مجلة الفنون المسرحية
عرض مسرحي لناشئة الشارقة يأخذون الجمهور في رحلة إلى أيام سمنهرور
سامح بدر
انشغل سكان المدينة بقضية الشوّاء الذي يطالب الحمّال بثمن الرائحة التي التهم عليها رغيفه، والتي أخذت حيزاً كبيراً من تفكيرهم، مَن مع ومَن ضد، وكبرت القضية التي عُرِضت للبحث في دار القضاء المهددة بالإغلاق لندرة المشكلات بين الناس، الذين انشغلوا عن الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن بلدهم وتركوا اللصوص يرهبون القوافل ويسرقون البيوت، أحداث درامية قدمها فريق ناشئة واسط المسرحي بأداء فاق التوقعات في عمل مسرحي بعنوان "أيام سمنهرور"، من تأليف الكاتب السوري عبد الرحمن حمادي، إعداد وتدريب المخرج الفنان مرعي الحليان
ووظف الناشئة مهاراتهم في حركة الجسد وإيقاعها للوصول إلى المشاعر الداخلية، وإيصالها بصدق للجمهور، في هذا العمل الذي يُعد نتاجاً لورشة فنون المسرح من النص إلى العرض، التي قدمها الفنان مرعي الحليان على مدار شهرين ونصف تقريباً، ونظمتها ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين ضمن برنامج الفنون المسرحية للعام الجاري 2018، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح وجمعية المسرحيين الإماراتيين في إطار الشراكة الفنية الاستراتيجية الهادفة إلى رفع مستوى الثقافة المسرحية للناشئة، وتفعيل تواجدهم الفني محلياً وعربياً وعالمياً.
وبرع الناشئة في تقديم هذا العمل فنياً وتقنياً للجمهور بأنفسهم من دون مساعدة من المختصين، بعد أن امتلكوا المهارات الفنية في التجسيد على خشبة المسرح واكتشفوا أسرار هذا العالم، وتمكنوا من تبديل الأزياء والملابس التي صممتها الفنانة ظلال جابي لهم، بسرعة فائقة بين مشاهد العمل، فضلاً عن الدقة في تنفيذ الصوت وتصميم الإضاءة المسرحية، بعد أن أتقنوا التطبيقات البصرية والصوتية التي دربهم عليها الفنان حيدر محمد.
وتحمل فريق العمل المكون من 14 ناشئة مسؤولية إدارة العرض من البداية إلى النهاية ليس كممثلين فقط، وإنما كفنيين، ومنفذي إضاءة وصوت بعد اختيار الموسيقا المناسبة.
وتكون فريق ناشئة واسط المسرحي من جاسم فهد الحمادي وسيف سعيد المازمي والأشقاء الثلاثة محمد وأحمد وماجد علي سالمين، إلى جانب عبد الله يعقوب الحمادي وعمران يعقوب الحمادي وحمد جمعة أحمد وحميد ابراهيم البلوشي وعلي عبد الله الشامسي وخميس خلفان الشامسي ومنصور خميس المهيري وعبد الله محمد صالح.
ويذكر أن الفنان مرعي الحليان قد درب الناشئة على مهارات لغة الجسد وفق منهج البيوميكانيك للمخرج الروسي فيسيفولد لمايرهولد، أي استنطاق لغة الجسد وترجمة حركته كأسلوب للتعبير، والسيطرة عبر الجهاز العصبي على كل أجزاء الجسم كونه الأداة الأهم للمثل في التعبير الإيمائي والمسرحي، وحاول الابتعاد بالناشئة عن الصورة الساكنة التي تعتمد على الأداء الصوتي، وتأهيلهم إلى القدرة على التعبير الجسدي الذي يسهم في إنتاج صورة كاملة.
وفي الختام كرمت فاطمة محمد مشربك مدير ناشئة الشارقة بالوكالة فريق العمل وكل من ساهم في إنجاحه في حفل بسيط على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية، قدم فقراته الناشئ هلال عيسى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق