مجلة الفنون المسرحية
المسرح الوطني يسلّط الضوء على المسارالحافل لعبد القادر فراح السينوغرافي العالمي المنسي
دليلة مالك - المساء
سلّط المسرح الوطني الجزائري «محيي الدين بشطارزي» يومي 13 و14 مارس الجاري، الضوء على شخصية عبد القادر فراح الذي تميز في فن السينوغرافيا، إذ يُعد الأجنبي الوحيد الذي انضم لفرقة شكسبير الملكية، غير أن حظه في الجزائر كان عاثرا، ولم يتمكن من نقل تجربته وخبرته للمسرحيين الجزائريين مثلما تمنى.
افتتح اللقاء المنظم بالتنسيق مع قنصلية بريطانيا، أول أمس، بحضور ملفت لعشاق المسرح من ممثلين ومخرجين، استهله محمد يحياوي مدير المسرح الوطني «محيي الدين بشطارزي»، الذي قال إن عبد القادر فراح (1926-2005) أصيل مدينة قصر البخاري بالمدية. وارتبط المرحوم ارتباطا وثيقا بالجزائر، وتبين ذلك في الهدية التي أوصى بها قبل وفاته، والمتمثلة في مكتبته الخاصة التي من شأنها أن تعود بالفائدة على الباحثين والمهتمين بالحركة المسرحية.
من جهته، أكد المخرج المسرحي زياني شريف عياد أن عبد القادر فراح اشتغل في أكثر من 350 مسرحية، وعمل مع أكثر من 30 مخرجا، وله عدة مؤلفات في الموسيقى والمسرح، وأمام هذا الكم الهائل من الرصيد، فإن يومين حول هذه الشخصية المبدعة لا تفيه حقه، وأن هذين اليومين يركزان على نفض الغبار عن مؤلفات ومكتبته التي وهبها للمسرح الوطني، وللأسف لما كان يأتي للجزائر كان يريد بكل ثمن أن يقدم تجربته، وكانت مواعيد ضائعة.
وأضاف المتحدث «أخيرا هناك موعد، لكن عبد القادر فراح غائب، غير أننا سوف نحادثه بفضل كتبه ووثائقه، التي تحمل العديد من المفاجآت التي سيتم استغلالها»، مشيرا إلى أن عبد القادر فراح فنان جزائري موهوب اشتغل لسنوات طويلة في فرقة شكسبير الملكية ببريطانيا.
من جهتها، صرحت ساندرا حموتي مديرة قنصلية بريطانيا بالجزائر، أنه لأول مرة ينظم المسرح الوطني الجزائري هذا الحدث الخاص بالسينوغرافي الشهير عبد القادر فراح والذي أعطى الكثير للسينوغرافيا، وهو بداية لطموح تنظيم ملتقى أكثر أهمية يهتم بالسينوغرافيا في الجزائر، وهذه المبادرة الأولى تسلط الضوء على تجربة فراح الفنية التي تمثل ملتقى على خشبة المسرح البريطاني والجزائري وتقاطعهما.
وأكدت أن قنصلية بريطانيا ستواصل عملها مع المسرح الوطني الجزائري للمساهمة في ازدهار السينوغرافيا في الجزائر، والعمل على فتح أبواب التبادل الثقافي بما في ذلك فن المسرح، متمنية أن يكون الحدث تجربة ناجحة في مجال التعاون وإثراء العلاقات الثقافية بين البلدين.
وقال سعيد بن زرقة إنه تمنى الاحتفال بالسينوغرافي الكبير عبد القادر فراح وهو حي، ولكن شاءت الأقدار أن يكون الغائب الحاضر. وأضاف أن اللقاء هو محاولة للتكفير عن ذنب النسيان والنكران وعدم استثمار عبقرية هذا الرجل الكبير كمصمم وكفنان، في محاولة لتقديم صورة مصغرة لسيرة وأعمال هذا السينوغرافي الكبير الذي تربى في أحضان زاوية الشيخ الموسوم، ليحتل مكانة راقية في فرقة شكسبير الملكية بلندن. في انتظار أن تتسع تجليات هذه الصورة بشكل أكبر وأجمل وأعمق في طبعات لاحقة.
وأكد بن زرقة أن اللقاء دعوة صريحة للاهتمام بالسينوغرافيا كعنصر مهم في بناء المسرح وتقديرا لكل السينوغرافيين في الجزائر، وسيكشف اللقاء جوانب من مسيرة وأعمال عبد القادر فراح، وتثار إشكاليات استثمار الرموز الفنية الجزائرية وتفاعل مع تجارب الآخر، حيث يعتبر فراح من أحسن النماذج الفنية، والذي يخفي أصالة عميقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق