تصنيفات مسرحية

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

مسرحية (اخر نسخة منا) تتوغل في ازدواجية التطرف

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية (اخر نسخة منا) تتوغل في ازدواجية التطرف

 ثائر القيسي -  دائرة السينما والمسرح 


في باحة منتدى المسرح التجريبي التابع لدائرة السينما والمسرح /قسم المسارح تم عرض العمل المسرحي (اخر نسخة منا ) في يومه الاول .. العمل من تأليف الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي ومن اخراج المخرج الشاب علي صبيح واداء مجموعة من شباب وطلبة الفنون الجميلة منهم الفنان الشاب محمد لواء .عبدالله الرسام وشهد العبيدي والاضاءة من تنفيذ احمد سامر والموسيقى زهير النوري فيما ذهبت ادارة المسرح الى غيث كاظم وبحضور جمهور متابع وعدد من الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة 
فكرة العمل :
بين العقل الواعي والعقل الباطني (اللاوعي) ثمة صراع املته مجموعة الشهوات والغرائز (البايلوجية ) المنتجة بهيمناتها على مجمل الافعال السلوكية للمرء للحالة الازدواجية وهي تتوسع في اعماق الذات المهتزة حين تجابه رغباتها المتناقضة والمتأرجحة بين متناقضاتها الحسية .ومن هنا بدأ التطرف ليعبر عن اهدافه في تدمير بنية الاخر عبر نوع الافكار التي بثت بمعنيين مختلفين الاول باطني شهواني قاعدي ثابت والثاني ظاهري متدين يبغي جرجرة الاخر الى مساحته الضيقة بينما نجد بالاخر وهو طرف النزاع يقاوم بادواة ضعيفة ازاء ادواة الباطني المتستر في اطار التطرف الانف الذكر ولان منطق الحقائق لايأخذ بالقوي المتمظهر بقواه المادية بل يميل بتفسيراته نحو بالضعيف المستند على قاعدة روحية بدافعية فطرية فان الفكرة بتموجاتها الثيمية مالت نحو طرف مغاير لما تتطلبه المعالجة الاخراجية لاشكالية النص وقصدياته في تفنيد براهين التطرف الذي ظهر قويا فما كان امام المخرج صبيح الا ان يجعل احد طرفي المعادلة في موضع السخرية رغم ضعف عفويته من افكار الطرف الثاني وهو المتطرف لزيف غطاءه الديني من جهة وممارسة سلوكه الازدواجي من جهة اخرى على الرغم من ان الطرفين يلتصقان جسديا في اشارة من المخرج الى انهما في اصلهما واحد وان ماينتجه التطرف من اسباب للقتل والدمار يصيب كليهما كجسد واحد لكن النهاية لم تحسم نتائج الصراع بقدر تدوينها لانقسام شخصية المتطرف بسلوكه الى نقيضين باطني شهواني وظاهري متدين بازدواجية عبرت عن امراض ذات المتطرف في واحدة من رغباته لتدمير الحياة في الاخر العفوي ..
الاداء...
كان ثابتا على مساحة محددة ببقعة ضوئية والمتحرك ايقاعيا كانت فقط الفتاة بمصاحبة عربة الاشياء التي قصد المخرج ان يوصلها عن طريق انثى تكشف بدورها اشارات المتطرف دينيا بدوافع غريزية وهي اي الفتاة كان دورها ممثلة عرض وليس فعل درامي ولم يقابل دراما الفعل المتمركز في منطقة وسط مساحة العرض ليتخذ الاداء شكلا عبثيا اثر ظهور شخصيتا البطلان ملتصقان جسديا ليحفزا بعضهما باتجاه التصاعد دراميا بالاداء وكان فضاء العرض لعموم العمل الذي امتد طوال 40 دقيقة يغط في الاظلام المسرحي تتخلله مقاطع موسيقية ارتبطت درامية بثيمة العمل وما عدى ذلك كان الاشتغال على البقعة الضوئية بتحولاتها اللونية الداكنة ..
العمل كان شبابيا يبتعد نسبيا عن دائرة الاحتراف ولكنه يبشر بمستقبل مشرق لجيل اكاديمي مسرحي يقترب شيئا فشيئا من استيعاب اللعبة المسرحية وتشفيراتها المشهدية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق