مجلة الفنون المسرحية
ستار
احمد ابراهيم الدسوقى
مصر -القاهرة 2002 - 2017
شخصيات المسرحية
عربي رب الأسرة عمره 50 عاماً
قومية الأم عمرها 40 عاماً
مصري الإبن عمره 20 عاماً
قدسية الإبنة عمرها 16 عام
ماجن الجار ليس له عمر محدد وصوته مثل صوت القزم الاخن
أطفال من 3 سنوات حتى 6 سنوات
نابش القبور محارب قديم 85 عام مبحوح الصوت
ساقطة فتاة لعوب مهجنة لها صوت الساقطات
البندقية الآلية آلة حرب لها صوت مُجسم مزدوج
ماجنة بطلة المسلسل
مجون زوج بطلة المسلسل
فاسد إبن بطل المسلسل
فاسدة أبنة بطلة المسلسل
الخادم ذل خادم العائلة فى المسلسل
ماجن الشرقي
ماجنة الغربية
جهاز هزيمة العرب
متحلل شاب عربي خائن 25 عام
بن ملقن كاتب روائي ماجني
بن ماجن القصير طفل 4 سنوات
بن جلاد مذيع
الأرض المحتلة إمرأة في العقد الرابع من العمر
إبنة سجانة مذيعة
المجموعة مجموعة من الرجال والنساء
سام الأمريكي رئيس جوار العائلة والماجنية
يُرفع الستار
يُرى مشهد لحجرة نوم صغيرة غير متسعة .. من اليمين يوجد فراش ابيض يتسع لإثنان يليه بخطوات فراش آخر يتسع لشخص واحد .. ثم بعد عدة خطوات فراش ثالث يتسع أيضاً لشخص واحد .. خلف الثلاثة أسرة لوجد نافذة عملاقة خشبية مغلقة يجاورها صوان خشبي كبير لحفظ الملابس مفتوح على مصراعيه .. ثم إلى أقصى اليسار يوجد ثلاث أبواب الأول باب المطبخ والثاني باب دورة المياة والثالث باب المنزل الذي يؤدي إلى الخارج .. يوجد مصباح واحد وحيد يتدلى من السقف وهو غير مضاء .. الجو نهاراً في زمان ومكان غير محددان .. يوجد رجل وزوجته نائمان على الفُراش الأول .. وكذلك يوجد شاب صغير نائم على الفراش الثاني .. وكذلك فتاة شابه صغيرة نائمة على الفراش الثالث .. جميعهم بدون غطاء ولا ملاءات الفراش وعرايا كما ولدتهم أمهاتهم .. يغطون في نوم عميق وترى بعض من أشعة الشمس قد تسللت من النافذة المُغلقة .. يتقلب الرجل المسجي في الفراش الأول بجانب زوجته ثم ينهض نصف نهضة ويمسح عينيه ويتثاءب .. وفجأة يكتشف أنه عاريا بدون ملابس فيصعق ويتلفت حوله مذعوراً .
عــربي:(في ذعر) ما هذا .. ما الذي حدث .. إني عاري نعم عاري .. أين ملابسي .. أين رداء النوم .. أين ملابسي الداخلية .. هل نمت البارحة عارياً .. كلا كلا .. لقد صليت العشاء وقرأت سورة البقرة .. ونمت متوضئاً لم أقرب زوجتي .. إذن أين الملابس؟
( يلتفت إلى زوجته النائمة بجواره فيكتشف أنها عارية هي الأخرى فيشهق .. يوقظها بعنف .. فتتململ ثم تنهض وهي تمسح عينها )
قومـية :(في غضب) ما الأمر يا عربي لماذا توقظني هكذا .. هل قامت القيامة
عربى :( في ذعر ممتزج بالدهشة) كلا لم تقم القيامة .. لكن إني أتسأل أين ملابسك .
( تنظُر قومية إلى جسدها فتجد نفسها عارية فتصعق وتشهق )
قومية : يا إلهي بحق السماء ما الذي حل بنا .. أنمنا أمس عرايا .. أين رداء النوم .. أين ملابسي الداخلية .
عــربي:( وهو يتلفت حوله مندهشا) كلا لم ننم عرايا أمس .. لقد قرأنا سورة البقرة ثم نمنا
قومـية : (في ريبة ) أواثق أنت .
عــربي:( في نظرة ذات مغذى ) إلام ترمين .
قومـية : (في ذهول) كلا كلا لا شيء .. لكن أين ذهبت ملابسنا هل تسللت وهربت .
عــربي:( مفزوعاً ) وهل تهرب الملابس ؟
قومـية : ( تشهق مذعورة ) إذن ما الذي حدث .
عــربي:( وهو يبحث عن الأسباب ) لا أدري .
قومـية : ( تفكر بعصبية ) هل قمنا ليلاً وخلعنا ملابسنا ثم نمنا ثانية بدون أن نشعر .
عــربي:( وقد أمسك رأسه بيده ) يا عزيزتي نحن نمتليء بالمشاكل والعُقد .. لكن ليس إلى هذه الدرجة .. أن نسير ونحنً نياماً .
قومـية : ( تتلفت حولها ) أين إبننا مصري .
عــربي:( يشير نحو جواره ) ها هو نائماً على فراشه بجوارنا .
قومـية : ( وقد أخفت وجهها بيديها ) يا لخجلي أخشى أن يستيقظ فيرانا عرايا هكذا .
عــربي:( في دهشة ) أنظري إنه عاري هو الآخر .
قومـية : ( وقد مسها الذهول ) عاري .. أين غطاء الفراش حتى أستر به نفسي وأذهب لأوقظه
عــربي:( وهو يضغط على أسنانه ) لا يوجد غطاء .
قومـية :( وهي تبحث أسفلها ) إذن سأنزع ملاءة الفراش لأستر بها عورتي .
عــربي:( وعلى وجهه شبه إبتسامة يائسة ) لا توجد أيضاً .
قومـية : ( تشهق يا إلهي ) أين ذهبت كل أغراضنا
عــربي:( يتلفت حوله بعصبية ) لا أدري .
قومـية : ( في خوف ) سأوقظ مصري .
( تنهض مرتعبة وتذهب نحو فراش مصري لتوقظه )
قومـية : يا مصري يا مصري استيقظ استيقظ .
مصري : ( في تململ ) هي أذن المؤذن يا أمي لصلاة الفجر .
قومـية : ( في فزع ) كلا لكن الشمس قد توسطت كبد السماء .
مصري : ( مٌندهشاً نصف مُدرك ) ماذا توسطت السماء أظهراً نحنُ .
قومـية : ( في شبه صراخ ) إنس كل هذا وأنظر إلى نفسك .
مصري : ( وقد بدأ يُدرك ) وما الغريب بي اليوم .. يا إلهي إني عاري عاري .. أين رداء النوم أين ملابسي الداخلية (ينظُر نحو أمه) ما هذا يا أمي أنت .. أنتِ عارية .. أنتِ الأخرى (يلتفت نحو أباه) وكذلك أبي ما الذي حدث بحق السماء .
قومـية : ( وهي تلطم ) لا أحد يدري يا ولدي .
مصري : ( يتلفت حوله ) أين أختي قدسيه .
قومـية : ( تُشير نحو جوارها ) ها هي على فراشها .
مصري : ( وهو يخفي وجهه بيده ) يا لخجلي إنها إنها عارية.
قومـية : ( في إرتباك ) سأوقظها هي الأخرى (تذهب نحو فراشها وتوقظها) .
قومـية : إستيقظي يا قُدسية إستيقظي يا إبنتي .
قدسـية : ( في غضب ) ما الأمر يا أمي هل حدثت الحرب.
قومـية : ( في ذُعـر ) كلا أفظع بكثير .
قدسـية : ( تنهض نصف نهضة ) ماذا تريدين مني يا أماه .
قومـية : ( في خجل ) أُنظُري إلى نفسك .
قدسـية : ( تشهق ) ومالها نفسي .. يا إلهي إني عارية نعم عارية .. يا للفضيحة ما الذي حدث لي .. هل جردني أحد من ملابسي أثناء نومي .. (لأمها) وكذلك أنتي الأخرى عارية يا أمي .
قومـية : ( تكاد تبكي ) لا أدري يا ابنتي لكن قولي لي .. هل هل أنتِ سالمة .
قدسـية : ( في عدم إدراك ) سالمة كيف يا أمي (تفكر مليا ثم تتنهد) فهمت فهمت يا أمي .. كلا كلا لقد تطرف ذهنك إلى أشياء بعيدة .. فأنا لا أزال بكراً وكذلك ( تنظُر نحو أباها وأخاها ) يا إلهي يا لخجلي إن أبي وأخي عاريان أيضاً ما الأمر .
مصـري: ( لا يلتفت حوله ) لا أحد يدري يا أختاه .
قدسـية : ( في إرتباك ) ليذهب أحد ويبحث لي في صوان الملابس عن أي شيء أستر به عورتي .
( ينهض مصري ويذهب نحو الصوان ويبحث داخله فيجده خاوي فيعود لمكانه )
مصـري: ( في دهشة ) كما ترين لا يوجد أي شيء في الصوان ولا الحجرة غير الثلاثة أسرة .
قدسـية : ( خجلانه ) يا للفضيحة أأظل هكذا عارية بدون ملابس أمام الجميع .
عــربي:( في ألـم ) كُلنا كذلك يا إبنتي .
(ينهض مصري في جرأة .. ويسير نحو باب المنزل فتخفي قدسية عينيها بيديها عندما يمُر أمامها )
مصـري: ( يتفحص باب المنزل ) كما صدق ظني .. لقد حطم أحدهم باب المنزل ونحن نيام .
عــربي:( في دهشة ) وماذا يعني هذا ؟
مصـري: ( يلتفت إلى أبيه ) لقد سطا أحدهم على ملابسنا وكل أغراضنا يا أبي .
عــربي:( يُفكر في غضب ) عجباً ومن ذا يكون قد فعل ذلك.
مصـري: ( يعود ويجلس على فراشه ) لابد أنه جارنا الألماني .. لقد كانت له طموحات في منزلنا سابقاً
قومـية : ( تفكر وتحدس) كلا كلا .. لا أظن أنه يفعل ذلك .. كما أنه يطمع في منازل أخرى غير منزلنا.
مصـري: ( ينهض ويشير بيده ) إذن هو الروسي كانت له مطامع في منزلنا.
قدسـية : ( تلوح بيدها ) لا أظن .. ذلك لأنه منزله يُعج بالثروات .
قومـية : ( تنهض كمن اكتشفت شيء هام ) لابد أنه الأمريكي .. فهو يهوى السيطرة .
قدسـية : ( تحبطها ) هو بالفعل يهوى السيطرة لكنه لا يحطم الأبواب .. فعنده مفاتيح مصطنعه
مصـري: ( ينهض مشيراً بيده ) وجدتها إنه الياباني
قومـية : ( تفند رأيه ) كلا إن منزله يبعد عنا بعشرات الأمتار .
مصـري: ( في حـيره ) إذن من الصيني .
قدسـية : ( تنفـي ) هو من أصدقاءنا.
قومـية : ( تحدس ) الفرنسي .
قدسـية : ( تضحك ) إنه أكبر من أن يسرق أغراضنا
مصـري: ( يُفكر ) الإنجليزي .
قومـية : ( تُشير بيدها ) إنه يدك المنازل لا أن يسرق الملابس والأغراض .
قدسـية : ( تمزح ) أحد الإسكيمو .
قومـية : ( في غضب ) كفاك سخافات .
مصـري: ( في ثورة ) لم يتبقى غير .
قدسـية : ( متخوفة ) غير ماذا ؟
قومـية : ( في فزع ) لا تقولوها.
عــربي:( يتلفت حوله ) أخفضوا من أصواتكم .
قومـية : ( تهمس ) لا يوجد غيره .
قدسـية : ( تكرر الهمس) هو الوحيد الذي يجرؤ على فعل هذا .
عــربي:( في توجس ) هو بارع في الاقتحام .
قومـية : ( مُفزعه ) قوي الشكيمة .
قدسـية : ( تخفي وجهها بيدها) قاس ومُخيف.
عــربي:( يتلفت حوله ) وله عيون في كل مكان .
قومـية : ( تُشير إلى قلبها ) قلبه قد تحول إلى صخر .
قدسـية : ( تُشير بالطعنة إلى صدرها ) لا يراعي جيرة ولا حرمه .
عــربي:( يضع قبضة يده حول عنقه ) جرأته مُخيفة
قومـية : ( تدمع عيناها ) ونحن جميعاً نهابه .
مصـري: ( ينهض ويصيح فيهم جميعاً ) كفوا عن كل هذا الهراء .
قومـية : ( مُندهشة ) ما الذي حدث يا ولدي .
مصـري: ( في غضب ) أنتم الثلاثة تعطونه أكبر من قدره .. إنه مُجرد وغد حقير.
عــربي :( يتلفت حوله في خوف ) لا تكُن متهوراً يا ولدي أنت لا زلت صغيراً.
مصـري: ( في ثورة ) أنتم الذين اعتدتم تضخيم الأمور والتذلل والإستسلام .
عــربي :( يُهديء من ثورته في خوف ) أنت لا تعرف حجمه.
مصـري: ( يصيح مستثاراً ) كلا أعرف مقداره جيداً .. لقد تسللت ذات مرة إلى داخل منزله .. وظللت دقيقة مختبئاً أسفل أحد المقاعد ورأيت ما أضحكني .
قومـية : ( في فضول ) وماذا رأيت .
مصـري: ( في حده ) منزلاً مهلهلا من الداخل .. كل سكانه مرتزقه مهاجرون .. ويختبئون إذا رأوا حشرة على الأرض .. ألف باءهم المال والجنس .
قدسـية : ( وقد خدشت الكلمة حياءها ) مصري .
مصـري: ( في خجل ) معذرة يا قدسية لم أتعمد الكلمة .
قومـية : ( في شغف ) وصاحب المنزل .
مصـري: ( في إزدراء ) لولا الإعانات التي يتلقاها من المنازل الأخرى .. لمات جوعاً وهجره كل أعوانه وعائلته .
قومـية : ( في توجس ) لكنه رجل مُخيف .
مصـري: ( غير آبه ) هذا لأنه متوحش سادي لكن لا يخيفني .
قدسـية : ( في ألـم ) دائماً كان يتطلع إلي .
مصـري: ( تثور ثائرته ) هذا السافل الحقير .
قدسـية : ( تبكي ) يدعوني للدخول إلى منزله .
مصـري: ( في غضب محتدم ) كدت أقتله مرة لهذا السبب .
قدسـية : ( تنتحب ) وترك جرحاً غائراً في جبهتك .
مصـري: ( في سعادة ) وكذلك أنا تركت جرحاً غائراً في جبهته .
قومـية : ( في ألـم ) وتعادلتما .
مصـري: ( ثائراً ) لكنه سطى على ملابسنا وأغراضنا .
عــربي :( يتلمس له الأعذار خوفاً منه ) لا يوجد دليل ضده .
مصـري: ( محتداً ) وهل يوجد سارق غيره في الجوار .
عــربي :( يتهرب من الحديث ) سأحضر صندوق الأدوات لأصلح الباب .
(ينهض الأب عربي .. ويذهب نحو حجرة المطبخ ثم يعود بعد قليل ومعه صندوق الأدوات .. ويشرع في إصلاح الباب لكن بأسلوب خاطيء
مصـري: ( مندهشاً ) ما هذا الذي تفعله يا أبي .
عــربي :( في تعجب ) أصلح باب المنزل .
مصـري: ( ينهض ويشير إليه ) أنت توصده علينا من الداخل .
عــربي :( في إعتياد ) نعم تعمدت هذا .
مصـري: ( يضحك من فرط الدهشة ) وكيف سندخل ونخرج .
عــربي :( في ألم ) لن ندخل ولن نخرج .
مصـري: ( مأخوذاً ) ماذا .
عــربي :( متعللاً ) حتى نجد ملابس .
مصـري: ( يجادله ) وكيف سنجد ملابس ونحن مسجونون في الداخل .
عــربي :( في حُزن ) لا أدري يا ولدي .
مصـري: ( ملقياً عليه المسئولية ) ومن الذي يجب أن يدري غيرك يا أبي .
قومـية : ( مؤنبه ) لا تجادل أباك هكذا يا مصري .
مصـري: ( في خجل وألم ) حسناً يا أمي سألقي نظره من النافذة .
(ينهض ويتجه صوب النافذة المغلقة وينظر من خصاصها )
قومـية : ( تنهض وتُمسك به ) لا يا ولدي كلا كلا .
قدسـية : ( تنتحب ) إحذر يا أخي .
مصـري: ( مندهشاً ) لما كل هذا الخوف والجُبن .. (يخلص نفسه من قبضة أمه) كما توقعت إن الوقت قد تجاوز العصر وجارنا الذي يدعى .
قومـية : ( تقاطعه في فزع ) لا تقل إسمه إنه اخاف .
مصـري: ( في دهشة ) تجلدي يا أمي .
عــربي :( يؤنبه ) أصمت يا ولدي .
مصـري: ( في غضب ) هل سيمنعنا أيضاً من ذكر اسمه .
عــربي :( هامساً ) قد يكون يتصنت علينا .
مصـري: ( يضحك في أسى ) نحن بالفعل تحت مجهره .
عــربي :( ينهض ويمسك به ) يا ولدي تعقل .
مصـري: ( يصرخ ) دعوني أكمل حديثي .. إن جارنا الذي يُدعى ماجن .. قد علق ملابسنا الخارجية والداخلية في الهواء على الملأ ويرقص هو واعوانه أسفلها .
عــربي :( يشهق ) إذن هو من فعلها .
مصـري: ( ساخر ) نعم يا من كنتم تكذبوني .
عــربي :( في إستسلام ) كم نحن مساكين .
مصـري: ( يمسك بأباه ) والحل يا أبي .
عــربي :( في سكون ) وماذا نستطيع أن نفعل يا ولدي .
مصـري: ( يصيح فيه ) أنت رب الأسرة تصرف .
عــربي :( ينظُر إلى أعلى ) إذن ننتظر معجزة من السماء.
مصـري: ( مذهولاً ) ماذا أتمزح.
عــربي :( يشرح ) كلا يا ولدي نحن من أمة محمد .. وقد يستجيب الله لدعاءنا ويحرق منزله بصاعقه من السماء .
مصـري: ( يضحك ) يا أبي زمن المعجزات إنتهى وولى .. علاوة على أن منزل جارنا ماجن داخل منازلنا ولا يفصلنا عنه إلا امتار .. فإذا هبطت صاعقة من السماء فستحرقنا جميعاً .
عــربي :( في تخيل ) إذن نيزك .
مصـري: ( يضرب الأرض بقدمه ) يا أبي لا تكن واهما لا يُغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لقد علمتني هذا وأنا صغير .
عــربي :( في تشتت ) بالفعل يا ولدي إذن فلنرتدي ملابسنا أولاً ثم نُفكر في حل مُناسب ضد جارنا ماجن .
مصـري: ( يصيح ) يا أبي لا تدور حول نفسك .. من أين لنا بالملابس ونحن مسجونون هنا بدون أي شيء .. لابد أن نخرج وننتزع ملابسنا بالقوة منه .
قومـية : ( مؤنبة ) يا مصري لا تجادل أباك هكذا .
مصـري: ( في ثورة ) ساُحطم الباب وأخرج لأنتزع ملابسنا بالقوة .
قومـية : ( تمسك به ) يا ولدي تعقل أنت عاري .. أتريد لنسائه الساقطات أن يرين عورتك .
قدسـية : ( في خـجـل ) أمـي .
قومـية : ( وقد إحمر وجهها ) معذرة يا ابنتي .
عــربي :( مُنبهاً ) علاوة على أن قانون المنطقة التي نقطُن بها يمنع التواجد بالخارج عارياً .
مصـري: ( ينهض ويضرب الجدار بيده ) لذلك فلقد فعلها بنا جارنا ماجن الداهية .. استغل القانون لصالحه .. علاوة يا أبي لا يوجد في المنطقة يلتزم بهذا القانون فلماذا يطبق علينا نحن فقط .
قومـية : ( في ألـم ) لأننا مضطهدون يا ولدي .
قدسـية : ( في حسرة ) صدقتِ يا أماه فلقد حولوا عالمنا إلى ثلة من المحاذير .. نفعل هذا ولا نفعل ذلك حتى القمح نزرعه بالإستئذان وإذا إمتلكنا مدية جديدة قامت الدنيا ولا تجلس علينا .
مصـري: ( يلوح بيده ) أنت تتذكرون ماذا فعلوا بنا عندما أردنا أن نجلو سكاكين مطبخنا المتهالكة.
عــربي :( يتذكر ) إتهمونا بإثارة القلاقل وصادروا ما تبقى من أدوات المطبخ .
مصـري: ( في تذمر ) وهم يمتلكون قواطع للطعام كهربائية .
قومـية : ( تنهض وتدور حول فراشها وتصيح ) أيُعقل ألا أرتدي الحجاب إلا داخل المنزل وإلا نزعوه مني .
عــربي :( تدمع عيناه ) ويفرضون علي عدم إطلاق لحيتي وإلا إضطهدت وطردت من عملي .
مصـري: ( في تألم ) وماذا سنفعل الآن يا أمي .
قومـية : ( وقد أمسكت رأسها في حُزن ) لا أدري يا ولدي لا أدري.
مصـري: ( يلتفت نحو أخته ) ماذا سنفعل يا أختي .
قدسـية : ( تُلقي بالأمر نحوه ) لا أدري أنت الرجل تصرف.
مصـري: ( يلتفت نحو أباه ) يا ابي أشر علينا.
عــربي :( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مصـري: ( يضحك ساخراً ) إذن سننتظر إلى يوم الدين .
قومـية : ( في تنبيه ) مصري لا تضايق والدك هكذا
مصـري: ( يتلفت نحو القبلة ) أريد أن أصلي يا أمي
قومـية : ( غير عابئة ) فلتصلِ .
مصـري: ( محتداً ) عارياً هل سيتقبل الله مني الصلاة وأنا عاري .
عــربي :( مُندهشاً ) لقد حان وقت صلاة العصر منذ ساعة .. ولم يؤذن المؤذن في المسجد الكبير الذي يجاورنا ما الأمر .
قدسـية : ( تتساءل ) لا أحد يدري .
مصـري: ( ينهض ويذهب ) سأستطلع الأمر .. سأنظُر من نافذة دورة المياة فهي تطل على المسجد .
قدسـية : ( في فزع ) أبي أمي إني خجلانه من نفسي .
( يعود مصري بعد قليل )
قومـية : ( مستطلعه ) لقد عاد مصري .
قدسـية : ( في تساؤل ) ما الأمر لماذا لم يؤذن للصلاة ؟
مصـري: ( يجلس في أسى ) لقد احتل ماجن جارنا المسجد .
عــربي :( ينهض مبهوتاً ) بحق السماء هل حدث هذا .
مصـري: ( وقد نكس رأسه ) وجدته جالساً فوق المئذنة.
قومـية : ( تنهض وتصرخ ) وباقي الجيران أبناء عمومتنا والجوار .
مصـري: ( صامتاً ) يغضون أبصارهم .
قدسـية : ( في ألم ) أمي أنا جائعة .
قومـية : ( تنهض وتذهب نحو المطبخ ) سأذهب لأجهز الطعام .. في المطبخ توجد دجاجة وخضروات مُنذ الأمس
مصـري: ( يعاود السؤال ) ماذا سنفعل يا أبي.
عــربي :( يُشير لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
(تعود قومية خاوية الوفاض)
قدسـية : ( في جزع ) لماذا عدتِ يا أمي ؟
قومـية : ( متألمة ) لا يوجد طعام بالمطبخ .
قدسـية : ( مذهولة ) ماذا ؟
قومـية : ( في خيبة أمل ) والمياه مقطوعة .
مصـري: ( ينظـُر لأعلى ) أنظروا إن الكهرباء أيضاً مقطوعة .
قومـية : ( مذهولة ) ألم نشعر إلا الآن .
مصـري: ( ساخراً ) وهل شعرنا بسرقة ملابسنا حتى نشعر بإنقطاع الكهرباء .
قـُدسية : ( في فزع وخجل ) أمي أنا أشعر بالخزي هكذا .
قومـية : ( تُهديء من روعها ) تجلدي يا فتاتي .
مصـري: ( ينهض ويصيح ) لقد حبسنا جارنا ماجن لا طعام ولا شراب .. لا كهرباء .. لا ملابس .. لا كرامة .. لا نخوة .
قومـية : ( مؤنبه) مصري
مصـري: ( ينهض ويضرب الجدار بيده ) غداً سيقطع عنا الهواء .
قـُدسية : ( تنهض وتشير بأصبعها ) لقد وجدت الحل .
مصـري: ( ينتبه إليها ) وما هـو ؟
قـُدسية : ( في سعادة ) إني أمتلك ألفان من الجنيهات وبعض الحُلى الذهبية.
قومـية : ( مُغتبطه ) وكذلك أنا ثلاثة آلاف.
عــربي :( في فرح ) وأنا معي خمسة آلاف.
مصـري: ( في ألم ) وانا سبعة آلاف ولكن أنسيتم أننا لابد وأن نخرج حتى نشتري الطعام بالنقود .
قـُدسية : ( ساخرة ) نعم صحيح مرحى بثرائنا .
مصـري: ( يضحك من الألم ) أثرياء نعم لكن نقودنا لا تساوي الحبر الذي طبعت به .
قـُدسية : ( تلتفت نحو أبيها ) إذن ما الحل يا أبي .
عــربي :( في إنكسار ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مصـري: ( وقد لاحظ توترها ) قُدسية لماذا أنتِ متوترة هكذا .
قـُدسية : ( في خـجل ) لا أستطيع أن أنظر تجاهك وأنت هكذا .
عــربي :( في ألـم ) قدرنا يا إبنتي .
قـُدسية : ( في ظمأ ) أنا ظمآنه .
مصـري: ( في غضب ) وأنا كذلك .
قـُدسية : ( في صوت واحد مع اخيها ) هيا نذهب نحن الإثنان لنبحث عن ماء يُقطر من الصنبور.
قومـية : ( في خوف ) كلا كلا لا تذهبا بمفردكما.
قـُدسية : ( مُندهشة ) لماذا يا أماه .
قومـية : ( في أمر ) سأشرح لك مرة أخرى إذهب أنت يا مصري .
مصـري: ( مندهشاً ) حسنا يا أمي .
قـُدسية : ( مُتعجبة ) ما الأمر يا أمي .
قومـية : ( في خوف ) يجب ألا تتواجداً معاً في مكان واحد بمفردكما.
قـُدسية : ( في تعجُب ) لمـا .
قومـية : ( في خجل فطري ) لأنكما لأنكما عاريان .
قـُدسية : ( وقد هالتها الكلمة ) لا تُكملي يا أمي فهمت .
قومـية : ( في غضب ) لقد إستطاع جارنا ماجن أن ينال منا بالفعل ياله من ذكي لعين .
قـُدسية : ( في ألم ) لقد شل حركتنا جميعاً .
عــربي :( يتنهد ) سأغفو قليلاً .
قومـية : ( تنتبه ) كلا يا زوجي لا تتركني وتنام فأنام أنا الأخرى من الإرهاق
عــربي :( مُندهشاً ) وماذا في أن ننام نحن الإثنين
قومـية : ( في تلميح ) ونترك مصري وقدسية بمفردهما مستيقظين .
عــربي :( لا زال مُندهشاً ) وماذا أن يستيقظا بمفردهما .
قومـية : ( تهمس ) ألا تعي ما أرمي إليه إنهما في سن الشباب وعاريان أفهمت .
عــربي :( هامساً ) فهمت لكن ألن ننام .
قومـية : ( في ألم ) كلا لن ننـام .
عــربي :( صائحاً ) سنموت هكذا .... سنجن .
قومـية : ( في أسى ) نحنُ ميتون بالفعل .
عــربي :( في حدة ) لقد نال منا جارنا ماجن بالفعل .
قـُدسية : ( في تطلع ) عما تتهامسان .
(يعود مصري من المطبخ )
( في تألم لا توجد أي قطرة مياه يا أمي في أي صنبور )
قومـية : ( في جزع ) وماذا سنفعل؟
قـُدسية : ( في خوف ) سنموت هكذا إن ظللنا بدون طعام ولا شراب .
مصـري: ( في حدة ) يا أبانا إفعل شيء .
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
قـُدسية : ( في خوف من رد فعلهم ) عندي حل لكنه لن يُرضي أحداً .
مصـري: ( ساخراً ) وما هو أن نطير .
قـُدسية : ( في خوف وتوجس ) لا تسخر مني .. الحل هو أن أن نطلب من جارنا ماجن طعام وشراب .
مصـري: ( في ثورة ) كلا الموت أهون لنا .
قـُدسية : ( في جوع ) لماذا ؟
مصـري: ( في غضب وحدة ) هذا ما يريده .. أن نتذلل له ونستسلم لما يفعله بنا .. وهذا لن يحدُث أبداً ما حييت .
قومـية : ( في غضب ) حديثه صائب يا قُدسيه .. جارنا ماجن يريد أن نستسلم له .. ونمد يدينا بالمصالحة .. وهذا لن يحدُث كما قال مصري الموت أهون لنا .
قـُدسية : ( في ألم ) حسناً كما تشاءون .. لكنى اشعُر بالذل والعار هكذا وانا حبيسه ومحاصره
قومـية : ( توآزرها ) تجلدي يا إبنتي
قـُدسية : ( تتلفت حولها ) أشعر أني مهتوكة هكذا ( تخفي وجهها بيديها ) كأننا في حرب وقد أسرنا .
مصـري: ( في حسرة ) كأننا .. نحنُ في حرب بالفعل حرب صليبيه وقد أسرنا حقيقة .. لكن داخل أقفاص من ذهب .
عــربي :( في إستسلام ) جارنا ماجن إستطاع بالفعل أن ينال منا .. إذن لابد من التسليم .
مصـري: ( يصيح ) كلا يا أبي .. سأقتل نفسي إن فعلت ذلك .
عــربي :( يشير لجميعهم ) سنموت يا ولدي هكذا من الجوع .
مصـري: ( بصوت مُرتفع ) كلا لن نموت عندي حل .
عــربي :( ينصت ) وما هو ؟
مصـري: ( هامساً ) أن نحفر خندقاً أسفل الأرض حتى منزل أحد جيراننا ثم .
( يسمع صوت جارهم ماجن من الخارج يحدثهم في مكبرات الصوت )
مـاجــن:( في تحرش بادي ) أعزائي آل عربي .. صباح الخير .. أقصد مساء الخير .. هل أنتم سعداء بهذا الوضع .. قولوا .. قولوا .. هل أنتم سعداء بهذا الوضع ؟ إذا أردتم التسليم فمرحباً بكم لكن بشروطي .. ويوجد شيء آخر لا تحاولوا حفر نفق تحت الأرض لأني أعلم ما يدور بخلدكم وما تتهامسون به .. وتحياتي لرب الأسرة عربي المستسلم وزوجته الجميلة قومية الساكنة .. وإبنه البار مصري العنيد وإبنته الفاتنه قُدسيه .. سجن موفق وعُري دائم يا قُدسيه ولكم جميعاً .
قـُدسية : ( مُفزعه ) يا إلهي أسمعتم ما قال هذا السافل ماجن كأنه يراني .. نعم يراني وانا في هذه الصورة .. يا للخزي والعار (تبكي) ليتني مت قبل هذه اللحظة .
مصـري: ( يتلفت حوله ) من إدراه بموضوع النفق .
عــربي :( في ذُعر ) لابد أن بيننا خائن .
مصـري: ( مُستنكراً ) خائن يا أبي .. نحن مسجونين في حُجرة مغلقة .. والخائن لابد وأن يخرج ليشي بالأسرار ويعود .. إنس موضوع الخيانة هذا يا أبي .
عــربي :( يتلفت حوله ) إذن ما أعلمه .
مصـري: ( يشير لأعلى بأصبعه ) إنه يتصنت علينا .
مـاجــن:( وقد عاد للحديث في مكبرات الصوت ) نعم يا أعزائي أتصنت عليكم فهل يضايقكم هذا .
مصـري: ( ينهض في غضب ) أسمعتم .. سأذهب لأحطم رأسه هذا اللعين .
قومـية : ( تمسك به ) تعقل يا ولدي ولا تنسى أنك عاري .
مـاجــن:(وقد عاود الحديث في مكبرات الصوت ) أتريدون أن أقول لكم كم شعره في جسد إبنتكم قُدسيه .. سأعد واحد إثنان عشرة عشرين مائة خمسمائة ألف ألفان ثلاثة آلاف.
قـُدسية : ( في خزي ) أمي .. أمي .. إنه يراني .. نعم يراني .. سأموت هكذا .. ساموت من العار .
مصـري: ( وقد نهض ثائراً ) إتركوني لأقتله .
قومـية : ( تمسك به ) تجكم في نفسك يا ولدي .
مصـري: ( يمسك بأباه ) يا أبي إفعل شيء .
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مصـري: ( محتداً ) أي مُعجزة يا أبي .
قومـية : ( مُحذرة إياه ) لا تخاطب أباك هكذا يا مصري .
مـاجــن:( يعاود الحديث من خلال مكبرات الصوت في الخارج ) لا تخاطب بابا هكذا يا مصري .. وإلا ضربتك ماما قومية .
مصـري: ( لأمه قومية ) أسمعتِ .
قومـية : ( ترتب عليه ) إهدأ يا ولدي .. إنه يُحاول إثارتك حتى يفلت زمام أعصابك .
مـاجــن:( يعاود الحديث من خلال مكبرات الصوت ) هيا يا زوجتي العزيزة هيئي لنا الطعام .. دجاج عربي على الطريقة الأمريكية .. وخضروات شامية مشكلة .
مصـري: ( في غضب ) أسمعتم إنه ياكُل طعامنا الذي سطا عليه من المطبخ أثناء نومنا .
قومـية : ( في ألم ) إهدأ يا ولدي .
قـُدسية : ( في جوع ) أنا جائعة يا أمي .
قومـية : ( وقد أعيتها الحيل ) إمتصي إصبعك يا إبنتي .
مـاجــن:( وقد عاود الحديث في مكبرات الصوت ) إمتصي إصبعك يا قُدسيه مثلما تقول ماما .. وتخيلي إنه إصبع رجل ماجني ساخن .
قـُدسية : ( وقد أفلتت أعصابها ) هذا السافل المُنحط الوغد .
قومـية : ( تهديء من روعها ) إهدائي يا ابنتي .
مصـري: ( ينهض ) كم أود أن أحطم رأسه .
قومـية : ( في غضب ) سيأتي يوم ونحطم رأسه .
مصـري: ( بحده ) متى .
قومـية : ( تلقي بالتبعة على عربي ) إسأل أباك .
عــربي :( ينظر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
قـُدسية : ( في حسرة ) أتذكرين الموز الذي كنت آتى به يا أمي من الخارج .
قومـية : ( تتخيل ) كان شهياً يا إبنتي .
قـُدسية : ( في سعادة ) إني لأتمنى أن ألتهم إصبع موز الآن .
مـاجــن:( وقد عاود الحديث في مكبرات الصوت ) أأعطيك إصبع موز يا قُدسيه مقابل قبلة أم أن الموز الذي كنت تُحضريه لعائلتك كان بدون مقابل .
مصـري: ( وقد فقد أعصابه ) تبا لهذا الحقير ( يصمت برهة ) لكن ماذا يعني بكلمة بدون مقابل هذه .
قومـية : ( تزيح الأفكار السوداء عنه ) لا تعبأ بحديثه يا ولدي .. فهو يحاول الوقيعة بيننا .
مصـري: ( وقد استسلم لحديثها ) بالفعل أنتِ محقه يا أمي .
قومـية : ( تنهض ) سأذهب لأقضي حاجتي يا زوجي ( تهمس له ) لا تغفل عينيك عن مصري وقدسيه .
عــربي :( في ألم ) حسناً .
قـُدسية : ( في خوف ) ترى ماذا سيفعلون بنا يا مصري إن نستسلم .
مصـري: ( غير عابيء ) لا أدري .
قـُدسية : ( في توجس ) هل .. هل سيقتحمون علينا المنزل ويقتلونا .
مصـري: ( يضحك في حسرة ) لا أظـن .
قـُدسية : ( مُندهشة ) لماذا ؟
مصـري: ( في سخريه ) إقتحام المنزل سيكلفهم الكثير من أرواحهم .. وهذا ليس أسلوبهم .
قـُدسية : ( تتساءل ) وما هو أسلوبهم ؟
مصـري: ( يُشير لداخل نفسه ) أن يجعلوكِ تموتين في مكانك .. (الحرب النفسية)
قـُدسية : ( لمصري ) لقد عادت أمي ( لأمها ) ما الأمر يا أمي .
قومـية : ( في غضب وحسرة ) إن المرحاض مسدود بالملاط .
مصـري: ( مذهولاً ) ماذا ملاط .
قومـية : ( في ألم ) نعم اسمنت صلب متحجر يابس .
مصـري: ( يصيح متوعداً ) نحن محاصرون من كل إتجاه .
قومـية : ( في ذهول ) وماذا سنفعل .
مصـري: ( في حدة ) عدم الإستسلام .
قـُدسية : ( في جوع ) الجوع والظمأ يخرقان معدتي .
قومـية : ( ترتب عليها ) تجلدي يا إبنتي .
قـُدسية : ( في تخيل ) أريد موزاً .
قومـية : ( مندهشة ) هل أصبحت مدمنة موز .
قـُدسية : ( في غضب ) عجباً ليست نباتاتنا وتنمو داخل نطاق منازلنا .
مصـري: ( مندهشاً ) كانوا يمنعون أي أحد من الإقتراب من الموز .. كيف كنت تستطعين إحضار كل هذا الموز لنا .
قـُدسية : ( في إضطراب ) كُنت .. كُنت أتحايل .
مصـري: ( مُتعجباً ) تتحايلين .
مـاجــن:( وقد عاود الحديث في مكبرات الصوت ) نعم يا مصري تتحايل .. هل تود أن أقول لك كم عدد الحيوانات المنوية التي في جسدك .. سبعة وستين مليون حيواناً منوياً
مصـري: ( في غضب ) أسمعت يا أبي هذا الإستفزاز .
عــربي :( يربت عليه ) إهدأ يا ولدي .
مـاجــن:( في قذارة ) هل تريدون آل عربي أن أذكر لكم مقاييس جد قُدسيه حسناً .. مقاس كذا ثمانية وأربعين سنتمترا .. ومقاس كذا وكذا ستة وخمسين سنتيمتراً .. ومقاس كذا وكذا وكذا سبعة وستين سنتيمتراً .
قـُدسية : ( في ألم وخزي ) امي سأموت .. سأموت هكذا .
قومـية : ( تحتضنها ) إهدئي يا فتاتي .. إنه يحاول إثارة أعصابك فحسب حتى تنهاري .
مصـري: ( في ثورة ) ساحضر سكينا من المطبخ لأقتل هذا الوغد .
عــربي :( في عدم حيلة ) تمالك أعصابك يا ولدي .. لقد أخذوا كل أسلحة المطبخ.
مصـري: ( يتساءل ) وماذا سنفعل الآن .
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مـاجــن:(يعاود الحديث من خلال مكبرات الصوت من الخارج) بالفعل يا آل عربي .. تنتظرون معجزة من السماء .. لكن السماء لا تساعد العجزة .
عــربي :( في تماسك ) هيا يا عائلتي لنقرأ بعض آيات من سورة البقرة .
مـاجــن:( في محاولة لتحطيم أعصابهم ) الآن يا آل عربي موعدكم مع أغنية ( العرب المتخاذلون ضائعون) من تأليف ماجن الشرقي وموسيقى ماجن الغربي أداء المُغني العربي البدوي الجنسية الخائن منشق القعالي .
مصـري: ( في حدة ) أتسمعون .
( يسمع صوت رجل مائع له صوت ناعم نسائي رخيم مستفز ) العرب المتخاذلون ضائعون .. لا يدرون .. لا يمضون .. لا يتنفسون .. يأكلون يتناسلون يتبرزون .. لكن لا يعقلون .. تائهون .. هائمون .. فاشلون .. منهزمون .. ضائعون .. ضائعون .
قـُدسية : ( تبكي وتشهق ) أمي سأموت بسبب هذه الأغنية .
قومـية : ( تحتضنها بحنو ) تجلدي يا فتاة .
قـُدسية : ( تنتحب ) أشعر بأنهم سيأتون في أي لحظة ليأخذوني عندهم .
مـاجــن:( في وقاحة ) نعم يا عزيزتي قُدسيه سناتي لنأخذك في أقرب وقت إلى منزلكم السابق .. أعني منزلنا الحالي .. حتى ترفهين عن شبابنا تسقيهم الخمر وترقصين لهم بدون ( ...... ) وتتقلبين وتتمرغين في ( ...... ) هل فهمتِ ؟
قـُدسية : ( في فزع ) أمي هل سمعتِ سأقتل نفسي قبل أن يحدث هذا .
قومـية : ( تهدىء من روعها ) إهدئي يا إبنتي .. هو يحاول إخافتك فحسب .
مصـري: ( ينهض ويصيح ) إن كنت رجلاً فأدخل لي
مـاجــن:( محاولاً إستثارته ) كلا يا عزيزي مصري لن أدخل .. لن أدخل .. بل أخرج أنت وسيحدث شيء من إثنين إما أن تُهزم .. أو تُهزم
مصـري: ( لأباه ) أسمعت يا أبي
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
قـُدسية : ( في جوع ) إني جوعانة يا أمي.
مـاجــن:( يعاود الحديث من خلال مكبرات الصوت ) يوجد عندنا ساق ديل إنحليزي لك يا قدسيه هيا .. هيا إخرجي لنا لتأكليه ولن نمسسك بسوء .
قـُدسية : ( في بلاهة ) أأخرج يا أمي ؟
قومـية : ( في حدة ) هل جننتِ تموتين ولا تخرجين .. سيعتدون عليك أيتها البلهاء .
عــربي :( في صوت حزين ) يا أولادي .
قـُدسية : ( في حُزن ) لبيك يا أبتاه.
عــربي :( مُتألماً ) عندي حل لكُم .
مصـري: ( منتبهاً ) وما هو .
عــربي :( في توهم ) إن الأمريكي رئيساً للجوار نستدعيه ونطلُب منه التدخل .
مصـري: ( ساخراً ) أنت تعلم أنه ليس حيادياً .. ويكيل بمكيالين .. علاوة على أنه سيطلب منا التنازل عن منزلنا لجارنا ماجن .. وكذلك من سيصله بصوتنا .. جارنا ماجن .
مـاجــن:( وقد عاود الحديث من خلال مكبرات الصوت ) إنصت إلى والدك عربي .. لقد قال لك الحقيقة العارية المصمتة .. فليس لكم إلا الإستسلام .
مصـري: ( لأباه ) كلا كلا يا أبي لن نستسلم .
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) إذن لننتظر مُعجزة من السماء .
مـاجــن:( في وقاحه وإستفزاز ) أعزائي آل عربي .. هل تودون أن أقول لكم ما هو عدد البويضات التي أنتجتها قُدسيه المصون حتى الآن .. ثمانية وأربعون ألف بويضة حمراء دامية كلها عندي في معاملي تنتظر حيواناً منوياً قوي من جسد أحد أتباعي .. فهنيئاً لكم جميعاً وبالدماء المخلطة وبالخلاسيين .
مصـري: ( في غضب وثورة ) ماهذا الذي يقوله.
قـُدسية : ( في خـوف ) لا تصدقه يا أخـي .
مـاجــن:( في إستفزاز )والآن يا كل سكان الجوار نبث إليكم هذا النبأ الهام .. لقد توفيت منذ ثمانية وأربعين دقيقة عائلة آل عربي إثر مرض غامض .. وقد ورثنا كل أملاكهم وثرواتهم .. البقاء لله ولا عزاء للمتعاطفين .. ولا أفجعكم الله في عزيز لديكم إنتهى .
قـُدسية : ( في حسرة ) الآن لقد مُتنا بالفعل كما تقول تقارير الجوار .
مصـري: ( ثائراً) كلا لا زال يوجد أمل .
قـُدسية : ( في تساؤل ) أمل في ماذا يا أخي ؟
مصـري: ( مُخاطباً إياها ) لا أدري لكن يوجد أمل حدسى يقول ذلك .
مـاجــن:( يعاود الحديث من خلال مكبرات الصوت في الخارج ) يا أعزائي آل عربي هل لا زلتم لا تودون الإستسلام .. حسنا .. حسنا سأضخ لكم البُهارات في الهواء .
مصـري: ( في إندهاش ) ماذا يعني هذا الوغد .
(يُسمع من خلال مُكبرات الصوت على غرة صوت آهات وحشرجات وتأوهات جنسية بذيئة .. وبعض الكلمات المُخلة الشهوانية من حين لآخر خلال لقاءات جنسية تعلو وتخفت رويداً رويداً ) .
قـُدسية : ( مذهولة ) ما هذا يا أمي الذي أسمعه .
قومـية : ( في جزع وخجل ) سدي أُذنك براحتى يديك يا إبنتي .
قـُدسية : ( وقد سدت آذانها ) لا أستطيع .. الأصوات تخترق جوانحي .
مصـري: ( يسد أذنه ) أبي إفعل شيء إننا نوشك على الجنون هكذا .
عــربي :( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مـاجــن:( يعاود الحديث من خلال مكبرات الصوت) قولوا يا آل عربي هل أثارتكم شرائطنا الجنسية الممتعة .. أم أنها ممله .. أعلم جيداً أنكم حيوانات جنس من أصغركم إلى أكبركم هل .. هل إندفعت الدماء المكبوتة في أوردتكم هل .. هل تمددت شهواتكم .
مصـري: ( ينهض وقد ثارت ثورته ) الويل لكم أيها السفلة المنحطون .. سأقتلكم سأقتلكم .
مـاجــن:( في قذارة ) إلى متى .. إلى متى ستصمدون .. إستسلموا يا أعزائي آل عربي وأنت على الأخص يا مصري .. إستسلم تجد عندي كل مُتع الحياة .. خمر نساء .. قوة سلطة.
( يزداد صوت شرائط الجنس في المكبرات رويداً رويداً حتى يصبح الصوت عالياً غير مُحتملاً .. فيسد الجميع آذانهم ويظلوا يتقلبون في الأرض من المعاناة من الآلم النفسي والجلد والإباء) .
مـاجــن:( في إستفزاز )والآن يا آل عربي سنقطع هذا اللغو الجنسي .. لنُذيع عليكم مقتطفات من إحدى حفلات مدارسنا الإبتدائية .
الأطـفال:( يسمع صوتهم مع الموسيقى من خلال المٌكبرات) واحد إثنين .. واحد إثنين .. العرب يهزمون مرتين .. يوم الإثنين .. كل حولين .. ودينهم يسمح بزواجهم من إمراتين .. سينجبوا طفلتين مكبوتتين غاضبتين .. واحد إثنين .. العرب يهزمون مرتين .
عــربي :( يتنفس الصعداء) حمداً لله .
مصـري: ( مُندهشاً ) على ماذا ؟
عــربي :( مُنشرحاً ) على أنهم أوقفوا شرائط الجنس .
قـُدسية : ( خجلانة ) أبـي .
عــربي :( في حياء ) معذرة يا إبنتي .
مـاجــن:( وقد عاود الحديث من خلال مكبرات الصوت) والآن يا آل عربي .. سنجعلكم رغم أنوفكم تحتفلون معنا بإنتصاراتنا عليكم .. سابقاً وحالياً ولاحقاً .
مصـري: ( في تعزز ) يا للسـوء .
مـاجــن:( في تباهي)والآن أنتم على موعد لقاء المُحارب العجوز ( نابش القبور ) .. مرحباً بك أيها المُجاهد العظيم .
نابش القبور:( في صوت مبحوح) مرحباً بك يا سيدي ماجن .
مـاجــن:( في إصطناع لدور المُذيع) في إطار إحتفالاتنا بإنتصاراتنا على آل عربي هذا اليوم فماذا تقول ؟
نابش القبور:( في تصنُع للسلام) حقيقة أقول إني أبغض الحرب.
مـاجــن:( متصنعاً الإندهاش) هكذا .
نابش القبور:( في تصنع لألم ) نعم وكفانا ما لاقينا من ويلات الحروب.
مـاجــن:( في تصنع للتنهد ) لكنا أجبرنا على ذلك .
نابش القبور:( في تصنع للحدة) نعم فآل عربي كانوا يهددونا طوال الليل والنهار .. بدون سبب منطقي .. هذا كان سابقاً .. ومن أجل ذلك قامت حروبنا الرادعة .. لكن الآن لاحول لهم ولا قوة فهم يحتاجون للرثاء وللتأبين لا لسياسة العصا ذات الرأس الغليظة .. فبالله عليكم إرحموا شيبتهم وذُلهم وإنكسارهم وتفسخهم .
مصـري: ( ينهض محتداً ) أسمعتم ما يقول هذا الحقير نابش القبور .
قومـية : ( ترتب عليه ) إهدأ يا ولدي .
مـاجــن:( في تصنع للسلام )إذن أنت مع السلام يا نابش القبور .
نابش القبور:( في تصنع للخير والوئام )مع السلام جملةً وتفصيلاً .
مـاجــن:( يُجيب عن آل عربي)لكن آل عربي لا يتقبلونه .
نابش القبور:( ساخراً )يا عزيزي ماجن .. وهل تبقى لديهم شيء غيره يقبلونه أو لا يقبلونه .. إما سلامنا أو سلامنا .
مـاجــن:( يضحك بوقاحه) نعم سلام الصقور .
نابش القبور:(يضحك ضحكة جنسية)وسماد الحمائم .
مـاجــن:( في تصنع للحُزن والوداع)في نهاية اللقاء أشكر أخي المُحارب القديم العجوز نابش القبور .. وأتمنى له قضاء شيخوخة جميلة في أحد حجرات منازل آل عربي .. ومنازلنا حالياً .
مصـري: ( في غضب ) تباً لهم .
قـُدسية : ( في ثورة ) تبا لجميع هؤلاء الأوغاد .
قومـية : ( تهديء من روعها ) إضبطا أعصابكما يا ولداي .
مـاجــن:( في تصنع لدور المُذيع)والآن مع هذه الأغنية السياسية الوطنية من كلمات ماجن الشرقي .. ومن تلحين ماجن الغربي .. وغناء المُغنية الماجنية ذات الأصل العربي ساقطة .
( يُسمع صوت إمرأة لعوب ذات أصول عربية مع الموسيقى )
ساقـطة : هُم جالسين في الخيام .. ونحن جالسين في الأبراج .. هم يتجرعون الهزيمة .. ونحن نتجرع الإنتصار .. هم يهبطون .. ونحن نعلو .. هم يتقزمون ونحن نتعملق .. هم يبكون .. ونحنُ نضحك .. والعجيب أنهم لا زالوا صامدون .. على أي شيء يتمسكون .. ونحن ماذا فاعلون .. يبكون يتذللون .. لكنهم صامتون .. ونحن ماذا فاعلون .. إذن فليموتون .. نحن نعلو وهم يهبطون .. سنجعلهم يحفرون قبورهم ونحن نُشيد عليها منازلنا على الطريقة الأنجلو أمريكية .. فلنحيا نحنُ وهم يسقطون .. يسقطون .. يسقطون .
مصـري : ( في حدة ) أسمعت هذه العاهرة .
قـُدسية : ( في خجـل ) أخـي .
مصـري: ( معتذراً ) معذرة .
قومـية : ( تهديء من روعه ) هذا شيء مُعتاد يا ولدي .
مـاجــن:( في تصنع لدور المُذيع)والآن يا آل عربي أنتم على موعد مع لقاء إحدى البنادق الآلية على ساحة القتال داخل منازلكم .. مرحباً بك أيتها المُجاهدة .
البُندقية الآلية :( في تصنع للأدب )مرحباً بك يا سيدي .
مـاجــن:( في تصنع لدور المراسل العسكري) كيف الحال في ساحة القتال .
البُندقية الآلية :( في تصنع للجهاد ) عظيم عظيم لولا التطوير الذي طرأ علي ما استطعت الصمود فليحيا حلفاؤنا الغربيون .. وليحيا رجالاتنا في منزلنا العامر الكبير .
مـاجــن:(يتنهد)كم شخصاً من آل عربي قتلت حتى الآن .
البُندقية الآلية :( في سعادة) ثمانية وأربعون ألفا .. وستة وخمسين ألفاً .. وسبعة وستين ألفاً .
مـاجــن:( في حُزن) ولماذا لم يصل الرقم إلى ثلاثة وسبعين ألفاً .
البُندقية الآلية :( في ألم وبكاء )الأمر كان عسيراً جداً لاني في أوقات ما أحب أن أغفو .. والملاعين الاقوياء اخذونى على غرة .. لكني أعدك أن يتعدى رقم القتلى إلى ما بعد ثلاثة وسبعين ألف قتيل بمراحل .
مـاجــن:( في سُخرية )هل تجدين صعوبة في التعامل مع آل عرب .
البُندقية الآلية :( في وقاحة المُنتصر )الذي يضايقني أنهم يظنون أنهام أصحاب حق .. ولا يعلمون أنهم عُبارة عن شيء ضئيل مُتخلف .. فمنازلهم عبارة عن فراغ .
مـاجــن:( متصنعاً الإندهاش ) فراغ .
البُندقية الآلية :( في إستخفاف ) نعم فراغ .. واشكاليتهم أنهم لا يستسلمون لمقولة أنهم عبارة عن فراغ .
مـاجــن:( يتساءل ) هل يقاوموك .
البُندقية الآلية :( في وحشية )نعم بشدة لكن
أحصدهم بضراوة .
مـاجــن:( في تصنع للرحمة) ألم تشعُرين بالرحمة والتعاطف معهم في إحدى المرات .
البُندقية الآلية :( في سُخريه )عندما أرى أرحامهم ممزقة على الأرض أجزع .. لكنى أتماسك .. واكنس النفايات إلى سلة المهملات الأمريكية الصنع .
مـاجــن:( يتساءل )ألا تفكرين في التقاعد .
البُندقية الآلية :(في حدة)وهل عالمنا البشري هذا يدعو للتقاعد .. مادام آل عربي صامدون فلن أتقاعد .
مـاجــن:( يتساءل )ما هي أصولك .
البُندقية الآلية :(تتذكر) لقد نشأت في إنجلترا العُظمى .. وشببت فقاومت النازية .. ونضجت فتسللت في عمق آل عربي .. مع حماية سام الأمريكي رئيس الجوار .. والآن أنا أتوسد كرامتهم وكبريائهم المُحطم .. وأنفث غبار طلقاتي على جثثهم .. ويتبول رجالي على دور عبادتهم .. سواء كانت مسيحية أو إسلامية .
مـاجــن:( في تصنع للتفكير)وفي نهاية لقاءنا ماذا تتمنين ؟
البُندقية الآلية :( في تصنع للخير والسلام)أتمنى منزل صغير أحيا فيه بدون حروب .
مـاجــن:(يُنهي اللقاء)كم أنتِ رقيقه الحشايا .. والآن ننهي لقاءنا مع إحدى بنادقنا الآليه العاملة على ساحة القتال .
مصـري: ( في غضب ) أرأيتم هذا الكم من المغالطات الوقحة والإستفزازية المرضية.
قومـية : ( تُهديء من روعه ) إهدأ يا ولدي .
مـاجــن:( في تصنع لدور المُذيع )والآن يا آل عربي مع الحلقة الأخيرة من مسلسل ( عري آل عربي ) بطولة الممثل ماجن الشرقي في دور مجون .. وبطولة المُمثلة ماجنة الغربية في دور ماجنة .. بالإشتراك مع ضيف الشرف المُغني الخائن منشق القعالي في دور الخادم ذُل .. ومع نُخبه من ممثلي الجوار ومن اخراج رئيس الجوار سام الأمريكي ومن إنتاج النظام العالمي الجديد .
مـاجنـة:( في فـزع)زوجي أه يا زوجي .
مجــون:( في إندهاش )ما الذي حدث بحق السماء
مـاجنـة:( في ذهول )أين مرحاضنا الذهبي .
مجــون:( ضاحكاً)داخل دورة مياهنا .
مـاجنـة:( في ذُعـر)كلا إنه غير متواجد .
مجــون:( يسخر)إنك تمزحين .
مـاجنـة:( تصيح)لا أمزح لقد إختفى .
مجــون:( مفجوعاً) يا للكارثة إننا خبأنا به كل ثرواتنا .. ترى من سرقنا .
مـاجنـة:( تفكر) لابد أنه إبننا فاسد اللص أين هو (تُنادي) يا فاسد يا فاسد .
فـاســد :( يأتيها)ماذا تريدين يا أماه .
مـاجنـة:( تصرُخ)أين مرحاضنا ؟
فـاســد :( ساخراً) وهل إلتهمته .
مجــون:( يصرُخ) إن لم تقل أي هو سأسلمك لشرطي الجوار سام.
فـاســد :( يبكي)لم أسرق شيئ لابد أنها إختي فاسدة.
مجــون:( يصيح )أين فاسدة أين تلك اللصة .
مـاجنـة:( تتذكر )في الملهى الليلي إنها هناك كالعادة .
مجــون:( يتساءل)ماذا تفعل ؟
مـاجنـة:( تذكره)إنها تعمل مرفهة عن الجنود .
مجــون:( لإبنه فاسد)إذهب وإستدعها فوراً .
فـاســد :( يساوم)حسناً أُريد عملة من النقود .
مجــون:( مُندهشاً) لما بحق السماء .
فـاســد :( يُقايض)هل سأذهب مجاناً .
مجــون:( يُعطيه النقود)ألا يفعل أحد شيئاً في هذا المنزل اللعين بدون مُقابل .. خُذ .
فـاســد :( يُصيح ) هذه عُملة عربية قديمة غير متداولة .
مجــون:( يسخر )بعها تصبح ثرياً .
فـاســد :( يتدلل )حسناً سأذهب لكن ليس ذنبي إن عاكستني العاهرات في الملهى .
مجــون:( يسبهُ )وهن تظنهن سينظرن لأفاق مثلك شاذ جنسياً .
( يُغادر فاسد المكان ضاحكاً وهو يصفر وكأنه لم يسمع شيء )
مـاجنـة:( تهدئة )إهدأ يا زوجي .
مجــون:( صارخاً )لن أهدأ حتى أصِل إلى الفاعل .
مـاجنـة:( تتساءل ) وماذا ستصنع معه .
مجــون:( في تشفي )سأعيد المرحاض وأثأر منه ثأراً تتحاكى به الألسن .
مـاجنـة:( تسخر )تثأر ممن من المرحاض .
مجــون:( يضحك )كلا من الفاعل وسأجعله مفعول به .
( يأتي فاسد ومعه فاسده )
مـاجنـة:( في شغف )ها هو فاسد وقد آتى بفاسده.
مجــون:( يصرخ )قولي لي أيتها اللصة أين المرحاض .
فـاسـدة:( تتساءل ) أي مرحاض .
مجــون:( يحتد ) مرحاضنا الذهبي .
( تبحث في ملابسها في استخفاف )
مجــون:( في ثورة ) عن أي شيء تبحثين في ملابسك .
فـاسـدة:( ساخرة)عن المرحاض .
مجــون:( يصرُخ) أتمزحين هل هذا وقته .
فـاسـدة:( تعايره بعملها )اتدرك أنك تعطلني عن عملي الذي اتقاضى عنه نقوداً كثيرا .
مجــون:( في وقاحة)هل تعايرينني لأني آخذ منك نسبة من الربح .. حسناً حسناً (بصوت مُرتفع ) أنا آخذ منك نسبة من الربح .. أنا قواد كبير أنا قواد كبير .. أدفع بإبنتي إلى الدعارة ( بصوت يشبه الصراخ الحاد ) لكن هذا ليس موضوعنا .. أنا أريد مرحاضي أسمعتي .
فـاسـدة:( تتحدث ) يمكنك ان تسعمل مرحاض جيراننا العرب .. إذا كُنت تود قضاء حاجتك إلى هذه الدرجة
مجــون:( مُندهشاً ) وهل .. هل يمتلكون مرحاض.
فـاسـدة:( تشـرح ) نعم أخيراً إمتلكوا مرحاض واحد أمس .
مجــون:( مأخوذاً )ماذا إمتلكوا واحد أمس .
فـاسـدة:( مُتعجبة)نعـم .
مجــون:( يستجوبها)من قال لك هذا ؟
فـاسـدة:( تتذكر)أحد صبيتهم المراهقين حاول أن يصطادني فتصيدته .. وقال لي كل أسرار منزلهُ العربي .
مجــون:( يتساءل)من أين لهم بالمرحاض .
فـاسـدة:( تحاول التذكر)لا أدري .
مجــون:( يتلفت حوله)أين أين خادمنا العربي ؟
مـاجنـة:( تبحث حولها)لا أدري يا زوجي .
فـاسـدة:( في غضب)سأعود إلى عملي .. لقد عطلتموني عن البغاء .
مجــون:( وقد أضمر أمراً )كلا إبقي قد نحتاجك .. أريد الخادم العربي .. فوراً أين هو هذا المُسمى ذُل .
فـاســد :( يُشير ) ها هو آت .
الخادم ذُل :( نصف نائم )ماذا تُريد يا سيدي ؟
مجــون:( ساخطاً )لماذا تتثائب .. كلما أراك أجدك تتثائب .. ألا تنام أبداً.
الخادم ذُل :( يتثائب )لقد استيقظت بعد نوم ثلاثة أيام يا سيدي .
فـاسـدة:( تُسبهُ)ثلاث دهور يا مؤخرة الحمار.
مجــون:( في حدة )تبا لهؤلاء العرب الذين لا يستيقظون أبداً .
الخادم ذُل :( يتساءل)ما الأمر يا سيدي .
مجــون:( يمسك به)لقد سُرق مرحاضنا .
الخادم ذُل :( يتصنع الغباء)ماذا المرحاض الذهبي .
مجــون:( في شك) نعم الذي كُنت مُكلفاً بتنظيفه بعد كُل إستعمال .
الخادم ذُل :( يتغابى)هل أبلغت شُرطي الجوار .
مجــون:( مُحتداً)كلا لكني أعرف السارق.
الخادم ذُل :( نصف نائم)من .. من هو ؟
مجــون:(يمسك به)استيقظ ولا تغفل وانت تُحدثني
الخادم ذُل :( يتنبه ) أنا معك .. أنا معك .
مجــون:( يتساءل في ريبة ) هل إمتلكت عائلتك مرحاضاً جديداً.
الخادم ذُل :( مُتلعثماً ) ماذا .. كلا .. كلا ليس بعد يا سيدي .
مجــون:( يمسك به )لماذا إضطربت هكذا .
الخادم ذُل :( يرتبك ) لا شيء يا سيدي.
مجــون:( في حدة )إعترف .
الخادم ذُل :( مذعوراً )ليس عندي ما أقوله سيدي .. أرجوك لا تمسك بي هكذا .
مجــون:( يخنق عنقه )سأقطع رأسك .
الخادم ذُل :( باكياً ) أريد مُحامياً .
مجــون:( يضغط على عنقه )ليس بعد أن تعترف .
الخادم ذُل :( يستغيث )ليس عندي ما أقوله .. النجدة .. النجدة .
مجــون:( يُشير لفاسده)يا فاسدة عليكِ به .
فـاسـدة:( تتهيأ له في عنج)تعال يا صغيري .
الخادم ذُل :( مذعوراً)كلا كلا .. النجدة النجدة .. إنها تخلع ملابسها .. لا لا .. لا أريد أن تغتصبيني .. النجدة النجدة .
مجــون:( شامتاً )اوثقيه وكممي فمه .
الخادم ذُل :( يحاول الإفلات)كلا كلا .. لا توثقوني .
مجــون:( متلذذاً في دنائه)إنزعي ملابسه .
الخادم ذُل :(يبكي)كلا كلا لا تقتربي مني يا فاسده .. كلا كلا .. إتركي ملابسي الداخلية.
فـاسـدة:( في عنج ودلال)لماذا أنت خائف هكذا .. إن الأمر هين وبسيط .. سأجعلك تنسى الدنيا وما فيها .. ثم تكره نفسك بعد أن تفيق .
الخادم ذُل :( يتحشرج صوته)كلا كلا .
( يسمع صوت همهمات وحشرجات وآهات وضحكات فاسدة الجنسية )
مجــون:( بعد ثوان)هل انتهيت يا فاسدة .
فـاسـدة:( وقد نهضت )نعم يا أبي .. الآن هو عجينة لينة إفعل به ما تشاء شكلهُ كما تود .
مجــون:( يتساءل ) قُل لي أيها العميل الخادم .
الخادم ذُل :( وقد آفاق بأسلوب الى )لبيك يا سيدي .
مجــون:( في استجواب ) من سرق مرحاضنا الذهبي .
الخادم ذُل :( باكياً)ألن تتركوني أرتدي ملابسي .
مجــون:( شامتاً)كلا ستظل عارياً طوال حياتك منذُ هذه اللحظة .
الخادم ذُل :( مستسلماُ)حسناً يا سيدي .
مجــون:( يتساءل)من سرق مرحاضنا الذهبي .
الخادم ذُل :( يعترف)انا يا سيدي .
مجــون:( في إستطلاع)لماذ يا ذُل .
الخادم ذُل :( يشرح)لأننا معشر العرب طوال حياتنا نحيا بدون مرحاض .. نقضى حاجتنا في العراء أمام اعين الجميع في الجوار .. لذلك طمحنا في مرحاضك الذهبي .. الآتى من سام الأمريكي رئيس الجوار .
مجــون:( يسبه)يا لكم من لصوص متطلعين .. خُذ هذه الصفعة .
الخادم ذُل :( باكياًبعد أن صفعه )لا تصفعني يا سيدي .
مجــون:( في حذر)هل إكتشفتم ما بداخله يا ذُل .
الخادم ذُل :( في غباء)بداخل ماذا يا سيدي .
مجــون:( يستطلعه في حذر)بداخل المرحاض .
الخادم ذُل :( ساخراً)وماذا سيكون بداخل المرحاض .. عنبر .. مسك .. وشذى فواح .. فضلاتكم بالطبع .
مجــون:(يعترف في حذر) كلا أعني ثرواتنا واسلحتنا العادية والإنشطارية .
الخادم ذُل :( مبهوتاً)هل هل كان كل هذا في المرحاض .
مجــون:( يصفعه)نعم ايها العميل المُغفل ذُل .
الخادم ذُل :( باكياً)لا تضربني يا سيدي لا أعرف أي شيء عن ما قُلته .
مجــون:( يمسك به)الشيء الهام الآن هو أن تاتينا بالمرحاض الذهبي .
الخادم ذُل :( يحاول التملص ) كيف يا سيدي وقد ثبت في الأرض بالخرسانه المسلحة.
مجــون:( هامساً ) سأرسم لك خطة يا ذُل .
مـاجنـة:( تتساءل ) هل هناك من يحرسه .
الخادم ذُل :( في خوف ) نعم الأب الحاكم بالسلاح .
مـاجنـة:( في إستطلاع ) متى يترك أباك المرحاض.
الخادم ذُل :( يُفكر )عندما تدخل إليه النساء .. فلا يُعقل أن يتواجد مع النساء .. وهُن يقضين حاجتهن .
مجــون:( في سعادة)وهذه هي اللحظة الحاسمة .. أنت تستطيع أن تدخُل إلى المرحاض أيها العميل الخادم ذُل .
الخادم ذُل :( في إعتياد للخيانة)نعم يا سيدي .
مجــون:( يرسم الخطة )سترتدي إبنتي فاسدة ملابس عربية .. ثم تأتخذها معك على أنها خطيبتك .. وتخلعا المرحاض من قاعدته .. وتهربا من شباك دورة المياه .. وتعودوا به إلى هنا فوراً .
فـاسـدة:( تقايض)وكم ستدفع لي يا أبي .
مجــون:( صائحاً )بحق السماء .. ألا يفعل أحد شيء في هذا المنزل بدون مقابل .. حسناً سأعطيك عدة آلاف من عُملة العرب .
فـاسـدة:( تخلع ملابسها)حسناً حسناً سأرتدي ملابس العربيات .
مجــون:( مُحذراً)وانت أيها العميل إياك أن تخوننا .. وإلا جعلت فاسدة تضاجعك جهراً أمام عائلتك .. أما في حالة نجاحك فلك مكافأة كبيرة للغاية مُثيرة يا ذُل .
الخادم ذُل :( في إستسلام )ماذا مكافأة يا لسعادتي .. حسناً حسناً يا سيدي أدرك ما ستفعله بي إن خُنتكم .. لن أخونك أبداً لكن يوجد شيء غفلته يا سيدي .
مجــون:( يتساءل)وما هو يا ذُل .
الخادم ذُل :( في خوف)أبي الحارس الحاكم على المرحاض إذا شعر بنا فماذا سنفعل .
مجــون:( في بساطه)إقتله يا ذُل .
الخادم ذُل :( مأخوذا)ماذا أقتل أبي ؟
مجــون:( يبسط الأمر)وما الغريب في ذلك .. أنت خائن لعروبتك أيها العميل .
الخادم ذُل :( في إعــتياد للأمر ) حسناً معـذرة يا سيدي .. لقد نسيت هذا الأمر سأقتله .. سأقتله يا سيدي .
مجــون:( ساخراً )وبعد ذلك سأجعلك تحل محله .. وتكون موالي لنا .. أي مؤخرتنا في منزلك يا ذُل .
الخادم ذُل :( في غبطة )هذا يسعدني يا سيدي .. .. والتسلسل السطوي عندنا في العائلة ظالم إلى أقصى حد .
مجــون:( لإبنته )هل إرتديتِ ملابسك.
فـاسـدة:( في تصنع لِلُغة العربيات ) نعم ( تكرم سيدي ) .
مجــون:( يشير إليهما)إذن هيا إنطلقا .
مـاجنـة:( بعد مغادرتها ) ترى هل سينجحا ؟
مجــون:( يُشير إليهما)إذن هيا إنطلقا .
مـاجنـة:( بعد مغادرتها ) ترى هل سينجحا ؟
مجــون:( في سعادة)مادام هذا العربي العميل الخائن معها سينجحا .
مـاجنـة:( في خوف)وإذا فشلا .
مجــون:( في وحشية)سأدُك منازل العرب أجمعين
مـاجنـة:( في خوف وتحذير)إحذر فمرحاضنا عندهم بأسلحته .
مجــون:( في جنون)ساهدم المعبد فوق رأسي ورؤوسهم فالخيار شمشون
مـاجنـة:( بعد قليل)ها هم عادوا يا لسعادتنا
مجــون:(صائحاً في سعادة)ومعهم المرحاض الذهبي يا للإنتصار .
فـاسـدة:( تآمره )ضع المرحاض هنا أيها العميل الخادم ذُل .
مجــون:( مُندهشاً)لماذا هو زائغ العينين هكذا .
فـاسـدة:( تسرد )أنت لا تدري ما الذي حدث .. عندما دخلنا إلى المنزل رحبوا بنا .. ثم طلبت الدخول إلى المرحاض .. فخرج الأب حارس المرحاض ودخلت أنا .. وطلبت أن يدخل معي العميل الخائن ذُل .. وتعللت بأنه توجد حشرة مُخيفة في دورة المياة .. ودخل معي وخلعنا المرحاض من قاعدته .. لكن الأب الحارس شك في الأمر وفتح الباب عنوة .. وشهر سلاحه في وجهينا بعد أن فطن للأمر .. فخطف العميل الخائن السلاح منه .. وأطلق عليه الرصاص .
مجــون:( في غبطة)قتل أباه يا لسعادتي .
فـاسـدة:( في سعادة )لم يصل الأمر إلى هذا الحد .. فصوت إطلاق الرصاص جذب جميع من في المنزل .. وعندما رأت النساء والرجال والدهم الأب الحارس الحاكم مقتول على الأرض .. والسلاح في يد إبنهم .. أخذوا يصرخون بهيستريا وهجموا عليه .. فذعر العميل الخائن ذُل فأخذ يطلق النار عليهم عشوائياً غير عابيء في كل إتجاه .
مجــون:( في نشوى)وهل مات أحد.
فـاسـدة:( في سعادة ) مات البعض وأصيب العشرات .. وهربنا وسط الهرج والمرج .. وأتينا إلى هنا .. بعد أن شاهد الجوار كل ما حدث .
مجــون:( في برود ) لا تعباي لن يجروء أحد على تأنيبنا .. فالمسألة داخلية بحتة .. حرب عربية عربية .. أهلية أهلية .. شرق أوسطية إقليمية .. هيا هيا أيها العميل الخائن ذُل .. ثبت المرحاض الذهبي في مكانه .
مـاجنـة:( مُندهشة )لماذا لا يرد .
فـاسـدة:( توضح )إنه مذهول إعذروه .. لقد قتل معظم أفراد عائلته .
مجــون:( في سعادة )لا يهمني .. الشيء الهام هو عودة المرحاض إلى مكانه .
الخادم ذُل :( يتحدث)ها ها هو المرحاض قد .. قد ثبت في .. في مكانه يا سيدي .. أين .. أين مكافأتي يا سيدي ( يبكي مُنتحباً ) .
مـاجنـة:( تضحك شامته)لماذا تبكي هكذا .
الخادم ذُل :( ينتحب)لقد لقد قتلت أبي .. وأمي .. واختاي .. وثلاثة من أشقائي .. وبعض من أقاربي وأفراد عائلتي .. وشاهدني كل كل الجوار .
مـاجنـة:( تربت عليه)لا يهم لا يهم .. أبيك مات حتى تحيا أنت .. والآن أنت أصبحت عميد العائلة رأس الثعبان العربي .
الخادم ذُل :( نصف حزين ونصف سعيد) نعم أنا أنا الآن .. الرجل الأول في قبيلتنا العربية.
مجــون:( في وحشية ) وتريد مكافآتك .
الخادم ذُل :( في إشتهاء للمكافئة ) نعم .
مجــون:( يمسك برأسه)ها هي المكافأة .. سأمسك برأسك .. ثم أدفع بها إلى فوهة المرحاض .
الخادم ذُل :( باكياً متأففاً)أرجوك يا سيدي لا تفعل بي ذلك .. هذا مهين جدا مُهين مُهين .. شيء مُذل مُذل .
مجــون:( ضاحكاً)لماذا .. فهذه هي مكافأتك أيها العميل الخائن ذُل .
( يدفع برأسه داخل فوهة المرحاض .. ويكرر الامر عدة مرات .. فتتسخ رأس الخادم ذُل بالفضلات .. فيفر منفلتاً هارباً باكيا مكلل بالعار)
مـاجنـة:( في دهشة)لقد فر .. لماذا فــر ؟
مجــون:( يقهقه )نعم هرب لكي يذهب ليتسلم مهام منصبه الجديد .. عميداً للعائلة العربية بعد أن أخذ مكافأته .
فـاسـدة:( في نشوى)يا لسعادتنا لقد إنتصرنا .
مجــون:( في سعادة)هيا لنحتفل نرقص ونغني .
الجـميع:( في صوت واحد ) تحيا جمهورية المرحاض العالمية الإنتصارية .. وتسقط ممالك العرب الإسلامية الإنهزامية .
( يسمع صوت موسيقى نهاية المسلسل )
مـاجـن:( يُعاود تصنع دور المُذيع ) والآن يا آل عربي هل أعجبكم المسلسل الواقعى
مصـري: ( ينهض ثائراً صائماً ) الويل لك يا ماجن .. الويل لك أيها الإستيطاني المزروع .
مـاجـن:( مُحذراً )إهدأ إهدأ يا عزيزي مصري كُن مثل أباك مُستسلماً .. لأن الثورة لن تفعل شيء .. إستسلم تسلم من أذاي .
قـُدسية : ( تتساءل ) أمي هل .. هل .. كما قال هذا المسلسل بعض من آل عربي خائنون .
قومـية : ( في ألم ) البعض القليل يا إبنتي .. وكذلك يوجد ابطال صامدون مثلنا
قـُدسية : ( في إستطلاع ) هل .. هل .. بيننا إذن خائن .
قومـية : ( في خجـل ) نحن كلا .. أما بعض المنازل الأخرى فنعم .
قـُدسية : ( في تطلع ) هل يوجد مرحاض ذهبي بالفعل .
قومـية : ( في حسرة ) نعم وبه أسلحة فتاكة .
قـُدسية : ( تتساءل ) لماذا لا نمتلك مرحاضاً ذهبياً مثلهم .
قومـية : ( تشرح لها ) لن يتركنا أحد من الجوار نفعل ذلك يا عزيزتي .
قـُدسية : ( مُندهشة ) لماذا .
مصـري: ( في الم ) يخشون أن يشتد بأسنا ونشكل خطراً عليهم .
مـاجـن:( وقد عاود احديث من خلال مكبرات الصوت في الخارج) بالفعل يا عزيزتي قُدسية الجوار يخشوكم هل تريدين موزاً .. والآن يا آل عربي موعدكم مع برنامج (أمثال آل عربي .. وأمثال آل ماجن ) من تقديم ماجن الشرقي وماجنة الغربية ومن إخراج ماجن الأعور .
( يسمع صوت موسيقى مقدمة البرنامج وأسماء فريق العمل به )
مـاجـن الشرقي :( في صوت من أنفه) أعزائي آل عربي مرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم المُعتاد ( أمثال آل عربي .. وأمثال آل ماجن ) .
مـاجـنة الغربية:(في صوت من أنفها )في هذه الحلقة نتحدث عن مثلنا الأول وهو مثل عربي شهير قاله الملك المُعظم المُتبجح للفيلسوف المسلم ابن خيبان عندما انتقد ذمته المالية والمثل هو ( لا تنظر في المرآه بعد أن تغادر مجلسى .. حتى لا ترى عورتك وقد كللتها العملات الذهبية لبيت المال ) .
(يسمع صوت ضحكات مفتعلة جنسية فى الخلفية)
مـاجـن الشرقي :(يتصنع الوقار)أما المثل الثاني فهو مثل ماجني شهير قاله الزعيم الماجني ( بن عوريون ) لأحد المفاوضين العرب عندما رأه يجادله في حق تقرير المصير والمثل هو ( لا تطلب حق تقرير المصير .. ومصير آل عربي لا يزال في يد النساء المتسلطات ) .
(يسمع صوت ضحكات مفتعلة جنسية فى الخلفية)
مـاجـنة الغربية:( تعاود الحديث)ومثلنا الثالث هو مثل عربي شهير قالته إحدى نساء الملك العربي (إبن المُغفل) عندما إتهمها بالعقم والمثل هو ( لا تتهم غيرك بالعقم يا صاحب الألفي حارس أسود .. وحريمك يمتلكن ألفي حارس أسود ) .
(يسمع صوت ضحكات مفتعلة جنسية فى الخلفية)
مـاجـن الشرقي :( يتحدث بصوت من أنفه ) ومثلنا الرابع هم مثل ماجني شهير قد قيل في إحدى المناسبات عندما إعترض ( إبن المعرب) وهو أحد أسلاف آل عربي على أن يسلبه ( إبن جائير) أرضه والمثل هو ( لا تعترض على نزع ملكية أرضك .. وكل عورات عائلتك قد وقعت على عقد البيع ) .
(يسمع صوت ضحكات مفتعلة جنسية فى الخلفية)
مـاجـنة:( في حرب أعصاب )وبهذا المثل نختتم برنامجنا ( أمثال آل عربي وأمثال آل ماجن ) .. إلى اللقاء في حلقة قادمة يا آل عربي .. موتوا بغيظكم وفشل موفق .
(يسمع صوت ضحكات مفتعلة جنسية فى الخلفية ثم يسمع صوت موسيقى نهاية البرنامج )
قـُدسية : ( تتساءل ) هل هل هذه الأمثال الشعبية صحيحة يا أمي .
قومـية : ( في ألـم ) قد يكون وقد لايكون يا فتاتي .
قـُدسية : ( مُندهشة ) هل هؤلاء من تحدثوا عنهم هم أسلاف حُكامنا.
قومـية : ( في خوف ) إخفضي من صوتك لا تؤذينا انها مجرد حرب اعصاب .
مـاجـن:(وقد عاود الحديث من خلال مكبرات الصوت) بالفعل يا قُدسيه لا تؤذيهم يا حبيبتي .. والآن يا آل عربي موعدكم مع لقاء بآله محببه لنا جميعاً وهي التي تقبع في حجرة منزلنا الرئيسى إنه (جهاز هزيمة العرب) .. مرحبا بك أيها الجهاز .
الجهـاز: ( في خجل ) مرحباً بك يا سيدي .
مـاجـن:( يتساءل)كيف الحال عندك.
الجهـاز:( يشرح) إن الإضافات والتعديلات التي طرأت على تكويني .. قد جعلتني أحقق هزائم لآل عربي .. ليس لها أول ولا آخر .
مـاجـن:( في تطلع)مما تتكون أيها الجهاز .
الجهـاز:( يشرح) أنا عبارة عن علبة حديدية صماء بها الآلاف من الشرائح التقنية الحديثة ومفرغة من الهواء ويحكمني عقل دهائي مُنظم .
مـاجـن:( يتساءل) وما وقودك .
الجهـاز:( يشرح) دماء آل عربي .
مـاجـن:( في تفكير) وكم عمرك .
الجهـاز:( يسهب) عمري العلني نيف وستين عاماً .. أما عمري السري فيتجاوز المائة عام ونيف
مـاجـن:( يتساءل ) هل لك أقارب في نفس التخصص .
الجهـاز:( يتذكر ) كثيرين أبناء عمومة وابناء دم واحد ومصلحة واحدة وغرض واحد .
مـاجـن:( يدخل لصميم الأمر)ما هو سر إنتصاراتك الباهرة على آل عربي .
الجهـاز:( في تفكير) السر يكمن في عدة أسباب .. أولاً بعضهُم يأتون إلي بمحض إرادتهم راكعين .. ما عدا العدو الشرقى .. ثانياً بعضهم يمتلك جهازاً مثلي لكن لا يستعمله .. الا العدو الشرقى .. هم لا يريدون ذلك لأسباب خاصة بطريقة تفكيرهم وفلسفتهم في إدارة الصراع مع آل ماجن .. أي أنهم غير مُخلصين لقضيتهم الا العدو الشرقى .. وثالثاً بعضهم لا يريدون مساعدة أنفسهم بأي وسيلة من وسائل المُساعدة .. ويضعون أنفسهم في قوالب مرضية بائدة الا العدو الشرقى .. ورابعاً هم يجنحون إلى الصوت المُرتفع مع آل ماجن فهم يريدون محاربتهم ولا يريدون محاربتهم .. وخامساً بعضهم يهتمون بالتسلسل العتيق في القيادة الهرمية السلطوية عندهم أكثر من إهتمامهم بقضاياهم المصيرية .
مـاجـن:(ساخراً) وماذا تود أن تقول لهم في النهاية يا عزيزتي .
الجهـاز:( يهدد ) أود أقول أن الوقت ليس وقتهم .. والزمن ليس زمنهم .. والمكان ليس مكانهم فالديناصورات والهنود الحُمر إنقرضوا مُنذ دهور .. وعليهم أن يقروا بالفراغ الذي إستعدناه
مـاجـن:( في شماته ) في نهاية لقائي أشكر من كل جوانحي ( جهاز هزيمة العرب ) .. والى لقاء آخر يا آل عربي .. هزيمة مُنكره وبكاء حار
مصـري: ( في غضب ) أسمعتم ما قاله هذا الجهاز اللعين.
قومـية : ( ضاحكةً في ألم ) لا تحفل يا ولدي هذه مجرد حرب أعصاب .. لا يوجد جهاز هكذا بهذا الإسم .
مصـري: ( يسخر ) هل تظنين هذا يا أمي .. للأسف الشديد أنتِ تدفنين رأسك مثل النعامة في الرمال .. لكن ليس في الرمال في الوحل .. لكن افخر انهم يهابون هذا الاسد الرابض فى الركن الشرقى كما قالوا هم .
قـُدسية : ( تبكي ) أخي إرحم أمي .
مصـري: ( يكاد يبكي ) ومن سيرحمنا عندما نسقط
مـاجـن:(وقد عاود الحديث من خلال مُكبرات الصوت) لا تحزن يا عزيزي مصري .. لا تحزن .. لن يرحمكم أحدا .. ثق بأن أحداً لن يرحمكم .. لا أنا .. ولا أحفادكم .. ولا التاريخ .. والآن يا آل عربي موعدكم مع لقاء أحد آل عربي الخائنين .. الذين يتعاملون معنا ويخونون قوميتهم العربية المزعومة .. صباح الخير أيُها العميل الخائن مُتحلل .
مُتحـلل :( في برود ) صباح الخير يا سيدي .
مـاجـن:( يتساءل) ماذا تعمل الآن ؟
مُتحـلل :( يشرح) ألملم نفايات آل ماجن .
مـاجـن:( في شحاته) وهل أنت سعيد في مهنتك الجديدة .
مُتحـلل :( يتصنع السعادة باكيا) للغاية .
مـاجـن:( يستطلع) كم تتقاضى من مبالغ عن هذا العمل .
مُتحـلل :( يشرح ) عشرات الآلاف من الجنيهات علاوة على الذل .. والطعام والشراب والملبس .. والنساء والصبية .
مـاجـن:( يتساءل) هكذا .. وماذا كُنت تعمل قبل أن تلتحق بالهزيمة في صفوفنا .
مُتحـلل :( يتذكر ) كُنت أحيا في أحد ممالك آل عربي وأعمل لا شيء .. نخلة او شجرة صبار او ذرة رمل مهملة .. سمنى ما شئت .. نعم كنت أعمل في وظيفة لا شيء ..بلا شهادة ولا وظيفة ولا امراة ولا منزل .. مجرد راعى اغنام .. وكنتُ أحيا حياة بائسة نعم آكل وأشرب وأنام .. لكني محروم من كُل شيء .. لا تتكلم .. لا تعارض .. لا توجد حياة سياسية .. افتش ملابسى قبل ان انام علنى اجد فيها امراة .. كن اصم .. لا تتطلع للنساء فى الصحراء .. كل شيء سيأتي في وقته .. هذا ان اتى .. لا تقلق .. وإهدأ وصلي لله وإتقن عملك اللاشيء .. وإعلم إنك محظوظ البيداء الاول .. وعندما نظرت حسدت ذلك الاسد الشرقى جارنا الرابض على اتساع مدارك عالمه .. وصوته العالى .. ورحابة حياته السياسية ونقاء هوائه .. وعندما تذمرت بعدها على وضعي هذا البائس وتطلعت للنساء فى البيداء .. وضعوني في حجرة تحت الأرض لا استطيع خلالها أن أشعر بالليل أو النهار .. أو هل أنا حي .. أم ميت وقالوا أني مريض شهوانى .. ( يا عيب الشوم )
.. ويجب علاجي بهذه الطريقة بشد اذنى .. وبعد أن عولجت خرجت من الحجرة اشد هوس بالنساء وفلت عيارى .. وتوجهت إلى منزل آل ماجن وطلبت ان أعمل عندهم زئر نساء .. فقالوا لي لا توجد إلا وظيفة خائن .. فوافقت وبصق الجميع على فى الداخل والخارج .. وكذلك بصقت على نفسى
مـاجـن:( يسأله ) وهل أنت سعيد في حياتك أيها العميل الخائن زئر النساء والصبيه .
مُتحـلل :( يتفلسف ) السعادة ليست كل شيء .. لكن مع خيانتي أشعر بآدميتي .
مـاجـن:( يهينه) وما صلة الخيانة بالآدمية .
مُتحـلل :( يتفلسف) معك كل الحق هنا انتهك وفي منزلي أنتهك أيضاً .. هناك بصاق وهنا بصاق لكنه الهوس بالنساء والجنس
ماجن : (هامسا) لا تمتدح الاسد الشرقى الرابض مرة ثانية والا طردت (يحاول النيل من آل عربي) وفي نهاية اللقاء .. أتوجه بالشُكر لكل آل عربي لمساهماتهم البناءه .. في دفع مثل هؤلاء العملاء العرب الخونة .. اسبطة البلح إلى كياني الصغير .. نوماً مؤرق .. وكوابيس سيئة يا آل عربي .
قـُدسية : ( تحاول التذكر ) أمي ألم نسمع هذا الصوت من قبل أعني صوت هذا العربي الخائن .
قومـية : ( تُفكر ) نعم يا إبنتي إن هذا الصوت مألوف لنا .
قـُدسية : ( تتساءل ) هل هو من أقاربنا؟
قومـية : ( تحاول التذكر ) أظُن ذلك .
مصـري: ( يحدس ) هل هو خطيب قُدسيه المُعتقل
قـُدسية : ( تنفي ) كلا لابد أنه ابن عمي الذي اختفى في ظروف غامضة .
قومـية : ( تشجُب ) كلا كلا إنه نسيبنا الذي قيل أنه فـر .
قـُدسية : ( تنفي ) كلا كلا إنه إنه ...
مصـري: ( في ألـم ) إنه واحد من العائلة .
قـُدسية : ( تتساءل ) لكن من يكون ؟
مصـري: ( يصيح ) اخشى أن يقبع تحت جلدنا .
مـاجـن:(وقد عاود الحديث من خلال مُكبرات الصوت) نعم يا آل عربي يقبع تحت جلدكم.
مصـري: ( يرعد ) سنعدمه .
مـاجـن:( يضحك ) من قبل أن تعرفوه .. إكشفوا عن شخصيته أولاً ثم إعدموه فلقد أعدمتموه سالفاً .. فما الغريب أن تعدموه أنفاً .. والآن يا آل عربي أنتم على موعد مع لقاء .. أحد روائيين آل ماجن الكبار الروائي (بن مُلقن) .. صباح الخير يا عزيزي (بن ملقن) .
بن مُلقن :( يجيب ) صباح الخير .
مـاجـن:( يتساءل ) حدثنا عن أعمالك الأدبية .
بن مُلقن :( يتذكر) لقد نشأت في المحارق .. وعندما خرجت منها توجهت إلى أرض الميعاد .. وكتبت أول رواياتي ( لن نُحرق ثانية ) وبعد أنا أعدنا بعض من أراضينا او سرقناها .. سمها كما تسمها .. كتبت روايتي الثانية ( حربان وقومية غائبة عن الوعي ) .. وحققت مبيعات مُذهلة ثم توالت روايتي الثالثــة ( ســتة أحذية عسكرية لستة أيام مجيدة ) .. ثم روايتي الأخيرة ( السقوط يوم السادس من اكتوبر ) .. التي أعترف أنها لم تحقق رواجاً لى في موطنى .. ولم تبيع سوى نسخة واحدة اشترتها أنا .. وباعت ملايين النسخ في بلاد العرب .. وللاسف وجدت داخلها لسان الاسد الشرقى يتدلى خارجها .. فعقدت سلاما معه وحييته التحية العسكرية وصمت احتراما وخشية .
مـاجـن:( يتساءل) وهل تكتب شيئاً جديداً الان .
بن مُلقن :( يُفكر) لقد فكرت في الإعتزال .. لكني أعكف الآن على كتابة روايتي الجديدة العظيمة ذات الفصول الكثيرة .. (سيطروا على العالم ) .. وارى انها ستكون ملحمة ليس لها مـثيل .. وستُحقـق رواجـاً مشهـوداً .. وستبيع أكثر من ستـة مليار نُسخة علــى مستوى العالم .. فلن نحرق بعد اليوم
مـاجـن:( ساخراً )في نهاية اللقاء أشكر الكاتب الروائي الكبير بن مُلقن على لقاءه معنا .. وموتوا بغيظكم يا آل عربي (هامسا) لا تمجد يا حمار يا بن ملقن الاسد الشرقى .. نريد اخافة العرب .. لا اخافتنا نحن
مصـري: ( ساخرا ) ماذا يعني برواية (سيطروا على العالم) هذه يا للجنون .. يظن انه سيحكم العالم
قومـية : ( ماخوذة ) لا أدري يا ولدي انها حرب الاعصاب
مـاجـن:( في وقاحة) غداً ستدرك يا عزيزي مصري اننا سنحكم العالم .. فنحن فى قلب العالم .. فما الغريب ان نحكم العالم .. والآن مع هذه الأغنية الخفيفة للطفل الماجني المُعجزة بن ماجن القصير .. من تاليف بن ماجن الشرقي .. ومن تلحين بن ماجن العالمي .
بن ماجن القصير :( بصوت طفولي من الأنف ) عندما آتى الرجل الألباني فجراً خشت أوربا وآسيا أن تقوه شوكته فكسرناها .. وعندما آتى الرجل العسكري عصراً حجمنا طموحاته .. وتنفسنا الصعداء وحققنا بعض من حلمنا من النيل للفُرات .
مـاجـن:( في شماته ) وبعد هذه الأغنية أنتم يا آل عربي على موعد مع لقاء مع الأرض المُحتلة ويدير الحوار الماجني بن جلاد والماجنية ابنة سجانه .
بن جـلاد :( في وقاحه ) صباح الخير .
الأرض المُحتلة : ( صامته ) .............................
إبنـة سجـانة : ( في غضب ) لماذا لا تردين ؟
الأرض المُحتلة : ( في ألم ) وبماذا أجيب ؟
بن جـلاد :( يتساءل)كيف حالك .
الأرض المُحتلة : ( في خوف ) هل أتكلم ؟
إبنـة سجـانة : ( ساخره ) نعم قولي ما يجيش في صدرك ولا تخافين نحن ديمقراطيين
الأرض المُحتلة : ( تتحدث ) إني في أسوأ حـال .
بن جـلاد :( ضاحكاً ) لماذا ؟
الأرض المُحتلة : ( في حُزن ) لأني مسجونة .
إبنـة سجـانة : ( تشرح ) هذا من اجل مصلحتك .
الأرض المُحتلة : ( باكية ) أمِن مصلحتي أن أُعذب .
بن جـلاد :( يتساءل )تتعذبين .. وما هو التعذيب في رأيك؟
الأرض المُحتلة : ( في خوف ) أتتركوني أتحدث
إبنـة سجـانة : ( ضاحكة ) نعم تحدثي ولا تهابي شيء
الأرض المُحتلة : ( في ألم ) إنتم استوليتم علي من أصحابي وتقومون بأعمال بربرية همجيه علىِ .
بن جـلاد :( ساخراً ) وهل كنتِ تحيين حياة جميلة قبل ذلك .. وأصحابك يحكموكِ.
الأرض المُحتلة : ( في إرتباك ) ماذا تعني ؟
إبنـة سجـانة : ( ضاحكة ) أعني أن ما يحدُث لك اليوم على ايدينا .. كان يحدُث لكِ وأنتِ في أيدي أصحابك .
الأرض المُحتلة : ( في حدة ) هذه مغالطات .. هذا الأمر يخصني وحدي علاوة على أن كل هذا هراء .. كذب في كذب .
بن جـلاد :( يتفلسف )يا عزيزتي الأرض المُحتلة نحن وأصحابك .. نحن كسلطة والسلطة المعتادة سلطة أصحابك .. نفعل نفس الشيء فيكِ .. لكن تحت مُسمى آخر .
الأرض المُحتلة : ( تنفي ) هذا ليس صحيحاً .. هذا
ما تروجوه
إبنـة سجـانة : ( ضاحكة ) وعلامات التعذيب التي كانت على جسدك .. عندما إنتزعناك منهم .
الأرض المُحتلة : ( تنفي ) هذا ليس صحيحاً .. انهم رجالكم المواليين لكيانكم
إبنـة سجـانة : ( تمسك بطرف الكلمة ) أرأيت لقد قلتها رجالكم .. فلا يوجد فرق بين ماجن العربي وماجن اليهودي.
الأرض المُحتلة : ( تبكي ) أقولها ثانية هؤلاء كانوا قلة ظالمة .. خونة عملاء لكم وليس الجميع هكذا .. فأصحابي مغلوب على أمرهم بسببكم .. وبسبب وجودكم
بن جـلاد :( يشرح ) ونحن عمرناكِ وزرعناكِ .. وشيدنا فوقك المباني الفخمة الشاهقة .. وأطعمنا أصحابك .. فماذا فعلت لك القلة الظالمة .. وأنت بين يديهم تركوك صحراء جرداء لا زرع فيكي ولا ماء وباعوك بالصكوك .. وهذا ما سهل لنا أمر الإستيلاء عليك .
الأرض المُحتلة : ( في حُزن وأسى ) أولاً واخيراً هذا شأن من شئوني الداخلية .. والصكوك باطلة .. وليس لكم الحق في أن تتدخلوا في مصيرى
إبنـة سجـانة : ( في سخرية ) مصيرك !! وهل كنتِ تحيين قبلنا .
الأرض المُحتلة : ( في سعادة ) نعم عبر عصور التاريخ الإسلامي المجيدة
بن جـلاد :( ضاحكاً) أنتِ تبكين على الأطلال .
الأرض المُحتلة : ( في تطلع ) سيأتي يوم يظهر فيه طفل صغير .. يحررني من بين أيديكم أنه الطفل المُرتقب .
إبنـة سجـانة : ( ساخرة ) مُت يا حمار .
بن جـلاد :( في وحشية) وإلى أن يظهر سنذبح كل أولادك .. مثلما فعل فرعون موسى .. خوفاً من الطفل الموعود موسى .
الأرض المُحتلة : ( تلمح ) لا تنسى أنه بالرغم من ذبحه للأطفال .. تربى موسى في كنفه
إبنـة سجـانة : ( في خوف ) ماذا تعنين
الأرض المُحتلة : ( تحتد ) سيظهر الطفل الموعود من بين ظهرانيكم
إبنـة سجـانة : ( تحرضه ) يا بن جلاد إجلدها حتى تُقر بما لديها من معلومات حول الناصر الصغير
بن جـلاد :( يجلدها) خُذي خُذي .
الأرض المُحتلة : ( في ألم وصراخ ) واناصراه الصغير واناصراه الصغير .
مـاجـن:(يتصنع دور المُذيع)والآن مع هذه الأغنية القصيرة من غناء مجموعة بن ماجن وألحان بن ماجن الشرقي وتأليف بن ماجن الغربي .
( يسمع صوت موسيقى )
المجموعـة : ( بصوت من الأنف ) يروى أنه كان يوجد ثائر عربي أرق مضاجعنا .. حاربناه بكل الوسائل فلم نفلح .. حاولنا رشوته فرفض .. أغريناه بالنساء فأبى .. صرنا نحثه على التمرد ففطن الأغر لمخططاتنا .. لكنه في يوم سعيد إختلف مع أباه .. فغادر منزله الكبير وسقط في بالوعة صرف صحي مكشوفه .. فبكينا على الخصم الثائر الشريف وإحتقرنا المكيدة الوضيعه والبالوعة المكشوفة .
قـُدسية : ( في ألم ) أمي هل تسمعين هذه الكلمات.
قومـية : ( في حسرة ) لا تنصتي يا فتاتي .
مصـري: ( في حُزن ) إنها للأسف حرب قذره تُحاك ضدنا .
مـاجـن:( يعاود الحديث من خلا مكبرات الصوت في الخارج )يا عزيزي نعم حرب قذرة .. حرب قذرة ليس لكم طاقة بها .. فهل تستطيعون الرد عليها لا أظن .. أنتم لا تستطيعون إلا أن تحاربوا أنفسكم أو تحاربوا الذباب .. فتتعاركون أمام المرآه .. والآن يا آل عربي موعدكم مع هذا اللقاء الهام حوار مع سام الأمريكي رئيس الجوار مرحباً بك يا سيدي .
سام الأمريكي :( في وقار ) مرحباً بك يا عزيزي .
مـاجـن:( في تملق ) إن آل ماجن لا يستطيعون أن يعبروا لك عن مدى تقديرهم وإمتنانهم لضلوعك بدور هام وحيوي في مساندتنا ضد آل عربي .
سام الأمريكي :( في سعادة ) يا عزيزي مساندتنا لكم هي واجب قومي لنا .. فلا يمكن أن نترككم بمفردكم وسط هؤلاء العرب الخطرين بدون دعم .. وإلا فسد الجوار .. حتى لا تقوى شوكتهم .
مـاجـن:( في تصنع للحُزن) يتجرأ عليك بعض من آل عربي .. ويقولون أنك تكيل بمكيالين .
سام الأمريكي :( في تصنع للعدل) يا عزيزي أنا رجل عادل .. وليس معنى أن أقف في صف الحق والعدل أن أكون أكيل بمكيالين .. فلا يغفل أن أترك مثلاً آل عربي يتحرشون بكم .. وأقف مكتوف اليدين .. ثم أين حقكم في الوجود .. فأنتم المنزل العلماني الديموقراطي الوحيد بين منازل العرب .. السلفية الدكتاتورية الإستبدادية .. من يظنون أنفسهم هؤلاء .. هل سيشكلون خريطة الجوار بمفردهم .. ويقول البعض أنها مسألة دينية بحتة .. مسلمين ومسيحيين .. كلا إنها مسألة وجود فحسب .. لأن الدين عندنا داخل الكنيسة فقط.
مـاجـن:( في خوف ) وماذا سيحدث إذا هاجم آل عربي منزلنا الصغير .
سام الأمريكي :( في مؤازره )سوف أدعمكم بصورة ليس لها مثيل .
مـاجـن:( في توجس)وإذا تطور الأمر لصالحهم .
سام الأمريكي :( في قوة )ساحشد حلفائي وندكهم .. حتى لا تقوم لهم قائمة .. وفي نفس الوقت نلعق من ثرواتهم التي يهدرونها .. والتي لا يقدرونها .
مـاجـن:(في سعادة ) وختاماً ماذا تقول لآل عربي .
سام الأمريكي :( في تعنت ) أقول لآل عربي إن آل ماجن يحبون السلام العادل المشروط .. ولا يتمنون إلا غيره .. فلابد من تطبيق السلام العادل المشروط معهم .. وإلا جعلنا حياتهم جحيماً بأسلوبنا الخاص .
مـاجـن:(في تصنع للبكاء)في النهاية أشكر رئيس الجوار سام المريكي على لقاءه معنا .. والعبرة لا الغبرة .. لمن لا يعتبر.
مصـري: ( في خوف ) أسمعت يا أبي .
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مصـري: ( مأخوذا ) أسمعت يا أمي .
قومـية : ( تهدء من روعه ) لا تحفل يا ولدي .. فهذه إحدى حروب الاعصاب حتى ننهار .
قـُدسية : ( في جوع ) أمي أنا جائعة .
مـاجـن:( وقد عاود الحديث من خلا مكبرات الصوت ) عندي موز لكِ يا قدسية .. فهل تأتين أيتها المُنكمشة في مكانك .. إني أراكِ أراكِ فكم أنتِ مُثيرة .
قـُدسية : ( في بكاء ) أمي أمي سأموت هكذا سأموت من الخزي والعار .
قومـية : ( تهدء من روعها ) تجلدي يا فتاتي .
مـاجـن:(في وقاحة)بالفعل يا قُدسية موتي من الخزي والعار .. فأنتم مثل القارب الذي بدون ربان .. وبدون ركاب تتلاطمه الأمواج .
مصـري: ( اصمت ) عليك اللعنة .
مـاجـن:(في سعادة ) هل تسبني يا مصري .. سامحك الله سامحك الله .. هل دينك يسمح بالسباب .. هذه ليست أخلاق المُسلمين أبداً أبداً .. عامة سأسمعكم الآن أشياء ستسعدكم وتروح عنكم .
( فجأة يسمعون صوت نساء عربيات يتوسلن لرجال من آل ماجن .. فينهض مصري مذعوراً ثم يبدأ الرجال في أحدايث جنسية .. والنساء تصرخن وتتوسلن ألا يغتصبوهن .. ثم يسمعوا صوت النساء وهن يغتصبن .. وتختلط أصواتهن الفزعة بأهاتهن وحشرجاتهن وشهقاتهن .. فتضع قُدسيه وأمها أيديهما على آذانهما .. ويظل مصري يضرب رأسه في الحائط متألماً )
مـاجـن:(في سعادة ) والآن يا آل عربي ستظل هذه الأصوات مستمره حتى تستسلموا .. وسنوالي بث برامجنا عليكم ونتمنى لكم آلاماً مبرحة .. ونوماً متقطعاً .. هذا إن استطعتم النوم مثل باقي البشر .
( تنهض قومية وتمسك بمصري حتى تمنعه من تحطيم رأسه )
قومـية : ( تمسك به ) إهدأ يا ولدي مصرى إهدأ .
مصـري: ( في ألم ) كيف أهدأ وعرضنا يدهم بأقدامهم .
قومـية : ( ترتب عليه ) تجلد يا ولدي .
مصـري: ( لآباه ) يا أبي أفعل شيء.
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مصـري: ( في ثورة ) لابد وان نفعل شيء.
عــربي:( في إبتهال لله ) وماذا في يدينا أن نفعل إلا التضرع إلى السماء
قـُدسية : ( في خوف ) أبي أريد أنا أنام لكني خائفة .
عــربي:( في ألم ) ممن ؟
قـُدسية : ( تتلفت حولها ) خائفة من أن يقتحم علينا المنزل .
عــربي:( في إستسلام ) إذن لا تنامي يا فتاتي .
قـُدسية : ( في حُزن ) سأجن هكذا.
قومـية : ( ترتب عليها ) تجلدي يا فتاتي .
مصـري: ( يصخ السمع ) ماهذا الصوت.
قومـية : ( تتلفت حولها ) لا ادري.
مصـري: ( في خوف) صوت معاول .
قـُدسية : ( تنصت ) نعم .
قـُدسية : ( في سعادة ) هل هل آتي أحد لإنقاذنا .
مصـري: ( ينهض ) لا ادري لكن أحدا ما يحفر بالقرب منا .. سأذهب لأستطلع الأمر .
قـدسـية : ( أخيها وقد عاد ) ماذا وجدت ؟
مصري: (مذعوراً ويلهث) يالخيبتنا لم يكن أحد يساعدنا إنها آل ماجن يحفرون نفقاً أسفل منزلنا .
قـدسـية : ( مندهشه ) نفقا لماذا ؟
مصري: ( في حُزن ) لا أدري لكني أظن حتى ينهار علينا المنزل فوق رؤوسنا .
قـدسـية : ( ترتعد ) يا إلهي إني خائفة خائفة يا أخي .
مصري: ( في ذُعـر ) يا أبي ماذا سنفعل سينهار المنزل فوق رؤوسنا .. إنهم يحفرون حتى يصلون إلى الأساسات .
عـربي : ( ينظر لأعلى ) ننتظر معجزة من السماء .
قومـية : ( في بكاء ) سينهار المنزل ونُقتل .. أه يا منزلنا العزيز .
قـدسـية : ( في ذُعر ) سنصبح شهداء .
عـربي : ( في إبتهال للسماء ) والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
قـدسـية : ( في تخيل ) ما هذا أتسمعون ؟
مصري : ( في دهشة ) نسمع ماذا يا قُدسية
قُـدسـية : ( في توهم ) صوت قطرات مياه إن الصنبور يُقطر مياهاً .
قـومـية : ( في حنو ) إهدائي يا إبنتي لا توجد مياه .
قـدسـية : ( تبكي ) لماذ تودون منعي من شُرب المياه .. ما هي مصلحتكم ؟
قـومـية : ( تربت عليها ) ليست لنا مصلحة يا إبنتي .
قُـدسـية : ( تنهض وتذهب ) كلا أنتم جميعاً مغرضون .. سأذهب إلى المياة .. إلى المياه .
( تتجه قُـدسية وتذهب نحو المطبخ )
قـومـية : ( في تعجُب ) ما الذي أصابها يا ولدي .
مصري : ( في ألـم ) لقد بدات تجنح إلى الجنون .
قـومـية : ( مُندهشة ) الجـنون !
مصري : ( في حسرة ) نعم .. ونحنً سنلحق بها في القريب العاجل.
قُـدسـية : ( وقد عادت ) لم أجد ماءاً .. لم أجد أي نقاط مياه .. كان سراباً .. كان سراباً ما هذا الذي يحدث لي .. هل هل بدأت أوشك على الجنون .. لقد دخلت المطبخ فوجدت الماء يُقطر من الصنبور .. فركضت نحوه ثم إكتشفت وأنا أعب من الماء .. أنه لا يوجد ماء الصنبور جاف وخاوي .. وقد عجز عن إخراج الماء ما هذا الذي يحدث لي .. هل هل جننت نعم لقد جننت .. قدسية آل عربي .. جنت .. جنت على يد شخص وضيع يدعى آل ماجن .
( تنخرط في بكاء مرير .. وتسقط على الأرض منهارة .. فتذهب نحوها أمها وتحتضنها .. وينظُر لها أخاها مصري مذهولاً .. وقد جحظت عيناه .. وبعد عدة لحظات تهدأ خلالها قُدسية .. فينخرط مصري في نوبة ضحك هيستيري .. تُذهل الجميع .. فتصمت قدسية .. وتمسح دموعها في دهشة ) .
قدسية : ( في تعجُب ) ما الذي ألم بك يا أخي .
مصري : ( ضاحكاً وباكياً ) إني إني لحزين حزين .. لكني لا أدري لماذا .. هل لأني مسجون .. هل لأني عاري لا أدري .. ( يضحك بهيستريا ) .. أنا مثل آدم .. نعم مثل آدم .. طردت من الجنة بسبب خطيئتي .. والجنة هي أراضينا العربية المُحتلة .. والخطيئة هي تقاعس عن رد العدوان عنها .. والثعبان الذي وسوس هو آل ماجن .. أه يا مصري .. أه من كان يضرب بك المثل .. في الكرامة والذود عن النفس .. ( ينهض ويطلق ضحكات هستيرية ) مصري مصري .. أين أنت يا مصري أجبني .. هل هربت هل أدخلت رأسك في درقتك مثل السلحفاه .. هل هل ستنقرض مثل الهنود الحُمر .. أنت وآل عربي .. رد علي أستحلفك بالله أن ترد علي .. أين أنت هل ذهبت مُبكراً لتبحث عن عمل .. بعد سنوات طوال من البطالة والجوع والفاقه .. هل لا زلت لا تستطيع أن تقرب منزلك لأنه خلف منزل عدول .. فلا تستطيع الوصول إليه أين أنت يا جبان .. يا جبان .. يا جبان .
( يسقُط على الأرض باكياً فتركض نحوه أمه واخته ليهدئوا من روعه .. أما الأب فلا زال جالساً في مكانه وقد وضع رأسه بين يديه .. وضم ساقيه فالتصقا بصدره ) .
مصري : ( في ذهول ) ما هذا الذي أتفوه به .. هل هل جننت نعم لقد جننت .. لقد دفعني آل ماجن إلى الجنون إني لأهرطق .
قـومية : ( في خوف ) إن ما يقوله صحيح يا أمي .. لقد بدأنا نجنح إلى الجنون ( تلتفت نحو أبيها ) أبي ماذا سنفعل في هذا الوضع الذي نحنُ فيه .. لقد أوشكنا على الجنون المطلق
عـربي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر معجزة من السماء .
مصري : ( ينهض) أتسمعون ( يركض نحو منتصف الغرفة وينظُر للأرض ويصخ السمع ) هنا هنا أرى فرد أمن آل ماجن يقبع أسفلنا .. يحفُر في اساسات المنزل .. نعم نعم .. إني أراه .. أراه .
قومية : ( فى رعب ) اهدا يا ولدى
( ثائراً ) كيف أهدأ والمنزل سيتهاوى أتسمعون معاول الهدم .. أتسمعون الحفر وثقب الأساسات .. أربعة عشر قرناً من الإسلام ستنهار .. وعشرين قرناً من المسيحية ستتهاوى .. وسنُصبح غُباراً تذروه رياح آل ماجن .. إلى متى سنظل صامتين عن هذا الضرر الذي يلحق بنا .. طوال الليل والنهار .. يا أبي أنت عماد الأسرة .. فماذا يتوجب علينا فعله .
عـربي : ( ينظر لأعلى ) ننتظـر .
مصري : ( مقطاعاً في حدة وسخرية ) ننتظر معجزة من السماء .. كأنك يا أبي مُبرمج على هذه المقولة .. ننتظر مُعجزة من السماء .. مع أننا نستطيع أن نقوم بهذه المعجزة بأنفسنا .
قومية : ( في حُزن ) مصري لا تقسوا على أباك .
مصري : ( في ألم ) معذرةً يا أمي .
قُدسية : ( تنهض ) أخي أمي أبي .. ألا تلاحظون شيئاً .
مصري : ( مُندهشاً ) وما هو ؟
قُدسـية : ( تنصت ) إن آل ماجن قد إنصرفوا عنا .. ثمة شيء غامض في الأمر .. لقد خفت صوت الشرائط .
مصري : ( في خوف ) قد يكونوا يدبرون لنا شيء في المستقبل .
( ينهض ) سأنظر من خلال النافذة علني أستطلع الأمر .
قُـدسـية : ( تتساءل ) ماذا رأيت ؟؟
مصري : ( ينظُر ) إن آل ماجن يجددون منزلهم أعني منزلنا الذي سلبونا إياه .. إنهم إنهم يطورونه يشيدون به العمائر .. ويوطدون أركانه .. ويسببون لأفراد آل ماجن .. كل أسباب الراحة والرفاهية والدعة .. ونحن نحن جالسون هنا في أماكننا .. خائفين كالجرذان المذعورة .. لا نفعل شيء إلا تجرُع الخوف المُزري المُهين .. لعنة الله على المتخاذلين .. لعنة الله على المتخاذلين .
قـومـية : ( في ألـم ) لا تكُن قاسياً يا ولدي فالمستقبل لا يزال مُشرقاً .
مصري : ( ضاحكاً ) مستقبل عن أي مستقبل تتحدثين يا أماه .. فالمستقبل مُظلم مُظلم إلى أقصى الحدود .. كنت كنت أتمنى لنفسي مستقبلاً خاصاً مُشرقاً أرسمه بنفسي .. نعم أرسمه بنفسي كنت أود أن أعمل مزارعاً صباحاً وصانعاً مساءاً .. لكني لم أستطيع أن أكون لا زارعاً ولا صانعاً صرت أجابه استيطانيات آل ماجن فقط .. تارة أُهزم وتارة أنتصر .. وفي كلا الحالتين حياتي مُعطلة .. كنت أود أن أتزوج بابنة عمي ضحية .. وأرزق منها منها بأبناء أسميهم على التوالي .. (محمد وعيسى وموسى) لكني لم أراها ثانية بعد أن صعدت فوق الجبل .. يقال انها انتحرت ويُقال أنها أسرت .. ويُقال أنها تهاوت من على الجبل .. والأمر أيا كان هو حادثة مروعة .. ما أسوأ عالمنا الذي يعج بالحوادث .. كل شيء حادث الطعام حادث والشراب حادث .. حتى حبي لضحية كان حادثة .. وقد فرق بيننا تخاذلنا جميعاً .. كُنت كُنت أود أن أُشيد منزلاً خاصاً في عروبتنا .. أزرع فيها وأصنع .. لكن ابي منعني بحجة أن آل ماجن قد يستولون عليه في أي لحظة .. فما الداعي للتشييد والبناء والإعمار ما دامت ستذهب لغيرنا إذن .. فلنتركها صحراء جرداء تحسبا للحرب .. سكانها بسطاء مُتخلفين مساكين .. يحيون في عالم متخلف وحضارتهم عبارة عن حروب وفقر .. ونحن نعيش في منازل أسمنتيه مؤثثة ، وهم لا زالوا في عهود حروب البسوس .. ما اسعد الاسد الرابض فى الشرق بقوته .. ويا لنا من مساكين وضحايا .. كُنت كنت أود أن أحقق العدالة نعم العدالة المشتقة من إسم الله جل جلاله .. لكن أبي قال لي لا توجد عدالة في زمن الحرب .. ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة .. وأن المساواة في الظلم عدل .. وبارك الله في الحاكم الجبار إذا جار .. وبقية هذه المقولات البالية ذات الأغراض .. كُنت كُنت أود أن أشعُر بآدميتي .. لكنها تُنتهك بصور شتى .. ينتهكها آل ماجن تارة وأنتهكها انا بتقاعسي عن دحر العدوان تارة أخرى .. وتقولين يا أمي أن المستقبل مُشرق أي إشراقه فيه .
قومية : ( في تخيل ) سيأتي يوم يا ولدي يظهر فيه المُصلحين والمهديين ويحققوا العدالة.
مصري : ( ساخراً ) المُصلحين والمهديين أنتِ واهمة يا أمي .. زمن المهديين كما تقولي كتب الدين سياتي في نهاية الزمان .. عندما يظهر الثلاثة الذين ينتظرهم العالم .. المسيخ الدجال والمسيح عيسى ابن مريم والمهدي المُنتظر .. ونحن كما نستشف من علامات يوم القيامة بعيدين كُل البُعد عنه .. وعن زمن المُصلحين والمهديين .. أنت تتعلقين بمقولة أبي ننتظر مُعجزة من السماء .. ( يلتفت إلى أخته قدسية ) وأنتِ وأنتِ يا قدسيه ماذا كنتِ تتمنين لنفسك .. ما هو المستقبل الذي كُنتِ ترسمينهُ في مُخيلتك .
قدسية : ( تُفكر ) أنا أنا كنت كنت اتمنى أن أصبح مضيفة طيران .. أمتطي الطائرات وأزور جميع منازل الجوار وأدعوهم إلى زيارة منزلي .. أتيهم ويأتوني بالخير والود والتراحم بالسلام لا بالحرب .. يحجون إلى اماكن منزلي المُقدسة .. لا أكثر ولا أقل .. لكني جلست متعطلة عن العمل .. أستجدي الطعام من آل ماجن .. وتنتهك كرامتي كلما أطمح في موز من نباتاتنا .. التي تقع داخل أراضينا .. كنت كنت أتمنى أن اتزوج مثل باقي الفتيات .. أن ياتي شاب ويطلب الإقتران بي .. من أجلي ومن أجل شخصي .. لكن بسبب الخوف من آل ماجن .. لم يجرؤ أحد على الإقتراب مني .. أو حتى التطلع إلى فمن هذا المأفون الذي يعادي آل ماجن برغبته في .. كنت أتمنى أن يفعلها أحد لكنه لم يحدث .. وكأني لا شيء لست فتاة لها مشاعر وإحتياجات عاطفية وجسدية .. أنا فتاة تتمنى أن تُنجب البنين والبنات ويكون لها منزل صغير به مطبخ .. تسيره كما تشاء وتطهو به الطعام العربي الخاص بعائلتها الصغيرة .. لكنه لم يحدث بسبب الخوف من ال ماجن .. وسأظل هكذا مثل شجرة التفاح التي لا تثمر .. إلى أن تشيخ وتموت .. ومفتاح إثمارها مع آل ماجن .. في بعض الأحيان ينتابني إحساس .. بأني لابد وأن أخلع ملابسي وأركض عارية أمام الجميع .. وأقول أنا هنا .. أنا هنا .. ألا تروني ألا يلتفت إلي أحد .. هل من مجيب ؟ هل من مجيب ؟ .. لكن حيائي وكبريائي يمنعاني .. والآن ما أنا ماذا أكون جسد بلا روح .. إسم بلا كيان .. كبرياء بلا هوية .. عذراء بلا ملابس .. ثراء بلا نفع .. مقدسات بلا سلطة إني لضائعة لضائعة .. ( تصمت هنيهه ثم تلتفت إلى أمها ) .. وأنتِ يا أمي مذا كنت تتمنين بالنسبة لمستقبلك .. ما الصورة التي كنت ترسمينها في مُخيلتك .. ( تنظر لنفسها ) أنا أنا كنت كنت أود أن اعمل في صباي مديرة منزل .. نعم مديرة منزل لآل عربي .. لكني انتهيت كربة أُسرة ثرية للغاية .. وفقيرة في ذات الوقت .. قيل لي أن إدارة المنزل يتحكم فيها أشخاص آخرون من الجوار .. مؤهلون لذلك .. أما أنتِ فعذراء صغيرة بلهاء .. تدعى ما ليس لها .. وكنت أحب أبيكم في صباي .. فقد نشأنا معاً وعندما أدركنا .. تزوجنا في ليلة إنقطعت فيها الكهرباء .. واغاروا علينا آل ماجن .. فلم أشعر بأي نوع من السعادة والمشاعر الحسية .. كانت ليلة زفافنا في قبو المنزل .. وألف عين تترصدنا .. وكأننا دابتين تتناسلان في العراء .. ولا أدري كيف حملت وأنجبت بعدها ولدي مصري .. وكانت ولادة متعسرة قيصرية تحت لهيب النيران .. ثُم بعدها انجبت إبنتي قدسية سيئة الحظ التعسة .. فلقد كان آل ماجن فوق رؤوسنا وكان أول وجه تراه قُدسية هو وجه ماجن .. الذي عانقها رغم أنوفنا .. وحملت وأنجبت وحملت وأنجبت .. عشرات المرات تارة أجهض .. وتارة يموت الجنين وتارة يأخذون طفلي .. ولا أراه مرة أُخرى .. وتارة يشب الطفل ويكبر .. ثُم يختفي بإرادته أو رغماً عنه .. ولم يتبقى معي غير إثنين من أولادي .. هما مصري وقُدسية .. والبقية ضائعين ضائعين ضائعين .. ( تصمت برهة ثم تلتفت نحو زوجها عربي ) .. وأنت وانت يا زوجي عربي .. ماذا كانت أمنياتك ما الذي كنت ترسمه لنفسك من مستقبل .
عـربي : (يرفع رأسه مندهشاً) أنا .. انا كنت كنت أتمنى أن اعمل رجل دين .. وان أصلي بآل عربي كإمام .. لكن طموحاتي تحطمت على يد آل ماجن .. وباقي سكان الجوار .. وأصبحت عاطلاً بدون عمل .. لا عملت كرجل دين ولا غيره .. وأصبحت اعيش علاطلاً على ثروات منزلي .. لا أعمل ولكن أسلم ثروات المنزل إلى باقي سكان الجوار .. فيعطوني نقود زهيدة بخسة مقابل ثرواتي تكفي بالكاد حاجتي وحاجة عائلتي .. حتى لا أعيش عالة على ولدي مصري الذي تكفيه أمواله بالكاد .. كنت كنت احب في صباي أمكم قومية .. ونشأنا معاً وتعاهدنا على الزواج .. وكنت أرى أني أفضل سكان الجوار .. وأن أسلافي كانوا سادة الجوار بأكمله .. لكن في يوم إعترض طريقي أنا وقومية .. إبان خطوبتنا أحد رجال الجوار .. ونهرنا على تشابك أيدينا فتحديته .. فما كان منه إلا أن صفعني .. فتهاويت أمامه على الأرض .. وصرخت أمكم قومية ونهضت مرة ثانية وعُدت لتحديه .. فأمسك برأسي ووضعها في التراب ودهمها بحذاءه أمام كل سكان الجوار .. ولم أكن مستعداً لهذه المعركة .. لكني كُنت متفاخراً بسيرة أسلافي .. وصرت أتحدى كبار الجوار ومعي قومية .. فصاروا يذيقونني أشد ألوان العذاب والذُل والإهانة .. لكني لم أكن أخشاهم .. وكنت أتحداهم كلما رأيتهم لكنهم خشوا من أن تقوى شوكتي .. وفي ليلة زفافي على أمكم .. فؤجئت بشخص يقف فوق فراشنا .. فذُهلنا وسألته من تكون فقال شريكك في المنزل .. انا آل ماجن .. وقدر أرسلني اليك كبار سكان الجوار حتى تتأدب ..إذا كُنت مصمماً على إقترانك بقومية .. حسناً فلتتزوجها لكن عليك أن تدفع الثمن .. فصرخت فيه فقال لي أنت عاري فلم أعبأ .. وهجمت عليه وتبادلنا اللكمات والركلات طوال الليل .. وقومية مذعورة إلى أن هدات ورضخت للأمر الواقع .. وأصبح آل ماجن يعيشون معنا في نفس المنزل .. ويقاسمونا الفراش حتى داخل المطبخ .. يقاسمونا الطعام وإعداده .. حتى عند قضاء الحاجة .. يكونون معنا في وقاحة ليس لها مثيل .. كنت كُنت أطمح في إعادة أمجاد أسلافي القدماء .. كانوا سلاطين وملوك وأمراء وخلفاء كانوا عادلين .. لكني لم أحقق غير الهزائم المتوالية والإنكسار .. فصرت أخرج من تأخر إلى تأخُر .. ودارت معي عقارب الساعة غلى الخلف .. وصرت من أثرى سكان الجوار .. ومن أفقرهم أيضاً يعتمد منزلي على الاستهلاك فحسب .. عبارة عن سوق كبير المنتجات لسكان الجوار .. لا أكثر ولا أقل .. أما آل ماجن فقلموا طموحاتي .. وجرحوا مشاعري وأصبحوا ورماً خبيثاً في جسدي .. كل هذا بسبب تطلعاتي لأمجاد أسلافي .. عقاب أو ردع أو دحر لكن الذي حدث قد حدث .. فأصبحت أتلفت حولي وأنا داخل منزلي .. ليتني ما تطلعت .. ليتني ما تطلعت .. ليتني ما تطلعت .
مصـري: ( ضاحكاً في ألم ) إننا يا عائلتي أشد بؤسً من بعضنا البعض .. في صدورنا تلال من الألم والخيبة والحسرة .. إننا مقهورون .. منهزمون .. منهزمون داخلياً .
مـاجـن:( يعاود الحديث من خلال مكبرات الصوت من الخارج)
نعم يا عزيزي مصري منهزمون .. منهزمون في الزمان والمكان.
مصـري: ( في غضب ) لقد عاد اللعين إلى الإلتفات لنا .. ماذا سيحاول أن يفعل بنا .
مـاجـن:(في تحدي) اتريد يا مصري أن تعرف ماذا سأفعل بكم حسناً .. سأقول لك سأحاول أن أجعلكم تفعلون شيئاً من إثنين .. إما أن تخرجوا إلي مُنتحرين .. أو تموتوا في أماكنكم .
قـُدسية : ( في ذُعر ) أمي إني خائفة .
قومـية : ( ترتب عليها ) تجلدي يا إبنتي .
مـاجـن:(في وقاحة )والآن يا آل عربي لابد أن ننهي هذا الموقف الذي طال أمره .. سأحدثكم الآن عن الإسلام .
( ينهض مصري من مكانه أحمرت عيناه وتحفز في جنون )
مـاجـن:( يتهكم )ماهو الإسلام .. هو دين يعلم الإستسلام والتخاذل لآل ماجن .. بدليل ما وصل أمركم إليه من ضعف .
مصـري: ( صارخاً ) سافل مُنحط دنيء .
قومـية : ( تمسك به ) إهدأ يا ولدي .
مـاجـن:(يتواقح) والصلاة ماهي صلاة المسلمين .. ركعات وسجود ليس لها أي داعي .. وتدعو إلى الرثاء والشفقة .
مصـري: ( يصيح ) وغد حقير قذر .
قومـية : ( لا زالت تمسك به ) أستحلفك بالله يا ولدي أن تهدأ .
مصـري: ( يحاول الخروج من المنزل ) سأخـرج له .
قومـية : ( تتشبث به ) كلا كلا .
مصـري: (موجهة الحديث لأبيه ) أبي إن لم تفعل شيء سأذهب إليه .. وليحدث ما يحدث .
عـربي : ( ينظر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مـاجـن:(يعاود الحديث )والصوم والصوم هو تجويع وتعذيب للجسد .. الغرض منه هو تعطيل المُسلمين عن العمل .
مصـري: ( صارخاً ) أيها الكلب الحقير .. سأقتلك سأقتلك .
مـاجـن:(يعاود التهكم)والحج ما هو الحج .. هو ذهاب أبله للأراضي المُقدسة .. والطواف حول بيت أسود حجري لا شأن له .. والغرض منه إصابتكم بالدوار .
مصـري: ( يحاول الخروج ) الويل لك أيها الماجني القذر .. سأقتص منك .. سأحطم رأسك .
قومـية : ( تمسك به بشدة ) قيديه .. قيديه يا قُدسية .. ولا تدعيه يخرج .
مـاجـن:(في دهشة)هل لا زلتم صامدين .. ألن يخرُج أحد إلي .. حسناً لنُزيد الجرعة حتى يفلت العيار .. أُريد إنهاء الأمر الليلة
مصـري: ( صائحاً ) سأخرُج له .. سأخرُج له وأنازله .
قومـية : ( لزوجها ) يا زوجي أفعل شيء .
عـربي : ( ينظُر إلى الأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مـاجـن:( لأقاربه ) هيا يا أقاربي إستولوا على مساجدهم وكنائسهم .. وخربوها ودنسوها .. وإطردوا الشيوخ والرُهبان .
قـُدسية : ( تصيح ) لا لا .. إلا المساجد .. إلا الكنائس .
مـاجـن:( يعاود الإستفزاز ) إهدموا مسجدهم الكبير الغالي على نفوسهم .. أولى القبلتين وثاني الحرمين .
مصـري: ( وقد فقد صوابه ) كلا كلا .. لا تفعلوها لا تفعلوها .. أرجوكم بل الويل لكم .. الويل لكم.
قومـية : ( تمسِك به ) إهدأ بالله عليك يا ولدي .. أمسكيه يا قُدسيه.
مـاجـن:(في دهشة )عجباً لم يخرج أحد منهم حتى الآن .. (في تحدي) حسناً يا إخواني لنُزيد الجرعة أكثر وأكثر .. ما داموا بغير كرامة وكبرياء .. يا آل عربي ألا تعلمون أن العُري في الإسلام مُحرم .
مصـري: ( في ثورة ) إخرس .. إخرس يا لعين .
مـاجـن:(في وقاحة)كيف ترضون لأنفسكم .. أن تظلوا عرايا أمام بعضكم البعض .. ألا تخجلون ألي عندكم نخوه .. أليس عندكم عرض تخافون عليه .
مصـري: ( وقد فقد صوابه ) يا مُنحط يا لعين .. إخرس إخرس .
قومـية : ( تمسِك به ) أمسكيه يا قُدسيه .. إمسكه يا زوجي .. إفعل أي شيء .
عـربي : ( ينظُر إلى الأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء .
مـاجـن:(في غضب)لم يخرج أحد .. حسناً لنلعب بالورقة الأخيرة .. ورقة قُدسية .
مصـري: ( في دهشة ) ماذا يعني هذا اللعين
مـاجـن:( يثير أعصابه ) أتعلم يا مصري .. بما أنك الثائر الوحيد في هذه العائلة .. أتعلم كيف كانت قُدسية تأتي بالموز .. بالطبع لا تعلم .. لقد كانت تاتي إلى منزلنا وتدخل إلى مزارع الموز .. وتطلب من حُراسه أن يعطوها الموز .. فيرفضون .. فتتذلل أتفهم ما أعنيه .. جندي مقابل كل موزة .. وتأخذ بعد ذلك عشرات من أصابع الموز .
مصـري: ( في ثورة وجنون ) كذب كذب .. إفتراء إفتراء .. أيها السفلة الأنذال .. إن أختي شريفة .. ولا تقعل ذلك .. فهي أطهر عذراء في التاريخ .
مـاجـن:( في تحدي ) إذا كُنت لا تصدقنا .. فإسأل القديسة قُدسية .
مصـري: ( يمسك بها ) قُدسية قُدسية .. قولي لي .. قولي لي .. هل هل هذا صحيح .. هل كنتِ تُسلمين الجنود جسدك مُقابل الموز
قـُدسية : ( في إرتباك ) أنا أنا .. كلا كلا .. ليس صحيحاً إنهم يكذبون .. أنا عذراء يا أخي لم يمسسني أحد .. لم تنكشف عورتي على أحد .. أنا مثل الأرض البكر .. لم يغمد فيها معول.
مصـري: ( يتنهد ) أنا أنا أصدقك يا أُختي .. أصدقك .. لكن .. لكن لماذا يقولون هذا عنك .
قـُدسية : ( في خوف ) ألا تعلم يا اخي .. حتى حتى يبثوا روح الفُرقة بيننا .
مـاجـن:( في قذارة ) يا مصري إن لم تصدقني .. أنظر من خلف النافذة .. وأنت ترى صور أختك قُدسية .. وهي في أوضاع فاحشة معي .. ومع جنوي المغاوير .
مصـري: ( ينهض مذهولاً ) سأذهب لأنظر .
قـُدسية : ( تمسك به ) كلا كلا أرجوك أرجوك .. لا تنظُر من النافذة .
مصـري: ( مُندهشاً ) لماذا لماذا تخافين هكذا
قـُدسية : ( باكية ) أخي أخي ( تبكي ) لا تنظُر.
مصـري: ( يدفعها ) كلا سانظر حتى أتأكد ؟
قـُدسية : ( تنتحب ) كلا كلا .. لا تنظُر من النافذة .
مصـري: ( يدفعها ) كلا سأنظر حتى أتأكد .
قـُدسية : ( باكية ) لا لا الرحمة الرحمة يا إلهي .. إرحمني من هذا الموقف العصيب
( ينظُر مصري من خلال النافذة فيشهق ويسمع صوت ماجن شامتاً ).
مـاجـن : ( في سعادة ) والآن يا عزيزي مصري .. هل ترى هذه الصورة الأولى التي التقطت في اليوم الثامن والأربعين .. التي في حجم البناية .. أترى أختك قدسية وهي عارية .. والصورة الثانية التقطت في اليوم السادس والخمسين .. والصورة الثالثة التقطت في اليوم السابع والستين .. وألوف من الصور لها والتي تزين منزلنا العامر .. فالحقيقة المُرة التي لا تودون الإعتراف بها يا آل عربي .. أن قُدسية قد سقطت .. سقطت معنا .. وأصبحت مشاعاً للجميع بسببكم أنتم .. وإعلم أن أباها عربي كان على علم بأمرها معنا .. وكان يأكل من الموز .
مصـري: ( في جنون ) لا لا أصدق عيناي .. هل هل هذه الصور صحيحة .. هل هل زلت أختي قدسية .. تبادلها جنود ماجن هل كانت تأخذ الموز مقابل العهر .. هل هل أختي عاهرة .. آه أختي قُدسية عاهرة .. وأبي أبي عربي كان يعلم .. وأمي أمي هل كنتِ تعلمين .
قومـية : ( في ألم وفجيعة ) كلا كلا يا ولدي .. لم أكن أعلم شيء عن هذه الفضيحة .
مصـري: ( باكياً ) أختي أختي عاهرة .. وعاهرة لمن للماجنيون .
قـُدسية : ( تنتحب ) كان رغماً عني يا أخي إني أعاني من الحرمان .. لقد بلغت ولم يطلبني أحد للزواج .. والموز أمامي شهي فماذا أفعل .. هل وفر لي آل عربي الموز .. لم يوفر لي أحد أي من إحتياجاتي .. كل الفتيات الذين من نفس عمري تزوجن وأنجبنوا يأكُلن الموز الشهي إلا أنا .. إنكم جميعاً المسؤلون المسؤلون عن خطيئتي .. لم يكُن أحد يدافع عني .. لم يكُن أحد يمنع آل ماجن عني .. إن الموز موزنا ينمو داخل منزلنا فذهبت إليه .. لكني وجدتهم يحيطون بالموز ويريدون جسدي ثمناً له فزللت .. وصرت مشاعاً لرغباتهم وأنتم جميعاً السبب .. أبي عربي كان يعلم وصمت .. وصار يلتهم الموز الذي آتي به راضياً وسعيداً .. ويشجعني بأسلوب غير مباشر على الخطيئة .. وأنت وأمي كنتما تأكلان من الموز .. لكن لا تعلمون إن آل عربي مشتركون معي في خطيئتي .. وأنا مُجرد ضحية ساقتها الظروف التعسة .. إلى الإرتماء في أحضان الرذيلة مع آل ماجن .. فأين كنتم آل عربي منذ بدء المأساة .. ويوجد جُندي ماجني على بُعد خطوات من منزلي .. وأين كنتم عندما أصبح الجندي داخل حجرتي .. وبعد ذلك أين كنتم .. عندما انتصب واقفاً فوق فراشي .. وأنا أمامه غائبة عن الدُنيا .. قطعة لحم شهية مهملة .. لا يجد من يطوعها ويرعاها .. ويصونها ويطهوها على نيران هادئة .. حتى تنضُج .. وفي النهاية أقول إنكم بالطبع لن تعترفون بمبرراتي للخطيئة .. لذلك يا أخي أطلُب منك أن تقتلني .. هيا يا أخي مصري أحضر سيف العائلة المُقدس .. وأقم علي حد الزنا والرذيلة والسقوط
مصـري: ( وقد أضمر أمراً ) كلا كلا يا أختي لن أقتلك .. أنتِ ضحية مجرد ضحية لتقاعسنا .. نحنُ آل عربي لقد سلمناكِ .. نعم سلمناكِ بأيدينا إلى آل ماجن .. لينهشوا عرضك بأظافرهم .. أنت لا تستحقين القتل .. لكن تستحقين أن نمحو عارك بالثأر .. أبي .. أمي .. أختي إعلموا أني سأخرج الآن .. لأمحو عار قُدسية القومي .. لأمحو عرينا القومي .. وليحسبني الله شهيداً بين شهداءه في جناته .
قومـية : ( تنهض وتمسك به ) كلا كلا يا ولدي كلا لا تذهب .. أمسكيه يا قُدسيه .. أمسكه معنا .. يا عربي .. لا تجلس ساكناً هكذا .
(يدفعهم مصري فيسقطن على الأرض وهن يصرخان .. فيتوجه نحو الباب المُغلق من الداخل والخارج .. ويظل يركله بقدمه حتى يحطمه .. ثم يخرج والشرر يقطر من عينيه .. فتنكمش كل من قُدسيه .. وأمها في أحد أركان الحجرة خائفين .. وينظُر الأب عربي نحو الباب فينهض ثم يوصده على الفور فيعيده كما كان .. ويعود لجلسته السابقة المُعتادة .. ويسود بعدها صمت مٌطبق )
قـُدسية : ( في خوف ) أماه .. لقد خرج خرج مصري .
قومـية : ( في هلع ) نعم نعم يا قُدسيه .. ترى .. ما الذي يحدث بالخارج .
قـُدسية : ( في توجس ) لا نسمع أي صوت .
قومـية : ( في ذُعر ) إني خائفة على مصري وعلى آباك .
قـُدسية : ( مبهوتة ) ترى هل هل سيأتون ليقتلوننا .
قومـية : ( مُنكمشة ) لا أدري يا فتاتي .. لكن الصمت السائد مؤلم وبشع .
قـُدسية : ( تتجرأ ) هل هل أنظر من النافذة لأستطلع الأمر .
قومـية : ( في خوف ) وهل تجرؤين.
قـُدسية : ( في ذُعر ) كلا لا أجرؤ .
قومـية : ( في هلع ) ترى هل سينجح مصري في أن يثأر لنا .. أم سيفشل .
قـُدسية : ( في توجس ) هل سيستر عوراتنا .. أم سيغسلون له مُخه .. ويعود إلينا شخص آخر لكن من آل ماجن .
قومـية : ( تنصت ) إنصتي إنصتي .. ثمة خطوات قادمة تقترب من باب المنزل .. إني خائفة خائفة .
قـُدسية : ( تمسك بها ) تجلدي يا أمي .
قومـية : ( في فزع ) لابد أنهم .. هم هم آل ماجن .
قـُدسية : ( صارخة ) لا لا لا .
(يتحطم باب المنزل على أثر ضربات قوية فيرتعد الجميع .. ويدخل بعدها شاب عملاق مُبتسم هو مصري .. يرتدي ملابس عربية إسلامية كاملة .. ومعه ملابس قُدسيه وقومية وعربي )
قـُدسية : ( مرحبه ) إنه إنه أخي .. أخي مصري .. وقد إرتدى ملابسه العربيه الإسلاميه كاملة .. لقد انتزع ملابسه وملابسنا من آل ماجن .. نعم لقد ستر عرينا القومي .. هيا هيا يا أخي لماذا تقف صامتاً .. هلم هلم نحونا .. إعطنا ملابسنا .. حتى نستر عوراتنا العربية .
(تنهض قُدسيه وقوميه وتستقبلان مصري الذي يسير مترنحاً فيحتضناه وهما مذهولا )
مصـري: ( في ألم وسعادة ) أبي .. أمي .. أختي .. واقدساه .. واإسلاماه
( يسقط مصري بين أيديهم فيرون ظهره المضرج بالدماء والذي مغمود فيه خنجر حاد كبير مرسوم عليه نجمة أل ماجن نجمة داود ) .
قـُدسية : ( تصرخ ) أخي أخي .. لقد قتلوك قتلوك الأوغاد .
قومـية : ( مُنتحبة ) إبني إبني .. لا .. لا .. لا تمت لا تمت .. أنت حمانا وظهرنا .. ماذا ستفعل بدونك ؟
( يسقط مصري على الأرض وقد لفظ انفاسه الأخيرة .. فتظل قدسيه وقوميه تصرخان مفجوعتين .. ثُم تلتفت قُدسيه إلى أباها الجالس في مكانه بلا حراك .. وكأن الامر لا يعنيه ).
قـُدسية : ( في ذهول ) أبي ماذا سنفعل بعد موت مصري .
عـربـي : ( ينظُر لأعلى ) ننتظر مُعجزة من السماء
احمد ابراهيم الدسوقى
مصر -القاهرة 2002 - 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق