تصنيفات مسرحية

الخميس، 17 مارس 2016

الشارقة.. الستارة المسرحية مفتوحة طوال العام

مجلة الفنون المسرحية

من المؤكد أن المسرح في الشارقة، هو من الفعاليات الأبرز على صعيد تبني القضايا الثقافية والفكرية، ليس في الإطار المحلي فحسب، وإنما على صعيد منطقة الخليج والوطن العربي، وبهذا المعنى، فإن ما تقوم به الشارقة من جهد في احتضان الفعل المسرحي، إنما يصيب الهدف والرؤية التي انطلقت بها ومن خلالها الشارقة، التي ترصد الكثير لتطوير المسرح، بوصفه «أبا الفنون» الذي يحمل رسالة ذات مضامين عالية في دلالاتها الإنسانية وتطلعاتها لغد مشرق حالم، يستحقه هذا الوطن الذي كان له عبر التاريخ مآثر وإنجازات ثقافية وفكرية وفنية لا يمكن تجاهلها.
التذكير بالحراك المسرحي في الشارقة، هو أيضاً تذكير بدائرة الثقافة والإعلام التي تحتضن هذا الفعل وتدعمه، وتنظم مهرجاناته ومواسمه، وتشرف على فعالياته المختلفة ضمن مواسم مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، ومهرجان المسرحيات القصيرة، مروراً بمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، وكل هذه المهرجانات وغيرها خرجت من عباءة أيام الشارقة المسرحية، الحاضنة الأم التي انطلقت منها كل هذه المهرجانات.
أيام الشارقة المسرحية تظاهرة ثقافية تتسابق فيها الفرق في الإمارات، لتقديم أفضل ما لديها من عروض، وتشكل لهذه التظاهرة لجان إدارية وفنية لتسيير أمورها والإشراف على إعدادها وتنظيمها، إضافة إلى لجنة تحكيم ومشاهدة للعروض المسرحية المشاركة التي تضم في عضويتها نخبة من المبدعين المسرحيين من داخل وخارج الدولة، ومن ميزات هذا المهرجان الذي مر عليه أكثر من 25 عاماً، هو تجاوزه للدائرة المحلية، ليحتفل بالمسرح بوصفه فناً إنسانياً فريداً، مع استضافة المهرجان لنخبة من الضيوف المسرحيين العرب، والأجانب الذين يحرصون على متابعة عروضه، والمشاركة الفعالة في الندوات التطبيقية والفكرية المصاحبة له، فضلاً عن مشاركاتهم في اللقاءات والحوارات المفتوحة، حيث يستضيف المهرجان في كل دورة عرضاً أو عرضين من خارج الإمارات وذلك لتعزيز التواصل المسرحي العربي والعالمي.

ويهدف المهرجان المتميز إلى تنشيط وتطوير الحياة المسرحية من خلال عروض تتعدد فيها الاتجاهات والمعالجات الفنية، بما يسهم في تنمية الوعي المسرحي من خلال الندوات والملتقيات الفكرية والفنية، كما يشجع ويدعم التجارب المسرحية المحلية الرائدة والمتميزة، ويعمل على توفير فرص الاحتكاك والتواصل مع التجارب المسرحية العربية والعالمية المتميزة، بما في ذلك اكتشاف المواهب والقدرات الفنية المسرحية وإبرازها والعمل على صقلها وتهيئتها للمستقبل، كما يعمل المهرجان بدأب ملحوظ على تعميق الصلات بين الفنانين في مختلف مجالات الفنون المسرحية، والترويج للحركة المسرحية بهدف تأسيس قاعدة جماهيرية مسرحية. 
يختار المهرجان في كل دورة محوراً من المحاور المهمة التي تؤرق المسرحيين العرب، كما يسعى في كل دورة ليكون على تماس مع القضايا العربية الراهنة، فالمسرح العربي وتحديات الراهن، هي واحدة من القضايا المثارة في كل دورة من دوراته، إيماناً بدور المسرح والفنون في وضع رؤية متكاملة تغوص في المستقبل، وهو استشراف يليق بأبي الفنون الذي تسعى الشارقة من خلاله للتقدم خطوة إلى الإمام في الارتقاء بالوعي والتذوق الجمالي، وإثراء الحوار والنقاش في هامش من الحرية التي يتيحها الفن والدور الذي يلعبه في التحليق بالثقافة واستلهام رؤى المسرح في التنوير والإضافة بما في ذلك تنمية الحس والتذوق الأدبي من خلال نصوص جديدة ومفاجئة تحمل مضموناً فكرياً وجاذباً لكل من الجمهور فضلاً عن النخبة المثقفة.

الهيئة العربية للمسرح

تأسست الهيئة العربية للمسرح في احتفال كبير في القاهرة بمبادرة ورعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في 2007، على غرار الهيئة الدولية للمسرح، وهي ليست منظمة حكومية، بل كيان مسرحي عربي لا يتناقض مع أي تنظيم مسرحي أو كيان قطري أو جهات رسمية أو أهلية، بل تقوم الهيئة بتجميع المؤتلف والمختلف للارتقاء بالإنتاج المسرحي العربي.
وصاحب السمو حاكم الشارقة هو الرئيس الفخري للهيئة، وتتكون هيئتها التأسيسية من أعضاء وفنانين معروفين على المستوى العربي.
وتهدف الهيئة إلى تشجيع العلاقات وتبادل المعارف والتجارب المسرحية بين أهل المسرح العربي في العالم، وتعميق التفاهم المشترك والتعاون والصداقة بين الشعوب في مجالات المسرح من خلال دعم وتشجيع العروض المسرحية العربية، وإقامة المهرجانات المسرحية العربية ومساعدة الفرق على إقامة عروض خارج الوطن العربي والتنسيق مع الفرق المسرحية الأجنبية لإقامة عروض في الدول العربية.. والهيئة معنية كذلك بالبحث عن المبدعين الحقيقيين في الفن المسرحي، وهو من المؤسسات المهمة على صعيد التعاون بينها وبين الكيانات والاتحادات الفنية العربية. 
مؤخراً أطلقت الهيئة العربية للمسرح موقعها الإلكتروني الذي سيسهم، بحسب أمينها العام إسماعيل عبدالله، في تجسيد أهداف الهيئة وتفعيل المسرح العربي ومواكبته لمتغيرات الألفية الثالثة وكذلك لكي يستكمل دور بقية الأنشطة والفعاليات التي تتبناها الهيئة، ما يسهم في تعميق التواصل بين أهل المسرح العربي من المحيط إلى الخليج. يشتمل الموقع الإلكتروني على كل المعلومات المسرحية عن جميع الدول العربية وتفاصيل بنية المسارح والمؤسسات والإصدارات والعاملين في مجال المسرح من خلال دليل مسرحي عربي مفهرس يعرف بكل ما يتعلق بالحياة المسرحية عربياً، كما يتيح لفئات وشرائح المجتمع العربي الاطلاع على أهم وأحدث العروض المسرحية في مختلف العواصم العربية، إضافة إلى الفعاليات والأخبار المسرحية بما يحقق فرصة أكبر من التواصل مع المواقع الإلكترونية الصديقة.

مهرجان المسرح المدرسي

هو من المهرجانات المتخصصة والمهمة الذي انطلقت دورته الأولى في عام 2010، وتشرف عليه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام، استطاع هذا المهرجان عير سنواته الماضية، أن يحقق جملة من الإنجازات من خلال اهتمام المدارس بالنشاط المسرحي، في تعزيز الهوية الهوية الوطنية والقيم التربوية والارتقاء بالذائقة الفنية والجمالية للطلبة خاصة مع الخطط التي وضعتها إدارة المسرح، لتحقيق مثل هذه الأهداف، ومن بينها مناقشة الصعوبات التي واجهت المدارس والمشرفين خلال الدورات الأولى لمهرجان، وهو الذي مكّن المدارس المختلفة من الاهتمام بهذا النشاط وأهمية المسرح في حياة الطالب، باعتباره من الأنشطة الحيوية التي تعزز مواهبه وتنمي شخصيته، فالمسرح بحسب ما يؤكد المختصون يعنى بالجانب الفكري والثقافي، كما أنه يعنى بكافة الجوانب العضلية والبدنية، والطالب الذي يتفاعل مع الأنشطة المسرحية بعمق ومحبة وصدق، سيجد مجالاً رحباً للتعبير عن مكونه البدني والعقلي على حد سواء.
والمسرح المدرسي كذلك، هو البيئة الأولى التي تشهد بزوغ المواهب وتفتحها، يتعلم فيه الممثل أبجديات التمثيل، كإتقان اللغة وسلامة النطق وتقمص الأدوار ومواجهة الجماهير، ومن شأن المسرح المدرسي أن يوسع مدارك الطلبة في الحياة، وقدرتهم على التعامل مع المناهج التعليمية، ما يجعل التعلم أكثر فاعلية، ويساعد الطالب على النطق والتعبير السليمين، ويعزز القيم الإيجابية لديه فضلاً عن التمرس على تحمل المسؤولية، إلى جانب تحضيره للإقبال على التعلم.
والمسرح هو إحدى الصيغ التي يتجاوز من خلالها الطالب الصيغ التقليدية في التفكير، وتستطيع الفرق المسرحية المدرسية أن تطور هذه التجربة عبر توفير النصوص والاختصاصيين المسرحيين، بمن في ذلك المنشطون المدرسون في المدارس ذاتها من أجل تطوير خبرات التلاميذ في المسرح المدرسي.
واستطاعت الندوات المتعاقبة التي عقدت حول المسرح المدرسي في الشارقة وعدد من دول الخليج العربي أن تدرس الإشكاليات التي يعانيها المسرح المدرسي على المستوى العربي، وأن تؤكد دور النص المسرحي بوصفه نافذة على الكتابة المسرحية المبدعة في هذا الشأن، وفي ذات السياق تم التركيز على الدور التمثيلي للطالب والاعتناء بالتمثيل على وجه الخصوص، وعدم الخلط في المفاهيم المسرحية المتعلقة بالمسرح المدرسي وتحديث موضوعات هذا المسرح حتى تواكب النهضة الاجتماعية خاصة في منطقة الخليج.

مهرجان المسرح الخليجي

تكمن أهمية هذا المهرجان في تسليط الضوء على المسرح الخليجي، تقديراً للجهد المسرحي في بلدان الخليج العربية وإبرازاً لعطاءاته، وبانعقاد هذا المهرجان تكتمل دائرة المهرجانات المسرحية بعد أن تفاعلت الساحة العربية مع مهرجان المسرح العربي الذي انعقد في شهر يناير/‏كانون الثاني 2014 بالمملكة المغربية بتنظيم وإشراف الهيئة العربية للمسرح، وميزة هذا المهرجان أنه ينطلق قبيل افتتاح «أيام الشارقة المسرحية» بفترة قليلة وهو يعنى بالإبداعات الخليجية المسرحية، وتخصص له جوائز في التمثيل والإخراج وأفضل العروض والسينوغرافيا، كما يؤم المهرجان ضيوف ومسرحيون خليجيون وعرب وتعقد خلاله مجموعة من الندوات والبرامج الثقافية المصاحبة التي تحفل بتشكيلة متنوعة من الرؤى والأفكار والقصص والتدريبات والذكريات من اجل إثراء يوميات التظاهرة بالمعرفة والتواصل والنقاش.

مهرجان المسرحيات القصيرة

هو مختبر سنوي لمتدربي الورش والدورات المسرحية التي تنظمها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ويشارك فيه مجموعة من المختصين من خارج الدولة وداخلها، بغرض إظهار إبداعاتهم سعيا لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في مسرح متطور يشكل نافذة فنية مشرقة، ينشط هذا المهرجان في المنطقة الشرقية. يتضمن المهرجان ضمن فعالياته عدة برامج، من بينها لقاء فكري يناقش ما تم إنجازه على صعيد «أبي الفنون» في الدورات السابقة، بهدف التركيز على عالمية المسرح، الذي تشارك فيه أعمال ونصوص مستلهمة من المسرح العالمي، يتم إعدادها من قبل متدربين ومسرحيين شباب، يقدمون من خلالها رؤى ناضجة لبلورة أفكار جديدة في تطلعاتهم نحو مسرح متقدم، لا سيما وأن المهرجان يشتمل في عروضه على نتائج عدد من الورش والتدريبات في مجالات السينوغرافيا والإخراج التي تشكل في مجموعها قاعدة نحو مزيد من التفاعل مع الجمهور، كما يتضمن المهرجان مناشط فكرية تبحث في تقنيات «أبي الفنون» ما يجعل من هذا المهرجان رافداً من روافد الحركة المسرحية، ومنبعاً لاكتشاف مواهب في الإخراج والتمثيل.

---------------------------------------
المصدر : الشارقة - عثمان حسن - الخليج 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق