسم الماضي نتيجة لتلك العراقيل الإدارية، كما عبّر كذلك عن إحباطه من تكرار ذات الإشكاليات للصحافة دون اتخاذ موقف إيجابي من المسؤولين بدلاً من تبادل الاتهامات بالتقصير من جانب الفرق، مؤكداً أن الساحة المسرحيّة بحاجة إلى استقرار الموسم من خلال توفير أدنى الظروف الممكنة لحدوث ذلك، متمنياً إعادة النظر من قِبل وزارة الثقافة والفنون والتراث لإحداث تغيير حقيقي وإيجابي في حال المسرح.
موسى عبد الرحمن: مهرجان المسرح لا يكفي
أكد الفنان موسى عبد الرحمن حاجة المسرح القطري لمزيد من الاهتمام على غرار ما يتم تقديمه لصالح الفنون الموسيقية والغنائية وكذلك الفنون التشكيلية، مؤكداً أن الجمهور في تشوّق دائم للمسرح وأبرز دليل على ذلك الإقبال الكبير الذي تشهده الفرق المسرحية المستوردة عند إعلانها تقديم عمل مسرحي في الدوحة خلال المواسم والأعياد، وطالب موسى عبد الرحمن بعدم الاكتفاء بمهرجان المسرح المحلي والعمل على وجود موسم مسرحي يفرز الإبداعات والمواهب على مدار العام، مؤكداً أن الأمر ليس صعباً على وزارة الثقافة التي تملك الكثير من الإمكانات البشرية والمادية، وقال يجب أن يتم توجيه السؤال لوزارة الثقافة، لماذا لا يتم استثمار إمكانياتها الضخمة التي لا يملكها الكثير من الدول؟، وأكد أن قلة الدعم المادي جعلت الكثير من الفنانين يعانون من الإحباط،، وتساءل لماذا لا يتم عرض أعمال المهرجان طوال العام خاصة بعد أن أصبح لدينا في قطر عدد لا بأس به من المسارح مثل مسرح الريان ومسرح الدراما بكتارا ومسرح قطر الوطني، ولماذا لا يتم التنسيق بين وزارة الثقافة وهذه الجهات لاستمرارية الموسم المسرحي خاصة بعد إنتاج هذا الكم من الأعمال وتكلفتها؟، مؤكداً أن عروض المهرجان المحلي إذا عرضت طوال العام يمكن أن تغطي العام بأكمله، موضحاً أن المسرح القطري أمامه العديد من العقبات التي يجب أن تحلّ قبل أن نسمع عن انتظام الموسم المسرحي، مشيراً إلى أن تلك العقبات يجب أن تشهد حلولاً عمليّة بعيداً عن الحلول المؤقتة التي أثبتت فشلها وطالب بتطبيق الحلول التي يقترحها الفنانون منذ أعوام كثيرة دون أن تدخل حيز التنفيذ حتى هذه اللحظة.
عبدالله غيفان: تدهور المسرح مسؤولية جماعية
قال الفنان عبد الله غيفان إن مسؤولية تدهور حال المسرح تعتبر مسؤولية مشتركة بين الفنانين والمسؤولين، حيث تعاني الساحة من الشللية والتراخي، بينما يفتقد المسؤولون الحلول العملية القادرة على إحداث حراك فني حقيقي، وقال: في الوقت الذي يشهد فيه عدد من الأشكال الفنية المختلفة حالة من الانتعاش كالفن التشكيلي على سبيل المثال يعاني المسرح من تراجع للخلف، وأرجع ذلك إلى أن المسرح عمل جماعي يحتاج تكاتف الجميع من فنانين ومسؤولين، أما الفنون الفردية فيمكنها أن تعمل بالجهد الذاتي وبرعاية بسيطة من قِبل المعنيين عن الثقافة يمكنها تحقيق النجاح المطلوب، وأكد غيفان أن توفير مقرّات ثابتة ومجهزة للفرق المسرحية والعمل على توفير بنية تحتية ثقافية، هو الأمر الذي يعدّ من أولويات النهوض بالمسرح، إلى جانب تشجيع استمرار العروض على مدار العام وإقامة الورش والدورات التدريبية للأجيال الجديدة، مشيداً بما قدمته فرقة الدوحة المسرحية للساحة مؤخراً من خلال الورشة التي قدمها الفنان عبد الرحمن المناعي، وتمنّى أن تستمرّ تلك الورش طوال العام كبديل عن حالة العطل الفني التي تعاني منها الفرق المسرحية، وعاد غيفان بالزمن عقوداً متذكراً أيام الفن الجميل، وقائلاً: في السبعينيات والثمانينيات وحتى بدايات التسعينيات، كان لنا جمهور كبير ولكنه انصرف الآن عن المسرح وربما يكون السبب في ذلك عدم قدرة المُخرجين الحاليين على جذب الجمهور كما كان في السابق أو ربما طبيعة الأعمال التي أصبحت تقدّم لا تستهوي الجمهور، مشيراً إلى أن الفنان لا يغرّد خارج السرب لكنه يجب أن يحرص على مناقشة قضايا المجتمع، خاصة أن الجمهور هو الطرف الأساسي في العملية الفنيّة ولا غنى عنه وإلا فقد المسرح جدواه، وطالب غيفان بتضافر الجهود لكي يُحقق المسرح المعادلة الصعبة التي تجمع ما بين المتعة والإفادة.
علي سلطان: الفرقة المسرحية خالية من الفنانين
أكد الفنان علي سلطان أن هناك تغييراً كبيراً طرأ على الساحة المسرحية القطرية خلال العقد الماضي، وأبرز هذه التغييرات هي حالة التراخي من قبل الفنانين أنفسهم التي باتت تحكمهم المادة، وفي المقابل ازدياد حالة التهاون في حق المسرح من قِبل المسؤولين الذي سدّوا آذانهم عن سماع مقترحات وطلبات بعض الفنانين ممن يحملون هماً حقيقياً للنهوض بالمسرح، وقال: ما يحدث اليوم يجعلني أستدعي الذكريات بطريقة لا إرادية، وأعقد مقارنات بين ما يحدث اليوم وما كنا نقوم به في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث كانت تقدّم فرقة الأضواء أربعة عروض على الأقل في العام الواحد، بينما كانت تنتشر خشبات المسارح في كل مكان، ولم تكن هناك أي مشكلة في دور العرض، كما أصبحت الفرقة المسرحية خالية من الفنانين، بينما كنت أذهب في الماضي إلى الفرقة فلا أجد مقعداً لأجلس عليه وسط حرص الجميع على الحضور والمشاركة الفعّالة في إحداث حركة مسرحيّة، مؤكداً أن تحسّن الظروف الاقتصادية كان يجب أن يتبعه نهضة مسرحية لكن الأمر جاء عكس ما كان يتمناه المسرحيون، وأضاف: في وقت لا تدخر الدولة جهداً للنهوض بالوطن في كافة المناحي والأوجه بما فيها الثقافة والفنون، لا نجد استغلالاً مناسباً لما تقدّمه الدولة من قبل المعنيين بالمسرح، وتمنّى الفنان علي سلطان إقامة جمعية للعاملين بمجال التمثيل لترعاهم وتبحث عن حقوقهم وتعمل على نهضة حقيقية للمسرح القطري، آملاً أن يرى اليوم الذي يتحوّل فيه التمثيل إلى مهنة، فيتحوّل الممثلون العاملون في مجالات أخرى من أجل السعي وراء الرزق إلى ممثلين محترفين لا يعملون في أي مهنة أخرى غير التمثيل، لافتاً إلى ضرورة أن يُعاد النظر في تفرّغ الفنان حتى يُتاح له العمل بأريحيّة، مؤكداً أنه في الماضي كان يستطيع الفنان أن يحصل على التفرّغ بطريقة أكثر سهولة من الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق