تصنيفات مسرحية

الاثنين، 25 ديسمبر 2017

«الإمارات لمسرح الطفل» ينتصر للقيم

مجلة الفنون المسرحية

«الإمارات لمسرح الطفل» ينتصر للقيم

«الجائزة» تُعلي التسامح والتعاون.. و«الجزيرة» تُحرّض على المعرفة

محمد عبدالمقصود - الأمارات اليوم

تمنح أعمال مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، الذي تنظمه جمعية المسرحيين بالدولة، على خشبة قصر الثقافة بالشارقة، أولوية لترسيخ القيم الإيجابية في نفوس الجمهور، من الأطفال والناشئة، لتقدم إلى جانب متعة المشاهدة، رسالة تنتصر لقيم الخير والحق والجمال.

مرعي الحليان: مسرح صعب

قال الفنان، مرعي الحليان، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمسرح الطفل من خلال عرض بمسرحية «المهرجون»، إن الأعمال الموجهة للأطفال من خلال مسرح الطفل تبقى الأصعب من بين أنواع المسارح الأخرى، وأضاف: «يستمد مسرح الطفل صعوبته من طبيعة جمهوره، فهناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تستغني عنها في مسرح الكبار، لابد من حضورها حينما يكون الجمهور ناشئة وأطفالاً، فضلاً عن خطورة وأهمية الرسالة المطروحة، ومن ثم الرؤية الإخراجية، وكذلك النص، وأداء الممثلين، الذي يجب أن يراعي مخيلة وخصوصية عوالم الأطفال، وابتكار آليات إثارة شغفهم حتى آخر العرض».

لجنة تحكيم الكبار والصغار



ينفرد مسرح الإمارات للطفل بلجنتَي تحكيم، إحداهما تؤدي دورها الوظيفي التقييمي، وهي لجنة التحكيم الرسمية، بالإضافة إلى لجنة تحكيم موازية مشكّلة من أطفال يمثلون شرائح جمهور المهرجان المستهدف، من أجل أن يكون رأي الأطفال النقدي والجمالي حاضراً أيضاً.

وتتكون لجنة التحكيم الرسمية من الفنانين: الحسن النفالي، ومصطفى رشيد، وعبدالله مسعود، وهيفاء حسين، وعبدالرحمن الملا.

فيما تتشكل لجنة تحكيم الأطفال من العنود طارق المازمي، وأمل جاسم المشيري، ونورة نبيل الحوسني.

ومع توالي العروض، التي تستمر حتى 29 الجاري، تتوالى الرسائل الهادفة التي تبدو عبرها الأعمال المقدمة حافظة ومستوعبة أيضاً لخصوصية النسق القيمي المحلي، في الوقت الذي تقدم الأعمال المتنافسة على الجوائز، في مجملها، رؤى شبابية، بعضها لايزال في تجاربه الأولى في إطار مسرح الطفل، والبعض الآخر اكتسب خبرات واسعة، سواء عبر دورات المهرجان السابقة، أو سواها من المشاركات المحلية والخارجية.

حبكة مناسبة

في حين أبرز العمل الافتتاحي «الجائزة»، الذي كتب نصه أحمد الماجد، وأخرجه عمر الملا، أهمية التمسك بقيم التسامح والمحبة والتعاون، وغيرها في إطار نسج حكاية حول عالم العناكب والفراشات، وهو العمل الذي ينافس عبره في المهرجان، المسرح الحديث بالشارقة، قدمت فرقة مسرح الفجيرة، مساء أول من أمس، مسرحية «الجزيرة المفقودة» من تأليف أحمد الماجد أيضاً وإخراج صابر رجب، وتمثيل دلال الياسر وشمسة النقبي وآخرين.

وعبر حبكة درامية تتناسب مع عوالم مسرح الطفل، عاش حضور «الجزيرة المفقودة» تفاصيل حياة في جزيرة أشبه ما تكون بمفقودة أو لا وجود لها على خارطة الزمن، لم يسمع بها أو يرها أو يصلها أحد، ينقلب هدوؤها وسلامها بوصول الشخصية التي تمثل محور الشر في العمل (أبو وجهين) الذي أخفى معالمها، وجعلها على ما هي عليه من البعد لكي ينعم هو بخيراتها، إذ دمر أول ما دمر العلم والثقافة في الجزيرة، عبر تخريب المدارس وإحراق الكتب، حتى صار أهلها جهلاء وكسالى، بعد أن كانوا متسلحين بالعلم والمعرفة.

وعبر الحوار تارة، والسرد تارة أخرى، يجد الجمهور من الأطفال نفسه داخل تفاصيل المسرحية - الحكاية، بشكل أكبر، حينما يقرر أهل الجزيرة الوقوف ضد الشرير، ليتبين لهم أنهم في أمسّ الحاجة إلى ما فقدوه من العلم والمعرفة، وحين تصل هذه الأنباء إلى محور الشر في العمل، قرر أن يثبت لهم عن طريق استعراض المعلومات أنه انتصر، ليس لكونه الأقوى فقط، بل الأكثر علماً ومعرفة، قبل أن يتدخل الحكيم مستعيناً بشخصية «ليلى الذكية».

عناصر حاضرة

انتصار أهل الجزيرة على الشرير وأتباعه في مسابقة المعلومات، يغدو موضوعياً انتصاراً لقيم العلم والمعرفة البعيدة عن الادعاء، والدهاء المرتبط بحيل الشر، وهو مؤدى أسهم في الوصول إليه أداء جيد للممثلين الذين تغلبوا على عقبة التفاوت الكبير في نبرة الصوت وتشكلاته، حينما يكون الأداء مرتبطاً بمسرح الطفل. العديد من عناصر السينوغرافيا، التي تبقى على الدوام حاضرة، وذات أهمية قصوى في مسرح الطفل، لعب دوراً مهماً في معظم الأعمال المقدمة، خصوصاً «الجزيرة المفقودة»، وهي المسرحية التي صمم ونفذ إضاءتها سعيد الهرش، وكتبت كلمات أغانيها شمسة النقبي، ولحنها ميرزا المازم، وصمم ديكورها صابر رجب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق