مجلة الفنون المسرحية
3 مختصين يدعون إلى ضرورة مأسسة المسرح العربي
نظمت صباح أمس بفندق هيلتون في الشارقة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ندوة بعنوان «مؤرخو المسرح العربي أي دور وأي تأثير» بمشاركة: المغربي عز الدين بونيت، والتونسي محمد المديوني، واللبناني عبيدو باشا، وهي تبحث في قضايا وتساؤلات المسرح العربي، وحضرها جمهور كبير من النقاد والمسرحيين الذين أثروا الندوة بمداخلاتهم وأسئلتهم. رصدت الندوة تاريخ المسرح العربي، كما فحصت عدة نصوص ودوافع ومناخات أنتجت تلك النصوص، عن تاريخ المسرح، ومن ضمن ذلك القول: «بأن الكتابة عن المسرح العربي كانت ذات طابع فردي، الأمر الذي أنتج شحاً في المصادر والمراجع» وهو الأمر الذي تم طرقه بشدة في الندوة، حيث تمثل قضية شح المراجع هاجساً للمشتغلين بالمسرح العربي ومؤرخيه في عملية التحقيق والتوثيق والرصد. ناقشت الندوة كذلك ما جاء في المؤلفات التي تحدثت عن تاريخ المسرح نقدياً، بما في ذلك المناهج التي اتبعتها هذه المؤلفات، وتم رصد إنجازاتها وانعكاسها على واقع المسرح العربي.
ذكر مدير الندوة محمد بهجاجي «المغرب»، أن الأسئلة التي تناقشها الندوة ذات طابع نقدي لتاريخ المسرح وأن الرجوع إلى التاريخ لا يعبر فقط عن نزوع نوستالجي، بل كذلك من أجل الوقوف على المنجزات، والإخفاقات، ومسيرة المسرح العربي بشكل عام.
تحدث محمد المديوني عن التأريخ وكيفية البحث فيه بالاستشهاد بمقولات ابن خلدون، للتمييز بين عمليتي «الإخبار» و«التأريخ»، مبيناً أن المؤرخ لا يذكر الأحداث فقط، بل يربطها بالفلسفة، والعلوم، واللغة، والجغرافية. من جانبه ذهب عبيدو باشا، إلى أن المسرحيين العرب؛ قد حصروا نقاشاتهم في إقامة حلقات مغلقة تخصهم، بحيث يبدأون وينتهون داخل أنفسهم. وشدد باشا على أن المطلوب هو مأسسة كتابة تاريخ المسرح العربي، منبهاً إلى صعوبة أن يقوم شخص واحد بكتابة هذا التاريخ.
بدوره دعا الناقد عز الدين بونيت إلى صنع تاريخ للفرجة، مشدداً على مأسسة المسرح، وأهميته في تفعيل الذاكرة، فالمسرح يعتبر فعلاً إبداعياً، وأن معظم التوصيات في المؤتمرات المسرحية العربية، تناولت ذلك الأمر.
--------------------------------------
المصدر : الخليج - علاء الدين محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق