مجلة الفنون المسرحية
أعمال مسرحية مرشحة للملتقيات المحلية والعربية
عبدالمحسن الشمري - القبس
شهدت الدورة الأخيرة من مهرجان الكويت المسرحي تنافسا كبيرا بين الفرق المشاركة لنيل الجوائز، ومنها جائزة أفضل عرض متكامل، وافضل ممثلة، وافضل مخرج، حيث كانت المستويات متقاربة بين المتنافسين، وربما هي المرة الأولى التي تشهد إحدى دورات المهرجان هذا التقارب بين الأعمال والفنانين، مما يؤكد أن الحركة المسرحية في الكويت بدأت تعيش حالة من التميز في عروضها، خاصة أن معظم من يعمل في الساحة هم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، الذين يقودون الحركة نحو مزيد من الإنجازات.
ولاشك أن متطلبات العمل في المهرجانات تتطلب تقديم العروض المسرحية لمرة واحدة، لذا من الغبن أن تضيع جهود الفرق التي تبذلها خلال أشهر من العمل والتدريبات في عرض يتيم، ومن هنا فإن المجلس الوطني مطالب بتقديم بعض الأعمال المميزة ضمن أجندته السنوية التي تتضمن العديد من الملتقيات والفعاليات، وعلى رأسها مهرجان القرين الثقافي، ويوم المسرح العالمي وغيرهما، كما أن الفرق المسرحية، خاصة الأهلية، مطالبة بتقديم بعض الأعمال التي تميزت في المهرجان، خاصة التي حصدت جوائز مهمة.
ونتوقف هنا أمام بعض الأعمال التي نرى أنها تستحق الإعادة خلال الموسم المسرحي.
حققت مسرحية «الرحمة» لفرقة المسرح الكويتي، جائزة أفضل عرض متكامل إلى جانب جائزة أفضل ممثل للفنان علي الحسيني، وجائزة أفضل ديكور لفيصل العبيد، وجائزة التمثيل للفنانة سماح، إلى جانب جائزة افضل ممثل واعد للممثل الشاب مهدي القصاب، ونعتقد أن فوز المسرحية بهذه الجوائز، خاصة أفضل عرض متكامل، يؤهلها لتكون على رأس الأعمال المرشحة للعرض خلال الموسم، إلى جانب مشاركتها في المهرجانات العربية، وترشيحها لمهرجان المسرح العربي في دورته عام 2018، لاسيما أن المشاركات الكويتية في دورات المهرجان كانت مميزة، ونالت الكويت الجائزة الأولى، وإذا كانت الكويت غائبة عن الدورة الحالية التي تقام في تونس فإن من المشجع جدا أن تعود إلى المنافسة في العام القادم.
ومع أن النص الذي كتبه عبدالأمير شمخي صعب جدا، لكن مخرجه الدكتور مبارك المزعل بذل جهدا كبيرا في تقريبه من الجمهور، وهو ما حدث في نهاية عرضه عندما نال استحسان الجمهور.
رؤية مخرج
نجح الفنان الدكتور عبدالله العابر في تقديم رؤية فنية بصرية من خلال عرض «غفار الزلة» للمؤلف العماني محمد المهندس، وإلى جانب اقتناص العمل جائزة أفضل مخرج في ختام المهرجان، والتي نالها العابر نفسه، فإن المسرحية حصدت عدة جوائز هي أفضل أزياء للدكتور فهد المذن، وأفضل مؤثرات صوتية لعبدالله البلوشي، وأفضل إضاءة لعبدالله النصار، وأفضل دور ثان مشاري المجيبل، وهذه الجوائز تؤكد الرؤية البصرية لمخرج العرض الذي اعتمد على الإبهار في عرض ممتع، مزج بين الفولكلور والحكاية الشعبية.
ومن المؤكد أن «غفار الزلة» يستحق أن يعاد مرة أخرى للجمهور، فهو عمل سهل ممتنع، يقترب كثيرا من العرض الجماهيري الملتزم، والجمهور متعطش لهذه النوعية من الأعمال ويقبل على مشاهدتها، ولا نكشف سرا إذا قلنا إن مسرحية «غفار الزلة» مرشحة بقوة للمنافسة في عدد من المهرجانات الخليجية والعربية.
خطوة مهمة
قدمت فرقة مسرح الشباب ضمن أعمال الدورة 18 من المهرجان مسرحية «صالحة»، من تأليف وإخراج أحمد العوضي، بطولة سماح، علي الحسيني، عبدالعزيز بهبهاني، لولوة الملا، بدر الشعيبي، ونعتقد أن هذا العمل يستحق الإعادة، وحبذا لو تبنت فرقة مسرح الشباب إعادة تقديمه في إحدى المناسبات مثل يوم المسرح العالمي، فهو يستحق الإعادة لأنه في رأينا يؤكد أن مخرجه ومؤلفه العوضي يعيد اكتشاف نفسه، وقد تطور كثيرا خاصة في مجال التأليف، مما يؤكد أننا أمام مؤلف واع يمتلك رؤية واضحة ويسير على نهج ومبدأ لا يحيد عنه، وهو مناقشة ما يقع على الإنسان الضعيف من ظلم، وهي صورة يكررها في معظم ما قدم من أعمال.
نتمنى أن ترى الأعمال التي أشرنا إليها النور مجددا خلال العام الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق