تصنيفات مسرحية

الجمعة، 18 يناير 2019

في ختام التظاهرة المسرحية العربية الكبرى .. مهرجان المسرح العربي 2019 ينجح بامتياز بدورته ال11 في القاهرة ليحط الرحال بدورته ال12 في2020 في الأردن

مجلة الفنون المسرحية


في ختام التظاهرة المسرحية العربية الكبرى .. مهرجان المسرح العربي 2019 ينجح بامتياز بدورته ال11 في القاهرة ليحط الرحال بدورته ال12 في2020 في  الأردن

غنام غنام:  المهرجان قدم الكثير من المتعة وتحول إلى مؤسسة مسرحية والقاهرة أعطت زخما استثنائيا للمهرجان 
الفعاليات تمت تغطيتها عبر 60 صحيفة بينها (المواطن) وموقع إليكتروني و 15 و تليفزيونية متابعة إخبارية  لمئات الصحفيين
المسرحيون العراقيون أكدوا حضورا فاعلا ومتميزا يليق بتاريخ ومنجز المسرح العراقي محليا وعربيا ودوليا

 القاهرة – عبد العليم البناء

على وقع النجاحات المتواصلة والمؤطرة بالابداع التي انجزها وصاغها فريق متناغم ومتجانس بمعرفة تامة لاهمية الدور والمكانة ونبل الهدف والرسالة اختتمت مساء أمس الخميس في القاهرة التي احتضنها المسرح الكبير في دار الاوبرا المصرية الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية برعاية كريمة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الاعلى لدولة الامارات العربية المتحدة حاكم الشارقة الرئيس الاعلى للهيئة العربية للمسرح بمشاركة اكثر من 650 مسرحيا عربيا واجنبيا قدموا عصارة ابداعهم وعطاءاتهم المتنوعة من أجل ( مسرح عربي جديد ومتجدد) على مدى سبعة أيام بنهاراتها ولياليها امتدت من العاشر الى السادس عشر من شهر كانون الثاني (يناير)2019 وعبر مختلف الفعاليات والانشطة والعروض والمؤتمرات الفكرية والجلسات التعريفية والتطبيقية والنقدية اولاتفاقيات والمعارض والاصدارات المتنوعة فكانوا جميعا ينشدون ويصوغون بحراكهم وتفاعلهم المتواصل سيمفونية الجمال والابداع والحب .
مشاركة فاعلة للمسرحيين العراقيين 
وكما هو ديدنهم استطاع المسرحيون العراقيون وباتساق مع اقرانهم من الاشقاء العرب ان يؤكدوا حضورا فاعلا ومتميزا يليق بتاريخ ومنجز المسرح العراقي محليا وعربيا ودوليا عبر مشاركاتهم وحضورهم في مختلف محاور ومجالات العمل والفعل والعطاء في المهرجان سواء عبر العرض المسرحي المتميز شكلا ومضمونا ( تقاسيم على الحياة ) لجواد الاسدي وفريقه الجميل الذي قدم رائعة مسرحية عراقية فريدة أثارت الجدل الابداعي وربما تفوقت على معظم ماعرض في المهرجان من مسرحيات عبر مساراته الثلاثة.
وامتدت المشاركة العراقية الفاعلة الى كتابة النصوص المسرحية المتنوعة والمهمة التي قدمتها لهم فرق عربية مهمة وعريقة وجدت فيها حمولات فكرية وابداعية عميقة ومؤثرة كما حصل مع نص الكاتب الكبير المعلم الراحل قاسم محمد ونصه ( المجنون) للامارات ونصي الكاتب المتألق عبد الاميرشمخي (الرحمة) للكويت و(نساء بلاملامح) للاردن وكذلك مع الكاتب الشاب حميد قاسم ونصه (النافذة) للاردن.
 ناهيك عن المشاركة المميزة في لجان تحكيم مسابقات المهرجان وأولاها مسابقة جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لافضل عمل مسرحي عربي لعام 2019 وكذلك الناقد الجمالي الكبير الدكتور عقيل مهدي  يوسف في لجنة تحكيم المسابقة العربية للبحث العلمي للشباب بنسختها الثالثة والدكتور حسين علي هارف في لجنة تحكيم مسابقة النص الموجه للصغار.
وكان من بين ابرز المشاركين في هذه الدورة الباحث التوثيقي المتميز الدكتور علي الربيعي الذي استطاع أن يعكس جهوده المعروفة في التوثيق محليا ليوجهها باتجاه المسرح المصري واحتضنتها الهيئة العربية للمسرح لتقدم له ثلاثة اصدارات أثنى عليها الجميع وفي مقدمتهم نظراؤه من الباحثين في تاريخ ومنجز المسرح المصري وجاءت ضمن أحد عشر كتابا مسرحيا أصدرتها الهيئة العربية للمسرح لتكون إسهاما فكريا مضافا يتناغم مع المحور الفكري الذي اختارته إدارة مهرجان المسرح العربي عنوانا لدورته الحادية عشرة والتي تدور حول المسرج المصري لمناسبة انعقادها في القاهرة تحت عنوان (نقد التجربة – همزة الوصل  المسرح المصري في نصف قرن 1905 – 1952).
وفي مؤتمر صحفي أداره الدكتور يوسف عايدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح  كشف الدكتورعلي الربيعي أنه عكف على دراسة المسرح العربي لأكثر من ربع قرن وأخرج 17 كتابا.وحول إصداراته عن المسرح والفرق المصرية قال الربيعي إنه تابع زيارات الفرق المصرية للعراق ودرس تواريخها وما قدم عنها في مئات من المصادر التي اتيحت له، ومن هذه الزيارات ذكر زيارة فرقة عبد النبي محمد " كشكش بيه" وشقيقه عطية أمين عطية وكذلك زيارة فرق جورج أبيض وفاطمة رشدي، ويوسف وهبي، مشيرا إلى أنه أصدر حول تلك الزيارات عدة كتب كان أولها كتابه " الأجواق المصرية التي زارت  العراق" كما تناول  زيارات فرق جورج أبيض وفاطمة رشدي ويوسف وهبي في كتب مستقلة وهي التي صدرت عن الهيئة العربية للمسرح ضمن إصدارات هذه الدورة.
وأشار إلى انه تناول كل ما كتب عن تلك الزيارات من مقالات ومعالجات نقدية، وما نشر عنها من متابعات إخبارية، فضلا عن ما اقيم مع أعضاء الفرق من لقاءات وحوارات ، وأشار الربيعي إلى أن جورج أبيض قدم أكثر من مائة عرض في العراق، وأنه أول من اشرك شبابا من الممثلين العراقيين في عروضه.وأضاف: زارت فرقة فاطمة رشدي العراق ثلاث مرات أعوام 29 ، 32 ، 1936 وكرمها ملك العراق وقتئذ، كما أنها جابت مدن العراق شمالا وجنوبا.أما عن فرقة يوسف وهبي فذكر الربيعي أنها زارت العراق ثلاث مرات أيضا سنوات 32، 36، 1954 ، وأن تلك الزيارات قد حظيت بمتابعة إعلامية ونقدية كبيرة.وأشار إلى أن الكتب الثلاثة التي أصدرتها له الهيئة العربية للمسرح عن الفرق المسرحية المصرية تشير بشكل قوي إلى أن مجئ الفرق المصرية إلى العراق عمل على تفعيل الحركة المسرحية والنقدية في العراق . 
وامتدت هذه المشاركة الى حضور قوي وفاعل للمسرحيين العراقيين في مختلف الفعاليات والانشطة لاسيما الجلسات النقدية والتعريفية وقد قدم الباحث والناقد العراقي فاضل الجاف تعقيبا نقديا مهما عن العرض الاردني ( النافذة) الذي اخرجته الدكتورة مجد القصص عن نص للكاتب العراقي مجد حميد عالج فيه صراع الانسان مع عالم موبوء بالتناقضات الحادة.
وإن كنا ننسى فلن ننسى تلك المداخلات الرصينة والجميلة والمعبرة والهادفة التي قدمها الناقد الجمالي الدكتور عقيل مهدي يوسف بما عرف عنه من مهنية وعلمية ومبدئية في طروحاته الفكرية والفلسفية والجمالية التي تضيء دوما تجارب المبدعين المسرحيين العراقين والعرب وتعمل على تأثيث رصين لجماليات ومباديء عروضهم هنا وهناك وكذلك مداخلات الاساتذة حسين علي هارف وجبار خماط وعلي الربيعي وعبدالعليم البناء وطه رشيد وغيرهم .
 وتوج كل هذا الحراك الابداعي والجمالي العميق وهذه المشاركة الواسعة وربما غير المسبوقة بتوقيع الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح والفنان الدكتور جبار جودي نقيب الفناين العراقيين، اتفاقية تعاون الثلاثاء الماضي 15 كانون الثاني يناير2019 وهو تاريخ لن ينسى وشكل علامة فارقة في مسار التعاون بين الهيئة العربية للمسرح ونقاابة الفنانين العراقيين ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة .
وقال عبدالله في مؤتمر صحفي إبالمناسبة أنه وفقا للاتفاقية سترعى الهيئة إقامة مهرجان وطني بدولة العراق في تشرين الاول أكتوبر المقبل.وأضاف: لم تتوقف مسيرة دعم الشيخ سلطان القاسمي للمسرح العربي، منذ انطلاق اعمال الهيئة، في 2007 عندما القى سموه كلمة اليوم العالمي للمسرح .وتابع : كان العراق وستظل معينا خصبا للإبداع والمبدعين، الذين طالما اثروا الحياة الثقافية العربية ، ونحن في الهيئة نتشرف بانضمام العراق لبرنامجنا لدعم إقامة مهرجانات وطنية وفعاليات مسرحية في البلاد التي لا يوجد بها مثل هذه الأنشطة والفعاليات.
وقدم جبار جودي نقيب فناني العراق الشكر للشيخ القاسمي وللهيئة العربية للمسرح ، لدعمها المستمر للحراك المسرحي العربي .وكشف عن تواصل الاتصالات مع الهيئة ، وعقد العديد من الاجتماعات حتي تبلورت الاتفاقية في شكلها النهائي.وأعرب جودي عن أمله في ان يكون المهرجان العراقي المدعوم من الهيئة والذي تبدأ فعالياته في 24 تشرين الاول أكتوبر المقبل استثنائيا بتضافر جهود كل المسرحيين العرب  وأن يسهم في إعادة بغداد لموقعها علي خارطة الحياة الثقافية العربية .
المشاركات العربية الاخرى 
وتواصلت عروض الأعمال المسرحية العربية في إطار مهرجان المسرح العربي في دورته الـ 11، حيث قدمت مسرحيات (اعمل نفسك ميت)، و"الحادثة"، و"جنونستان"، و"ذاكرة قصيرة"، و"رحمة"، و"عبث"، و"قمرة 14"، و"ليلك ضحى"، و"نساء بلا ملامح"، والتي تميزت برؤى وأفكار تعكس الأجواء المجتمعية العربية وناقشت تحدياته في مواجهة التطرف والإرهاب وتراجع سقف الحريات والأوضاع المأساوية للمواطن نتيجة التردي الفكري والثقافي.
وفي هذا السياق قدم العرض الاماراتي (ليلك ضحي) الذي كان من تأليف واخراج الفنان غنان غنام الذي عرف بابداعاته المسرحية المتعددة على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود من الزمن الذي اشتبك مع كابوس الارهاب الداعشي كاشفا عن خطورة ما تواجهه القوى الناعمة من فنون جراء هذا الارهاب. واكد غنام غنام في حديث بالمؤتمر التعريفي للمسرحية :إن النص يمشي في حقل ألغام، إلا أنه يمشي بدقة ويحوم حول تلك الألغام الموقوتة دون أن ينفجر فيه أحدها إذ على المبدع أن يمتلك الوعي الذي يؤهله لأن يكون مشروعا مبشرا، ومنارة تهدي من يأتي بعده ليسير على خطاه وليس مشروعا استشهاديا يتسبب عمله الفني في مقتله.وأضاف أنه توقف كثيرا لتأمل ظاهرة الإرهاب وفكر في كيفية تقديمها ومواجهتها فنيا، حتى سنحت له الفرصة حينما قرأ خبر في إحدى الجرائد حول انتحار زوجين سوريين قبل دخول داعش بلدتهم، هربًا من الأسر وإنقاذا للزوجة من الإغتصاب، وقبل وفاة الزوج كتب رسالة تشرح أسباب الانتحار، وهو ما دفعه ــ غنام ــ لصياغه هذه القصة فى عمل مسرحي وبالفعل أنجزه في عام واحد، وأرسله إلى مسابقة الكتابة في الأردن قبل إغلاق باب التقديم بيومين، وكانت المفاجأة أن النص فاز بالجائزة الأولى مناصفة.
وتوقف عرض "جنونستان" عند عالم عالم الفساد والدكتاتورية باسلوب جمع مابين المسرح الاستعراضي والغنائي والسياسي ويتحدث عن دولة افتراضية خيالية لا تمت بصلة للواقع تمتلئ بالفساد والديكتاتورية من خلال الكوميديا السوداء وان الفاسد أو الديكتاتورلا يكون بالقضاء عليهما لأنهما يمتدان ويتناسلان في الواقع إنما يتم القضاء على الديكتاتورية وكل مظاهر الفساد بتغيير ثقافتنا بمحاربة الديكتاتور والفاسد الموجود داخل كل واحد فينا. 
 في حين توقف عرض "الحادثة" لمؤلفه لينين الرملي وإخراج عمرو حسن عند فكرة القهر وصياغة علاقة القاهر بالمقهور وأخرج هذا النص المخرج عصام السيد وقام بالتمثيل معه كل من النجمين أشرف عبدالباقي وعبلة كامل.
حصاد المهرجان 
وشهد المهرجان في يومه الاخير مؤتمرا صحفيا حصاد الدورة الحادية عشرة وقال د. يوسف عيدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح إن ما قدم في هذه الدورة من المهرجان العربي للمسرح جعله يفكر في ضرورة توثيق التجارب المسرحية في كل الأقطار العربية تباعا، لما بينها من همزة وصل تصلها ببعضها البعض، مشيرا إلى أن هناك وشائج عميقة ومؤكدة بين التجارب العربية المختلفة .ولفت إلى أن المسرح في أكثر من بلد عربي كان له دوره المشهود في تحقيق الاستنارة ودعم الكفاح ضد المستعمروأشار إلى أن هناك صلة حقيقية بين المسرح العربي في الماضي ومانشهده في المهرجان  الآن، على مستوى التآلف والانسجام والتفاعل، متمنيا أن تشارك النقابات الفنية  بأدوار أكبر كمؤسسات مجتمع مدني في النهوض  بالمسرح في بلادها وأن تضع يدها في يد الهيئة العربية للمسرح ، من أجل إقامة المزيد من التفاعل، مؤكدا أن الهيئة العربية للمسرح مؤسسة مدنية وإنها لا تستطيع أن تعمل وحدها مالم تجد دعما وتفاعلا من الجمعيات والنقابات المسرحية العربية .
فيما أشاد غنام غنام مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح، والكاتب والمخرج المسرحي  بما تم إنجازه إعلاميا طول أيام المهرجان ، مشيرا إلى ان المهرجان نجح في الوصول إلى الشارع المصري والعربي ،من خلال كتيبة الإعلاميين الذين واصلوا الليل بالنهار حتى يصلوا بفعاليات المهرجان إلى الجميع ، أضاف غنام :فعاليات المهرجان تم تغطيتها  من خلال  60 صحيفة وموقع إليكتروني ، و 15 و تليفزيونية ، فضلا عن متابعة إخبارية  قدمها مئات الصحفيين،وأكد إن كل ما تم إعداده من فعاليات في برنامج المهرجان  قد تم إنجازه بدقة وحرفية شديدة، وفي موعده تماما، وإن الفعاليات قدمت على التوازي في أكثر من مكان، وسط حضور جماهيري وإعلامي مميز.ولفت إلى أن المهرجان شهد العديد من الفعاليات المهمة، من ندوات المحور الفكري و المؤتمرات الصحفية، والورش التدريبية، وحفلات تكريم الفائزين في جوائز الهيئة العربية للمسرح للنصوص الموجهة للكبار والصغار، وجائز ة البحث العلمي،وأشار إلى أن المهرجان شهد تقديم 8 عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لأفضل عرض، فضلا عن 9 عروض شملها المسار الأول، وعشرة عروض شملها المسار الثالث وختم : إن المهرجان قدم وجبة كبيرة من المتعة تجعلنا نعاود الحنين  إلى إقامة هذا المحفل الكبير في مصر مرة أخرى، و تجاوز بما قدمه  في هذه الدورة كونه مهرجانا مفردا، ليصبح تظاهرة ومؤسسة مسرحية كبرى.















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق