تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 21 فبراير 2018

عرض مسرحية"صديقي الشبح" وحالة استثنائية من البخل

مجلة الفنون المسرحية



نسرين أحمد زواوي


احتضنت، أول أمس، دار الشباب رابح بورغدة، عرضا لمسرحية "صديقي الشبح" للمخرج المسرحي عبد الحميد بلخوجة نصا وإخراجا وتمثيلا، وذلك في إطار العروض المتنافسة على جائزة الدورة الثالثة من الايام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح بعزابة.

تجمع مسرحية "صديقي الشبح" على الركح كلا من عبد الحميد بلخوجة في شخصية "بولقرون" وعلي عبد المرايم في دور "بن سالم"، فوزي ترقو في دور "البكوش"، جمال عيدات في دور "الصادق" الابن،عبد الكريم تقار في دور "الشبح"، نسرين شمدي في دور "مريم"، حكيمة فاسي في دور "لويزة"، بالإضافة إلى لطيفة كابن في دور "صفية".

تتحدث مسرحية "صديقي الشبح" الساخرة والمستوحاة من مسرحية "البخيل" للأديب الفرنسي موليير، وهي من أشهر أعماله على الإطلاق، حياة "بولقرون"الذي يتصف ببخل شديد عانت منه أسرته، فحبه للمال جعله يرفض حق ابنه وابنته في اختيار شركائهما في الحياة، وأن يسعى لتزويجهما من أغنياء أكبر سنا منهما.

تنطلق مسرحية "صديقي الشبح" بعد العودة مباشرة من المقبرة أين تم دفن جثمان زوجة البخيل "بولقرون" فتتجلى مظاهر البخل من خلال تكاليف واجب العزاء مرورا بتصادم الابن الصادق مع والده "بولقرون" في حب "لويزة"،وفرار البنت "مريم" من المنزل بعد محاولة استثمار أبوها في زواجها برجل ثري وتدفع درجة بخل هذه الشخصية أفراد الأسرة إلي البحث عن خطة محكمة لدفعه نحو الإنفاق والاستثمار بدل من التكريس والاحتكار وهذه بعد علمهم المسبق بخوف وتأثر "بولقرون" بالجانب الروحي فينسجون خطة موت صديقه "عيسى" بعودة روحه من عالم الأموات إلى عالم الأحياء والتي ترغمه على إتباع كل ما يملى عليه، وتنفيذ ما يطلب منه في قضية الإنفاق، لبنكشف السر في الأخير بان الصديق لم يمت لكن النتيجة هي تضاعف د رأس ماله واستفادة الجميع من العملية.

في هذا العمل أرد مخرج العرض عبد الحميد بلخوجة عملية إسقاط لواقع البخيل "لموليار" على واقعنا اليوم الحالة التقشف التي تعصف بالبلد، لتلخص ما يحدث لنا في أروقة السياسية، العرض جاء مليء بالكلمات الساخرة وبمشاهد بصرية شدت الجمهور وخير دليل على ذلك التصفيقات التي كانت ترفق كل مشهد، ديكوره كان عبارة عن بيت كلاسيكي يرمز إلى طابع القديم أو إلى عصر موليار حتى الملابس كانت كلاسيكية، فالعرض حقق المتعة البصرية التي ينتظرها الجمهور.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق