مجلة الفنون المسرحية
رحيل الفنان المسرحي خالد سعيد من الاستاذة الأوائل في معهد الفنون الحميلة بغداد
عبد الاله كمال الدين
رحيل الفنان المسرحي خالد سعيد من الاستاذة الأوائل في معهد الفنون الحميلة بغداد
عبد الاله كمال الدين
فجر هذا اليوم وفِي تمام الساعة الواحدة والخمسين انتقل الى رحمة الله صديقي وزميلي في هيئة التدريس في معهد الفنون الجميلة في نهاية الستينات والنصف الاول من السبعينات الاستاذ خالد سعيد ،، تمتد علاقتي بالفقيد الى ايام الدراسة في معد الفنون الحميلة نهاية الخمسينات حين كان طالبا في القسم المسائي ومعه المرحوم فاضل قزاز وَعَبَد الوهاب الدايني والمرحوم قاسم محمد وقاسم حول والمرحوم كامل القيسي والمرحوم عبدالله جواد وكنت وزملاء دفعتي المرحوم عبد المرسل الزيدي والمرحوم وجدي العاني وكريم عوّاد وازداد وهي صاموئيل ومحد علي الشلاه وثامر الزيدي ومحمد وهيب ومولود المعيني وَعَبَد القادر شكور مع اخرين في القسم الصباحي اصغر سنا من طلبة المسائي وننظر اليهم كأشقاء كبار عمرا وتجربة ،،، بعد تخرجي غادرت الى براغ وغادر المرحوم خالد سعيد الى شيكاغو للالتحاق بمعهد كودمان ثيتر (وهو المعهد الذي تخرج منه المغفور لهم ابراهيم جلال وجاسم العبودي وجعفر السعدي وحسن الناظمي وبهنام ميخائيل،،)وغادر قاسم محمد وفاضل قزاز الى موسكو وعبدالله جواد وَعَبَد الوهاب الدايني الى إيطاليا وقد قدر الله ان تلتقي هذه النخبة بعد تخرجهم مجددا كأعضاء في الهيئة التدريسية بمعهد الفنون الجميلة وفِي قسم الفنون المسرحية والسينمائية حصرا إبان النصف الثاني من الستينات ،،في معهد الفنون توطدت علاقتي بالمرحوم خالد سعيد الذي عرفته طيبا متعاونا ايام الدراسة أواخر الخمسينات ومن شدة تواضعه لم يكن يحب ان يشير احدالى شقيقه احد ضباط قادة ثورة تموز ١٩٥٨ وقائدالفرقة الاولى في الجيش العراقي المرحوم خليل سعيد ، كانت علاقتي الأخوية بابي رنين تدفعني الى التعاون معه دون حدود ولذا حين زارني فجأة في داري ليطلب مني ان أشارك في المهرجان الاول ليوم المسرح العالمي (الذي نظمه المركز العراقي للمسرح عام١٩٧١) باسم فرقة اتحاد الفنانين سارعت الى تلبية طلبه بإعداد قصة قصيرة من الادب التشيكي المقاوم تحكي مقاومة التشيك للاحتلال النازي وكان عنوان المسرحية التي أخرجتها لصالح الفرقة ، حدث في حي كوبليس ، كان المرحوم يلتقي مع أصدقائه طه سالم وفاضل قزاز والمرحوم سامي تيلا وَعَبَد الوهاب الدايني في نادي المالية بموعد ثابت حضرت يوما معهم وتلمست علاقتهم الرائعة ببعض ،، حين غادرت في منتصف السبعينات الى بخارست للحصول على الدكتوراه في الادب الدرامي وعدت اواخر١٩٧٩ التقيت مرة اخرى بالنخبة من التدريسين الذين عملت معهم قبل سفري لاحظت مدى حماسة خالد سعيد للعمل في المسرح مخرجا وممثلا وهو الذي سجل نجاحا في مجال الإخراج عبر عدد من المسرحيات الرائعة وفِي مقدمتها سرحان بشارة سرحان(تأليف مانوئيل رسّام والد شميم رسّام) وورد جهنمي لطه سالم الخ ،،،،، كان اخر لقاء لي بالمرحوم عام٢٠٠٧ في عمان ،صدفة وانا أتجول في سوق الخضار وسط البلد احتضنته بقوة ولاحظت حالة الشرود في عينيه بسبب بداية معاناته من الزهايمر ،،، تابعت حالته الصحية من خلال عدنان الحسيني اولا بأول الى ان صدمني خبر وفاته فجر اليوم ، صديقي خالد سعيد وداعا وستبقى في ذاكرة أصدقائك وطلابك حيّا مدى الدهر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق