تصنيفات مسرحية

الاثنين، 25 أبريل 2016

مسرحيون يؤكدون أهمية النصوص المسرحية في الإصلاح

مجلة الفنون المسرحية

الإصلاح هدف وضعته ادارة معرض اربيل للكتاب نصب عينيها منذ انطلاق دورته الاولى قبل اكثر من عقد. هذا العنوان كان حاضرا بقوة في الدورة الحادية عشرة ضمن منهاج المعرض طيلة ايامه. فبعد ان نوقشت ادوار النساء والاعلام والسياسة والدين والتعليم، جاء دور المسرح المنتج للحياة والصانع للتغيير والاصلاح عبر العصور والأزمنة. المسرح الذي لم يغب عن الاحداث الكبيرة خاصة تلك الاصلاحية حيث وقف بوجه الطغاة والجبابرة. لذا كانت ختام ندوات معرض اربيل للكتاب جلسة حول (مساهمة النص المسرحي في الاصلاح) حضرها جمهور غفير تحدث فيها كل من د. بدري حسون فريد. و د. سامي عبدالحميد. ود. فاضل الجاف والفنانتان ابتسام فريد وفوزية عارف اضافة الى الدكتور منصور النعمان. ادار الندوة الاستاذ جيلوان الذي تحدث عن دور المسرح في عملية الاصلاح وكيف استطاعت المسارح التأثير بقضايا الرأي العام ومساهمتها بدفع عجلة الاصلاح الى الامام. 

المسرح أداة للإصلاح

بداية الحديث كانت مع الفنان المسرحي القدير سامي عبدالحميد الذي تطرق الى دور المسرح في الاصلاح عادا المسرح من ادوات الاصلاح الاولى عبر التاريخ. مبينا: فمنذ نشأته قبل الميلاد بــ (500) سنة كان ناقدا لكل ما هو سلبي. متطرقا الى مسرحيات
ارسطو التي وقف فيها ضد الحرب ، والحرب فساد كما يرى. وبشأن المسرح العراقي ودوره بالاصلاح فقد راى عبد الحميد انه لم يخرج عن الاطار الخاص بالمسرح العالمي فقد كانت رسالته الاصلاح عبر عدد من الاعمال المسرحية. ذاكرا مسرحية (المفتاح) ليوسف العاني التي تتحدث عن الابتعاد عن الخرافة التي كانت تسيطر على عقول الناس في فترة ما. مضيفا: كذلك مسرحية (الخرابة) التي اراد من خلالها ان يعري الاستعمار ويبين مساوئه داعيا الى التحرر والسلام.

 المصلح شكسبير

واسترسل الفنان المسرحي: كما اراد عادل كاظم من خلال مسرحية (الحصار) ان يفضح مظالم الاحتلال العثماني للعراق. منوها بمسرحية (تموز يقرع  الفانوس) والتي دعت الى الثورة ضد الاستبداد في الحكم وفساد السلطة الحاكمة، كما اشار الى مسرحيتي (الجنّة تفتتح أبوابها متأخرة) و"تفاحة القلب" ومسرحيات اخرى ودور كل واحدة منها بالتصدي لموضوع تهدف من خلاله الى الاصلاح.
كما تحدث عبد الحميد عن ابرز الكتّاب العالمين الذين كان لنصوصهم المسرحية تأثير كبير في الاصلاح مثل الكاتب الروسي (غوغول) في مسرحية  (المفتش العام) التي يتحدث فيها عن شخص يصل الى مدينة على اساس انه المفتش العام المبعوث من قبل القيصر ما يجعل الجميع يتملقونه ويتزلفون له ويحاول التقرب منه حتى حاكم تلك المدينة فقد منحه زوجته وابنته, لكن يتبين فيما بعد انه شخص عادي لا علاقة لهم بالامر. عبد الحميد عرج ايضا على مسرحيات شكسبير ودورها في الاصلاح مثل (طقوس النوم والدم). كما اشار الى دور مسرحيات الكاتب الالماني بريخت.

تأثير النص المسرحي

الفنان الكبير بدري حسون فريد بيّن : ان النص المسرحي الذي يكتبه المؤلف بإتقان يخزن في ذاكرة المتلقي ويسهم في توجيهه نحو التحرك من اجل الاصلاح. ذاكرا: فقد كتب المؤلفون المسرحيون في العراق نصوصا عديدة ساهمت في احداث تأثير كبير في قضايا الراي العام. ونوّه فريد: انهم لم ينقطعوا عن التواصل مع جمهورهم منذ تأسيس المسرح العراقي في بدايات القرن المنصرم: لافتا الى ان النص المسرحي هو اللبنة الأساس لأي عمل فهو من يحدد رسالة هذا العمل بالاضافة الى دور المخرج والممثلين في ذلك العمل.

المسرح الكردستاني

المسرح في كردستان بحاجة الى اصلاح قبل ان يعمل على اصلاح المجتمع ، هكذا قال د. فاضل الجاف عن المسرح في كردستان ، ففي كردستان لا يوجد دور كبير للمسرح في عملية الاصلاح كونه يعاني من عدة اشكالات تعترض تقدمه. مردفا: فهو لم يستطيع لحد الان ارسال رسالة ذات تأثير الى جمهوره. داعيا: الى اعادة  عملية تأهيل للمسرح في كردستان من اجل ايصاله الى الدرجة الاحترافية التي تمكنه من ايصال الرسالة التي يحملها ثم يلعب دوره بالاصلاح.

دور المرأة في المسرح

اما الفنانة فوزية عارف فقد تحدثت عن الدور الكبير والهام  للمرأة في المسرح العراقي والذي تراه لا يختلف عن اهمية  الدور الذي يلعبه الرجل على خشبة المسرح. موضحة: فقد قدمت المرأة عبر التاريخ اعمالا مسرحية كبيرة ولم يكن دورها هامشيا او ثانويا في جميع الاعمال التي قامت بالاشتراك بها.
واضافت عارف: لكن عليها التريث قبل اختيار الادوار التي تعرض عليها في سبيل ان يكون العمل مناسبا لحجمها على الخشبة. منوهة الى اهمية اختيارها المناسب للمشاركين معها في تلك الاعمال. مشيرة الى العديد من الاعمال التي قامت ببطولتها فنانات كانت تحض على الاصلاح المجمتعي وزرع قيم الخير. 
انتكاسة كبيرة
 اما الفنانة ابتسام فريد فقد رأت ان المرأة والفنانة العراقية حققت نجاحا كبيرا في مجال المسرح العراقي بعد ان كان حكرا على الرجال لاعتبارات اجتماعية. مبينة: انها حين  كانت تعتلي خشبة المسرح ينظر اليها على انها سلعة رخيصة. مستدركة: لكن بفضل عوائل فنية استطاعت محو تلك النظرة من خلال جلب نسائها من اجل المشاركة في الاعمال المسرحية المختلفة.
 وعن تقييمها لواقع حال المسرح اليوم قالت فريد: ان المسرح اليوم يعاني من انتكاسة خطيرة جراء عرض اعمال مسرحية هابطة لا تتناسب مع تاريخ المسرح العراقي ويجب على القائمين على المسرح العمل على اعادته الى سابق عهده.

الجمال المسرحي

الدكتور منصور النعمان بيّن ،في معرض حديثه، ان المسرح هو المكان الوحيد الذي يبحث عن الجمال داخل الجمال فبذلك يجب ان يكون مغيرا  للانسان كونه يلامس جميع مجالات الحياة.  مؤكدا: عليه ان يكون مشاكسا مع الانظمة وناقد جادا وبنّاءً لا مصفقا له. مضيفا: ان المسرح في العراق اليوم يعاني من انحلال كبير في رسالته لذلك علينا ان نضع سلسلة من الثوابت على المسرح من اجل جعله اكثر تأثيرا.
المداخلات
سلسلة من المداخلات والاسئلة وجهها الجمهور الى الفنانين منها : هل استطاع المسرح تشكيل تأثير مجتمعي في العراق؟ حيث اجابت الفنانة ابتسام فريد قائلة: في خمسينات القرن الماضي كان المسرح في العراق في قمة عطائه فقد كان يقدم اعمالا هادفة تمكنت من التأثير على جميع مفاصل الحياة, لكن هذا الدور اخذ بالتراجع نتيجة التأثر بالواقع السياسي للبلد, اضافة الى وجود ما يسمى بالمسرح التجاري.
كيف يمكن اعادة المسرح الهادف، وخلق الظروف للجمال المسرحي؟ حيث بين د. منصور النعمان: علينا توفير اداء مسرحي جيد اضافة الى خلق المتعة الحقيقية للمتلقي من خلال نصوص تحاكي الوضع القائم وتشير الى جوهر الخلل. مع اهمية الاخذ بنظر الاعتبار القيم الجمالية في الاداء والنص.
اختتمت الندوة بقراءة عدد من النصوص المسرحية العالمية أداها الفنان القدير سامي عبد الحميد الذي شد الجمهور واستحوذ على انتباه.

-----------------------------------
المصدر : أربيل -  حسين رشيد - المدى 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق