مجلة الفنون المسرحية
“الخمسة لحقو بالجرة” صراع مسرحي مع شخوصه وواقعه
مكتب الأعلام
تتواصل سلسلة عروض الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي التي تلتئم في تونس من 10 الى 16 جانفي الجاري ومن عروض اليوم الجمعة عرض مسرحية “الخمسة لحقو بالجرة” لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت نص و إخراج لطفي التركي بدار الثقافة ابن رشيق.
“الخمسة لحقو بالجرة” عنوان يأخذنا إلى ملحمة الدغباجي، لكن عندما نتابع تفاصيل المسرحية نجد أنفسنا أمام ملحمة أخرى وحكايات أخرى من واقعنا الذي نعيش…تنطلق المسرحية من صراع كاتب مسرحي مع ذاته ومع الشخوص التي يحاول أن يرسمها…هو على مكتبه يخط حكايات ومن حوله أوراقه الممزقة كما شخصياته الممزقة بدورها، الباحثة عن ذواتها…يشتد الصراع ويقوى مع تلك الموسيقى التي تشدنا إلى حالة التوتر الكبيرة التي يعيشها الكاتب وشخصياته في رحلة البحث عن مايجمعها ويربطها ببعضها من خلال حكاياتها المختلفة…لكل حكايته وآلامه وهواجسه التي هي هواجسنا.
بين الأمل والألم يحاول هذا الكاتب المسرحي أن يخط حكايات شخوص تائهة باحثة عن آفاق أرحب، قد تجدها في الهروب والهجرة…تسطع الأضواء حينا، لتخفت أحيانا لنعيش ذلك الصراع الذي مزّق العلاقات ولنعيش رحلة البحث عن أمل نراه مفقودا وبعيدا عنا…أمل حكم عليه صراعنا بالضياع.
في صراع الشخوص يأخذنا الكاتب المسرحي إلى طبيعة العلاقة بينها والتي هي أساسا صراع متواصل بين فئات مختلفة في تفكيرها وطموحها ورؤيتها للأشياء… أستاذ التاريخ المحمّل بقضايا الشعوب العربية في سوريا والعراق وفلسطين يحدثنا عن المعاناة وما خلفته الحرب من دمار وتهجير وما يعانيه شعبنا العربي في فلسطين من كيان إغتصب الحرية والأرض… طفل اغتصبوا طفولته وممثل حالم باحث عن النجاح ولا يجد غير الأعداء…هم شخوص في ذهن الكاتب يبحثون عن الخلاص يختلفون ولا تجمعهم سوى المعاناة.
“الخمسة لحقو بالجرة” تغوص بنا في واقع نعيشه اليوم، ميزته صراع الكل ضد الكل ولا نلتقي إلا في الأوجاع والآلام، حاول لطفي التركي أن يحرك الشخوص كما يريد وكأنه ذلك الحاكم الذي يحرّك رعيته كما يحرّك العرائسي عرائسه لكنها تثور عليه وترفض أن تكون مجرد دمى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق