مجلة الفنون المسرحية
في مسقط رأسه حيث أمضى الـ17 عاماً الأخيرة، وعن 84 عاماً فاضت روح الفنان الكبير والمسرحي الرائد منير أبو دبس، الذي قاد منذ الستينات تياراً جديداً في المسرح اللبناني، جمع من حوله كبار الفنانين في تلك الفترة، وأنشأ المسرح الحديث الذي خرّج في تلك الفترة عدداً من الفنانين الكبار أبرزهم أنطوان كرباج الذي كلّفه ببطولة مسرحية «الطوفان»، التي كانت أول مسرحية لبنانية تسافر إلى ألمانيا، وتعرض هناك وأحدثت صدى إيجابياً في الإعلام الغربي، الذي وصفها بأنّها مفاجأة مسرحية ضخمة واردة من الشرق.
وبعد سنوات قليلة سنة 77 اضطر منير أبو دبس لمغادرة لبنان هرباً من الحرب إلى باريس، حيث بقي حتى العام 98، فاعلاً في وزارة الثقافة الفرنسية كمستشار ومخطط مسرحي ومدير لعدد من الورش المسرحية، التي خرّجت عدداً من اللبنانيين والفرنسيين في باريس.
منير أبو دبس عانى دائماً من وصف أعماله بأنها بائسة وغامضة وسوداوية، لكنه كان يقول بأنّ مسرح الميلودراما يفترض أن
تدمع عليها العين ولا تضحك الوجوه على أمور تافهة، وعندما سئل لماذا يحبّك النقاد ولا يحبك الجمهور، أجاب: أنا هكذا زادت النسبة عند النقاد أو عند الجمهور هذا أمر لا يعنيني، هذه موهبة ربانية أعبّر عنها كما وضعها الله بي رضي من رضي وغضب من غضب.
يُعتبر أبو دبس رائداً في نقل الروايات الأجنبية الشهيرة إلى المسرح العربي على طريقته، وكان دائماً يخاطب الممثلين وهو يدربهم كونوا أنفسكم ولا تكونوا أنا أو أحداً سواي.
الراحل الكبير لولا إطلاقه المسرح الحديث في الستينات لما كان هناك مسرح لبناني هذه الأيام، وهذا الكلام قاله سنة 2011 عندما سئل عن دوره في المسرح اللبناني وتطوره الحديث.
ومن كلامه: ما قدّمته سيقدّره النّاس بعد قرن وليس الآن.
---------------------------------------------
المصدر : محمّد حجازي - اللواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق