مجلة الفنون المسرحية
"أحمد خميس" يرد على منتقدي مهرجان "المسرح التجريبي"
من عروض المهرجان "ينبغي ألا تقتل عمدا " |
تعرض "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي" الذي عاد في دورته 23 بعد غياب دام لستة سنوات، للعديد من الانتقادات من قبل النقاد والمسرحين والمشاركين العرب والأجانب، كتكرار العروض المشاركة، وضعفها، ومبالغة تكلفة المهرجان التي صرح البعض بوصولها لـ10 ملايين جنيه.
كما أشار البعض إلى أن الأسباب التي تعود لاستبعاد العروض العراقية سياسية باحتة، والذي دفع "البوابة نيوز" لتوجيه العديد من التساؤلات حول حقيقة هذه الانتقادات للناقد "أحمد خميس"، أحد أعضاء لجنة أختيار العروض بالمهرجان .
قال "خميس" تعليقًا على استبعاد العروض العراقية من المهرجان "إنها فكرة طيبة أن يختار المهرجان العروض التي تناسبة وظني أن المسرحيين العراقيين تفهموا وجهة نظر اللجنة الدولية، والتي كتبت بيان يختص المشاركة العراقية بينت فية الأسباب كاملة، والتي تلخصت في وجود عرض عراقي بالفعل إنتاج أوروبي مشترك، كما أوضحت أن كل العروض التي كانت قد وصلت للجنة 8 عروض معظمها مونودراما لا تناسب طبيعة المهرجان.
كما أن الوفد العراقي بالمهرجان كان من أكبر الوفود المشاركة ولمس هؤلاء أنفسهم، كيف يعتز بهم المصريون وكيف يستقبلونهم ويُسأل في ذلك كل مسرحي عراقي شارك في الفعاليات أو الندوة الفكرية أو النشرة اليومية.
وفيما يخض تكرار العروض في مهرجانات سابقة أكد "خميس" أن المهرجان قد اتبع آلية طيبة للمشاركة في الفعاليات وهي أن يشارك مباشرة العرضين الأول والثاني من المهرجان القومي للمسرح في عامه الأخير حتى يرى الضيوف آخر عروضنا المهمة وتكون هناك فرصة لمن لم يشاهد من المصريين.
أما بقية العروض وكونها شاركت في مهرجانات سابقة، فلا ننسى أن المهرجان جاء بعد توقف طويل وحينما تم فتح الباب للمشاركة، لم تحدد مدة بعينها للإنتاج وهو الأمر الذي ساعد كل العروض التي انتجت في السنوات السابقة للتقديم.
وأشار "خميس" إلى أن الميزانية الحقيقية للمهرجان لم تعلن من جانب مجلس الإدارة إلى الآن، مؤكداً أنها أقل بكثير من المبلغ المذكور، قائلاً: "أكد لي أحد المسئولين أن المبلغ سيكون مفاجأة لكل من ظنوا أن هناك إسرافًا".
وفيما يخص ضعف مستوى العروض المشاركة بالمهرجان، قال إنها أمر يختلف عليه من حيث الذوق الفني للكل، وكم العروض الجيدة في المهرجان لا يقل بأي حال عن 30 بالمائة وهي نسبة نتناقش فيها معًا، ويا ليتكم أجريتم مع كل عرض إحصاء يرصد بشكل علمي أهمية العرض من عدمه.
وبالنسبة للعروض المصرية فقط، أتوقف عند مسألة أظنها مهمة، وهي أن هناك عروضًا بدت في حالة فنية أقل من مستواها الذي ظهرت عليه من قبل، وهناك عروض بدت لائقة تمامًا، وسعد بها كل من حضر، ومن يريد أن يناقش أي عرض أو يعترض على أي مشاركة عليه أن يخصص السؤال ولا يتحدث بدون مراجعة حقيقية منصفة.
وأشار خميس إلى أن هناك مشاكل كثيرة، وعلى إدارة المهرجان أن تنتبه لها في المرات القادمة، أولها يخص الاهتمام بالمشاركات الأجنبية، فيرجى الالتزام بآلية مختلفة تهتم باستدعاء العروض التي تشارك بحق في تربية خيالنا وتبقى في الذاكرة، وقد جاء المهرجان بالقليل منها هذه المرة مثل "فينوم هاملت" و"موليير" و"القبور والصابرات".
ومن ناحية أخرى كانت هناك مشكلة كبيرة في عمل مجال إعلامي احترافي حول المهرجان، وهو أمر نفتقده، وتم التعامل معه باستهانة لا تليق بمهرجان دولي، وبالنسبة للمكرمين، لم يهتم إلا بمعلومات ضعيفة عنهم، وكنت أتمنى أن يكون هناك يوم مخصص لكل منهم يتم فيه عمل ندوة موسعة وتطبع بعض الدراسات النقدية عنهم حتى يتعرف المسرحيون في مصر عليهم بشكل حقيقي.
والتعريف الذي جاء في الكتالوج كان مخلًا، ومن ناحية أخرى لا بد وأن تعود الفرق لبلادها وهي تحمل معها أيقونة المهرجان، إذ أننا لو سألنا أنفسنا ماذا قدمنا لتلك الفرق يمكنها تذكره في تاريخها سنجد أننا لم نقدم لهم شيئًا يذكر، وهو أمر على إدارة المهرجان أن تعالجه بسرعة وتفكر فيه من الأن في كيف سيتم معالجة هذا الأمر لأهميته.
وتساءل "خميس" ما معنى أن تقدم عروض المهرجان دون اشتباك نقدي معها؟، كنت قد طلبت من إدارة المهرجان عقد لقاء حقيقي مع كل فرقة للنقاش معها حول منجزها المسرحي، وهي مسألة حيوية للغاية وتفتح مجالًا للمعرفة وتبادل وجهات النظر .
وطالب خميس في نهاية حديثه أن تنعقد جلسة بين المسرحيين في مصر لتبادل وجهات النظر حول المهرجان، وكيفيات تطويرة والوقوف على مشاكله التي يجب تجنبها في المرات القادمة، لكن لا شك في أهميته ودورة البناء في تشكيل مستقبل المسرحيين، وظني أن البروتوكولات التي عقدها المهرجان كفيلة سواء مع المسرحيين العرب أو المنظمات المسرحية والجمعيات العالمية سوف تسمح بتطوير آلية العمل ويكفي أن المهرجان قد تحول لمؤسسة تدار بشكل جماعي مؤسسة تتعلم من أخطائها وتسعى للتطوير .
-----------------------------------------------------
المصدر : إيناس حمدي - البوابة نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق