مجلة الفنون المسرحية
بانوراما عام كامل في 70 عرضا بالمهرجان القومي للمسرح المصري
المهرجان القومي للمسرح المصري يستهدف عرض نماذج متميزة مما قدم في فضاءات العرض المسرحي وذلك من أجل تأصيل ملامح المسرح المعبر عن شخصية مصر.
يعتبر المسرح المصري من أهم المسارح العربية، خاصة وأنه تمكن من بلوغ جماهيرية واسعة، وإن كانت تلك الجماهيرية بقيت رهينة العروض المسرحية التجارية في أغلبها، فإن العديد من الأعمال الجديدة التي تقدمها الخشبات المصرية باتت تحاول خلق المعادلة الصعبة بين استقطاب الجماهير والعمق. وهذا ما يبدو جليا في نظرة بانومرامية على ما أنتج في مصر من مسرحيات مؤخرا، يقدم أهمها المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الجديدة.
القاهرة- يقدم المهرجان القومي للمسرح المصري أكثر من 70 عرضا في دورته الجديدة التي تنطلق في شهر أغسطس الجاري، تمثل بانوراما للإنتاج المسرحي بكافة أشكاله الحكومي والمستقل والجامعي والعمالي.
وقد أعلن مدير المهرجان الفنان أحمد عبدالعزيز أخيرا عن تفاصيل الدورة الثانية عشرة التي يرأسها، والتي ستكون تطويرا للدورات السابقة ومحاولة للاستفادة مما سبق.
عروض وفعاليات
تتوزع العروض المشاركة في هذه الدورة من المهرجان على ثلاث مسابقات، الأولى للعروض التي تنتجها المؤسسات المتخصصة في المسرح سواء الحكومية أو الخاصة، مثل البيت الفني للمسرح أو مسرح القطاع الخاص، وتشمل 25 عرضا.
أما المسابقة الثانية فتُخصص للمسرحيات التي تنتجها المؤسسات والأفراد كنشاط فني مثل الأندية والشركات والمسرح الكنسي وتشمل 27 عرضا. أما المسابقة الثالثة فتُخصص للعروض المسرحية من أداء الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وتشمل 20 عرضا.
إدارة المهرجان ارتأت في اختياراتها أن تبحث عن مسرح مصري، ذي ملامح وشخصية وهوية مصرية
وتقدم جميع عروض الدورة الثانية عشرة للمهرجان مجانا على مسارح الدولة في القاهرة. ويقام حفلا الافتتاح والختام على المسرح الكبير بدار الأوبرا. وبجانب منافسات العروض المسرحية استحدث المهرجان مسابقة للتأليف المسرحي تحمل اسم الكاتب لينين الرملي قيمتها 30 ألف جنيه (نحو 1800 دولار) لأفضل نص درامي كتب خصيصا للمسرح.
ويبلغ إجمالي قيمة جوائز المهرجان الذي يقام في الفترة من 17 إلى 30 أغسطس 600 ألف جنيه (نحو 36 ألف دولار). وقال الممثل والمخرج أحمد عبدالعزيز رئيس المهرجان في مؤتمر صحافي الأربعاء “نريد تقديم بانوراما للمسرح المصري الذي ينتج أكثر من 2000 عرض في العام، لكننا لا نملك الوقت الكافي لذلك”.
وأضاف “الوقت المناسب لتقديم هذا العدد من العروض في العادة لا يقل عن شهر، لكن بسبب المهرجانات الأخرى والمناسبات والأعياد المختلفة اضطررنا إلى ضغط العروض في 12 يوما فقط”.
وأوضح أن إدارة المهرجان ارتأت في اختياراتها أن تبحث عن مسرح مصري، ذي ملامح وشخصية وهوية مصرية، وبالتالي كان معيارها مبنيا على الإبداع والأصالة.
كما أكد رئيس المهرجان سعيه رفقة فريق كامل من المنظمين إلى تطوير المسائل التنظيمية هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا ما يتحقق بمساعدة الجمهور والجميع أيضا، حتى يظهر المهرجان بشكل مشرف أمام العالم.
وأضاف “كما آلينا الاهتمام بتنظيم أعداد الجمهور المتوافد على المسارح، حيث سيكون الحجز بأسبقية الحضور لتجنب وجود تكدس أو ازدحام أمام المسارح، كما أن شبكة dmc هي المتعهدة بتغطية المهرجان لتوصيل رسالة المهرجان إلى الجمهور في المنزل”.
الرواد والشباب
المهرجان يهدف إلى تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس الخلاق
تحمل الدورة الجديدة من المهرجان اسم المخرج والممثل الراحل كرم مطاوع (1933-1996) الذي تطل صورته منفردا على الملصق الدعائي للمهرجان حيث وضعت إدارة المهرجان صورة للفنان كرم مطاوع من فيلمه الشهير “سيد درويش” الذي جسد فيه شخصيته على الأفيش الرسمي للمهرجان الذي صممته المهندسة مي عبدالقادر ويظهر فيه كرم مطاوع من خلف ستارة وكأنه يشاهد الجمهور خلسة.
كما سيصدر المهرجان كتابا تذكاريا يتناول مشوار كرم مطاوع الفني. وفي دورته الثانية عشرة يكرم المهرجان 11 من الفنانين الحاليين إضافة إلى خمسة من الراحلين. ويتصدر المكرمين الممثل فاروق الفيشاوي الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر ناهز 67 عاما.
وقال عبدالعزيز “هناك المئات من الفنانين الذين يستحقون التكريم، والقائمة طويلة، في مختلف فنون المسرح من تمثيل وإخراج وديكور وملابس وموسيقى، لكننا نفضل تكريم كبار السن أو أصحاب المشوار الطويل”.
وأضاف “المهرجان في السابق كان يكرم ما بين ست إلى سبع شخصيات، ونحن في الدورة الثانية عشرة كنا ننوي تكريم 12 شخصية، لكن الموت كان أسبق منا للزميل فاروق الفيشاوي”.
وتابع قائلا “التكريم في افتتاح المهرجان من نصيب جيل الآباء الذين بذلوا الجهد والعرق في سبيل فنهم بينما ستكون الجوائز في الختام من نصيب جيل الشباب الذي نأمل فيه أن يواصل مسيرة المسرح المصري”.
بجانب منافسات العروض المسرحية استحدث المهرجان مسابقة للتأليف المسرحي تحمل اسم الكاتب لينين الرملي قيمتها 30 ألف جنيه (نحو 1800 دولار) لأفضل نص درامي كتب خصيصا للمسرح
ويشمل برنامج المهرجان إقامة ملتقى فكري لمناقشة قضايا المسرح من خلال ندوات وموائد مستديرة. ويناقش الملتقى موضوعات من بينها “تعليم الفنون المسرحية في مصر” و“النقد التطبيقي المسرحي”. كما يصدر المهرجان نحو 20 كتابا بينها كتب عن المكرمين وكتاب “تاريخ المسرح المصري في 12 عقدا”.
ونذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري يستهدف عرض نماذج متميزة مما قدم في فضاءات العرض المسرحي في مصر وذلك من أجل تأصيل ملامح المسرح المصري المعبر عن شخصية مصر ونشر الرسالة التنويرية لبناء الإنسان المصري وكذلك تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس الخلاق وتحفيز الفرق المسرحية على تطويرعروضها فكريا وأدائيا وتقنيا من أجل المشاركة في صناعة مستقبل أفضل للوطن.
---------------------------------
المصدر : العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق