مجلة الفنون المسرحية
المخرج فاتح سلماني يستعرض راهن المسرح ..بحث عن الجديد واستلهام من التراث القديم
أكد الفنان والمخرج المسرحي المتألق فاتح سلماني أنه بصدد التحضير لعمل مسرحي بعنوان «زواج سعيد» من أداء الممثلة فاتن قصار من عنابة وسفيان فاطمي، سيتم عرضه خلال شهر رمضان في انتظار إخراج مسرحية للصغار «سفر في السنفرة»، تأليف سفيان فاطمي، وإنتاج جمعية «ميراج» بمدينة العلمة. كما سيتم فتح ورشة تكوينية في فن التمثيل أمام المواهب خلال شهر ماي القادم.
عبّر سلماني بالمناسبة عن مدى عشقه للخشبة؛ حيث اعتبرها قطعة من روحه، بفضلها تذوّق أعمال الكبار، أمثال القدير الراحل عز الدين مجوبي الذي تابع روائعه منها «العيطة» و«حافلة تسير» و«الشهداء يعودون هذا الأسبوع» للطاهر وطار، مؤكدا أنه لم يلتق مجوبي لكنه أخذ من عطائه الواسع ونفسه الإبداعي الذي أضاف لمشواره المسرحي رؤية فنية، ساعدته على اقتحام مجال التمثيل والإخراج من الباب الواسع.
أبدى المتحدث أيضا تعلقه بالراحل عبد القادر علولة وبأعماله كـ «الأجواد»، وأعمال مسرحية من روائع المسرح الجزائري منها «اللثام» و«عالم البعوش»، و«الدبلوماسي»، و«الدالية» لمسرح باتنة، و«عرس الذيب»، «غسالة النوادر»، «ديوان العجب» لمسرح قسنطينة وغيرها.
تحدّث الممثل سلماني كثيرا عن تجربته المسرحية؛ حيث كانت البداية مع فرقة السلام بدار الشباب العلمة بسطيف، حيث اكتشف عالم الركح، ومن فرط حبه له تجاوز كل العقبات التي واجهته خلال مساره الفني، ليؤسس أول فرقة مسرحية سنة 1997، اسمها «ميراج»، تلاها تقديم أول عرض مسرحي له كمؤلف ومخرج وممثل في نفس الوقت بعنوان «عظام الرأس» التي شارك بها في المهرجان الوطني للفنون الدرامية في طبعته 28،ومهرجان الفنون الدرامية بالعلمة.
أكد فاتح سلماني أن هذا العمل المسرحي شجعه على كتابة «رقصة الموت» التي أشرف على إخراجها خلال سنة بمشاركة الممثلين لامية بوسكين والمكي جنبة وعبد المنعم بوضياف. وخلال سنة 2001 جسّد الممثل فاتح سلماني دور شخصية العاشق الذي يبحث عن الحب، ليكتشف أنه كان يصارع طواحين الريح بسيف خشبي؛ حيث لا مكان للحب والقيم في زمانه.
أكد المخرج أنه أعطى اهتماما لمسرح الطفل من خلال إنشاء مدرسة تكوينية في فن التمثيل خلال سنة 2003؛ حيث اكتشف المواهب ليتم صقلها وتحقيق حلمها في الصعود على الخشبة بمساعدة مختصين في الموسيقى والرسم، وبعدها تم إخراج أول عمل مسرحي للأطفال بعنوان «الشهيد المجهول» الحائز على جائزة أحسن ممثلة سنة 2004 بالمهرجان الوطني لمسرح الطفل بالعلمة، بالإضافة إلى إخراج عمل آخر للصغار بعنوان «من يلعب «حمار وأرنب؟» من تأليف الأستاذ عبد العزيز شارف، والذي تحصّل على جائزة أحسن عرض متكامل بالمهرجان الوطني لمسرح الطفل بخنشلة سنة 2006 إلى جانب المشاركة بنفس المسرحية في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية في 2007 بالمسرح الوطني وقاعة الموقار، وجولة فنية عبر ولايات الوطن.
تواصلت النجاحات والأعمال ليخرج الفنان سلماني عملا كبيرا عن الثورة الجزائرية، من تأليف الأستاذ عبد الوهاب تامهاشت، وعملا آخر قُدم سنة 2009.
ولم يغفل الممثل عن الحديث عن كل الأعمال التي أخرجها وتابعها، منها مسرحية «على الرصيف»، وهو ثنائي من تأليف الكاتب طارق عشبة من خنشلة، كذلك مسرحية للطفل «جحشون والأصدقاء المخادعون» و«صانع الدمى» و«عفريت في زجاجة» من تأليف الأديب العراقي عمار سيف، تلاه عمل مسرحي للكبار، تحصّل على جائزة لجنة التحكيم تحت عنوان «سوصول» من تأليفه وإخراجه. وقد شارك مؤخرا في الأيام الوطنية الثانية للمسرح التجريبي في طبعة عربية.
في الأخير تحدّث المخرج المسرحي سلماني عن معاناة المسرح الجزائري من ندرة النصوص، خاصة تلك الموجهة للطفل، مضيفا أن هناك إرثا مسرحيا ثقيلا كان بإمكاننا استغلاله وإعادة بعثه من جديد وبصيغة جديدة، لكن ذلك لم يكن وحال دون تجسيده على أرض الواقع، مؤكدا أنه ليس ضد الاقتباس أو إعادة كتابة نص مسرحي، على غرار «بقرة اليتامى» و»الغولة»، لكن المهم يبقى في تحريك نبض النص واستغلال تقنيات حديثة.
------------------------------------------
المصدر : سميرة عوام - المساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق