مجلة الفنون المسرحية
ندوة صحفية خاصة بمسرحية “الخوف” للفاضل الجعايبي إعادة النظر في مرآة الذات من زاوية أخرى
مكتب الإعلام
انعقدت بتاريخ 9 جانفي 2018 في الساعة الحادية عشرة بمركز المؤتمرات الصحفية بنزل أفريكا ندوة صحفية محورها العام مسرحية “الخوف” للثنائي فاضل الجعايبي وجليلة بكار، حيث تحدث على لسانيهما لبنى مليكة ونعمان حمدة.
مسرحيّة “الخوف” هي الحلقة الوسطى من ثلاثية بدايتها “العنف” وتتمتّها ستكون هاجسا آخر من هواجس الشأن العام التونسي والافريقي والعربي وحتى العالمي بما أن مسرح الجعايبي يهتم بالإنسانية جمعاء على حدّ تعبير نعمان حمدة أحد الممثلين في هذا العمل.
هناك سبب أو مرتكزات لكل عمل فني و”الخوف” ترتكز أساسا على الآن وهنا إذ هناك العديد من الأشياء التي أعيد النظر فيها بعد “العنف” من خلال المعيش والأحداث المتسارعة في بلادنا جعلنا نفهم كفنانين ومواطنين أننا في حالة من الخوف في مطلق معانيه وهذا ما دفع المخرج ومجموعة الممثلين لبعث هذه المسرحية للوجود هكذا عبر نعمان حمدة ليضيف أنه ليس ممثلا فحسب إنما مواطن بدرجة أولى وهو معنيّ ضرورة بما يحدث في البلاد من مظاهر الخوف.
و”الخوف” قدّم هدية للمتلقي بإعادة النظر في مرآة الذات من زاوية أخرى، في المسرحية اشتغال على حالة استنفار قصوى تفرض على الشخص أو الشخصية سواء فيخرج، مع ظهور عوامل محرّضة كالجوع وفقدان الأمل والتجرد من الضوابط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ذلك الوحش الكامن فينا.
من جهتها، اعتبرت لبنى مليكة المخرج الفاضل الجعايبي “أسطورة” باعتباره فنانا جديّا للغاية وتتمثل الجدية في وضع الممثل في وضعيات وأفكار تحرض على الإبداع والإضافة، فالشخصيات وقعت في ظروف قاسية للغاية لذلك فطبيعي إذا أن يخرج الحيوان في أي شخص مضيفة أن عملية ولادة شخصية “شمس” (دورها في مسرحية الخوف)، والتي تقترب من شخصها كثيرا، تطلبت الكثير من العمل والنقاشات والارتجال وهنا تستطرد مليكة بأن تجربة الجعايبي لا تكتمل إلا بوجود جليلة بكار فهي التي تعمل مع الممثل على مستوى النص والدراماتورجيا لذا الإضافة “البكاريّة” مهمة وأساسية في تجربة الجعايبي ككل.
وعن العمل مع الفاضل اعتبرت مليكة أن على الممثل أن تكون له آليات عمل ويطوّر من معارفه وذاته كي يبدع ويقترح ويقدم نظرة عن العالم أيضا.
أما عن الجانب الإستشرافي في مسرحية “الخوف” فقالت مليكة ” هناك جانب اللاوعي الذي يتحدث عن اللاوعي الجماعي أيضا ومنذ مسرحية “خمسون” قيل أن الفاضل الجعايبي يستشرف الواقع التونسي وهو أمر يعود إلى حساسية الفنان التي من شأنها أن تعطي نظرة عن قادم الأيام.
تتلخص أحداث المسرحية في عاصفة رمليّة جعلت مجموعة كشفية تحتمي بمستشفى مهجور ليفرض عليهم حصارا ولتتكون علاقات مشوهة بين الذات والآخر ولإخراج أو اكتشاف الوحش الكامن في كل ذات إنسانية.
وتكون الخوف في الإفتتاح الرسمي لمهرجان المسرح العربي على الساعة السادسة و النصف مساءً بالمسرح البلدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق