مجلة الفنون المسرحية
مرحى لفرسان الإعلام الألكتروني المباشر لمهرجان المسرح العربي12- الأردن 2020
عبدالعليم البناء – العراق
إذا كان الإعلام الإلكتروني هو الإعلام الذي يتم عبر الطرق الألكترونية وعلى رأسها الإنترنت ، فإنه بات يحظى بحصة متنامية نتيجة لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية الفكرية ، حيث تعد التسجيلات الصوتية والمرئية والوسائط المتعددة والأقراص المدمجة والإنترنت أهم أشكال الإعلام الألكتروني الحديث.
كانت الهيئة العربية للمسرح وجرياً على عادتها في استلهام واستخدام كل انواع التحديث في مختلف مجالات عملها ، من السباقين في اللجوء الى هذه الوسيلة الحديثة (الإعلام الإلكتروني) الذي فرض وسيفرض واقعاً مختلفاً تماماً، إذ أنه لا يعد فقط تطويراً لوسائل الإعلام السابقة وإنما هو وسيلة احتوت كل ما سبقها من وسائل، فأصبح هناك الصحافة الإلكترونية المكتوبة، وكذلك الإعلام الإلكتروني المرئي والمسموع، حيث أن الدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته.
إيماناً من الهيئة العربية للمسرح بأن الإعلام الألكتروني هو إعلام المستقبل وجب الإهتمام به وآداؤه بالشكل الأمثل ، وهذا مالمسناه في الدورات الأخيرة لمهرجان المسرح العربي وبقية الفعاليات التي ترعاها وتدعمها الهيئة في هذا البلد العربي أو ذاك ، وقد لمسه المسرحيون في كل مكان من العالم الذين وفرت لهم الهيئة فرصة متابعة كل فعالياتها المسرحية بشكل متواصل بل ودقيق جداً ، وظهر ذلك جلياً في متابعة البث الألكتروني المباشر لكل الفعاليات من عروض ومؤتمرات فكرية وصحفية وورش ومسابقات مسرحية ، من عديد المسرحيين والمعنيين والمهتمين في الأوقات ذاتها التي نحضر ونشارك فيها ، نحن المدعوون ويقدمها مبدعو المسرح بمختلف تمظهراتهم دون تمييز وبنقاوة وجودة عالية في الصوت والصورة ، وبشكل مباشر وفي إطار مساحة واسعة من الحرية دون مراقبة أو إجراء أية عملية مونتاج على المادة الإعلامية لهذه الفعالية أو تلك .
في نهاية المطاف ، لا يمكن للتكنولوجيا وحدها أن تصنع إعلاماً الكترونياً ناجحاً ما لم يكن خلفها إعلامي مبدع ، في إطار الهيئة العربية للمسرح عامة ومهرجان المسرح العربي خاصة ، ويتمثل ذلك بفرسان الإعلام الألكتروني الجادين والمثابرين والدؤوبين وفي مقدمتهم ، الزميل حسن التميمي وبمعيته الشاب عبد العزيز التميمي وغيره من المعنيين بالهيئة ، وبمتابعة حقيقية من الأمين العام للهيئة والمخرج غنام غنام الذين استطاعوا أن يفرضوا واقعاً مختلفاً ومغايراً ، بما فيها وسائل التواصل الإجتماعي على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري ، متجاوزين واقع وسائل الإعلام التقليدية في وقت يتوجه فيه العالم اليوم بشكل عام نحو الإنترنت وتطبيقاته في المجالات المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق