تصنيفات مسرحية

الجمعة، 15 نوفمبر 2019

مسرحية " نيــوتـو " تأليف عبـــد المجيــد سيد قطـب

مجلة الفنون المسرحية



مقدمــة

      فى الجزء السابق من أحداث المسرحية  " نيو " والتى تقع أحداثها عام 2030م , فى واحدة  من الدول النامية  , بطلها رجل تعدى الستين , على علم وثقافة  , اختبر معاناة البشر ومشاكلهم وسوء الأحوال التى عمت أرجاء العالم , فقرر التفكير فى وضع نظام يحفظ للإنسان كرامته وحياة أفضل دون ظلم البعض للبعض .
      بعد طول البحث والتفكير العميق وتخيل شكل النظام المنشود , تبين له أن التقدم المتسارع فى العلم والتكنولولجيا سيفرز مقومات النظام الذى تخيله تلقائيا , ولكنه تخوف من النزوات والأطماع الإنسانية  التى قد تحول دون الوصول لمثل هذا النظام , أو على الأقل تأخيره لفترة  من الزمن يعانى فيها البشر ما يعانوه فى الحاضر وإلى ماشاء الله , لذلك تحول إلى إبتكار نظام إنتقالى يحافظ على مسار التقدم , ويمهد للنظام المنشود بأقل قدر من المعاناة وأكبر قدر من العدالة  وعندما إكتمل لديه التصور الخاص بالنظام , قام بنشره على الإنترنت .
      يزوره قريب زوجته المحامى ومعه قطعة من مخدر الحشيش , وعلبة  مليئة  بالسجائر الملفوفة , وأثناء تدخين السجائر يناقشه فيما يفكر فيه .. وتوالت الأحداث إذ شدت أطروحته الإنتباه , فتوالت رسائل الإعجاب من انحاء العالم , وبدأت الصحافة ووسائل الإعلام فى السعى لإجراء تحقيقات صحفية ولقاءات إعلامية , كما قامت الأجهزة الأمنية باستقصاء الأمر ووضعه تحت الملاحظة .
     يقوم المحامى بالإتفاق مع إحدى القنوات التليفزيونية  لعقد لقاء يقوم فيه بتوضيح رؤيته وشرح رسالته .
    تصل مندوبة موفدة من الأمم المتحدة لمقابلته , وتحضر معه تصوير البرنامج التليفزيونى , وأثناء تصوير البرنامج يقوم رجال الأمن بإقتحام المكان والتعامل معهم .
   من حسن حظه أنه قام بتشغيل جهاز الكمبيوتر خاصته مذيعا لأحداث اللقاء مباشرة على الإنترنت , فأثارت الممارسات الأمنية  غضب الناس على المستويين المحلى والعالمى وتبدى ذلك فى إتصالات ونداءات ، ونزول جماهير مؤيدة له ، ومنددة بما يتخذه رجال الأمن من إجراءات مما أجبر القيادة الأمنية على إيقاف التعدى وتلطيف الأمور والإعتذار .
      نتيجة للضغط الجماهيرى يتم إستئناف اللقاء التلفزيونى حيث يقوم بشرح الرسالة ، وخطة الإصلاح وبيان مراحلها وخطوات تنفيذها ، وبينما هم يتكلمون يفاجأوا بهجوم ملثمين , تم تكليفهم بإحضاره وتسليمه من أكثر من جهة ذات حيثية على المستوى العالمى , ويتم إيقاف البث التلفزيونى والإنترنت مما يثير قلق المتابعين من انصار ومعارضين ، ويزيد من ردود أفعالهم .
      يعتقد قائد الملثمين أن الأستاذ قد استولى على كنوز أو ما هو أغلى ، نظرا للمبالغ الكبيرة التى عرضت فيه , والجهات العليا التى تطلبه , ويحاول مشاركته فيها , وفى سبيل ذلك يتعهد بحمايته .
      يصل رئيس لجنة بمنظمة الأمم المتحدة للمساندة , حيث تبدأ المفاوضات والمشاورات مع من بيدهم أمور العالم للوصول إلى حل للموقف الذى تفجر فى العديد من البلاد , بدأت بتهديدات , ثم محاولة الرشوة بالهدايا والمزايا , ومنصب كبير بالمنظمة العالمية , إدارة وهيلمان , وأخيرا تحت الضغط الجماهيرى والإضرابات والإضطرابات , وإنتشار أعمال الشغب فى كثير من البلدان يتم إيقاف المفاوضات .
      يكتشف قائد الملثمين أخيرا عدم وجود كنوز , فيغادر تاركا الأستاذ مع المحامى  وحدهم فى المكتب حيث يكتشف أن كل مامر به كان حلما تحت تأثير المخدر .
وتنتهى أحداث  الجزء الأول من مسرحية " نيو ".

فى الجزء الثانى يتم متابعة التدخين والأحداث .

الشخصيات

أستاذ نيو .. رجل فى العقد الخامس من العمر يعيش على المعاش بعد خدمة ربع قرن فى إحدى وزارات الدولة .. مؤهل وصاحب خلفية ثقافية وأدبية , ودراسات فى التخطيط والفكر الإدارى .. ولكونه صاحب عقلية مختلفة لم يتحمل العمل الحكومى وقرر التفرغ لنظريته الجديدة , ايديولوجية المستقبل .
أستاذ غريب المحامى .. قريب زوجة الأستاذ .
الإبن حمادة .
الزوجة .
ضابط الأمن .
دكتورة أنهار .. الناشطة الحقوقية .
مستر ماكس .. رئيس لجنة الجوع بالأمم المتحدة .
 التوب ورجاله الملثمين (3) .
توب وان .
توب تو .
توب ثرى .
أستاذ نظيم خبيرالنظم .
البيو مهندس البيوتكنولوجى .
الجنرال رئيس مخابرات إحدى الدول .


                                           الفصل الأول

يفتح الستار على مكتب الأستاذ ، وهو عبارة عن حجرة واسعة على يمينها مكتب كبير عليه جهاز كمبيوتر وبعض الأوراق , وفى الخلف مكتبه بها عدد من الكتب, وامام المكتب مقعدان , وبينهما ترابيزة صغيرة , فى الجانب الأيمن يوجد أنتريه , وتتوسط أرضية الحجرة سجادة .. وفى أقصى الشمال يوجد باب يؤدى إلى باقى الشقة .
يجلس الأستاذ يرتدى جلبابا مواجها المحامى على المقعدين أمام المكتب فى تراخى ممسكا بسيجارة مشتعلة بين أصابعه .. (يدخل الإبن حاملا صينية الطعام فيجد والده والأستاذ ينظر كل منهم إلى الآخر فى صمت كأنهم نيام)
الإبن : بابا .. بابا .. عمى الحاج .. هم نايمين وإلا إيه ؟
 (يلوح بيده أمام عينى أبيه ثم المحامى) 
الإبن : مهنجين .. إنتم ياإخواننا .. (يتابع الدخان المتصاعد من السيجارة التى بيد أبيه بأنفه حتى يقترب منها) .. آه السجاير المحشية .. قل لى كده .. وهو لما إنتم مش قد الشرب بتشربوا ليه ؟ 
(يمد الإبن أصابعه بحذر ويأخذ السيجارة من بين أصابع أبيه ، ويأخذ منها نفسا طويلا فينتابه سعال شديد يجعله يترنح فيستند على كتف أبيه الذى ينتفض مذعورا)
الأستاذ : إيه ؟ .. فيه إيه ؟ ..  حصل إيه ؟
الإبن : (يخفى السيجارة خلف ظهره ويجيب بإرتباك) .. غريب إبن خالتى يابابا .
الأستاذ : (بتثاقل) .. ماله غريب إبن خالتك ؟
الإبن : باين عليه .
الأستاذ : شايفه .. باين عليه .
الإبن : ده مات يابابا .
الأستاذ : (يمد يده بتثاقل ويضعها على كتف المحامى) .. لأ .. قلبه بيلعب .. ده يابنى فى غيبوبة بس .. وفيه نبض كمان .. هو بس شرب نفسين وهو دماغه خفيفة حبتين .. شوف لى يابنى الجماهير اللى تحت مالهاش صوت ليه .. وإلا مشيوا زى التوب .
الإبن : جماهير مين وتوب مين يابوب .
الأستاذ : الجماهير العريضة المحتشدة تحت البيت .. هتافهم كان جايب السما .. تلاقيهم تعبوا وناموا .
الإبن : لاعريضة ولا تخينة , وإحنا لا شفنا ولا سمعنا هتافات . 
الأستاذ : إزاى يابنى ؟ .. حتى إسأل غريب ؟ .. (يهزكتف المحامى) .. قل له ياغريب .
المحامى : (يرفع رأسه بتثاقل مؤكدا بسبابته اليمنى) .. حصل .. حصل .
الأستاذ : (يشير إلى المحامى) .. شفت .. أهه .. يابنى إحنا قضينا اليوم كله فى حرب مع الكبير قوى بتاع العالم ده .   
الإبن : أى يوم ؟
الأستاذ  : النهارده .. من أول الصبح لحد الساعة .. وشوف إنت بقى الساعة وصلت كام .. كان يوم شاق جدا .
الإبن : يوم إيه ياعمنا ؟ .. أنا ماكملتش ربع ساعة خارج من هنا .. صح النوم .. (ياتى صوت الآذان) ..  سامعين آذان الظهر وإلااااااا .. والله إنتم شكلكم فى الباى باى خالص (يشد على كلمة "خالص") . 
الأستاذ : وخالص كمان ياقليل الأدب ؟
المحامى : كده غلط ياحماده .. إحنا لا فى الباى باى .. ولا خالص .. إحناااا تمام ؟
الإبن : تمام على الآخر .. المفروض الواحد يشرب على قده .
الأستاذ : ياد إحنا قد كل حاجة .
المحامى : (يرفع يده مشيرا للإبن) .. شوف ياحمادة ..
الإبن : شايف ، وباين عليكم .
المحامى : ياحمادة إحنا لا قدنا قد ، ولا يهمنا حد .
الأستاذ : هى دى .. شفت إحنا إيه ؟
الإبن : شفت .
الأستاذ : روح إنت شوف لنا حتة جبنة قديمة وإلا ليمونة .
(يخرج الإبن وبيده السيجارة خلف ظهره)
المحامى : حصل حاجة ياأستاذ ؟
الأستاذ : حاجات ياغريب .. حاجات غيرت الدنيا .. نظام جديد وتاريخ جديد .. حاجات حلوة ياغريب .
المحامى : معسِلة ياأستاذ .
الأستاذ : عسل جبلى ياغريب .. بس المشكلة إن كل اللى حصل كان مجرد سطل .
المحامى : عارفها .. قلبت معاك شعوذة .
الأستاذ : بس حلوة قوى .. بتخلى الواحد .. ولع سيجارة وشعوذنى .
(يخرج المحامى سيجارة من علبته ويمسك بها بين أصابعه)
الأستاذ : على كده بقى إحنا .. (يشير بيده بعيدا) .. رحنا ؟
المحامى : فين ؟
الأستاذ : الحتة اللى كنا فيها .. إنت مش كنت معايا ؟
المحامى : معاك ياأستاذ .. إنما حصل إيه ؟
الأستاذ : إتسطلنا ياغريب . 
المحامى : لأ ياأستاذ إحنا ماية فى الماية .. إتسطلنا إيه ياراجل ؟
الأستاذ : با قول لك إتسطلنا ياغريب .. انت مش سمعت الواد حمادة قال إيه ؟
المحامى : حمادة مين ؟
الأستاذ : ده إنت متنيل خالص .
المحامى : وسعادتك متنيل شوية صغيرة ؟
الأستاذ : ياواد أنا شفت العجب وإنت نايم .. فاكر كنا بنتكلم فى إيه ؟
المحامى : فى الكلام .
الأستاذ : كلام إيه ؟
المحامى : اللى كنا بنتكلمه .
الأستاذ : اللى هو إيه ؟
المحامى : اللى هو كلام .. كلام وإلا مش كلام ؟
الأستاذ : صح كلام .
المحامى : يبقى هو ده .
الأستاذ : ماشى ، الكلام بقى ، كان إيه ؟ 
المحامى : اللى كنا بنتكلمه .. إنت نسيت باين عليك .
الأستاذ : ياواد صحصح ده أنا شفت حلمى إتحقق فى الحلم .
المحامى : لأ ياأستاذ إنت اللى تصحصح .. إيه اللى جاب حلمى فى الحلم .
الأستاذ : ياواد .. حلمى أنا إتحقق فى الحلم .. من جوة .
المحامى : جديدة دى ياأستاذ ؟ .. سبحان الله أول مرة أشوف واحد بيحلم من جوة . 
الأستاذ : يامسطول .. النظام العالمى .. جاليليو ياغريب .. 
المحامى : أيوة أيوة .. وحصل إيه ؟
الأستاذ : كل حاجة شفتها بالتفصيل .. شوف ياغريب يابنى .. 
المحامى : مادام هاتحكى يبقى الأول نُشعِل .. ونشد .. ونتشد .. (يمد قبضتيه للأمام ثم يشدهما للخلف ، ثم يشعل السيجارة ويناولها للأستاذ) .. دى الحوحو .. آخر واحدة .
الأستاذ : مفيش تانى ؟
المحامى : الخير كتير .. نلف تانى بس خد شعلل دى .
(ينتقل المحامى إلى كرسى المكتب ويخرج ورق اللف ويبدأ فى لف السجائر)  
الأستاذ : ده إنت كده هاتخلينا نحلم تانى .
المحامى : ياعم إحلم .. هو حلو ؟
الأستاذ : حلو .. (يأخذ نفسا من السيجارة وينفث الدخان لأعلى) .. حلو .. (يمد يمناه لأقصاها عاليا على ثلاث مرات) .. قوى .. قوى .. قوى .
المحامى : خلاص روح .. إحلم براحتك ..
الأستاذ : كان نفسى أكمل .
المحامى : شد هاتلاقى نفسك بتكمل .. توماتيكى .. روح وترجع لنا بالسلامة ياعم الحاج  .. رووووح .
الأستاذ : إنت معايا ياواد .. معقول أروح وأسيبك ؟
المحامى : طيب ناولنى نفسين علشان أعرف رايحين على فين .. ( يتناول السيجارة من الأستاذ ويأخذ نفسا عميقا) .. إحكى ياسيدى .
الأستاذ : فاكر الأطروحة بتاعتى ؟
المحامى : فاكر .. عم جاليليو .. اللى هايعدموك زيه .
الأستاذ : مفيش جاليليو ولا إعدام .
المحامى : إزاى ؟ 
الأستاذ : الناس لما فهموا ، إتجمعوا .. حاجة إيه .. (يضم كفيه ثم يفردهما على إتساع يديه) .. فووو .
المحامى : ياراجل ؟  
الأستاذ : آه والله العظيم تلاتة .. (يضم كفيه ثم يفردهما على إتساع يديه) .. فووو .
المحامى : (يقلد حركة الأستاذ) .. وإيه اللى عمل فيهم الفووو ؟ 
الأستاذ : ماهو أنا لما نشرت الأطروحة بتاعتى .. اللى قلت لك عليها .
المحامى : اللى قلنا إن ماحدش هايفهم منها حاجة ؟
الأستاذ : هى دى .. فهموا ياواد ياغريب .
المحامى : الحمد لله .. خد لك نفسين كمان .. مزمز .
الأستاذ : (يتناول السيجارة ويدخن) .. قام إيه .. الدنيا إتشالت وإتحطت ..
المحامى : وشنقوك زى جاليليو ؟
الأستاذ : كانوا هايعملوها .. بس الحمد لله ، ربنا ستر ومالحقوش .
المحامى : حصل إيه ؟
الأستاذ : العالم كله قام .. هو مش كله كله .. حتة منه ، بس حتة حلوة .. تصدق دى ؟ 
المحامى : معقول الكلام ده ؟
الأستاذ : صدقنى .. الناس نزلت الشوارع فى كل بلاد العالم هاتفين مهللين .. ناس تقول إحنا وراك ومش راجعين .. وناس تقول مدد يامولانا ..
المحامى : ناس مين ؟
الأستاذ : الجعانين .. المطحونين ..  
المحامى : وعملوا إيه الشبعانين ؟
الأستاذ : طناش .. عملوا من بنها .. بس بعد ما لقيوا الدنيا هاتخرب على دماغهم بعتوا لى التوب علشان يصفينى .   
المحامى : توب مين ؟
الأستاذ : الفتوة الكبير .. ده اللى بعد العفاريت .. يعدى من الحيطة , وينزل من السقف .. تصدق الرجالة اللى معاه الواحد منهم بمقام كتيبة كاملة .. يبقى هو إيه ؟ 
المحامى : وعملت معاه إيه ؟
الأستاذ : هايروح فين هو وإلا غيره .. 
المحامى : خدت إنت منه المصفاه وضربته بها . 
الأستاذ : مصفاة إيه يابنى ؟ 
المحامى : اللى كان هايصفيك بها .
الأستاذ : ضرب إيه يابنى ؟ .. ده مايتضربش ، بس أنا بلفته ، وخليته تابع .
المحامى : ليك ؟
الأستاذ : الأمن الخاص بتاعى .. أصل أنا كنت مستهدف . 
المحامى : وإتبلف هو ؟ . 
الأستاذ : ربنا سترها ياغريب وقدرت أستأنسه .. إلا بقى الجماهير العريضة وهى بتهتف لى .. وإلا الدبايح اللى جابوها .. لحمة ياغريب ، لحمة حقيقى وكله بياكل .
المحامى : ياراجل ؟
الأستاذ : بس أحلى حاجة إنى إتعرفت على الدكتورة .. دكتورة إيه ياواد ياغريب .. فووو .. شوف ، على قد ماتقدر تقول فووو .. قول فووو.
المحامى : إنت كنت عيان وهى لحقتك قبل ماتموت . 
الأستاذ : موت ياخدك يابعيد .. جبت الكلام ده منين ؟
المحامى : هو أنا مش كنت معاك فى الحلم ؟
الأستاذ : كنت معايا .
المحامى : أبقى عارف وإلا مش عارف ؟
الأستاذ : تبقى عارف .. بس ياد إنت طلعت وسخ وساخة .
المحامى : معقول ؟ .. هو أنا عملت حاجة ؟ 
الأستاذ : كل همك إنك تعمل مصلحة .. الفلوس خربت دماغك حتى فى الحلم .
المحامى : ياأستاذ أنا راجل عملى .. ممكن إنت جات لك وعكة قامت الدكتورة .
الأستاذ : يابنى إنت مش كنت معايا ؟
المحامى : آه .
الأستاذ : شفتنى إتوعكت ؟
المحامى : لأ .
الأستاذ : يبقى سيبنى اتكلم .
المحامى : لوحدك ؟ .. 
الأستاذ : لوحدى .
المحامى : أقعد أنا سماعة .. طيب ثوانى لما نجرب , آلو آلو نحن الآن مع التجارب .. آلو آلو واحد إتنين تلاتة .
الأستاذ : عاملة إيه ؟
المحامى : هى إيه ؟
الأستاذ : السماعة .
المحامى : شغالة .. إحكى .
الأستاذ : آه وآه وآه ياواد ياغريب على الدكتورة .
المحامى : معاها معهد تمريض .. والا بتدى حقن بس ؟
الأستاذ : معاها دكتوراة .. وشغالة فى الأمم المتحدة .. ثقافة إيه وجمال إيييييييه (يرفع يده اليمنى ويدفعها نحو الخلف) .. تلمحها بس بطرف عينيك .. ماتقدرش تبص قوى وتبحلق .. تتحرق من الحلاوة .. حاجة كده لذة فذة .
المحامى : وعملت معاها إيه ؟ 
الأستاذ : عملت ولا حاجة .
المحامى : ياشقى .. قر وإعترف .. ده أنا حتى المحامى بتاعك ولازم أعرف كل الملابسات .
الأستاذ : دى حاجات خاصة .. يعنى تقدر تقول عليها سر .
المحامى : مش عليّ أنا ياأستاذ .  
الأستاذ : أقول لك إيه ياغريب .. أنا طلعت خايب حتى فى الحلم .
المحامى : طبعا مادام أنا معاك .. معقول هاتبص لك وتسيبنى ؟
الأستاذ : ولا بصت لك ياجربان .. إنما أنا بقى ، كانت بتحترمنى .
المحامى : وبس ؟
الأستاذ : كنا نتبادل الإحترام . 
المحامى : وبس ؟
الأستاذ : لأ وكانت بتحترمنى .. وأنا كمان كنت .. شوف ياغريب .. لذة للناظرين .
المحامى : بس ؟
الأستاذ : بس بس .. إنت عايز إيه تانى ؟
المحامى : الحاجات اللى هىّ .
الأستاذ : حاجات إيه ؟
المحامى : الغمز واللمز ثم اللزق واللمس .. الحاجات الكبيرة .
الأستاذ : إخص عليك ياغريب .. انا بتاع حاجات كبيرة ؟
المحامى : إزاى ياأستاذ ؟ .. إنت نايم وبتحلم .. يعنى براحتك .. مفيش حرج ، ومعاك حتة بقلاوة اللى بتقول عليها .. أنا لو منك أخش على قلة الأدب على طول .
الأستاذ : أصلى أنا ماكنتش عارف إنى باحلم .
المحامى : يعنى لو حلمت تانى هاتعمل إيه ؟
الأستاذ : أعمل عمايل وأسوى الهوايل .. كنت أول ما تهل كده .. أول ما .. أنا إتخطفت ياغريب .
المحامى : سلامتك ياأستاذ ألف سلامة .. إنت حبيتها على كده ؟
الأستاذ : الحب اللى مفيش راجل حبه قبل كده .. نفسى أرجع للحلم وأشوفها تانى .. أشوفها بس . 
المحامى : هوهوهوهو .. ده إنت واقع لشوشتك .
الأستاذ : واقع على الآخر ياغريب .. (يهب واقفا ويشير للمحامى بسبابته) .. إوعى قريبتك تعرف حاجة عن الموضوع ده . 
المحامى : قريبتى مين ؟
الأستاذ : مراتى ياغريب ، اللى بتقول لها ياخالتى .. إنما هى تقرب لك إيه بالظبط ؟
المحامى : بنت عمة أمى تبقى خالتى .. أصل إحنا الروابط العائلية عندنا قوية .
الأستاذ : ونعم الناس .. المهم بنت عمة أمك ماتعرفش حاجة .. سامع ؟ 
المحامى : هاتوصينى .. أنا عارفها .. دى بتدينى كلام زفت .. بس علشان خاطرك بنعدى لها .
الأستاذ : بينى وبينك هى ساعات بيكون لها حق فى الدبش اللى بتقوله . 
المحامى : ساعات .. إنما بتسوق فيها قوى .. دى ما تصدق تلاقى حاجة وتفضل لكلك لكلك لكلك .
(تدخل الزوجة  ترتدى ملابس منزلية رثة تغطى رأسها بإيشارب تظهر منه خصلة من شعرها)
الزوجة : مين دى يابن تفيدة ؟
المحامى : تفيدة ياخالتى .. أمى إنتى عارفاها .. بتضرب كلام زى الزفت .
الزوجة : صح .. وليَه مالهاش كسم ولا رسم .. ولكلك فى الفاضية والمليانة .
الأستاذ : مايصحش تقطعوا فروة الولية وهى مش هنا .. عيب عليكم .. 
الزوجة : (تضرب المحامى على صدره بيدها) .. لكن العيب عليك إنت . 
المحامى : ياخالتى احنا كنا بنقول ..
الزوجة  : جاء لك القِل وتعب السر .. أمك دى والا مش أمك ؟
الأستاذ : ياستى ماحصلش حاجة .. كل اللى فيها ..
الزوجة  : فيها اللى فيها ، إنت مالك بيها ؟
المحامى : خلاص ياخالتى .. احنا آسفين ومش هانجيب سيرتها تانى .
الزوجة  : تجيب وإلا ماتجيب أمك وإنت حر فيها .. إنشالله تحرقها .
الأستاذ : صحيح ياغريب .. عيب عليك ، دى مهما كان أمك .
الزوجة  : وما قلتش الكلام ده من الأول ليه ؟ 
الأستاذ : قلت .. هو اللى ماعندوش إنتماء لأمه .. (يشير إلى غريب بسبابته) .. خسئت ياعاق .
الزوجة  : سيبك منه وقل لى ها تتغدوا إيه ؟ 
الأستاذ : أيوة خلينا فى الغدا .. نتغدى إيه ؟ .. إقلى لنا شوية بطاطس ، وإعملى لنا شوية سلطة .. جنبهم بقى حتة جبنة قديمة ، وسخنى لنا عيش فى فرن البوتاجاز .. و .. ولو عرقين جرجير .. و .. وكفاية كده .. (تأتى أصوات وجلبة من الخارج فيتوجه نحو النافذة ليستطلع الأمر ثم يلتفت للمحامى) .. إلحق ياغريب ده ماكانش حلم .. دى حقيقة .
المحامى : ياراجل .
الزوجة  : حقيقة إيه ياراجل ؟
الأستاذ : تعالى شوفى الناس .. الجماهير العريضة .
الزوجة  : شكلك عامل مصيبة .. عملت إيه ياراجل ؟
المحامى : ده شقلب الدنيا ياخالتى .
الزوجة  : شقلبها إزاى ياواد ؟ .. خلى إمبارح الجمعة الجاية ؟
المحامى : لأ .. ده خلى بكرة النهاردة .
الأستاذ : (رافعا يده لأعلى) .. يااااا .. إنتى يااااا .. 
الزوجة  : إتكلم عملت إيه ؟ .. طول عمرى باقول إنك هاتجيب لنا مصيبة .. 
المحامى : هى كانت مصيبة بس إبن أختك عمل عمايله , طلعته منها زى الشعرة من العجينة .. وعملنا من وراها آلافات ياخالتى آلافات .
الزوجة  : وفين هى الآلافات دى ياروح خالتك ؟
المحامى : فى الشنطة مع حمادة .. مخبيهم .
الزوجة  : مخبيهم ليه يابن أختى ؟
المحامى : مخبيهم منك ؟
الزوجة  : ويخبيهم منى ليه ؟
المحامى : أحسن تصادريهم .. الأستاذ اللى قال ..
الزوجة  : قال له إيه يابن أختى ؟
المحامى : قال له إوعى .. إوعى أمك تشوفهم بعينيها .
الزوجة  : (لزوجها) .. قال ياراجل ؟
الأستاذ : حصل .. أصل العملية كانت مش مضمونة ، وكان ممكن تفشل .. صح ياغريب ؟ 
المحامى : صح ياأستاذ .
الزوجة  : إسند معاه ياواد .. يبقى فيه آلافات فى بيتى وأنا ماعرفش حاجة عنها ؟ .. (تصرخ فى زوجها) .. طيشة أنا ؟ 
الأستاذ : مش المقصود .. الموضوع إن إحنا ..
الزوجة  : إنتم إيه ؟ .. ياراجل ده انا شايلة همك وهم عيالك .. صابرة وساكتة .. ولما ربنا يكرمك بقرشين تخبيهم عنى ؟ 
الأستاذ : إحنا كنا ..
الزوجة : بقى إبنك يعرف .. والكلب ده يعرف .. (تشير إلى المحامى) .. وأنا .. أنا .. لاإله إلا الله .. يعنى أعمل فيكم إيه ؟
المحامى : خلاص بقى ياخالتى ماتزعليش .
الزوجة  : أزعل إن معانا آلافات ؟
الأستاذ : هو قصده إن العملية لو فشلت ماتزعليش إن الفلوس راحت .. صح ياغريب ؟
المحامى : صح ياأستاذ .
الزوجة  : إسند ياواد إسند .. ياواد إنت المفروض تبقى تبعى أنا .
المحامى : معاكى ياخالتى .. هو مش أنا اللى قلت لك على الفلوس ؟
الزوجة  : حصل .
المحامى :وانا اللى قلت لك إنه قال لحمادة يخبيهم منك ؟
الزوجة  : حصل .
المحامى : أبقى معاكى وإلا معاه ؟
الزوجة  : إبن أختى حبيبى .
المحامى : تغلطى بقى وتقولى كلب ليه ؟
الزوجة  : معلش يابن أختى .. وبعدين أنا باهزر معاك .. هم فين ؟
المحامى : هم مين ؟ 
الزوجة  : الفلوس .. الألافات .
المحامى : طاروا .
الزوجة  : الشغلانة باظت ؟
المحامى : لأ .
الزوجة  : الفلوس طلع لها جناحات وطارت ؟ .. (تقلد جناحى الطائر بيديها) .
المحامى : من غير جناحات ياخالتى .. الأستاذ خلانى أجيب أكل للناس اللى تحت .
الزوجة  : جبت للناس اللى مانعرفهاش وإحنا قاعدين بالجوع .. طيب لو قلنا هو ضارب .. إنت ياغريب .. انت اللى بتاكل معانا لقمة بلقمة .. 
الأستاذ : خلصت الخمسين ألف كلهم ؟
الزوجة  : خمسين إيه ؟
الأستاذ : ألف جنيه .
الزوجة : جبت بخمسن ألف جنيه أكل ؟
المحامى : لأ ياخالتى جبت بفلوس الأستاذ بس .. أربعين ألف .
الزوجة  : بأربعين ألف جنيييييه أكل ، وطبعا إنت أكلت وشبعت ؟
المحامى : على الآخر .. ماهو أنا كنت مدير التموين . 
الزوجة : وإحنا هاناكل بطاطس مقلية وجبنة قديمة .. فين العشرة آلاف الباقيين ؟
المحامى : دول بتوعى أنا .
الزوجة  : طيب وريهم لى .. أشوفهم بس .
المحامى : من الآخر ياخالتى .. أنا ممكن أقسمهم معاكى .. النُص بالنُص . 
الزوجة  : طيب هاتهم وأنا أقسمهم النُص بالنُص . 
المحامى : لأ ياختى ، هاتضحكى عليّ وتاخديهم كلهم .
الأستاذ : هاتاخدهم .. خلّص ياغريب وناولها .
الزوجة  : أهو عمك قال لك .. ناولنى وإسمع كلام عمك ياواد .. شايلهم فين ؟
المحامى : (يشيرناحية الباب) .. مع حمادة فى الشنطة هناك .
الأستاذ : على فكرة يامدام .. إنسى البطاطس المقلية .. الأكل طالع بعد شوية .
الزوجة  : أكل إيه اللى طالع ؟ 
الأستاذ : فتة ولحمة ورز .. هُبر ياولية هُبر .. إنت مش موصيهم ياغريب ؟
المحامى : موصيهم وأوصيهم تانى .. هانهَيّص ياخالتى ، ونلهط فى اللحمة لهط .
الزوجة  : أما أروح أشوف الواد حمادة الوسخ .. يخبى عن أمه ؟ .. زمن إيه ده ياربى ؟
(تخرج الزوجة)
الأستاذ : أحسن .. لازم تنسحب من لسانك وتقول لها . 
المحامى : أنا غلطان وأستاهل أكتر من كده كمان .. (يشير بسبابته للأستاذ وفى لهجة قاطعة) .. الفلوس دى عندك ، أسألك إنت فيها .
الأستاذ : وأنا مالى يابنى ؟ .. عند خالتك حبيبتك .
المحامى : بس دى مراتك .. وحيث أنك صاحب العصمة والأهلية ، تبقى الفلوس عندك .. قانونا وشرعا وجرى العرف على ذلك . 
الأستاذ : (يشير إلى نفسه) .. عندى ، عندى .. ليك وهاتاخد .
المحامى : هاحاسبك عليهم .. آه .. ماتزعَّلش دى .
الأستاذ : ياسيدى خلاص عندى .
المحامى : وهاتدفع .
الأستاذ : ربنا يبعت .. شغل دماغك معايا علشان نشوف هانعمل إيه ؟
المحامى : هانعمل إيه ؟
الأستاذ : عايزين نتكتك قبل خالتك ماترجع وتحط مناخيرها فى التكتكة .
المحامى : نتَكتِك إيه ياأستاذ ؟
الأستاذ : الخطة اللى هانحطها .
المحامى : نحطها فين ؟
الأستاذ : هنا .. ياواد صحصح ، وإلا مش عايز تعوض اللى خدتهم خالتك ؟
المحامى : عايز .. تَكتِك ياأستاذ .. تَكتِك.
الأستاذ : هات ورقة وقلم .. وإكتب .. أنا باحب الكتابة .. علشان السهو والنسيان .
المحامى : (يجلس على المكتب ويتناول بلوك نوت وقلم) .. اتفضل ياأستاذ .  
الأستاذ : رقم واحد .. كتبت ؟
المحامى : كتبت .
الأستاذ : رقم واحد ..
المحامى : تانى ؟
الأستاذ : لأ الواحد الأولانى .
المحامى : الواحد الأولانى .
الأستاذ : أيوه الأولانى .. محتاجين حماية .
المحامى : من مين يااستاذ ؟
الأستاذ : من كتير ياغريب .. أقله من خالتك وإفتراها . 
المحامى : أمن وحرس يعنى ؟
الأستاذ : حاجة زى كده .
المحامى : نجيب شوية رجالة بسلاح .. زى الحرس الجمهورى , والملكى والإمبراطورى .. عارف إنت الحاجات دى ؟
الأستاذ : عايزين الجديد .
المحامى : نعمل درع .. جديد ياريس والا مش جديد ؟
الأستاذ : جديد .. بس مين اللى .. ؟ .. فكر معايا .
المحامى : أجيب لك سيد الدباح .. ده راجل شقى ويجيب لك شوية صعايدة مالهمش حل .
الأستاذ : يطلع مين الدباح ده ؟
المحامى : واد مسجل خطر ، أنا ماسك له القضايا بتاعته .. قلبه حديد وعنده برة زى جوة .. ويعمل أى حاجة تطلبها منه .
الأستاذ : بلطجى ياغريب ؟ .. ياواد عايزين عالم من غير بلطجة .. تعرف إن أنسب واحد هو التوب اللى كلمتك عليه .. أجيبك منين ياتوب .
(تتلاعب الأضواء مابين خفوت وانقطاع , واثناء ذلك يخرج التوب هو وأحد رجاله من الحائط فى الواجهة ويصعد رجلان من جانبى المسرح)
التوب : شبيك لبيك .. التوب بين إيديك .. تحت أمرك يامولانا .
المحامى : (فى خوف) .. عفاريت ياجوز خالتى .
الأستاذ : لأ ياغريب .. ده اللى بعد العفاريت .. مش كلمتك عنه من شوية ؟
المحامى : أول ما تحب تجيبه .. يطلع لك على طول .. شغل عفاريت صحيح .
الأستاذ : اللى بعد العفاريت ياغريب .. (يقترب من التوب ويسلم عليه بيده) .. كنت فين ياتوب ؟
التوب : (يمد التوب يده وينحنى أمام الأستاذ) .. أنا كنت غلطان ، ومتأسف خالص ياأستاذ .. بصراحة أنا بعد ما سبتك ومشيت ، قمت فكّرت .. فكّرت كويس .. لقيتك راجل طيب ، ولقيت الناس بتقول عليك مولانا وسيدنا الشيخ .. قلت أرجع وأتوب على إيدك .. كفاية كده .
الأستاذ : وتسمع كلامى .
التوب : أوامر على راسى من فوق .. (يشير بيده لما فوق رأسه) ..  الفوق .
الأستاذ : أوكى ياتوب .. أنت من دلوقت ال.. (يسأل المحامى) .. الإيه ياغريب ؟ 
المحامى : نسميه الدرع ياريس .
الأستاذ : ماينفعش .. مش إسم ده .. إحنا نسميه الدرع بس من غير ياريس .
التوب : التوب إسمه التوب .. مابيتغيرش ولامؤاخذة . 
المحامى : (بلهجة قاطعة) .. انت هاتكّسر كلام الأستاذ ؟ .. الأستاذ يقول اللى يقوله وإحنا آمين .
التوب : (يحنى رأسه) .. آمين .. كلام الأستاذ أوامر .
المحامى : (يميل ناحية الأستاذ ويضع يده قرب فمه) .. عملت لك هيبة . 
الأستاذ : لازم الخيبة .. إكتم .. ياتوب إنت واللى معاك هاتكون درع الناس .
المحامى : (يشير إلى الأستاذ) .. والأستاذ زعيم الناس .. (يشير إلى نفسه) .. وأنا محامى الناس .
الأستاذ : أنا واحد غلبان من الناس ، وبس .
المحامى : والنبى ياأستاذ توصي التوب يخلى باله معايا شوية .
الأستاذ : طماع فى كل حاجة ياغريب .. زود له طلقتين ياتوب .. خليهم قنبلتين علشان عينه تتملى .. أى خدمة ياغريب .
المحامى : حبيبى .. ربنا يكرمك ويخليك لينا .
الأستاذ : بُص ياتوب .. أنا عايزك تعمل لى تقرير سريع عن إحتياجاتنا الأمنية فى ضوء الوضع الجديد .. عايزين نشتغل شغل كامل .. متكامل .. وحسب خطة مش عنجهية .
التوب : جاهز ياأستاذ .
الأستاذ : فين ؟
التوب : (يشير إلى رأسه) .. هنا , خطة وإتنين وتلاتة .. وكل الخطط مدروسة ومحسوبة  بالفيمتو .
الأستاذ : عايز كلام موثق ياتوب ، علشان إحنا بنكتب التاريخ .. لابد من  تسجيل الأحداث كاملة بكل حذافيرها .
المحامى : (يشير بسبابته للتوب) .. حط الحذافير ياتوب .
التوب : والله العظيم ماشفتها .. إنت إديتنى حذافير  ؟
الأستاذ : كده شغل مهابيل .. أنا باقول عايز تقرير مكتوب .. إحنا بنكتب التاريخ .. فهمتوا وإلا أقول تانى ؟
المحامى : تمام ياريس .
التوب : نكتب التاريخ .
الأستاذ : وزع الرجالة على المواقع ، وإكتب التقرير ، وتعالى لى .
التوب : نوزع ، ونكتب ، ونيجى ياريس .. (يشير بيده لأتباعه) .. بينا يارِجالة .
(يخرج التوب ورجاله)
الأستاذ : وإنت ياغريب ..
المحامى : نعم ياريس .
الأستاذ : إتنين . 
المحامى : مالهم . 
الأستاذ : ياواد إحنا مش كتبنا الدرع رقم واحد .
المحامى : حصل ، ومكتوب أهه .. رقم واحد الدرع . 
الأستاذ : يبقى اللى بعده واللى بعده واللى بعده .. عايزين نمسك بتلابيب الخطة بالتلبوب .
المحامى : لازم لازم ؟
الأستاذ : طبعا وإلا مش هانعرف إحنا رايحين على فين .. نتوه ياغريب .
المحامى : يبقى نجيب بوصلة .
الأستاذ : هى  دى .. واحد وإتنين وتلاتة لحد الآخر .. دى هى البوصلة .
المحامى : أوكى .. خلى بالك من التلابيب أحسن تلبوب يروح منك .
الأستاذ : رقم إتنين .. حرب الجوع .. مش عايزين نسيب جعان .. جعان .
المحامى : وهاتكفى الناس منين ؟
الأستاذ : أقول لك ياسيدى .. إحنا نعمل مراكز للأكل بالمجان .. ونشجع الناس على المشروعات دى .. إعفاءات ضريبية , وأراضى مجانية , دعم وحاجات من دى .. ولهم منا جزيل الشكر والسلوان .. ومن الله الأجر والثواب .
المحامى : وبعد كده ؟ 
الأستاذ : نكون حطينا إيدينا على الموارد ونشيل المسئولية كاملة .
 المحامى : نحط على الموارد كاملة .. خلاص دى .. خش على تلاتة .
الأستاذ : واحدة واحدة ياغريب .. ده تاريخ يابنى مش عَك .. إحنا عايزين نقدم للناس حاجة مدروسة ، ملموسة ومحسوسة .
المحامى : وفوق منها بوسة .
الأستاذ : (يعلو صوته غضبا) .. مش وقت هزار ياغريب ، خليك جد شوية .
المحامى : آسفين .. أهه مكشرين ومكلضمين .
الأستاذ : إنت مش متخيل حجم المسئولية .. ده الواحد كان قايم ببيته بالعافية .. دلوقت أولاد نَمنَم فى رقبته .  
المحامى : الخير كله هايبقى تحت إيدينا , يعنى مش هاتشيل هم حاجة وهانتمرمغ فى العز . 
الأستاذ : متهيا لك يافالح .. ده هم ما يتلم و شغل مالوش آخر .   
المحامى : نجيب ناس تشتغل .
الأستاذ : هانجيب .. بس مش أى ناس .. أناعايز ناس تقية نقية وعندها ضمير .  
المحامى : نعمل إعلان .  
الأستاذ : إكتب ..   
المحامى : معاك .. قول .
الأستاذ : قرار بإنشاء مجلس حكماء يتولى قيادة العالم فى المرحلة الجديدة . 
المحامى : وإحنا نقف نتفرج .
الأستاذ : يعنى إيه ؟
المحامى : أنا عايز أقود .
الأستاذ : ياواد إنت معايا .. مش هاسيبك . 
المحامى : لما نشوف .
الأستاذ : إكتب . 
المحامى : أيوة .
الأستاذ : إستدعاء مسترماكس .
المحامى : ده مفيش عنده ضمير ؟ 
الأستاذ : لأ بس لازمنا فى الإتصالات والتعاملات .. ده عارف الناس الكبيرة كلهم , وعارف نظامهم .. هاينفعنا .
المحامى : هاينفع فى إيه ؟
الأستاذ : ياواد إحنا مهما كان ماعندناش خبرة فى الشغل العالى .. ثم إنه عارف تليفون الدكتورة .
المحامى : قل لى كده ، علشان الدكتورة .. علىّ النعمة لأقول لخالتى .
الأستاذ : (يرفع يده لأعلى مهددا المحامى) .. يبقى آخر يوم فى حياتك .
المحامى : خلاص أقود .
الأستاذ : يابنى إنت ماتنفعش .. 
المحامى : ناقص إيد وإلا ناقص رجل ؟
الأستاذ : ناقص مخ .. أنا عايز ناس تفكر فى مصالح الناس .. وإنت مش بتفكر غير فى مصلحتك . 
المحامى : هى دى .. خلينى أنا للمصالح .. هاأعمل لك أحلى مصالح . 
الأستاذ : ماشى ياسيدى ، خليك للمصالح لما نشوف هاتعمل إيه .
المحامى : حتى نعوض اللى خدتهم خالتى . 
(يدخل التوب ممسكا بالتقرير ويناوله للأستاذ)
التوب : التقرير ياريس . 
الأستاذ : كامل ومستوفى ؟
التوب : وزايد حتة .
الأستاذ : (يعيد التقرير للتوب) .. شيل الحتة الزيادة وهاته لى .. أنا عايز كل حاجة بالضبط ، لا زيادة ولا نقصان .. مش عايزين نعمل زى زمان . 
التوب : العفو ياريس .. أنا قصدى إنه مضبوط ومش ناقص حاجة .
الأستاذ : خلاص ناوله لغريب .. وإنت ياغريب عايزك تعمل ملف تحط فيه التقرير ده والحاجات التانية .  
المحامى : مفيش حاجات تانية . 
الأستاذ : اللى هاتستجد .. شكلك مش هاتنفع .. آه لو الدكتورة أنهار هنا كانت سجلت على الكمبيوتر , وعملت ملفات .. يامين يجيبك يادكتورة ؟
التوب : أجيبها لك ياريس ؟ 
الأستاذ : (يمسك بالتوب فى توسل) .. معاك تليفونها ياتوب ؟
التوب : أجيبها .. وإلا تاخد التليفون ؟
الأستاذ : بلاش تليفون ، جيبها أحسن ، بس بسرعة والنبى ياتوب .
التوب : خلصانة ياريس .. (يخرج التليفون من جيبه ويقربه من فمه) .. إنتباه الرجالة .. التوب بيتكلم .. الدكتورة أنهار مطلوبة هنا فى المكتب على وجه السرعة .. نفذ .. (يضع التليفون فى جيبه) .. مسافة السكة ياريس وتكون هنا .
الأستاذ : (فى لهفه) .. صحيح ياتوب ؟
التوب : صحيح ياريس .
الأستاذ : هم عارفين مكانها ؟ 
التوب : عارفين كل حاجة ياريس .
الأستاذ : والنبى ياتوب تروح تستقبلها بنفسك وتجيبها على هنا طوالى .
التوب : عُلِم ياريس . 
(يخرج التوب)
المحامى : هاتعمل إيه فى خالتى ؟
الأستاذ : بتفكرنا بيها ليه ياغريب ؟
المحامى : علشان تخلى بالك .. دى لو خالتى شافتك وانت متشحتف عليها كده كانت .. على إيه إنت عارف .
الأستاذ : هو أنا متشحتف ؟
المحامى : قوى .. ولا عيل إبن عشرين .. (يغنى وهو يتمايل) .. أول مرة تحب ياقلبى .
الأستاذ : (بحدة) .. غريب .
المحامى : نعمين .
الأستاذ : خلى خالتك تطلقنى .
المحامى : اللى ماطلقتك وإنت كحيان ، هاتطلقك دلوقت ؟ .. إنت بقيت رئيس العالم .. يعنى هى دلوقت سيدة العالم الأولى . 
الأستاذ : دى أصلا مش سيدة .. ينفع دى تبقى سيدة العالم الأولى ؟ 
المحامى : لأ .
الأستاذ : ثم إن أنا لما أطلع فى مناسبة والناس يشوفوا دى فى إيدى .. يقولوا إيه ياغريب ؟ 
المحامى : يتفوا عليك .
الأستاذ : إنت قليل الأدب . 
المحامى : أكدب عليك ؟
الأستاذ : لأ يابنى .. هو كلامك صح بس كان ممكن تصلحها شوية .. طريها .
المحامى : حضرتك اللى علمتنا ده .. طول عمرك بتقول الصراحة الصراحة هى اللى بتجيب الراحة .
الأستاذ : وقلت كمان النطح قباحة .. (يثور ويشير بيده منذرا) .. وقلة أدب كمان وأنا هاأوريك .
(يهم بإمساكه ليضربه فتدخل الزوجة )
الزوجة  : جرى لكم إيه .. بتاكلوا فى بعض زى الديوك .
المحامى : تعالى شوفى ياخالتى ..
(يقاطعه الأستاذ )
الأستاذ : إبن أختك بيغلط ويقل أدبه .. 
الزوجة  : لأ .. عيب قطع لسانه .
الأستاذ : (للمحامى واضعا إصبعه على فمه) .. هس إخرس .. ولا كلمة .
الزوجة  : إخرس ياواد وخلى عندك أدب .. ده مهما كان جوز خالتك .
الأستاذ : وإنتى عصفورتى اللى ربنا أكرمنى بيها .. وقادر إنه يزيدنى .
المحامى : ها يعمل لك فيها إيه ؟
الأستاذ : يبارك لى فيها .. يخليها إتنين . 
الزوجة  : ربنا يبارك لى فيك إنت يابو حمادة .. طول عمرى أقول عليك راجل طيب وإبن حلال .
الأستاذ : سبحان مغير الأحوال .. أنا بقيت طيب وإبن ...
الزوجة  : طول عمرك ياخويا ، هو بس الدنيا لما بتضيق .. غصب عننا بنتفَش بكلمتين ومن هنا ورايح الدنيا هاتبقى حلوة .. ومش هاتحتاج فش .
الأستاذ : انتى اللى كنتى بتتفَشى مش أنا ؟ .. انا ماتفَشتش .
الزوجة  : إتفَش ياخويا .. مين يتفَش يعنى لما إنت ماتتفَشش ؟ .. إنت دلوقت كبير ويحق لك الفَش .
الأستاذ : عايز مفَشة .
الزوجة  : نجيب لك مفَشة ياعينيه .. (تخاطب ابن اختها) .. روح ياواد ياغريب شوف بتتباع فين وهات له أحسن مفَشة.
المحامى : هى جاية لوحديها ياخالتى .. صبرك شوية .
الزوجة  : شكلها إيه المفَشة دى ياواد ياغريب ؟
المحامى : حلوة ، وبتمشى .
الزوجة  : آلى ؟
المحامى : لأ ، لحم .
الزوجة  : أى حاجة المهم يتفش .. خلاص يابوحمادة أهى المفَشة جاية .. والأكل جاى هو كمان .. روق كده وزَقطط .
الأستاذ : يعنى أقوم أتنطط ياولية ؟
الزوجة  : لو عايز تتنطط .. إتنطط .
الأستاذ : ياولية احنا داخلين على نقلة تاريخية ، وعايزين نكون قد المسئولية .
الزوجة  : طبعا يابوحمادة .. أنا ممكن أساعدك وأشيل معاك .. 
الأستاذ : دى مسئولية كبيرة ماتقدريش عليها .
الزوجة : جربنى .. سيب لى موضوع القبض والصرف ، وإنت شايف أهه .. ممشية البيت على سنجة عشرة .
الأستاذ : شوفى ياأم حمادة .. أنا شايف إنك تعبتى معايا كتير , وشيلتى هم كتير ، ولازم أكافئك .
الزوجة  : أصيل يابوحمادة .. مكافأة ياغريب .. (ترفع سبابتها للأستاذ) .. طلع الفلوس اللى مخبيها .
الأستاذ : شوف الولية .. تقلب فى ثانية .. إنتى مكافأتك ترتاحى .. إرتاحى خالص وعيشى اليومين اللى فاضلين لك فى حتة حلوة بعيد .. بعيد قوى خالص .. وكل اللى تحتاجيه هاتلاقيه من غير تعب ولا تشغلى بالك بحاجة .
المحامى : تطنشى يعنى .   
الزوجة  : أطنش على إيه ياواد ؟
الأستاذ : كل حاجة .. خليكى فى نفسك وصحتك وبس ، إرتاحى وسيبى لى الباقى ، وربنا معانا .
الزوجة  : ربنا يعينك ويقويك .. شايف ياواد ياغريب قلبه عليّ .. إتعلم علشان لما تتجوز ياخايب تبقى تقول لمراتك الكلام الحلو ده .
الأستاذ : إتفضلى إنتى إعملى ترويشة إنتى وعيالك .. شوية نضافة وكلام من ده .  
الزوجة  : البيت نضيف وزى الفل أهه .. هاننضف إيه تانى ؟
الأستاذ : تِنضفى إنت وعيالك .. طلعى الفرش الجديد والهدوم بتوع العيد علشان هاييجى لنا ناس نضيفة .. وحتى لو جانا حد مش نضيف يلاقينا نضاف .. إبنك بقاله ست شهور ماخدش حمام ياهانم .. وفيه حاجة إسمها مشط بيسرحوا به شعرهم اللى زى الليفة .. (يشير إلى رأسها) .
المحامى : عندك حق ياأستاذ .. الواجهة زى الزفت .  
الزوجة  : نص ساعة نلمعها ونخليها فلة .. راجعة لك على طول .
الأستاذ : ماترجعيش .
الزوجة  : ليه ياراجل ؟
الأستاذ : أصل إحنا عايزينها تلمع قوى ، قوى .. نص ساعة مش هاتكفى .. وبعد ما تخلصى .. إرتاحى . 
الزوجة  : يريح قلبك يابوحمادة ، وينصرك على مين يعاديك ، ويبعد عنك ولاد الحرام .
(تتجه الزوجة  نحو الباب)
المحامى : إنت حلو أهه .. أمَال مالك مع الجو ؟   
الزوجة  : (تتوقف الزوجة وتلتفت إلى المحامى) .. جو إيه ياواد ؟
الأستاذ : جو الحنان اللى إحنا فيه .. بيحسدنا ياستى .
الزوجة  : (تفرد كفها الأيمن فى وجه المحامى) .. النهاردة الخميس ، تلاقيك طالع زى أمك أم عين مدورة .
المحامى : معقول أحسدك ياخالتى .  
الزوجة  : طيب صلى على النبى فى قلبك .. من شر حاسد إذا حسد ..
(تخرج الزوجة  من الباب)
الأستاذ : يابنى إمسك لسانك .. هاتودينا فى داهية .
المحامى : حاضر .. أنا مش عارف إنت إتجوزتها إزاى .  
الأستاذ : اللى حصل بقى .. عليه العوض ومنه العوض .
(يظهر التوب عند الباب)
التوب : الدكتورة ياريس ومعاها مسترماكس .    
الأستاذ : قوام كده .. توب صحيح ياتوب .
التوب : إحنا مريدينك ياريس .. أدخلهم ؟
الأستاذ : إركن مسترماكس دلوقت .. هات لى الدكتورة بسرعة .
التوب : (يستدير محدثا من وراء الباب) .. تفضلى يادكتورة .. وإنت خليك فى الصالون لما الريس يطلبك .
(تدخل الدكتورة وتتجه نحو الأستاذ لتسلم عليه)
د.أنهار : إزيك أستاذ .. عامل إيه ؟
الأستاذ : (ينظر إليها وهو مسمر فى مكانه) .. هه ؟ 
المحامى : بتقول عامل إيه ياعم الحاج ، إتمهمز شوية ، مش كده .
الأستاذ : (يدير رأسه نحو المحامى) .. هه ؟  
د.أنهار : إزيك ياأستاذ ..
الأستاذ : (يدير رأسه نحو الدكتورة) .. هه ؟  
المحامى : الراجل إتهبل ، بس والله العظيم عنده حق .. إنسية دى وإلا جِنية ؟
الأستاذ : حورية ياغريب .
المحامى : حقك .      
د.أنهار : (للمحامى) .. إزيك ياأستاذ غريب ؟
المحامى : هه ؟
د.أنهار : إزيك .
المحامى : هه ؟
الأستاذ : وبعدين يازفت إنت ؟ .. رد السلام وإجرى هات لنا حاجة نشربها . 
المحامى : هه ؟
الأستاذ : هات لنا شاى .   
د.أنهار : مالوش لازمة ياأستاذ .
الأستاذ : إزاى يادكتورة .. إحنا هايجينا أعز منك ؟
المحامى : خلاص .. أقعد أتفرج .
د.أنهار : أوكى نشرب شاى .
الأستاذ : الشاى ياغريب .. قوام .. (يشير بيده نحو الخارج) .
المحامى : (يتراجع بظهره نحو الباب ناظرا للدكتورة) .. شاى إيه ؟ .. قول هات شربات .. سحلب فتلة .    
د.أنهار : كلك ذوق ياغريب .
الأستاذ : إخلع بقى علشان كده غلط .
المحامى : (يستدير إلى الباب ليخرج) .. ماشى ياشقاوة .   
د.أنهار : (تقترب من الأستاذ وتمد يدها لتسلم فيمسك بها) .. عملت إيه ياأستاذ ؟ 
الأستاذ : لسة .. بس هاأعمل .    
د.أنهار : ربنا يقويك ياأستاذ .. ومن ناحيتى أنا من إيدك دى لإيدك دى .
الأستاذ : ده أنا اللى .. 
د.أنهار : ده إنت أمل الإنسانية اللى كانت مستنياه . 
الأستاذ : (بصوت خافت) .. وإنتى أمل أمل الإنسانية .   
د.أنهار : على فكرة مسترماكس كان ..
الأستاذ : سيبِك منه دلوقت .. خلينا هنا .   
د.أنهار : بيقول إن معاه أخبار جديدة .
الأستاذ : هو ده وقته ؟ .. (يعتدل ناحية الباب) .. ياتوب .
التوب : (يظهر على عتبة الباب) .. أوامرك ياريس .
الأستاذ : تعالى .
التوب : (يتقدم نحو الأستاذ) .. أمرك يابوالناس .
الأستاذ : إيه رأيك فى المسترماكس ؟
التوب : مش حلو .     
د.أنهار : مش حلو فى إيه ؟
التوب : فى كل حاجة .
الأستاذ : أيوة .. كل حاجة إيه بقى ؟
التوب : ده أصله من الآآآآآآآ .. وولاؤه للآآآآآآآ .. ثم إنه مفيش حد بيوصل للمنصب بتاعه إلا إذا كان آآآآآآآآ .    
د.أنهار : أنا كمان سمعت إنه آآآآآآآآآ ؟ 
الأستاذ : يبقى راجل مالوش أمان ولازم نستعمل معاه الآآآآآ .. كده ياتوب وإلاآآآآ .
التوب : اللى تشوفه يارياسة .
الأستاذ : هاته .. وأنا هاشوف الآآآآآ. 
(يخرج التوب لإحضار مسترماكس)
د.أنهار : خليك حريص وإشترى منه .
الأستاذ : بكام ؟
د.أنهار : قصدى نخليه يقول اللى عنده .. نخرره .
الأستاذ : نخرره .
د.أنهار : ولازم يحس إنك قوى ومتمكن .
الأستاذ : انا قوى ومتمكن .
(يدخل التوب يتبعه مسترماكس يحمل حقيبة بيده)
التوب : مسترماكس ياريس .
مسترماكس : هاللو بروفيسير .. هاو آر يو .
الأستاذ : فاين .
التوب : أى أوامر تانى ياريس ؟
الأستاذ : شكرا ياتوب .. بس خلى بالك من الآآآآآ .
التوب : أوكى .. أوكى .
(يخرج التوب)
مسترماكس : إيه دى الآآآآآآآ ؟
الأستاذ : ده سيم بينى وبينه مش لازم تعرفه .
مسترماكس : أنا لازم أعرف كل حاجة .. علشان أعمل حسابات .
الأستاذ : إنت تعرف كل حاجة .. وتعمل حسابات .. منظر أنا .. طيشة ماليش لازمة .. (يرفع يديه رافعا صوته منفعلا) .. إيييييييييه . 
مسترماكس : إيه حصل بروفيسير .. ليه إييييييه ؟
الأستاذ : انا أعمل حسابات .. إنت مش تعمل حاجة . 
مسترماكس : آز يو لايك .. نو بروبلم .
الأستاذ : (فى صوت عالى) .. أيوة .. مش عايز أى بروبلم .
مسترماكس : أوكى بروفيسير .. من غير زعل حبيبى .
الأستاذ : (يميل ناحية الدكتوره) .. حلوة الحماشة دى ؟
د.أنهار : حلوة .. (تشير إليه بقبضتها رافعة الإبهام) .
مسترماكس : يطلع إيه حماشة بروفيسير ؟
الأستاذ : ده سيم بينى وبينها مش لازم تعرفه .. إنت قول اللى عندك .
مسترماكس : أنا قصدى خد وإدى فى الكلام .. سوا سوا .
الأستاذ : نتكلم مع بعضينا ؟
مسترماكس : سوا سوا .
د.أنهار : (تقترب من الأستاذ وتكلمه بصوت خافت) .. خليك تقيل .  
الأستاذ : (يضغط بقدميه على الأرض ويحركهما كما لو كان يرقص) .. أهه .. وأهه تانى .. حلو كده ؟
مسترماكس : إيه فيه بروفيسير ؟
الأستاذ : تُقل .
مسترماكس : (بصوت عالى) .. عايزين نشوف مصير عالم .
الأستاذ : (صارخا) .. إخرس .. إوعى تعلى صوتك .
مسترماكس : أوكى بروفيسير .. آسف .. آسف .  
الأستاذ : أهو كده .. نشوف بقى مصير عالم .
مسترماكس : (يخرج من حقيبته ورقة يقدمها للأستاذ) .. دى بلاد أعلن إستسلام .
الأستاذ : (يتناول الورقة وينظر فيها ثم ينظر إلى الدكتورة) .. شفتى ؟ .. خر من الحماشة .
(يدخل المحامى حاملا صينية الشاى ويضعها على المكتب)
المحامى : الشاى بتاع المزاج العالى ..  
مسترماكس : (يخرج من حقيبتة حلقة معدنية بها مفاتيح كبيرة) .. ودى مفتاح بلاد أعلن إنضمام .
الأستاذ : (يناول الورقة للدكتورة أنهار) .. لو سمحتى يادكتورة سجلى دى .. وإنت ياغريب خد منه مفتاح بلاد أعلن إنضمام .
مسترماكس : نو نو نو .. بروف هو اللى يستلم مفتاح . 
الأستاذ : وهو البروف هايعمل كل حاجة ؟ .. خد منه ياغريب .
المحامى : صح ، إنت هاتعمل إيه وإلا إيه .. ثم إحنا لازمتنا إيه ؟ 
مسترماكس : عندك حق بروف كل واحد شوية شغل .. إحنا لازم نعمل نظام .
الأستاذ : إنت إدى له مفتاح .. أنا أعمل نظام .
(يمد مسترماكس يده بالمفاتيح للمحامى)
مسترماكس : إتفضل مفتاح أستاذ .
الأستاذ : (يشير للمحامى بيده) .. تمم المفاتيح على الليستة  .. أحسن يكون مدكن بلد .
المحامى : علم ياريس .
مسترماكس : يطلع إيه مدكن دى بروفيسير ؟
الأستاذ : يعنى مخنصر .
مسترماكس : يطلع إيه مخنصر دى بروفيسير ؟
المحامى : شافط .. لاهط .
مسترماكس : برضه مش فاهم .. كلام شكله مش كويس بروفيسير .
الأستاذ : لأ شكله كويس .. إنت اللى مش فاهم .
مسترماكس : نونونو .. إنت تقصد أسرق مفتاح ؟ 
الأستاذ : نو نو نو .. قصدى إنسى مفتاح فى جيبك ده (يشير إلى جيوبه) .. وإلا جيبك ده .. وأنتم ناس فى الأمانة مش محتاجين وصاية . 
مسترماكس : شكرا بروفيسير .
المحامى : التاريخ يشهد لكم .
مسترماكس : شكرا محامى (يشير للمحامى بقبضة يده تأييدا) .. إنت إعرف إحنا ناس دوغرى .. واحد كلمة , مش إرغى إرغى .
الأستاذ : وإنت حاليا .. مش إرغى إرغى .
مسترماكس : سورى بروفيسير .. مش عارف ليه إرغى إرغى .
المحامى : عادى .. هى الناس لما تبقى حلوة .
مسترماكس : ناس حلوة , بساط أحمدى .. تطلب إرغى إرغى .
المحامى : ياسلام ياخواجة بقى لو دخنت معانا سيجارة .. مش تبطل إرغى .
مسترماكس : نونو .. نو سيجارة .
المحامى : طيب تاخد باك ؟
مسترماكس : (متعجبا) .. معايا الباك بتاع أنا ، آخد باك تانى ليه ؟ .. باك ورا وباك قدام .. (يشير بيديه للخلف والأمام ) .
المحامى : لا ياخواجة باك من السيجارة .. تخليك آخر تمام .
الأستاذ : ياواد الباك عندهم حاجة قلة أدب مش زى الباك بتاعنا .
مسترماكس : هو الباك بتاع إنت غير الباك بتاع أنا ؟
الأستاذ : طبعا .. باك بتاع إحنا مختلف .
مسترماكس : (ينظر إلى الأستاذ والمحامى من ظهورهم ) .. دى زى دى , فين مختلف ؟
الأستاذ : هو قصده باك دخان ياخواجة .
المحامى : باك دخان تشربه تنزل كلام .
مسترماكس : نونونو .. باك نزل حاجات ريحتة قرف .
الأستاذ : كفاية هزار ياغريب , خليك معايا ياخواجة .
مسترماكس : معاك بروفيسير .
الأستاذ : (يشيربيده نحو الخارج) .. الدنيا عاملة إيه بره .
مسترماكس : فوضى .. خراب .
الأستاذ : خراب ؟ .. ياتوب (ينادى التوب الذى يدخل مسرعا) .
التوب : أوامرك ياريس .
الأستاذ : (يمد يده للتوب) .. ناولنى الجهاز ياتوب علشان أطلع بيان .
(يخرج التوب الجهاز ويضغط عليه بضع ضغطات ويمد يده به للأستاذ)
التوب : إتفضل .. تدوس فى الحتة دى .
الأستاذ : أدوس قوى ؟
التوب : يتكسر .. 
الأستاذ : أدوس بالراحة .
التوب : زى ماعملت المرة اللى فاتت .
الأستاذ : إحنا طلعنا كام بيان قبل كده يادكتورة ؟
د.أنهار : إتنين .. متسجلين إتنين .
الأستاذ : (يضغط على الجهاز) .. بيان رقم تلاتة من القيادة العامة للبنى آدمين .. تحية لكل الناس .. مؤيدين ومعارضين .. خلصنا المفاوضات والمناقشات .. حوار تكلل بالخير .. لذلك على الجميع اتباع أساليب راقية لإعلان التأييد .. والرفض أيضا .. لا للعنف .. بالحب .. وزى ما قلت قبل كده , إعملوا زى الناس اللى تحت .. هاتوا لحمة .. وإعملوا فتة ، وكله ياكل .. واللى مش لاقى ياكل ييجى عندنا .. الخير كتير والحمد لله .. وإنا على الدرب مسرعين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
(يرفع الأستاذ يده بالتحية ويغلق الجهاز ويناوله للتوب ويسأل مسترماكس) 
الأستاذ : حلو بيان ؟
مسترماكس : حلو بيان . 
د.أنهار : حلو بس ؟ .. دى بلاغة .
الأستاذ : إنتى أبلغ .. وربنا يبلغنا المراد والمبتغى .. (يشير للدكتورة أنهار ) .. سجلتى البيان يا دكتورة ؟
د.أنهار : بالحرف .
الأستاذ : يابخت التاريخ .. بيتكتب بصوابعك الرقيقة .
  (تدخل الزوجة  تتهادى وهى ترتدى بلوزة وبنطلون وقد أسدلت شعرها ووضعت ماكياج عشوائى ثقيل)
الزوجة  : حلو كده يابو حمادة ؟ (تتوقف وتستدير ) .. يوه ياراجل مش تقول إن عندك ناس ؟
الأستاذ : أنا مش قلت لك خليكى جوه ؟ 
المحامى : إيه الحلاوة دى ياخالتى .
الزوجة  : (تتمايل) .. إيه رأيك ياواد ؟
المحامى : وهى دى عايزة سؤال .. يابختك ياجوز خالتى .  
مسترماكس : مين دى ؟
الأستاذ : دى ؟ .. أقول له إيه ؟ .. دى مدير هنا .
مسترماكس : مدير هنا .
الأستاذ : بتعمل كل حاجة . 
مسترماكس : كل حاجة كل حاجة ؟
الأستاذ : كله .. تطبخ وتغسل وتمسح .. وهى اللى بتجيب العيال كمان .
مسترماكس : تجيب عيال منين بروفيسير ؟
الأستاذ : بتعملهم على إيديها ياخواجة .. يدوى .
الزوجة  : سيبه لى أنا أفهمه ، بص ياخواجة أنا المدام ، والراجل الحليوة ده يبقى جوزى .  
الأستاذ : (يشير إلى نفسه ثم إليها) .. حليوة ووحيشة .
المحامى : وتبقى خالتى ياخواجة ؟
مسترماكس : أهلا وسهلا مدام (يقترب منها مادا يده ليسلم عليها) .. ده شرف كبير نشوف مدام .
  (يهم بتقبيل يدها فتسحبها الزوجة  بسرعة مبتعدة)
الزوجة  : عيب عليك ياخواجة .
مسترماكس : مش عيب مدام ، إتيكيت بيقول بوس .
الزوجة  : قدام الراجل بتاعى ؟ 
مسترماكس : يس .. عندنا بوس المدام إحترام .
الأستاذ : دى ناس ذوق .. إديها له خليه يحرم بوس .
مسترماكس : احنا نحب ذوق كتير بروفيسير .. ممكن أبوس ؟
الأستاذ : لأ ياخواجة إحنا عندنا دى قلة أدب .. لكن لو مصمم خدها معاك وإنت ماشى .
مسترماكس : أعمل بيها إيه بروفيسير .. خليها لك .
المحامى : بس إيه الحلاوة اللى انتى فيها دى ياخالتى ؟
الزوجة  : الدنيا إتغيرت ياواد ولازم إحنا كمان نتغير .
المحامى : (للأستاذ) .. هنية لك ياعم البلدى وحلاوته .. المفروض بقى تسيب لى اللى بالى بالك .
الأستاذ : بالى بالك إيه يابنى ؟
المحامى (يشير برأسه نحو الدكتورة) .. الغزال . 
الأستاذ : تموت .. يبقى آخر يوم فى عمرك ياغريب .
الزوجة  : ماله الواد ده ؟
الأستاذ : بيتريق عليكى ياستى .
الزوجة  : سامعاه بيقول غزال .. أمال لو ماكنتش خالتك كنت هاتقول إيه ؟
المحامى : ياخالتى ..
الأستاذ : (شاخطا بصوت عالى) .. إخرس قليل أدب .. حد يقول على خالته ..؟
مسترماكس : غزال حلو بروفيسير . 
الأستاذ : إحنا عندنا غزال عيب ياخواجة ، زى بوس بالضبط .
الزوجة : بتعيب فى خالتك يابن تفيدة ؟
المحامى : والله العظيم مش عليكى ياخالتى .. أنا كان قصدى ..
الأستاذ : هاتموت ياغريب .. إسكت .. هس . 
مسترماكس : إسكت غريب ، بلاش كلام عيب ، دى مدام بتاع بروفيسير لازم إحترام كتير .
الأستاذ : سامع الخواجة .. إحترام كتير ، مش تقول غزال .
الزوجة  : أصل لسانه زفر ومش متربى .. أمه زيه كده على فكرة .
الأستاذ : مش قدام الأجانب ياولية .
الزوجة  : خلاص ياخويا (تلتفت للدكتورة) .. إزيك يادكتورة ، جيتى إمتى .
د.أنهار : من حوالى نص ساعة .. إنتى عاملة إيه .
الزوجة  : مالحقتش أعمل حاجة .. بس إطّمنى الأكل بيستوى تحت .
الأستاذ : أكل إيه ياولية ؟
الزوجة  : الفتة واللحمة .. إنت مش قلت ..
الأستاذ : إنسى بطنك شوية .. إحنا بنكتب التاريخ .
مسترماكس : يس مدام ، بصوابع رقيقة بتاع دكتورة .. (يوجه الكلام للأستاذ) .. تمام بروفيسير ؟
الأستاذ : ليه كده ياخواجة ؟
مسترماكس : مش إنت قلت صوابع رقيقة بتاع دكتورة ؟ 
الأستاذ : غيّر ، وبلاش شغل الصهاينة ده .. مش هايجيب معانا .. وبعدين إحنا رجالة , رجالة قوى .. وما يهمناش من أى حد .. (يشير لزوجته) .. صح يابنت .
الزوجة  : صح ياخويا ، راجل وسيد الرجالة .. قطع لسان اللى يقول غير كده .
الأستاذ : إتبّط ياخواجة .. إحنا مش بنخاف من النسوان زيكم .
المحامى : خلى بالك منه ياخالتى .
الزوجة  : فى عينى من جوة .. ربنا يحميه ويخليه لىّ .
الأستاذ : وللناس المطحونة .. والمركونة .. 
الزوجة  : طبعا ياخويا ، يحميك ويخليك ليهم ، إنت دلوقت أبوهم . 
المحامى : والله العظيم انت محظوظ إن خالتى دى مراتك .. بقها بيطلع درر .
الأستاذ : دى شيلتنى هم كل الناس .. خلتنى أبوهم .. بس فكرتنى بحاجة ضروية ، علشان نكتب التاريخ صح .
مسترماكس : بصوابع رقيقة بتاع دكتورة بروفيسير ؟
الأستاذ : عايزها تولع إنت .. كفاية فتنة .
المحامى : إحنا جعنا .
الأستاذ : زمان الأكل إستوى .. روح ياتوب خليهم ..
التوب : لأ ياريس .. البروتوكول الأمنى .. ثم إننا مانضمنش يكون فيه حاجة فى الأكل .. و.. 
الأستاذ : يعنى مفيش لحمة ؟
التوب : لازم يتكشف عليها .  
المحامى : إكشف .. وخلصنا .
التوب : مفيش أجهزة تحليل هنا .. هانبعتها المعمل يتكشف عليها .
الزوجة  : أقوم أحمر البطاطس أحسن .. شكلنا مش وش لحمة .   
مسترماكس : نو بطاطس مدام .. إحنا ممكن مش إبعت معمل .
التوب : التوب قال نكشف يبقى لازم نكشف .
مسترماكس : إنت هات لحمة وأنا أوريك إزاى تكشف .
المحامى : هات ياتوب يمكن ينفع .. أحسن من البطاطس .
الأستاذ : نجرب ياتوب .. ما هو كمان مش كل ما تجينا لقمة نبعتها للكشف .. دى على ماتيجى تكون حمضت .. روح ياتوب .
التوب : اللى تشوفه ياريس .
(يخرج التوب لإحضار الطعام)
الأستاذ : إكتبى يادكتورة .. وثيقة تاريخية جديدة .. إنتى بترقميها ؟
مسترماكس : أيوة ياأستاذ مسلسل برقم وساعة وتاريخ .
الأستاذ : قرار رقم .. لأ إستنى يادكتورة .. إلغى القرار .
د.أنهار : ليه ياأستاذ ؟
الأستاذ : أنا عايز مسميات جديدة .. 
المحامى : نخترع كلام جديد ؟
الأستاذ : نخترع .. ليه لأ ؟ .. عايزين ننسى الماضى وكلامه .
المحامى : شغل الجهبذة ياريس . 
الأستاذ : إلغى إلغى الريس والملك والزعيم .. إمسح كله ، أنا عايز مسميات جديدة .. إحنا غيرنا الأمن وخليناه الدرع .. (يشير نحو الزوجة ويوجه حديثه للدكتورة) .. المدام قالت أبو الناس كلها .. إيه رأيك دكتورة ؟
الزوجة  : حلو ياخويا .. أبو الناس كلها .
الأستاذ : إيه رأيك يادكتورة ؟
الزوجة  : قلت لك حلو يابوحمادة .
الأستاذ : يامدام أنا عايز أسمع وجهات نظر أخرى .
الزوجة  : إسمع ياخويا .. وطرطق ودانك كويس .
د.أنهار : إختيار معقول .. وإن كنت أفضل أبوالناس .. بس (بصيغة تأكيد) .
الزوجة  : بتقول لك معقول .. زى مايكون مش عاجبها .
المحامى : طبعا معقول .. إنت أبو الناس وخالتى أم الناس زى أم المصريين .. عليكى نور ياخالتى .
الأستاذ : سجلى يادكتورة وحطى إسم الدرع كمان وما تقَفليش .. عايزين نحط الأسماء كلها فى قرار واحد .. (يرفع يمناه ويهزها يمنة وشمالا) .. لأ عايزين نغير كلمة قرار .... (يهرش فى رأسه) .. القرار يخوف تحس إنه هايناولك فى وشك .. أنا عايز ألغى الخوف من القاموس .. بس نخليها إيه ؟.
مسترماكس : إلغى بروفيسير إلغى .
الأستاذ : بالحب ياخواجة .. إنت لما بتوصى واحد بيقبل منك الكلام حتى لو غُلط .. ليه ؟ .. لأنه حاسس إن قلبك عليه .
مسترماكس : بلوتيكا بروفيسير .. هات لنا كلام جديد .
الأستاذ : نخليها وصية .. وصية رقم واحد وإثنين .. وصايا .
المحامى : لعلع يامولانا لعلع .. وصايا .. حاجة مبروكة وكلها بركة .  
د.أنهار : هانغير أسماء تانى ؟
الأستاذ : كله .. حكومة وزارة هيئة .. كله كله .. وعايز أهم حاجة ، إسم جديد يجمع الدول المنضمة للنظام بتاعنا . 
المحامى : قول ياجهبذ .. قُسِم براحتك .
الأستاذ : دولة الشبع .. سجلى يادكتورة .
د.أنهار : حاضر .
الأستاذ : يحضر لك الخير .. وعايزين نعرف هانمشيها إزاى ؟
المحامى : أنا تحت أمرك .. سيب لى الشغل كله وأنا أدورها لك .
الأستاذ : هى كشك سجاير يابنى ؟ .. دى إحنا بقينا أكبر بلد فى العالم .. إنت ماشفتش الليستة .
الزوجة  : ماتشيلش هم حاجة يابوحمادة .. سيبها لى أنا ، وإنت مجربنى وشايف البيت ماشى إزاى .. كل اللى عليك إنك تسلمنى الفلوس ومالكش دعوة بحاجة أبدا , أمشيها لك زى الساعة .
  (يدخل الإبن حمادة ويتجه نحو والده)
الإبن : أبو الناس والمدام أم الناس وأنا كأنى مش موجود .. إفتكرونى بإسم حتى .. هو أنا مش ابنكم .. والا إذا جالك الحظ طوفان حط عيالك تحت رجليك .. وبعدين أنا الوريث بتاعك اللى هايمشى الشغل بعد عمر طويل .
الزوجة  : صح يابو حمادة .. إدى له إسم .. وشغله معانا بدل قعدته فى البيت .. حتى يجيب مصاريفه ، ويبقى تحت عينينا .
الأستاذ : (يهرش فى شعره مفكرا) .. إبن أبوهم .. يعنى أخوهم .. إنت أخ الناس .
المحامى : والله العظيم جهبذة .. (يشير بيده للأستاذ) .. شايف ياخواجة . 
مسترماكس : شايف حبيبى .. شايف .. فيه إيه جهبذة دى ؟
المحامى : كده غلط .. خلى بالك إنت ممكن تتقطع هنا ، إحنا حلوين مع الحلوين .. (يضع يمناه على جيب بنطلونه الخلفى) .. ومش هاتكلم معاك بالبُق بعد كده ، واخد بالك ؟
الأستاذ : مالك ياخواجة .. مش عاجبك جهبذتى وإلا إيه ؟
مسترماكس : عاجب الأم بتاع أنا .. ودلوقت عايزين كنترول على البلاد . 
الأستاذ : المفاتيح بتاعتها عندنا .. هو فيه كنترول بعد المفاتيح ؟
مسترماكس : باور بروفيسير .. سيطرة .
الأستاذ : من دلوقت مفيش سيطرة .. إنسى اللى كان قبل كده ياخواجة .
مسترماكس : تبقى فوضى بروفيسير .. لازم الناس تخاف .
الأستاذ : حد يخاف من أبوه ؟ .. ده أنا أبوهم ..  واحد منهم يحترموه ، مش عو يخافوا منه .
مسترماكس : إفرض واحد قليل أدب .. إنت إعمل إيه ؟
المحامى : بالجزمة .. وبعدين مش إحنا اللى حد يقل أدبه علينا ..
الأستاذ : قليل الأدب ياخواجة لو بيحبك .. شوف انت بقى .. 
مسترماكس : شوف إيه بروفيسير ؟
الأستاذ : حد هايقل أدبه على حد بيحبه ؟ .. خلينا فى اللى بعده .
د.أنهار : محتاجين توجيه وسائل الإعلام .
مسترماكس : مهم دى دكتورة .. حاجات إشغل ناس .. أغانى .. (يتراقص) ..  مزيكا وكله يرقص .
الأستاذ : إنتم بتحبوا الرقص قوى ؟  
مسترماكس : مش حب الرقص .. محتاجين إشغل ناس بروفيسير , خلى الناس ترقص .. وإنت فكر .
الأستاذ : كلامك مظبوط ياخواجة .. الناس لو فكروا هايوجعوا دماغنا وتلاقى كل واحد شايف له شوفه .
المحامى : أهم حاجة الدماغ .. ودى بقى بتاعتى أنا ، زى مراكز الأكل المجانية اللى هنعملها للناس نعمل غرز مجانية .. اللى يضرب نفسين هايلاقيها حلوة .. يفكر ليه ؟
الأستاذ : كفاية هيافة وكلام فاضى .. إكتبى يادكتورة .. طلب حكماء . 
د.أنهار : أمرك .. 
الأستاذ : أنا عايز ناس تعرف تشغل دماغها .
المحامى : حداقة يعنى .. (يشير لمسترماكس) .. دى بقى جهبذة والا مش جهبذة ياخواجة ؟
مسترماكس : جهبذة دى من كلام قديم ؟
المحامى : صح ياخواجة .
مسترماكس : يبقى مفيش جهبذة .. شوف إسم جديد حبيبى .
الأستاذ : خلينا فى مجلس الحكماء يادكتورة ، عايز أسماء وترشيحات .. إكتبى توصية حالا وإنشريها .
د.أنهار : ننشر الطلب من غير شروط أو مواصفات ؟
الأستاذ : لأ دول لازم يتنقوا على الفرازة .. دول الصفوة اللى هاتتكتب فى التاريخ .
مسترماكس : بصوابع رقيقة بتاع .. (يشير ناحية الدكتورة) .. وإلا إكتب بصوابع تخينة بتاع أنا ؟
الأستاذ : بص ياخواجة .. صوابع بتاع دكتورة ، رقيقة وتتلف فى حرير .. تتلحس كمان .. عندك إعتراض ؟ 
مسترماكس : نونونو .. دى مجرد إختيارات .. (يشير إلى الدكتورة) .. فيه صوابع (يرفع يمناه ويهز أصابعه) .. وفيه صوابع .
الأستاذ : قلت لك احنا رجالة قوى .. ومايهمناش من أى حد .. (يميل بوجهه نحو زوجته) .. صح يابنت ؟
الزوجة  : صح ياخويا .. إنما الخواجة قصده إيه ؟ .. كل شوية صوابع الدكتورة .. لو عاجبينه ياخدهم  .
الأستاذ : بتقولى إيه ؟ 
الزوجة  : باين عليه بيحب صوابعها يابو حمادة .. ماتجوزها له , يابخت من جمع راسين فى الحلال .
الأستاذ : على جثتى .. قال أجوزها له قال . 
الزوجة  : ليه ياراجل ؟ .. مش أحسن مايغلطوا .. دول الغلط عندهم ساهل .. ويعملوا لنا فضيحة هنا .. وإلا إنت شايف إيه ؟
الأستاذ : أصل الخواجة متجوز وعندهم هى واحدة ومايقدرش يتجوز عليها . 
المحامى : (يشيرإلى نفسه) .. أنا عندى فكرة ياخالتى .. أنا هنا .. بصى لإبن أختك حبيبك .
الزوجة  : بس دى كتير عليك ياواد ياغريب .
المحامى : خسارة فى إبن أختك ياخالتى ؟
الزوجة : يابنى إيش جاب لجاب .. دى حلوة قوى .
الأستاذ : خسارة فيك إنت  وأهلك .. خلينا فى المجلس .
مسترماكس : خلينا فى المجلس .. أنا يشرفنى الإنضمام لمجلس حكماء .
الأستاذ : قدم السى فى بتاعك للأستاذ غريب .
المحامى : والمرفقات .
مسترماكس : تطلع إيه دى مرفقات ؟
المحامى : مؤهلات دراسية .. شهادات خبرة .. شهادات مرضية .. شهادة من واحد صاحبك ..
الأستاذ : بيضربوها ياغريب ، أنا مجهز لهم إختبارات ، وكشف هيئة كمان .
المحامى : جهبذة ياناس .. شفت الأستاذ دماغه راحت لحد فين .
مسترماكس : أوكى بروفيسير .. بس أنا زعلان كتير .
الأستاذ : ليه .. كفى الله الشر ياخواجة .
مسترماكس : أنا أقدم سى فى بروفيسير ؟
المحامى : ومرفقات كمان .
مسترماكس : (يضم قبضتيه فاردا سبابتيه ويقربهما) .. إحنا سوا سوا .
الأستاذ : شوف ياخواجة .. أنا عرفتك إمبارح بس .. ثم أنا عايز أقضى على الواسطة والمحسوبية .. مش يمكن يتقدم حد أحسن منك ؟
مسترماكس : لسة ربنا مش خلقة .. شوف بروفيسير .. أنا .. أنا ..
(يدخل التوب ومن خلفه أربعة رجال يحمل كل منهم صينية كبيرة مغطاة , يوقفهم صفا فى المواجهه)
التوب : الأكل وصل يابوالناس .
الأستاذ : حد حط فيه حاجة ؟
التوب : مش عارفين ياريس .. ورينا ياخواجة هاتكشف إزاى .
مسترماكس : (يشير إلى حاملى الطعام) .. كل واحد من دول ياكل من على دماغه  .. إذا مات , مش ناكل منه .
المحامى : صايع بجد .  
الأستاذ : يعنى الناس دى تموت بدل مننا ؟
مسترماكس : المهم إحنا نعيش . 
الأستاذ : بس ده حرام .
الزوجة  : حكمتك يارب .. اللحمة قدامنا ومش قادرين نمد إيدينا .
الأستاذ : البطاطس المحمرة مش أحسن ؟
الزوجة  : إتصرف يابوالناس .. أنا مش قادرة أصبر .. شامم الريحة ، والله العظيم لحمة.. ياراجل شوف لك صِرفة أحسن أرقع بالصوت .
الأستاذ : أتصرف إزاى ياولية ؟ .. مفيش غير إنك تاكلى وتمخمخى ، ولو ليكى نصيب فى حاجة هاتشوفيها .. كلى .
(يدخل الضابط المتواجد على باب المنزل ويقف قرب الباب ويكلم التوب)
التوب : فيه ناس تحت عايزين يقدموا طلبات للمجلس يابوالناس .
الأستاذ : قل لهم يرتاحوا على ما ناكل لقمة .. أكلوهم على مانخلص . 
الضابط : حاضر يافندم .
(يهم الضابط بالخروج فيستوقفه الأستاذ)
الأستاذ : إستنى ياضابط .   
(يستدير الضابط نحو الأستاذ)
الضابط : نعم يافندم .
الأستاذ : مش إنت الضابط اللى قال لى هات قفاك ؟
المحامى : هو إبن ال .. 
الضابط : دى كانت هفوة وحضرتك سامحتنى .. مش حضرتك سامحتنى ؟
الأستاذ : طبعا سامحتك .. قل لى .
الضابط : نعم .
الأستاذ : أكلت وإلا لسة ؟
الضابط : لسة يافندم .. هو معقول آكل قبل منك ؟  
الأستاذ : معقول قوى ، وعلشان تتأكد إنى سامحتك ، هاتاكل قبل منى .
الضابط : مايصحش يافندم .
الأستاذ : يصح .
الضابط : كده كتير علينا يافندم .
الأستاذ : ده حقك يابنى .. شايف صوانى الأكل دى ؟
الضابط : آكل كل ده ؟
الأستاذ : مش كله ، من كل صينية ملعقة وحتة لحمة .. (يشير بيده للتوب) .. هى اللحمة كتير ياتوب ؟
التوب : كتير ياريس .
الأستاذ : كُل يابابا كُل .
(يتجه الضابط ليتناول الطعام من الصوانى واحدة تلو الأخرى حتى يصل للأخيرة ويعتدل نحو الأستاذ)
الضابط : كويس كده ؟
الأستاذ : شبعت ؟
الضابط : لسة يافندم .
الأستاذ : طبعا .. خد كمان لفة .
الضابط : تانى ؟
الأستاذ : تانى علشان تتأكد إنى سامحتك خالص . 
(يتناول الطعام من الصوانى واحدة تلو الأخرى حتى يصل للأخيرة فيعتدل نحو الأستاذ)
الضابط : آخد كمان لفة ؟
الأستاذ : لأ .. كده مش هايفضل لنا حاجة .. إستنى شوية لما نشوف هايحصل إيه .. إنما هى حلوة ؟
الضابط : جميلة .. لفة تانى ؟ 
الأستاذ : لأ كمل أكلك تحت ، الناس دى عايزة تأكل هى كمان .
الضابط : أمرك يافندم .
(يخرج الضابط)
الأستاذ : وهكذا تم المراد من رب العباد .. وكشفنا على الأكل .. ممكن تتفضلوا على السفرة وتاكلوا بالهنا والشفا .. إتفضلى يادكتورة (يشير بيده نحو الباب) 
الزوجة  : إتفضلوا ياجماعة .. إنتوا أصحاب بيت .. إتفضلوا .
المحامى : شفت الجهبذة ياخواجة .
مسترماكس : شفت ياحبيبى شفت .
(يخرج الجميع ويسدل الستار)

                                       الفصل الثانى

يفتح الستار على مكتب الأستاذ .. يدخل الأستاذ يتبعه المحامى ثم الدكتورة ومسترماكس يليهم التوب الذى يقف بجوار الباب 
الأستاذ : (يرفع يده بالدعاء) .. الحمد لله رب العالمين .. اللهم أدمها نعمة وإحفظها من الزوال  . 
(يستمر الأستاذ ومن معه حتى يتوسط الحجرة فيقترب منه مسترماكس)
مسترماكس : بما أننا بقينا بنحكم حوالى نص العالم .. 
الأستاذ : (بأعلى صوته فى غضب) .. من أنتم ؟ 
مسترماكس : (يشير إلى الأستاذ بسبابته) .. أنتم ، أنتم .. 
الأستاذ : (فى صوت هادئ مشيرا بإصبعه علامة النفى) .. ولا نحن .. (يعلوا صوته) .. خلاص مفيش حكام .
مسترماكس : كده تبقى فوضى .
الأستاذ :  بص ياخواجه .. لما يبقى كل الناس واكلة وشبعانة .. هايعملوا غلط ليه ؟
التوب : (يضع يده على أذنه التى بها سماعة يتواصل بها مع رجاله) .. المرشحين خلصوا أكل يابوالناس .
د.أنهار : مش كنا نجهز للمقابلات ؟
الأستاذ : جهز ياغريب .. كل اللى تقول عليه الدكتورة يجهز .
المحامى : كله كله ؟
الأستاذ : بالحذافير .
المحامى : وهى تكتب على الكمبيوتر ؟
مسترماكس : بصوابع .. (يشير نحو المحامى) .. صوابع إيه محامى ؟
الأستاذ : حرير يتلف فى حرير ، يتخاف عليه من الهوا الطاير ، إنت باين عليك ماتعرفش فى الصوابع ياخواجة .
مسترماكس : نونونو بروفيسير .. إنت اللى مش شفت صوابع .. عندنا كله صوابع حرير .. حرير .. حرير .
الأستاذ : واحنا عندنا كله كله ، حرير وقطن وخيش .. عندكم صوابع خيش ؟
مسترماكس : لأ مش عندنا صوابع خيش ؟
الأستاذ : تبقوا مش من مستوانا .
د.أنهار : حضرتك ..
الأستاذ : (يلتفت إليها فى سرعة) .. نعمين ياحرير .
د.أنهار : حضرتك مجهز إختبارات للمتقدمين ؟
الأستاذ : دى محطوطة ومضبوطة .. بس إنتى مش معايا إننا نقابلهم واحد واحد علشان ضيق المكان ؟
د.أنهار : بمناسبة الضيق أحب أفكر سيادتك إننا هانحتاج مكان لأعضاء المجلس .
الأستاذ : حبى .. قوى .
المحامى : القانون يعطينا الحق فى القصور الرياسية والملكية والإمبراطورية .. كله كله .. والمفاتيح معانا هنا .
(تدخل الزوجة وتقف بجوار زوجها)
الزوجة : يسلم بُقك يابن أختى .. خلينا نعيش بقى .
الأستاذ : لا لا لا .. أبو الناس لازم يعيش زى الناس ، لأ .. زى أقل الناس .. مش يمخمخ ويتفخفخ ويسيب بقية الخلق . 
د.أنهار : مازالت عندنا مشكلة المكان .
الزوجة : ياراجل ننقل فى حته حلوة .
الأستاذ : الحتت الحلوة بتغير الناس ياأم الناس .. والبغددة مش كويسه على النفس البشرية .. ثم أنا مش هاأسيب بيتى اللى شفت فيه أيام حلوة .. هى قليلة صحيح ، والأيام السوده كتير .. بس والله كان لها طعم .. وعشناها وعدت .
الزوجة : يعنى إنت مصمم على كده ؟
الأستاذ : (بصوت قاطع) .. مصمم .
الزوجة : طيب أنا عندى فكرة .
المحامى : قولى ياخالتى .. إفتينا .
الزوجة : ناخد الشقة اللى جنبنا ، ونفتح الشقتين على بعض ونعيش بقى ياخويا .
الأستاذ : لأ ياهانم دى صاحبها راجل فتوة ومراته بيئة .. لا لا لا مش ناقصين مشاكل .
المحامى : ماحدش يقدر يعمل معانا مشاكل .. والقانون يعطينا حق الإستيلاء عليها للمنفعة العامة .. (يرفع سبابته ملوحا بيده اليمنى) .. قانونى .
الزوجه : إستولى عليها والنبى يابوحمادة .. أقله نرتاح من القلق اللى عاملاه لنا ولسكان الشارع .. أنا نِفسى أغمض عينى كده وافتحها ألاقى الناس دول غاروا بعيد عننا .. 
د.أنهار : فكرة مش بطالة .
الأستاذ : والله هى فكرة مش بطالة .. نخلى الإدارة فيها ، ويبقى البيت جنب الغيط .. (يلتفت إلى التوب) .. إنت شايف إيه ياتوب ؟
التوب : إنت عينى اللى بتشوف ياأبو الناس . 
الأستاذ : تعرف تتصرف فى الموضوع ده ؟
التوب : إنتهت يابوالناس .
الأستاذ : وعايزك تفتح هنا باب .. (يشير نحو الحائط الأيمن) .. هنا كده .. وبالراحة .. ماتشيلناش ذنوبه .
التوب : إنتهت يابوالناس .
(يخرج التوب والزوجة ويدخل إثنان من رجاله ليضعوا ستارة على الحائط فى الموضع الذى سيتم فتح الباب فيه على الشقة المجاورة)
مسترماكس : فيه عندنا واحد مشكلة بروفيسير .
الأستاذ : قول ياخواجة .. أنا عارفك بتاع مشاكل .
مسترماكس : الناس فى بلاد أعلن إستسلام عاوز أكل .
الأستاذ : ياكل ياخواجة .. ويشبع كمان .
مسترماكس : منين حبيبى ، دى بلاد تعبانة .. على الحديدة .
المحامى : كله كله .. مفيش واحد شبعان ؟
مسترماكس : جعان محامى .. كله جعان .
الأستاذ : لا ياخواجة .. كله هاياكل ويشبع .. وأنا من موقعى هنا أعلن قيام دولة الشبعانين .. سجلى يادكتورة .. إكتبى .  
مسترماكس : بصوابع ..
الأستاذ : حرير ياخواجة .. وبطل شغل الصهاينة .. (يشير للتوب منذرا) .. التوب أهه .
مسترماكس : من غير صوابع . 
المحامى : مايقدرش ، دى حاجة فى الدم .
الأستاذ : بإذن واحد أحد مش هايبقى عندنا بنى آدم جعان .. شفت التاريخ لما يعيد نفسه .. دولتين عظميين فى العالم .. (يشير إلى نفسه) .. دولة الشبعانين وهم دولة الجعانين .
مسترماكس : شبعانين منين بروف ؟
الأستاذ : نبعت لهم لهم فتة ولحمة ورز من اللى تحت عندنا .
المحامى : عندنا فين ؟ .. ده يادوب يكفى الناس اللى تحت ..
مسترماكس : مطلوب فلوس كتير .
الأستاذ : (يرفع الأستاذ يده وينفخ صدره) .. توصية من أبو الناس بقيام دولة الشبعانين ونوصى بتوجيه كافة الموارد لإنتاج الطعام .. وإنشاء مطاعم وعربات طعام متنقلة .. ببلاش من غير فلوس .. سجلى يادكتورة ويُعمل به فى جميع البقاع التابعة لنا .
مسترماكس : مش كفاية بروفيسير .
الأستاذ : ماتقاطعش ياخواجة .. ببركة ربنا هايكفى .
مسترماكس : الناس عايزة حالا مش هاتصبر على ما المسئولين يشكلوا لجان ، ويعملوا دراسات ، وياخدوا قرارات .. وإنت عارف الإجراءات .
الأستاذ : سهلة ياخواجة .. نطلق حملة تبرعات .. وأنا عن نفسى متبرع بكل ماأمتلك من حطام الدنيا . 
المحامى : وأنا كمان متبرع بكل ماأمتلك .
الأستاذ : هو إنت حيلتك حاجة ياصايع ؟
المحامى : يعنى إنت اللى .. ماتخلينا ساكتين .
الأستاذ : (بغضب) .. تصدق إنت عيِل قليل الأدب .. وناقص تربية .
د.أنهار : أنا عندى مبلغ فى البنك ..
الأستاذ : (تخفت حدة الصوت) .. يادكتورة ، يادكتورة .. إنتى إشتغلتى وشقيتى بالقرشين اللى حيلتك بلاش إنتى .
مسترماكس : بلاش علشان خاطر الصوابع بروفيسير .
الأستاذ : خلينا فيك إنت ياخواجة .. عندك كام ، وهاتتبرع بكام ؟
مسترماكس : نو نو بروف .. عض قلبى ولاتعض رصيدى .  
الأستاذ : مش هاتنفعك ياخواجة .. (ينظر ناحية الباب حيث يقف التوب) .. ياتوب .
التوب : (يتقدم التوب ناحية الأستاذ) .. أبوالناس . 
الأستاذ : إنت مش قلت لى خدنى وأتوب على إيدك ؟ 
التوب : حصل يابوالناس .
الأستاذ : وعلشان ربنا يقبل منك التوبة لازم تتطهر .
التوب : أتطهر إزاى يابوالناس ؟
الأستاذ : (بصوت عالِ رافعا يمناه) .. تنفق ما كسبت يداك .. لما ربنا يسألك جبت فلوسك منين ؟ .. هاتقول من قتل النفس التى حرم الله فى الدين والقانون والأخلاق والحاجات والمحتاجات يارجل ياطيب ؟
التوب : صح يامولانا .. قل لى أعمل إيه .. ولك منى السمع والطاعة .
الأستاذ : طهر نفسك من الفلوس اللى كلها دم  .. (يشير بيمناه نحو التوب ليقترب ناحيته) .. قرب هنا .
التوب :  (يقترب التوب حتى يكاد يلتصق بالأستاذ) .. حاضر .
الأستاذ : بس كده هاتدوسنى ، هات دماغك .. (يحنى رأسه فيضع الأستاذ يده اليمنى على رأس التوب) .. على ركبك . 
(ينزل التوب على ركبتيه) 
الأستاذ : (يتمتم فى بصوت خافت) .. بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم ياتواب .. (يغمغم) .. اللهم ياأواب.. (يغمغم) .. اللهم ياغفور .. (يغمغم وهو يدير رأسه يمنة وشمالا) .. اللهم تقبل عبدك التايب النايب .. هو صحيح كان نايبة كبيرة .. وذنوبه أكبر .. لكنك غفور رحيم .. اللهم تقبل .. اللهم تقبل .. (يرفع يمناه عن رأس التوب ويرفعها عاليا).. قوم ياتوب أنت من الأطهار .
المحامى : مبروك الطهارة ياتوب .
(يرفع التوب رأسه ويمسك بيد الأستاذ ليقبلها فيسحبها منه)
الأستاذ : أستغفر الله العظيم .. عيب عليك ياطاهر .
التوب : مش عارف أرد جميلك إزاى .. أمرك .
المحامى : الملايين اللى معاك تجيب بيهم أكل لأخواتك اللى مش لاقيين ياكلوا .
التوب : أمرك يابوالناس أنا ورجالتى كمان .
المحامى : وأى حد عايز يتطهر .. عايزين نطهر الناس .
التوب : عينى يابوالناس .
الأستاذ : طهرهم ياتوب ، إنت المسئول ، وشوف لى حد كويس علشان يتولى حسابات التطهير .
المحامى : أنا .. أتولى أنا يابوالناس .
الأستاذ : أنا قلت حد كويس .
المحامى : يعنى مش أنا ؟
مسترماكس : (يرفع يده طالبا الكلام) .. برفيسور .. 
الأستاذ : ولا إنت .. أوحش من ستى إلا سيدى .. ناس تاكلها والعة وعايزين هم اللى .. 
مسترماكس : أنا ممكن ..
الأستاذ : إنت هاتتولى الإتصال بالجهات اللى هاتتطهر .
مسترماكس : شغلى ده وبس بروفيسير ؟ .. أنا إمكانياتى ..
الأستاذ : خد كمان العلاقات العامة .
المحامى : والله العظيم كتير .. مش هايفضل لنا إحنا حاجة كده .
مسترماكس : أنا واحد من ..
الأستاذ : إنت مستشار خاص لأبو الناس .. روووح .
مسترماكس : مستشار فى إيه ؟
الأستاذ : أى حاجة .. مش أنت بتاع كله ياخواجة .
المحامى : كله كله .
مسترماكس : يس أنا بتاع كله كله .
(يرن جهاز المحمول الخاص بالتوب فينظر فيه)
التوب : المأمورية تمت يابوالناس .
الأستاذ : مأمورية إيه ياتوب ؟ 
التوب : المقر سعادتك .
الأستاذ : الشقة اللى جنبنا ؟
التوب : جاهزة للإفتتاح .
الأستاذ : عفارم عليك ياتوب .. (يشير ناحية الستارة) .. هاتفتحوا الباب هنا ؟ 
التوب : إتفتح يابوالناس .. ومنتظرين سعادتك تقص الشريط .
الأستاذ : أقص .. إنما كل ماتعملوا حاجة .. أقص ؟
التوب : مفيش أكبر منك يقص .
الأستاذ : لأ .. إحنا بنبنى عالم من أول وجديد .. أفضل ألف أنا على الحتت اللى بنعملها وأقص .. يابنى أنا أدوخ من كتر اللف .. لأ إحنا نلغى القص . 
التوب : البرتوكولات بتقول كل مانفتتح حاجة ييجى الكبير ويقص .
الأستاذ : إحنا بنخترع أساليب جديدة .. إنما علشان تعرف تقديرك عندى ياواد ياتوب أنا هاأقص المرة دى .
التوب : رضاك علينا أكبر تقدير .
الأستاذ : هات المقص ، قَصة علشان خاطرك ياتوب .. شفت التقدير ؟ 
المحامى : يارب إوعدنا .. إحنا مالناش أى تقدير .
التوب : (يخرج مقصا من حزامه ويناوله للأستاذ) .. إتفضل يابوالناس بإيدك اللى تتباس .
مسترماكس : بس صوابع مش حرير ..
(يتناول الأستاذ المقص ويتجه ناحية الستارة يتبعه التوب والمحامى ومسترماكس حتى يصل إليها وينظر خلفه ثم ناحية الدكتورة)
الأستاذ : شايفين العقل ؟ .. شايفين الرزانة ؟
المحامى : فين ؟
الأستاذ : (يشير للدكتورة) .. أهه .. كلكم مشيتم ورايا ، والدكتورة مكانها .. معلهش يادكتورة المرة دى علشان خاطر التوب .. والتوب غالى عندنا .. تعالى إنتِ قُصى .
د.أنهار : (تتجه ناحية الأستاذ الذى يتراجع ليناولها المقص) ... معقولة حد يقص وحضرتك موجود ؟
الأستاذ : وأى حد موجود كمان .
مسترماكس : قص بصوابع حرير علشان مش يوجع الشريط .
الأستاذ : شوف ياخواجة .. أى حاجة محتاجة صوابع يبقى الدكتورة .. الدكتورة وبس .
مسترماكس : أوكى اللى تشوفه بروفيسير .. أوكى . 
الأستاذ : وعلشان تستريح وتبطل غمزك ولمزك قرار من أبوالناس .
المحامى : هو إحنا مش لغينا كلمة قرار ؟ 
د.أنهار : وصية يابوالناس .
الأستاذ : وصية من أبو الناس .. تعيين الدكتورة أنهار مسئولة القص .. وأى حاجة تتعلق بالصوابع . (يوجه الكلام لمسترماكس) .. فيه إعتراض ؟.
مسترماكس : نونو .. نو إعتراض .
الأستاذ : باين عليك هاتغير دمنا ؟ .. بص .. (يشير إليه بسبابته فى غضب) .
مسترماكس : على إيه ؟
الأستاذ : إنت ماتتكلمش إلا لما أقول لك إتكلم .
مسترماكس : أوكى أبوالناس .. (يضع يمناه على فمه) .. نو كلام .
الأستاذ : والكلام ده يمشى على الكل .
مسترماكس : والدكتورة كمان ؟
الأستاذ : مش قلت ماتتكلمش ؟
مسترماكس : نو كلام .. (يضع يمناه على فمه ثم يرفعها) .. نو كلام .
المحامى : هو عايز يعرف الكلام ده يشمل .. (يشير برأسه نحو الدكتورة) .. الكل .
الأستاذ : طبعا لأ .. لأن الدكتورة مش الكل .. الدكتورة جزء لايتجزأ من .. من ..
مسترماكس : من إيه بروفيسير؟
الأستاذ : من الناس .. اللى لاحصلت ، ولا هاتحصل تانى .
المحامى : حقك .. بس خالتى لو عرفت اللى حصل .
مسترماكس : من حقها تعرف .
الأستاذ : فرمان عالى من أبوالناس بالقبض على غريب ومسترماكس ومحاكمتهم بتهمة تعكير المزاج العام وتدبير إنقلاب .
(يقفز التوب ويمسك المحامى ومسترماكس من قفاهم)
المحامى : أهون عليك ياجوز خالتى ؟ .. وأنا اللى كنت باقول عليك أبويا وأخويا الكبير .. وكل اللى ليا فى الدنيا دى ؟
مسترماكس : (يمد كلتا يديه نحو الأستاذ فى تذلل) .. إعدل مزاج بروفيسير .. نو تعكير .
الأستاذ : مادام خالته تعرف يبقى فيه تعكير .. يبقى فيه إنقلاب مفيش كلام .
مسترماكس : خلاص بروفيسير ، خالته مش لازم تعرف .
الأستاذ : وإنت ياغريب رأيك إيه ؟ 
المحامى : الرأى رأيك ياجوز خالتى .
الأستاذ : خلاص ياتوب علشان خاطر خالته .. (يتوجه للدكتورة) .. إتفضلى قصى ياقصاصة .
د.أنهار : شكرا .. (تمد الدكتورة يدها بالمقص وتقص الشريط وتزيح الستار عن الباب المؤدى إلى الشقة المجاورة فيصفق الأستاذ والتوب ويمتنع المحامى ومسترماكس فينظر إليهم الأستاذ فيصفقا) .
الأستاذ : تسلم إيدك يادكتورة .. (يشير بيده للمحامى ومسترماكس) .. شفتم القص ؟ .. حد منكم يعرف يقص القصة دى ؟ .. (يلتفت للدكتورة) .. إتفضلى ياقصاصة عايز أقعد أنا وإنتِ على المكتب نفكر ونتفكر . 
د.أنهار : إتفضل حضرتك .. (تشير بيدها تجاه المكتب) . 
الأستاذ : بينا على المكتب ياملهمتى .. (يشير ناحية المكتب) .. نُلهم بعضنا بعضا .
(يخطو الأستاذ والدكتورة نحو المكتب) 
المحامى : شايف ياخواجة . 
مسترماكس : مربرب حبيبى .. مربرب .
الأستاذ : بتقول إيه إنت وهو ؟
المحامى : عايزين نتلهم إحنا كمان .
الأستاذ : إنت تتلهى على عينك إنت وهو .. وبطلوا الحقد اللى مالى قلوبكم .
(تجلس الدكتورة على المكتب وتبدأ الكتابة على الكمبيوتر ويضع الأستاذ يديه على المكتب)
المحامى : المفروض الواحد يرضى بما قسم الله له .
مسترماكس : مش يكوش .
الأستاذ : (يلتفت إليهم ويشير إلى التوب) .. نرجع الفرمانات ونعمل الغلط ؟
المحامى : خلينا فى الصح يابوالناس .. بلاش الغلط .
الأستاذ : على مزاجك إنت وهو .. اللى عايز الصح هايلاقى صح والغلط مفيش أسهل منه ، وكل واحدد ذنبه على جنبه .. (يعتدل نحو الدكتورة) .. سجلى يادكتورة .. إكتبى التاريخ .
مسترماكس : إكتبى دكتورة ..
الأستاذ : بالصوابع الحرير .. صح ياخواجة ؟
مسترماكس : صح بروفيسير . 
الأستاذ : (يشير بيده نحو الباب) .. بعد إذنك يادكتورة أقضى حاجة  .
د.أنهار : إتفضل .
مسترماكس : حاجة إيه بروفيسير ؟
الأستاذ : حاجة فى نفسى .. (يشير إلى بطنه) .. إإح ياخواجة .
المحامى : على كيفك يابوالناس .
الأستاذ : فكرتنى بالكيف ياواد ياغريب .. (يقترب من المحامى ويضع كفه على فمه ويخاطبه بصوت خافت وهو يتلفت حوله) .. ناولنى فى الخباثة ، من غير ماحد ياخد باله .
المحامى : (بصوت عال) .. أناولك إيه ؟
الأستاذ : (بصوت خافت) .. من غير سياح أحسن أخلى التوب يتعامل معاك . 
المحامى : (يضرب كفا بكف) .. مفيش تانى ، خلصت ، بَح . 
الأستاذ : مش ممكن .. كده مش هانعرف نفكر .
المحامى : (يشير للدكتورة) .. خلى الغزال يلهمك .
الأستاذ : ياتوب .
المحامى : بلاش أهزر معاك ياجوز خالتى ؟ .. إنت تأمر وأنا أنفذ .
الأستاذ : نفذ .. (يضع يده على كتف المحامى ويسير به نحو الباب) .. وخلى بالك إنا عينتك مسئول الحاجات اللى فى الخباثة . 
المحامى : (يمد يده فى جيبه ويخرج علبة السجائر ويناول الأستاذ واحدة منها) .. فى الخباثة .
الأستاذ : خليك إنت هنا .. أنا رايح أقضى الحاجة .
(يخرج الأستاذ يتبعه التوب ويعود المحامى ويقترب من مسترماكس بينما تنهمك الدكتورة فى الكتابة)
مسترماكس : باين عليه هايفترى علينا .
المحامى : هو فيه أكتر من كده إفترا ؟
مسترماكس : وطى صوتك أحسن الدكتورة تسمع .. هى اللى غيرته .
المحامى : دى تغير التخين .
مسترماكس : إحنا كمان عايزين نغيره علشان المصلحة بتاعنا .
المحامى : نغيره إزاى ؟ .. هى عندها إمكانيات مش عندنا .
مسترماكس : إنت ممكن تملك الإمكانيات .
المحامى : (يشير إلى شعره ووسطه وردفيه وهو يتراقص) .. وها أجيب منين الإمكانيات دى ودى ودى ؟
مسترماكس : قصدى تكون إنت صاحب الإمكانيات .
المحامى : تيجى إزاى دى ياخواجة ؟
مسترماكس : إنت تتجوز الإمكانيات . 
المحامى : أتجوز الدكتورة ؟ 
مسترماكس : يس .
المحامى : بس أبوالناس بيحبها .
مسترماكس : يس .
المحامى : وهى ..
مسترماكس : هى بتحبك إنت .. أنا شفتها بتبص عليك .
المحامى : ياراجل !
مسترماكس : من تحت لتحت .
المحامى : وحياة أبوك ؟
مسترماكس : أيوه .. وبتقول آآآآه .. 
المحامى : بجد بجد ؟
مسترماكس : من تحت لتحت .
المحامى : يعنى .. ؟
مسترماكس : (يشيربسبابته) .. هى دى  .. يعنى .
المحامى : بس دى زى ماتكون مش حاسة إنى موجود .
مسترماكس : خايفة من أبوالناس ، إنما هى بتحبك حقيقى ، حرام عليك إنت .
المحامى : حرام إيه ياخواجة ؟
مسترماكس : حرام هى تتعذب وإنت سايبها لوحدها ، إنت لازم تقف جنب منها .
المحامى : أقف جنبها ؟
مسترماكس : وتقعد كمان فى الكوشة .. عريس وعروسة .
المحامى : وإنت تطبل .
مسترماكس : يس ، وكله يرقص ، وإنت جنبه جنبه .. (يقارب سبابتيه فيخطو المحامى نحو الدكتورة) .. رايح فين محامى ؟
المحامى : (يقلد حركة مسترماكس) .. رايح جنبه جنبه ؟
مسترماكس : شوية بولوتيكا حبيبى .
المحامى : البولوتيكا هات وخد أنما دى ماحدش يقول لها هاتى ؟ .. دى تاخد كل حاجة . 
مسترماكس : يطلع إيه كل حاجة حبيبى ؟
المحامى : كلى .. كلى على بعضى . 
مسترماكس : حاسس بيك .. وأنا مستعد أقف جنبك .
المحامى : جنبى جنبى .. (يقارب سبابتيه) .
مسترماكس : ونعمل زمبليطة ؟
المحامى : أصيل ياخواجة وأنا كنت فاكرك لامؤاخذة يعنى ..
مسترماكس : فاكر مش عندى قلب .
المحامى : أى والله ياخواجة .. بس إنت طلعت نبع حنان .
(يظهر التوب على الباب)
التوب : أبو الناس .
مسترماكس : (بصوت خافت) .. نكد .
المحامى : وعكننة ؟
(يدخل الأستاذ يتهادى وهو يتمتم بصوت خافت)
الأستاذ : تن تن .. ترى رى رى رى رن .. (يشير بسبابته إلى رأسه) .. كده صح .
مسترماكس : صح صحيح بروفيسير .
الأستاذ : صح صحيح إيه ياخواجة ؟
مسترماكس : تن تن .. ترى رى رى رى رن .
الأستاذ : فاهمنى إنت .
(يتجه ناحية الدكتورة يتهادى ، خطوتان للأمام وواحدة إلى الخلف ثم يدور حل نفسه)
مسترماكس : أون لاين بروفيسير .. أنا أبص للواحد ، أفهم على طول .
المحامى : (يميل ناحية مسترماكس) .. فهمت ترى رن ؟ .. مش طويلة حبتين ؟
مسترماكس : (بصوت خفيض) .. إحنا لازم ننفخ .
المحامى : هو بالونة ؟
مسترماكس : (يرفع يداه فوق رأسه) .. لبسه السلطانية ياعبيط .
المحامى : كتر خيرك ياخواجة .. أنا عبيط ؟
مسترماكس : (فى نبرة حادة) .. إنت عبيط وهو عبيط .. خرب العالم ومش هايعرف يلمه .
(يستدير الأستاذ نحو مسترماكس)
الأستاذ : إخرس .. خسئت ، أنا خربت العالم ؟
مسترماكس : مطلوب ضبط وربط وسيادتك ترى رى رى رى رن .
الأستاذ : عندك حق فى دى .. نعمل ضبط وربط ، وحقن وشفط .
مسترماكس : محتاجين رولز الناس تمشى عليها .
الأستاذ : هات لهم أحسن رولز .. رولز رويس ومرسيدس وشيفرولية كمان ؟
المحامى : قصده نظام .. قوانين وتشريعات .
مسترماكس : (يعتدل ناحية المحامى مشيرا إليه بسبابته) .. برافو محامى هو ده .
الأستاذ : نعمل نظام .. وقوانين .. والذى منه .. هات لى حد من المتقدمين يكون خبير فى النظم ياتوب .
التوب : أوامر أبوالناس .
(يتجه التوب نحو الباب المؤدى إلى الشقة المجاورة حتى يصل إلى الباب)
الأستاذ : رايح فين ياتوب ؟
التوب : أجيب الخبير يابوالناس .. (يشير نحو الباب) .. أنا إتحفّظت عليهم هنا .
الأستاذ : ماشى ياتوب .. بس عايزك تنقى لى واحد كويس .
التوب : أبوالناس طالب خبير نظم كويس .
(تتعالى أصوات الخبراء من الداخل فيشير التوب بإصبعه)
التوب : (يشير بيده لمن فى الداخل) .. لأ إنت شكلك وحش .. تعالى إنت .. لأ مش إنت ..  أيوه إنت تعالى .. خف نفسك .
(يدخل الدكتور نظيم خبير النظم رجل مكتنز قصير القامة يرتدى بدلة وكرافتة ويحمل فى يده حقيبة كبيرة ويتجه نحو الأستاذ)
نظيم : الدكتور نظيم خبير النظم .. السلام عليكم .
الأستاذ : وعليكم السلام .. مكانك .
(يتوقف ويشير بيده مستفسرا)
نظيم : أرجع ؟
الأستاذ : لأ .. (يشير بأصابع يمناه ناحية اليسار) .. لِف .
نظيم : ألِف .
الأستاذ : أيوه عايز أستعرض جميع الإتجاهات .
مسترماكس : تِست ده بروفيسير ؟ 
الأستاذ : (يدور حول الخبير) .. ده كشف هيئة ياخواجة .
المحامى : ومؤهلات وخبرة .. ده كرسى المجلس مش كرسى معسل .
 الأستاذ : أى واحد جايب واسطة يخلع قبل مايدخل هنا أحسن له .. أنا ماعنديش كوسة .
التوب : (يخاطب المتقدمين بالشقة المجاورة) .. خليكم معانا ياأساتذة .. الكوسة والواسطة يخلع .. الله الله الله .. باين عليها كلها كوسة ؟
الأستاذ : مشيوا كلهم ؟
التوب : كلهم .. لأ فيه كام واحد قاعدين .
الأستاذ : (يشير لنظيم بسبابته) .. إنت معاك واسطة ؟
نظيم : لأ . 
الأستاذ : (يشير لنظيم بأصابع يمناه ناحية اليمين) .. طيب لف كده .
نظيم : (يشير بأصابعه مقلدا الأستاذ) .. كده ؟ .. وإلا كده ؟ .. (يشير بأصابعه يسارا) .
الأستاذ : كده وكده .. واحدة يمين وواحدة شمال .
نظيم : (يلف يمينا ثم يسارا) .. واحدة يمين وواحدة شمال .
الأستاذ : كويس كويس .. قل لى ياخبير .
نظيم : لا إله إلا الله .
الأستاذ : جميل .. مادام بتعرف ربنا يبقى فيك الخير .
نظيم : الحمد لله .
الأستاذ : أجمل وأجمل .. فين مؤهلاتك وخبراتك وسى فيهاتك .
(يمد الحقيبة التى فى يده للأستاذ)
نظيم : دى آخر حاجة .. (يشير ناحية الباب) .. والباقى فى الشنطة الكبيرة بره .
الأستاذ :  مؤهلاتك مش هدومك .
نظيم : هنا سعادتك والباقى فى الشنطة الكبيرة بره .
الأستاذ : كتيرة للدرجة دى ؟ 
نظيم : سبع علوم والحق مهضوم .
الأستاذ : يعنى مفيش فيها دكتوراة من اللى  بيشتروها الأيام دى ؟ 
نظيم : كلها سليمة أصلى ، مفيش ورقة مضروبة .
الأستاذ : إنت على كده موهبة مدفونة ؟
نظيم : علشان باقول الحق .. (يضع كفه الأيمن فوق الأيسر يرفعا قليلا ثم يعيدها) .. مش باطبطب .
المحامى : قفل يعنى .. 
الأستاذ : دوغرى يامفتح ، وأنا عايز الدوغرى .. ياسلام على كام واحد زى ده .. (يشير الأستاذ للخبير بسبابته) .. إنت أول قفل يدخل المجلس . .
المحامى : وبدل مجلس الحكماء نسميه مجلس الأقفال .
الأستاذ : بتتريق ياغريب ؟ 
المحامى : أصل ال ...
الأستاذ : (فى غضب ونبرة حادة) .. لا أصل ولا فصل .. مش عايز أسمع صوتك تانى من غير إذن .. ولا بإذن كمان .. (يشير بسبابته إلى الخارج) .. وإطلع بره .
المحامى : يابوالناس أنا قصدى أفرفشك .. ضحك يعنى .
الأستاذ : ده وقت ضحك وفرفشة ؟ .. يابنى إحنا بنكتب التاريخ .. (يلتفت إلى مسترماكس) .. وبالصوابع اللى إنت عارفها ياخواجة .. ولازم نكون على قد الكتابة .
المحامى : ماشى يابوالناس .
الأستاذ : (يشيرللخبير) .. قل لى ياخبير ؟
نظيم : نعم .
الأستاذ : إنت شايف إيه ؟
نظيم : شايف آمال .
الأستاذ : بس ؟ .. مفيش غير البنت دى ؟ 
نظيم : يابوالناس أنا قصدى آمال فى المستقبل .. بمبى .
الأستاذ : ربنا يطمئنك .. بص ياسيدى عايز نظام يدير ويضبط الأعمال ويحققق لنا الآمال البمبى .
نظيم : عندى ،  فى الشنطة هنا (يشير إلى الشنطة التى يحملها) .
الأستاذ : عارف الهدف ؟ 
نظيم : عارف .. حضرتك أعلنته فى الأطروحة .  
الأستاذ : هو إيه ياخبير ؟
نظيم : كل الناس إخوة .
الأستاذ : غلط . 
نظيم : (يمد يده بالشنطة ويشير إليها بيده الأخرى) .. الأطروحة بتاعة سيادتك .
الأستاذ : إنت فهمت غلط .. الأخ ممكن يظلم أخوه إنما مش ممكن يظلم نفسه . 
نظيم : صح ، فى دى لك حق .
الأستاذ : يبقى كل الناس واحد .
نظيم : واحد .. بس مش شايف إن واحد دى واسعة حبتين ؟
الأستاذ : أنا عارف إنها واسعة بس ده هدف أسمى ، رسالة مقدسة ، وإحنا هانعمل اللى علينا ، واللى بعدنا بقى يكملوا .
نظيم : رسالة مقدسة .. ليهم حق الناس اللى تحت يقولوا عليك مولانا . 
الأستاذ : المهم إن اللى فى الشنطة ماينفعش ، خد لك جنب وإشتغل .. بس حط الهدف قدام عينيك .
نظيم : (يشير بيده نحو المكتب) .. ممكن أشتغل على المكتب ؟
الأستاذ : وجرسونيرة كمان ياخبير ؟ .. (يرفع يده وصوته) .. الفخفخة كانت زمان ياخبير .. (يشير بيده إلى المكتب) .. شايف المكتب ده اللى أنا مشتريه بالتقسيط ؟
نظيم : شايف .
الأستاذ :  شايفنى قاعد عليه ؟
نظيم : لأ .. قاعد عليه ست الحسن .
الأستاذ : ست الحسن ؟
نظيم : والجمال .. أصلى أنا إختلست النظر ساعة مادخلت .
الأستاذ : عندك نظر ، بس خلى بالك إنت جاى علشان تشتغل مش علشان تختلس النظر .
نظيم : نشتغل وبس يابوالناس .
الأستاذ : فخفخة بَح .
نظيم : بَح يابوالناس .
الأستاذ : إختلاس نظر وبصبصة بَح .
نظيم : بَح يابوالناس .
الأستاذ : وخلى بالك دى نقطة سودا إتحطت فى ملفك .. (يشير إليه ثم إلى نهاية الغرفة) .. روح خد لك كرسى ووشك للحيطة وإشتغل .. يامختلس .
نظيم : اللى تشوفه يابوالناس .
(يتجه نظيم ناحية الركن ويجلس على كرسى مواجها الحائط)
الأستاذ : إشتغل ياخويا .. عايز نظام مايخرش الميه .      
(يضع نظيم الشنطة على رجليه ثم يعتدل ويسأل الأستاذ وهو يشير إلى الكرسى المجاور له) 
نظيم : ممكن .. أحط عليه الشنطة و .. أشتغل ؟ 
الأستاذ : كده كتير ياخبير .
نظيم : معلهش يابوالناس .. علشان أعرف أشتغل .
الأستاذ : خد الكرسى .. بس كُله إيه ؟
نظيم : واحد يابو الناس .. واحد فقط . 
(يتوجه الخبير ليقرب الكرسى إليه ويخرج جهاز كمبيوتر عبارة عن شاشة تعمل باللمس)
الأستاذ : أحسنت ، خلص لى نظام الأكل الأول أحسن الناس جعانة وعايزة تأكل .. قال إخوة قال ، إحنا هانلغى الأخوية . 
نظيم : نعمل لها نظام دى كمان ؟
الأستاذ : إعمل .. إلغاء الأخوية هى الحل ، شوف ياخبير لما يبقى كُله هو كُله .. (يشبك أصابعة يديه ورفعهما قرب ذقنه) .. كُله هايحب كُله . 
نظيم : ولو إنى مش فاهم حاجة إنما متهيأ لى كلامك صح ، مش معقول ها تقول كلام أى كلام .
الأستاذ : (يشير بسبابته نحو الخبير) .. مضبوط ياخبير ، فاهمنى إنت ؟
نظيم : طبعا يابوالناس .. فاهم .
الأستاذ : طيب فاهم إيه ياخبير ؟
نظيم : إنت عايز .. (يقلد حركة تشبيك الأصابع) .. كُله يبقى كُله .
الأستاذ : وماحدش يكره حد .
نظيم : حضرتك فاضى أجيب الكرسى وأقعد جبنك .. ونحكى .
الأستاذ : نحكى إيه ياخبير .. شوف شغلك .. وعايز إنجاز .. قال نحكى قال .
(يجلس نظيم على كرسيه ويأخذ فى التعامل مع كمبيوتره)
نظيم : (بصوت خافت) .. ماهو إنت اللى عمال لُكلك لُكلك . 
الأستاذ : ياتوب .
التوب : أوامرك يابوالناس .
الأستاذ : بلاش أوامر خليها طلبات .. مش قلنا نغير الكلام القديم . 
التوب : طلباتك يابوالناس .
الأستاذ : هات لى واحد من اللى عندك .. كوسة لأ .
التوب : إتفضل ياأستاذ .. أيوه تعالى .
(يدخل البيو رجل نحيف طويل القامة ، بلحية مدببة بيضاء ، يرتدى بالطو أبيض ونظارة وتبدو عليه علامات عدم الإتزان)
البيو : أنا سمعت إنكم بتغيروا الكلام .. آآآ .. نقول سلام عليكم ، وإلا إتغيرت ؟
الأستاذ : قول .. هو فيه أحلى من السلام .
البيو : البيو مهندس بيولوجى وعالم .. آآآ ..
الأستاذ : مش مهم الأسماء والألقاب .. (يشير بأصابع يمناه جهة اليمين) .. إدينى لفة يمين .. ( يعكس حركة أصابعه جهة الشمال) .. ولفة شمال .
البيو : (يرفع يديه عاليا ويدور يمينا ثم يسارا) .. واحدة يمين .. وواحدة شمال .
الأستاذ : ثابت .. ولاحركة .
البيو : (بصوت مرتعش) .. هو أنا مقبوض عليا وإلا حاجة ؟ 
الأستاذ : لأ دى إختبارات للمتقدمين للمجلس .. إنت مش متقدم ؟
البيو : آآآ .. آآآآ .
الأستاذ : إنت كنت رايح فين ؟
البيو : آآآ .. آآآ .
الأستاذ : (يقترب منه ويضع يده على كتفه) .. باين غلبان قوى .. إهدأ إهدأ .. 
البيو : أصلى أنا آآآ .. خفت .
الأستاذ : من إيه ؟
البيو : زى ماتقول كده ، آآآ .. هيبة بتشع منك .
الأستاذ : عارفها .. قل لى .  
البيو : آآآ .. أخاف تانى ؟
الأستاذ : أنت عبيط ؟
البيو : أبدا والله .. أنا بس عايز آآآ .. أديك وضعك .
الأستاذ : تبقى أيونجى .. يابنى أنا عايز الناس تحب مش تخاف .
البيو : أنا عملت كبسولات آآآ .. حب .
الأستاذ : شكلها إيه دى ؟
البيو : كبسولة عادية زى كبسولة المضاد آآآ .. الحيوى كده .
الأستاذ : ودى تعمل إيه ؟
البيو : تاخدها وخلال ربع ساعة آآآ .. تلاقى نفسك بتحب .. لوحدك .. أوتوماتيك .
الأستاذ : أوتوماتيك ؟
البيو : تحب أى حاجة ، ولو مالقيتش حاجة تحبها .. آآآ .. تحب على روحك . 
الأستاذ : جميلة دى .
البيو : وتفضل على كده أربعة وعشرين ساعة ، يوم بليلة .. وترجع للنكد تانى . 
الأستاذ : زى المخدرات يعنى ؟
البيو : يعنى ..  
الأستاذ : قل لى .
البيو : آآآ .. آآآآ .. 
الأستاذ : تقدر تقدم لنا إيه بهندستك البيولوجية ؟
البيو : آآآ .. كتير .. حضرتك تطلب وأنا أهندس .
الأستاذ : هو إنت مش مجهز حاجة .
البيو :  حاجات .. آآآ .. أنا ولا فخر أقدر أعمل من الفسيخ حكايات . 
الأستاذ : سيبك من الفخر وخليك معايا .
البيو : معاك ، إيه اللى إنت عايزه .      
الأستاذ : اللى عايزه أنا كاتبه فى الأطروحة بتاعتى .. قريتها كويس ؟
البيو : حتة منها ، آآآ .. مش كلها ياريس .
الأستاذ : روح للدكتورة أنهار خد لك منها طبعة وعايزك تذاكرها كويس .. (يشير بيده للدكتورة) .. والنبى يادكتورة إطبعى له الأطروحة .. وعايزها تتوزع على كل الأعضاء . 
(يرفع نظيم يده عاليا فيشير الأستاذ إليه)
الأستاذ : نعم .
نظيم : (يشير بيده ناحية الدكتورة) .. ممكن آخد ..
الأستاذ : خد .. وخلى بالك .. تحفظها صم .
نظيم : (فى دهشة) .. صم ؟
الأستاذ : ده الدستور الجديد .. اللى هايخلى الناس بنى آدمين .   
نظيم : (يتوجه نحو المكتب لأخذ النسخة من الدكتورة) .. آمين .
الأستاذ : ده النبراس بتاعنا .. عايزكم تفكروا بالنبراس .. تاكلوا بالنبراس .. تناموا بالنبراس .
مسترماكس : ونلعب به كمان بروفيسير .
الأستاذ : إلا دى .. اللى يلعب بيه ورا الشمس نوديه .
البيو : (يشير بيمناه للأستاذ) .. آآآ .. تيجى إزاى دى ؟
الأستاذ : تلتزم بما فيه وتخليه دايما قدام عينيك .. عايزك تحققه لى بفكرك وعلمك وعملك .
البيو : وجب .. و آآآ .. أعمل لك كمان من الفسيخ شربات .
الأستاذ : لما نشوف ياعم الأيونجى .
الأستاذ : روح خد نسختك وأقعد جنب أخوك بتاع النظم هناك ، وذاكرها كويس .
البيو : صم .
الأستاذ : هاتمتحن فيها خلى بالك .
البيو : ولايهمنى .. أنا آآآ .. أشوف الحاجة تلزق على طول .
الأستاذ : اللى بعده ياتوب .
التوب : حاضر يابوالناس .. (يرفع يده مشيرا داخل الحجرة المجاورة) .. إنت .. إنت ، أيوة إنت هو فيه غيرك ؟ .. تعالى هنا .
(يدخل الجنرال ويتقدم فى مشية عسكرية نحو الأستاذ ويتوقف أمامه ويؤدى التحية العسكرية)
الجنرال : جنرال أركان حرب قائد مخابرات دولة كلونونو .
الأستاذ : أولا .. بطلنا ناكل نونو نونو .. وثانيا لغينا الجيوش .. جاى تعمل عندنا إيش ؟ 
الجنرال : أنا بتاع المعلومات .. الشغل والحركات .
الأستاذ : أولا إحنا مش هانحارب حد .   
الجنرال : إحنا بنشتغل فى كل الظروف ، ولو حصل فى الأمور أمور ، بنتعامل قبل ماتحصل فى الأمور أمور .
مسترماكس : دول عندهم الأسرار كلها .. وهم اللى مشغلين الدولاب .
الجنرال : وكلامنا يمشى على الكبير .
الأستاذ : الكبير ؟
الجنرال : آه .. ممكن أخليه ينام من غير عشاء .. أجوعه .
الأستاذ :  دى بقى لأ .. ده تلاقى عنده جبال أكل .
الجنرال : أقول الأكل فيه سم زعاف .. (يشير بيده مستفسرا) .. ياكل ؟
الأستاذ : طبعا لأ .. 
الجنرال : إحنا السواقين .. كُل ماتاكلش .. روح الحتة دى ، وماتروحش الحتة دى .. إمشى من الطريق ده .. (يشير بيده يمنة ويسارا) .. وماتمشيش من الطريق ده .
الأستاذ : وهم سايبينكم ؟
الجنرال  :  زى الحلاوة .. (يميل نحو الأستاذ واضعايده قرب فمه) .. أصلهم عارفين إننا عارفين .
الأستاذ : عارفين إيه ؟
الجنرال  : كل حاجة ياأستاذ ، الحلو والوحش ، الصح والغلط .. فاهمين الفولة .
الأستاذ : ماسكين عليهم زلة يعنى ؟
الجنرال  :  مش بالضبط .. العملية تتلخص فى إنه بيمثل دور علشان يبقى فيه شكل ونظام .. إنما .. (يرفع سبابته) .. إحنا اللى .
الأستاذ : سايقين .
الجنرال  : أقل لك على الكبيرة بقى ؟
الأستاذ : قل .. إطربنى .
الجنرال  : لو واحد منهم فى يوم عمل دماغ ، شرب له كاسين ، أو ضرب له نفسين ، وختم بطاجن عكاوى من اللى قلبك يحبه .. وحب يتكلم مع المدام كلمتين .
الأستاذ : تتكلم إنت بداله . 
الجنرال  : لأ .. أنا أقدر أخليه مايفتحش بقه .. وينام كمدا .
الأستاذ : عارف يالئيم .. هاتقول له المدام فيها سم زعاف .
الجنرال  : غلط .. ماهو شايفها مش ماسكة مصارينها اللى بتتقطع . 
الأستاذ : (يشير بيده للجنرال مستفسرا) .. إيه ؟ .. هاتعمل إيه ؟
الجنرال  : فى دى بقى نقول .. المدام مفخخة .
الأستاذ : ليه ياراجل حرام عليكم .. كده يعُط بره .
الجنرال  : ومنعا للعط هانقول كل النسوان مفخخة .. وممنوع الإقتراب منعا باتا .
الأستاذ : ولايقترب قيد أنملة .. وتبقى ليلة سودا على الناس كلها . 
الجنرال  : فيه واحد هايموت علشان يقول كلمتين ؟
الأستاذ : (ينظر بإتجاه الدكتورة أنهار وفى صوت حنون) .. فى حالة واحدة بس . 
الجنرال  : مش للدرجة دى .. ده موت يافندم .
الأستاذ : أنا مش أعارف أضمك لمجلس الحكماء ليه .
الجنرال  : هاتحتاجنى صدقنى .. أنا بتاع المعلومات والعمليات المستحيلة .. بتاع الميشن إمبوسيبل .. مش حضرتك بتتفرج على أفلام .
الأستاذ : المستحيلة ، بتعملوها إزاى بقى ؟
الجنرال  : هى مش مستحيلة مستحيلة .. إنما إحنا بنقول عليها كده .
الأستاذ : وبتقولوا عليها كده ليه ؟
الجنرال  : تجميل .. نيولوك .
الأستاذ : بتعملوا لها ماكياج .
الجنرال  : هى مستحيل حد يعملها  .. تقدر تقول عمليات قذرة ، لتنظيف القذارة طبعا .. بس إحنا شغلنا نضيف .
الأستاذ : طبعا .. ناس نضيفة إنتم .
الجنرال  : أصل الغلطة عندنا معناها موت .. مفيش عندنا أى .
الأستاذ : ولما هى عمليات قذرة بتعملوها ليه ؟
الجنرال  : شُغلنا هو المحافظة على النظام وإستقراره .. وده يستلزم العمليات دى لتنظيف القذارة .. بنخاطر بروحنا ونعملها .
الأستاذ : ومش بتخافوا ؟
الجنرال  : (يؤدى التحية) .. تفانى فى الواجب يافندم .
الأستاذ : وياترى لو إشتغلت شغلانة تانية .. هاتتفانى كده ؟
الجنرال  : مادام الواحد هايشتغل لازم يتفانى .. دى جينات فى الدم يافندم .. صفات مجبولين عليها .
الأستاذ : وكل اللى شغالين فى الجهاز مجبولين ؟
الجنرال  : (يؤدى التحية) .. كلهم جبلات ياأفندم .
الأستاذ : ولو إن جِبلتك مش مريحة ، إنما عاجبنى تفانيك ، بس مش عارف أشغلك معانا إيه ؟
د.أنهار : بعد إذن سيادتك .. يشتغل فى تجميع المعلومات اللى بناء عليها نقدر ناخد قراراتنا .
الأستاذ : (يلتفت إلى الدكتورة ويرفع سبابته اليمنى) .. ماتقوليش سيادتك .
د.أنهار : آسفة .. نسيت يابوالناس .
الأستاذ : (يهز سبابته اليمنى للدكتورة) .. ولاتتأسفى كمان .
د.أنهار : (تشير بيدها مستفسرة) .. أعمل إيه ؟
الأستاذ : قولى لى يااا .. شاورى .. قال سيادتك قال .
د.أنهار : مايصحش .. ده إنت القدوة والكبير ولك كل تقدير .
الأستاذ : مجرد وجودك هو التقدير والود والحنية .. والمشاعر الشاعرية .. (يقوم الجنرال  بإخراج جهاز الكمبيوتر من جيبه ويشرع فى الكتابة فيشيرإليه الأستاذ) .. بتكتب إيه ياأخينا إنت ؟
الجنرال  : (يرفع كفه لأعلى ويشير به كالطائرة) .. معلومة طايرة .. (يشبر بيده ناحية الدكتورة ثم إلى الأستاذ) .. رايحة جاية .. (يضم قبضه) .. قمت إقتنصتها  .
الأستاذ : بتاع مخابرات صحيح .. (يهز يمناه مستفسرا) .. تطلع إيه المعلومة دى ؟
الجنرال  : (يرفع يمناه عاليا وفى نبرة قاطعة) .. لا ياأفندم دى أسرار الشغل . 
الأستاذ : مش أسرار ولا حاجة .. قل قل .
الجنرال  : كده يبقى تسريب معلوات ياأفندم .
د.أنهار : ياجنرال خلى بالك إنك بتكلم أبو الناس . 
الأستاذ : (يبتسم ويشير بيده نحو الدكتورة) .. سامع الكلام ، ثم إنك جاى تشتغل عندنا .
الجنرال  : مش لما أشتغل عندكم الأول .
الأستاذ : شغلناك .. بس يكون فى معلومك ، كل المعلومات تعرضها علينا .
الجنرال  : فيه معلومات إحنا بنحتفظ بيها علشان نعرف نسوق .. (يمثل بيديه الإمساك بعجلة القيادة وتحريكها) 
الأستاذ : كان زمان ياحلاوة .. إحنا اللى هانسوق .. (يقلد حركة القيادة) 
الجنرال  : (يؤدى التحية العسكرية) .. سوق يافندم ، على مهلك علشان فيه مطبات قدام .
الأستاذ : هاتقول (يشير ناحية الباب) .. وإلا تمشى ؟
الجنرال  : أصلها أسرار خاصة قوى .. 
الأستاذ :  قوى قوى ؟
الجنرال  : (يشير بسبابته نخو الأستاذ) .. تخصك إنت . 
الأستاذ : (يقترب من الجنرال  ) .. أنا ؟
الجنرال  : (يشير للأستاذ ليقترب أكثر) .. هات ودنك .
الأستاذ : (يقرب أذنه من الجنرال ) .. خد .
(يهمس الجنرال  فى أذن الأستاذ ويقوم ببعض الحركات بيديه ويشير نحو الدكتورة) . 
الأستاذ : لا ياراجل .
الجنرال  : هات ودنك تانى .. (يعيد الهمس فى أذن الأستاذ) .. والعملية بقت زى ماإنت عارف .
الأستاذ : مش ممكن ؟
الجنرال : دى حاجة مستحيلة .. أغشك يعنى ؟
الأستاذ : شوف لك تصريفة .. ده إنت بتاع العمليات المستحيلة ؟  
الجنرال : أتصرف إزاى ؟ .. مش لما أستلم الشغل الأول ؟
الأستاذ : شوف شغلك ، إنت إستلمت خلاص . 
الجنرال : شكرا على الثقة يافندم .. (يؤدى التحية العسكرية) .. إمتى بقى هانحلف اليمين ؟
الأستاذ : قالوا للحرامى إحلف .. لا يمين ولا شمال ، وإنت وضميرك .
الجنرال : كده بقى حضرتك تطمئن وتحط فى بطنك بطيخة صيفى .. هانلاقى لك تصريفة .
الأستاذ : يعنى فيه أمل ياجن ؟
الجنرال : وحنان كمان . 
الأستاذ : والله العظيم ؟
الجنرال : إتقل .. الموضوع خلص خلاص ، وبالرفاء والبنين .
الأستاذ : إنت متأكد من كلامك ده ؟
الجنرال : طبعا .. إلا إذا كنت إنت عجزت ومش هاتجيب بنين .
الأستاذ : (فى حدة وصوت مرتفع) .. فشر .. شوف ياجن ، أنا أبو الناس كلها ، وتقول لى عجزت ؟ .. ده إنت حتى بتاع مخابرات وعارف كل حاجة .
الجنرال : بياناتك عندى .. وبصراحة إنت  كده ..(يضم يمناه رافعا إبهامه) .
الأستاذ : إنت عارف أهه ياجن .. إعمل عمايلك بقى .. (يشير إلى الدكتورة) .. لو سمحتى يادكتورة .. 
د.أنهار : معاك يا ..
الأستاذ : (يقاطعها) .. بس .. يااا ، وبس ، ماتتعبيش نفسك بالباقى .. لو تسمحى .. ، وبراحتك .. سجلى تشكيل مجلس حكماء العالم .. 
د.أنهار : إتفضل شكّل .   
الأستاذ : (يكلم نفسه بصوت خافت) .. أشكّل إيه ؟ .. مفيش غير التلاتة الكسر . 
د.أنهار : أكتب التلاتة الكسر ؟
الأستاذ : لا يادكتورة .. أنا كنت باكلمنى .. إكتبى ، وصية رقم .. شوفى تسلسل الوصايا وحطى الرقم والتاريخ .. بتشكيل مجلس حكماء العالم .. بعضوية كل من .. نقطتين فوق بعض ومن أول السطر .. رقم واحد ، البنى آدم نظيم .. مفيش ألقاب وكلام فاضى من ده .. رقم إتنين ، البنى آدم البيو .. رقم تلاتة ، البنى آدم الجنرال .. عايزين ناس تانى الناس كده هايشوفونا قلّيلين ويستهيفونا .
الجنرال : ممكن أتصرف لك فى إتنين تلاتة نعمل بهم منظر .
الأستاذ : ونبتديها بالكدب ياجن ؟
نظيم : محلولة ..
الأستاذ : حل ياحلّال .
نظيم : إحنا تلاتة .. (يشير إلى نفسه وإلى كل من البيو ونظيم) .. وحضرتك الريس رابع ، ونضم الدكتورة خامس .. ونبقى مجلس الخمسة .. وعلشان الحسد كمان لأن العيون كلها هاتبقى علينا وإحنا مش ناقصين .
الأستاذ : حلو التشكيل ده يانظيم .. مجلس الخمسة .. إكتبى يادكتورة .
د.أنهار : رقم تلاتة ، البنى آدم الجنرال .
الأستاذ : رقم أربعة البنى آ .. (يرفع يده متعجبا) .. بس دى بنى حاجة تانى .. رقم أربعة الدكتورة أنهار ، وأنا أخير زمانه .
(تدخل الزوجة رافعة يدها مهللة) 
الزوجة : جرى إيه يابوحمادة ؟ .. هو إنت شجرة مُرة تطرح بَره .
الأستاذ : إيه الشرشحة دى ياوليه ؟ .. ياولية لما تحبى تقولى حاجة ، يبقى فيه تهذيب للكلام ، وبالراحة ، ومش قدام الناس ، آخر الليل لما نيجى ننام .
الزوجة : هو أنا باشوفك ليل ولا نهار .. ثم إن الموضوع لازم يكون قدام الناس .. (تستدير لتواجه الموجودين روحة وإيابا) .. أنا اللى قضيت عمرى معاه ، وهو يقول لكم ، والحمد لله صبرنا وعبرنا وبقينا فوق شواشى النخل .. يستخسر فىّ بلحة .. يرضيكم ياناس ؟
الجنرال : أنا عارف كل حاجة ، وبصراحة صبرك ده يستاهل سباطة بلح .. إدّى لها شوية بلح يافندم .
الزوجة : جايب لى شوية مهابيل وعامل لى بيهم مجلس .. (تعتدل لتواجه الجنرال) .. بلح إيه ياأخينا ؟ .. أنا أحق واحدة فى عضوية المجلس ، ده أنا أم الناس ياناس .. و خلوا بالكم أنا صاحبة التمن بعد عمر طويل .
الجنرال : لها حق ياأفندم دى صاحبة حق شرعى وقانونى .
الأستاذ : مش بعد عمر طويل ؟ .. عايزة تورثينى وأنا حى ياولية ؟ .. (يضرب كفا بكف) .. باين عليها الدنيا خربت والقيامة هاتقوم .
الزوجة : أنا قصدى أريَحك .. بس إنت شوف حقى قد إيه ، آخده ، وترتاح إنت من همه .
المحامى : (يرفع يده) .. وأنا دراعك اليمين ياخالتى .
الأستاذ : دراع وإلا جيب ياله ؟ .. إنسى إنت وهى .
 الزوجة : يبقى تدخلنى فى المجلس معاكم ، حتى أخلى بالى من حقى .. 
الأستاذ : بس المجلس إتشكل خلاص وسميناه مجلس الخمسة .. وإحنا خمسة مفيش مكان تانى .
الزوجة : يبقى تشيل الدكتورة وتحطنى مكانها .
الأستاذ : ما أقدرش .. لأنه لازم المجلس يكون فيه الدكتورة .. عضو نسائى .
الزوجة : وهو أنا إيه ياراجل ؟ .. خلاص بقيت كخة لما ربنا كرمك ؟ 
الأستاذ : بس هى دارسة وباحثة ، وعارفة حاجات كتير .
الزوجة : والله إنت طيب يابوحمادة .. إتغشيت فى شوية الأبيض والأحمر اللى على وِشها ؟ .. مش بالوِش يابوحمادة .. ثم إنها بالنسبة لى جاهلة .
الأستاذ : طويلة دى .. لِمى لِمى بلاش فضايح .
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. حسب المعلومات ، طويلة قوى ياأفندم . 
الزوجة : (تتوجه للجنرال) .. قل لى حسب معلوماتك  .. هى إتجوزت ؟
الجنرال : حسب المعلومات لأ .
الزوجة : حبلت وولدت ؟ 
الجنرال: حسب المعلومات لأ .
الزوجة : ربت عيال ؟
الجنرال : حسب المعلومات لأ .
الزوجة : طبخت ومسحت وشافت المرار اللى شفناه ؟
الجنرال : حسب المعلومات لأ .
الزوجة : يبقى مين يعرف أكتر ؟ .. قول يامخشِب إنت ، قول الحق .
الأستاذ : خلاص .. خدى العضوية .. خليه مجلس الستة يادكتورة .
الزوجة : ربنا يحميك ويخليك ياسبعى .. أهو كده نصفتنى .
الأستاذ : بس كده إنتى هاتلزقى لى هنا .
الزوجة : إنت عايزنى ألزق لك فين ؟
الأستاذ : أنا عايزك تخلعى .
الزوجة : لخطبتنى كده .. ألزق وإلا أخلع ؟
الأستاذ : قصدى .. أقول لها إيه دى ؟
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. أبوالناس قصده ماتلزقيش هنا ، وإلزقى لحقك اللى بعد عمر طويل .. (يشير للأستاذ) .. صح يافندم ؟
الأستاذ :  صح .. مش ده اللى إنتى عايزاه ؟ .. إورثينى بالحياة .. وإتفخفخى بقى وعيشى على راحتك ، بس خليكى بعيد عنى ، أنا محرم الفخفخة على نفسى .
الزوجة : على كيفك .. باين عليك خدت على الفقر .. أدمنته .. باى .
الأستاذ : (يشير للجنرال بقبضة يده إستحسانا) .. خبيث إنت ياجنرال ، قال تلزق .
المحامى : هاتاخدينى معاكى ياخالتى ؟
الزوجة : أعمل بيك إيه ؟
المحامى : اللى يعجبك ياخالتى .. صاحبِك منشفها هنا .
الزوجة : كان من عينى ياحبيبى .. 
المحامى : والنبى ياخالتى خدينى حتى علشان خاطر أمى قريبتك .
الزوجة : صح .. علشان خاطر أمك قريبتى ، أصل كل ماشوفك هاتفكرنى بوش أمك العكر .. خليك هنا مع عمك أبوحمادة .. صاحبك حبيبك .. هايخلى باله منك .
المحامى : مش باين .. ده إسمى ماخطرش على باله فى تشكيل المجلس .
الزوجة : إنت حر إنت وهو ، أنا رايحة أشوف حالى .. على رنات .
(تستدير الزوجة وتشرع فى الخروج فيهم المحامى بمتابعتها)
المحامى : خالتى ..
الأستاذ : مكانك ياوسخ .. إخص عليك عرّيت جنس الرجالة ، تتذلل لواحدة ست ؟
المحامى : دى خالتى مش واحدة ست ، وبعدين إنت منشفها معايا قوى ، لا منصب ولا عضوية ، هو أنا ماليش فى الميراث .
الأستاذ : لك طبعا ، وأنا عينتك خلاص .
المحامى : إيه ؟ 
الأستاذ : (يهرش فى رأسه مفكرا) .. مش عارف أنا عينتك إيه ، إنما إنت إتعينت .
المحامى : (مستفسرا) عينتك خلاص .. هو فيه شغلانة إسمها خلاص ؟
الأستاذ : لأ يابنى .. عموما أنا داخل الحمام لبرهة وإنشاء الله ألاقى لك حاجة تتناسب معاك .. بس يابنى إنت ماتنفعش فى حاجة .
المحامى : جربنى .. جرب .
الأستاذ : (يشير إليه ليقترب ويهمس فى أذنه) .. هات سيجارة أشربها فى الحمام .. فى الخباثة .
المحامى : شفت إحتجت لى إزاى ؟ .. أقِل بأصلى معاك ؟
الأستاذ : شوف ياواد ياغريب .. أنا عينتك المسئول عن .. عن .. (يشير إلى المحامى) .. عن دماغى .
د.أنهار : أسجل الكلام ده يااا .
الأستاذ : إيه صوت البلبل اللى جاى من الحتة اللى ورا دى ؟
د.أنهار : عايزة أعرف أسجل مسئول الدماغ .. وإلا أكبر الدماغ ؟
الأستاذ : سجليه .. ده هو اللى هايخلى باله من الدماغ .. هى الدماغ هاتفكر إزاى من غير مسئول ، ويلف لها السجاير كمان .
المحامى : ويناولها فى الخباثة .
د.أنهار : والله أنا مش فاهمة حاجة ، إنما مادام حضرتك شايف كده يبقى أكيد لها لازمة .
الأستاذ : لها لها .. طلع ياواد ياخبيث فى الخباااثة ..( يضع يده على كتف المحامى ويسير به ناحية الباب ويأخذ منه السيجارة ويضعها فى جيبه) .. إنت هاتدخل معايا الحمام ؟
المحامى : (بصوت خافت) .. عايز نفسين .
الأستاذ : لأ .
المحامى : طيب نفس واحد .. أنا حبيبك .
الأستاذ : يبقى تجيب سيجارتين .. تعالى معايا ، بعد إذنك يادكتورة فيه موضوع هانتناقش فيه أنا وغريب .. نبحث أمور البلاد والعباد ، على جنب لوحدينا .
د.أنهار : إتفضلوا على راحتكم .
الأستاذ : يريح بالك وقلبك .. ممكن تاخدى فنجان قهوة .. على فكرة عندنا كابوتشينو والله العظيم .. إشربى كابوتشينو .. (يلتفت إلى الموجودين) .. وإنتم خدوا إستراحة ، بريك ، إشربوا شاى ، إستراحة ونعود .
(تخرج الدكتورة يتبعها الأستاذ والمحامى ، فيقترب مسترماكس من الجنرال ويهمس له)
مسترماكس : هاللو ؟
الجنرال : وأنا هاللو ؟
مسترماكس : كنت منتظرك ، فيه تعليمات جديدة ؟
الجنرال : إمسح كله . 
الجنرال : ربنا معانا .. (يشير ناحية البيو ونظيم) .. تعالى نشوف الناس دى .      
(يسير الجنرال ومسترمسترماكس ناحية البيو ونظيم)
مسترماكس : أهلا بالسادة أعضاء المجلس العظام .
نظيم : كنا عظام وربنا أكرمنا بالمجلس واللحمة هنا كتير .. إنت مش كلت منها ؟
مسترماكس : كلت منها . 
نظيم : فتة ورز ياخواجة وفوق منها هبر لحمة ، عجبتك ؟
مسترماكس : زفت ..
البيو : حد يقول على النعمة زفت .. ماتفتريش على النعمة أحسن تزول من وشك.
مسترماكس : هى اللخبتيتة دى نعمة ؟
نظيم : وباللحمة تبقى أكبر نعمة ، ده إحنا بقى لنا كتير محرومين من رؤياها .
مسترماكس : محرومين ليه ؟ .. مفيش عندكم بهايم ؟
نظيم : كتير .. البلد كلها بهايم .
مسترماكس : طيب تحرموا نفسكم ليه .. حتى بصوا عليها ، ومتعوا عينيكم .
البيو : وهل ده وضع طبيعى ياخواجة ؟ .. إحنا عايزين نمتع بُقنا ، نهرسها تحت ضروسنا .. قال نمتع عنينا .
مسترماكس : ماتنساش إن العين تأكل قبل البُق أحيانا .
نظيم : عين إيه اللى تاكل ، إحنا جالنا جفاف ، اللحمة بقت أغلى من الدهب ؟
مسترماكس : شوفوا بديل ياسيدى مش لازم تاكلوا لحمة .
البيو : أنا عن نفسى عايش على البدائل وحضرتك شايف النتيجة .. (يشير إلى نفسه من رأسه إلى قدمه) .. خشب ، مفيش فى جسمى جرام واحد لحمة .    
الجنرال : أهو ربنا أكرمك ، وأكلتها .
مسترماكس : أنا شايف الأستاذ نظيم مبقلظ ومفيش عنده جفاف .. طبعا شبعان لحمة .  
نظيم : وحياتك بقى لى سنين العين تأكل وليس البُق أحيانا .. لأ دائما مش أحيانا .
الجنرال : يعنى إنتم مبسوطين هنا ؟
البيو : إلا مبسوطين .. ده إحنا فى معلف .
نظيم : وأحلى حاجة إن الأكل الرسمى أصبح لحمة .. فاهم يعنى إيه لحمة ؟
مسترماكس : مش للدرجة دى .
البيو : إزاى ياخواجة .. ده سّيد الطعام اللحم ، غذاء الروح والبدن ، مضاد السقم والملل .
نظيم : على فكرة أنا جعت وعايز أغذى الروح والبدن .. هو فاضل كتير على ميعاد الأكل ؟
الجنرال : لما يرجع أبوالناس .. هو اللى ..
(يظهر الأستاذ عند الباب ويليه التوب ، يتقدم الأستاذ خطوة فيتمايل ويستند إلى الحائط) 
الأستاذ : فيه إيه ياجعانين يافجعانين .. مفيش حاجة تفكرو ا فيها غير الأكل ؟ .. فكروا فى مشاكل الإنسانية .
البيو : جعنا يابوالناس ، عايزين نمّون علشان نعرف نفكر .
الأستاذ: حاضر .. عينى ياغالى .. إطلب لنا الأكل ياتوب خليهم يفكروا .
التوب : علم وينفذ .. (يخرج التوب الجهاز من جيبه ويتكلم) .. الأكل بتاع أبوالناس والناس اللى معاه .. خليهم  يزودوا اللحمة ، الناس اللى معاه شكلهم مفاجيع . 
 الأستاذ : شفت لنا حل لموضوع الكشف على الأكل ياتوب ؟
التوب : جارى البحث والتمحيص .. وإنشاء الله هانعمل كشاف .
الأستاذ : وهانفضل كده لحد ماتعمل كشاف ياتوب ؟ 
التوب : مش كتير يابوالناس .. شغالين عليه .
الأستاذ : إستعجل شوية .. ناكل إزاى وإحنا خايفين ناكل ؟ .. ده حتى الأكل يبقى مالوش طعم .
التوب : محلولة يابوالناس ، نجيب الكشاف اللى إنت إخترعته .
الأستاذ : هو أنا إخترعت كشاف ؟
التوب : طبعا .. الواد الضابط الكحول اللى كشف على الأكل المرة اللى فاتت .
الأستاذ : بتاع هات قفاك .. هاتوه .
التوب : (يتكلم فى الجهاز) .. الضابط حارس البوابة يجمع مع الأكل .
الأستاذ : خلاص يأإخواننا الأكل جاى ، وهانكشف عليه ، ناكل ونغذى الروح والبدن .. وبعد كده عايز الأفكار تخرج من دماغكم تتنطط كده زى البراغيث . 
التوب : المطلوب وصل يابوالناس .. (يشير بيده ناحية الداخل) .. أ .. أ..
الأستاذ : أيوه ياتوب .
(يدخل الضابط ومن خلفه أربعة رجال يحمل كل منهم صينية كبيرة مغطاة , يقفوا من خلفه صفا)
الأستاذ : إزيك ياقفا .
الضابط : كله تمام والله .. مش ناقصنا غير رضاك علينا .
الأستاذ : هو أنا مش قلت لك إنى رضيت عنك ؟
الضابط : حصل .. بس ..
الأستاذ : لا بس ولا غيره ، أنا راضى عنك كل الرضا ، وقررت أرقيك وأعينك فى منصب مهم جدا .
الضابط : هو ده الرضا .. منصب إيه ؟
الأستاذ : فى الحقيقة أنا إخترعت المنصب إنما الإسم لسه .
التوب : كشاف يابوالناس .
الأستاذ : كشاف مكشوفة ياتوب .. نخليه أكّيل .
الضابط : أكيل ؟
الأستاذ : أول .. واخد بالك أكيل أول مش أكيل عادى .
الضابط : ربنا يبارك لنا فيك ويخليك .. هاشتغل أكيل ؟
الأستاذ : أول ياقفا .. ييجى الأكل تقوم إنت واكل الأول قبل أى حد ، حتى أنا .. شوف الرضا بقى .
الضابط : مايصحش .. العين ماتعلاش عن الحاجب .. آكل قبل منك ؟ .. ده كلام .
الأستاذ : خلاص ياقفا .. قضى الأمر وده شغلك ولازم تتفانى فيه .
الضابط : اللى تشوفه سعادتك .. إنت.. إنت اللى .. إحنا مالنا .
الأستاذ : عايزك تبدأ العمل واللى عملته فى الأكل المرة اللى فاتت ، تعمله فى الأكل ده .. فاهمنى ؟
الضابط : من عينى .. (يعتدل ليواجه حاملى صوانى الطعام) .
الأستاذ : مش هنا ياقفا .. (يشير ناحية الخارج) .. هناك على السفرة .
الضابط : حاضر .
الأستاذ : بينا ياجماعة على الفتة والهبر وبعد الأكل نعقد الإجتماع التاريخى الأول لمجلس الحكماء .. إتفضلوا .
 (يخرج الجميع بينما ينتظر الأستاذ خروج الدكتورة من خلف المكتب)
الأستاذ : إتفضلى .. مش عارف أقول غير إتفضلى .. الظاهر إن أنا إتنيلت على عينى ومش عارف أقول .. إتفضلى .. (ما إن تتقدمه الدكتورة حتى يتراقص خلفها نحو الخارج) .

(ويقفل الستار) 



                                       الفصل الثالث

يفتح الستار ويدخل الأستاذ فيقف عند عتبة الباب ويمد يده مع إنحناءة خفيفة ويظهر خلفه المحامى .
الأستاذ : ياواد خلى عندك ذوق ياقليل الإتيكيت .. (يشير بيده بعيدا) .. وسع ياوسخ ، إتفضلى يادكتورة .
د.أنهار : (تظهر الدكتورة عل الباب فتمد يدها) .. إتفضل حضرتك .. مايصحش .
الأستاذ : ده كلام ، إتفضلى ، لاديز فيرست .. وبعدين أنا بحب إنك تكونى قدام عينى على طول .
د.أنهار : شكرا .
(تتهادى الدكتورة فى إتجاه المكتب ومن خلفها الأستاذ محيطا بها من كل جانب)
الأستاذ : إتفضلى هنا على المكتب .
د.أنهار : والله أنا مش عارفة أعمل إيه مع ذوق حضرتك .. إنت حقيقى مثل أعلى نحتذيه .
الأستاذ : إنتى أعلى وأسمى .. (تجلس الدكتورة على كرسى المكتب فيعتدل الأستاذ وينظر ناحية الباب حيث يطل كل من البيو والمحامى ونظيم والجنرال ومستر ماكس) .. شايفين الكلام .. دوا .. بلسم شافى .. تعالوا خلينا نشوف هانعمل إيه ، ونسوى إيه .
(يتقدم الجنرال ومن خلفه المحامى ثم البيو فنظيم)
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. حضرتك تقول وإحنا ننفذ .
المحامى : كلام الجنرال .. صح .
الأستاذ : (يسأل البيو) .. وإنت إيه رأيك ؟
البيو : قل لى إعمل كذا وأنا أعمل لك كذا .
الأستاذ : كذا ؟
البيو : أيوه كذا .
الأستاذ : طيب إعمل لى كذا .
البيو : كذا اللى إنت طالبها وإلا اللى أنا هاأعملها لك ؟
الأستاذ : مش دى هى دى ؟
البيو : لأ يافندم .. الكذا اللى أنا هاأعملها تختلف عن الكذا التانية .
الأستاذ : تختلف ليه ؟ .. أنا طالب منك كذا ..تقوم عامل لى كذا تانية ؟
البيو : هى مش تانية تانية .. تقدر تقول عليها كذا مُحسّنة .. مجودة .. هاتلاقى فيها لمساتى الخاصة .
الأستاذ : بص يابيو من أولها كده ، اللى أقول عليه هو اللى يتنفذ ، وبالحرف الواحد ، مش عايز لمسات .. (يعتدل ويوجه كلامه للجميع) .. والكلام ده للجميع ، اللى أقوله وبس .
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. علم وينفذ يافندم .
المحامى : إنت الكبير وكلام الكبير كبير .
الأستاذ : (يوجه كلامه إلى نظيم) .. ساكت ليه ياعم نظيم ، ماتقول حاجة .
نظيم : بلاش أنا .. خلينا حبايب أحسن .
الأستاذ : إختلاف الرأى لايفسد للود قضية .. قُول .
نظيم : هاتزعل .
الأستاذ : مش هازعل .. قُول .
نظيم : صدقنى هاتزعل .. بعد إذنك .. (يستدير متوجها ناحية الكرسى الموضوع عليه حقيبتة ويضعها على كتفه من الحمالة) .
الأستاذ : رايح فين ؟
نظيم : ماشى .
الأستاذ : تمشى ليه يابنى ؟
نظيم : (فى حدة رافعا يده) .. أصل أنا ماأعرفش أنافق .. وماأحبش الحال المايل .
الأستاذ : وقفل كمان ، وكلامك زى الدبش .
نظيم : أنا كده .
الأستاذ : وإنت عاجبنى كده .
نظيم : يبقى كده غلط .
الأستاذ : إيه بقى الغلط ؟
نظيم : الوضع اللى حضرتك بتقول عليه غلط .
الأستاذ : من ناحية إيه ؟
نظيم : حضرتك بتلغينا كلنا .. ودى تبقى ديكتاتورية وأنا لاأقبلها .. والسلام عليكم .
(يستدير نظيم ليخرج فيمسك الأستاذ به)
الأستاذ : إستنى ياراجل إنت .. إستنى .. (يوجه كلامه لبيو والمحامى والجنرال) .. ده راجل قفل ، بس راجل لايخاف فى الحق لومة لائم .. يقول الحق ولو على حسابه .. صح يارجالة ؟ 
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. صح يافندم .
البيو : هو .. يعنى ..
المحامى : أما قفل صحيح ، كده هو إترفد .
الأستاذ : لأ يامفتح ، ده بقى أقرب واحد فيكم لقلبى .. بعد الدكتورة طبعا .. (يشير ناحية الدكتورة) .. ثم إن الموضوع أصلا ياعم نظيم إن المرحلة اللى إحنا مقبلين عليها ، لاتحتمل تعدد الآراء .. طريق واحد وإتجاه واحد ، والكل يتوجه ..  تسميها زى ماتسميها مش ها تفرق .. المهم إحنا مش عايزين تشتيت .. صلى على النبى بقى وإقلع الشنطة .
نظيم : عليه الصلاة والسلام .. إذا كان كده إقلع .. (ينزل الشنطة عن كتفه ويمسكها بيده وينظر ناحية الكرسى الذى كانت عليه الشنطة) .. أحطها هناك ؟
الأستاذ : مش مهم .. 
نظيم : لأ يابوالناس .. المرحلة تستوجب إنك تقول هناك أو هناك ، منعا لتعدد الآراء .
الأستاذ : خلاص يانظيم ، حطها هناك .. خليكم معايا شوية لوسمحتم .
الجميع :  كلنا معاك .
الأستاذ : عايزين نعقد أول إجتماع للمجلس .
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. نعقده يافندم .. عقدة عقدة .
الأستاذ : مش عايزك تتكلم إلا إذا طلبت منك .. ناقصة عقَد .
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. علم وينفذ يافندم .
د.أنهار : ممكن أتكلم أنا ؟
الأستاذ : ودى عايزة سؤال .. تتكلمى وقت ماتحبى , حضرتك حالة خاصة .. سبيشيال .
د.أنهار : يلزمنا قاعة نعقد فيها الإجتماعات .
الأستاذ : (يشير بإصبعه للأرض) .. هنا .    
د.أنهار : يبقى يلزمنا مائدة إجتماعات .
الأستاذ : يبقى عايزين مائدة تتناسب مع المرحلة الجديدة ؟
د.أنهار : فيه المائدة المستطيلة ، وفيه المستديرة والبيضاوى .. حسب الأيديولوجية .
الأستاذ : إحنا إتفقنا على تغيير القديم كله .. حد يقول لى أيديولوجية جديدة .
المحامى : نعمل المائدة المثلثة .
الأستاذ : كده مش جديد .. حد يفكر فى الجديد يامفكرين .
البيو : نعمل المائدة المربعة .
نظيم : أنا شايف إننا نلغى المائدة أصلا .. 
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. ممكن أتكلم يافندم ؟
الأستاذ : إتكلم .
الجنرال : نخليها زى عندنا فى الجيش .
الأستاذ : شكلها إيه دى ؟
الجنرال : مفيش موائد .. الريس قاعد على مكتبه ورِجل على رِجل ، والباقى واقف قدامه إنتباه من حديد .. الطويل ورا ، والقصير قدام .
الأستاذ : ده يبقى تعذيب يابنى .
الجنرال : ممكن أتكلم ؟
الأستاذ : إتكلم .
الجنرال : قل لنا إيه الجديد .
الأستاذ : الجديد مكتب ومائدتين ، مفيش حد عملها قبل كده ، وإحنا عندنا المكتب أهه .. يبقى ناقصنا ترابيزتين وكام كرسى .
نظيم : إحنا هانقعد فين ؟
الأستاذ : شوف ياسيدى .. المكتب للدكتورة علشان هى الدكتورة ، وعلشان التسجيل كمان ، وأنا جنب منها .. أول ترابيزة للسادة أعضاء المجلس .. أستاذ نظيم ، والمهندس بيو ، والجنرال . 
نظيم : الترابيزة التانية ليه ؟
الأستاذ : للمعاونين .
نظيم : تفكير سليم .. إحنا محتاجين معاونين .
الأستاذ : ياتوب .
التوب : (يتقدم خطوتين) .. نعمين يابوالناس .
الأستاذ : إتصرف لى فى ترابيزتين .. وكام كرسى .
التوب : فى لمح البصر يابوالناس .. (يتكلم فى الجهاز الذى فى يده) .. عايز ترابيزتين وكام كرسى فى مكتب أبوالناس .. نفذ .. لأ إستنى .. (يخاطب الأستاذ)  .. عايز كام كرسى ؟
الأستاذ : إحنا عندنا .. (يشيرللكراسى الموجودة) .. آدى واحد إتنين تلاتة ، وإحنا .. (يعد الموجودين) .. آدى واحد إتنين تلاتة ، وإثنين خمسة ، وأنا يبقى كله ستة ، شيل منهم تلاتة ، يبقى تجيب لنا تلات كراسى وإتنين ترابيزة . 
التوب : (يقرب الجهاز الذى فى يده إلى فمه ) تلات كراسى واتنين ترابيزة .. نفذ .. لأ إستنى .. (يخاطب الأستاذ) .. عايزها مستديرة ، وإلا مستطيلة ، وإلا بيضاوية ؟
الأستاذ : أعتقد إن المستديرة تعبر عن الديمقراطية والمساواة .. بمعنى إن المجتمعين حواليها كلهم واحد .. (يشير لنظيم) .. مش كده ياأستاذ نظيم ؟
نظيم : كده .. وكله واحد .
الأستاذ : خلاص ياتوب .. خليها مستديرة .
التوب : (يرفع الجهاز قرب فمه) .. إنتباه التوب بيتكلم .. عايز الترابيزات مدورة .. نفذ .. لأ إستنى .. (يخاطب الأستاذ) .. عايزها كبيرة وإلا صغيرة ؟
الأستاذ : صح الحجم يعنى .. شوف ياسيدى واحدة لنظيم ،والبيو ،والجنرال يبقى تلاتة .. والتانية تشيل كام .. عندك مسترماكس والواد غريب ، يبقى إتنين .. ولو زودت حتة صغيرة فى كل واحدة يبقى أحسن .
نظيم : ده يبقى تبذير .. ونعوذ بالله أن نكون من المبذرين إخوان الشياطين .  
الأستاذ : ياضميرى الحى .. تأكد إن إنت لك عندى مقام كبير .. وأنا أوصى ويشهد على ذلك الجميع .. (يشير للدكتورة بإصبعه) .. وسجلى الكلام يادكتورة .
نظيم : تأكد إن قلبى وفكرى وكلى لوجه الله .. توصى بإيه ؟ 
الأستاذ : إكتبى يادكتورة ، الوصية رقم بتاريخ ، شوفى المسلسل وإكتبيه .. نظرا لما إتصف به المفكر نظيم من تفانى فى خدمة الإنسانية ويقظة الضمير ، لذا أوصى أنا أبوالناس بأن يتم بناء ضريح له بجوار ضريح أبو الناس فى الشارع بتاعنا هنا .. جنب البيت ، تقديرا له .
نظيم : عايز أقول لك شكراً .. بس .. 
الأستاذ : بس إيه ؟
نظيم : نفسى مش جايبانى .. لأنه ده يبقى تملق .
الأستاذ : حتى إبتسامة .
نظيم : ماأعرفش ، هانكبر التربيزات ليه ؟ . ليه التبذير ؟
الأستاذ : بص ياحبيبى .. أنا صحيح باحبك ، وأعزك .. ومش عايزك كل شوية تتنطط .. تأدب يانظيم هو أنا يفوتنى حاجة زى دى ؟
نظيم : أنا ما أعرفش أزوق الكلام .
الأستاذ : كان الواجب تسأل قبل ماتصدر حكم .. صح ؟
نظيم : المفروض .
الأستاذ : أقول لك ياسيدى .. لو ربنا أكرمنا ولقينا واحد زيك وعايزين نضمه للمجلس .. مش لازم له مكان بيننا ؟
نظيم : صح ؟ .. إسمح لى أأأأأ .
الأستاذ : أسمح لك .
نظيم : مش قادر .
الأستاذ : مش قادر إيه ؟
نظيم : مش قادر أقول .
الأستاذ : قول يانظيم يابنى .. إتفش .
نظيم : آسف .. غصب عنى .. 
الأستاذ : مش عيب .. خليك إيزى .. فرفش كده وطَوِل بوزك ياراجل . 
نظيم : (يبتسم نظيم إبتسامة خفيفة) .. بس ..
الأستاذ : أهو كده ياراجل .. تصدق إن شكلك بيبقى حبّوب وإنت مطَوِل بوزك .. طول كمان .. (يبتسم نظيم أكثر) .. زيد فى الحلاوة زيد .
نظيم : أنا كده هاأبقى مش أنا .
الأستاذ : هاتبقى أحسن .. خليك على كده ، كده خليك .
التوب : الترابيزات وصلت يابوالناس .
الأستاذ : هاتهم .
(يشير التوب فيدخل رجلان يحمل كل منهم ترابيزة ، وآخر يحمل الكراسى ، ويتقدمهم التوب) 
التوب : عايزهم فين يابوالناس ؟
الأستاذ : أنا عايز أعضاء المجلس يبقوا هنا .. (يشير إلى المنتصف) ، وخلى ترابيزة المعاونين بعدها بشوية .
التوب : (يتوجه لتحريك المكتب) .. بعد إذنك يادكتورة .. 
(تهم الدكتورة بالوقوف فيبادر الأستاذ)  
الأستاذ : خليكى قاعدة .. ولا حركة .. بقى ده كلام ياتوب .. تقّوم الدكتورة وتقعدها .. عيب عليك ياراجل .
د.أنهار : ربنا يكرمك على ذوقك .. وأخلاقك . 
المحامى : من ناحية الذوق هو ذوق ، وعاطفى وحبّوب .
الأستاذ : (يشير للمحامى) .. أنا قلت لك إتكلم ؟
المحامى : لأ .. بس أنا عايز أصلح لك وضعك .. ينفع كده ؟
الأستاذ : لعلمك الدكتورة تستحق أكتر من كده .. وكل واحد ياخد اللى يستحقه ، ماتقول حاجة يانظيم .
نظيم : والله .. هى تستحق ، المهم النتيجة .
الأستاذ : خير يانظيم إنشاء الله ، ، إدعى لنا إنت راجل طيب وربنا هايقبل منك .
نظيم : ربنا يصلح حالك ، وتنول اللى فى بالك .
الأستاذ : آمين .. (ينظر إلى البقية) .. مش بتأمنوا ليه ؟
(يرفع الجميع يديه عاليا)
البيو : آمين .
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. آمين يافندم .
مسترماكس : آمين .. (يدير وجهه للخلف) .. على ورا .
المحامى : آمين .. لى أنا .
الأستاذ : كل واحد يقعد مكانه ، عايزين نبتدى الشغل .
(يجلس الجميع فى الأماكن التى حددها الأستاذ بينما يظل الأستاذ واقفا)
د.أنهار : إتفضل يابوالناس .
الأستاذ : يزيد فضلك ياغالية .. حد فيكم عرف يقولها ؟
نظيم : أنافق يعنى ؟
الأستاذ : نفاق لما ترفع معنوياتى بشوية حنية .
نظيم : خد من حد غيرى .. أنا ..
الأستاذ : خلاص ياسيدى ، مش عايز منك حاجة .
نظيم : أحسن .
الأستاذ : أولا تحديد جدول الأعمال .. سجلى يادكتورة .
د.أنهار : معاك يابوالناس .
الأستاذ : يارب .. دايما .
نظيم : ثانيا ؟
الأستاذ : ثانيا ، تجديد  الفكر .. عايز تفكير خارج الصندوق .. جوه الصندوق لأ .
المحامى : صندوق إيه يابوالناس ؟
الأستاذ : إتنيل إنت وإسكت .. وماتتكلمش إلا بإذن .. أقول تانى ؟
المحامى : إتنيلت .. بس أعرف الصندوق فيه إيه .. وإلا أقعد كده قرطاس ؟
الأستاذ : مش إختصاصك ، وخلى بالك إنت مسئول عن حاجة واحدة بس .. لاتتعداها .. وبمناسبة مسئوليتك الخاصة أنا مقبل على إلقاء خطاب الإفتتاح ، وطبعا ده محتاج شوية تركيز وتروى .. يعنى شوية  باور من إختصاصك .
الجنرال : الإختصاص اللى فى دماغ الأستاذ ياغريب .. نسيت دماغه ؟
الأستاذ : صح ياجنرال .. اللى فى دماغى .. إنت عندك كل المعلومات .. إوعى تبلغ عننا .
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. فى بير يافندم .. بيييير .
الأستاذ : جدع ياجن .. أنا خارج بره شوية علشان أهيأ نفسى للخطاب التاريخى .. أتأهب يعنى .. (يشير الأستاذ للمحامى) .. قوم تعالى علشان أتأهب
المحامى : مفيش .
الأستاذ : سجاير ؟
المحامى : لأ .
الأستاذ : إوعى يكون اللى بالى بالك خلص . 
المحامى : كله كله .
الأستاذ : وبعدين .. إتصرف ؟ .. إنت المسئول .. ولازم تتحمل مسئولياتك .
الجنرال : : (يؤدى التحية العسكرية) .. محلولة يافندم .. عندنا كمية لابأس بها ومن أفضل الأصناف .. هابو .. تحت أمرك .
الأستاذ : آه منك يابتاع المعلومات إنت .. خلاص إتحلت ياغريب .. إتفضل شوف شغلك .
(يضع الأستاذ يده على كتف المحامى متوجهين للخارج ، يتوقف الأستاذ ويستدير)
الأستاذ : ماتيجى تشربى كابتشينو يادكتورة .
د.أنهار : متشكرة .
الأستاذ : متشكرة إيه ؟ .. تعالى ياشيخة ، الكابتشينو حلو .
د.أنهار : علشان تتأهب كويس .
الأستاذ : تعالى بس .. على ما يعملوا الكابتشينو أكون أنا تأهبت ، ونقعد نشرب الكابتشينو سوا سوا .
د.أنهار : أحسن أعطلك .
الأستاذ : ده كلام ؟ .. ده إنت بتأهبينى أكتر وأكتر ، تعالى تعالى .. (يخاطب أعضاء المجلس) .. إنتم بقى عايزكم تتأهبوا إنتم كمان .. تأهب شديد .
(تمر الدكتورة بعد أن يمد الأستاذ يده مع إنحناءة خفيفة ويتبعها بعد أن يؤخر المحامى ويخرجوا ثلاثتهم يتبعهم التوب)
مسترماكس : (يتقدم من مائدة أعضاء المجلس) .. لو سمحت جنرال عايزين شوية تشويش .
نظيم : ليه تشويش ياخواجة ؟
مسترماكس : علشان عايزين نقول كلمتين .
نظيم : سر ؟
مسترماكس : (يشير بسبابته نحو نظيم) .. هى دى .. سر . 
(يخرج الجنرال جهاز صغير من جيبه ويقوم بالضغط عليه)
الجنرال : إتكلم على راحتك ياخواجة .. (يرن الجهاز بيده فيرفعه قرب أذنه) .. أيوه أنا فى المجلس .. وماكس موجود ، شغّالين .. شغّالين .. سلام .
مسترماكس : (يشير إلى نظيم) .. إنت عاجبك اللى بيعمله أبوالناس ؟
نظيم : لحد كده الراجل عاجبنى .
مسترماكس : أنا مش عاجبنى .. بيشرب كابتشينو هو والدكتورة وإحنا قاعدين هنا زى ال .. زى ال .. وإلا إنت مش واخد بالك .
نظيم : واخد بس يمكن قصده شريف ؟
مسترماكس : ولو .. ثم إن ده راجل متجوز .. ده حتى حرام .
نظيم : مش حرام .. من حقه أربعة .
البيو : أنا رأيى إنه مش هاياخد غلوة .
(يدخل المحامى ويتقدم حتى يصل إلى مسترماكس)
مسترماكس : حصل إيه غريب ؟
المحامى : ضرب سيجارة فى الحمام ، وقاعد مع القطة يشرب كابتشينو .
مسترماكس : أنا حاسس بيك غريب .. وربنا .. حاسس بيك .
المحامى : شفت الأنانية ؟ .. متجوز وواخد حقك من النسوان .. يسيب لى دى ، مش يكَوِش على كله ؟
مسترماكس : هس .. (يضع إصبعه على فمه) .. صوته جاى .. 
المحامى : ربنا يهنيه .. ويخليه لنا ذخرا ، ويعيش لنا دهرا .. و يكَوِش على كل حاجة .
(يأتى صوت الأستاذ من خارج الباب) 
الأستاذ : إتفضلى ياغزال الفلا .. 
(تظهر الدكتورة على الباب يتبعها الأستاذ ثم التوب الذى يقف بجوار الباب)
د.أنهار : (فى دلال) .. ميرسى .
الأستاذ : هى دى الميرسى وإلا فلا .. إسمع ياله ، كلام ينضف الودان .
المحامى : الراجل إتهبل ياجدعان .
الأستاذ : (فى غضب وصوت عالى) .. قلت إيه ياكلب ؟
المحامى : قلت الراجل إتهبل ؟
الأستاذ : راجل أنا ؟
المحامى : لأ .. راجل هو .
الأستاذ : ويطلع مين هو ؟
المحامى : اللى إتهبل .. إحنا مالنا هانوجع دماغنا بيه ليه .
الأستاذ : تكونش بتلقح زى النسوان ؟
المحامى : ينفع يعنى ؟ .. لو ينفع كان معلهش .
الأستاذ : طيب روح إترزع على كرسيك هناك .. ودلوقت عايز بث مباشر ياتوب .. على الهوا .
(يضغط التوب على جهازه بضع ضغطات) 
نظيم : هانذيع وقائع الإجتماع على الهواء ؟
الأستاذ : هانذيع الخطبة الإفتتاحية للمجلس .. وقائع ومناقشات المجلس أنا أفضل عدم إذاعتها .. مش عايزين ننشر الفضايح اللى هاتحصل .
التوب : جاهزين للهوا يابوالناس .
الأستاذ : إستنى شوية على ما أشوف شكلى .. يمكن شعرى متنعكش ، وإلا شكلى شكلى متفعكش .. وإلا .. 
نظيم : حلو ياكبير .. حلو .
الأستاذ : (يقترب من الدكتورة) .. إيه رأيك إنتِ يادكتورة .. حلو ؟
د.أنهار :  مفيش بعد كده .
الأستاذ : إطلع هوا ياتوب .
التوب : (يرفع التوب يده عاليا) .. أول ما أنزل إيدى .. خش على طول .
الأستاذ : (يمد كفه ويدفع يده للأمام) .. أخُش ؟
التوب : على طول .
الأستاذ : مش هاتقول أكشن ولا حاجة ؟
التوب : ماتجيش يابوالناس .. العين ماتعلاش .
الأستاذ : محترم إنت ياتوب .. خش إنت . 
التوب : (يضغط على الجهاز) .. أيها الناس .. حان الآن اللقاء مع مفكر التاريخ الجديد ، فيلسوف المستقبل ، الولى الزاهد .. محب الإنسانية .. معكم أبوالناس .  
  (يهز الأستاذ رأسه مؤمنا على كلام التوب بينما تتعالى أصوات الجماهير من الخارج)
الأستاذ : بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ بحمده على أن هدانا  للتفكير فى نظام حياتنا وكيف نحياها أفضل .. ومادام الإنسان يحيا ، إذاً فهو يستحق كل إحتياجات الحياة .. أنا مش ها أقول كلام كبير وطويل .. ماقل ودل .. وعلى رأى الله يرحمه كلمتين وبس .. ولايفوتنا توجيه الشكر والتقدير للجماهير الغفيرة التى وقفت إلى جانبنا .. وأدت أداء بطولى  .. وعرضى كمان .. (يشير إلى رأسه إلى قدمه ثم يفرد يديه عرضيا) .. أما بالنسبة للجماهير الغير غفيرة .. (يشير بإبهامه للخلف) .. اللى وقفت بعيد عننا .. أحب أقول لهم من هنا .. بكرة ها تندموا .. 
(تتعالى هتافات الجماهير بالخارج فيرفع الأستاذ يده عاليا ردا للتحية)
نظيم : (يشير للأستاذ بأن يواصل ويهمس إليه) .. خش على اللى بعده .
الأستاذ : نخش على اللى بعده .. اللى هو إيه ؟
نظيم : إنت مش كنت بتتهيأ للخطبة من شوية .
الأستاذ : بصراحة أنا سرحت مع الدكتورة وتهيأت لخطبة تانية .. (يلتفت إلى التوب) .. إوعى تكون بتذيع ياواد ياتوب .
التوب : لأ .. أنا واخد بالى ماتخافش .
الأستاذ : صاحى ياتوب ، خش على الهوا .. (يشد من قامته ويعدل من ياقته) .. أخص بالشكر الشديد قوى ، الناس اللى بتجيب أكل للناس اللى مش لاقية تاكل .. أنا عندى هنا تحت البيت جماهير عريضة .. (يشير بيده بعيدا) .. وطويلة كمان .. وكله بياكل ومبسوط ، والخير كتير .. فتة ولحمة ورز ، والله العظيم ما أعرف جه منين ، ولا مين جابه ، جه من عند ربنا كده .. وفى الحتة دى ، أحب ألفت إنتباهكم إننا ، حلت علينا البركات ، وده سببه إيه ؟ .. سببه إننا حبينا بعضنا .. حبوا .. (ينظر إلى الدكتورة) .. الحب حلو .. طبعا إنتم عارفين ، وفاهمين ، وياريت ماتسمعوش كلام حد غيرى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نظيم : خلاص كده ؟
الأستاذ : قفلت ياتوب وإلا على الهواء ؟
التوب : بعد السلام .
الأستاذ : عايز إيه تانى يانظيم ؟
نظيم : شوية كلام من الحلو .. أمل .. شوية أحلام وكلام من ده .
الأستاذ : هو أنا يفوتنى ده يانظيم ؟ .. أنا قلت إننا حققنا الحلم المستحيل .
نظيم : قلته فين ؟ 
الأستاذ : مش أنا قلت إن عندنا فتة ولحمة ؟
نظيم : حصل .
الأستاذ : ورز ؟
نظيم : برضه حصل .
الأستاذ : والفتة دى بتتعمل بإيه ؟
نظيم : شوربة .
الأستاذ : الشوربة دى مش فيه ناس كتير بتحلم بملعقة منها ؟
نظيم : أينعم .
الأستاذ : واللحمة فوق الفتة .
نظيم : فوقها .
الأستاذ : ده حلم وإلا مش حلم ؟
نظيم : فعلا حلم .
الأستاذ : يانظيم يابنى .. أنا ذكرت إتنين من أهم القضايا الإنسانية .. الأكل والحب .. ودى هايتم مناقشها فى أعمال إجتماعنا الأول .
نظيم : والباقى ؟
الأستاذ : واحدة واحدة .. نخلص من حاجة ندخل على غيرها ..
نظيم : نشتغل كده بالفهلوة .. وإلا نحط خطة ؟
الأستاذ : طبعا .. خطة وتخطيط ياجماعة ، أنا عايز من كل واحد فيكم وضع خطة ، ودى هانشوفها فى الإجتماع التانى .. فى الإجتماع ده هانناقش اللى قلناه فى الخطاب .. اللى هو إيه ياشطار ؟
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. الأكل والحب يافندم .
الأستاذ : صح ياجنرال .. عايزكم تفكروا ، وتتدبروا ، وده الواجب بتاعكم النهار ده ، الهوم وورك ، تخلصوه على ما أوصل الحمام وآجى لكم .
البيو : أنا مستعد أمتحن حالا يابوالناس .
الأستاذ : أنا عارفك ولد شاطر يابيو بس لما أرجع .. أروح الحمام آخد جرعة .
البيو : الناس بتروح الحمام تحط جرعة مش تاخد جرعة .. (يشير بيديه من البطن لأسفل) .
الأستاذ : صح يابيو هى الدنيا كده تحط جرعة وتاخد جرعة .. بينا يادكتورة علشان تاخدى لك جرعة كابتشينو .. وإنتم إستراحة على ما نتجرع ونيجى .
نظيم : هو كل شوية هاتخرج تتجرع ؟ .. كده مش ها نخلص .
الأستاذ : أنا عايز أريحكم .. وأريحنى أنا كمان ، ونبقى كلنا مرتاحين .. ماهو لما نبقى مرتاحين نعرف نفكر كويس .. (يلتفت إلى المحامى) .. إسبقنى  ياغريب وتولى مسئولياتك .. إتفضلى يادكتورة .. (يشير إلى غريب ثم إلى الدكتورة) .. جرعة من هنا ، وجرعة من هنا .. يكرمنا ربنا .
(يخرج غريب ثم تتقدم الدكتورة ويتبعها الأستاذ للخارج ثم التوب)
مسترماكس : (يشير للجنرال) .. تشويش خلينا نقول بُقين قبل مايرجع .. شوِش بسرعة .
(يخرج الجنرال جهاز التشويش ويضغط عليه)
الجنرال : بس قلهم بُق بُق .. مش عايزين نتلخبط .
مسترماكس : أول بُق عن الوضع اللى وصلنا له .. واجب وهوم وورك .. رجعنا تلامذة فى المدرسة ياسادة .. 
نظيم : مش عيب .. يموت المعلم ولايتعلم . 
مسترماكس : والكابتشينو .. عيب وحرام وإلا مش عيب وحرام ؟
نظيم : عادى .. فيها إيه ؟
مسترماكس : عادى لما تشربه سادة .. مش كابتشينو بالقطط .. (يشير بيديه راسما تقاسيم إمرأة) .
نظيم :معقول ياراجل .. بيحطها فى الكابتشينو ؟
الجنرال : ومين عارف بيعمل إيه تانى .
نظيم : إفترض حسن النية ياجنرال ، ده راجل كويس ويعرف ربنا .
مسترماكس : والقطة مقطقطة .. والراجل مهبول عليها ، بيشربوا الكابتشينو وثالثهم الشيطان .
الجنرال : والشيطان شاطر ، قطعا هايعملوا الغلط وإحنا قاعدين هنا قراطيس ، ده حتى عيب علينا ، هو إحنا .. (يرفع سبابته فوق رأسه) .. وإلا إحنا ؟
نظيم : كلا وألف كلا .. إحنا .. 
الجنرال : كل شوية خُدوا إستراحة .. عايزين نشرب كابتشينو إحنا كمان .
نظيم : حرام ياجنرال .
الجنرال : (يشير بيده ناحية الباب) .. وهو مش حرام ؟
نظيم : خليه يشيل ذنبه .. إحنا مالنا .
مسترماكس : وحرام علينا إحنا كمان ، هو مش من رأى منكم منكرا فليغيره .. 
نظيم : هى وصلت للمنكر ياخواجة ؟
مسترماكس : والساكت عن الحق مش شيطان أخرس ؟
نظيم : سبحان الله العظيم .. اللى يسمعك بتقول الكلام ده ، مايقولش عليك خواجة ياخواجة .
مسترماكس : لأ ياأستاذ .. الغلط غلط .. تسكت على الغلط ؟
نظيم : إلا الغلط ياخواجة ..  
مسترماكس : خلاص ، شوف إنت بقى .
نظيم : أشوف وأشوف .. بس كده إنت هاتتسبب فى قطع عيشى هنا .
الجنرال : تاكل عيشك بشرف وإلا .. (يرفع سبابته أعلى رأسه) .. عيب عليك ياراجل .
(يدخل المحامى)
مسترماكس : أبونا جاى ؟
المحامى : لأ .. سايبه عايم فى الكابيتشينو .
مسترماكس : (يكلم نظيم) .. شفت ياسيدى ؟ .. عايم فى الكابتشينو يارجالة .
(يأتى صوت الأستاذ من الخارج) 
الأستاذ : إتفضلى ياست الناس .
مسترماكس : وااااو .. ست الناس ياناس .
(تظهر الدكتورة على عتبة الباب)
الجنرال : خلى بالك ، هايسمعك .
(يدخل الأستاذ خلف الدكتورة ويسير خلفها حتى المكتب ويسحب لها الكرسى لتجلس)
مسترماكس : (يشير لنظيم) .. شايف الذوق ..
نظيم : (ينفجر صارخا) .. لأ .. دى قلة قيمة .
الأستاذ : (يلتفت نحو نظيم) .. فيه إيه يانظيم ؟ .. قيمة إيه ؟
نظيم : يعنى مش عارف ؟ .. قِلة قيمتى أنا والناس دى كلها .. (يشير بذراعه فى جميع الإتجاهات) 
الأستاذ : إيه اللى قَل قيمتكم ؟
نظيم : عمايلك .. 
الأستاذ : عمايل إيه يابنى ؟
نظيم : كل شوية كابتشينو ، كابتشينو ، وتعمل حركات ، وإحنا عاملين نفسنا مش فاهمين ..
المحامى : إحنا كمان عايزين نعمل حركات .
البيو : العدل إن كلنا نشرب كابتشينو . 
مسترماكس : ونعمل حركات .  
الأستاذ : شرب وحركات إيه ؟
نظيم : شوف يابوالناس .
الأستاذ : إستنى ألبس النظارة علشان أشوف كويس (يخرج نظارته من جيبه ويضعها على عينيه) .. قول يانظيم .
نظيم : أولا .. ريحتك فاحت .
الأستاذ : (يشم نفسه) .. مفيش ريحة .
نظيم : لأ فيه ، والكلام كتر .. (يشير ناحية الدكتورة ثم الأستاذ) .. ودخلنا فى الغلط .. طيب التاريخ يقول عليك إيه ؟ 
الأستاذ : هى حصّلت ؟
نظيم : (يشير بسبابته للدكتورة وبالأخرى للأستاذ ثم يضمهم معا) .. وسيرتكم بقت على كل لسان .
الأستاذ : قطع لسان اللى يقول كلمة .
نظيم : قالوا يابوالناس .. وعادوا ، وفضيحتكم بقت بجلاجل .
الأستاذ : وإنت ساكت لحد ماجلجلت ليه ؟ .. مش تنبِهنى .
نظيم : آدينى نبِهنتك .. هاتعمل إيه ؟
الأستاذ : إنت إيه رأيك .. أعمل إيه ؟
نظيم : إنت حر .. شوف إنت .. 
الأستاذ : بلاش تقول .. إنصحنى .
نظيم : وأنا مالى .
الأستاذ : ماشى بس خليك فاكرها ، وأنا قطعا للألسنة ، ومنعا للجلجلة والقيل والقال .. وأنتم شهود على إنى راجل شريف بيدخل البيت من بابه .. (يلتفت إلى الدكتورة) .. إيه رأيك ياباب ؟
نظيم : وبتقول أنا قفل ؟ .. ده إنت اللى باب .
الأستاذ : أصلى أنا فى الأوضاع دى أبيض .
نظيم : فى الأوضاع دى لازم تغير لونك .
الأستاذ : إيه رأيك فى الفوشيا ؟ .. الفوشيا حلو فى المناسبات دى .
نظيم : متهيأ لى الأحمر أنسب .. إستحمر إنت وتوكل على الله .
الأستاذ : ماشى يانعيم .. بس أنا مش عارف أخش إزاى .
نظيم : برجلك اليمين .
(يحاول الأستاذ نقل قدمه اليمنى فلا يستطيع ثم يحاول رفعها بيديه فتأبى الحركة ، فيشير إلى قدمه) 
الأستاذ : مش راضية .. تعالى شِد معايا .
نظيم : آسف يابوالناس ، ماينفعش حد يشد لك .
الأستاذ : إنت إفتح لى الباب بس ، هاتلاقينى دخلت على طول .
نظيم : (يتوجه ناحية الدكتورة) .. أبو الناس بيخبط عليك ياباب .. أفتح له .
د.أنهار : مفتوح .
نظيم : إتفضل ياسيدى .. إدخل وبرطع .
الأستاذ : أبرطع ؟
نظيم : إتلحلح بقى وخليك حِرِك .. هى أول مرة تتجوز ؟
الأستاذ : أول مرة يانظيم  .
نظيم : وأم العيال .. مش جوازة وإلا إيه ؟
الأستاذ : ما إنت شفتها بعينك .
البيو: ممكن أتكلم يابوالناس ؟
الأستاذ : إتكلم يابيو .
البيو : المشكلة إن فيه فرق سرعة .
الأستاذ : نزود السرعات .
البيو : وفرق الموديل .
الأستاذ : نعدل الموديلات .
نظيم : يبقى توكل ، باليُمن والبركات .
الأستاذ : (يقترب من الدكتورة) .. إيه رأيك يادكتورة ؟
د.أنهار : فى إيه ؟ 
نظيم : هانستعبط بقى .. خلصى يادكتورة قبل الراجل مايغير رأيه .
الأستاذ : براحتها خالص ، أنا مش هاأغير أبدا ، بس والنبى تستعجلى الرد .
د.أنهار : اللى تشوفه يابوالناس .. بس أنا كنت وهبت نفسى للقضية .
نظيم : وأبوالناس هو كمان واهب .. وكده يبقى إنتم الإتنين واهبين .. قصرى ولِمى الدور ، مش عايزين نكتر فى الكلام .
د.أنهار : يعنى أعمل إيه ؟
الأستاذ : قل لها يانظيم .
نظيم : أنا باأقول أهه .. إستنى إنت شوية .
الأستاذ : (يدفع نظيم أمامه ويقف خلفه واضعا يده على كتفه) .. إتفضل ياسيدى .. قل لها .
نظيم : (يدفع يد الأستاذ عن كتفه وينفخ صدره رافعا رأسه متقدما خطوتين) .. مين ولى أمرك يادكتورة ؟
د.أنهار : (تشير على الأستاذ) .. أبوالناس .. ولى أمرى وأمر كل الناس .
(يستدير نظيم ليواجه الأستاذ) 
نظيم : خلصت ياسيدى .. إنت ولى أمرها .
الأستاذ : يعنى أعمل إيه ؟
نظيم : تخش على نفسك ، وتطلبها منك .
الأستاذ : وبعدين ؟
نظيم : توافق عليك .
الأستاذ : وأتجوزها .
نظيم : لما تتشبكوا الأول .
الأستاذ : إشبكنا يانظيم أحسن مش عارف أتشبك .
نظيم : أحط إيدك فى إيدها يعنى وإلا أعمل إيه ؟
الأستاذ : لأ .. الكلمتين اللى بيتقالوا .. تطلب إيدها وتتكسف والحاجات دى .
نظيم : ماشى ياسيدى .. (ينفخ صدره ويرفع رأسه مخاطبا الدكتورة) .. إسمعى يادكتورة .
د.أنهار : سامعة ياعمو .
نظيم : من الآخر ، ومن غير تحابيش ..
الأستاذ : (يدفعه بيده فى ظهره) .. خلص فى الكلام .
نظيم : بالعربى .. 
الأستاذ : هه .. (يدفعه بيده فى ظهره) .. هُب .
نظيم : إحنا جايين النهار ده علشان نطلب إيدك ، وأعتقد إن إبننا راجل كويس .. لاتشوبه شائبة .. ( يلتفت إلى الأستاذ ويشير إليه بيده لكى يتقدم) .. تعالى يابنى .. قرب شوية .
(يتقدم الأستاذ)    
الأستاذ : حاضر ياعمو نظيم .
نظيم : (يشير بيده للأستاذ لكى يلف) .. لف يمين .. لف شمال .
(يلف الأستاذ يمينا وشمالا ثم يقف ثابتا واضعا يديه خلف ظهره نافخا صدره)
الأستاذ : تانى ؟
نظيم : لأ كفاية .. زى ما حضرتك شايفة يادكتورة ، على الطبيعة لا غش ولا تزوير .. إيه رأيك ؟
د.أنهار : فى إيه ياعمو نظيم ؟
نظيم : هاتدينا إيدك .
(تشبك الدكتورة أنهار أصابع يديها وتحنى رأسها وتهمهم بكلام غير مسموع)
نظيم : على صوتِك يابنتى مش سامع .
(تهمهم الدكتورة مرة أخرى)
نظيم : يابنتى كده ماينفعش .. هو فى الحالات دى السكوت علامة الرضا .. إنما هاتتكلمى يبقى تقولى كلام مفهوم .
(تضع الدكتورة يدها على فمها)
الأستاذ : رضا يانظيم .. (يرفع يديه عاليا) .. رضا أهه ، رضا أهه .. (يستدير مخاطبا الموجودين) .. مفيش مبروك يابنى إنت وهو ؟
البيو : مبروك يابوالناس .. إتوكل على الله وأنا هاأعمل اللى أقدر عليه .
الأستاذ : ده أنا اللى هاأتجوز مش إنت .
البيو : قصدى إنك لو لقيت نفسك محتاج مساعدة ، إبقى إدينى خبر .
الأستاذ : ياواد ياقليل الأدب أنا بفضل الله أساعد عشرة زيك .
البيو : فهمتنى غلط يابوالناس .. قصدى شوية مقويات ، ملحلحات .. وحاجات من دى .. قصدى شريف والله .
(يتقدم الجنرال ويؤدى التحية العسكرية)
الجنرال : إسمح لى يافندم أقدم أصدق التهانى .. ومبروك لنا كلنا .
الأستاذ : لىّ أنا وحدى .. مش واخدها على المشاع .. (يخاطب مسترماكس والمحامى) .. شكلكم مش حلو أبدا .. زعلانين ومش فرحانين لأبوالناس . 
مسترماكس : فرحانين يابوالناس .. (يرسم إبتسامة على فمه ويشير إليها بيده) .. أهه .. فرح كتير .
الأستاذ : طيب سمعنى زغرودة ياخواجة .
مسترماكس : وعشرة بلدى كمان .. 
الأستاذ : طّبِل ياواد ياغريب .
(يطلق مسترماكس زغرودة وهو يتراقص بينما يطبل المحامى على الطاولة)
نظيم : كده بقت مسخرة يابوالناس .
الأستاذ : فرح يانظيم .. خليهم يفرحوا شوية .
(يقترب مسترماكس من نظيم ويمسك بيده لكى يرقص معه ، فيدفعه نظيم فى غضب) 
نظيم : إمشى بلاش قلة قيمة .
الأستاذ : ماتفرح يانظيم إنت وش نكد ليه ؟
مسترماكس : (يمسك بيد الأستاذ وهو يتراقص) .. سيبك منه .. إرقص إنت .
(يتراقص الأستاذ مع مسترماكس)
نظيم : كده شكلك مش قد سنك .. وعيب كده .
الأستاذ : بطل يابنى إنت وهو .. نعيط يعنى يانظيم ؟
الجنرال : (يؤدى التحية العسكرية) .. أنا رأيى نشغل موسيقى عسكرية أحسن .. رزينة ومحترمة . 
الأستاذ : لا محترمة ولا قليلة الأدب ، إحزنوا علشان خاطر نظيم .. ليه كده يانظيم ده إنت كده هاتخلينى أكرهك .
مسترماكس : كويس كده ؟ .. أهو كرهك أهه .
الأستاذ : إطلع إنت منها ياخواجة .. أنا خارج مع الدكتورة نشرب كابتشينو .. وأظن كده مفيش كلب يقدر يفتح بُقه .
نظيم : كده تشرب براحتك .
الأستاذ : وعلى مانرجع تكونوا خلصتم الواجب .. فاكرينه ؟
نظيم : الأكل والحب .
الأستاذ : لأ يانظيم .. الحب والأكل .
نظيم : ودى تفرق إيه عن دى ؟
الأستاذ : تفرق الأولوية .. الحب قبل الأكل .
البيو : مش صح .. الناس تقدر تعيش من غير حب .. إنما من غير أكل لأ .
المحامى : كتر خيره ياجدعان .. الفرحة توهته .
الأستاذ : خسئت ياولد .. أنا أتوه أنا ؟ .. ياواد دى حاجات إنت ماتعرفهاش ، وإن عرفتها ماتفهمهاش ، أفهمها لك وإلا بلاش ؟
المحامى : مش عايز أفهم .
البيو : أنا أحب أفهم .
نظيم : أنا كمان .
الأستاذ : أفهمكم أنا .. لما يبقى عندنا أكل وإحنا مش بنحب بعض .. هانعمل إيه ؟
نظيم : هاناكل .
الأستاذ : كله هايخطّف .. والضعيف مش هايلحق حاجة ، إنما لما يبقى الحب متفشى وجه الأكل .. هايحصل إيه ؟
نظيم : هاناكل .
الأستاذ : كلنا .. هانقسم اللقمة مع بعضنا .. كلنا هاناكل .. مش ناس وناس .. (يشير للجميع) .. صح ياااا ؟
نظيم : صح .
البيو : صح .
مسترماكس : صح .
المحامى : يعنى .
الأستاذ : يبقى الحب أولا .. بينا ياحب على الكابتشينو .
(تخرج الدكتورة ومن خلفها الأستاذ الذى يتوقف عند الباب ويلتفت إليهم)
الأستاذ : الواجب .. الهوم وورك ياحبيبى إنت وهو .. عايز فكر من نار .
(يخرج الأستاذ ومن خلفه التوب ، فيسارع مسترماكس ويشير للجنرال)
مسترماكس : تشويش جنرال .. شوِش شوِش بسرعة قبل ماييجى .
(يخرِج الجنرال الجهاز من جيبه ويضغط عليه)
المحامى : مش هاييجى .. 
مسترماكس : ليه محامى ؟
(يتبادل الجميع الحديث بينما نظيم ينظر إلى المتكلم فى بلاهة)
المحامى : لأنه مش هايعوز ييجى .. إذا كان نسى ياخد سيجارة الحمام .. حد يسيب العسل وييجى للبادنجان .
الجنرال : خلاص مش هايبقى وراه حاجة غير العسل يابادنجان . 
مسترماكس : أبوالناس أتلفه الهوى ياناس .
البيو : هو حسب معلوماتى وأبحاثى فى البيوتكنولوجى ممكن يتلف .. يبوظ ، إنما يمكن إصلاحه .
مسترماكس : وفى حالة بوظانه .. هانعمل إيه ؟  
الجنرال : أنا شايف إننا لازم ناخد سلطات وصلاحيات .
المحامى : مش هايفرط فى حاجة .
مسترماكس : نفرض وهو بايظ قابلتنا مواقف تحتاج إتخاذ قرارات .
الجنرال : طبعا هاياخد قرارات بايظة زيه .
مسترماكس : تبقى الدنيا باظت .
الجنرال : طبعا .. الناس هاتعمل إيه إذا كان أبوهم بايظ ؟ 
البيو : مستعجلين ليه ؟ .. إذا باظ أنا هاأصلحه .. ده أنا حتى ممكن أعمل له صيانة دورية تخليه يطوِّل شوية .
الجنرال : (يشير بيده لنظيم وبلهجة قاطعة)  .. معانا إنت ؟
نظيم : هو أنا مش هنا ؟
الجنرال : قصدى معانا فى القضية المطروحة .
نظيم : حد رفع قضية ؟
الجنرال : إنت سمعتنا وإحنا بنتكلم من شوية صغيرة ؟ 
نظيم : سمعتكم .
الجنرال : وإيه رأيك فى الموضوع ده ؟
نظيم : هو موضوع وإلا قضية ؟
الجنرال : مش مهم .. إنت رأيك إيه ؟
نظيم : مهم جدا ياجنرال .. لو موضوع يبقى نناقشه ، إنما لو كانت قضية يبقى إصدار حكم .
مسترماكس : أحكم إنت ، إحنا عارفينك راجل دوغرى وماتحبش الغلط والبين بين .. وراضيين بحكمك .. أحكم .
نظيم : بس شكلنا كده بنتآمر على أبوالناس .
الجنرال : (يتقدم ويؤدى التحية العسكرية لنظيم) .. لا يافندم .. ده لمصلحة البلاد والعباد .
نظيم : وإنت بتعظّم لى قوى كده ليه ؟ .. أنا مالى .
مسترماكس : مش هانلاقى حد أحق منك بالشرف ده ، أنت الخليفة .
نظيم : (يشير إلى نفسه متعجبا) .. أنا ؟
الجنرال : طبعا .. أبوالناس اللى إختارك .. ده بنى لك ضريح  جنب منه على طول .. إنت الخليفة وهاندفنك جنب منه .    
المحامى : وإوعى ، إوعى تكرر اللى عمله ، إبعد عن الدكتورة خالص ، أحسن تبوظ ، ونوديك للبيو .. ويلعب فيك علشان يصلحك .. شفت بعينك أهه . 
(يسمع صوت الأستاذ قادما من الخارج)
الجنرال : بس .. روميو جاى .
(يهرع الجميع للجلوس فى أماكنهم ماعدا نظيم الذى يظل مكانه وتدخل الدكتورة ومن خلفها الأستاذ والتوب الذى يلازم مكانه بجوار الباب وتتجه للجلوس على المكتب والتسجيل على الكمبيوتر)
نظيم : أهلا وسهلا .
الأستاذ : أهلا يانظيم .. عقبالك لماتلاقى بنت حلال ترضى بك .
نظيم : لا ياسيدى أنا كده كويس .
الأستاذ : ياراجل بنت الحلال هاتصلح فيك كتير .
نظيم : متشكرين .
الأستاذ : على كيفك .. (يضم قبضته ويفرد إبهامه ويوجهه للأسفل) .. الظاهر إنك مالكش ..
نظيم : فى إيه ؟
الأستاذ : مالكش فى الدلع .. ياراجل دلع نفسك .. لاتنسى نصيبك من الحلويات .
نظيم : وأبوظ ، والبيو يصلحنى .. لا ياعم أنا كده عاجبنى .
الأستاذ : براحتك ، إنت حر ، لو سمحتم نبدأ الشغل .
نظيم : هاتسيب الحلويات وتشتغل ؟
الأستاذ : لأ يانظيم .. بس شوية شغل وشوية حلويات .. الكلام واحد .. واحد .. ويرفع إيده قبل مايتكلم ، واللى مش عاجبه .. هو حر بقى .
البيو : (يرفع يده طلبا للكلمة) .. أنا .
الأستاذ : إتفضل يابيو ، بس أنا عايز كلام مباشر .. ماقل ودل . 
البيو : تحب نبدأ بأى موضوع ؟
الأستاذ : سبق وقلنا الحب أولا .. عندك حلول ؟ 
البيو : كتير .. عندى أكتر من حل .
الأستاذ : قل يابيو .
البيو : طبعا إنت عايز الناس تحب بعضها .. وكله واحد .
الأستاذ : إنت شايف غير كده ؟
البيو : لأ .. تأكيد مش أكتر .
الأستاذ : خلص يابيو علشان نشوف غيرك . 
البيو : الحل هاياخد شوية وقت .. بس النتيجة مائة فى المائة .
الأستاذ : خش على الحل على طول .
البيو : إحنا ممكن بالبيوتكنولوجى خلال كام جيل نخلى الناس كلها شبه بعضها .
الأستاذ : ودى مالها ومال الحب يابنى .. ده الناس مش هاتعرف بعضها ؟
البيو : ده المطلوب يابوالناس .. البنى آدم هايحب كل الناس ، أى حد يشوفه هايحبه .
الأستاذ : إشمعنى ؟
 البيو : لو أكبر سنا ممكن يكون أبوه .. هايحبه ؟
الأستاذ : ولو أصغر منه ؟
البيو: يبقى إبنه .. حد هايكره إبنه أو أخوه الصغير ؟
الأستاذ : كلام معقول يابيو .. بس فيه مشكلة هنا .
البيو : مفيش مشكلة يابوالناس .. هاتعقّدها ليه ؟
الأستاذ : ده دمار مش حل يابنى .. كده الناس هاتنقرض .
البيو : لأ يابوالناس .. مفيش أى تأثير على النواحى الإنجابية ، وكل شئ طبيعى .
الأستاذ : يابيو الواحد هايتجوز إزاى وهو مش عارف اللى هايتجوزها دى أخته وإلا بنته .. ولو كانت واحدة عايقة ومخلية بالها من نفسها حبتين ، ممكن تطلع أمه .
البيو : عادى .
الأستاذ : ياراجل دى كانت تبقى بوظة .. لا لا لا لا ، ده دمار أخلاقى .. إنسى الكلام ده .. صفر .. صفر إيه ؟ .. الأصفار كلها مش صفر واحد .. طيب زمايلك .. (يشير للزملاء) .. أجيب لهم أصفار منين دلوقت .
البيو : أنا شاكر فضلك وياريت تقبل منى كام صفر للزملاء ، أنا مش طماع ، وهم يستحقوا كل صفر .
الأستاذ : الراجل إتنازل لكم عن كام صفر من عنده .. حد عايز أصفار .
الجنرال : (يهب واقفا ويؤدى التحية العسكرية) .. نعمل قانون بمعاقبة اللى مايحبش ، قوم الناس تخاف وتحب .
الأستاذ : جرى إيه ياجنرال ؟ .. إنت ها ترجعنا للتخلف تانى ؟ .. عايز الناس تحب بالعافية .
الجنرال : بالقانون يافندم .
الأستاذ : دى الأصفار اللى أخدها البيو مش هاتكفيك ، إقعد جاتك نيلة .. حد تانى عايز أصفار ؟
نظيم : بس بلاش الحكم مسبقا .
الأستاذ : إتفضل ياخبير .. ماتخافش زمايلك خلصوا الأصفار .. والمتاح حاليا فوق .. أو تحت الصفر ، وياريت تطول رقبتى وتكون على قد مكانتك عندى .
نظيم : أنا شايف إن الحب فى الطبيعة البشرية ، وكل ماعلينا إننا نعمل حاجة طبيعية تطلع اللى فى الناس من جوه .
البيو : سهلة دى .. شمة واحدة مش حقنة وإلا كبسولة ، تلاقى كل الناس بتحب فى البيت وفى الشارع .. كله كله .
الأستاذ : وتبقى زيطة ، ومسخرة ، يابنى مش عايزين نلعب فينا .. إلعب فى أى حاجة فى الدنيا إلا نفسك .
البيو : بس ممكن نطور .. ده إحنا ممكن نعمل حاجات كتير .
الأستاذ : عملك إسود .. إحنا إتخلقنا كده ، يبقى نعيش كده ، إسكت إسكت .. كمل يانظيم .
نظيم : لاحظت إن البيو قاطعنى بدون إذن ؟
الأستاذ : لاحظت .
نظيم : مش همجية دى ؟
الأستاذ : (يرفع يده وصوته) .. همجية ؟ .. إزاى يابيو تتهمج وإحنا قاعدين ؟
البيو : أنا آسف .. ماكانش قصدى .
الأستاذ : مادام إنت معترف ، ومن غير إعتراف كمان  ، قوم أقف هناك ووشك للحيط .. (يتوجه البيو نحو الحائط) .. إيدك فوق .. إثبَت ولا حركة .. (يشير إلى البيو)  .. دى آخرة الهمجية .. خلاص كمل يانظيم .. وإلا عايزنى أمده لك على رجله ؟
نظيم : يستاهل يابوالناس .. المرة دى قاطع خليفة ، المرة الجاية يقاطع أبوالناس ؟  
الأستاذ : مين خليفة اللى إتقاطع؟
نظيم : أنا خليفة .
الأستاذ : إنت مش إسمك نظيم ياخليفة ؟
نظيم : أيوه .
الأستاذ : خليفة بقى .. جبته منين ؟
نظيم : (يشير ناحية الموجودين) .. هم اللى جابوه .
الأستاذ : منين ؟ 
نظيم : (يشير إلى نفسه) .. أنا  جابونى من المستقبل ، وكان إسمى خليفة .. قمت لقيتنى هنا  .. (يشير إلى نفسه .. ) .. أنا الإتنين .
الأستاذ : بس إيه حكاية خليفة ؟
نظيم : ده لقبى المستقبلى .
الأستاذ : يعنى شافوا لك الطالع ؟
نظيم : لأ إستشراف للمستقبل ، وزى ماتقول هم قالوا لى .
الأستاذ : وده إيه علاقته بخليفة ياخليفة ؟
نظيم : (يشير إلى الأستاذ) .. شفت ، إنت قلتها بلسانك ، يبقى كلامهم صح .. وده التطور الطبيعى .. أبوالناس يبوظ ، أو .. المهم هايبقى عهد إنتهى وخلص ، وعهد جديد فى التاريخ ، نسميه إيه يابوالناس .
الأستاذ : إنت رأيك إيه ؟
نظيم : مش عارف .
الأستاذ : مستعجلين ليه ؟ .. مش لما ييجى أجل ربنا ؟ 
نظيم : قالوا لى الدكتورة هاتقرب أجل ربنا .
الأستاذ : وإنت صدقتهم ياخليفة ؟
نظيم : أعمل إيه ؟ .. لقيت كلامهم منطقى .
الأستاذ : ورحت معاهم لحد فين ؟
نظيم : (يشير تحت قدميه) .. لحد هنا .
الأستاذ : قصدى وصلتم لإيه فى الكلام ، والتخطيط .. قول ياخليفة .
نظيم : عايزين شوية سُلطات وصلاحيات .. علشان لما إنت تبوظ ، يقوموا هم يمشوا أمور البلاد والعباد .
الأستاذ : أبوظ إزاى يانظيم ؟
نظيم : البيو قال ، هايحصل فيك تغيرات بيولوجية وفسيولوجية ، بالإضافة للفرق فى السرعات .. ده إنت ممكن تضرب خالص .
الأستاذ : (يشير إلى الدكتورة) .. بتكتبى إيه يادكتورة ؟؟ .. مش تخليكى معانا شوية ؟
د.أنهار : باكتب التاريخ .. حضرتك قلت سجلى كل حاجة .
الأستاذ : كله كله .
د.أنهار : لو سمحت .. (تشير ناحية الركن البعيد) .. كلمتين على جنب .
الأستاذ : (يشير إلى الجانب الذى أشارت إليه الدكتورة) .. أنا أحب الكلام على جنب .. والجنب ده بالذات .. إتفضلى .
(يبتعد الأستاذ والدكتورة إلى الجانب وهى تتحدث بصوت خافت ويدخلان فى نقاش بالإشارة باليد وحركة الجسم إلى أن يقوم بحركة يده لتمهله ويعودا فتجلس هى إلى المكتب)
د.أنهار : لما نشوف .
 (تتجه الدكتورة فتجلس إلى المكتب وتوجه الأستاذ إلى نظيم)
الأستاذ : وإيه كمان يانظيم ؟ 
نظيم : بس .
الأستاذ : قل الحق .. الكداب بيروح النار .
نظيم : حاشا ياباشا .. ده لو على رقبتى .
الأستاذ : عارفك ياخليفة .. عبيط وسهل يتضحك عليك .
(يضع البيو يده على بطنه ويشير بيده الأخرى للأستاذ الذى لا ينتبه له)
نظيم : (يشير إلى البيو) .. البيو .
الأستاذ : ماله الزفت .
نظيم : عايز يعمل زفت .
الأستاذ : (يشير بيده ناحية الباب) .. روح.. حد تانى عايز يعمل زفت ؟
(يرفع مسترماكس والجنرال أيديهم فيشير لهم بالإنصراف)
المحامى : (يرفع يمناه) .. ممكن .
الأستاذ : زفت إنت كمان ؟
المحامى : لأ .. كابتشينو .. (يهرول خارجا) .
نظيم : أشرب أنا قهوة بالمرة .. يابخت من أفسح ، وتفسح .. 
(يتوجه إلى الباب ويخرج)
الأستاذ : ياتوب .
التوب : أبوالناس .. (يقترب من الأستاذ ويقف حانيا رأسه)
الأستاذ : إنت مش شامم ريحة وحشة ؟
التوب : شامم .
الأستاذ : تقدر تقول لى مصدرها إيه ؟
التوب : الزفت بتاع البيو وماكس ، لازم تكون ريحته زفت مش وحشة بس .
الأستاذ : ياتوب أنا كلامى أكبر من الزفت .. الدكتورة الله يسترها ويفتح بصيرتها شمت ريحة مش كويسة .
التوب : ألف سلامة لها ، مش الحمد لله بقت كويسة ؟
الأستاذ : فتح مخك ياتوب .. أنا قصدى إنها شمت ريحة مؤامرة ، بس باكلمك بالسيم .. إنت مش بتتكلم سيم برضه ؟
التوب : (يقفز ويأخذ وضع إستعداد للقتال ويصرخ) .. خيانة ؟
الأستاذ : مش عايزك تتسرع .. يمكن إحنا فهمنا غلط ؟
التوب : لا يابوالناس .. هو ده الطبيعى ، بعد الثورة تحصل ثورة ، أو إنقلاب على الأولانيين .. وبعد منها ثورة تانى وإنقلاب على التانيين .. ونفضل كده لحد مانخلص على بعضنا .
الأستاذ : والعمل إيه ياتوب ؟
التوب : نتغدى بيهم قبل ما ..
الأستاذ : نغدر بهم ياتوب ؟ .. والتاريخ يقول علينا غدارين ؟
التوب : فاهم يابوالناس .. بس أنا أعمل إيه دلوقت ؟
الأستاذ : تصحى ياتوب .. وأول ماييجوا يتعشوا بينا ، تقوم إنت شافطهم .
التوب : صاحى ومصحصح يابوالناس .. ماتخافش وحط فى بطنك بطيخة صيفى .
الأستاذ : خلى بالك ياتوب .. أنا داخل دنيا جديد .
التوب : ماتخافش إنت فى عينى من جوه ، وقافل عليك .
الأستاذ : (يشير إلى الدكتورة) .. والغلبانة دى ، دخلها معايا .
التوب : فى العين التانية وأقفل عليها .
الأستاذ : لأ حطنا فى عين واحدة .
التوب : مش تبقى زنقة شوية ؟
الأستاذ : مش زنقة ولا حاجة .. وبعدين هاندخل دنيا إزاى لما هى فى عين ومقفول عليها وأنا بعيد فى العين التانية ؟
التوب : صحيح ده إنت محتاج زنقة .. عموما هاتلاقينى لازق لك فى كل مكان .
الأستاذ : وأدخل دنيا إزاى وإنت لازق لى ؟
التوب : أغمض عينى .
الأستاذ : آه والنبى ياتوب ، غمض عينيك بس فتّحها كويس .. خليك على الباب أحسن .
التوب : اللى تشوفه يابوالناس ؟
الأستاذ : طيب نادى على الناس نخلص شوية الشغل اللى معانا علشان أدخل الدنيا وأنا بالى رايق .
التوب : حاضر يابوالناس .
(يتجه التوب ناحية الباب حتى يصل إليه)
الأستاذ : وخليهم تحت الملاحظة .. إوعى تآمن لهم .
التوب : إجمع الناس عند أبوالناس .
(يدخل نظيم ومن خلفه الجنرال والبيو ثم مسترماكس والمحامى ويتجه كل منهم إلى مكانه)
نظيم : سلام .
الأستاذ : سلام .. خليكم معايا وعايز تركيز ، عايزين ننتهى من وضع حلول للحب والأكل .. حد فيكم قدر يوصل لحاجة ؟ .. (لا يجيبه أحد ويسود الصمت فينظر الأستاذ إليهم) .. الظاهر مفيش فيكم فايدة .. ياتوب .
التوب : (يقترب من الأستاذ) .. أبوالناس .
الأستاذ : شيل الترابيزات والكراسى اللى قاعد عليها الناس دى ورجعها .. خسارة فيهم .
(يرفع التوب ترابيزة ويضعها قرب الباب وينادى معاونيه فيدخلوا ويقوموا بنقل الباقى)
التوب : حاجة تانى يابوالناس ؟
الأستاذ : شكرا ياتوب ، نروح بقى إحنا نشوف حالنا .. ورانا فرح وجواز .
البيو : ربنا معاك يابوالناس .. وزى ما قلت لك ، أنا فى الخدمة .
الأستاذ : ربنا ما يحوجنا لك .. بينا يادكتورة نشوف حالنا .
(يتجه نحو الدكتورة ويتناول يدها ويصحبها إلى الخارج)
مسترماكس : (يشير إلى الجنرال) .. تشويش ياجنرال ، بسرعة .
(يخرج الجنرال الجهاز من جيبه ويضغط عليه)
الجنرال : كله تمام .. إتكلم .
مسترماكس : شفتم وصلنا لإيه ؟ 
الجنرال : بقينا فى الحضيض ياجماعة .. مين عارف هايعمل فينا إيه بعد كده .
مستر ماكس (يشير إلى نظيم) .. صدقت ياعم خليفة .. دى البشاير ، واللى جاى يعلمه ربنا .
نظيم : والعمل إيه ؟
(يرن هاتف مسترماكس فيرد عليه)
مسترماكس : شغال .. شغال .. معقول هى تعمل كده ؟ .. حاضر حاضر .. (يضع الهاتف فى جيبه ويلتفت إلى نظيم) .. شفت المدام عملت إيه ؟
نظيم : مدام مين ياخواجة ؟
مسترماكس : أم الناس ياسيدى .. مبهدلة الناس .
نظيم : ليه يعنى ؟ .. وبأى حق تعمل كده ؟
مسترماكس : حقها فى الميراث من أبو الناس ، الله يرحمه بقى ، إختارت كام بلد منشنشين شوية .. وقاعدة فى الشارع .. اللى رايح تقلِّبه واللى جاى تقلبه .. قال إيه ؟ .. هاتعمل نهضة وتنمية .
نظيم : هو أبو الناس الله يرحمه ... ؟
البيو : إكلينيكيا .. 
الجنرال : أنفاس معدودة ..  و .. (يشير بيده بعيدا)
نظيم : كان كويس من شوية ؟
الجنرال : أنفاس أخيرة . 
مسترماكس : ولازم نحط إيدنا على السلطة فى أسرع وقت .
الجنرال : وخليفة واقف زى الوحش أهه .. جاهز ياخليفة ؟
نظيم : لأ بعد ما ناخد العزاء ، ونحزن عليه شوية .
الجنرال : بعدين بعدين .
نظيم : مش ها ننكس الأعلام .
مسترماكس : وهانعلن الحداد ، كل حاجة هانعملها ، بس لازم نتحرك فورا .
نظيم : (يمشى فى مكانه ويهز جسمه) .. نتحرك ، مش بتتحركوا ليه ؟
الجنرال : ياعم خليفة .. إنت مش عايز تبقى خليفة ؟
نظيم : عايز .. بس لما نخلص العزا فى أبوالناس .
مسترماكس : كان ماضى وراح ، وبعدين شوف هو بيعمل إيه وسايب مصالح الناس .. وإلا مراته اللى سايبها ترازى فى خلق الله .
الجنرال : (يشير إلى نظيم وفى صوت جهورى) .. إمسك الزمام ياخليفة .
نظيم : (يمد يده إلى الجنرال) .. هات .
الجنرال : أجيب إيه ؟
نظيم : الزمام .. هاته .
الجنرال : إحنا قصدنا تُمسِك مقاليد الأمور .
نظيم : بس الراجل لسه فاضل فيه كام نفس .. بعدين يفتكرها غدر .
مسترماكس : ولو .. إنت حلفت له يمين الولاء ؟
نظيم : لأ .
الجنرال : يبقى لا لوم ولا عتاب ..  إستلم ياخليفة على بركة الله .
نظيم : سلمنى وأنا أستلم على طول .. بس فيه شرط .
مسترماكس : موافقين عليه من غير ماتقوله .
نظيم : علشان ماحدش يجيب لى خليفة .. تحلفوا لى يمين الولاء ..
الجنرال : والطاعة كمان .
مسترماكس : وكلنا موافقين .. إستلم ياأخى وخلصنا .
نظيم : لما ييجى أبوالناس أستلم منه على طول .. مش هو اللى معاه الحاجات ؟
الجنرال : أبوالناس خلاص مش فاضى وساب كل الحاجات . 
نظيم : إذا كان كده ماشى .. هاتوا لى الحاجات .
مسترماكس : خلاص ياخليفة روح إنت إرتاح على ما نجيب لك الحاجات .
نظيم : أنام شوية ؟
الجنرال : أحسن حاجة تعملها .. نام إنت وسيب الباقى علينا .. إحنا هانخلص كل حاجة .
نظيم : هو ده الكلام .. بقى لى كام يوم وعينى لم رأت نوم .. بعد إذنكم ياقوم .   
(يرفع يده بالتحية ويتوجه خارجا)
الجنرال : نام وإشبع نوم .. لحد ماتقوم لوحدك .
نظيم : شاكرين .. مشكورين .. هى دى الناس اللى بتقدر قيمة الناس .
(يخرج نظيم فيقترب البيو ومسترماكس والمحامى من الجنرال)
مسترماكس : هانخلص إزاى من أبوالناس .
الجنرال : سيبوا لى أنا الموضوع ده .
مسترماكس : هاتعمل إيه ؟
الجنرال : هاأعمل اللى ربنا يقدرنى عليه .. طلقة طائشة ، قنبلة ميكروسكوبية .. ولو عايزين أدبحه .. أدبحه .
مسترماكس : مش هاتقدر لأن التوب بيحميه ، وإنت مش هاتسلك معاه .
الجنرال : صحيح ، يبقى التوب يموت أولا .
مسترماكس : مش هاتقدر .. التوب معاه رجالة ياكلوا الزلط .
الجنرال : وبعدين .. يعنى مش هانعرف نخلص منه ؟
المحامى : أنا عارف طريقة فيها الشفا .
مسترماكس : إيه هى الطريقة ؟
المحامى : بس عندى شرط .
الجنرال : لو فيها الشفا صحيح .. شرطك .. لأ كل شروطك موافقين عليها .
مستر ماكس : شرط إيه ياغريب ؟
المحامى : الدكتورة .
الجنرال : مالها ؟
المحامى : تكون من نصيبى أنا .
الجنرال : على بركة الله .. (يمد يده للمحامى مهنئا) .. مبروك عليك الدكتورة .
مسترماكس : (يمد يده لتهنئة المحامى) .. عرفت تنقى يامضروب .. مبروك ياغريب .
البيو : وأنا بقى هاظبط لك السرعات .. (يشير إليه وهو يضم قبضته اليمنى ويرفع الإبهام) .. وأخليك كده .
الجنرال : وآدى السرعة وخلصنا منها .. عايز حاجة تانى ياعم ؟
البيو : : إتقفنا .      
مسترماكس: أوكى .. إتفقنا .. تطلع إيه بقى اللى فيها الشفا .
المحامى : خالتى .. هى اللى هاتعمل كل حاجة ، وتخلَصنا منه .
الجنرال : تخلصنا منه إزاى ؟
المحامى : تخلصنا منه كده وكده وكده .. (يضرب بيده فى الهواء يمنة وشمالا ثم للأسفل ثم يسحق الأرض تحت قدميه) .. وكده كمان . 
الجنرال : (يخرج التليفون من جيبه ويناوله للمحامى) .. خد إتصل بها قوام .
(يتناول المحامى التليفون من الجنرال ويسأله)
المحامى : أتكلم ؟
الجنرال : إتكلم بسرعة قبل ما حد ييجى .
المحامى : أيوه ياخالتى .. أنا إبن أختك .. إلحقى جوزك بيتجوز عليكى .. أيوه الدخلة الليلة .. جاية ؟ .. بسرعة قبل الفاس ماتقع فى الراس .
(يناول التليفون للجنرال)
مسترماكس : هاتيجى ؟
المحامى : مسافة السكة .. بتقول إنها مش بعيد .
(يدخل التوب يتبعه الأستاذ وبجانبه الدكتورة ترتدى فستان فرح)
الجنرال : هو ده الكلام .. بالهنا والشفا يابوالناس .
البيو : مبروك يابوالناس .
مسترماكس :عصفورين كناريا ياناس ، مش ناقصكم غير القفص .
الأستاذ : فرحانين ؟
الجنرال : حضرتك شايف غير كده ؟
الأستاذ : شفت وسمعت كل حاجة ياكلاب .. والمؤامرة كلها متسجلة .. ياتوب .
التوب : أبوالناس .
الأستاذ : عايزك تتحفظ عليهم ، أتجوز الأول وبعدين أروق لهم .
التوب : فى عينى يابوالناس .
الأستاذ : وإقفل عليهم كويس .
التوب : قدامى ياخاين إنت وهو .
الأستاذ : إستنى ياتوب يشهدوا على عقد الجواز ، وبعدين تعمل معاهم الصح .
(تتعالى أصوات من الخارج ويدخل نظيم مهرولا)
نظيم : المدام جاية وماسك سكين .. لأ ساطور .. وعينيها بتطلع شرار .
(تدخل الزوجة  ممسكة بسكين فى يدها وتتناول الكرسى القريب باليد الأخرى وتلقيه نحو الأستاذ ثم تتجه نحو الدكتورة)
الزوجة : عايزة تاخديه ياأختى ؟ .. ولو إنك هاتبقى عملتى معروف ، إنما مش أنا اللى يتاخد منى راجل ، حتى استأذنى ، كنت هاقول لك بالهنا والشفا .. ده أنا هاشافطك .
المحامى : (يقترب من الزوجة) .. مش قلت لك ياخالتى ؟
الزوجة : الناس تقول عليا إيه ؟ .. مش مالية عينيه ، معيوبة ، ها تتقطعى إنت والكلاب دى كمان .
(تضرب بالسكين يمينا وشمالا وتجرى خلفهم إلى الخارج بينما يقف المحامى بجوار المكتب فيمسك الأستاذ برقبته ويضغط عليها حتى يخرج لسانه ويخر على ركبتيه من الألم)
الأستاذ : قلت لها ليه ؟ .. قلت لها ليه ؟ .. قلت لها ليه ؟ 
(يسود الصمت وتدخل الزوجة حاملة صينية فوقها بضعة أطباق تضعها جانبا وتخلص رقبة غريب من يدالأستاذ)
الزوجة : مالك ياراجل ومال الواد .. عمل لك إيه ؟
المحامى : والله ياخالتى ماعملت حاجة .. كنا قاعدين فى أمانة الله بنشرب سيجارة ، لقيته راح ماسك فى رقبتى وعايز يموتنى . 
الزوجة : مش قادرين تستنوا على ما أقلى لكم البطاطس هاتاكلوا بعض .
الأستاذ : أنا سامعه وهو بيقول لك فى التليفون ، تعالى بسرعة قبل الفاس ماتقع فى الراس .. (يهم بالإمسك بالمحامى مرة أخرى فيجرى للخارج يتبعه الأستاذ والزوجة)
(ويسدل الستار) 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق