تصنيفات مسرحية

السبت، 13 يناير 2018

المؤتمر الفكري بالدورة الـ 10لمهرجان المسرح العربي بتونس.. الجلسة النقدية الثالثة: المسرح في علاقته بالسلطة

مجلة الفنون المسرحية

المؤتمر الفكري بالدورة الـ 10لمهرجان المسرح العربي بتونس.. الجلسة النقدية الثالثة: المسرح في علاقته بالسلطة

المكتب الاعلامي


برئاسة الدكتور سيد علي اسماعيل (مصر) تواصلت صباح اليوم بقاعة المحاضرات بنزل افريقيا جلسات المؤتمر الفكري وكان انطلاق الجلسة النقدية الثالثةوشارك فيها بالمحاضرة كل من حمدي الحمايدي (تونس) صبحة علقم (الاردن) ووطفاء حمادي (لبنان) ومحمد امين بنيوب (المغرب) وحملت الجلسة عنوان: المسرح في علاقته بالسلطة.

الباحث حمدي الحمايدي انطلق في مداخلته من اشكالية مفادها ان السلطة بجميع اصنافها من المسائل التي تم التعرض لها اكثر من غيرها في النص المسرحي منذ نشأته على امتداد العصور وقد يعود ذلك الى سببين رئيسيين. يقترن الاول بطبيعة الفن المسرحي كما برز في صيغته الحالية حين تم الانتقال من المجتمع البدائي المبني على الاحتكام الى القضاء في صورة حدوث خلاف وبذلك انتقل العنف من الساحة العامة الى الركح ومن الممارسة الفعلية الى المشهد الفني الداعي الى التطهير.

اما السبب الثاني فهو في علاقة بالشكل الذي يتبناه الاثر المسرحي فالنص الدرامي مبني اساسا على الفعل وعلى الحوار وبالتالي فهو يولد بالضرورة صراعا حتى وان كان ذلك الصراع داخليا. وفي الفعل والصراع والحوار احالة على اشكالية السلطة وقد طبق ذلك على مسرحيات “براكسا او مشكلة الحكم” لتوفيق الحكيم، “مراد الثالث” للحبيب بولعراس، “الملك والملك” لسعد الله ونوس.

من جهتها تحدثت وطفاء حمادي عن النقد المسرحي النسوي واشكالية تجليات السلطة الذكورية في النص الدرامي للكاتبة والكاتب العربيية وذهبت هذه الدراسة لكسر خطاب الذكورية ولاستطلاع ان كانت نصوص الكاتبات والكتاب قد شكلت مشروع كتابة تحمل قول المرأة المستور والمخفي لكن ليس وفق اعادة انتاج القيم الذكورية السائدة في المسرح بل انطلاقا من محاولة تفكيك هذه السلطة والعمل على تاسيس خصوصية الكتابة النسوية.

“مرايا السلطة في مسرح سعد الله ونوس” كان محور مداخلة صبيحة علقم، حيث حاولت الكاتبة معاينة اشكال السلطة في مسرح الكاتب السوري عبد الله ونوس فلاحظت ان السلطة في مسرحه يضيق ليشمل السلطة السياسية المعهودة التي تمارس القهر على افرادها بالتنكيل والتعذيب والقمع ويتسع ليشمل السلطة المجتمعية بمنظوماتها الدينية والاخلاقية والاعرافية التي تغيب عقل الفرد وتحول دون ممارسة حريته وتمنعه من الابداع والابتكار فيعيش الفرد قلقا عاجزا عن التكيف مع واقعه، وقدنظرت الباحثة في مسرحيات “طقوس التحولات والاشارات”، “يوم من زماننا” و”الايام المخمورة”.

محمد امين بنيوب تناول موضوع “سلطة المسرح الواقعية والمتخيلة” حيث لاحظ الباحث ان الكتابة الونوسية تكشف وتحلل السلطة في مجتمعاتنا العربية في ابعادها الشمولية فهي تنطلق اساسا من سلط سياسية متحكمة ومستبدة وسلط اقتصادية ريعية مهيمنة وتبقى سلطة الخوف والرعب واليأس جاثمة على انفاس ووعي الافراد والجماعات اقوى سلطة مكبلة ومعيقة للتطور والتغير والبناء.

تواصلت الندوة في جزئها الثاني صباح اليوم بمشاركة مشهور مصطفى (لبنان) ووصال العش (تونس) ولخضر منصوري (الجزائر) وقد شهد اللقاء نقاشا اثرى المداخلات ومكن المحاضرين من توضيح رؤاهم وزيادة تطارح اشكالية العلاقة بين المسرح والسلطة في مفهوميها الضيق والواسع.

موضوع “الممارسة المسرحية بين سلطة المسرح ومسرح السلطة” تناوله مصطفى مشهور الذي انطلق الباحث من اعتبار ان المسرح يمارس سلطته من خلال تاثيره في المتلقي وتاثره ورضاه بما يقدمه له من متعة وتسلية وفائدة وعليه تتكون اشكالية مزدوجة بين سلطة افتراضية تواجه السلطة السياسية الواقعية المحصنة بادوات واليات المنع من جهة ومن جهة اخرى فان علاقة المسرح بالسلطة لا يمكن فصلها عن علاقة السلطة بالمعرفة.
الباحثة وصال العش تحدثت عن “الممارسة المسرحية والسلطة” معتبرة انه ان كان للاثر هدفا في حد ذاته فان له ايضا اداته في القراءة فالفنان يواجه الحياة والموت الشيء الذي يبعث على التساؤل ان كان الامر يتعلق بعالم شخصي وهل ان العوالم الذاتية لا تتعارض مع العالم الكلي والموضوعي وهنا يطرح سؤال اخر عن اي عالم يكون الفنان مسؤولا ام ان العمل مغامرة شخصية يواجه بها سلطة الاخرين ؟

المداخلة طرحت أسئلة اكثر منها اجوبة حول موضوع اشكالي يتصل بالفلسفي والذهني اساسا.
المداخلة الختامية كانت من نصيب لخضر منصوري بعنوان “الرؤى الفكرية والجمالية في مسرح علولة مقاربة في الوعي الايديولوجي ورقابة السلطة” واستطاع ان يحقق عبرها قفزات نوعية في جل اعماله المسرحية وقد عالج عدة قضايا بنظرة نقدية للمجتمع وقبل ان يكمل تجربته نالت منه ايادي الارهابيين ولكن سيذكر التاريخ انه تمكن من كسر القواعد الارسطية منطلقا من تجربته الخاصة اعتمادا على التراث المحلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق