مجلة الفنون المسرحية
كلمة الهيئة العربية للمسرح في افتتاح مهرجان لبنان الوطني للمسرح
يلقيها باسم الهيئة : الفنان غنام غنام مسؤول النشر و الإعلام في الهيئة العربية للمسرح.
معالي وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري
أصحاب المعالي و السعادة الحضور كل باسمه.
أصحاب السيادة الفنانين المسرحيين، خلاصة العصر و الأوان.
السيدة الفنانة نادرة عمران و السيد الفنان فائق الحميصي عضوي مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح.
النبلاء مدير و أعضاء اللجان العاملة في مهرجان لبنان الوطني للمسرح.
السيدات و السادة مرايا الجمال من الإعلاميين الحاضرين أشخاصاً و مؤسسات.
أصحاب المقام العالي من الجمهور الحضور الشغوف بالمسرح.
اسمحوا لي بداية و أنا العبد الفقير لمنح السيد النبيل المسرح، أن أعبر عن فخري الشديد لمثولي اليوم بينكم، على هذه الخشبة التي وقفت عليها ممثلاً قبل حوالي عشرين عاماً، و جلست على مقاعد المتفرجين فيها عدة مرات، و ها أنا أقف و ثالوث الغار يكللني، وجودكم، تمثيلي لبيت المسرحيين العرب جميعاً الهيئة العربية للمسرح، و الحضور في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، و بعد
أنقل لكم تحيات سعادة الأمين العام الكاتب المسرحي الكبير اسماعيل عبد الله، و الذي اضطر هو و مسؤول البرمجة و التنظيم الأستاذ الحسن النفالي للتواجد في القاهرة و بنفس المواعيد للقاء معالي وزيرة الثقافة و وضع اللمسات الأخيرة لمهرجان المسرح العربي الذي يعقد دورته الحادية عشرة في العاشر من يناير القادم في القاهرة بالتعاون مع وزارة الثقافة و المؤسسات المعنية بالمسرح في مصر.
و قد حملني سعادته تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة، و هو الذي يتابع باهتمام كافة التفاصيل الخاصة بحرص لإنجاح هذا المهرجان، و هو صاحب الصلة الوثيقة بعديد الفعاليات و المؤسسات المسرحية في لبنان و منها هذا المكان الذي يحتضن فعاليات هذا المهرجان و مؤسسته الفنانة الكبيرة نضال الأشقر.
من هذا المكان، و في هذه اللحظة، أطلق صوتي منادياً روح المبدع الكبير يعقوب الشدراوي:
قم يا يعقوب و اشهد بروحك تحقق ما قلته قبل عشر سنوات، في العاشر من يناير ألفين و ثمانية، في أول احتفال باليوم العربي للمسرح، حينها قلت:
رسالتنا: أن لا نفقد الشجاعة، وبخاصة بعد أن بتنا نلمس بأن ثمة من انتبه إلى المدماك غير المكتمل، واقبل عليه بانهمام، واصدر توجيهاته بانشاء الهيئة العربية للمسرح. وها هو يقف منتصباً كأرزة أمامنا وأمام الأجيال الطالعة ليقول: “حيَّ على الفلاح”.
ها حلمك اليوم هنا، ها هم أبناؤك و زملاؤك قد أذنو للمسرح بميلاد مهرجان لبنان الوطني للمسرح، و ها هم يدقون دقاته المقدسات ليبرق للكون ميلاد مساحة جديدة، ساحة ترمح فيها خيول الخيال و تعلو فيها جمل الجمال، ساحة يقف فيها المسرحي اللبناني “يعيد السماء إلى أمها، حين تبكي السماء على أمها[1]“.
من هنا نلوح بمناديل الروح لمراكب كانت أول ما مخر البحر لمرافئ جديدةٍ تحط على شواطئها البكر، اللون و الحرف و خشب الأرز، و نبيذ الكروم، و قماشاً غزلت خيوطه مغازل الأمهات الفنانات.
إن هذه المناسبة الفارقة، هي سادسة سبعة الحصاد الأول للمبادرة التاريخية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي كلف من خلالها الهيئة للتعاون مع الجهات المعنية بالمسرح في الدول العربية التي لا ينظم فيها مهرجان وطني للمسرح، فكانت وزارة الثقافة في لبنان و المسرحيون اللبنانيون أنموذجاً في الانفتاح والتعاون لإنجاز المهرجان في لبنان، لنكون هنا و الآن في حضرة حقيقة شامخة.
“إن تنظيم مهرجان لبنان الوطني للمسرح في دورته الأولى، لحدث فارق في المشهد المسرحي اللبناني، ليس من باب أنه يحدث للمرة الأولى ضمن هذه الصيغة من التعاون الوطني بين المؤسسات الرسمية والنقابية في لبنان من ناحية، وليس من باب التعاون بينها وبين مؤسسة عربية هي الهيئة العربية للمسرح، وليس من باب هذه الوشائج المعرفية والفنية التي تربط هذا الحدث بخارطة سبعة مهرجانات عربية ولدت في ذات العام، بل من باب وضع المسرح كقيمة وطنية وقومية وإنسانية عليا، تتجاوز كل الحسابات التي تحاول إخضاع كل مقومات حياتنا وحياة شعوبنا وأوطاننا لها.
و عليه نريد لهذه الخطوة أن تكون فاصلة، فما قبل مهرجان لبنان الوطني للمسرح شأن، و ما بعده شأن آخر، ليكون المهرجان حصاداً حقيقيا لمواسم نتاجكم البهي، و جسر تواصلكم مع المشهد العربي، الذي تعنيه لبنان و يعنيه مسرحها، كما نريده فاتحة لمؤتمرات و ندوات و ورش نعمل معاً على إنجازها، معاً لأن الهيئة العربية للمسرح تعمل على بناء شراكات لوضع البرامج التي تفضي لتنمية وتطوير المسرح في الوطن العربي، كما حرصت منذ البداية أن تعلن أنها ليست بديلاً للمؤسسات الوطنية، لكنها تضع جهودها لتتكامل مع جهود المؤسسات الوطنية و تقف على مسافة واحدة من المسرحيين أفراداً ومؤسسات رسمية وأهلية.
إنه المسرح المتفرد بذاته والمكتفي بحنطة أرواح المسرحيين وقوداً لناره وأرضاً لنمائه وسماءً لطموحاته[2]“.
و إذا كنا قد طفنا على جوانب عديدة، فإنه و لا بد ختاماً، من رفع التحية الواجبة لمعالي وزير الثقافة المقدام الواثق الدكتور غطاس خوري ، ومدير المهرجان الفنان الرفيع المقام رفيق علي أحمد وأعضاء اللجنة العليا، ولجنة اختيار العروض، واللجان الفنية، وللمسرحيين الذين سينيرون بمشاعل إبداعهم جنبات المسرح وسماوات أرواحنا.
عشتم وعاش المسرح.
[1] محمود درويش
[2] من كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أ. اسماعيل عبد الله في دليل الدورة الأولى من مهرجان لبنان الوطني للمسرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق