تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

مسرح الشارقة يحط رحاله في مالمو ضمن جولة عالمية أمتدت عشرة سنوات

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الشارقة يحط رحاله في مالمو ضمن جولة عالمية أمتدت عشرة سنوات


يزور السويد حاليا، مدير المسارح في دائرة الثقافة في إمارة الشارقة أحمد رحيمه، والفنان أحمد الجسمي مدير مسرح الشارقة وذلك لتقديم عرض مسرحية  ( النمرود )، وهي المسرحية التي حظيت بإهتمام غير مسبوق من الجمهور والنقاد العرب حيث عُرضت في عدد كبير من البلدان العربية والأوربية من بينها مصر ولبنان وسوريا وتونس ورومانيا وأيرلندا وأسبانيا وهنغاريا وألمانيا .

وقريبا يمكن للجمهور العربي والسويدي أن يشاهد هذا العرض ضمن العروض المستضافة في فعاليات مهرجان مالمو الصيفي وذلك يوم الأثنين 14 آب/ اغسطس 2017 على مسرح البلاديوم  حيث يستضيفها مسرح بلاحدود في مالمو بالتنسيق مع مؤسسة موسيقى الجنوب في سكونه : Gränslösa Teatern & Musik i Syd

المسرحية من تأليف الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي وإخراج الفنان التونسي المنصف السويسي الذي يُعد من أشهر مخرجي المسرح العربي المعاصر والذي فارق الحياة في العام الماضي ، ويمثلها نخبة من نجوم المسرح الإماراتي من فرقة مسرح الشارقة الوطني من بينهم النجم المسرحي والتلفزيوني الفنان أحمد الجسمي .

تستلهم المسرحية مادتها الأدبية من قصص وأحداث تاريخية لتسقطها على الواقع الأليم الذي تشهده المنطقة العربية ، حيث تدور حكاية المسرحية حول النمرود بن كنعان حاكم وملك بابل وآشور الذي ورد ذكره في الكتب السماوية وذكرته المدونات الآثارية وصورت قسوته وتعسفه وطغيانه ضد شعبه ، حتى أن أهل البلاد لم يشهدوا زمناً أشد قسوة من ذلك الذي شهدوه معه من جراء ما لحق بهم من عُسف وقتل وأضطهاد .

غير أن مصير نمرود لم يكن أقل قسوة عليه من قسوته على شعبه ، إذ أبتلي بمرض عضال أحتار به الحكماء ولم يجدوا له سبيل للشفاء غير أن يتعرض الملك للضرب على رأسه مراراً وتكراراً ، ولكي تكتمل سخرية القدر من ذلك الطاغية يكون شفاؤه الوحيد هو بضربه من قبل ضحاياه بطريقة مهينة  ومثيرة للضحك والسخرية . وهكذا تجمع المسرحية بين المضامين السياسية والفكرية الجادة والأجواء الساخرة والممتعة التي تُقدم الحكمة والمعرفة عبر أداء ممتع يجمع بين الجدية والكوميديا .

يفخر مسرح الشارقة الوطني الذي يحط رحاله قريبا في مالمو بأنه من المسارح الرائدة في دولة الأمارات العربية وأكبرها في إمارة الشارقة حيث بدأ مشواره الفني عام 1978 وأستقطب خير الخبرات المسرحية الخليجية والعربية من المخرجين المسرحيين ، وعمل على نشر الوعي الفني والثقافي في المجتمع الأماراتي وإحياء دور المسرح في ما تشهده البلاد من تطور في المجالات كافة وخصوصا في التنمية الأجتماعية وإحياء مضامين العدالة الأجتماعية والتآخي بين فئات المجتمع العربي بكل أطيافه الأثنية والدينية  وبث رسالة التسماح ومواجهة الطغيان والتطرف وما نتج عنهما من أزمات وحروب وأقتتال . ويأتي عرض هذه المسرحية للجمهور العربي والسويدي ضمن جولة جديدة يوقم به المسرح في مدن عالمية مختلفة تهدف لتقديم صورة عن الثقافة والفنون العربية التي تعمل على مواجهة التطرف والطغيان الأرهاب وتنتصر لحقوق الأنسان في حياة كريمة وتدعم  الجالية العربية في المهجر لمواجهة التُهم الذي يحاول المتطرفون من كل الجاهات ألصاقها بثقافتنا العربية .
الفنان أحمد أبو رحيمة

أحمد أبو رحيمه مدير مسارح الشارقة: تربطنا بالسويد علاقة نريد لها أن تتطور ولا تنقضي بزوال هذا الحدث الثقافي

 في حوار مع الأستاذ أحمد ابو رحيمه مدير المسارح في دائرة ثقافة الشارقة حدثنا عن مغزى عرض هذه المسرحية في مالمو لجمهور الجالية العربية والجمهور السويدي معاً قائلاً :

ـ إن العمل الثقافي بما له من شرف ورفعة، لا يقيَّم إلا بناءً على اتساع دائرته وتعدّي أثره للمزيد والمزيد من الجمهور الذي يستجيب له ويتفاعل معه ، وهذا ما تعمل دائرة الثقافة بالشارقة إنطلاقاً منه وحرصاً عليه وإدراكاً منا أن المسرح هو لغة الجميع وما ذاك إلا ركن أصيل من الأركان التي تقوم عليها رؤيةٌ متكاملةٌ خطّها ورسم معالمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى – حاكم الشارقة، والتي نفخر بأن نعمل وننجز ضمنها.

وما يميز مسرحية “النمرود” التي كتبها سموه ، وأخرجها المخرج القدير الراحل المنصف السويسي، وأنتجها مسرح الشارقة الوطني، أنها استطاعت وبجدارة أن تشكل أداة مثلى لتحقيق هذه الرؤية، ووسيلة ناجحة لبدء حوار ثقافي تلو الآخر.

كان دائماً لدى هذا العمل الفني القدرة على التخاطب مع مختلف الأجناس والأعراق، بلغة فنية هي أجدر على التواصل، وإنه لشرف لنا أن نكون خلف هذا العمل المسرحي على مدار عشرة أعوام، نشهد خلالها نجاحاته في العديد من البلاد العربية والأوروبية، وشرف آخر أن يكون هو حادينا لإقامة روابط إنسانية وفنية جديدة .

وها نحن أمام كسب ثقافي جديد وتأكيدٌ آخر لذات الرؤى يسجلها اليوم هذا العرضُ المسرحي الفريد في السويد التي يربطنا بها حوار ثقافي متواصل وعلاقةُ ودٍ ساميةٍ، نرجو أن تتوطد من خلاله، فلا تفتر ولا تنقضي بزوال الحدث بل تتطور وتتواصل .
الفنان أحمد الجسمي

الفنان والنجم المسرحي والتلفزيوني الأماراتي أحمد الجسمي :

 التمثيل أمام الجمهور الأجنبي حافز للأجتهاد.

عن سؤالنا له:  ماذا يعني لكم دوركم في هذه المسرحية، وكيف إستطعتم تجسيد هذه الشخصية التاريخية  والعثور على روابط بينها وبين الشخصيات السلطوية المعاصرة التي تقود مجتمعاتها نحو الحروب والدمار ، أجاب الفنان أحمد الجسمي قائلا:

–  إن أي فنان لديه في مخزونه الفني مجموعة من الشخصيات المختلفة سواء كانت تراثية  أو اجتماعية تمكنه من لعب أدواء مختلفة بحسب ما تتطلبه الشخصية في العمل الفني، لكن التصدي لأداء الشخصيات التاريخية مثل هولاكو أو صلاح الدين أو النمرود في الاعمال التاريخية سواء كان العمل مسرحياً أو تلفزيونياً، يحتاج أن يؤديه الممثل بشكل مختلف فهو بحاجة إلى الوعي والثقافة وأدوات تمكنه من اداء الشخصية التاريخية المطلوبة بدقة متناهية، خصوصاً إذا كان العمل قد كتب بلغة مسرحية راقية .

وقد مثل دوري في مسرحية النمرود إضافة كبيرة وقيمة تضاف إلى رصيدي الفني، من خلال والقراءة والإطلاع والبحث الشخصي للوصول إلى الباعث الذي يمكنني من اداء الشخصية المسرحية التي اقوم بها والغوص في تاريخها الذي يتعدى البحث في شخصية بعينها، بل يتسع ليشمل العديد من النماذج السلطوية عبر التاريخ التي تمتلك قواسم مشتركة من الظلم والجبروت، وهناك بعض الرموز في زمننا الحاضر متفقة مع النمرود نهجاً ومصيراً، لأن الحق والعدل هو من ينتصر ويسود وإن طال مكث الظلم والطغيان .

ثم سألناه عن تجربة التمثيل لجمهور غير عربي، وهل يؤثر ذلك على حضوره فوق خشبة المسرح ، فأجاب:

ـ اعتبره محفزاً لي كي اجتهد أكثر من أجل ايصال فكرة العرض وفلسفته إلى الجمهور غير العربي، باعتباره متذوقاً لهذا الفن الراقي، وهذا ما يميز الفن والمسرح بأنه لغة عالمية يفهمها الجميع، لذا مثل هذا العرض المسرحي انتصاراً للفن بشكل عام وللمسرح بشكل خاص وهو ما لمسناه من خلال الحفاوة التي قابلنا بها الجمهور وهو دليل على وصول رسالة العرض بفهم وسعادة كبيرة .

ونحن من خلال عروض مسرحية النمرود العالمية نفخر بأننا نمثل المسرح العربي على العديد من المسارح العالمية والأوروبية طوال فترة امتدت عشرة اعوام، وهذا دليل على نجاح هذا العمل الأمر الذي جعله عملاً مسرحياً عالمياً بأمتياز .


------------------------------------------------
 المصدر :الكومبس – مكتب مالمو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق