مجلة الفنون المسرحية
أراء متباينة للنقاد والمتخصصين حول “ليلة خريف” بالمعاصر والتجريبي
ماجــد العابــد : مجلة سفن أرت
الناقد أحمد خميس : جمع العرض بين ثنائية اللغة الشعرية والرقص الحديث واشتغال على الجسد وكفاءة الصورة • د. محمد حسين حبيب (العراق) استعراض بحركات جسدية بعيدة تماما عن الرقص الدرامي تخضع العروض المسرحية لقانون ذائقة المتلقي، فنادرًا ما يجمع المتلقون على عرض واحد، لأن محددات كثيرة تدخل في عملية تلقي العرض، مثلًا؛ ثقافة ونشأة الملتقي، المعاصرة أو التجريب في العرض، وظروف أخرى. وعرض “ليلة خريف” الذي قُدم على مسرح “السلام”، في ثاني عرض له، ضمن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته المنعقدة حاليًّا، لا ينتمي إلى جنس الرواية أو القصة، وإنما هو عبارة عن تدفق مشاعر إنسانية، تتلاحم فيها الجسد مع النص الشعري. خلال حديثه، يرى الناقد أحمد خميس، إن العرض يجسد الثنائية التاريخية لأي عرض رقص مسرحي حديث، وهو الجمع بين اللغة الشعرية والرقص الحديث، إذ أن العرض يُشكّل تجربة غنية جدًا، وهي الاشتغال على الذات الإنسانية من خلال الفتاة الباحثة عن جدوى وجودها وعلاقتها بالآخر، ولا يوجد في العلاقات المقدمة تجربة يمكن الوقوف عندها، قصة حب أو خلافه، ولكن يمكن أن نقول أن الشخصيات الراقصة تتحرك من مخيلة تلك المرأة، فهم بمثابة أفكار من رأسها. وأعتبر “خميس” أن الاشتغال القوى اشتغال على الجسد وكفاءة الصورة، فالمخرجة هي المؤلفة، لديها وعي كبير بتقنيات العرض المسرحي الجاد الذي يهتم بكفاءات الاضاءة، فهو عرض يحكي مشاعر بامتياز. وحول ابداء البعض ملاحظات سلبية حول العرض يقول “طول الوقت سيظل هناك اختلاف كبير بين فهم الناس لطبيعة هذا النوع من العروض ويرجع للثقافة التي تربى عليها والناس التي تنظر للأمور بطريقة (مُعلّبة) سيؤدي لنتيجة سلبية”. ووصف العرض بأنه تجريبي لديه وعيه ومخيله ليحقق الحد الأدني من تقديم العرض بصورة لائقة. بينما أكد الناقد العراقي د. محمد حسين حبيب، على غموض العرض المبالغ فيه، واصفًا العرض بأنه استعراض بحركات جسدية بعيدة تماماً عن الرقص الدرامي، وقراءة قصيدة ليس إلا وهي ليست قصيدة بالمعنى الصحيح وإنما هي جمل منثورة، أي مجرد سطور لمراهق شاب يريد ان يتعلم كيف يكتب لكتابة. سألنا الدكتور حبيب، هل يؤثر اختلاف الثقافات في تقبل العروض الأجنبية، أجاب “اختلاف الثقافات لا يلعب دور في تلقي العروض واستيعابها على الوجه الأمثل، والدليل ذلك ان الجمهور العربي تفاعل مع عروض اجنبية اخرى، مثل العرض الصيني، لكن ثمة خلل في صناعة هذا العرض برمته”، وختم حديثه قائلًا “عليهم ان يراجعوا انفسهم ما معنى ان يقدموا دراما مسرحية”. كان عرض ليلة خريف قد بدأ بسيدة تجلس على يسار خشبة المسرح، مبعثرة الأفكار، ومشوشة التركيز، منكبّة على الأرض، منزوية على نفسها، تكتب ولا تكتب، تفكر بهذيان تارة، وبتعقل تارة أخرى، تنهضُ ورأسها غارق في الأفق، تناجي حبيبًا رحل، وتودع أيامًا لا تأبي ألا تمضي، على الأقل من ذاكرتها هي، بلغة اتسمت بشعرية فارهة البلاغة، لكن للأسف، بات تذوّق النص المترجم عن اللغة الفرنسية المترجمة، منقوص، فكان أشبه بقطعة من الشوكولاتة السويسرية مرّة المذاق. وفي يسار المسرح، عرض استعراضي لرجلين، يتحركا من مخيلة تلك المرأة التي تحكي ذكرياتها البائسة وصراعها النفسي. رقصات استعراضية غامضة ومبهمة غير منتظمة ومفككة أحيانًا، ومتصارعة كل الوقت، تمامًا كالذي يدور برأسها من مشاعر وأحساسيس متعاركة، لكنها تلعب على وتر واحد، وتر الوجع. ليلة خريف” من تأليف وإخراج سيرين أشقر، ويضم فريق العمل؛ المؤلف الموسيقي، ومصمم الاستعراض؛ ديديه مايمبا، وأداء؛ أنابيل هانيس، وإميلي وييينت، ودانيلو سيكيك، وسيدريك بوارو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق