مجلة الفنون المسرحية
نسرين أحمد زواوي
في إطار سلسلة عروض الأيام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح عزابة، قدم عرض مسرحي يحمل عنوان "سيادة النائب"، إخراج حمدي عريبي، وتأليف سعيدي عبد الوهاب ومن إنتاج جمعية المثلث الواقي لولاية قالمة، وحرك النص كل من محمد بزاحي، وعبد الوهاب سعدي، وسينوغرافيا محمد باجي رمزي، وكانت الإضاءة لمحمد رؤوف برناوي والموسيقى لإبراهيم ميهوبي.
ثنائية المال والسلطة، سيطرت على ركح دار الشباب رابح بورغدة التي تحتضن فعاليات الدورة الثالثة لأيام عزابة عبر تأشيرة درامية وكوميدية ساخرة حاولت أن تعالج قضية الفساد الواقع في مجتمعنا في ظل غياب المبادئ والضمير والكلمة الصادقة كمحرك أساسي لتطور الشعوب بدل الاكتفاء بالبحث عن المادة، ويأتي هذا في قصة شخص ثريّ يدعى منور (محمد بزاجي) ومساعده العمري (عبد الوهاب سعيدى)، والفرق بينهما أن الأول ورث عن عائلته أموال، مصانع، ومؤسسات، إلا أنه محدود المستوى التعليمي، في حين أن العمري الذي أصبح الشخص المحوري في حياة منور يحمل شهادات جامعية كالليسانس، هذا ما سمح له بإدارة شؤون مديره الثري.
المحور الرئيسي للعرض انطلق مع اقتراب الحملة الانتخابية البرلمانية حيث يقترح العمري على مديره منور التّرشح للانتخابات، ولأن منوّر يثق بمساعده العمري فيقتنع بالفكرة وينطلق في التحضير لهذه الانتخابات مستعملا كل ما يملك من أموال وممتلكات، خصوصا من أجل الوقوف في وجه الفايسبوك الذي اعتبره عدوه أكبر، ودعم حملته الانتخابية ببرامج وهمي غطها بشعار" انتخبوا المنور تشبعوا المفور"، وحتى يجلب عدد كبير من الأصوات طلب من المواطنين اقتراح برنامج يطبقه حرفيا مهما كلفه ذلك من أموال أو إمكانيات، ولم يترك منور أية فرصة إلا واستعملها للوصول إلى البرلمان، كاستغلال الزوايا والتبرك بأضرحتهم لكسب بركاتهم وخيراتهم، وهكذا دخل منور الحملة وهو يعتقد أنه سينجح وسيحقق طموحاه السياسي، غير أنه تفاجئ بأنه هزم ولم يفز رغم ما صرفه من أموال.
استطاع المخرج أن يشد انتباه الجمهور من خلال المشاهد البصرية التي وظفها، فكل مكان موجود على الخشبة حقق متعة بصرية، تغير الديكور العرض مع مشاهده، كما حاول أن يشرك الجمهور معه خاصة في مشهد الحملة الانتخابية حين كان يطلب من الجمهور تصفيق له وتشجيعه، وهذا ما يحتسب للمخرج، كما أن الإضاءة والموسيقى زادة في إبراز دلائل العرض، دون أن نغفل عن أداء الممثلين الذي جاء متقن بدرجة عالية، العرض جاء في هرمونية فنية سجلت الفارق في هذه الأيام وربما ذهبية الأيام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق