تصنيفات مسرحية

السبت، 11 يوليو 2020

جديد الهيئة العربية للمسرح: "كيف يتعامل المسرحيون مع مصاص دماء المسرح أرسطو طاليس؟ ملف إلكتروني (2)

مجلة الفنون المسرحية



     بعد أن أصدرت الهيئة العربية للمسرح العدد الأخير (25) من مجلة المسرح العربي في صيغة إلكترونية، وكذلك الملف الإلكتروني الأول "عزلة المسرح في زمن كورونا" تُصدر مؤخرا ملفا إلكترونيا ثانيا موسوما (كيف يتعامل المسرحيون مع مصاص دماء المسرح أرسطو طاليس؟) والذي شارك في صياغة محتواه عدد من مسرحيين متحدثين في قراءات مختلفة الآراء والرؤى حول كتاب الباحثة الفرنسية فلورانس دوبون (أرسطو أو مصاص دماء المسرح الغربي) والذي ترجمه إلى العربية الباحث المسرحي العراقي د.محمد سيف بمراجعة د.سعيد كريمي.
     كتاب فلورانس دوبون الذي ترجمه د.محمد سيف لكتاب، صدر في ثلاث طبعات (واحدة في المغرب عن منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، وثانية في مصر عن منشورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، والثالثة في العراق عن دار الفنون والآداب للطباعة والنشر والتوزيع).
ضم الملف الالكتروني (رقم 2) الصادر عن "الهيئة" بين غلافيه المواد التالية:
    مقالة الباحثة الفرنسية فلورانس دوبون والمعنونة "ليس من السهل ألا تكون أرسطوطاليسيا" ترجمة د.محمد سيف، وهي مقدمة ماتعة استهلت بها كتابها "أرسطو او مصاص دماء المسرح الغربي"  الصادر في 2007 بباريس عن (Aubier). الكتاب الذي أحدث ضجة كبيرة عند صدوره وما يزال يثير نقاشا وجدال كبيرين. وهو مشروع بحثي يبتغي، تفكيك كتاب "فن الشعر" لأرسطو ومفاهيمه، إنه محاولة للانعتاق هيمنة القواعد الأرسطية، ذلك أن الكوميديا الرومانية القديمة، تقول فلورانس دوبون، ظلت غائبة عن المسارح المعاصرة، وتم تجاهلها من قبل الدراسات المسرحية. و "بلاوتوس" و"تيرينس" - تضيف دوبون - لا يعجبان الكلاسيكيين ولا الحداثيين ولا ممتهني الأدب، ولا حتى محترفي المسرح. ولأجل فهم هذا الازدراء، ذهبت الباحثة الفرنسية لتستكنه جذور العلة، وتحدي المفاهيم الجمالية التي تسمم، في نظرها، المسرح الغربي. هذه المفاهيم التي اكتشفت أنها متجذرة في قواعد الشعرية الأرسطية التي غزت كل مناحي المسرح منذ ما يقارب قرنين من الزمان.
     المقالة الثانية هي مقدمة د.محمد سيف لترجمته التي انجزها لكتاب دوبون حيث يأخذنا في "رحلة موجزة في أوراق كتاب أرسطو أو مصاص دماء المسرح الغربي وترجمته" هي بمثابة تقديم غير متسلسل لبحوث ودراسات فلورنس دوبون. الغرض منها، كما يفصح سيف، إعطاء فكرة موجزة، عن طريقة تفكيرها المغايرة في البحث ونظرتها الجديدة للعلوم القديمة، ومدى تجدر هذه الأخيرة، في الفكر الغربي المعاصر الحالي. ويتابع سيف قائلا ان ترجمته لهذا الكتاب، خطوة نحو أصل المسرح، الذي كان أداء وليس نصا أدبيا كما صوره لنا أرسطو، ولقد انتظرنا طويلا حتى نتعرف على هذه الحقيقة التي يصعب قبولها دون أدلة، ومن هنا يأتي سبب سعينا لترجمة هذا الكتاب الصعب والمقلق للغاية.

     أما المادة الثالثة فهي "حوار مع الباحثة فلورانس دوبون حول كتابها ومشروعها الفكري": أضمومة من الأسئلة القلقة والعميقة، أعدها الباحث المسرحي د.عمر فرتات وطرحها على دوبون.. مع توالي الأسئلة والإجابات عنها يستشف القارئ الخلفية الفكرية والعلمية التي انطلقت منها دوبون لتأليف كتابها موضع النقاش وكل ابحاثها ودراساتها المسرحية الأخرى. وكيف تسعى من خلال ذلك إلى تشريح ثقافة المجتمعات الغربية التي احتكرت، كما تقول، الثقافة اليونانية والرومانية القديمة بدعوى أنها تنحدر منها مباشرة، وبهذه الطريقة جعلت منها أصلا لها. وتبعا لهذا المنطق فكل ما يحدد الثقافة الغربية، كالمسرح والفلسفة والقانون، يعتبرونه من اختراع اليونانيين والرومانيين.
     بعدها يجد القارء "مرافعة فلورانس دوبون ضد أرسطو" وهي دراسة أنجزها د.خالد أمين، يُدخلنا عبرها إلى أهم تمفصلات كتاب "دوبون"  مع إبراز تباين الرؤى الفكرية والجمالية ما بين أرسطو ودوبون، ومدى تعمق الهوة بينهما بخصوص الموقف من العرض المسرحي؛ الأدب الدرامي  وتحققه المادي... وكيف ان قواعد ارسطو تكرس سلطة النص وتعتبر 'اللعب' و'الفرجة' و'القناع' كلها ملحقات بالقصيدة، في حين ان أهم ما يميز نقد دوبون هو العودة إلى الأصول والسياقات الإغريقية واللاتينية واقتفاء آثار الأدائية Performativity في الفرجات الإغريقية والرومانية القديمة...
     في المادة الرابعة يجرنا المسرحي بوسرحان الزيتوني إلى الدخول في نقاش مع أفكار "دوبون" من خلال مقالته "الصوت والصدى.. محاولة في تحرير المسرح الغربي والتحرر منه"، الذي يرى فيه أن مشروع فلورنس "دوبون" ينبني على حقيقة كون المسرح في حياة الآثينيين والرمانيين هو نشاط لعبي ارتبط بسياقات طقوسية، ألعاب جماعية واجتماعية لا تهدف "حكي قصة"، ألعاب للمتعة الجماعية في احتفال تنتفي فيه كل التمايزات الاجتماعية والطبقية، اذ يصير الكل على مرتبة واحدة حكاما ومحكومين... وهو مسرح سابق على أرسطو، الذي "اخترع" مسرحا يخصه ولا علاقة للمدينة به. ليدخل بوسرحان في نقاش فكري وجمالي هام مع معظم ما طرحته "دوبون" في كتابها.
     وعن إبراز فكرة تحرير المسرح من أدبيته يطالعنا المسرحي العراقي د.بشار عليوي بمقالته الموسومة "فلورانس دوبون ومحمد سيف يُحرران المسرح من أدبيتهِ"، والتي يشرح ويحلل فيها اهم مقولات "دوبون" الفكرية خاصة مقولة أن المسرح لا علاقةَ لهُ بالأدب، هذه الحقيقة التي تم اغفالها، بسبب جمهرة الجبرتية والحكائين وأُدباء المسرح – يقول عليوي - الذين يُحاولونَ بشتى السُبل سحب المسرح من لعبيتهِ وطقسيتهِ وأدائيته الى منطقة الأدب كما فعل "ارسطو"...
     ليختم الملف بمقال "محاكمة أرسطو: قراءة في كتاب فلورانس دوبون" للباحث الشاب الحسين الرحاوي. والذي يذهب فيه الى تفصيل بعض ما هو مجمل في كتاب "دوبون" حيث ناقش بتركيز مجموعة من المفاهيم الواردة فيه "الثورات الأرسطية الثلاث" "ديكتاتورية الخرافة" "الأرسطية الجديدة"...الخ وفي النهاية يخلص الى ان يقول بصوت واحد مع فلورانس دوبون: " ليس من السهل ألا تكون أرسطو طاليسيا".


عن إعلام الهيئة العربية للمسرح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق