تصنيفات مسرحية

الجمعة، 7 ديسمبر 2018

مسرحية (لا اريد ان اقتل اريد ان اموت) تأليف حيدر حسين

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية (لا اريد ان اقتل اريد ان اموت) تأليف حيدر حسين


الشخصيات 
الشاب
الرجل العجوز
الرجل1
الرجل2
الرجل3

المكان بيت يحتوي على دمى كبيرة ومختلفة بعضها في الارض والبعض الآخر تنزل من اعلى المسرح بشكل متدرج، في زاوية البيت يجلس رجل على كرسي يرتدي قبعة كبيرة.

تبدأ الإضاءة الحمراء فقط تشتعل مع موسيقى قوية واطلاقات نار قوية واصوات مدافع، المسرح اظلام بحركة بطيئة تشتعل الاضاءة مره اخرى تظهر الشخصية في وسط المسرح. 


الشاب:(الخوف والارتعاش يتكلم بصوت منخفض جدا) يا إلهي كم كان ذلك وشيكاً لا أصدق بأنني نجوت من تلك الرصاصات شكراً لك يا ربي انك انجيتني من ذلك القاتل لكن لم افهم لماذا كان يطلق عليه الرصاص وانا حتى لا اعرف من يكون ولأي مصلحة يفعل كل هذا.

الشاب( ينهض ثم يقف في منتصف المسرح) كم انا اتناقض مع نفسي في بعض الأفعال فكم هو شيء مضحك ان اتمنى الموت بالأمس واليوم انا هارباً منه كما تهرب الفريسة من بين فكي الأسد لكن هنالك اختلاف الفريسة تعرف من قبل من سوف تقتل، اما انا فلا اعرف من يريد قتل؟ ولماذا؟ تباً له قضيت اليوم هارباً من زقاق إلى اخر خوفا من رصاصات ذلك القاتل المجنون. 

الشاب( يجلس على الأرض وهو يتألم من شدة الركض) لولا هاتان القدمان لكنت قبل ساعات جثة هامدة في وسط ذلك الشارع وحين يحل الليل اصبح فريسة مجانية لحيوانات الشارع من قطط وكلاب وحتى الذباب يجدني وليمة لا تعوض واعتقد بعد ان تنتهي الحفلة على جثتي اصبح مكان لقضاء حاجات الحيوانات، يا إلهي كم كان ذلك قريبا جدا فواحدة من رصاصاته سمعت ازيزها اقسم بأنه قلبي كاد ان يتوقف.

الشاب(بشيء من يضحك والجنون) ليس الموت شيء جديداً عليه حتى ان قدومي لهذه الدنيا كان قدوماً مدوياً وانا كنتُ طفلاً رضيعاً قتلت امي وهي في مرحلة الولادة وعندما كبرت كانت زوجة ابي تقول لي( يتكلم كزوجة ابيه) اذا كنتُ تريد الطعام قم وحضرهُ لنفسك ايها القاتل الرضيع...
اه اه كم كانت قاسية القلب وكم كان كلامها قاسيا، لا اعرف كيف احبها ابي لكن انا اعلم جيداً بأن الحبّ اعمى........

(هنا يبدا الكرسي بالاهتزاز بحركة بطيئة)

الشاب( شيء من الخوف) ما هذا الصوت... اقسم بأني سمعت صوت شيء يتحرك ... اه اه ماذا يحدث لي هل جننت انا ههههههه جننت وماذا اتوقع غير ذلك وانا في هذا البلد الذي من بدأ الخلق وحتى الآن في حروباً مستمرة ما أن يصل رئيساً جديداً حتى وقاما بوضع الزيت في النار وصار الشعب رماد هذا الحروب، يا ربي انا اعلم بأن دُعاء لا يصل اليك بسبب دخان الحرب لكن هل لي بربا غيرك فأنت الذي قلت على نفسك انا ارحم الراحمين وها انا اتوسل اليك برحمتك ان تفرج عنا هذا البأس........

الرجل العجوز( بصوتٍ منخفض) دعوته كثيراً حتى سقطت يداي.... لكن وانا اعلم بأن دعائي لا يتم استجابته لغاية هو اعلم بذلك، لكن هذه المرة سوف ادعوا واسجد واركع واسبح له ليخلصنا من هؤلاء القتلة.

الشاب( وهو منبهر) يا إلهي كاد عقلي ان يتوقف وانا اسمع صوتك ايها الرجل العجوز، عندما دخلت هذا البيت ورأيتك وانت جالس على هذا الكرسي ضننتك دمية كبيرة.
الرجال العجوز( بنوع من الحزن) انا وانت والجميع اصبحنا دمى يتم تحريكنا في كل مرة بطريقة جديدة مرة في ديننا واخرى في طائفتنا وتارةِ في جنسنا او لوننا وحتى لغتنا ترانا نتصارع عليها ونتجهز للأنقضاض على كل من يخالفنا.

الشاب( بتعجب) انا لا افهم !! اليسوا هم نحن ونحن هم، كم هي الأشياء التي تجمعنا اذاً لماذا يريدون قتلي، لماذا هم هكذا اين الخطأ لماذا لا يكونوا مثلي ومثلك لماذا اصبحوا قسات القلب هكذا.

الرجل العجوز( بنوع من الارتياح) عندما يتم تأويل كل شيء لصالحهم عندما يتم قراءة كل شيء من اجل مصالحهم عندها يكون كل شيء في الدنيا مباح بحسب من يفتي لهم، وانت تسأل لماذا أصبحوا هكذا ! ! !.

الشاب( شيء من الجنون) يا ربي السماء امتلأت بلأرواح وبقت الاجساد هنا على هذه الارض الارض الملعونة، القبور اصبحت في داخل بيوتنا مدراسنا انفسنا في داخل كل شيء حتى في عقولنا.

الرجل العجوز( يتحرك بظهر منحني بداية المسرح) نعم الأرواح صعدت كاملة، لكن الاجساد ليست كذلك كلها فتقدت شيئاً ما، اما راس، او القلب او ان الجسد لم يبقى منه اي شي...

الشاب( بعصبية وصوت عالية) انا اعلم لو جمعنا الجثث الواحدة بجنب الاخرى لأصبح لدينا جسر يصل بنا إلى خارج هذه الأرض.

الرجل العجوز(وهو يجلس على الكرسي) لماذا نهجر هذه الأرض اليس الله هو الذي اختار لنا هذه الأرض، أما هؤلاء القتلة يقتلوننا جميعاً، او نحن نقتلهم جميعاً.

الشاب( بتأسف) اذاً لا جديد رجعنا إلى قضية القتل،انا اعلم بأن القتل لنا عادة من منذ اول أيام البشر تقاتلنا، لكن في عقلي سؤالا يدور دائما هل قضية قابيل وهابيل اصبحت علينا نحن جنس البشر لعنة.

الرجل العجوز(يضع قدمه اليسرى على اليمنى) 
يا بني جميع ما ذكرتهُ ما هي الا اعتراضكِ عما يحدث هنا، لكن الكلام يفيد هنا، نحن نبحث عن العمل بهذا الكلام..... اتفهم العمل لا الكلام.

الشاب( بشيء من العصبية) وهذا ما فعلته قلت لهم انا ضد كل ما تقومون بيه ايها المجرمون.... وبعدها فعلوا ما فعلوا، قتلوا ابي وحتى اخي ذو العشرة سنوات اغتصبوه ثم قتلوه، واغتصبوا شقيقتي واطلق النار في فرجها.

الرجل العجوز(يذهب نحو الشاب) يا بني هدأ من روعك سوف يأخذ الله بحقكِ منهم فقط انت فوض امركَ له. 

الشاب(يسجد على الأرض ويصرخ) يا رب.....يارب الدنيا كلها تفتحت اعينها على اصوات الموسيقى والحان الحياة الهادئة، الا نحن اذاننا اعتادت المدافع والطائرات وترى اطفالا اصبحوا خبراء قنابل ومتفجرات، يارب حتى الذي لا يعرف كيف يرقص، صار يرقص من شدةِ الم الذبح.

الرجل العجوز(بصيغة السؤال) ايها الشاب بعد كل هذا الكلام نسيتُ أن أسألك لماذا انت هنا في بيتي؟

الشاب( يجلس على الأرض) كنتُ هارباً من رصاصات اولئك القتلة، واثناء هروبي وجدتُ رجلا دلني على هذا المنزل، فدخلت، انا اعتذر جداً على فعلتي.

الرجل العجوز(بنوع من الحيرة) لا عليك يا بني ولا تتاسف، لكن هل تتذكر اوصاف ذلك الرجل.

الشاب( يقف ويتحرك نحو بداية المسرح) نعم، اتذكره جيداً كان اصلع الراس وله حاجبان غليضان، ولحية طويلة صفار اللون.

الرجل العجوز(يمشي ذهاباً واياباً في المكان وهو يفكر) رجل اصلع الراس...... اصلع الرأس وحاجبان غليضان، ولحية طويلة وصفراء......( يركض نحو الشاب ويمسكه هنا تتغير طبقة صوت الرجل العجوز ويبدأ يتكلم ك شاب) ماذا فعلت ايها المجنون لقد اهلكتنا يا آلهي ان علموا بي انني كنت اكذب عليهم طوال تلك الفترة ماذا سوف يفعلون بي.

الشاب( بنوع من الجنون) ما هذا ماذا يحصل هنا ماذا فعلت حتى هكذا تفعل بي، ومن هذا الرجل، ولماذا انت متنكر كرجل عجوز.

الرجل العجوز( بنوع من العصبية) بعد ان قتلوا عائلتي كلها بقيت انا فتنكرت بهذا التنكر عسى ان افلت من بطشههم، وبقيت تلك المدة هنا ضننا منهم ان البيت مهجور، اما ذلك الرجل فهذا هو المسؤول عن عمليات القتل في هذه المنطقة، لكن لا أعرف لماذا لم يقتلك.

الشاب(بنوع من الخوف) عندما رايتهُ لم يكن لديه سلاح.

الرجل العجوز( بحزن) بعثك إلى هنا حتى تكون فريسة سهلة وقريبة .

الشاب(بخوف شديد) لكن انا لا أريد أن اقتل، اريد ان اموت.

الرجل العجوز(يتحرك نحو الشاب) ماذا تقول انت، وما الفرق بين الاثنين.

الشاب( يتقرب نحو الرجل) هنالك فرقاً كبيراً، فلقتل يرُث القتل، وقطرة الدم التي تسقط مني سوف تصبح بحار من الدماء بعدي، لذا انا أريد ان اموت لا اقتل، حتى لا اكون منطلق نحو هلك من قتلني، ونبقى في هذا الصراع.

الرجل العجوز( يبحث بين الدمى التي في الأرض) الفهم في بعض الأشياء ليس كافياً، ونحن هنا نتكلم عن الموت وهو التفكير بهذا الموضوع يقلقني، لذلك دعنا ننهي هذه الليلة بخير وانا اوعدك بأننا سوف نتحدث بكل شي.

الشاب( يتحرك نحو الرجل) هذه الليلة ماذا تقصد بها... هل تقصد بأنهم سوف يدخلون إلى هنا ويقتلوننا؟؟..

الرجل العجوز(بصوت حزين) وماذا تتوقع ان يفعلوا، لكن انا لدي خطة عسى ان تفي بالغرض.

الشاب( بنوع من الفرح) وما هي .... ما هي، هي تكلم ودعنا ننفذها الآن.

الرجل العجوز(يتقرب من الشاب) سوف نتنكر كأننا دمى وحتى اذا دخلوا يفتشون عنك، لا يأتي في بالهم اننا قد تنكرنا كدمى وعندها ننجو بحياتنا، هل انت موافق؟..

الشاب( بفرح) نعم موافق، لكن اسرع لقد سمعت صوت رصاصات قريبة منا ، هيا لننجز هذه الخطة.

( يبدأ الرجل بتغير ملامح الشاب ويضع على رأسه قبعة كبيرة، ويصبغه بألوان مختلفة وجعله يرتدي بنطال اصفر قصير، يصبح كأنه مهرج)

الرجل العجوز( بنوع من الحزم) قف أنت هنا واجعل جسمك مائل إلى الأمام، وتعامل مع جسدك كدمية وانا سوف اجلس على الكرسي، لا تصدر اي صوت حتى يذهبوا... 

الشاب( بقلق وتوتر شديدين) حسناً، سوف افعل كل شيء من اجل ان انجو من هذا الكابوس.

(صمت......... شيئا فشيئا يدخلون اربع اشخاص يحملون السلاح يتجولون في البيت يبحثون عن الشاب)

الرجل1: ايها القائد لا يوجد اي اثر لهذا الشاب اعتقد بأنه هرب إلى بيت اخر.

الرجل2: وانا اعتقد كذلك، ايها القائد.

الرجل3: بحثنا في جميع أرجاء البيت ولم نجده، ايها القائد.

القائد: حسناً سوف نذهب، لكن لدينا مهمة بسيطة ما هذا القبح ما هذه الاشياء الشنيعة التي يفعلونها الكفرة من أجلِ تشويه الأنسان، وهذا الأشياء حرام شرعاً، هيا خلصوا هذا البيت من مخلفات الشيطان.
هيا اطلقوا الرصاص في كل مكان في كل دمية في كل شبر من هذا البيت هيا أطلقوا الرصاص... هيا................رصاص............ رصاص............... رصاص. 


                     ستار
حيدر حسين
27/5/2018
الناصرية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق