تصنيفات مسرحية

الاثنين، 6 أبريل 2020

تخشون على عروشكم من الــ( اون لاين ) وليس على المسرح!!

مجلة الفنون المسرحية

تخشون على عروشكم من الــ( اون لاين ) وليس على المسرح!!

* عدي المختار 

طالعت بعض ماكتبه المسرحيين العرب وايضا تابعت من ابدى تأييداً لما نشروا , حول مخاوف  اساس لها  حول مستقبل المسرح في ظل تفشي العروض الرقمية ( اون لاين ) او الاصح وسط بروز مهرجانات مسرحية عربية ( اون لاين) , واقدر واثمن خوفهم اولاً على المسرح في زمن الكورونا , واوافقهم الراي بأن المسرح ثمة تمارين وخشبة وجمهور وتفاعل ولكن في ايام عصيبة كهذه يكون التفكير بهذا الامر ضرب من ضروب الخرف المبكر.

طبعا و لا اخفيكم سراً ضحكت جداً وانا اتابع هذه التكلسات التي تجتاح عقول بعض المسرحيين لا سيما ونحن في ظل عالم رقمي كبير تقدم وتطور اكثر بكثير فيما بقي هم في مكانهم يزاولون مهنة تقاذف القيء الذي ينظرون به هنا وهناك , ولانني رئيسا لمهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما ( اون لاين)  فلابد ان ابين بعض الامور لهم علها تزيح شيء من تليف افكارهم .

اولا : لايمكن للمسرحيين (( الحقيقين ))  ان يكونوا بمعزل عن جهود دولهم في مكافحة المخاطر والعمل كلاً من موقعه في التقليل من وطأة العزلة المنزلية التي نمر بها نتيجة لتفشي وباء كروونا وان كنت بالضد هذا يعني انك لا تحمل انسانية المسرح لان المسرح للناس .

ثانيا: في عرضك المسرحي المعتاد قد لا تحقق حضور الجمهور المرضي اما في العرض الرقمي ( اون لاين ) فانك قد تحقق حلما يراودك في نسبة المشاهدة و ولعل هناك تجارب عدة منها عروض الهيئة العربية للمسرح او حتى المقابلات المباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الفناننين والنجوم وولربما نسبة مشاهدة القنوات والاذاعات في مواقع السوشل ميديا خير دليل على انك قد تصل لمتلقي خارج نطاق حتى اهتمامك وموقعك الجغرافي .

ثالثا: لو اتعب الاخوة المسرحيين انفسهم وطالعوا شروط المهرجان لكتشفوا ان المهرجان ليس عروض مسرح مصورة سلفا او عروض من مهرجنات سابقة بل هي اعمال جديدة يتم تنفيذها امام العائلة وغايتنا فيها تقريب المسرح للعوائل التي غادرته منذ زمن بعيد وبات المسرح للنخبة فقط وبالتالي الخروج من زمن كروونا بخلق جمهور عائلي احب المسرح وتفاعل معه سيملأ مقاعد مسرحنا غداً .

مايهم هو ان المسرح رسالة سامية للشعوب وليس طقوس للمسرحيين فقط ,وليس وظيفة يستحصلون منها كلمة ( احسنت ) من مسؤول او شيخ ما , او راتبا اومبالغ مالية او استجداء دعوات مهرجانات او تذاكر طيران وغرف في فنادق خمس نجوم وليالي حمراء , وهذا تحديداً اكثر مايخشون منه, ذهاب الامتيازات التي يوفرها لهم المسرح ان بات المسرح رقمياً وتخلت عنهم مؤسساتهم في دولهم او في دول الخليج لان ببساطة اخر شيء يهمهم هو المسرح واللحاق بركب التطور طبعا.

 خلاصة القول : بالمسرح ( اون لاين ) ستصل رسالتك حتما لطيف واسع بلا حدود وتساهم في انجاز فعل مسرحي داخل دوامة الحجر كي لا تتكلس العقول اكثر مما هي فيه وهذا هو الاهم .

*كاتب ومخرج مسرحي عراقي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق