مجلة الفنون المسرحية
---------------------------------
المصدر : عبد الجبار العتابي - أيلاف
لا زال الفنان العراقي اسعد مشاي متواصلا في تقديم عمله المسرحي (حي على الوطن) في العديد من مسارح الاماكن والمنتديات الثقافية وعازما على ان يجول بها في عدد من المحافظات العراقية قبل عرضها على خشبة المسرح الوطني ببغداد . منذ نحو ثلاثة اشهر والفنان اسعد مشاي يخوض تجربة فريدة من نوعها تتمثل في عرضه المستمر لمسرحية (حي على الوطن) اخراجه وتمثيله وتأليف احمد هاتف بمشاركة عازفي العود الموسيقار سامي نسيم والشاب مصطفى محمد وغناء عمر رعد، فهو يحرص
على ان يقدمها للجمهور اينما يكون فيذهب اليه لانه يؤمن ان من المهم ان يذهب الفنان بمسرحيته الى الجمهور ولا ينتظر ان يأتي الجمهور اليه ، لذلك كان عرضه الاخير في شارع المتنبي امام مبنى اثري مهدم . العمل يتناول حكايات خمس شخصيات من واقع الاحداث التي عاشها العراق مؤخرا ،فهناك شخصية الشاب المسيحي الذي فقد حبيبته في مدينة الـ (قوش) وقرر ان يحارب الارهاب وهناك شخصية الشاب الذي نجا من مجزرة (سبايكر ) ويروي ما تعرض له وفيه جوانب انسانية حيث المرأة التي ساعدته، وهناك شخصية الشاب يريد ان يلتحق بفصائل الحشد ولكن عنده موقف مما دار خلال 12 سنة بعد ان فقد كل ضماناته كمواطن عراقي وهو متردد في ان يذهب او لا يذهب الى ان تستفزه امه ، وهناك شخصية الشهيد (مصطفى العذاري) الذي قام (داعش) باعدامه ، وقد رسم له علامات من خلال الجسد وايضاح الرسالة التي بعثها وهي في منتهى الانسانية ، وهي ان القتلة لا يمتلكون اية هوية وان كانوا عراقيين فهويتهم الدم والقتل، فتجد الفنان يجول ما بين الشخصيات المختلفة ويرتدي ملابسها تجربة جديدة وقال اسعد : العمل من نوع المونودراما، ومدته 40 دقيقة، تبلورت فكرته من خبر اعدام الشهيد مصطفى العذاري وطريقة اعدامه التي استفزتني ،وهو ما جعلني اتصل فورا بالكاتب احمد هاتف لاطلب منه ان يكتب نص العرض المسرحي ، وبالفعل كتبه وعملت على اخراجه وتمثيله بما امتلك من خبرة بسيطة ،ليكون العمل تجربة على المحك بالنسبة لي ، ويمكن القول ان العمل في مجمله يختزل محنة وطن اسمه العراق، حيث يبدأ باحداث الموصل ومرورا بشهداء سبايكر واعدام الشهيد مصطفى وتسليط الضوء على ابطال القوات الامنية والحشد الشعبي وانتصاراتهم، ومن هناك يمكنني ان اؤكد ان العرض فيه احتجاج وفيه تحريضي ورسالته الواضحة تحمل الدعوة الى الجميع للحفاظ والدفاع على الوطن والوقوف ضد الارهاب والفاسدين العابثين بارض العراق . واضاف: لا شك ان التجربة فيها صعوبة ، لان اية تجربة يخوضها الفنان صعبة ، والفنان الحقيقي دائما يشعر بمخاوف من التجربة سواء كان مخرجا او ممثلا ، وبصراحة انا لم اطرح نفسي مخرجا بقدر ما طرحت نفسي ممثلا ، ولكننا اليوم نعاني من غياب الميزانيات وعدم وجود دعم معنوي من المعنيين ، فنحن غير مدعومين منذ اكثر من سنتين ، فهذه التجربة شخصية وانا قدمتها من حسابي الخاص . واضاف: الصعوبة تمكن في انني كنت اعمل على مجموعة فرضيات وتحدث متغيرات عندي ، وعادة انا اجعل من المساعدين لي تصويري وانا امثل ومن ثم ارجع واشاهد نفسي وعلى ضوء ذلك تحدث تعديلات ، فكوني ممثلا لا استطيع ان اشاهد نفسي كمخرج، فكنت اعمل بهذه الطريقة ، وبعد ذلك اعمل خطة جديدة للعمل وابدأ من جديد، والاهم ا نني اسعى الى التجديد في كل عرض من ناحية المكان . وتابع: لم اتعب من تواصلي بالعرض بل على العكس تسبب لي براحة ومتعة ، ففي مدينة (بلد) قدمت العمل لمدة 40 دقيقة ، لم استرح سوى عشر دقائق حتى قدمت عرضا ثانيا بطلب من الجمهور ، هناك اكثر من 1500 مواطن خارج القاعة ينتظرون ان اقدم العرض مرة اخرى ، التعب يذهب هنا واشعر براحة عندما ارى جمهورا حقيقيا يطالب بعروض مسرحية ومتعطشا للمسرح ، لماذا لا نذهب اليهم ، سأعرض في المسرح الوطني ولكن بعد ان اعرض في المحافظات وجمهور الوطني معروف ، لكن هناك مواطنون يحتاجونني اكثر خاصة اذا العمل فيه رسالة وطنية ويتحدث عن الضحايا، أليس من حق اهل الضحايا ان نقدم لهم هذه التجربة. وختم بالقول : طوال العروض التي قدمتها في العديد من الاماكن المختلفة كنت اشعر بسعادة غامرة وجهد يورق محبة وقدرة على الابداع، فكنت احس بمتعة لانني صادق مع نفسي ومع الاخرين واحسست انني احب بلدي من خلال هذه التجربة ،فالفنان يحتاج الى ان يفحص نفسه باستمرار كما الذي يذهب الى الطبيب ،وانا والحمد لله سبق لي ان شاركت في تجربة مسرحية (نون) من دون مقابل لشعوري ان العمل وطني ، رسالتي واجنداتي فنية وجمالية ، كما احسست انني كبير جدا . موسيقى تعبيرية من جانبه اكد الموسيقار سامي نسيم ان موسيقاه كانت تتصاعد مع احداث العرض، وقال: تاتي مشاركتي بموسيقى مسرحية حي على الوطن بدافع المساهمة بدعم قواتنا الأمنية والحشد الشعبي الوطني الذي يتصدى للهجمة البربرية من خلف الحدود ووقفة اعتزاز بتضحيات الأبطال شهداء العراق الذين جادوا بأرواحهم في سبيل بقائنا واضاف: في الحقيقة كنت أحاكي النص المسرحي وأداء الممثل من خلال موسيقى العود بما ينسجم والحوارات وفكرة العرض ودخلت ضمن مفردات العرض كشخصية تؤدي دور من خلال الموسيقى والملابس هي عسكرية ولي مكان كجزء من العرض وكذلك أرافق الفعل المسرحي من خلال تصاعد الصراع فيه وقد كان هناك مؤثرات موسيقية اخرجها من خلال عودي لاقت استحسان الجمهور ومخرج العمل والجهد الفني الذي قام به الشخصية الرئيسية بالعرض الفنان أسعد مشاي من خلال تجسيد الشخصيات المركبة اختزل محنة الوطن الى ذلك ابدى الناقد المسرحي طه رشيد اعجابه بالمسرحية فكرة وتمثيلا ، وقال: هذا العرض المسرحي استطاع ان يعلن صراحة ان الوطن هو الاغلى ولابد لكل العراقيين ان تتضافر جهودهم للحفاظ على بلدهم ، هذا العرض الذي يصنف ضمن اعمال الموندراما، اي اداء الممثل الواحد ،استطاع من خلال اجادة الممثل اسعد مشاي في تجسيد الشخصيات المختلفة ان يوضح الافكار التي حملها وان كانت طرية في ذاكرة الناس. واضاف: يمكن القول ان الكاتب احمد هاتف والفنان اسعد مشاي (مخرجا وممثلا) استطاعا ان يختزلا المحنة الحقيقية التي فيها الوطن، وقد ابدعا في رسم ذلك ابتداء من دخول التنظيم الارهابي الى الموصل ومرورا بشهداء سبايكر واعدام الشهيد مصطفى الى غير ذلك من مواضيع مستمدة من الواقع العراقي لاسيما ان العرض احتجاجي وتحريضي . وتابع: لا يسعني الا ان ابدي اعجابي بالعرض الذي تمكن صاحبه من تقديم خطاب وطني تعبوي نحن بحاجة اليه في واقعنا المعاصر واعتقد اننا نحتاجه كثيرا الآن في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا وقد تمكن ايضا ان يوصل افكاره بسهولة الى المتلقي، كما ان اختيار المخرج لعازفي عود للمشاركة في العرض اضفى مناخا جميلا على العرض .
على ان يقدمها للجمهور اينما يكون فيذهب اليه لانه يؤمن ان من المهم ان يذهب الفنان بمسرحيته الى الجمهور ولا ينتظر ان يأتي الجمهور اليه ، لذلك كان عرضه الاخير في شارع المتنبي امام مبنى اثري مهدم . العمل يتناول حكايات خمس شخصيات من واقع الاحداث التي عاشها العراق مؤخرا ،فهناك شخصية الشاب المسيحي الذي فقد حبيبته في مدينة الـ (قوش) وقرر ان يحارب الارهاب وهناك شخصية الشاب الذي نجا من مجزرة (سبايكر ) ويروي ما تعرض له وفيه جوانب انسانية حيث المرأة التي ساعدته، وهناك شخصية الشاب يريد ان يلتحق بفصائل الحشد ولكن عنده موقف مما دار خلال 12 سنة بعد ان فقد كل ضماناته كمواطن عراقي وهو متردد في ان يذهب او لا يذهب الى ان تستفزه امه ، وهناك شخصية الشهيد (مصطفى العذاري) الذي قام (داعش) باعدامه ، وقد رسم له علامات من خلال الجسد وايضاح الرسالة التي بعثها وهي في منتهى الانسانية ، وهي ان القتلة لا يمتلكون اية هوية وان كانوا عراقيين فهويتهم الدم والقتل، فتجد الفنان يجول ما بين الشخصيات المختلفة ويرتدي ملابسها تجربة جديدة وقال اسعد : العمل من نوع المونودراما، ومدته 40 دقيقة، تبلورت فكرته من خبر اعدام الشهيد مصطفى العذاري وطريقة اعدامه التي استفزتني ،وهو ما جعلني اتصل فورا بالكاتب احمد هاتف لاطلب منه ان يكتب نص العرض المسرحي ، وبالفعل كتبه وعملت على اخراجه وتمثيله بما امتلك من خبرة بسيطة ،ليكون العمل تجربة على المحك بالنسبة لي ، ويمكن القول ان العمل في مجمله يختزل محنة وطن اسمه العراق، حيث يبدأ باحداث الموصل ومرورا بشهداء سبايكر واعدام الشهيد مصطفى وتسليط الضوء على ابطال القوات الامنية والحشد الشعبي وانتصاراتهم، ومن هناك يمكنني ان اؤكد ان العرض فيه احتجاج وفيه تحريضي ورسالته الواضحة تحمل الدعوة الى الجميع للحفاظ والدفاع على الوطن والوقوف ضد الارهاب والفاسدين العابثين بارض العراق . واضاف: لا شك ان التجربة فيها صعوبة ، لان اية تجربة يخوضها الفنان صعبة ، والفنان الحقيقي دائما يشعر بمخاوف من التجربة سواء كان مخرجا او ممثلا ، وبصراحة انا لم اطرح نفسي مخرجا بقدر ما طرحت نفسي ممثلا ، ولكننا اليوم نعاني من غياب الميزانيات وعدم وجود دعم معنوي من المعنيين ، فنحن غير مدعومين منذ اكثر من سنتين ، فهذه التجربة شخصية وانا قدمتها من حسابي الخاص . واضاف: الصعوبة تمكن في انني كنت اعمل على مجموعة فرضيات وتحدث متغيرات عندي ، وعادة انا اجعل من المساعدين لي تصويري وانا امثل ومن ثم ارجع واشاهد نفسي وعلى ضوء ذلك تحدث تعديلات ، فكوني ممثلا لا استطيع ان اشاهد نفسي كمخرج، فكنت اعمل بهذه الطريقة ، وبعد ذلك اعمل خطة جديدة للعمل وابدأ من جديد، والاهم ا نني اسعى الى التجديد في كل عرض من ناحية المكان . وتابع: لم اتعب من تواصلي بالعرض بل على العكس تسبب لي براحة ومتعة ، ففي مدينة (بلد) قدمت العمل لمدة 40 دقيقة ، لم استرح سوى عشر دقائق حتى قدمت عرضا ثانيا بطلب من الجمهور ، هناك اكثر من 1500 مواطن خارج القاعة ينتظرون ان اقدم العرض مرة اخرى ، التعب يذهب هنا واشعر براحة عندما ارى جمهورا حقيقيا يطالب بعروض مسرحية ومتعطشا للمسرح ، لماذا لا نذهب اليهم ، سأعرض في المسرح الوطني ولكن بعد ان اعرض في المحافظات وجمهور الوطني معروف ، لكن هناك مواطنون يحتاجونني اكثر خاصة اذا العمل فيه رسالة وطنية ويتحدث عن الضحايا، أليس من حق اهل الضحايا ان نقدم لهم هذه التجربة. وختم بالقول : طوال العروض التي قدمتها في العديد من الاماكن المختلفة كنت اشعر بسعادة غامرة وجهد يورق محبة وقدرة على الابداع، فكنت احس بمتعة لانني صادق مع نفسي ومع الاخرين واحسست انني احب بلدي من خلال هذه التجربة ،فالفنان يحتاج الى ان يفحص نفسه باستمرار كما الذي يذهب الى الطبيب ،وانا والحمد لله سبق لي ان شاركت في تجربة مسرحية (نون) من دون مقابل لشعوري ان العمل وطني ، رسالتي واجنداتي فنية وجمالية ، كما احسست انني كبير جدا . موسيقى تعبيرية من جانبه اكد الموسيقار سامي نسيم ان موسيقاه كانت تتصاعد مع احداث العرض، وقال: تاتي مشاركتي بموسيقى مسرحية حي على الوطن بدافع المساهمة بدعم قواتنا الأمنية والحشد الشعبي الوطني الذي يتصدى للهجمة البربرية من خلف الحدود ووقفة اعتزاز بتضحيات الأبطال شهداء العراق الذين جادوا بأرواحهم في سبيل بقائنا واضاف: في الحقيقة كنت أحاكي النص المسرحي وأداء الممثل من خلال موسيقى العود بما ينسجم والحوارات وفكرة العرض ودخلت ضمن مفردات العرض كشخصية تؤدي دور من خلال الموسيقى والملابس هي عسكرية ولي مكان كجزء من العرض وكذلك أرافق الفعل المسرحي من خلال تصاعد الصراع فيه وقد كان هناك مؤثرات موسيقية اخرجها من خلال عودي لاقت استحسان الجمهور ومخرج العمل والجهد الفني الذي قام به الشخصية الرئيسية بالعرض الفنان أسعد مشاي من خلال تجسيد الشخصيات المركبة اختزل محنة الوطن الى ذلك ابدى الناقد المسرحي طه رشيد اعجابه بالمسرحية فكرة وتمثيلا ، وقال: هذا العرض المسرحي استطاع ان يعلن صراحة ان الوطن هو الاغلى ولابد لكل العراقيين ان تتضافر جهودهم للحفاظ على بلدهم ، هذا العرض الذي يصنف ضمن اعمال الموندراما، اي اداء الممثل الواحد ،استطاع من خلال اجادة الممثل اسعد مشاي في تجسيد الشخصيات المختلفة ان يوضح الافكار التي حملها وان كانت طرية في ذاكرة الناس. واضاف: يمكن القول ان الكاتب احمد هاتف والفنان اسعد مشاي (مخرجا وممثلا) استطاعا ان يختزلا المحنة الحقيقية التي فيها الوطن، وقد ابدعا في رسم ذلك ابتداء من دخول التنظيم الارهابي الى الموصل ومرورا بشهداء سبايكر واعدام الشهيد مصطفى الى غير ذلك من مواضيع مستمدة من الواقع العراقي لاسيما ان العرض احتجاجي وتحريضي . وتابع: لا يسعني الا ان ابدي اعجابي بالعرض الذي تمكن صاحبه من تقديم خطاب وطني تعبوي نحن بحاجة اليه في واقعنا المعاصر واعتقد اننا نحتاجه كثيرا الآن في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا وقد تمكن ايضا ان يوصل افكاره بسهولة الى المتلقي، كما ان اختيار المخرج لعازفي عود للمشاركة في العرض اضفى مناخا جميلا على العرض .
المصدر : عبد الجبار العتابي - أيلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق